مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
دعوة حلوتس للاستقالة
بيريتس لحوار على أنقاض الحرب وليفني تدعو سورية لتقرير أين تقف
قوة فرنسية خلال عشرة أيام
اعتبارات سياسية عرقلت خطة الجيش
تحقيقات في بنك ليئومي لمعرفة مصدر التسريبات
حلوتس يتوقع "حزب الله" جديداً في لبنان
تجميع قوة تحقيق في الأداء خلال الحرب
مقالات وتحليلات
قصة بيع الأسهم هي بين حالوتس والجمهور
تراجع النقد لنصر الله يجعل زعماء يطالبون بتقييده في خطر
الأسد قبل الحرب هو نفسه بعدها مع عداء مستحكم لحكومة لبنان
أولمرت يصنع واقعاً مزيفاً للحرب ويتهرب من استخلاص النتائج
رسالة الأسد بصفر ضحايا أن لا أمن للشمال من دون سلام معه
أمام نفاد القادة بمن سنستبدل الهواة أولمرت وبيرتس وليفني؟
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 16/8/2006، الساعة 05:55
دعوة حلوتس للاستقالة

أعرب عدد من أعضاء الكنيست أمس عن انتقادهم رئيس هيئة الأركان دان حلوتس، في إثر التقرير الذي نُشر بشأن قيامه ببيع أسهمه في 12 تموز/يوليو. ودعت نائبة رئيسة الكنيست، كوليت أفيتال (من حزب العمل) حلوتس إلى الاستقالة. وبحسب قولها، "هناك مشكلة خطيرة في سلم أولويات حلوتس. ففي حين كان أمن الدولة على المحك، كان كل ما يعنيه هو ملف الاستثمارات".

"هآرتس"، 16/8/2006، الساعة 05:54
بيريتس لحوار على أنقاض الحرب وليفني تدعو سورية لتقرير أين تقف

دعا وزير الدفاع عمير بيريتس لاستئناف العملية السياسية مع انتهاء الحرب في لبنان. وأضاف قائلاً: "إن كل حرب تخلق فرصة لعملية سياسية جديدة، وأنا على ثقة بأن أعداءنا يفهمون اليوم أنهم لن يستطيعوا التغلب علينا بالقوة. ولهذا يجب استئناف الحوار مع الفلسطينيين، وإقامة حوار مع اللبنانيين، وتمهيد الظروف للحوار مع سورية".

 

وقالت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني إن سورية "تلعب دوراً إشكالياً في المنطقة"، وعليها أن تقرر أين تقف. وأضافت:" لقد أوضحنا أننا غير معنيين بفتح جبهة ضد سورية. كنت آمل دائما أن تتغير صورة المنطقة. في السابق، كانت سورية تسخن الأجواء انطلاقاً من لبنان، والآن سيتعين عليها أن تفهم أن لبنان يقلع باتجاه آخر. لن يكون باستطاعتها إقامة جبهات ضد إسرائيل. هناك اتفاق دولي حول الدور الإيجابي الذي يجب عليها أن تلعبه".

"هآرتس"، 16/8/2006، الساعة 05:41
قوة فرنسية خلال عشرة أيام

واصلت قوات الاحتياط أمس الخروج من لبنان. وحتى يوم غد من المتوقع أن تخرج وحدات الاحتياط الأخيرة. وسوف تستبدل في بعض الأماكن بكتائب من الجيش النظامي. وقال مصدر عسكري رفيع أن حزب الله يحرص على الالتزام بوقف إطلاق النار، تماماً كما نفعل نحن. وقدّر المصدر أنه سيكون بالإمكان استكمال عملية خروج قوات الجيش الإسرائيلي ودخول قوة فرنسية طليعية داعمة ليونيفيل خلال نحو عشرة أيام.

"هآرتس"، 16/8/2006، الساعة 05:40
اعتبارات سياسية عرقلت خطة الجيش

يقول اللواء بني غنتس، قائد المنطقة الشمالية سابقاً وقائد القوات البرية حالياً أنه "لم يدّعِِ أحد من القيادة العسكرية العليا أن قوة جوية يمكنها أن تقوم بالمهمة من دون عمل بري". وقال أيضاً إن اعتبارات خاصة بالقيادة السياسية أدت إلى عدم تنفيذ خطة العمل التي وضعها الجيش الإسرائيلي في الأسابيع الأولى من الحرب. وأضاف أنه يدرك أن الأمر يتعلق باعتبارات"مشروعة ومعقولة"- لكنه أوضح أن نتيجتها كانت أنه في حين خطط الجيش لعملية تشبه "قطاراً سريعاً"، كانت النتيجة الفعلية "حافلة ركاب مدنية على طريقها عدد من المحطات".

كما اتهم غنتس المرتبة العسكرية التي تضع الخطط- وهو كان جزءاً منها- بالمسؤولية عن الانقطاع الذي حصل بين الخطة العملانية وتطبيقها الفعلي. وقال "إن المفهوم الذي  وصفته ]أي الخطة العملانية[ لم يأخذ في الحسبان تقريباً الاعتبارات السياسية، التي كانت مشروعة تماماً، وإن لم تكن بالضرورة  صحيحة من الناحية العملانية".

"هآرتس"، 16/8/2006، الساعة 01:23
تحقيقات في بنك ليئومي لمعرفة مصدر التسريبات

أقر رئيس هيئة الأركان دان حلوتس أمس(الثلاثاء) ظهراً بتفصيلات التقرير الذي نشرته"معاريف"، بشأن قيامه ببيع ملف الأسهم الشخصي الخاص به بعد ثلاث ساعات من خطف الجنديين في الشمال، في 12 تموز/يوليو. وقد أثار نشر الخبر ارتباكاً كبيراً في بنك ليئومي، وأوعزت إدارة البنك بإجراء تحقيق من أجل تقصي ما إذا جرى التسريب من داخل البنك.

"يديعوت أحرونوت"، 15/8/2006
حلوتس يتوقع "حزب الله" جديداً في لبنان

قال رئيس هيئة الأركان الجنرال دان حلوتس، في حديث مع صحافيين جرى في مكتبه بمقر وزارة الدفاع: "إنني أعتقد بناءً على تحليل النتائج الإجمالية]للحرب[ أن الواقع الأمني بجنوب لبنان قد تغير، وأننا سنرى في لبنان حزب الله في شكل جديد. ومنذ اليوم بإمكاننا أن نقرأ ونسمع أصواتاً كثيرة من لبنان تفهم ما الذي سببه حزب الله".

وتطرق حلوتس إلى مسألة بقاء قوات الجيش الإسرائيلي في المنطقة بقوله: "إذا سار كل شيء بهدوء ونفذت التسوية النابعة من اتفاق وقف إطلاق النار، فسيغادر آخر جندي الأراضي اللبنانية خلال سبعة إلى تسعة أيام". وأضاف أن الجهة التي ستتسلم المنطقة هي قوات يونيفيل، وبدورها ستسلمها بالتدريج إلى الجيش اللبناني، الذي من المرجح أن ينتشر ابتداءً من يوم غد شمال الليطاني بانتظار تعليمات النزول جنوباً.

وخلال الأيام الأخيرة ترددت أصوات تدعو إلى تشكيل لجان تحقيق في أعقاب الحرب، غير أن رئيس الأركان أوضح أن الجيش الإسرائيلي ليس له موقف من هذا الموضوع وأنه سيقوم بكل ما يلزم في هذا الصدد....

وفي هذه الأثناء بدأ الجيش الإسرائيلي تفحص الكلفة المالية للحرب، وتشير التقديرات الأولية إلى أن بند النفقات المباشرة يتجاوز الملياري دولار. وإلى ذلك هناك نفقات أخرى ستضاف إلى هذا المبلغ عندما تحسب كل الأرقام النهائية خلال الأيام القادمة.

"يديعوت أحرونوت"، 15/8/2006
تجميع قوة تحقيق في الأداء خلال الحرب

بدأ مكتب مراقب الدولة في تجنيد قوة بشرية وجمع المادة المطلوبة لإجراء تحقيق شامل بشأن أداء الهيئات الحكومية والجيش الإسرائيلي في فترة القتال في الشمال. ولم يتضح بعد ما إذا ستقام أيضاً لجنة تحقيق رسمية.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 16/8/2006
قصة بيع الأسهم هي بين حالوتس والجمهور
زئيف شيف - المعلق العسكري

·       حتى لو كان رئيس هيئة أركان الجيش، دان حالوتس، على حق بقوله إن النشر عن بيع ملف استثماراته في البورصة في اليوم الذي بدأت فيه الحرب كان "أمراً مغرضاً وأثيماً"، فإنه من المستحيل عدم إدراج المسألة ضمن إطار الخطأ الكبير في التفكير المتزّن. هنا فشل حالوتس.

·       هذا الأمر لا ينطوي على ضرر شخصي لحالوتس فقط، بل أيضاً ينطوي على ضرر معنوي انطباعي لنا جميعاً، في وقت تصارع إسرائيل من أجل سمعتها أمام منظمة إرهابية متطرفة وأمام الذين يبحثون دوماً عن كيفية المسّ بها.

·       لست ممن يطالبون حالوتس بالاستقالة من منصبه.... فلديه سيرة عسكرية باهرة في مراحلها المختلفة، وما حصل في قضية البورصة هو قبل أي شيء مشكلة بين حالوتس والجمهور وبين ذاته.

"هآرتس"، 16/8/2006
تراجع النقد لنصر الله يجعل زعماء يطالبون بتقييده في خطر
آفي سخاروف - مراسل الشؤون العربية

·       في اليومين الأخيرين منذ وقف إطلاق النار أخذ الانتقاد لحزب الله في لبنان في الاختفاء.

·       في الوقت الذي تتزايد في إسرائيل علامات الاستفهام ويصبح النقد أكثر حدّة فيما يخص أداء الجيش والحكومة، فإن قنوات التلفزة العربية الفضائية التي من المفترض أن تكون أكثر انفتاحاً للنقد، أصبحت منصّة لأقوال مديح حماسية لنصر الله.

·       صمت القطيع، أو اختفاء النقد حيال حزب الله، ينعكس أيضاً في أماكن أخرى، وخصوصاً في جنوب لبنان.

·       من الواضح الآن أن مكانة الزعماء الذين يطالبون بتقييد قوة حزب الله، هي في خطر و (فؤاد) السنيورة و (مروان) حمادة و(سعد) الحريري وغيرهم ليس في مقدورهم تحدي حزب الله، ليس فقط على المستوى العسكري، بل أيضاً على المستوى الشعبي. عندما تتجنّد وسائل الإعلام في العالم العربي، التي تتطلع لأن تكون حرة، بصورة فظة على هذا النحو لصالح حزب الله، فإن القوة السياسية لمجموعة "14 آذار" المعادية لسورية، تصبح موضع شك.

·       بالنسبة لإسرائيل فإن الانخفاض في مكانة السنيورة وأنصاره من شأنه أن يبشّر بجعل الإخفاق هزيمة. طالما اشتمل الاتفاق الجديد على قرار بإبعاد حزب الله عن جنوب لبنان، فقد اعتبر الأمر نجاحاً إسرائيلياً جزئياً في الحرب على الأقل. لكن نصر الله يرفض هذا في هذه المرحلة وليس هناك من يأمره بفعل ذلك. إضافة إلى ذلك افتتحت أمس المعابر المؤدية من سورية إلى لبنان، دون مراقبة ودون أية جهة توقف تسريب السلاح إلى حزب الله.

·       إنجازات إسرائيل تختفي، الواحد تلو الآخر، وتعبّد الطريق لسيطرة إيرانية متزايدة. نصر الله يتحدى علانية حكومة السنيورة لمعرفته بأنها محتاجة له من أجل استمرار أدائها. وبواسطة الأموال الإيرانية التي ستحوّل لترميم لبنان سيرتسم (نصر الله) لا بوصفه بطل حرب فقط، بل أيضاً بوصفه مخلصاً.

"هآرتس"، 16/8/2006
الأسد قبل الحرب هو نفسه بعدها مع عداء مستحكم لحكومة لبنان
تسفي برئيـل - معلق الشؤون العربية

·       من قرأ خطاب الرئيس السوري بشار الأسد في تشرين الثاني/ نوفمبر 2005 أو مقابلاته السابقة للصحف العربية يمكنه أن يركّب خطابه يوم أمس مع تعديلات تتطلبها الحرب الأخيرة. كل المركبات اشتمل عليها الخطاب: التأييد الكامل لحزب الله، السخرية والشجب لـ "جماعة 17 أيار" حسبما يسمي أعضاء "تيار المستقبل" بزعامة سعد الحريري على اسم اتفاق السلام "الخياني" الذي جرى التوقيع عليه في 17 أيار 1984 بين حكومة لبنان وإسرائيل، الاستهزاء بسياسة إسرائيل والولايات المتحدة، وبالطبع صمود سورية أمام كل من يريد التنكيل بها.

·       الأسد لا يفاجئ أحداً ليس فقط في خطابه، بل أيضاً في عدم فعله.... لكن هذه المرة تبنى الأسد استعراض عضلات بسيطاً، وبحسبه فإن إعادة هضبة الجولان إلى سورية يمكن أن تتم بطرق أخرى وليس من خلال السلام فقط وهو "وعد" تتطلع إليه حكومة السنيورة لكي يكف لبنان أخيراً عن أن يكون الجبهة السورية.

·       لا يدور الحديث فقط عن تأييد الأسد المعروف لحزب الله، بل أيضاً عن استمرار نضاله ضد "النظام الجديد" في لبنان في أعقاب مقتل رفيق الحريري. فهو نظام خطر من ناحية الأسد، أدى حتى الآن إلى أمرين سيئين: انسحاب قواته من لبنان ولجنة التحقيق الدولية التي ستواصل الحفر داخل أروقة النظام السوري. وفي المرحلة المقبلة يخشى الأسد من أن يدير السنيورة مفاوضات منفردة مع إسرائيل، وبذا ينفصل سياسياً عن سورية ويعزل دولة عربية أخرى من دائرة النضال إلى دائرة السلام. ومع أن هذا السيناريو غير واقعي إلاّ إن الأسد لا يثق بأي مندوب لحكومة لبنان عدا حفنة ضئيلة من وزراء بقوا أصدقاء سورية وهم الآن في صف الأقلية.

·       موقف الأسد يوضح للبنان علناً أن في مقدور حزب الله مواصلة الاعتماد على سورية. وأهم من ذلك أن سورية تحتفظ لنفسها بالحق في اتخاذ سياسة تلوي ذراع حكومة لبنان إذا رأت أن ذلك صحيح أو إذا ما طلب حزب الله ذلك. ويمكن فعل ذلك على مستويين: بواسطة قدرة سورية على لجم نقل البضائع والبشر من لبنان إلى الدول العربية والمس باقتصاد لبنان وبواسطة مسألة مزارع شبعا.

"هآرتس"، 16/8/2006
أولمرت يصنع واقعاً مزيفاً للحرب ويتهرب من استخلاص النتائج
عوزي بنزيمان - المعلق السياسي

·       يرتسم رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، كما في خطابه أول من أمس في الكنيست، ومنذ اللحظة الأولى وطوال أيامها، كمن ثمة فجوة عاطفية بين مقاصده المعلنة وبين مقدرته (أو رغبته) على تطبيقها. فقد وضع للحرب غايات غير قابلة للإنجاز ("إعادة المخطوفين"، "تصفية القوة العسكرية لحزب الله") ووصف واقعاً مزيفاً ("الجبهة الداخلية قوية" و "نحن  ننتصر") وهو يعرض نتائج المعركة بضوء تضليلي ("تغيير استراتيجي في الشرق الأوسط"، "في كل معركة تغلب جنودنا على حزب الله"). ومن شأن قرار مجلس الأمن، وهو الإنجاز السياسي المهم للحرب، أن يتضح بوصفه مجرد غلاف لا تخرج النوايا الحسنة الموجودة فيه إلى حيز الفعل. فضلاً عن ذلك فإن إعلان أولمرت أن إسرائيل ستواصل مطاردة قادة حزب الله، برئاسة نصر الله، بشرنا عملياً باستمرار المواجهة المسلحة.

·       عندما يعلن أولمرت أنه المسؤول الأعلى عن الشكل الذي أديرت الحرب فيه، لكنه يمتنع عن استخلاص النتائج الشخصية المطلوبة، فإنه يسلك بموجب النمط الذي سيطر على الحياة الجماهيرية (الإسرائيلية) في السنوات الأخيرة، نمط الاكتفاء بالاعتراف وانتفاء الحاجة لدفع الثمن المترتب على تصرف إشكالي.

·       لكن على أولمرت أن يأخذ في الحسبان أنه يمكن أن يقوم شخص ما، على شاكلة ما فعله موطي أشكنازي في حرب 1973، ويبدأ إضراباً أمام منزله أو مكتبه مطالباً بتفسير لموت 118 جندياً و 40 مواطناً ولسائر أضرار الحرب.

"معاريف"، 16/8/2006
رسالة الأسد بصفر ضحايا أن لا أمن للشمال من دون سلام معه
جاكي حوجي - معلق الشؤون العربية

·       الرئيس السوري أعلن أمس بوضوح أنه بعد الانتصار العسكري أزفت ساعة الانتصار السياسي. يمكن ظاهرياً فهم ذلك كنصيحة من صديق لحزب الله، لكن الأسد ينوي هذه المرة أن يفعل ذلك في بيته.

·       بمفاهيم معينة يمكن اعتبار سورية المنتصر الحقيقي في هذه الحرب، فهي التي بنت حزب الله وسلحته حتى خلال الحرب. وحزب الله فصد دم إسرائيل وقرّبها من الخلاصة القائلة بأن سلاماً مع سورية فقط يجلب الهدوء إلى الشمال. دمشق سجلت هذه الإنجازات بصفر من الضحايا. وهي تسعى الآن لترجمتها إلى ثمار سياسية.

·       خطاب الأسد كان موجهاً بالأساس إلى أميركا. وثمة عدة فوائد يمكنه أن يجنيها الآن. مثلاً يمكن أن يتجاوب معه الأميركيون في موضوع مقتل الحريري إذا قلص تحويل السلاح لحزب الله، ويمكن أيضاً لـ (الرئيس جورج) بوش أن يرفع عن سورية عقوبات اقتصادية ودبلوماسية فرضها عليها.

·       من السهل جداً وضع سورية في طرف واحد مع إيران ضمن محور الشر. فهذه مصلحة أميركية. لكن ذلك يضرّ بالمفهوم الإسرائيلي للنزاع.

"يديعوت أحرونوت"، 16/8/2006
أمام نفاد القادة بمن سنستبدل الهواة أولمرت وبيرتس وليفني؟
إيتان هابر - معلق سياسي (مدير مكتب رئيس الحكومة الأسبق إسحق رابين)

·       لا شك أنه في الأيام المقبلة سينهض من بين الجنود العائدين من ساحة الوغى شخص ما أو ربما مجموعة أشخاص سيقودون حملة الاحتجاج على نتائج الحرب ضد لبنان. فمن سمع عن (حركة) "أربع أمهات" قبل ظهورها أمام الجمهور بيوم واحد؟ ومن عرف عن موطي أشكنازي قبل يوم من بدء إضرابه عن الطعام ضد قادة حرب يوم الغفران؟

·       كلما اتضحت الصورة أكثر فأكثر تبين كم أنها بالغة القسوة: لا شيء، لا شيء البتة، في المجالين العسكري والمدني، كان جاهزاً للحرب وعمل "كما يجب" في وقت المعارك.

·       الحكومة والجيش سيبذلان كل ما في وسعهما من أجل الاكتفاء بلجنة تحقيق برلمانية تكلّس القصة القاسية، لكن نعرف من التجربة أنه في النهاية ستقام لجنة تحقيق رسمية. هذا ما حصل أيضاً في حرب يوم الغفران وحرب لبنان وأحداث أكتوبر 2000 المتعلقة بالعرب في إسرائيل.

·       بعد يوم، بعد أسبوع، ستجد القصص من الحكومة والحلبة السياسية والجيش الإسرائيلي طريقها إلى وسائل الإعلام، والنتيجة المتوقعة: مطلوب فحص جذري في جميع منظومات الحكومة والجيش.

·       الأزمة الكبيرة التي تجد إسرائيل نفسها في مواجهتها الآن هي أزمة القيادة. لقد نفد القادة في إسرائيل. وإذا ما تبدّل الهواة إيهود أولمرت وعمير بيرتس وتسيبي ليفني، فبمن سيتم استبدالهم؟ ذات مرة كان هناك على الرف منتخب من الشخصيات الجيدة أو الأقل جودة لكن لم يعترض أحد على قيادتها، غولدا (مئير) وبنحاس سبير، موشيه ديان ويغئال ألون، مناحيم بيغن وإسحاق شامير. أما اليوم فليس ثمة ولو شخص واحد من الأشخاص السياسيين أو من الجيش والأكاديمية ممن يحلم به مواطنو إسرائيل ويشتاقون لزعامته.