مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
رئيس شعبة الاستخبارات: في غضون سنتين صواريخ في بئر السبع أيضاً
رفع مستوى العلاقات الأمنية - الاستراتيجية على جدول أعمال زيارة بوش
مقالات وتحليلات
شتات في وطنهم
سقوط صاروخ "غراد" في عسقلان
ساعة الحسم في قطاع غزة باتت قريبة
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 15/5/2008
رئيس شعبة الاستخبارات: في غضون سنتين صواريخ في بئر السبع أيضاً

حذر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء عاموس يادلين، في مقابلة مع صحيفة "هآرتس"، من أن "كل بلدة تقع ضمن مدى 40 كم حول قطاع غزة ستصبح في مرمى صواريخ حركة 'حماس'"، ومن ضمنها: أسدود، وكريات غات، وبئر السبع. وعلى حد قوله، فإن الحركة ستبلغ هذه القدرة بحلول سنة 2010. وسقط أمس صاروخ غراد على مجمّع تجاري في عسقلان، وأصابه إصابة مباشرة. وقالت مصادر أمنية أمس، إن من المتوقع أن ترد إسرائيل بتوسيع نطاق عملياتها في القطاع، لكن من دون السيطرة عليه.

وتطرق يادلين أيضاً إلى وضع إسرائيل الاستراتيجي في مقابل إيران وحزب الله وسورية والسلطة الفلسطينية وحركة "حماس"، وقال إن الحركة تحاول أن تنشئ في غزة ميزان ردع في مقابل إسرائيل، على غرار حزب الله في لبنان؛ وكجزء من هذه المحاولة، فإنها تعمل على توسيع مدى قدرتها على ضرب الأراضي الإسرائيلية. وعلى حد قوله، فإن "حماس" تملك ما يصل إلى مئات من الصواريخ التي يبلغ مداها 20 كم، وهي تسعى لإطالة هذا المدى. وأضاف أنه إذا لم تعالج المشكلة فستصبح مدن أخرى في مرمى صواريخ "حماس". 

وقد أسفر سقوط الصاروخ على المركز التجاري عن إصابة نحو 100 شخص أصيب أربعة منهم بجروح بليغة، وهم امرأة وطفلتها وامرأتان أخريان. كما لحقت بالمبنى أضرار كبيرة، ونشب فيه حريق. ومنذ تموز / يوليو 2006 سقط على عسقلان 22 صاروخ غراد و13 صاروخ قسام. وأعلنت الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة التي يرئسها أحمد جبريل مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ أمس. 

وعلى الرغم من إطلاق الصاروخ، لم تتخذ إسرائيل قراراً بشن حملة عسكرية واسعة في قطاع غزة. وقالت مصادر أمنية إن من المتوقع أن يلجأ الجيش الإسرائيلي، بعد انتهاء زيارة رئيس الولايات المتحدة جورج بوش، إلى تصعيد عملياته الهجومية في القطاع بدرجة معينة، لكن لا توجد في هذه المرحلة نية احتلال أجزاء منه بصورة دائمة. 

وخلال اللقاء الذي تم بين رئيس الحكومة إيهود أولمرت والرئيس بوش أمس، قال أولمرت إن "لحظة الحسم في غزة باتت قريبة". وأضاف أنه إذا فشلت الجهود الرامية إلى التوصل إلى تهدئة مع "حماس"، فلن يكون هناك مفر من حملة عسكرية إسرائيلية. وعلى حد قوله، فإن هدف الحملة إرغام الحركة على قبول الشروط الإسرائيلية للتهدئة، لا احتلال غزة، أو شن حملة طويلة الأجل تؤدي إلى وقوع عدد كبير من الخسائر البشرية. وكان اللقاء بين أولمرت وبوش انتهى قبيل دقائق معدودة من سقوط الصاروخ على عسقلان. وفي مؤتمر صحافي بعد اللقاء قال أولمرت إنه لن يكون في وسع إسرائيل تحمُّل استمرار الهجمات ضد مواطنيها، وأضاف: "نأمل بألاّ نضطر، بهدف وقف الهجمات، إلى العمل ضد 'حماس' بوسائل أخرى مستخدمين القوة العسكرية الإسرائيلية، التي لم تبدأ إسرائيل استخدامها بصورة جدية. غير أن هذا الأمر يتوقف كلياً على [تلقي إسرائيل] رداً إيجابياً على المبادئ التي وضعتها [للتهدئة]". 

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" (14/5/2008) أسفر سقوط الصاروخ على المركز التجاري في عسقلان عن إصابة 15 شخصاً، بينهم أربعة أصيبوا بجروح بليغة، و 11 أصيبوا بجروح متوسطة، في حين تمت معالجة 26 شخصاً جراء إصابتهم بصدمة الهلع.

وبعد بضع ساعات من سقوط الصاروخ هاجم سلاح الجو عناصر وحدات استطلاع تابعة لحركة "حماس" في حي الشجاعية بغزة ("يديعوت أحرونوت"، 15/5/2008)، وأعلنت مصادر فلسطينية مقتل ناشطَيْن من الحركة، وإصابة اثنين آخرين نتيجة الهجوم. 

 

وخلال العمليات التي نفذها الجيش الإسرائيلي في القطاع أمس، أصيب قائد كتيبة تابعة للواء غفعاتي حين أُطلقت قذائف هاون على قوات الجيش الإسرائيلي، التي ردت بإطلاق النار. وأطلقت طائرة تابعة لسلاح الجو صواريخ على مجموعة من المسلحين. وقُتل أحد ناشطي "حماس" في هذه العملية، بينما قُتل ثلاثة فلسطينيين آخرون في عمليات أخرى نفذها الجيش الإسرائيلي في منطقة جباليا، بينهم عنصر من "حماس" ومدنيان. 

 

"هآرتس"، 15/5/2008
رفع مستوى العلاقات الأمنية - الاستراتيجية على جدول أعمال زيارة بوش

عقد رئيس الحكومة إيهود أولمرت جلسة عمل أمس مع رئيس الولايات المتحدة جورج بوش تمحورت حول الموضوع الإيراني، ورفع مستوى المساعدات الأمنية لإسرائيل، والتعاون الاستراتيجي بين البلدين. وناقش كلاهما في محادثة مغلقة، ثم في محادثة جرت بحضور وزير الدفاع إيهود باراك، سلسلة من الأنشطة الرامية إلى إحباط البرنامج النووي الإيراني، وبينها، على الأرجح، الخيار العسكري.

واشترك في جلسة العمل أيضاً وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، ورئيس هيئة الأركان العامة غابي أشكنازي، ومستشارو أولمرت. وعرض باراك وأشكنازي على الرئيس الأميركي سلسلة من الحاجات الأمنية الإسرائيلية، مع التشديد على نظم أسلحة ترغب إسرائيل في الحصول عليها أو شرائها من الولايات المتحدة.

وقال بوش بعد اللقاء إن "الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل ضد التهديد الذي تمثله إيران النووية على وجودها". وأكد أولمرت أن هذه الأخيرة تشكل "خطراً من الدرجة الأولى على أمن المنطقة وإسرائيل"، وذكر أن جهداً دولياً يُبذل، برئاسة الولايات المتحدة، من أجل محاولة لجم المحاولات الإيرانية الحصول على قوة نووية. 

وأطلع أولمرت الرئيس بوش على تقدم المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين بشأن القضايا الجوهرية. وبعد اللقاء قال أولمرت: "إننا معنيون بالتزام الإطار الزمني الذي تحدثنا عنه في أنابوليس، وعلينا التوصل إلى تفاهم يحدد أطر تنفيذ حل الدولتين، ويشمل معالجة قضايا الحدود واللاجئين والترتيبات الأمنية، ويرسم أيضاً في نهاية المطاف إطار معالجة قضية القدس في مرحلة لاحقة". 

 

وطُرحت خلال اللقاء مسألة الوضع في لبنان، وقال بوش إن "ما يثير الاهتمام في أحداث لبنان هو أن حزب الله، الذي يزعم أنه يدافع عن لبنان ضد إسرائيل، تحول الآن ضد شعبه". وأضاف أن هذا الأمر "هو جهد إيراني لتقويض الديمقراطية الفتية، والولايات المتحدة تقف بصلابة إلى جانب حكومة [رئيس الوزراء] فؤاد السنيورة".

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 15/5/2008
شتات في وطنهم
ميرون بنفنستي - معلق سياسي

[لمضمون: الفلسطينيون طردوا من منازلهم بصورة غير قانونية وعلى إسرائيل أن تسمح لمن بقي منهم هنا أن يعودوا إلى قراهم]

يدعي الإسرائيليون أن تحميلهم المسؤولية المطلقة عن نكبة الفلسطينيين هو تحريض ضد وجود إسرائيل، ودعوة إلى إبادتها، علاوة على أن العرب أنفسهم هم المسؤولون عن النكبة، لأنهم بدأوا الحرب، بينما دافعت إسرائيل عن نفسها.

إن التظاهرة الرئيسية التي جرت في صفورية [للفلسطينيين في الداخل] تسلط الأنظار على إحدى ظواهر النكبة المثيرة للغضب. والمقصود هو طرد سكان عرب (هم الآن مواطنون في إسرائيل) من قراهم بعد انتهاء العمليات الحربية، من أجل إسكان المهاجرين اليهود الجدد بدلاً منهم.

لقد كان طرد هؤلاء السكان نتيجة خطة حكومية، لا مبادرة محلية. وقد رأى المطرودون، الذين لجأوا إلى القرى المجاورة، كيف يسكن أناس آخرون في بيوتهم ويفلحون أراضيهم. وليس في إمكان أي ذريعة أن تفسر هذا الإثم التاريخي المستمر إلى الآن.

 

إن تصحيح هذا الإثم قد يشكل سابقة، ويعبّر عن حسن النية، ويُعتبر مرحلة أولى في طريق طويلة لحل مشكلة اللاجئين ولتقاسم المسؤولية عن النكبة. لا شك في أن اقتراح تصحيح من هذا القبيل يعتبر ساذجاً للغاية في ظل الأجواء السائدة في الوقت الحالي، غير أن مجرد طرح المشكلة مرة أخرى قد يزيد الوعي بمعاناة أناس يشاهدون حطام بيوتهم منذ 60 عاماً.

 

"يديعوت أحرونوت"، 15/5/2008
سقوط صاروخ "غراد" في عسقلان
أليكس فيشمان - معلق عسكري

•في حرب لبنان الثانية نسيت الحكومة الإسرائيلية أن تعلن أنها تخوض حرباً، وفي حرب الاستنزاف الحالية ضد غزة نسيت كيف يجب أن تحارب أصلاً. كما نسيت أن واجبها المركزي هو الدفاع عن أمن سكان البلد، لا محاولة إرضاء الأميركيين أو المصريين أو الأوروبيين.

•لقد اخترعت القيادة السياسية ـ الأمنية الإسرائيلية ذريعة لعدم القيام بأي شيء، وهي الذريعة التي أسمتها بـ "نافذة فرص". وقيل في هذه المؤسسة إنه لا يجوز القيام بعمليات عسكرية خلال الفترة الواقعة بين عيد الفصح [العبري] وزيارة الرئيس الأميركي جورج بوش. غير أن الحقيقة هي أن هذه القيادة تخشى فشلاً عسكرياً آخر، ولجنة تحقيق أخرى. ولا يجوز إدارة شؤون دولة على هذا النحو.

•إن سكان المستوطنات المحاذية لغزة، الذين قرروا أن يخلوا أبناءهم من هناك، هم على حق، إذ إنهم فقدوا الثقة بالقيادة. والجنود الإسرائيليون يجدون أنفسهم في وضع لا يحسدون عليه، بعد مطالبتهم بالعمل بوتيرة منخفضة لا تمكّنهم من أداء واجبهم.

 

•إن ما حدث في عسقلان، أمس، لم يكن مفاجئاً، إذ إن إصابة صاروخ "غراد" لهدف مدني، كانت مسألة وقت. إن ما يتعين علينا إدراكه هو أن "حماس" تسعى لوقف إطلاق النار لأن وضعها سيء، ولأن قيادتها السياسية تخشى أن يؤدي الحصار والضغوط العسكرية إلى تأليب السكان عليها، وبناء عليه، فإن إطلاق الصواريخ يهدف إلى ممارسة الضغط علينا كي نقبل التهدئة بحسب شروطها. ما من شك في أنه ليس في إمكان "حماس" أن تصمد أمام ضغط عسكري متواصل، وفي الإمكان التوصل إلى تهدئة تتضمن شروطاً أفضل لإسرائيل، بما في ذلك الإفراج عن الجندي المختطف غلعاد شاليط.

 

"معاريف"، 15/5/2008
ساعة الحسم في قطاع غزة باتت قريبة
عمير ربابورت - معلق عسكري

•لن تمر إسرائيل مرور الكرام على سقوط صاروخ "غراد" في مجمع تجاري في عسقلان. وكان في الإمكان التقدير، يوم أمس، أنه ستكون هناك ردة فعل إسرائيلية قريبة، غير أنه من الواضح مسبقاً أن هجوماً انتقامياً لن يقلل من إطلاق الصواريخ على المستوطنات المحيطة بغزة، بل ربما يؤدي إلى تصعيده في المدى القريب.

•إن السؤال المصيري المطروح الآن هو: هل ستصدر الأوامر إلى الجيش الإسرائيلي بشن عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة، أو سيتم وقف إطلاق النار، بوساطة مصرية، من دون إعادة الجندي غلعاد شاليط إلى إسرائيل؟ بحسب ما بدت الأمور عليه يوم أمس، فقد حدثت خطوة أخرى في الطريق التي ستؤدي قريباً إلى دخول قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي إلى عمق القطاع.

• لو أن الصاروخ الذي أُطلق أمس على عسقلان سقط في منطقة خالية من السكان لكان عديم الأهمية، غير أن سقوطه في أكبر مجمع تجاري في المدينة، وتسببه بوقوع إصابات كثيرة، جعلا منه محطة مهمة في طريق المواجهة الحتمية بين إسرائيل و"حماس".

 

•من المتوقع أن تجري اليوم مداولات أمنية واسعة النطاق، لكن أصبح واضحاً منذ يوم أمس، أن كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية باتوا يرون أن عملية عسكرية واسعة في غزة، على غرار "السور الواقي"، هي عملية حتمية.