مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
أوصى الجيش الإسرائيلي القيادة السياسية بحسب معظم القوات من لبنان بسرعة نسبية إذا جرت المحافظة على وقف إطلاق النار. وسيوقف الجيش الإسرائيلي تقدم قواته في الساعة 8 من صباح اليوم.
وفي ساعات متأخرة من الليل صاغ العمليات في هيئة الأركان العامة تعليمات فتح النار للقوات العاملة في لبنان. وذكرت مصادر عسكرية لصحيفة هآرتس أنه بناءً على التعليمات الجاري صياغتها، سيسمح للقوات بفتح النار على كل مقاتل من حزب الله يعرّض حياتها للخطر. وسيمنح القادة صلاحية استخدام نيران المروحيات والطائرات المقاتلة المدفعية إذا نشأ تهديد يعرض حياة قوة عسكرية للخطر أو إذا نشأت حاجة لإنقاذها.
في المقابل، يخطط الجيش الإسرائيلي لرفع الحصار البحري والجوي عن لبنان. وقالت المصادر أنه لن تهاجم في المرحلة الأولى الشاحنات التي تعبر الحدود من سورية إلى لبنان. ومن شأن ذلك تمكين حزب الله من التزود بالأسلحة مجدداً لأن من المعروف أن شحنات كبيرة من الأسلحة المرسلة من إيران وسورية تنتظر في الجانب السوري من الحدود. كذلك لا توجد نية في مهاجمة بيروت والعمق اللبناني.
أوصى رئيس الحكومة إيهود أولمرت وزراء الحكومة بالموافقة على قرار مجلس الأمن، وقال أن القرار يخلق ظروفاً حقيقية لتطبيق قرار مجلس الأمن السابق بشأن لبنان، القرار رقم 1559، الذي يشتمل على تجريد حزب الله من سلاحه. وعلى حد قوله، لن يبقى حزب الله "دولة داخل دولة" ومن الآن فصاعداً ستصبح حكومة لبنان العنوان الذي تعمل إسرائيل إزاءه. وعلى حد قوله، فقد كشفت الحرب مسائل كثيرة، "سواء في القتال أو في الجبهة الداخلية"، تستوجب الفحص واستخلاص العبر. لكنه أكد أن "ليس هذا بالوقت المناسب للانشغال بذلك".
ستجري إسرائيل مفاوضات مع حزب الله بشأن إطلاق سراح عدد من الأسرى اللبنانيين، بالإضافة إلى نحو 20 شخصاً من أعضاء حزب الله ممن قبض عليهم أثناء القتال الحالي في لبنان.
ومع أن قرار مجلس الأمن بوقف القتال في لبنان يدعو لـ "إطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين المختطفين بلا شروط"، إلاّ أن الدعوة وردت في مقدمة القرار وليس كبند تنفيذي".
وذكر مصدر سياسي رفيع أنه لدى إسرائيل توجد معلومات حول مصير الجنديين، لكنه يفترض أنهما على قيد الحياة. وقال المصدر أن الجيش الإسرائيلي بذل جهوداً كبيرة، في عمليات انطوت على مخاطرة شديدة، للعثور على معلومات حول الجنديين المختطفين لكن جهوده لم تتكلل بالنجاح. وأضاف قائلاً أن إسرائيل لم تشترط إطلاق سراحهما لوقف إطلاق النار لأن ذلك كان سيؤدي إلى إطالة أمد القتال وإلى مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الجنود.
قال رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال دان حلوتس في مقابلة مع القناة 10 "إن الخطوة البرية أيضاً بحاجة إلى بناء". ورداً على سؤال حول سبب تأخر الجيش الإسرائيلي في التقدم نحو الليطاني أجاب حلوتس قائلاً: "لو كان الخيار أمامنا هو شن هجوم بري في لبنان منذ البداية لوجدنا أنفسنا نُطرد من لبنان بمذلّة ولما حظينا بالشرعية من قبل بلدان العالم".
قال قائد المنطقة الشمالية أودي أدام أن قيادة المنطقة الشمالية كانت مستعدة لتوسيع الحملة العسكرية قبل نحو عشرة أيام. وأضاف: "في اللحظة التي تلقينا فيها أمراً سياسياً ومصادق على العملية (التقدم حتى الليطاني) انطلقنا لتنفيذها....
ووجه ضباط آخرون انتقاداً شديداً لطريقة إدارة الحرب. وعلى حد قولهم، فقد أعطيت المصادقة على الحملة الموسعة في وقت متأخر جداً، بعد أن هدر وقت طويل. والآن، حين أصبح من المفترض أن ينتهي القتال صباح الغد، فإن الفرص ضعيفة أمام تحقيق إنجاز حقيقي. واعترف الضباط بأن التسرع الناجم عن محاولة تحقيق إنجازات على الأرض رغم كل شيء يكبّد الجيش الإسرائيلي مزيداً من الإصابات.
وعلى حد قول الضباط، كلما مر الوقت يتكشف أن حزب الله وإيران استعدا للمعركة بصورة جذرية. وقال الضباط أن الجيش الإسرائيلي سيحتاج إلى وقت طويل وإلى استخدام قوة كبيرة لكي يحقق النتائج المرجوة. وبحسب تقديرات الجيش، سوف يحتاج إلى ثلاثة أيام إضافية لكي يصل إلى الليطاني في جميع القطاعات، وهذا الوقت، على ما يبدو، غير متوفر له. وحتى بعد ذلك، ستتركز عمليات التمشيط التي ستنفذها القوات العسكرية في القرى الأقرب إلى السياج الحدودي.
أدى اتفاق جانبي تم بين إسرائيل والولايات المتحدة حول مسألة مزارع شبعا إلى إفساح المجال أمام الانطلاقة التي حدثت في الاتصالات الرامية لوقف إطلاق النار. وفي رسائل متبادلة بين البلدين وعدت الإدارة الأميركية إسرائيل بأن يكلّف أمين عام الأمم المتحدة كوفي أنان فقط بتحديد ملكية المنطقة موضع الخلاف – لسورية أو للبنان – وأما مستقبل المنطقة فسيتقرر عن طريق مفاوضات تتم بين إسرائيل وأصحاب الأرض. وعل حد قول مصدر سياسي رفيع، فإن دلالة ذلك هي أن إسرائيل لن تكون ملزمة تلقائياً بإخلاء مزارع شبعا، حتى وإن تقرر بنتيجة التقصي الذي سيقوم به الأمين العام للأمم المتحدة أن المنطقة عائدة بملكيتها للبنان.
وصلت التكلفة الإجمالية للحرب في لبنان إلى نحو 23 مليار شيكل، بحسب التقديرات الرسمية. ومن أصل هذا المبلغ، بلغت نفقات المؤسسة الأمنية 7 مليارات شيكل (بحسب تقدير المؤسسة الأمنية كما عرضها وزير المال يوم الأربعاء). وتبلغ الأضرار المباشرة للحرب في الشمال نحو 5 مليارات شيكل. وبحسب تقديرات وزارة المالية، فإن الحرب ستسبب أيضاً في خسارة 1,5% من الناتج على الأقل، أي نحو 9 مليارات شيكل (بما في ذلك خسارة 2 مليار شيكل مداخيل ضريبية لمالية الدولة). كما تقدم الحكومة مساعدات طوارئ للسلطات المحلية في الشمال، ولنجمة داود الحمراء، ولخدمات الإطفاء وجهات أخرى. ومن المتوقع أن تبلغ قيمة هذه المساعدات، التي سيتواصل تقديمها بالتأكيد بعد انتهاء الحرب أيضاً، 2 مليار شيكل. وقد تلقت السلطات المحلية في الشمال وحدها مساعدات بقيمة 150 مليون شيكل على دفعتين.
وبحسب القيّم على الموازنات في وزارة المالية، كوبي هابر، فإن التقدير اليوم هو أن النمو في الاقتصاد سنة 2006، الذي كان من المتوقع أن يبلغ 5,2% - 5,5%، سيبلغ أقل من 4%. وبحسب قوله فإن أحد الأسئلة المهمة يدور حول كيف سينظر العالم إلى إسرائيل وإلى الاقتصاد الإسرائيلي في أعقاب الحرب.
وفي المؤسسة السياسية، وفي المستويات المهنية لوزارة المالية أيضاً، أطلقت في نهاية هذا الأسبوع إدعاءات قاسية ضد المؤسسة الأمنية، التي – بموازنتها الضخمة البالغة 46 مليار شيكل في سنة 2006 (قبل الحرب في لبنان) – أرسلت جنوداً إلى لبنان من دون تجهيزات أساسية، بل وأحياناً من دون غذاء وشراب.
· إن محاولة فؤاد السنيورة، رئيس حكومة لبنان، أن يدفع إلى الأمام البحث حول سؤال "اليوم التالي"، وخصوصاً في كل ما يتعلق بنزع سلاح حزب الله في المنطقة إلى الجنوب من الليطاني، لم تلغ، وإنما تأجلت حتى تتضح معالم وقف إطلاق النار.
· نصر الله والسنيورة يعرفان أن النضال السياسي في هذه المسألة سيحسم مصير الجهتين: هل ستكون حكومة لبنان السلطة الوحيدة التي في مقدورها استعمال السلاح وفرض السيادة على كل أجزاء الدولة، أم تستمر في أن تكون مهدّدة من قبل منظمة حزب الله المسلحة؟
· السنيورة، رئيس الحكومة ورئيس المفاوضات، يدرك أنه لا توجد الآن قوة عسكرية محلية في مقدورها نزع سلاح حزب الله. وهو محتاج إلى دعم جميع القوى السياسية، بما في ذلك تلك التي أعر بت عن تأييدها لحزب الله مثل الجنرال ميشيل عون، كي تؤدي بهذه المنظمة إلى نزع سلاحها.أ
· السيناريوهات لذلك ليست ناقصة: بدءاً من صفقة مع رئيس لبنان، عبر تجنيد سورية، أو تسليم حزب الله حقائب مهمة أو وعود تتعلق باستعمال أموال المساعدة التي ستصل إلى لبنان. لكل صفقة ثمة ثمن باهظ من ناحية السنيورة، لكن عندما يكون نزع السلاح في مقدمة أولوياته فإن الثمن السياسي يكون ذا أهمية ثانوية.
· ثمة أهمية كبيرة للزمن. إذا تحدد واقع بقي فيه سلاح حزب الله مروزماً في المخازن في جنوب لبنان وبقيت المنظمة تحمل الطابع العسكري، فإن ذلك سيصعّب على السنيورة أكثر فأكثر البدء بعملية نزع السلاح. ومن هنا الأهمية الكبرى لخروج الجيش الإسرائيلي السريع من جنوب لبنان.... فإن مصير 1701 منوط بهذا، أبعد من الاعتبارات الإسرائيلية المحضة.
· عشية انتهاء الحرب، لم يتحقق بعد أحد الأهداف الرئيسة لعملية الجيش الإسرائيلي، وهو تقليص إطلاق الصواريخ صوب العمق الإسرائيلي. بل إن طاقماً تلفزيونياً وثّق أمس إطلاق كاتيوشا قرب المطلة، على بعد عشرات الأمتار من الأراضي الإسرائيلية.
· باستثناء قطعة صغيرة في الجزء المركزي من القطاع فإن الجيش الإسرائيلي لا يقترب من الليطاني. في أغلبية المناطق تفصل بينه وبين الليطاني عشرات الكيلومترات التي توجد فيها عشرات المواقع لحزب الله.
· خلال عشرة أيام سينسحب الجيش إلى خط جديد، على بعد حوالي كيلومترين من شمال الحدود. فما هو عدد القرى التي سيتم تمشيطها في هذا الوقت؟ قرى محدودة، لأن الجيش سيكون منهمكاً في الدفاع عن نفسه وفي انتظار قدوم طلائع قوات الجيش اللبناني التي تمكنه من الخروج. في الأيام القريبة القادمة سيتقلص حجم القوة في لبنان، وغالبية وحدات الاحتياط سيتم إخراجها بهدف تقليل حجم الإصابات.
· من أجل تقييم نتائج الحرب (على لبنان) بصورة صحيحة ينبغي التخلص من مصطلح "انتصار" لصالح مصطلح أكثر تواضعاً منه هو "إنجاز"، كما ينبغي الفصل بين التوقعات الخيالية وبين الغايات الواقعية.
· الإنجاز الأكثر أهمية للحرب يكمن في أقوال رئيس إيران، محمود أحمدي نجاد، الذي شرّف قرار مجلس الأمن بلقب "وثيقة صهيونية"، فإيران لم تسلح حزب الله بصواريخ تصل إلى "ما بعد بعد" حيفا حتى يرفع حسن نصر الله راية بيضاء ويتوسل الزعماء العرب لوقف إطلاق النار. وآيات الله لم يستثمروا مئات ملايين الدولارات في التحصينات حتى يتبنى إخوانهم الشيعة في لبنان دون تحفظ وثيقة "النقاط السبع" لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة. والوثيقة، التي ورد ذكرها عدة مرات في القرار 1701، تقرّر أنه لم ينته فقط بصورة رسمية عصر الدولة داخل دولة لبنان وإنما تذكر أيضاً اتفاق الهدنة مع إسرائيل من سنة 1949، وهو الاتفاق الذي أسقطه حزب الله حتى الآن.
· بتأخير أسبوعين وبعد فقدان ضحايا كثيرين وتآكل الردع فهم أولمرت أن السباحة مع التيار الشعبوي البلطجي من شأنها أن تفلت من يديه فرصة إنقاذ نظام فؤاد السنيورة البرغماتي الواهن.
· العلامة النهائية لرئيس الحكومة ستقرر بحسب استعداده لاستبطان هذه الدروس وتطبيقها مع جيراننا السوريين والفلسطينيين. وقبل كل شيء عليه إخراج الجيش من لبنان دون تأجيل وتمكين حكومة لبنان وجيشها من بسط سيادتهما. وإلا فسنبقى جميعاً في المستنقع اللبناني.
· لا شك في أنه ستكون هناك لجنة تحقيق رسمية. وإذا لم تقم فستكن هذه لجنة من طرف الكنيست ستفرض على الحكومة أن تمثل أمام السياسيين.
· لجنة تحقيق مهمة لفهم الماضي القريب، لكن ليس من أجل الاستعداد للمستقبل. الأمر يستدعي معالجة جذرية. إنه يستدعي محاسبة للذات في مستوى يوم الغفران (1973). لكن ليس أقل أهمية من ذلك تحضير إسرائيل للمواجهات القريبة، وبلورة قوتها الأمنية والاجتماعية والأيديولوجية.
· لا يجري الحديث عن حكومة وحدة، ما هو ضروري ومطلوب الآن حكومة طوارئ تحمل اللواء القومي. وإن أشخاصاً مثل إيهود باراك ودان مريدور وبنيامين نتنياهو ينبغي أن يجدوا أماكنهم بجوار طاولة حكومة الطوارئ في وظائف مفتاحية ومع تأثير شخصي. فهؤلاء لديهم تجربة في مجال الأمن القومي. وهم لن يكونوا جزءاً من النقاش في لجان التحقيق. أمتنا مجنّدة. الآن جاء دور سياسييها كي يتجنّدوا للمعركة.
· في الأيام الأخيرة نجح حزب الله في أن يستوعب في مدينة صور إرسالية صواريخ ومنصات تم تهريبها من سورية. ومن هذه المنطقة يتم أكثرية القصف صوب مدينة حيفا. ومن الواضح أن حزب الله، لولا هذه الإرسالية، كان سيعاني من نقص في تزويد الذخيرة. وهذا ما سيحصل إذا ما تم إغلاق المنطقة من جميع جوانبها.
· هناك أهمية كبيرة – من سيرمم جنوب لبنان وأماكن أخرى تضررت. إذا تمّ الأمر بأموال إيران وعن طريق حزب الله، كما حصل غير ذات مرة في الماضي، فسيكون السكان مرتبطين بالإيرانيين وممتنين لطهران. ولذا يتوجب على السعودية ودول الخليج أن تكون متداخلة في هذا الأمر مباشرة.
· إسرائيل سارت في خط متعرّج في الأيام الأخيرة بشأن صلاحية القوة الدولية. وقد حذّر الجيش الإسرائيلي من اللجوء إلى الفصل السابع في ميثاق الأمم المتحدة، لأن من شأن قوة دولية قوية وذات صلاحيات تنفيذية أن تعمل أيضاً ضد إسرائيل في حال تحليقها فوق لبنان أو ردّها على إطلاق نيران فيما خلف الحدود. ورئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، أقنع أولمرت بأن الفصل السابع خطر على إسرائيل. والتسوية التي تم التوصل إليها هي أن تكون قوة يونيفيل معززة وأن يجري تحديثها لكن بحسب الفصل السادس.
· ماذا ينقص القرار من ناحية إسرائيل؟ قبل أي شيء، أنه لا يتطرق جدياً إلى نزع سلاح حزب الله. وفي إسرائيل يفترضون أن الحزب سيبتعد عن المنطقة الحدودية وسيصعب عليه العمل في المنطقة التي ستمتلئ بوحدات جيش لبنان ويونيفيل. وأن الحظر سيقيد تسليحه. لكن من المشكوك فيه أن تبقى القوة الدولية إلى الأبد بحجمها المعزّز وأن يعمل الجيش اللبناني بجدية ضد حزب الله. معنى ذلك أن إسرائيل اشترت هدوءاً لعدة سنوات ليس أكثر، وهذا إذا لم يحصل تغيير عميق في علاقاتها مع لبنان.
· يدل القرار على أن العالم يرى في الأزمة نزاعاً حدودياً. وهكذا يتعامل مع حلها. وقد استصعبت إسرائيل أن تطلب المزيد بعد إخفاقها في طحن حزب الله والمسّ بقيادته.
· البند الثاني الناقص في القرار هو تحرير الجنديين المخطوفين. تقدير أولمرت أن الإصرار على تحريرهما قبل وقف إطلاق النار كان سيؤدي بصورة زائدة إلى إطالة أمد القتال وإلى خسائر إضافية. الآن يتوجب عليه أن يقنع الجمهور الإسرائيلي بهذا.
· يخرج رئيس الحكومة الطازج وعديم التجربة، إيهود أولمرت، من هذه المعركة جريحاً وضعيفاً. في الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة سيضطر لمواجهة معارضة من اليمين، ستتهمه بالتنازل والانكفاء، ومعارضة من اليسار، ستتهمه بالعربدة والعدوانية. كما سيواجه لجنة تحقيق أو لجنة فحص، ومراقب الدولة، وسكان الشمال الذين استبيحوا من الخلف. وسيواجه الجيش الذي سيشكو بأنهم لم يسمحوا له بتحقيق النصر. وسيواجه رأياً عاماً ووسائل إعلام متقلبة.
· عندما يكون رئيس الحكومة نازفاً ومعرّضاً للهجوم، فلن يكون لديه وقت لانشغالات أخرى. ولذا من المتوقع أن تطرأ حالة من الجمود على إسرائيل. وهو سيحتاج إلى وزير الدفاع ورئيس حزب "العمل"، عمير بيرتس، الذي سيواجه مشاكل أيضاً بعد الحرب. وكلاهما سيحاول ترميم وضعيته من داخل الحكومة.
· ظاهرياً يجري الحديث عن إنجاز إسرائيلي. لكن فعلياً يمكن لإسرائيل أن تجد نفسها خلال عدة أشهر، وربما سنة، مهددة مرة أخرى من قبل مسلحي حزب الله الذين يفعلون ما بدا لهم في منطقة الحدود، تحت غطاء قرار صادر عن الأمم المتحدة.
· من استمع إلى خطابي (حسن) نصر الله الأخيرين أمكنه أن يميز كيف أنه يمهد الأرضية لخطة ما بعد الحرب. في خطابيه ذكر نصر الله عدة جمل مفتاحية لم تحظ عندنا بالاهتمام المطلوب. فقد قال إن هناك بنوداً في القرار الدولي هي شأن داخلي لبناني. وهذه البنود، أضاف، سيتم بحثها داخل الحكومة أو ضمن محادثات مغلقة مع محاور القوة في السياسة اللبنانية. هناك، بمنأى عن طائرات سلاح الجو والدبابات وعندما يكون مجلس الأمن مهموماً بشؤون أخرى، سيعود نصر الله إلى ما كان دائماً، زعيم ميليشيا مسلحة تقرر لدولة في النزع الأخير اجندتها.
· في خطابه أمس واصل نصر الله توزيع الرموز، التي يستدل منها أن وجهته ليست التنازل عن أملاكه. فقد ذكر أن وقف إطلاق النار هو المهم الآن وبعدها "لكل حادث حديث".
· لا شك أنه في اليوم التالي سيدير نصر الله حرباً ثانية ليست أقل صعوبة، هذه المرة داخل بيته. صحيح أن الواقع سيكون مغايراً وسيصل نصر الله إلى النقاشات ضمن خانة المتهم. لكن عزة نفسه لن تسمح له بالانكفاء، ولا السلاح الذي في حوزته. وستبقى إيران وسورية من خلفه.
· لكي لا يلقى بالقرار 1701 في سلة المهملات ينبغي على الأسرة الدولية مواصلة مراقبة الاتفاقات بين حزب الله وحكومة لبنان. الحلقة الضعيفة، حكومة لبنان، بحاجة إلى غطاء دولي عندما تذهب لتلخيص التفاصيل الصغيرة مع نصر الله. إذا ما كانت في انتظار نصر الله حكومة ورق، مثل تلك التي يحظى بها في السنة الأخيرة، فعلى الجيش الإسرائيلي أن يستعد منذ الآن لعمليته القادمة في لبنان.
· مثل كل عملية إدارة الحرب في لبنان حتى الآن، فإن الجيش دخل إلى العملية الأخيرة الأكبر دون خطط واضحة حول كيفية الخروج منها. ومن غير الواضح هل المنطقة المطلوب احتلالها ستسلم للقوات الدولية والجيش اللبناني، أم أن الجيش الإسرائيلي سيضطر للبقاء فيها أسابيع وربما أشهر طويلة وسيخوض خلال ذلك معارك متصلة.
· حسب تقديرات مختلفة فإنه في مواجهة القوات الهائلة للجيش الإسرائيلي (عشرات آلاف الجنود) يقاتل ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف من أفراد حزب الله.... وأمس ثبت مرة أخرى أن أكثر المشاكل خطورة التي يواجهها الجيش هي الصواريخ المضادة للدبابات المتقدمة من إنتاج روسيا، الموجودة في حوزة العدو بوفرة لا تنضب.
· البشرى الجيدة أن القتال حتى الليطاني صعّب على حزب الله الاستمرار في إطلاق الصواريخ نحو البلدات الشمالية. وهذا هو، على ما يبدو، السبب خلف تقلص وتيرة إطلاق الصواريخ.
· مع اقتراب نهاية الحرب يزداد الخوف بأن يرغب نصر الله في قول كلمته الأخيرة بصورة مدوّية، على شاكلة إطلاق صاروخ "زلزال" صوب تل أبيب.
· إسرائيل تدخل مرحلة وقف إطلاق النار وهي جريحة، متخاصمة وقلقة. وبحسب نوايا الطرفين فسيكون وقف إطلاق النار لبنانياً، أي بمثابة مهلة حتى الصدام القادم.
· بطبيعة الحال فإن عيوننا من الآن فصاعداً ستكون متجهة نحو الضربات التي لحقت بنا. وهي ضربات ليست قليلة: نطاق الخسائر، شلل الجبهة الداخلية، تحويل مئات آلاف الإسرائيليين إلى لاجئين. وربما الضربة الأكثر صعوبة هي الاكتشاف بأن الجيش الإسرائيلي لم يلب التوقعات. فهو لا يستصعب فقط الانتصار ضد منظمة أنصار صغيرة مثل حزب الله، بل يستصعب أيضاً تزويد جنوده بالمياه والطعام. وأزمة الثقة بين الجيش والقيادة السياسية تعيد في حدّتها إلى الأذهان حرب يوم الغفران.
· الإعلان عن وقف إطلاق النار أتاح البدء رسمياً بحروب اليهود. وستكون هذه المرة حرب الكل ضد الكل: الحكومة ضد هيئة أركان الجيش، أولمرت ضد بيرتس وبالعكس، أولمرت ضد ليفني وبالعكس، جنرال ضد جنرال، عضو كنيست ضد وزير، الحكومة الحالية ضد الحكومات السابقة.... جميع هؤلاء ينتظرون اللحظة التي يتيح لهم نصر الله فيها أن يخرجوا كل ما تراكم في جوفهم.
· عندما تحلّ مصيبة على الطرف العربي فإنه يبدأ بالكذب. هذا ما حصل حتى لسياسي ثاقب الفكر مثل نصر الله. لكن عندما يواجه الإسرائيليون مصيبة فإنهم يقولون الحقيقة. وهذا هو أحد أسرار أفضليتنا على الطرف الآخر. والحقيقة تلزم بالقول الآن إننا لم ننتصر في هذه الحرب.
· إذا لم يفلح الجيش الإسرائيلي في السيطرة على جنوب لبنان فإن اتفاق وقف إطلاق فإن الذي اتخذ في مجلس الأمن لا يسوى أكثر من قشرة ثوم.
· أية قوة دولية لن تقتلع لنا منظمة حزب الله من خلية المنطقة المهمة من ناحيتها. وجود الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان هو الضمانة بأن لا يندثر الاتفاق قبل البدء بتطبيقه. وإذا انهار الاتفاق فستكون إسرائيل في وضع أفضل من الذي كانت عليه عشية العملية العسكرية.
· يوم الجمعة بثت القيادة السياسية إلى الجيش الإسرائيلي ما يلي: لديكم 60 ساعة إضافية للتقدّم إلى الأمام. في قيادة المنطقة العسكرية الشمالية عاد اللون إلى الوجوه. فجأة بدا هذا كما لو أنه جيش حقيقي. لدى الخروج من السبت، بعد 24 ساعة من البدء بالفصل الثالث من كتاب الحرب في لبنان، فإن الجيش الإسرائيلي موجود في منتصف الطريق نحو السيطرة على الغايات التي حدّدها لنفسه. في غالبية الجبهة جرى تقدير تقدّم الجيش بأنه جيد وأكثر من ذلك.
· عندما يدخل وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ صباح اليوم يبدأ العد العكسي للحرب القادمة في لبنان. وهناك احتمال كبير لجولة دموية إضافية لأن قرار مجلس الأمن مليء بالثقوب. وحزب الله، الذي سيبقى مسلحاً، سيستغل كل ثغرة من أجل الزحف مجدداً إلى أراضي جنوب لبنان ومن أجل مواصلة خدمة مصالح إيران وسورية.
· اهتمام الجيش الإسرائيلي سيكون منصباً منذ الآن على تصحيح النواقص العديدة التي اكتشفت وإعداد خطط قتال جديدة. وإذا ما جدّد حزب الله استفزازاته فسيكون الجيش الإسرائيلي معنياً بتصحيح الانطباع السيئ الذي خلفه في هذه الجولة، حيث بدا غير مستعد وغير مبال.
· هناك توقع في شعبة الاستخبارات العسكرية بأن حزب الله سيعتدل عقب الحرب بسبب الرأي العام، لكن صاحب هذا التوقع هو متفائل غير متزن.
· حقيقة أن الحرب القادمة ممكنة ناجمة عن أن الحرب التي انتهت اليوم، على الأقل من ناحية رسمية، لم تحقق غاياتها. لم نفلح في تصفية حزب الله كمنظمة مقاتلة ولم نفلح حتى في قتل أي من مسؤوليها الكبار. وطبعاً فإن وقف إطلاق النار يدخل حيّز التنفيذ قبل أن يعود الجنديان إلداد ريغف وأودي غولدفاسر إلى البيت. بل إنهما لم يسلما إلى جهة ثالثة لغرض إجراء مفاوضات.