مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قدّرت أوساط المؤسسة العسكرية مساء أمس أن قوة طليعية من يونيفيل ستأتي إلى جنوب لبنان غداً أو بعد غد. وبعدها مباشرة من المتوقع أن يصبح هناك وجود أولي للجيش اللبناني، على الرغم من أن إسرائيل ولبنان لن يقيما علاقة مباشرة بينهما لغرض تسليم المسؤولية عن المنطقة.
قال رئيس الحكومة إيهود أولمرت في كلمة ألقاها أمام الكنيست واستعرض فيها حصيلة الحرب في لبنان أن عملية الجيش الإسرائيلي خلال الشهر الماضي أدت إلى تغيير الميزان الاستراتيجي الإقليمي وإيقاع إصابات قوية بمنظمة حزب الله حجمها " لم يُعرف بعد على الملأ".
وأوضح أولمرت أن إسرائيل ستواصل محاولة ضرب كبار مسؤولي حزب الله، على الرغم من وقف إطلاق النار الذي أصبح ساري المفعول.
وأكد رئيس الحكومة أنه كان ثمة أيضاً خلل في الأداء في أثناء الحرب وأنه"سيتعين علينا فحص أنفسنا على كافة الأصعدة".
وعرض أولمرت اتفاق وقف إطلاق النار وقرار مجلس الأمن 1701 الذي، على حد قوله "من شأنه تغيير الوضع على الحدود الشمالية من الأساس"، وأضاف أن اختبار اتفاق وقف إطلاق النار يكمن في التطبيق الدقيق لكل بنوده.
وحول الانتقادات التي بدأت تتردد والادعاءات بشأن خيبة الأمل من نتائج الحرب قال أولمرت: "أقول لهم، ولنا جميعاً، صبراً صبراً، إن صراع الحركة الصهيونية مع الإرهاب لم يبدأ اليوم ولن ينتهي في المستقبل المنظور. إنه صراع مرير ومعقد وطويل يتطلب ضبطاً للنفس وتصميماً وصموداً جباراً....".
وألقى رئيس المعارضة ورئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو كلمة حذر فيها من التهديد الإيراني. كما تطرق إلى مشكلات الأداء أثناء الحرب قائلاً أنه " كان هنــاك إخفاقات: إخفاقات في تحديد التهديد، وإخفاقات في إدارة الحرب، وإخفاقات في إدارة الجبهة الداخلية. يجب استخلاص الدروس وإصلاح الخلل. إن سياسة الانسحاب قد انهارت. يجب أن تكون هناك سياسة قوة وردع ومعاملة بالمثل. لقد خرجنا من لبنان على هذا النحو، من دون ترتيبات أمنية .... إن ما يريدونه هو تصفيتنا".
وختم نتنياهو كلمته بتوجيه انتقاد لاذع لعدم تحقيق أهداف الحرب، وقال:"وظيفتنا العامة أن نقول الحقيقة. ستكون هناك جولة أخرى. إن الأهداف العادلة التي وضعتها الحكومة لم تتحقق: لا إعادة المختطفين، ولا نزع سلاح حزب الله، ولا وقف تهديد الصواريخ....".
اجتمع ظهر أمس مندوبون عن الجيش الإسرائيلي وقوات يونيفيل والجيش اللبناني في موقع الأمم المتحدة برأس الناقورة، الواقعة على الحدود الإسرائيلية- اللبنانية، للتباحث حول انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان ونشر الجيش اللبناني في المنطقة.
وقال وزير الدفاع عمير بيرتس أن إسرائيل بدأت محادثات مع يونيفيل لتسليمها السيطرة على المنطقة التي سيخليها الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان.
قال وزير الدفاع عمير بيرتس، في اجتماع لكتلة حزب العمل في الكنيست: "ليس لدينا أية نية في الغرق في الوحل اللبناني. إن الإنجازات التي حققها جنود الجيش الإسرائيلي في المعركة وتطبيق قرارات مجلس الأمن سيؤديان إلى تغيير الوضع على الحدود الشمالية. وحقيقة أن جنوب لبنان سيكون منزوع السلاح وأن حزب الله سيخرج من مناطق واسعة كان يسيطر عليها سيؤديان إلى عودة الهدوء إلى الشمال".
وإلى ذلك أكد بيريتس أنه إذا خرق حزب الله اتفاق إطلاق النار " فسنعمل ضده بحزم ولن ننتظر حتى يعيد بناء حكومة حزب الله بجنوب لبنان". ورأى بيرتس أنه سيكون للأزمة في لبنان انعكاسات على علاقات إسرائيل بجميع دول المنطقة، وأعرب عن ثقته بأن العناصر المتطرفة في العالم العربي قد ضعفت. وأعرب بيرتس عن أمله في أن يؤدي مسار تعاظم قوة القوة المعتدلة إلى فتح نافذة للمفاوضات مع الحكومة اللبنانية، وتجدد الحوار مع الفلسطينيين.
خلال فترة القتال، قُتل 156 شخصاً: 117 جندياً، منهم 46 جندي احتياط و71 جندياً نظامياً، و39 مدنياً. وعالجت المستشفيات 3183 مصاباً. وقد عالج مستشفى نهاريا العدد الأكبر من المصابين، البالغ 1863. ويشمل هذا الرقم 12 شخصاً ماتوا في الطريق إلى المستشفى.
وعالج مستشفى رامبام في حيفا 780، منهم 246 جندياً. كما عالج مستشفى بني تسيون في حيفا 440 مصاباً. ووصل إلى مستشفى كرميل في حيفا مئة مصاب. لم تقتصر معالجة المصابين على المستشفيات. إذا كان لفرق نجمة داود الحمراء أيضاً دور كبير خلال الحرب. فقد هرعت هذه الفرق في الشمال إلى 1479 حادثاً. ويوم أمس الأول، وصل عدد الحوادث التي عالجتها الفرق ذروة بلغت 101 حادثاً.
وخلال القتال، هاجم الجيش الإسرائيلي نحو 7000 هدف. ونفذت طائرات سلاح الجو نحو 15,500 طلعة تحليق في سماء لبنان، بينها أكثر من عشرة آلاف طلعة قتالية، وأكثر من 3000 طلعة تصوير ونحو 1200 طلعة نقل. ونفذت طوافات سلاح الجو نحو 2000 طلعة، وطوافات ساعر نحو 1000 طلعة.
و"راكمت" قطع سلاح البحرية أكثر من 8000 ساعة إبحار قبالة الشواطئ اللبنانية، ونفذت نحو 2500 عملية قصف لأهداف على شواطئ لبنان.
ومنذ بداية القتال، أطلق على الشمال 3970 صاروخ كاتيوشا، أصاب 901 منها مستوطنات. وأصابت الصواريخ 2005 أشخاص، قُتل منهم 52، وأصيب 40 إصابات خطرة، و59 إصابة متوسطة، و546 إصابة ضعيفة. وعلاوة على ذلك، أصيب بالصدمة أكثر من 1300 شخص. وقد سقط معظم الصواريخ (3530) في منطقة الجليل. وسقط في منطقة حيفا 222 صاروخاً، وفي منطقة المروج 217، وفي منطقة يهودا والسامرة صاروخان.
سيواصل الجيش الإسرائيلي في هذه المرحلة فرض حصار بحري وجوي على لبنان على الرغم من وقف إطلاق النار. وقال مصدر عسكري لوكالة "رويترز" أن الحصار سيستمر إلى حين تشكيل نظام رقابة يمنع نقل الأسلحة لحزب الله. ومع ذلك، قالت مصادر عسكرية لصحيفة هآرتس أن إسرائيل ستتوقف كمرحلة أولى عن مهاجمة الشاحنات التي تعبر الحدود من سوريا إلى لبنان.
أعلن وزير الدفاع عمير بيرتس أنه سيشكل فريق عمل لتقصي ظروف الحرب. وقال:"كوزير للدفاع أعتزم القيام بدوري وتشكيل فريق لإجراء فحص شامل لجميع مجريات ما قبل الحرب وما بعدها". ولم يوضح الوزير ماذا ستكون صفة الفريق ومن الذي سيترأسه.
· من الذي انتصر؟ الحرب الحالية في لبنان هي جولة أخرى في حرب محدودة لا يوجد فيها حسم، وقد لا تكون الجولة الأخيرة. لا شك أن هناك إنجازات لإسرائيل لكنها ليست كافية. يجب رؤية كيفية تطور الأمور لاحقاً.
· لا يمكن توقع سلام مع حزب الله، كما حصل مع مصر بعيد حرب يوم الغفران، لكن يجوز أن تؤدي هذه الحرب إلى تغيير جوهري في لبنان وفي معركة إسرائيل مع إيران.
· نشأ في إسرائيل منذ الآن ائتلاف عجيب غريب من اليمين واليسار، لديه خلاصات يوافق عليها حسن نصر الله بشكل أكيد. إسرائيل بحاجة إلى تقص من قبل لجان خبراء، لا إلى لجنة تحقيق مؤلفة من سياسيين، في سبيل استخلاص الدروس كتهيئة لحرب ممكنة في المستقبل.
· في المجال العسكري حقق الجيش الإسرائيلي انتصاراً بالنقاط. وقبل كل شيء من المهم التشديد على حقيقة أن الجيل الشاب من المقاتلين برز ببطولته وتضحيته. والوحدات المختارة لحزب الله قاتلت كما ينبغي وبجسارة وعرفت المنطقة جيداً. وقد تلقى حزب الله ضربة قاسية في جميع فروعه وقياداته. مقابل ذلك لم ينجح الجيش الإسرائيلي في أن يضع حداً لهطول الصواريخ ولا حتى في تقليص عددها، حتى نهاية الحرب.
· طوال كل الحرب لم تفلح إسرائيل في المسّ بزعيم حزب الله وقيادة المنظمة. سلاح الجو تفوّق بعملياته إلى الشمال من الليطاني، لكنه لم ينجح في حربه على الصواريخ القصيرة المدى إلى الجنوب من الليطاني.
· الردع الإسرائيلي هو قبل أي شيء لدى سلاح الجو، ومن المهم أن ينتبهوا إلى ذلك في دمشق. ومن المشكوك فيه أن يكون لقوات البرّ نفس الردع الذي لسلاح الجو. يجوز أنه تآكل أمام صليات الصواريخ المضادة للدبابات التي أطلقها حزب الله وأمام الإخفاق الذي أطلّ برأسه في المجال اللوجيستي والإمدادي لدى الجيش الإسرائيلي. الكثير من جنود الاحتياط وصلوا إلى ساحة المعركة بعد عدم تدرب لعدة سنوات بسبب التقليصات في الميزانية.
· حتى الآن من غير الواضح لماذا قدمت الخطط للعملية البرية متأخرة إلى المجلس الوزاري المقلص.
· وقفة الجبهة الداخلية تعتبر أحد إنجازات هذه الحرب، خصوصاً عندما يكون هناك احتمال مستقبلي بأن يظهر آخرون سيسعون لإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل.
· في الجانب السياسي ثمة إنجاز مهم لإسرائيل. رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، نجحا في حفظ التأييد الكامل من جانب الولايات المتحدة لإسرائيل في أثناء القتال والمداولات في الأمم المتحدة.
· ثمة إنجاز سياسي آخر هو تعميق المعرفة في العالم بأن هذه الحرب أديرت من قبل إيران الواقفة خلفها. واليوم من الواضح أنه ينبغي معالجة الموضوع النووي الإيراني بقوة أكبر.
· ثمة نقاط إيجابية في قرار مجلس الأمن ينبغي رؤيتها كإنجاز. ومنها تغيير الوضع في جنوب لبنان، إبعاد المنظومة العسكرية من المنطقة المنزوعة السلاح في جنوب لبنان والقرار حول حظر السلاح عن حزب الله.
· هناك الآن عشرون سؤالاً للتحقيق فيها هي:
1. كيف ولماذا اتخذ قرار رئيس الحكومة بشن الحرب على لبنان؟ ومن كان شريكاً فيه قبل عرضه على الحكومة وأية اعتبارات وردت في الحسبان؟
2. هل تم فحص إمكانية إجراء مفاوضات حول تبادل أسرى كما اقترح حسن نصر الله؟ وهل كان تقدير الموقف بأن عملية الجيش ستضغط على حزب الله لإطلاق سراح المخطوفين دون مقابل؟
3. لماذا لم يتم قصف المهرجان الذي خطب فيه نصر الله في اليوم نفسه من الجو؟
4. لماذا أجيب باستهتار على سؤال نائب رئيس الحكومة، شمعون بيرس، عما سيحصل خلال المراحل المقبلة للعملية العسكرية؟
5. هل ترك رئيس هيئة أر كان الجيش، دان حالوتس، الانطباع أمام القيادة السياسية بأن عملية جوية تكفي لتحقيق الغايات المحدّدة للحرب؟ هل اعترض أحد على هذا المفهوم؟
6. ما الذي عرفه أولمرت ووزير الدفاع، عمير بيرتس، عن مستوى جهوزية الجيش للمواجهة مع حزب الله؟ هل اهتما بفحص ذلك قبيل اتخاذهما القرار بشن الحرب؟
7. لماذا أزيلت الجهوزية في قيادة المنطقة الشمالية قبل خطف الجنديين؟
8. لماذا فشلت الاستخبارات في تحديد مخبأ قادة حزب الله؟ هل كانوا تحت مراقبة دائمة قبل الحرب؟
9. لماذا فوجئ الجيش الإسرائيلي بوجود صواريخ ضد السفن لدى حزب الله؟
10. ما الذي عرفته الاستخبارات عن الصواريخ المضادة للدبابات المتطورة التي في جعبة حزب الله؟
11. ماذا كان تقدير الاستخبارات حول منظومة حزب الله خلف الحدود؟
12. هل بسبب الإخفاق في منع إطلاق الصواريخ أعطيت الأوامر لسلاح الجو بإبادة بيوت "قرب المكان الذي أطلقت منه صواريخ" ونتيجة لذلك قصفت قانا في 30 تموز/يوليو؟
13. هل الحالات الأخرى من قتل المدنيين في لبنان نجمت عن مرونة الأذونات بقصف مناطق مأهولة بالسكان؟
14. كيف انجرّت إسرائيل إلى عملية برية مترددة؟ من بادر إليها ومن صادق عليها؟
15. هل كان من الصحيح عزل أودي آدم، قائد المنطقة العسكرية الشمالية، عن إدارة القتال؟
16. هل ذُكر في النقاشات التي سبقت قرار شن الحرب وقرار توسيعها، تقدير بأن في مقدور حزب الله إطلاق 100 - 200 صاروخ كل يوم ولمدة شهر باتجاه البلدات الشمالية؟
17. لماذا لم يقرر تعيين مسؤول عن الاعتناء بسكان الشمال؟
18. كيف جرى الزجّ بوحدات الاحتياط في ساحة المعركة دون دعم لوجيستي كاف؟
19. على ماذا استند رئيس الحكومة في زعمه، خلال خطاب في كلية الأمن القومي يوم 1 آب، بأن إنجازات الحرب "غير مسبوقة"؟
20. لماذا قرر أولمرت وبيرتس توسيع العملية البرية يوم الجمعة الأخير في حين أن مجلس الأمن أقر وقف إطلاق النار – وهو القرار الذي كان ثمنه مقتل 33 جندياً؟
· يوجد إنجازات، لا يوجد إنجازات – الجيش الإسرائيلي سيخرج من جنوب لبنان بأسرع ما يمكن وسيسعى لأن يظهر ذلك في أكثر الأشكال تنظيماً.
· الأوائل الذين سيخرجون هم أفراد الاحتياط. هؤلاء سيخرجون بـ "بطون مليئة". فإن قسماً من القادة المسؤولين الذين حاربوا تحت إمرتهم لم يصلوا إلى المستوى المهني المطلوب.
· كلما أسرع الجيش في الخروج من عمق الجبهة إلى الموقع الأقرب من الخط الأزرق بصورة منظمة،زاد الاحتمال بالامتناع عن مشاهد على شاكلة ذلك الخروج الإشكالي المتسرّع والمرتبك في أيار/مايو 2000.
· رئيس هيئة أركان الجيش، الذي زار أمس عدداً من قيادات الألوية الكبرى في الشمال قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، أرشد القادة بضرورة عدم الوقوع في أسر الهدوء. فمن شأن هذا الهدوء أن يكون مخادعاً. مع ذلك فقد عاد وجدّد التوجيه: خفض مستوى الاحتكاك مع حزب الله إلى الحد الأدنى.
· يتضح أن أوامر مماثلة صدرت لحزب الله.... يصعب أن نصدّق لكن حزب الله في جنوب لبنان مستنزف،ويلعق جروحه. إنه بحاجة إلى وقف إطلاق النار كما إلى الهواء للتنفس. ما هو الوقت الذي سيستغرقه حتى يتعافى؟
وقف إطلاق النار سيختبر كل يوم من جديد. هناك أفكار بتزويد قسم من قوات الاحتياط الذين سيتم تسريحهم بأوامر استدعاء خاصة فورية وقت الحاجة.