مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
السياسيون مرتاحون للـ1701 والعسكر يضغطون حتى حين تنفيذه
مقالات وتحليلات
العسكر قلقون من تسوية بلا حسم على صورتهم لدى العرب والإيرانيين
فاجأونا بصواريخهم وأنفاقهم وروحهم القتالية و... بضعفنا
حرب 2006 صفعة لإسرائيل كحرب الغفران وانتفاضة الأقصى
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
السياسيون مرتاحون للـ1701 والعسكر يضغطون حتى حين تنفيذه

قالت مصادر سياسية في القدس الغربية إن المسؤولين في مكتب رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، وفي مكتبي وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني ووزير الدفاع، عمير بيرتس، أعربوا عن رضاهم من "التغييرات التي تم إدخالها على مشروع القرار" الذي تم إقراره بالإجماع، الليلة الماضية، من قبل الدول الـ 15 الأعضاء في مجلس الأمن (القرار رقم 1701). وأضافت هذه المصادر أن أولمرت سيوصي الحكومة الإسرائيلية، في جلستها يوم الأحد، غداً، باحترام قرار مجلس الأمن هذا ووقف العمليات القتالية. في موازاة ذلك أكدت هذه المصادر أن المسؤولين في مكتب أولمرت شددوا على أن العملية الإسرائيلية البرية في جنوب لبنان ستتواصل بحسب ما هو مخطط لها.

أولمرت تحدث، للمرة الأولى منذ بدء الحرب، مع الرئيس الأميركي جورج بوش بعد منتصف الليل. وقد أجزل أولمرت الشكر لبوش على "المساعدة في حفظ المصالح الحيوية لإسرائيل في مجلس الأمن".

تعتقد المصادر الإسرائيلية أن القرار الجديد لمجلس الأمن الدولي ينطوي على إنجازين بارزين لإسرائيل: الأول – الدعوة (وإن في مقدمة القرار وليس في بنوده التنفيذية) إلى إطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين المأسورين بصورة فورية ودون قيد أو شرط. ولا تنيط الدعوة إلى ذلك باتفاق تبادل أسرى، أي بإطلاق إسرائيل لسراح أسرى لبنانيين. والثاني – الدعوة إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان في موازاة نشر قوات يونيفيل والجيش اللبناني في جنوب لبنان.

إسرائيل مرتاحة أيضاً لكون القرار يلقي على عاتق حزب الله، وإن بصورة غير مباشرة، المسؤولية عن تفجّر الحرب في الشمال. وأيضاً إلى أن ذكر موضوع مزارع شبعا يرد بصورة غير مباشرة.

الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أصدر بياناً أعلن فيه أن الجيش شرع في توسيع العمليات البرية في جنوب لبنان، في سبيل تحقيق هدف بلوغ نهر الليطاني.

المراسلة العسكرية للإذاعة الإسرائيلية قالت إنها لم تلمس خلال ساعات الليل "حركة غير اعتيادية للجيش الإسرائيلي" في جنوب لبنان، تشير ببدء تطبيق قرار توسيع العمليات البرية، ورجحت أن تتضح الصورة بشأن ذلك في الساعات القليلة القادمة. لكن المراسل السياسي للإذاعة قال إن توسيع العمليات العسكرية البرية بات في "نقطة الذروة، بكل القوة وعلى جميع الجبهات بقصد الوصول إلى أبعد ما يمكن داخل العمق اللبناني". وأضاف هذا المراسل أن أمام القوات الإسرائيلية "ثلاثة أيام على الأقل لاستكمال المهمة المنوطة بها".

نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، شمعون بيرس، قوله إن التغييرات التي تم إدخالها على قرار مجلس الأمن جاءت "كنتيجة مباشرة للقرار الإسرائيلي بتوسيع العمليات البرية" في جنوب لبنان. وأضاف أن هذه التغييرات هي "بمقدار 60 – 80 درجة" في الصيغة السابقة. وفي رأي بيرس فإن مقدمة القرار هي جزء لا يتجزأ من القرار. في محاولة منه لعدم التقليل من أهمية ورود مسألة إطلاق سراح الجنديين المأسورين لدى "حزب الله" في مقدمة القرار فحسب.

إيهود أولمرت اتصل بكل ألوان الطيف السياسي في إسرائيل (باستثناء الأحزاب العربية) ووضعها في صورة آخر المستجدات. وشملت هذه الاتصالات رئيس الدولة؛ رئيسة الكنيست؛ رؤساء كتل أحزاب: "الليكود"؛ بنيامين نتنياهو؛ و"يسرائيل بيتينو" (إسرائيل بيتنا)؛ أفيغدور ليبرمان؛ و "هئيحود هليئومي (الوحدة الوطنية) المفدال"؛ إيفي إيتام؛ ورئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية تساحي هنغبي. وقال رئيس حزب "الليكود" المعارض، بنيامين نتنياهو، إن الحكومة ستبقى تحظى بدعم وتأييد المعارضة وإن المهمة الآن هي التقدم قدر الممكن في عمق الأراضي اللبنانية.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 12/8/2006
العسكر قلقون من تسوية بلا حسم على صورتهم لدى العرب والإيرانيين
عاموس هرئيل - المراسل السياسي

·       عندما  وصلت الأخبار الأولى حول التسوية المتبلورة في مركز الأمم المتحدة، اجتمع عدد من كبار ضباط هيئة الأركان العامة في معسكر بالجليل. كانت علامات التوتر بادية على وجوههم وفي كلامهم. منذ بضعة أسابيع تتحدث قيادة الجيش عن الحاجة إلى "صورة انتصار" – إنجاز عسكري باهر يبرر الدم الذي سفك والوقت الذي هدر، وينهي المعركة بإصلاح هيبة الردع الإسرائيلي.

·       هيئة الأركان العامة لا تحب وقف إطلاق النار الذي يلوح في الأفق. وخشيتها الكبيرة تتعلق بانعكاسات انتهاء المعركة في المرحلة الحالية: ألن يرى الجيران في ذلك، بدءاً بالفلسطينيين ومروراً بالسوريين وانتهاءً بالإيرانيين، برهاناً قاطعاً على ضعف إسرائيل، غير القادرة على التضحية بما يلزم لكي تحقق حسماً لا بد منه؟ كيف نمنع المحاولات اللاحقة لضرب جبهتنا الداخلية إذا خرج نصر الله من الحرب حياً؟ غير أنه على الجيش أيضاً أن يأتي بحجج يدافع فيها عن نفسه. إن الاعتماد المفرط على القوة الجوية، والتردد في بدء الخطوة البرية. والخسائر الكبيرة لا سيما إزاء "مفاجأة الصواريخ المضادة للدبابات" قد ساهمت كلها في فقدان ثقة المجلس الوزاري بالقدرة العسكرية على تحقيق الإنجاز المطلوب، وبالخطط الطموحة التي قدمت في وقت متأخر للتقدم حتى الليطاني.

·       في حال وقف إطلاق النار، سيتعين على الجيش الإسرائيلي أن يسحب على الأقل جزءاً من القوة الكبيرة الموجودة الآن في لبنان، لكي يقلص من إمكانية تعرضه للإصابة. إن الجدل حول ما إذا كان الجيش الإسرائيلي لم يعط فعلاً هذه المرة الفرصة للانتصار سيستمر لفترة طويلة. وفي هذه الإثناء، سيعدد الجيش الإسرائيلي إنجازاته (قتل المئات من رجال حزب الله، وإبعاده عن خط الحدود، وضرب منظومة الصواريخ طويلة المدى). ولكن في الأساس سيكون عليه أن يستعد   للجولة القادمة من الحرب في الشمال، وهذه المرة بجدية أكبر بكثير.

"هآرتس"، 12/8/2006
فاجأونا بصواريخهم وأنفاقهم وروحهم القتالية و... بضعفنا
آري شفيط - المعلق السياسي

·       في صيف 2006 القاسي تعلن دولة إسرائيل بذهول: لقد فاجأونا، وعلى نطاق كبير. فاجأونا بصواريخ الكاتيوشا وفاجأونا بصواريخ الفجر وفاجأونا بصواريخ زلزال. فاجأونا بالصواريخ المضادة للدبابات. وفاجأونا بمهارة تفعيل المجموعات ضد الدبابات. فاجأونا بالأنفاق المحصنة وبالتمويه. فاجأونا بالقيادة والسيطرة. فاجأونا بالاستراتيجية وبكفاءة القتال وبالروح القتالية. فاجأونا بالقوة المذهلة، التي بمقدورها أن تكون جيشاً انتحارياً صغيراً ذا تكنولوجيا متدنية وحافز إيمان قوياً.

·       المفاجأة الأكبر من تلك المتعلقة بقوة حزب الله في صيف 2006 أنهم فاجأونا بضعفنا. فاجأونا بتدني مستوى القيادة الوطنية. فاجأونا بخيبة استراتيجية فاضحة. فاجأونا بانعدام الخيال والروح الخلاقة والتصميم لدى القيادة العسكرية العليا. فاجأونا باستخبارات سيئة الأداء وبمنظومة لوجستية مترهلة وبجهوزية قتالية غير كفوءة. فاجأونا بأن آلة الحرب الإسرائيلية ليست كما كانت. فيما كنا نحتفل، كان قد علاها الصدأ.

·       عادةً ليس من الصواب الخوض في أسباب الفشل في أثناء الحرب. لكن الحكم الإسرائيلي، في نهاية الشهر الأشد إرباكاً لأمن إسرائيل منذ إنشاء دولة إسرائيل، لا يستخلص الدروس.... الآن بالذات، في الوقت الذي تتحرك فيه قواتنا نحو جنوب لبنان، لا مفر من السؤال أين أخطأنا. وبالذات لكي تستطيع إسرائيل انتزاع انتصار اللحظة الأخيرة. ولكي تستطيع الجيوش تحقيق هدفها، ولكي يستطيع الجنود العودة إلى بيوتهم بسلام، علينا أن نسأل منذ الآن: ماذا حل بنا؟ ماذا بحق الجحيم حل بنا؟

"هآرتس"، 12/8/2006
حرب 2006 صفعة لإسرائيل كحرب الغفران وانتفاضة الأقصى
زئيف شيف - المعلق العسكري

·       في بعض الأحيان تحتاج الدولة إلى صفعة لكي تستفيق على الواقع الذي تغير من حولها. هذا ما حدث لإسرائيل في حرب يوم الغفران (أكتوبر 1973) التي كلفتها 2600 قتيل، وفي انتفاضة الأقصى التي حصدت أكثر من ألف ضحية. والآن تلقت إسرائيل صفعة في الحرب من حزب الله. من المؤسف أن كيّ الوعي الإسرائيلي يقترن في كل مرة بالخسائر والتدمير والمفاجأة. وفي الدول العربية أيضاً يعتقد الكثيرون أن الحرب خلقت واقعاً جديداً. وحسب رأيهم، يجد الجيش الإسرائيلي صعوبة في إخضاع حزب الله. وفي سورية يتساءلون عما إذا آن الأوان لتحرير هضبة الجولان بالقوة. ويقف مؤيدو السلام مع إسرائيل في العالم العربي موقفاً دفاعياً. إذا كان هذا هو الاتجاه. فالطريق مفتوحة أمام جولة حربية إضافية.

·       التدويل: دائماً وأبداً كانت إسرائيل تعارض من حيث المبدأ فكرة قيام جنود أجانب بالمهمة نيابة عنها. عندما سلّمت إسرائيل في الماضي بمرابطة قوة تابعة للأمم المتحدة، كان الأمر يتم رغماً عنها تقريباً. والآن يتعين على قوة دولية إبعاد صواريخ حزب الله وأن تشكل فاصلاً حامياً لإسرائيل.

·       المنع: بعد الانسحاب من لبنان بوقت قصير، اكتشفت إسرائيل أن إيران بدأت إرسال كميات هائلة من الصواريخ وغيرها من الأسلحة لحزب الله وتدريب رجاله. وبعد ذلك تبين أن سورية أيضاً تزود المنظمة بصواريخ ثقيلة. هذه المعلومات عرضت على رئيسي الحكومة إيهود براك وأريئيل شارون، لكنهما قررا عدم شن حرب وقائية....

·       الاستعداد: إسرائيل لم تفاجأ بقدرات حزب الله العسكرية، فالاستخبارات العسكرية والموساد كانا يعرفان ما يجري في المنظمة.... وكان ثمة آراء أخرى. هكذا على سبيل المثال أعر ب قائد المنطقة الشمالية، أودي آدم، في كلمة ألقاها في شباط الماضي عن تقدير مؤداه أن حزب الله يقوم بتعزيز قوته، غير أنه متجه نحو مسار سياسي....

·       المستقبل: بعد حرب 1973، أجرت إسرائيل أبحاثاً حول فشل التقدم ضد الصواريخ المضادة للطائرات التي أوقعت إصابات بطائراتها، ونجحت في تغيير الوضع. هذا ما يجب عمله الآن ضد صواريخ أرض – أرض والقذائف الصاروخية. هذا مجهود شاق ومكلف. علاوة على ذلك، على إسرائيل أن تقرر أنه إذا تعرضت للإصابة، فسيدفع العدو ثمناً باهظاً. مع ذلك، ينبغي ألاّ نتجاهل ما نعرفه منذ زمن طويل: هناك حدود للقوة، خاصة عندما يتعلق الأمر بدولة صغيرة.