مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
اختتم وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أمس زيارته القصيرة لإسرائيل بلقاءين عقدهما مع رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني. وتمحورت محادثاته مع أولمرت حول إيران وسورية. وقال رئيس الحكومة إن إسرائيل لا تنوي مهاجمة سورية، وحذر من "سوء تقدير" قد يجر البلدين إلى مواجهة لا يرغب أحد فيها. وشارك غيتس أولمرت في القلق من تصعيد غير مرغوب فيه.
وفي الموضوع الإيراني كرر أولمرت موقفه القائل إن الإجراءات الاقتصادية والدبلوماسية يمكن أن تكون ذات فاعلية في إحباط البرنامج النووي الإيراني، ووافقه غيتس في ذلك. وقالت ليفني: "إن الدول المعرضة للتهديد الإيراني تمتحن العالم الحر، ولا سيما دول الجوار العربية والإسلامية. إن كل تردد يفسر بأنه ضعف، ومن شأنه أن يفسر بأنه رغبة في استرضاء إيران. وحده تصميم العالم [على مواجهة هذا التهديد] سيحفظ بقاء معسكر المعتدلين في الجانب نفسه". وأضافت: "نعيش في حي توجد فيه أهمية للصورة، وإذا نشأ انطباع بأن العالم لا يستطيع أن يتغلب على قبضاي الحي فسيرغبون [جيران إيران] في الانضمام إليه".
ومن خلال أقوال غيتس تكوّن لدى محاوريه انطباع بأن الوضع في العراق أقل سوءاً مما يبدو. وقال أولمرت له إن من شأن الانسحاب الأميركي المتسرع من العراق أن يضر بصورة الولايات المتحدة في المنطقة، وأن يعطي انطباعاً بأنها ضعيفة، وسيكون لذلك انعكاسات سلبية على الجهد الرامي إلى كبح التهديد الإيراني.
وعلمت "هآرتس" أن غيتس قال في أثناء زيارته إسرائيل إن واشنطن قررت بيع السعودية قنابل “JDAM” المتطورة التي توجه بالأقمار الصناعية. وفي مناقشة عقدت مؤخراً في واشنطن أُخذ طلب إسرائيل الامتناع من إبرام هذه الصفقة بعين الاعتبار، لكن أُقر رفض الطلب. وكان سلاح الجو الإسرائيلي نفسه قد اشترى هذه القنابل الذكية واستخدمها ضد أهداف لحزب الله في حرب لبنان الثانية.
وخلال اللقاء الذي جرى بين غيتس ورئيس الحكومة، أعرب أولمرت عن قلقه إزاء تهريب الأسلحة من سورية إلى حزب الله (يديعوت أحرونوت، 19/4/2007)، وذكر أنه يجب التشديد على قيام الأسرة الدولية بخطوات للتأكد من تطبيق القرار 1701 بصورة كاملة.
وأشار كل من رئيس الحكومة ووزير الدفاع الأميركي إلى حدوث تغيرات استراتيجية في الشرق الأوسط، وقالا إن دولاً عربية معتدلة تستعد لمواجهة ظاهرة الإسلام المتطرف، وهو "الخطر المباشر والأساسي الذي يهدد الاستقرار في الشرق الأوسط". وذكر رئيس الحكومة أن لهذه التغيرات تأثيراً كبيراً في الرغبة في التوصل إلى سلام مع إسرائيل، وفي القدرة على دفع عملية سلمية بين إسرائيل والفلسطينيين قدماً.
قررت المحكمة العليا إلزام لجنة فينوغراد نشر محاضر الأجزاء المسموح بنشرها من الشهادات التي أدلى بها أمام اللجنة رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس ورئيس هيئة الأركان العامة السابق دان حالوتس، في موعد لا يتجاوز الأسبوعين بعد تقديم اللجنة تقريرها المرحلي إلى الحكومة في نهاية نيسان/ أبريل. وقد اتخذت المحكمة هذا القرار بعد الاستئناف الذي قدمته عضو الكنيست عن حركة ميرتس زهافا غال أون وطالبت فيه المحكمة بأن تصدر أمراً بنشر المحاضر قبل التقرير المرحلي. ومن المتوقع أن تنشر لجنة فينوغراد تقريرها النهائي في تموز/ يوليو 2007.
قال عضو الكنيست جمال زحالقة لصحيفة "معاريف": "إن عزمي بشارة قرر الاستقالة [من عضوية الكنيست]، والمسألة هي التوقيت فحسب". وجاء هذا الكلام رداً على طلب قدمه اثنان من أعضاء الكنيست دعيا فيه إلى حرمان عزمي بشارة رئيس التجمع الوطني الديمقراطي من حقوقه البرلمانية.
وقد طلب عضوا الكنيست غلعاد أردان وشاي حرمش من رئيسة الكنيست داليا إيتسيك المبادرة إلى عقد جلسة في لجنة الكنيست لمناقشة حرمان بشارة من الحقوق التي يتمتع بها بصفته عضواً في الكنيست. وعقّب زحالقة على هذا الطلب بقوله: "إن المشكلة الحقيقية هي محاولة حرمان عضو الكنيست بشارة من حقوقه السياسية، بعد أن جعلت منه المؤسسة الإسرائيلية هدفاً للملاحقة والتصفية السياسية بسبب مواقفه المناهضة للحرب والمؤيدة للديمقراطية الحقيقية، في إطار دولة لكل مواطنيها".
· يتعزز الافتراض أن انتصاراً أميركياً في العراق لن يتحقق. في مقابل ذلك تلوح بوادر انتصار للشيعة على السنّة. وإذا ما تحقق انتصار كهذا فسيكون له تأثير كبير في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل وأمنها.
· من المهم أن نفهم أن هناك حرباً أخرى دائرة في العراق هي الحرب الأهلية بين الشيعة والسنّة، الذين سيطروا على الدولة لمئات الأعوام. وقد أجاد وصف ذلك المستشرق المعروف فؤاد عجمي، وهو شيعي من أصل لبناني، في مقالاته المنشورة في "وول ستريت جورنال" و"نيو ريبابليك" في أعقاب زيارته العراق.
· إذا أضفنا أعمال القتل الجارية في العراق إلى ما سبقها من عمليات القتل في لبنان وفي صفوف الفلسطينيين، فلا مفر من الاستنتاج التالي: إذا كان العرب والمسلمون يتصرفون على هذا النحو حيال أنفسهم، فإن وحشيتهم ستكون أضعافاً مضاعفة حيال الآخرين. والعبرة من ذلك يجب أن تكون عدم الوثوق بوعودهم والحفاظ على هوامش أمنية واسعة جداً للغايات الدفاعية.
· الانتصار الشيعي سيؤثر في أمن إسرائيل. وإن من شأن تزايد النفوذ الإيراني في العراق الذي يخضع لحكم شيعي، وكذلك إمكان قيام تحالف شيعي عراقي مع حزب الله، أن يعودا بالوبال على إسرائيل.
· الافتراض أن من الممكن عزل حركة "حماس" وحرمانها من حقها في الحكم والتحادث مع "المعتدلين" وحدهم، ثم توقع أن تقبل حماس الاتفاقات وألا تستخدم قوتها التدميرية لإحباطها، هو افتراض مغلوط فيه. والمفارقة الشديدة الآن هي أن القاسم المشترك بين إسرائيل وحماس أكبر مما قد يبدو في نظرة سطحية إلى الأمور. إن حماس مثل إسرائيل ليست ناضجة للتسويات التي يفرضها الحل الدائم. ويمكن التوصل إلى حل مرحلي بعيد المدى مع حماس وحدها وليس مع منظمة التحرير الفلسطينية.
· إن انتقال حماس إلى السياسة البرلمانية جزء من عملية تمر بها الآن حركات كثيرة من التيار الرئيسي في الإسلام الأصولي التي تسعى للانفصال عن الجهاد العالمي الذي أسسته القاعدة، والاندماج في النسيج السياسي في بلادها. هذا هو اتجاه الإخوان المسلمين في مصر، وهكذا تعمل جبهة العمل الإسلامي في الأردن، وحزب النهضة في تونس، وحزب العدالة والتنمية في المغرب.
· اتفاق مكة لم يكن مسألة هامشية، وهو ليس حدثاً عابراً. فالموضوع يتعلق بعملية تأسيسية في سياق بلورة نمط جديد وجذري من تقاسم السلطة بين الإسلام السياسي والأنظمة العلمانية في العالم العربي. وبالتأكيد فإن حماس لن تكتفي بمقاعد في حكومة تحت الاحتلال، وهدفها هو أن تحتل منظمة التحرير من الداخل، وأن تخلق توازناً آخر بينها وبين القوى الوطنية العلمانية الفلسطينية.
· الحكومة مشلولة. في وسعها أن تصدر يومياً تقارير ذكية تبشّر فيها ببرامج ثورية من الأنواع كافة، لكن أي شخص لن يتعامل مع هذه البرامج بجدية. البرنامج الاقتصادي - الاجتماعي للحكومة، الذي أعلنته أول من أمس، يفترض أن يبدأ تنفيذه في سنة 2008. وقد وقّعه رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزير المالية أبراهام هيرشزون. فهل سيكون هيرشزون وزيراً للمالية سنة 2008؟ وهل سيكون أولمرت رئيساً للحكومة؟
· في وسع أولمرت أن يتكلم على المبادرة السعودية، لكن في الحقيقة لا توجد مبادرة سعودية. وأولمرت يعرف تماماً أن هذه المبادرة هي وسيلة تسويقية في الحد الأقصى. بالنسبة إلى مصلحة إسرائيل فإن الشيء الأفضل هو إجراء مفاوضات منفردة. لكن بما أن المفاوضات غير موجودة الآن فيمكن نسج الحلم بشأن المبادرة السعودية، وتوجيه الدعوات إلى وفود من وزراء الخارجية، والتظاهر كما لو أن المفاوضات قاب قوسين أو أدنى.
· شُغل أولمرت في الأسابيع الفائتة بالمشاورات في كيفية تعامله، مع تقرير لجنة فينوغراد في اليوم التالي لصدوره. ومن شأن التقرير أن يترك تأثيراً أقل في المسؤولين الإسرائيليين الآخرين المرشحين للتوبيخ. فدان حالوتس سيقرأه في جامعة هارفرد، وعمير بيرتس سيتأبطه حتى هزيمته في الانتخابات التمهيدية لرئاسة حزب العمل في أيار/ مايو المقبل.
لا شك في أن أولمرت سيتلقى صفعة من لجنة فينوغراد. والسؤال الذي يقلقه هو: ما هو حجم الصفعة؟ من الواضح لأولمرت أن تقرير اللجنة لن يكون أسود تماماً، لأن اللجنة لم توجّه رسائل تحذيرية. لكنه لن يكون أبيض تماماً، لأن اللجنة وعدت بأن يتضمن "استنتاجات". والتلميحات التي تتسرب من اللجنة تشير إلى تقرير قاس في كل ما يتعلق بأولمرت. يكفي أن تتبنى لجنة فينوغراد ما ورد في كتاب عوفر شيلح ويوآف ليمور "أسرى في لبنان" الذي صدر قبل بضعة أسابيع، والذي يصوّر أولمرت مسؤولاً رئيسياً عن أخطاء حرب لبنان الثانية.