مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
اجتمع مسؤولون إسرائيليون ومصريون وأميركيون وفلسطينيون رفيعو المستوى في القاهرة في نهاية الأسبوع الماضي في إطار لجنة رباعية برئاسة المنسق الأمني الأميركي الجنرال كيث دايتون. وبحث في الاجتماع موضوع تهريب الأسلحة من سيناء إلى غزة عبر الأنفاق. وأفادت مصادر فلسطينية لصحيفة "هآرتس" أن المصريين قالوا إنهم سيعززون التعاون الاستخباراتي مع إسرائيل في موضوع تهريب الأسلحة، وكذلك في الاهتمام بأمر المطلوبين الفلسطينيين الذين يصلون إلى الجانب المصري من معبر رفح. ووصفت المصادر المباحثات بأنها كانت إيجابية، لكن تم خلالها توجيه انتقاد إلى النشاط المصري الذي لم ينجح حتى الآن في خفض عمليات تهريب الأسلحة إلى غزة عبر الأنفاق.
وعلمت "هآرتس"، أمس، أن الأردن نقل إلى أجهزة الأمن الفلسطينية التابعة للرئيس محمود عباس، قبل نحو أربعة أشهر، 3000 بندقية من طراز إم - 16 بموافقة إسرائيل. وكانت مصر قد نقلت إلى الأجهزة التابعة لعباس، كما كشفت الصحيفة مؤخراً، نحو 2500 بندقية من طراز كلاشنكوف. كما نقل البلدان إلى أجهزة الأمن الفلسطينية ما يزيد على ثلاثة ملايين طلقة.
أصيب أحد جنود الجيش الإسرائيلي إصابة متوسطة نتيجة تعرضه لإطلاق النار في مخيم جنين ليلة أمس. وكانت قوة من سلاح المظليين دخلت المخيم، وتجولت فيه، ومكثت في إطار نشاطها العملاني في أحد المنازل عندما أُطلقت عليها النار فجأة.
واحتفلت جنين أمس بالذكرى الخامسة لحملة "السور الواقي" وخرج عشرات من المسلحين إلى شوارع المخيم وهم يرتدون الأحزمة الناسفة.
وفي مدينة نابلس أصيب أحد كبار المسؤولين في كتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكرية لحركة فتح"، إصابة بالغة بنيران أطلقتها عليه قوة من جنود الجيش الإسرائيلي، وتم نقله إلى مستشفى في المدينة (هآرتس، 4/4/2007).
وفي حادثين آخرين وقعا أمس في نابلس وجنين أُطلقت النار على جنود الجيش الإسرائيلي، لكنها لم تسفر عن وقوع إصابات. كما أُطلق صاروخ من طراز قسام من قطاع غزة لكنه سقط على منطقة خالية.
تدرس المؤسسة الأمنية اقتراحاً لتجميد خطة بناء "نتوءات" في الجدار الفاصل في منطقة مستوطنات أريئيل وعمانؤيل وكدوميم. وبدلاً من ذلك، يقضي الاقتراح بإغلاق الثغرة الباقية في الجدار بين منطقة إلكانا وبيت أرييه (يبلغ طولها نحو 6 كم)، وببناء سور جديد يطوق بعض المستوطنات التي ستبقى خارج مخطط الجدار، بينها مستوطنة أريئيل.
وكان مخطط "النتوءات"، التي تبعد كثيراً عن الخط الأخضر، قد أقرته الحكومة أول مرة في تشرين الأول/ أكتوبر 2003، لكنه لم يتم عملياً فعل أي شيء لبناء الجدار في منطقة "النتوءات" وبقيت الثغرة مفتوحة حتى الآن.
ومؤخراً كلف مكتب وزير الدفاع العقيد احتياط شاؤول أريئيلي وضع اقتراح لإغلاق الثغرة. وذكر أريئيلي في الاقتراح الذي أعده أن مخطط الجدار الذي سبق إقراره يتعارض مع تصور الإدارة الأميركية للاتصال الجغرافي بين أراضي الدولة الفلسطينية العتيدة بموجب خريطة الطريق. ويقترح أريئيلي إغلاق الثغرة في الجدار الفاصل بين مستوطنتي إلكانا وعوفريم، وفي موازاة ذلك، إقامة مناطق أمنية خاصة، واحدة حول مستوطنة أريئيل، وثانية حول مستوطنتي عمانؤيل وكرني شومرون، وثالثة في منطقة بيت أرييه- عوفريم.
إلاّ إن حظـوظ تطبيـق هـذا الاقتـراح ليست واضحـة في هـذه المرحلـة، ولا سيما أن بعـض التقديرات يتوقع أن يضطر وزير الدفاع عمير بيرتس إلى ترك منصبه خلال الشهرين المقبلين. ومع ذلك، من المتوقع أن يناقش الاقتراح خلفه في المنصب.
· قضية ملاحقة لجنة فينوغراد من أجل أن تنشر شهادات كل من رئيس الحكومة ووزير الدفاع والرئيس السابق لهيئة الأركان العامة هي قضية مبدئية، أكثر من كونها قضية عملية. ففي مقابل موقف الحكومة (واللجنة نفسها) التي تصر على احتكار المعلومات المتعلقة بالحرب على لبنان، هناك حق الجمهور في المعرفة. وفي مقابل ادعاء السلطة بحقها في الاحتفاظ بمداولاتها الأمنية في طي الكتمان هناك مبدأ علنية الإجراء القضائي. وفي مقابل الإزعاج اللاحق بقيادة الدولة بسبب كشف عملية اتخاذ القرارات، هناك حياة بشر انطفأت شمعة حياتهم نتيجة تلك العملية.
· إن حرب لبنان الثانية مثل حرب لبنان الأولى تحتاج إلى تدقيق تفصيلي. وإذا كان جذر الإخفاق في حزيران/ يونيو 1982 نجم عن التضليل، فإن أصل البلاء في تموز/ يوليو ـ آب/ أغسطس 2006 كمن في الأداء الخائب لقيادة الدولة.
· إن الخلاف الحالي بشأن كشف نصوص الشهادات التي تم الإدلاء بها أمام لجنة فينوغراد سيساهم في دفع قادة الدولة إلى التصرف كما لو أن أعمالهم وأقوالهم ستكشف على الملأ في موعد قريب من وقت حدوثها. ومن الجائز الافتراض أنه إذا ما تم أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار فإن نوعية المداولات ومستوى الاعتبارات وجدية التبريرات وجوهر القرارات ستكون مختلفة بصورة كبيرة عن تلك التي تم اتخاذها قبل ثمانية أشهر.
· لدى سماع التنبؤات المتفائلة لرئيس الحكومة، إيهود أولمرت، بشأن إحراز تسوية سلمية خلال مدة محددة، ندرك أن ثمة تنازلات سياسية إضافية تلوح في الأفق على ما يبدو. وهناك مبادرتان - المبادرة السعودية وتلك المسماة مبادرة جنيف- سبق أن رفضهما أريئيل شارون وتحظيان الآن باهتمام أولمرت وتسيبي ليفني. وإذا ما تم تبني بنود هاتين المبادرتين، فإن هذه الخطوة ستنضم إلى مسيرة التنازلات والانسحابات والتراجعات التي تنفذها إسرائيل منذ نحو 10 أعوام بصورة أحادية الجانب تقريباً ومن دون أية فائدة تذكر.
· في صيف سنة 2000 حاول رئيس الحكومة إيهود براك، لأول مرة، أن يصل إلى نهاية الصراع دفعة واحدة. لكن ياسر عرفات رفض اقتراحاته ولم يكلف نفسه عناء طرح اقتراحات مضادة. وبعد تبدّل حكومة براك وفي ظل العنف المتصاعد استمر التآكل في مواقف إسرائيل المبدئية. وفي خطاب اللطرون سنة 2003 قال رئيس الحكومة شارون إن دولة فلسطينية قد قامت بصورة غير مباشرة، وقد جرّ تصريحه هذا طرح خطة خريطة الطريق للرباعية الدولية التي حددت مهلة 4 أعوام لتوقيع اتفاق سلام، ودعت إلى إقامة دولة فلسطينية حتى قبل ذلك بلا مقابل موازٍ.
· بعد عدة أشهر أطلق شارون مبادرة "الانفصال" التي انطوت على تنازلات جديدة، ومنها تفكيك الكتل الاستيطانية والانسحاب الكامل إلى حدود 1967 قبل الاتفاق على الحل الدائم من دون أي مقابل. وبضغط من بنيامين نتنياهو استطاع شارون أن يحصل من الأميركيين على عدة تفاهمات بشأن الاتفاقات الدائمة المستقبلية.
· عندما انتهى الانفصال أعلن مهندسوه، وبينهم أولمرت وليفني، إجراءات مماثلة في الضفة الغربية في إطار "خطة التجميع". لكن عجز محمود عباس (أبو مازن) وصعود حماس إلى الحكم وحرب لبنان الثانية عرقلت هذه الخطة، وكانت التوقعات أن يتم استخلاص الدروس، غير أن ما يتضح الآن هو أن الانطواء الأحادي الجانب قد يستمر.
· في ختام حرب الأيام الستة (حزيران/ يونيو 1967) اجتمع في الخرطوم القادة العرب وقرروا اللاءات الثلاث: لا مفاوضات مع إسرائيل، لا اعتراف بإسرائيل، لا سلام مع إسرائيل. وقد حدث ذلك عندما كنا مستعدين لإعادة كل المناطق المحتلة في مقابل السلام. وفي حينه قال موشيه دايان "إنني أنتظر مكالمة هاتفية"، لكن لم يتصل أحد.
· في الأسبوع الماضي اجتمع في الرياض كل رؤساء الدول العربية وأرسلوا لنا رسالة فحواها: نعم للمفاوضات مع إسرائيل، نعم للاعتراف بإسرائيل، نعم للسلام مع إسرائيل. صحيح أنهم وضعوا شروطًا لا يمكننا قبولها، لكن أية مفاوضات تبدأ بشروط ليس في قدرة الطرفين قبولها. إن من لا يرى الفارق الكبير والهائل بين الخرطوم والرياض لا يفهم في أي عالم كنا نعيش، وفي أي عالم نعيش الآن.
على الرغم من ازدياد عدد العائلات الفقيرة، وكذلك الفساد في السلطة، وأيضاً الإخفاقات في حرب لبنان الثانية، كما الخطر الإيراني، فإن الحياة في إسرائيل لم تكن أفضل مما هي عليه الآن.