مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
دعا وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان [رئيس "إسرائيل بيتنا"] مجدداً إلى حل النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي على أساس تبادل الأراضي والسكان وكجزء من تسوية إقليمية شاملة.
وأضاف ليبرمان في بيان نشره على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" أمس (الاثنين)، أن معادلة السلام في مقابل الأرض مصيرها الفشل.
وأكد أنه ما من سبب يبرّر استمرار كون الشيخ رائد صلاح [رئيس الحركة الإسلامية- الجناح الشمالي المحظورة] وأعضاء الكنيست أيمن عودة وباسل غطاس وحنين الزعبي [القائمة المشتركة] مواطنين إسرائيليين.
وتعقيباً على ذلك قال رئيس القائمة المشتركة عضو الكنيست أيمن عودة إن ليبرمان يدعو إلى ترحيل مجموعة سكانية بالقوة.
وقال عضو الكنيست عومر بارليف من "المعسكر الصهيوني" والمرشح للتنافس على رئاسة حزب العمل إن ليبرمان يصب الزيت على نار الكراهية.
عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الليلة الماضية اجتماعاً مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي جيسون غرينبلات في ديوان رئاسة الحكومة في القدس.
وقال بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة إن هذا الاجتماع جاء في إطار محاولات الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب الرامية إلى استئناف محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأضاف البيان أن غرينبلات أكد مجدداً التزام الرئيس ترامب بأمن إسرائيل وبجهود مساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين على تحقيق سلام دائم من خلال المفاوضات المباشرة.
وأشار إلى أن نتنياهو وغرينبلات ناقشا خلال المحادثات التي استمرت لأكثر من خمس ساعات، موضوع أعمال البناء في المستوطنات الإسرائيلية من أجل التوصل إلى صيغة تهدف إلى تعزيز السلام والأمن. كما أشار إلى أن المبعوث الأميركي الخاص شدّد على أهمية تدعيم نمو الاقتصاد الفلسطيني وتحسين حياة الفلسطينيين في المناطق [المحتلة].
ووصف غرينبلات في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الاجتماع مع نتنياهو بأنه إيجابي وشكر رئيس الحكومة على ما أبداه من التزام حيال عملية السلام. وأضاف أنه بحث مع نتنياهو آخر الأوضاع الإقليمية وقضيتي السلام مع الفلسطينيين والمستوطنات.
ومن المقرر أن يعقد المبعوث الأميركي اليوم (الثلاثاء) اجتماعاً مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله.
كما أنه سيجتمع بعد عودته من رام الله مع كل من رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين، ورئيس تحالف "المعسكر الصهيوني" زعيم المعارضة عضو الكنيست يتسحاق هيرتسوغ، ومنسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق [المحتلة] اللواء يوآف مردخاي.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحادث هاتفياً مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يوم الجمعة الفائت ودعاه إلى زيارة البيت الأبيض. وكانت هذه أول مكالمة هاتفية بين الزعيمين منذ تولى ترامب منصبه في كانون الثاني/ يناير الفائت.
أسفرت عملية طعن وقعت في باب الأسباط في القدس الشرقية فجر أمس (الاثنين) عن إصابة جنديّين من حرس الحدود بجروح متوسطة. وقُتل مرتكب العملية بنيران قوات الأمن الإسرائيلية.
وقالت مصادر فلسطينية إن القتيل هو الشاب إبراهيم محمود مطر (25 عاماً) من حي جبل المكبر في القدس الشرقية.
وقامت قوات الأمن الإسرائيلية بمداهمة منزل مرتكب العملية في حي جبل المكبر واعتقلت أربعة من أبناء عائلته. ومنعت الشرطة الإسرائيلية نصب خيمة عزاء بجوار المنزل.
واعتقلت قوة من الجيش الإسرائيلي صباح أمس 3 فلسطينيين غير مسلحين أثناء تسللهم من شرق مدينة غزة إلى الأراضي الإسرائيلية عبر السياج الأمني المحيط بالقطاع.
وذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن الفلسطينيين الثلاثة قاصرون وتمت إحالتهم إلى الجهات الأمنية المختصة للتحقيق معهم.
أكدت شركة رقائق الحاسوب الأميركية "إنتل" أمس (الاثنين) أنها قررت شراء شركة "موبيل- آي" الإسرائيلية، وأن حجم الصفقة أكثر من 15 مليار دولار.
وتتعاون شركتا "إنتل" و"موبيل- آي" مع شركة السيارات الألمانية B.M.W في تطوير وإنتاج سيارات ذات قيادة ذاتية من دون سائق. ويتوقع أن يتم تسويق السيارة الأولى من هذا النوع سنة 2021.
وقال بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اتصل هاتفياً بالمدير العام لشركة "موبيل- آي" الإسرائيلية وهنأه على إتمام هذه الصفقة التي تعتبر أكبر صفقة في تاريخ إسرائيل وأكد أنها تشكل مصدر فخر للبلد.
وقال المدير العام للشركة الإسرائيلية لرئيس الحكومة إن مركز أعمال الشركة سيبقى في إسرائيل وإن الشركة ستفتتح في البلد مركز بحث وتطوير دولي وستتلقى المسؤولية عن جميع النشاطات الدولية المتعلقة بمشروع السيارة ذاتية القيادة التي تطورها "إنتل".
وقال نتنياهو: "إن هذه الصفقة تثبت أن الرؤية التي نقودها تتحقق، وأن إسرائيل تصبح مركزاً تكنولوجياً عالمياً ليس في مجال السايبر فحسب بل أيضاً في مجال صناعة السيارات".
وقال وزير العلوم والتكنولوجيا أوفير أكونيس إن إسرائيل دولة عظمى في مجالات العلم والابتكار والتكنولوجيا. وأضاف أن اهتمام شركات عملاقة بالسوق الإسرائيلية والبحث عن شراء شركات إسرائيلية ناجحة ورائدة في مجال عملها شهادة على عظمة التكنولوجيا في الدولة.
علّق مجهولون في وسط القدس أمس (الاثنين) ثلاث دمى على شاكلة جنود من الجيش الإسرائيلي على أسطح منازل وكتبوا عليها لافتات ضد الشبان اليهود الحريديم [المتشددين دينياً] الذين ينخرطون في الجيش.
وقام أفراد من الشرطة بإزالة هذه الدمى وإرسالها للفحص بهدف جمع الأدلة. وأوقفت الشرطة أثناء عملية إزالة الدمى اثنين من الشبان الحريديم بشبهة عرقلة عمل أفرادها.
•كانت الإدارة الأميركية الجديدة وإيران على مسار تصادمي حتى قبل تنصيب الرئيس ترامب. وقوبلت التجارب الصاروخية التي أجرتها إيران (في 29 كانون الثاني/يناير 2017) بعد أيام قليلة من قيام الرئيس [الأميركي الجديد] ترامب بأداء اليمين الدستورية، برد فوري عليها. والرد لم يختلف جوهرياً عن مواقف إدارة أوباما واتخذ شكل عقوبات ضد 13 شخصاً و12 شركة مرتبطة بصناعة الصواريخ وشمل أفراداً من الحرس الثوري (وفق قائمة كانت معدة سلفاً على الأرجح). وفي 3 شباط/فبراير 2017، أعلن مستشار الأمن القومي آنذاك مايكل فلين أن الإدارة الأميركية "حذرت إيران رسمياً" دون أن يقدم تفاصيل. وبعد هجوم للمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن استهدف بارجة سعودية، شدد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس على أن إيران هي "أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم".
•أقرت إيران بمسؤوليتها عن التجربة الصاروخية، لكنها أكدت أنها ليست انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن وإنما كانت جزءاً من برنامج الاختبار السنوي. وتمنت إيران على الإدارة الأميركية عدم استخدام الاختبار لمفاقمة حدة التوتر بين البلدين، وشددت على أن خطوات الولايات المتحدة ستقابل بخطوات مماثلة من قبلها. وفي الوقت نفسه، واصلت إيران سلسلة مناوراتها العسكرية التي قالت إنها جزء من برنامج عملها السنوي. ومن المرجح مع ذلك أن يكون هذا أيضاً من ضمن محاولة فرض حقائق على الأرض واختبار ردود فعل الولايات المتحدة عليها.
•وفي الأيام التي أعقبت تنصيب ترامب، حرصت إيران على إبقاء لهجة خطابها العلني معتدلة نسبياً ولم تصدر إدانات قاسية بحق الرئيس الجديد. تعليقاً على تصريحات ترامب قال علي أكبر ولايتي، المستشار السياسي للمرشد الأعلى علي خامنئي، إن "إيران لا تأخذ سلوك ترامب على محمل الجد". وقال علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن إيران يجب أن تتصرف بحكمة وتعزز استراتيجيا معتدلة في مواجهة الولايات المتحدة. وفي 16 شباط/فبراير، شكك علي خامنئي نفسه في صدقية تهديدات ترامب بشأن القيام بعمل عسكري ضد إيران، طارحاً مقولة إن الحرب الحقيقية "للعدو [الولايات المتحدة] هي في المجال الاقتصادي، والغاية منها بث اليأس من الثورة في نفوس أبناء الشعب".
•وانعكست لهجة إيران المعتدلة نسبياً في الاحتفالات بمناسبة ذكرى الثورة الإيرانية. فإلى جانب ترديد الهتافات التقليدية مثل "الموت لأميركا" ودوس الأعلام الأميركية والإسرائيلية بالأقدام، طرحت هذا العام شعارات ميّزت بين ترامب والإدارة الأميركية من جهة، والشعب الأميركي من جهة ثانية. وقال الرئيس الإيراني روحاني إن ترامب "مبتدئ في عالم السياسة"، وعلّق على "تهديدات" ترامب، بأنها ستلقى "رداً مناسباً". وانعكس التمييز بين ترامب والشعب الأميركي أيضاً في لغة تغطية وسائل الإعلام الإيرانية. فقد تناولت عدة افتتاحيات موضوع مشاركة الولايات المتحدة في بطولة المصارعة العالمية التي عقدت أخيراً في إيران، مع التنويه بأن مواقف الإيرانيين من أعضاء المنتخب الأميركي تثبت أن الشعب الإيراني لا يشعر بأي ضغينة تجاههم.
•من جهة الإدارة الأميركية الجديدة يبدو أن سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران، على الأقل، علناً، تؤشر إلى حدوث تغيير عن السنوات الأخيرة. هناك تشديد على تبني نهج حازم وتهديدي، على الأقل في التصريحات العلنية، على الأرجح في محاولة لإفهام الإيرانيين بأنه خلافاً لرئاسة أوباما، لا تنوي إدارة ترامب تجاهل خطوات طهران الاستفزازية. وهذا يعكس الاعتقاد بأن الردع الأميركي يمكن تعزيزه بهذه الطريقة، ويثبت للعالم أن انتقادات ترامب لسياسة إدارة أوباما التي أطلقها إبان الحملة الانتخابية قد ترجمت في نهج أميركي جديد.
•وفي الوقت نفسه، من الواضح أن الإدارة الجديدة تتصرف بحذر في كل ما يتعلق بالاتفاق النووي، وهي بالتأكيد لا تكرر تصريحات ترامب عشية الانتخابات حول عزمه على اتخاذ تدابير لإلغائه. ويظهر أن الإدارة تحاول التمييز بين موقفها من الاتفاق وردودها على سياسة إيران في منطقة الشرق الأوسط. وقد شدد تقرير للبيت الأبيض عن محادثة لترامب مع الملك السعودي على أن "الزعيمين اتفقا على ضرورة التنفيذ الصارم لبنود الاتفاق"، وهذا يعني تفاهماً على أن يبقى الاتفاق ساري المفعول، وهذا أيضاً وفقاً لرغبات سعودية على الأرجح.
•وبغض النظر عن هذه التصريحات الأولية، يفترض أن تكون الإدارة الأميركية الجديدة في مرحلة بدء عملية صياغة سياستها البعيدة المدى حيال إيران. وسيركز الهدف المحدد على الأرجح على تقليص نفوذ إيران الإقليمي إلى أدنى حد ممكن بالترافق مع تعزيز الردع في مواجهة خطوات استفزازية وخروقات للاتفاق النووي. وفي هذا السياق، سيكون على الإدارة التعامل مع التحديات المعقدة التي تواجهها، وعلى رأسها ضرورة دعم أقوالها الحازمة بأفعال ملموسة تثبت جدية نياتها. وتعي الإدارة تماماً أن إحجامها عن ذلك سيكشف خواء تصريحاتها ويرتد سلباً عليها. وتستطيع الإدارة بالتأكيد استخدام القوة العسكرية ضد أهداف إيرانية و/أو ضد حلفاء إيران. ولكن، ثمة شك في أن تكون الإدارة على استعداد، في هذه المرحلة بالذات، للانجرار إلى تصعيد سريع، وهو سيناريو محتمل في حال وقوع مواجهة عسكرية.
•وأحد السيناريوهات المحتملة هو تكثيف العقوبات الأميركية في مجالات غير نووية، سواء من خلال أمر تنفيذي [مرسوم رئاسي] أو سن قانون في الكونغرس. وفي الوقت نفسه، وبهدف زيادة العبء على إيران بشكل ملحوظ، سيتوجب على الرئيس إقناع الأوروبيين والروس بالمشاركة في هذه الخطوات. بيد أن هذا المسعى سيرفض على الأرجح، لأن أوروبا وروسيا لن تكونا راغبتين في إغلاق الباب مجدداً في وجه الاستثمارات والتعاملات المالية مع إيران التي استؤنفت غداة توقيع "خطة العمل المشتركة الشاملة" (JCPOA).
•وقد تحاول الولايات المتحدة أن تفرق بين روسيا وإيران عن طريق إقناع موسكو بثني إيران عن التدخل في سورية في مقابل تنازلات أميركية في سياقات ذات أهمية بالنسبة لروسيا. لكن هذه مهمة شاقة نظراً للشوط الذي قطعه التعاون بين روسيا وإيران في سورية. وعلاوة على ذلك، يبدو أن مساهمة إيران في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" بما في ذلك في العراق أضحت أكثر أهمية من أي وقت مضى، ومن المستبعد أن تعرّض الولايات المتحدة إنجازاتها للخطر في هذا الميدان. ويكرر الجانب الروسي أيضا القول إنه من الخطأ استبعاد إيران عن تحالف يستهدف مكافحة الإرهاب الإسلامي.
•من جانبها لا تسعى إيران إلى مفاقمة حدة التوتر ومن المستبعد، على الأقل في الوقت الحاضر، أن تتبنى نهجاً أكثر تشدداً من ذي قبل. وستكون مهمة روحاني الرئيسية في الأشهر المقبلة منع تصعيد حدة الصراع الداخلي في إيران. ومن جهة، فمن شأن زيادة تهديدات إدارة ترامب ضد إيران، أن تعزز المعسكر المحافظ المتشدد في إيران الذي عارض الاتفاق النووي وأصر على أن الولايات المتحدة لا يمكن الوثوق بها، وأن تضعف معسكر روحاني الذي سعى لتشجيع سياسة الانفتاح على الغرب، من جهة ثانية. وستكون هذه المسألة على الأرجح محور تركيز الأحزاب السياسية الإيرانية على اختلافها في الأشهر المقبلة حتى موعد الانتخابات المقرر إجراؤها في أيار/مايو 2017.
•كما أن من شأن تطرف لغة الجدل السياسي الداخلي في إيران جرّاء مزيد من التصعيد في الردود الأميركية أن يدفع روحاني إلى تبني خطوات وخطاب شديد التطرف، خشية أن يتم تصويره كشخص خاضع للولايات المتحدة، أو يتم تصوير سياسته وكأنها أثبتت فشلها. واللافت في هذا السياق أنه للمرة الأولى منذ سنوات، اضطر المعسكر الإصلاحي إلى الوقوف إلى جانب النظام ضد تهديدات الولايات المتحدة معلنا أنه في ضوء التهديد الخارجي الشعب الإيراني مستعد للتوحد.
خلاصة
•بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، يتطلب تغيير قواعد اللعبة في مواجهة إيران- أي تحقيق نجاح في كبح نفوذ إيران الإقليمي من دون الإنجرار إلى نزاع، من دون دفع إيران إلى اتخاذ تدابير انتقامية. بتعبير آخر، يتطلب تعزيز الردع في مواجهة إيران) صياغة استراتيجيا شاملة جديدة تبدو الآن بعيدة المنال نظرا لتعقيد التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة.
•رداً على سياسة الإدارة الأميركية، ستركز إيران على الأرجح جهودها في الحفاظ على مكانتها الإقليمية وفي مواصلة تطوير قدراتها النووية دون انتهاك "خطة العمل المشتركة الشاملة" (JCPOA). ومن الممكن أن يحقق النهج الأميركية الهجومي "ردعا محليا" ويمنع تاليا خطوات استفزازية بارزة في الوقت الحالي. لكن عندما سيحين الأوان، ومع زيادة ضغط الولايات المتحدة، ستزداد أيضا مقيدات روحاني، ورغماً عنه سيتعين عليه تنفيذ مطالب المتطرفين.
•إن كلاً من الإدارة الأميركية الجديدة وإيران يختبر نوايا الطرف الآخر من دون الرغبة في التسبب بتصعيد عنيف من شأنه زعزعة منطقة الخليج ويمتحن جدية تصميمه على تنفيذ ما يقوله. وفي الوقت نفسه، إن التوتر على مستوى لغة الخطاب، حتى لو لم يسع إلى صب الزيت على النار، قد يؤدي إلى تصعيد [عسكري] من جراء تقدير خاطئ من أحد الطرفين لنوايا الطرف الآخر.
•المقيدات والتحديات التي تواجهها إدارة ترامب في صياغة سياسة حيال إيران تتطلب من إسرائيل أن تركز نقاشاتها مع الولايات المتحدة على السبل الآيلة إلى تحقيق الأهداف الرئيسية التالية: حث على تغيير سياسة إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ وفي السياق الشامل، منع تآكل امتثال إيران للقيود المفروضة عليها بموجب الاتفاق النووي؛ والتحضير لمرحلة ما بعد انتهاء مدة الاتفاق. وعلى إسرائيل أن تسعى لجعل السياسة الأميركية تركز جهودها على تعزيز العناصر المعتدلة في النظام السياسي الإيراني بقيادة الرئيس روحاني، وتجنب الوقوع في فخ المتشددين. والجمع الصحيح بين خطوات رادعة من جهة، وانفتاح من جهة ثانية، بالتعاون مع لاعبين دوليين سيتيح الفرصة لإفهام روحاني – الذي لديه على ما يبدو أفضل فرص للفوز في الانتخابات القادمة- أنه بشكل خاص وإيران بشكل عام لديهما الكثير ليخسرانه من قبل إدارة ترامب إذا كسرا قواعد اللعبة.
_______
ترجمته عن الإنكليزية: يولا البطل
•باسل الأعرج، 33 عاماً، قتله جنود الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين الماضي في منزل كان يختبئ فيه في مدينة البيرة بالقرب من رام الله. ووفقاً للجيش الإسرائيلي كان الأعرج مطلوباً من القوات الأمنية وهو قُتل خلال تبادل لإطلاق النار مع جنود الجيش الإسرائيلي الذين جاؤوا لاعتقاله. لكن وفقاً لمصادر فلسطينية، فقد أطلق الجيش صاروخاً على المنزل الذي كان الأعرج يختبئ فيه. وأظهر مقتل الأعرج من جديد الجدل بشأن التعاون الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وأثار احتجاجاً ضد الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي تقمع كالعادة، وتثير بذلك موجة احتجاجات إضافية.
•قمع التظاهرة المتواضعة التي جرت أول من أمس (الأحد) مقابل مبنى محكمة السلام في البيرة، والتي شارك فيها والدي الأعرج، لم تكن خارجة عن المألوف. ومنذ قيامها قمعت الأجهزة الفلسطينية التظاهرات والاحتجاجات. لكن على الرغم من ذلك فإن الظروف لم تكن عادية: داخل المبنى كان يجب أن يُحاكم ستة شبان متهمين بحيازة سلاح غير شرعي وتعريض حياة الناس للخطر. واحد منهم فقط كان حاضراً في القاعة، أربعة آخرون اعتقلتهم قوات الأمن الإسرائيلية منذ بضعة أشهر، والخامس هو الأعرج.
•الستة جرى اعتقالهم السنة الماضية نصف سنة في سجن فلسطيني ثم أُطلقوا بعد إضرابهم عن الطعام، لكن منذ ذلك الحين اعتقلت إسرائيل أربعة منهم في حين انتقل الأعرج إلى العمل السري. ووفقاً لتقارير فلسطينية، فإنه على الرغم من حصول القاضي على دلائل تشير إلى أن المتهمين الأربعة معتقلون في إسرائيل، فهو فضّل تأجيل الجلسة إلى 30 نيسان/أبريل بحجة أنهم معتقلون إداريون ومن المحتمل أن تفرج عنهم إسرائيل حتى ذلك الحين. أما كتاب الاتهام ضد الأعرج فقد أبطل بعدما أُعطي القاضي شهادة وفاته.
•خارج قاعة المحكمة هتف عشرات المتظاهرين بينهم نساء شابات ونشطاء مخضرمون ضد الاحتلال الإسرائيلي وضد التعاون الأمني مع إسرائيل. حاولت القوى الأمنية [الفلسطينية] منع النقل المباشر للتظاهرة في القناة الفلسطينية "اليوم" التي تتماهى مع الجهاد الإسلامي. وعلى الفور، وعلى الرغم من وجود نساء في المكان، جرى تفريق المتظاهرين بسرعة بواسطة الضرب بالهراوى، وبقنابل الغاز المسيل للدموع التي ألقيت في حي فيه مدارس وحضانة أطفال.
•كان من بين الجرحى الذين نُقلوا إلى المستشفيات والد الأعرج. كما كان بين المعتقلين الأربعة الذين اعتقلتهم القوى الأمنية بضع ساعات خضر عدنان، المعروف بسبب إضرابه عن الطعام الطويل ضد اعتقاله الإداري في إسرائيل. وادعت الشرطة [الفلسطينية] أن المتظاهرين أغلقوا شارعاً مركزياً ولذا كان من الضروري تفريقهم. ونُشرت صور عن قمع التظاهرة على وسائل التواصل الاجتماعي مترافقة بدعوات إلى عدم الاكتفاء بالنقاش الداخلي والإدانات على الفايسبوك، بل الخروج مجدداً إلى الشوارع. وقد حُدد موعد لتظاهرة جديدة جرت بعد ظهر الأمس في رام الله، كان دعا صحافيون ومحامون إلى المشاركة فيها. وشهد مخيم الدهيشة تظاهرة من أجل ذكرى الأعرج وضد التعاون الأمني مع إسرائيل، وجرى تفريق هذه التظاهرة أيضاً بالقوة. وأعلنت الجبهة الشعبية رداً على قمع التظاهرة أنها لن تشارك في الانتخابات المحلية التي ستجري فقط في الضفة الغربية في أيار/مايو.
•وكالعادة اختلفت الآراء على الفايسبوك، فهناك مستخدمون أعربوا عن شكوكهم في أن أجهزة السلطة ساعدت إسرائيل في العثور على الأعرج، ويدّعون أن مجرد إحالته على المحاكمة هو تعاون مع الاحتلال. وفي حين يدين آخرون قمع التظاهرة فهم يحذرون من الانجرار وراء الاتهامات بالخيانة، ومقارنة شرطة السلطة بالجنود الإسرائيليين. ويحاول ناشطو فتح التنصل من المسؤولية وإلقاءها على عاتق أجهزة السلطة، متجاهلين وجود تنظيمهم في السلطة والدور المركزي الذي يلعبه أعضاء فتح في الأجهزة الأمنية.
•الأعرج الذي كان يمتهن الصيدلة، تماهى مع تنظيمات يسارية فلسطينية. وهو شارك في نشاطات شعبية غير مسلحة ضد الخطة الإسرائيلية لبناء جدار في قلب قريته الواقعة غرب بيت لحم، الولجه، وضد مصادرة أراضيها من أجل إقامة متنزه عام للإسرائيليين. وفي ما بعد كان ناشطاً في مبادرات أخرى ونشاطات شعبية ضد المستوطنات والتطبيع مع إسرائيل.
•النشاطات الشعبية غير المسلحة فشلت: الجدار بُني، والناس خسروا أراضيهم أو فصلوا عنها، المستوطنات تتوسع والسلطة الفلسطينية ما تزال تواصل تعاونها الأمني مع إسرائيل. في رأي رفاق الأعرج أن هذا الفشل هو الذي دفعه إلى قرار محاكاة نموذج النضال الفلسطيني في سنة 1936، والتسلح، واللجوء إلى النشاط السري، والخروج إلى الجبال، والمخاطرة بأن يعتقل أو يموت. إن المسار المأساوي الذي اختاره دليل على الحائط المسدود الذي تعيشه السياسة الفلسطينية.
•ومثل دائماً، هذه المرة أيضاً تثير الاحتجاجات وإدانة محاولات القمع أملاً في تحطيم الجمود السياسي الفلسطيني الداخلي، وفي تهاوي السيطرة الأحادية لمحمود عباس على سياسة منظمة التحرير الفلسطينية، وحركة "فتح"، والسلطة الفلسطينية. وتدل التجربة على أنه بعد القمع الأولي للاحتجاج تجد السلطة سبلاً لتمييعه، لكن هناك تراكماً مستمراً للمرارة والاشمئزاز واليأس والغضب. ولا يمكن معرفة إلى متى تستطيع أجهزة الأمن الفلسطينية احتواء هذه المشاعر وطمسها، أو قمع النشاطات والمبادارت الناتجة عنها.