مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
إن إسرائيل قلقة جداً إزاء تعاظم قوة حزب الله في جنوب لبنان. هذه الرسالة عبر عنها أمس وزير المواصلات شاؤول موفاز، الذي يرئس الفريق الإسرائيلي للمحادثات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، خلال لقائه وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس. وقد جرى اللقاء تمهيداً للحوار الاستراتيجي الذي سيعقد لاحقاً بمشاركة 15 مسؤولاً رفيعي المستوى من إسرائيل والولايات المتحدة برئاسة [مستشار وزارة الخارجية الأميركية] إليوت كوهين. وقال موفاز: "إن حزب الله يسيطر على جنوب لبنان بشكل مطلق، وقد ضاعف عدد صواريخه طويلة المدى. في السابق كانت الأسلحة تنقل في الخفاء، أما اليوم فهناك ’أوتوستراد‘ من سورية إلى لبنان. ولهذا نجح الحزب في التسلح بهذه السرعة".
وعلى حد قول موفاز فإن حزب الله يجهز نفسه للمعركة المقبلة، وقد أُفرغ قرار مجلس الأمن 1701 من مضمونه تقريباً. إن وجود كل من اليونيفيل والجيش اللبناني في الجنوب يكاد يكون بلا جدوى، ولا يشكل عائقاً أمام تعاظم قوة حزب الله".
بالإضافة إلى ذلك تحدث موفاز بلهجة لاذعة ضد إمكان الانسحاب من هضبة الجولان، خلافاً للرسائل التي صدرت كما يبدو عن رئيس الحكومة إيهود أولمرت بهذا الشأن، وقال: "إن تسليم هضبة الجولان إلى سورية معناه وجود إيرانيين في الهضبة. وكما أن لإيران موطئ قدم أمامياً في جنوب لبنان و موطئ قدم أمامياً في قطاع غزة، سيكون لها موطئ قدم أمامي في الجولان. وفي ظل هذا الواقع فإن هضبة الجولان رصيد استراتيجي لا يجوز تسليمه للسوريين".
وقال موفاز في حديث مع مراسلين صحافيين إسرائيليين في واشنطن إن الفريق الإسرائيلي سيطرح على طاولة المحادثات مع الأميركيين أن "إيران تواصل جهودها للحصول على سلاح نووي، كما تواصل تدخلها المباشر في منطقتنا، في جنوب لبنان وقطاع غزة والعراق، وتسعى بتصميم للحصول على سلاح نووي وإطالة مدى صواريخها البالستية".
تبادلت إسرائيل وحركة "حماس" الاتهامات عقب مقتل أم فلسطينية وصغارها الأربعة في منزلهم في شمال قطاع غزة أمس في أثناء قيام الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على مسلحين. وادعى الفلسطينيون أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار على منزل العائلة، في حين أعلن الجيش أن طائرة استطلاع تابعة لسلاح الجو أطلقت صاروخاً على مسلَّحَيْن فلسطينيين تسبب بانفجار مواد ناسفة كانا يحملانها وأوقعت إصابات في صفوف المدنيين. وكانت قوات من لواء غولاني تساندها قوات من سلاح الهندسة دخلت إلى منطقة قريبة من بلدة بيت حانون يستخدمها المسلحون لإطلاق الصواريخ على النقب، فنشبت اشتباكات بين الطرفين. وبحسب ادعاء الجيش الإسرائيلي، أطلقت طائرة استطلاع صاروخاً على مسلَّحَيْن كانا يطلقان النار على الجنود وتم التأكد من إصابتهما. وبحسب الرواية الفلسطينية فقد أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة على المنزل، على الرغم من أن المسلَّحَيْن لم يكونا قريبين منه، أدت إلى مقتل الأم وصغارها في أثناء تناولهم الفطور.
وفي حادثة أخرى وقعت خلال عملية الجيش الإسرائيلي في شمال القطاع، قتل الجيش مسلَّحَيْن ينتميان إلى لجان المقاومة الشعبية، وأصيب ثلاثة من جنود الجيش الإسرائيلي بجروح طفيفة. وأعلنت الخدمات الصحية في القطاع أن ما يزيد على عشرين جريحاً نقلوا إلى المستشفيات، بينهم عشرة في حالة الخطر الشديد.
و أطلق فلسطينيون ما لا يقل عن 18 صاروخ قسام وعشرات قذائف الهاون على النقب الغربي لم تسفر عن وقوع إصابات، لكن عدداً من الأشخاص أصيبوا بصدمة الهلع، ولحقت أضرار بأحد المنازل.
قالت مصادر رفيعة المستوى في القدس إن قوة اليونيفيل تتعمد إخفاء معلومات عن مجلس الأمن بشأن نشاط حزب الله جنوبي نهر الليطاني. فخلال الستة أشهر الفائتة، وقع ما لا يقل عن أربع حوادث اكتشف فيها جنود اليونيفيل ناشطين مسلحين تابعين للحزب، لكنهم لم يفعلوا شيئاً ولم يرسلوا تقريراً كاملاً بهذا الشأن إلى مجلس الأمن.
ويسود الجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية غضب كبير من أداء اليونيفل في جنوب لبنان خلال الفترة الأخيرة، وخصوصاً من التساهل الذي يبديه قائد القوة الجنرال الإيطالي كلاوديو غراتسيانو في كل ما يتعلق بالتفويض الملقى على عاتقه بموجب قرار مجلس الأمن 1701.
ومؤخراً، قال مسؤولون رفيعو المستوى في الجيش الإسرائيلي، في مناقشات مغلقة، إن غراتسيانو يحاول إخفاء حقيقة الوضع الميداني، مشيرين إلى أنه "يعرض أنصاف الحقائق كي يتجنب الوقوع في إرباك، والدخول في مواجهات مع حزب الله". وفي المقابل، قال مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس إن "سياسة التستر والتمويه لن تصمد فترة طويلة، ونأمل بأن تتغير الأمور بعد أن تم الكشف عن إخفاء المعلومات".
تنتظر إسرائيل نتائج اللقاء الذي سيعقد بين ممثلين عن حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية الأخرى في القاهرة الأربعاء المقبل قبل أن تبلور موقفها النهائي من اتفاق التهدئة في قطاع غزة. وترى المؤسسة الأمنية أنه إذا لم تنجح الحركة في جعل الفصائل الأصغر، وخصوصاً حركة الجهاد الإسلامي، تلتزم التهدئة فلن يكون للاتفاق وزن كبير. ومن دون لجم باقي الفصائل بصورة تامة، فإن إطلاق الصواريخ من القطاع سيتجدد بسرعة، وستنهار التفاهمات بشأن التهدئة.
إن إسرائيل، رسمياً، ليست طرفاً في الاتفاق الذي تتم بلورته بين "حماس" ومصر، لكن من الناحية الفعلية، يتلقى ديوان رئيس الحكومة ومكتبا وزير الدفاع ووزيرة الخارجية تقارير مستمرة عن وضع الاتصالات التي تجريها مصر بالحركة والفصائل الأخرى. وإذا توصلت مصر إلى اتفاق مع الفصائل كلها، فإن مدير المخابرات المصري الجنرال عمر سليمان، الذي يقوم بتنسيق الاتصالات، سيقوم بزيارة إسرائيل خلال وقت قريب.
•امتنع الجيش الإسرائيلي، أمس، من تحمل أي مسؤولية عن مقتل ميسر أبو معتق وأطفالها الأربعة في بيت حانون. فبحسب روايته، لقيت الأم وأطفالها مصرعهم نتيجة انفجار حقيبتين كان يحملهما ناشطان من الجهاد الإسلامي، عندما أطلقت طائرة إسرائيلية صاروخين عليهما.
•على الرغم من ذلك، لم يقم الجيش أمس بتعميم فيلم على وسائل الإعلام يوثق إطلاق الصاروخين والانفجارات التي ترتبت على ذلك. فمن الصعب تصديق أنه بعد سبعة أعوام ونصف عام من اندلاع الانتفاضة، لا يوجد لدى الجهات المعنية إدراك لأهمية الرد المباشر في الساحة الإعلامية، ولذا فمن المنطقي أكثر الافتراض أن الفيلم لا ينطوي على شهادة قاطعة تعزز روايته.
•من غير الأكيد أن تؤثر عملية القتل، أمس، في المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار. إن الجناح السياسي لحركة "حماس" متلهف لتحقيق تهدئة، على الرغم من وجود تحفظات لدى الجناح العسكري. غير أن الاختبار الأهم يبقى رهناً بقدرة الحركة على فرض سيادتها على الفصائل الأصغر منها.
•لا يزال الجيش الإسرائيلي يتصرف، إلى الآن، كما لو أن ليس هناك هدنة وشيكة. إن هذا الأمر مبرر من الناحية الاستخبارية، على الرغم من صعوبة فهمه من الناحية السياسية. لقد انجرت إسرائيل إلى التهدئة بسبب ضغوط مصر، وخوف الحكومة من وقوع خسائر كبيرة في صفوف الجيش في حال مطالبته باحتلال غزة، غير أنها لا تتجه إلى التهدئة برضًى كامل. ولا عجب في أن الجيش يمارس الضغط كي يهاجم بضعة أهداف في القطاع قبل أن يُعلَن وقف إطلاق النار.
•تدل تجربتنا السابقة على أننا لم نتعامل بجدية مع ما كان يقوله الزعماء العرب بصورة علنية. فمثلاً لم نتعامل بجدية مع خطاب [الرئيس المصري السابق] أنور السادات، الذي أعلن فيه أنه على استعداد للتضحية بمليون جندي مصري من أجل تحرير سيناء، فواجهنا حرب يوم الغفران [أكتوبر 1973]. كما أننا لم نصدق خطاب السادات الذي قال فيه إنه على استعداد للظهور شخصياً أمام الكنيست من أجل إحراز السلام.
•كان من حسن حظنا أن مناحم بيغن هو الذي تولى منصب رئيس الحكومة في إبان الخطاب الثاني، لا غولدا مئير، التي لم تصدق أبداً أي كلمة قالها زعيم عربي. ويمكن القول إن [رؤساء الحكومة السابقين] يتسحاق رابين وبنيامين نتنياهو وإيهود باراك عملوا، بقدر معين من الحماسة، لإحراز تسوية سلمية مع سورية. غير أن محاولاتهم جميعها باءت بالفشل، سواء بسبب تصلب الرئيس حافظ الأسد، أو بسبب حب الشعب الإسرائيلي لهضبة الجولان ومناظرها الجميلة، ورفض المؤسسة الأمنية الإسرائيلية التنازل عنها لأسباب استراتيجية.
•إن إعلان [الرئيس السوري] بشار الأسد أخيراً أنه على استعداد للتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، بحسب ما نقل عنه رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، هو من صنف التصريحات التي يجب دراسة النهاية التي تؤدي إليها.
•إن لسورية حقاً رسمياً في هضبة الجولان التي لا تعتبر بالنسبة إلينا جزءاً من حلم أرض إسرائيل الكبرى. كما أن تجربتنا معها في احترام الاتفاقات المتعلقة بكل ما يحدث في منطقتها الحدودية هي تجربة تثير الرضى. لذا فإن عقد اتفاق سلام معها مسألة يتعين على أي زعيم إسرائيلي أن يدرسها بتعمق كبير، وأن يشمل ضمن الاتفاق طرد قيادات "المنظمات الإرهابية" من دمشق، ووقف تزويد حزب الله بالصواريخ، والأهم من ذلك كله قطع العلاقة الاستراتيجية مع إيران.
•ما من شيء في إمكانه أن يغير الوضع في الشرق الأوسط بصورة إيجابية أكثر من اتفاق سلام إسرائيلي - سوري.
•لا ينجح رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، على الرغم من الجهود التي يبذلها، في التخلص من صورة الشخص المتسرع الذي لا يبعث على الثقة بتفكيره السديد. لقد سارع أولمرت، قبل عامين، إلى شن حرب لبنان الثانية، وهو يرسل الآن رسائل سلمية، في الظاهر، إلى [الرئيس السوري] بشار الأسد، بعد أن رفض، طوال فترة ولايته، إشارات المصالحة الصادرة عن دمشق كافة.
• يجدر أن نأخذ ردة فعل الجمهور العريض في الاعتبار، سواء أكان موقف أولمرت الجديد إزاء دمشق تغير، أم أنه مجرد خدعة تكتيكية. فقد دل استطلاع للرأي العام نشرته "يديعوت أحرونوت"، قبل ثلاثة أيام، على أن 32% من السكان في إسرائيل عامة يؤيدون الانسحاب الكامل من هضبة الجولان، وأن 74% منهم لا يؤمنون بأن نيات الأسد السلمية جادة.
•إن الصدى الحقيقي لمواقف الجمهور هذه انعكس أيضاً في ردات فعل المؤسسة السياسية على الأنباء بشأن الاتصالات بدمشق. ومن ذلك، مثلاً، مبادرة عضو الكنيست دافيد طال، من حزب كاديما الحاكم، إلى تسريع مناقشة مشروع قانون يلزم الحكومة إجراء استفتاء عام بشأن التنازل عن هضبة الجولان والقدس. كما برزت أصوات من داخل الحكومة أبدت استغرابها من تداول موضوع على هذا القدر من الأهمية في ديوان رئيس الحكومة قبل أن يُناقش في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية ـ الأمنية.
•إن ذلك كله يعني أن أولمرت لا يحظى بالشرعية للمبادرة إلى تحقيق تسوية مع سورية، يكون ثمنها التنازل المطلق عن هضبة الجولان. إذا كان أولمرت يرغب حقاً في تسوية كهذه، فيتعين عليه أن يجند تأييداً شعبياً واسعاً لمبادرته السلمية، كما فعل أسلافه. إن رئاسة الحكومة هي موقع مهم لبلورة الرأي العام، وأولمرت ليس شخصاً مبتدئاً في هذا المجال، وفي إمكانه أن يحقق الدعم الشعبي المطلوب لخطوة من هذا القبيل.
•إن إسرائيل الآن في موقع حساس للغاية، من الناحية الاستراتيجية ـ السياسية. فسيطرة "حماس" على قطاع غزة تبدو قوية أكثر من السابق، كما أن هناك تعاظماً في قوتها وضعفاً نسبياً في قوة أبو مازن في الضفة الغربية أيضاً. بالإضافة إلى ذلك، فإن عملية المحادثات الهادئة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية لا تحظى بثقة الجمهور الإسرائيلي العريض، وفي خلفية ذلك كله، هناك التهديد الإيراني، وتعاظم قوة الإسلام في العالم العربي، اللذان يؤثران في النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني.
•إن القيادة الإسرائيلية، على الرغم من التصريحات الإيجابية الصادرة عنها، لا تقوم بما هو مطلوب من أجل تحسين الوضع. فالثلاثي إيهود أولمرت وإيهود باراك وتسيبي ليفني يتصرفون مثل قادة الألوية العسكرية في نابلس أو رام الله، الذين تُلقى على كواهلهم مهمة واحدة فقط هي منع العمليات المسلحة، بينما يتوجب على القيادة الحقيقية ألاّ تكون خاضعة للتحذيرات الأمنية.
•على القيادة الإسرائيلية أن تتحمل المسؤولية فتطلب من قيادة الجيش أن تخفض، بالتدريج، من عدد الحواجز العسكرية والسواتر الترابية في أنحاء الضفة الغربية كلها، وتحترم السيادة الفلسطينية قدر الإمكان، وتعيد طرق المواصلات التي كان يستخدمها الفلسطينيون والإسرائيليون بصورة مشتركة إلى سابق عهدها، وتسرع في استكمال بناء الجدار الفاصل. إن هذه ليست مجرد شعارات، وإنما خطوط حقيقية من أجل العمل، ويمكن تطبيقها.
•يتعين علينا أن ندرس ما إذا كان هناك إمكان للتوصل إلى تسوية وسلام مع جيراننا، وما إذا كانت الطريق الحالية ستؤدي إلى اختراق الوضع القائم. لا يجوز أن تكون الاعتبارات الداخلية، الناجمة عن الخوف من دفع الثمن السياسي، هي أساس استراتيجيتنا. وإذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن فإن التدهور آتٍ لا محالة.
•لدى أبو مازن أسباب وجيهة كي يقلب الطاولة، وتصريحه الاستثنائي أول من أمس في واشنطن بأنه فشل في أن يدفع المفاوضات السياسية مع إسرائيل قدماً يدل على مدى خطورة وضع قيادة السلطة الفلسطينية. إن أقواله، في ختام لقائه مع الرئيس الأميركي جورج بوش، تعكس خشية قيادة "فتح" أن يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار، الآخذ في التبلور بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة، إلى جعل السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية طرفاً مهمّشاً تقريباً.
•إذا ما أُعلن وقف إطلاق النار في غزة في وقت لاحق من هذا الأسبوع فإن ذلك سيعمق الفشل الذريع للسلطة الفلسطينية، في الوقت الذي تواصل إسرائيل خرق تعهداتها بإزالة حواجز عسكرية في الضفة، ولا تحقق المفاوضات بشأن الحل الدائم أي تقدم يذكر. بذا ستحقق "حماس" أهم الإنجازات في تاريخها، إن لم يكن الإنجاز الأهم على الإطلاق.
•بحسب مصادر فلسطينية ومصرية فإن اتفاق وقف إطلاق النار (والذي لن تكون إسرائيل طرفاً رسمياً فيه) سيشمل وقف القتال في القطاع في مقابل رفع الحصار عنه. ومن شأن ذلك أن يعتبر، في نظر الرأي العام الفلسطيني، إثباتاً على أن طريق "حماس" فقط هي التي في إمكانها تحقيق إنجازات، وأن جهود السلطة الفلسطينية كي تمارس إدارة بوش ضغوطاً على إسرائيل للتوصل إلى تسويات سياسية لم تحقق أي نتيجة حتى الآن.
•في ظل مثل هذه الأوضاع، يصبح انتصار "حماس" في أي انتخابات تشهدها المناطق [المحتلة] في المستقبل، مضموناً. وبحسب مزاعم الحركة فإن وقف إطلاق النار سيبدأ في القطاع في المرحلة الأولى، غير أنه في حالة استتباب الهدوء فيه لستة أشهر، فإنه سيمتد إلى الضفة الغربية أيضاً. وإذا ما قبلت إسرائيل هذا المطلب (وهو ما لم يتضح بعد) فإن ذلك يعني أن "حماس" ستصبح صاحبة الأمر والنهي في الضفة أيضاً.
•هناك نقطة ضعف أخرى في الاتفاق هي عدم اشتماله على صفقة للإفراج عن الجندي المختطف غلعاد شاليط، إذ إن إسرائيل ستفقد وسيلة ضغط لتحريك صفقة تبادل إلى الأمام، فور رفع الحصار عن غزة. إن من شأن ذلك أن يكون تكراراً للقرار رقم 1701، الذي أنهى حرب لبنان الثانية، حيث تمت التضحية بمصير الجنديين المخطوفين لمصلحة إعادة الهدوء [على الحدود الشمالية].
•أثارت طريقة نشر الأنباء المتعلقة بالموقع السوري [الذي تعرض للقصف في أيلول/ سبتمبر 2007] في وسائل الإعلام، الغضب العارم لدى جهاز الأمن العام والجيش الإسرائيليين، نظراً إلى ما ينطوي عليه ذلك من كشف للقدرات الاستخبارية السرية. ولا تكمن المشكلة في الصور التي التقطت من الجو أو من الفضاء، وإنما في الصور التي التقطت داخل الموقع أو من حوله. ولا يدور الحديث عن صور من الأرشيف، وإنما عن صور التقطت، على ما يبدو، قبل نحو عام أو ربما أكثر.
•إن من التقط هذه الصور هو شخص أو ربما أشخاص من داخل الموقع أو حوله، ومع ذلك لا يهم بتاتاً من التقط الصور، لأن المهم هو أنها تكشف عن قدرات ومصادر استخبارية. إن ما حدث هنا هو كشف عن وجود ثغرة في عمل منظومة الحراسة والاستخبارات السورية. ولا شك في أن السوريين بدأوا، منذ اللحظة التي نُشرت فيها هذه الصور، بذل كل ما في إمكانهم من أجل تحديد هذه الثغرة والقضاء عليها.
•إن سورية هي عدو مرير، والقدرة على التغلغل إلى قلب أسرارها هي رصيد وطني لا يقدّر بثمن، وربما لا بديل له. إن مجرد الحديث عن هذه القدرة يمكن أن يلحق الضرر الكبير بها، فما بالك بوضع يتم فيه نشر إنجازاتها على مرأى العالم أجمع.
•إن الحجج كلها التي قد تلجأ إسرائيل إليها لا تبرر مسّ هذا الرصيد الوطني الاستخباري. لقد كان في إمكان إسرائيل، إذا ما حصلت بنفسها على هذه الصور فعلاً، أن تريها للأميركيين فقط لا أن تسلمها لهم.