مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
ليبرمان: الدول العربية التي قطعت علاقاتها مع قطر باتت تدرك أن مصدر الخطر الحقيقي في الشرق الأوسط غير كامن في إسرائيل والصهيونية
رئيس الحكومة الأثيوبية يقوم بأول زيارة إلى إسرائيل منذ توليه السلطة
رامي حمد الله: سياسة التساهل والاحتواء التي اتبعتها إسرائيل في أوج التصعيد الأمني في الضفة حالت دون اندلاع انتفاضة ثالثة
مقالات وتحليلات
لماذا يهدّد نصر الله؟
الدول العربية وقطر- حان وقت الحساب
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 6/6/2017
ليبرمان: الدول العربية التي قطعت علاقاتها مع قطر باتت تدرك أن مصدر الخطر الحقيقي في الشرق الأوسط غير كامن في إسرائيل والصهيونية

قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان [رئيس "إسرائيل بيتنا"] إن قيام السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين واليمن بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر يثبت أن هذه الدول باتت تدرك أن مصدر الخطر الحقيقي في منطقة الشرق الأوسط غير كامن في إسرائيل والصهيونية، وأكد أن هذه الخطوة من شأنها أن تعزّز احتمالات التعاون مع هذه الدول في كل ما يتعلق بمحاربة الإرهاب.

وأضاف ليبرمان خلال قيامه بالرد على استجوابات عدد من أعضاء الكنيست أمس (الاثنين)، أن الدول العربية التي قطعت علاقاتها مع قطر لم تفعل ذلك بسبب إسرائيل أو القضية الفلسطينية وإنما بسبب مخاوفها من تصاعد الإرهاب الإسلامي المتطرف. وأشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحدّث أثناء الزيارة التي قام بها إلى السعودية الشهر الفائت عن ضرورة إقامة ائتلاف لمحاربة هذا الإرهاب. 

وشدّد ليبرمان على أن إسرائيل منفتحة على التعاون مع هذه الدول العربية وعلى أن الكرة بهذا الشأن موجودة في ملعب تلك الدول. وأشار إلى أن أي محاولة للربط بين القضية الفلسطينية وعلاقات إسرائيل مع الدول العربية المعتدلة تعبّر عن توجه خطأ، ولفت إلى أن إسرائيل وقعت اتفاقيتي سلام مع كل من مصر والأردن من دون أي علاقة مع القضية الفلسطينية. 

ورداً على سؤال وجّهه عضو الكنيست مئير كوهين ["كلنا"] حول صفقة الأسلحة التي وقعتها الولايات المتحدة مع السعودية، قال ليبرمان إن إسرائيل لا تسعى لمنع صفقات أسلحة بين الولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة، لكنها في الوقت عينه تحرص على أن تحافظ على وجود فجوة نوعية بين جيشها وسائر الجيوش في المنطقة. وأكد أن إسرائيل عالجت جميع التداعيات التي يمكن أن تترتب على هذه الصفقة قبل إعلانها على الملأ، وحصلت على ضمانات أكيدة بأن تظل محتفظة بتفوق جيشها النوعي.

من ناحية أخرى قال اللواء في الاحتياط يعقوب عميدرور في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي ["غالي تساهل"] أمس، إن قطر لعبت على الحبلين طيلة سنوات، فمن جهة هناك قاعدة عسكرية أميركية في أراضيها ومن جهة أخرى لديها علاقات ودية مع إيران أكثر من الدول العربية الأخرى، كما أنها تشكل جزءاً من الدول العربيّة السنية وفي المقابل تدعم حركة "الإخوان المسلمين" إلى حد كبير وتمول قناة "الجزيرة".

وأضاف عميدرور الذي شغل سابقاً منصب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أن العلاقة بين قطر وإيران ودعم "الإخوان المسلمين" وقناة "الجزيرة" تعتبر الأسباب الرئيسية التي أدت إلى إعلان الدول العربية السنية معارضتها لقطر على رؤوس الأشهاد.

 

وأعرب عن اعتقاده بعدم وجود صلة بين هذه الخطوة وأي ضغوط أميركية، مشيراً إلى أن لدى الولايات المتحدة مصالح مهمة في قطر. 

 

"معاريف"، 6/6/2017
رئيس الحكومة الأثيوبية يقوم بأول زيارة إلى إسرائيل منذ توليه السلطة

وصل رئيس الحكومة الأثيوبية هيلي مريام ديسالين أمس (الاثنين) إلى إسرائيل في زيارة هي الأولى له منذ توليه السلطة في أثيوبيا سنة 2012.

وتأتي هذه الزيارة التي ستستمر 4 أيام تلبية لدعوة رسمية من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.

وذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن ديسالين سيبحث خلال الزيارة العلاقات الثنائية بين أثيوبيا وإسرائيل وسبل تعزيز مجالات التعاون بينهما، كما سيتم التطرّق إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وأضاف البيان أنه من المتوقع أن يتم خلال الزيارة توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين، بالإضافة إلى عقد لقاء بين ديسالين وممثلين عن القطاع الخاص والمستثمرين لإطلاعهم على فرص الاستثمار المتاحة في أثيوبيا.

وشدّد البيان على أن إسرائيل تسعى لإقامة وتعزيز علاقات سياسية واقتصادية مع عدة دول أفريقية تسمح لها بالدخول إلى هذه القارة وضمان عدم العمل ضدها في مؤسسات الأمم المتحدة ولا سيما في مجلس الأمن الدولي.

وكان نتنياهو زار أثيوبيا في تموز/ يوليو الفائت ضمن جولة شملت أيضاً كلاً من أوغندا ورواندا وكينيا. 

كما شارك رئيس الحكومة أول من أمس (الأحد) في مؤتمر قمة منظمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ECOWAS الذي عقد في ليبيريا.

واجتمع نتنياهو خلال هذا المؤتمر مع رئيس السنغال ماكي سال وتم في ختام الاجتماع الإعلان عن انتهاء الأزمة بين البلدين وإعادة العلاقات إلى مجراها الطبيعي. واندلعت هذه الأزمة بعد أن قامت السنغال مع نيوزيلندا بتقديم القرار رقم 2334 الذي أدان الاستيطان الإسرائيلي في المناطق [المحتلة]، إلى مجلس الأمن الدولي. بالإضافة إلى ذلك اتفق الزعيمان على تعزيز التعاون بين إسرائيل والسنغال في مجالي الأمن والزراعة، ووجه رئيس الحكومة دعوة إلى وزير خارجية السنغال للقيام بزيارة إلى إسرائيل تم تعليقها بسبب تلك الأزمة.

 

وعقد نتنياهو بعد اختتام قمة ECOWAS اجتماعات مع كل من رئيس غانا نانا أكوفو أدو، ورئيس توغو فاوري إيسوزيمنا غناسينغبي، ورئيس غينيا كوناكري ألفا كوندي، ورئيس الرأس الأخضر خورخي كارلوس فونسيكا، ورئيس ساحل العاج ألاساني أوتارا. كما عقد اجتماعاً مع رئيس مالي إبراهيم بوبكر كيتا، واتفق الزعيمان خلاله على تفعيل العلاقات بين البلدين. ومالي دولة إسلامية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

 

"يسرائيل هيوم"، 6/6/2017
رامي حمد الله: سياسة التساهل والاحتواء التي اتبعتها إسرائيل في أوج التصعيد الأمني في الضفة حالت دون اندلاع انتفاضة ثالثة

قال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي حمد الله إن السبب في منع اندلاع انتفاضة ثالثة في المناطق [المحتلة] يعود إلى سياسة التساهل والاحتواء التي اتبعتها إسرائيل في أوج التصعيد الأمني الذي شهدته هذه المناطق السنة الفائتة.

وجاءت أقوال حمد الله هذه خلال اجتماع مغلق عقده مع وزير المال الإسرائيلي موشيه كحلون [رئيس "كلنا"] الأسبوع الفائت، وأكد فيها أيضاً أن السلطة الفلسطينية فوجئت من تعامل إسرائيل مع هذا التصعيد ومن عدم انجرارها إلى معاقبة السكان الفلسطينيين بصورة جماعية، وأكد أن هذا التعامل حال دون اندلاع انتفاضة ثالثة.

كما تطرّق إلى الأنباء التي نُشرت في وسائل الإعلام الإسرائيلية وأشارت إلى حدوث توتر بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أثناء الاجتماع الذي عقد بينهما في بيت لحم، فنفاها جملة وتفصيلاً وأكد أن الاجتماع كان من أفضل اللقاءات التي عقدها عباس مع رئيس أميركي.

واعتبر حمد الله أن قرار ترامب عدم نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس كان بمثابة تعزيز لمكانة عباس.

 

 

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"ynet"، 4/6/2017
لماذا يهدّد نصر الله؟
البروفسور ألكس مينتس - باحث في مركز هرتسليا

•إن أحد الأسباب الأساسية لعودة زعيم حزب الله، حسن نصر الله، إلى تهديد إسرائيل، وعرض بنك أهداف والتهديد بغزو محتمل في أثناء الحرب، له علاقة بإعلان إدارة ترامب أن الخيار العسكري في مواجهة إيران مطروح مجدداً على الطاولة.

•ما علاقة هذا بذاك؟ إن نصر الله، حليف الإيرانيين، والذي يحصل تنظيمه على مساعدة ضخمة منهم من السلاح المتطور والمال، يُلمّح لإسرائيل أنه إذا قررت الولايات المتحدة أو إسرائيل في المستقبل مهاجمة إيران لمنعها من الحصول على سلاح نووي، فإنه بالإضافة إلى هجوم إيراني مضاد على إسرائيل، سيكون حزب الله قادراً على إلحاق ضرر هائل وواسع بالجبهة الداخلية الإسرائيلية، وربما غزو إسرائيل أيضاً.

•لقد سبق لنصر الله إثبات أنه رجل استراتيجي محنّك. وبعد نجاح نظام الأسد الذي يحظى بدعم روسي وإيراني وبدعم من حزب الله، في تثبيت وضعه موقتاً، يدرك حزب الله الذي تكبد خسائر جسيمة في سورية، هشاشته في هذه الفترة من الزمن، وضعفه النسبي بسبب نزف دماء مقاتليه في سورية، وهو لذلك يحاول أن يخلق ردعاً من جديد في مواجهة إسرائيل.

•إن جميع مسؤولي المستوى العسكري - الأمني في الولايات المتحدة: وزير الدفاع ماتيس، ورئيس السي آي إي، ورئيس وزارة الأمن القومي كالي، ومستشار الأمن القومي مكماستر، يعتبرون إيران عنصراً استفزازياً وخطراً يشجع على الإرهاب في المنطقة. وهم عبروا عن ذلك أكثر من مرة. وكونهم شخصيات عسكرية رفيعة، فهم يعرفون ماذا تفعل إيران في المنطقة ولا يحاولون أن يجملوا الوضع أو يجدوا له تفسيرات أو ذرائع.

•وزيارة كبار المسؤولين في إدارة ترامب لحلفاء الولايات المتحدة التقليديين في أماكن مختلفة من العالم (كوريا الجنوبية، إسرائيل ، حلف شمال الأطلسي)، هدفت بالدرجة الأولى إلى التلميح لأعدائهم بأن الولايات المتحدة تدعم حلفاءها، وهذا يعرف في الأدبيات المهنية بالردع الموسع، وتعزيز العلاقة، وترسيخ الالتزامات المتبادلة بين الإدارة الأميركية وحلفائها.

•وبخلاف إدارة أوباما التي كانت نقدية حيال حلفاء الولايات المتحدة ومتساهلة حيال أعدائهم، فإن داعش وإيران يحظيان حالياً بأولوية عليا لدى الأميركيين كتهديد في منطقتنا. إن زيارة الرئيس ترامب إلى السعودية وإسرائيل، بالإضافة إلى أهميتها في ما يتعلق بالمفاوضات السياسية، تهدف إلى دعم حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة في مواجهة داعش، وتعزيز تحالفات الولايات المتحدة الرسمية وغير الرسمية، وإظهار التزامها من جديد من خلال زيارات متكررة لكبار المسؤولين في الإدارة الأميركية.

•في ضوء تعاظم قوة المحور الراديكالي في مواجهة إسرائيل والمؤلف من "داعش، "حماس"، حزب الله، اقترحتُ في الفترة الأخيرة إدخال مصطلح جديد هو التكيف (adaptation) - أي التكيف الملائم مع المتغيرات المتلاحقة والقوية في منطقتنا، وذلك كمكون إضافي في عقيدة إسرائيل الأمنية، إلى جانب المكونات الأربعة التقليدية: الإنذار، والردع، والحسم، والدفاع. إن إسرائيل تردّ أكثر من اللازم وتبادر أقل من اللازم. وفي غياب التكيف نشأ نوع من الجمود الفكري والتكلس في المؤسسات. ركود. حان الوقت لأن يأخذ التكيف على الصعيد السياسي شكل مبادرة وبمساعدة من إدارة ترامب يجب استغلال الفرص التي نشأت حيال الدول السنية المعتدلة التي تكره داعش وتخاف إيران.

 

•إذا كان صحيحاً تقرير مجلة "وول ستريت جورنال" الذي جاء فيه أن دول الخليج وعلى رأسها السعودية مستعدة لتحسين علاقاتها الاقتصادية مع إسرائيل مقابل تجميد الاستيطان خارج الكتل الاستيطانية الكبرى، فإنه يجب استغلال الفرصة النادرة لكون إدارة ترامب تتماهى مع تسوية إقليمية تضعف المحور الراديكالي. إن المراوحة في مكان واحد هي أيضاً ليست جيدة بالنسبة لأمن إسرائيل، وتفوّت الفرصة لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية في الخليج وفي دول إسلامية أخرى، على صعيد السياحة، والعلاقات التجارية، والاقتصاد، والاستثمارات المالية.

 

"يسرائيل هَيوم"، 5/6/2017
الدول العربية وقطر- حان وقت الحساب
أيال زيسر - باحث في معهد دايان لدرسات الشرق الأوسط وأفريقيا

•قرار مصر والسعودية والبحرين واتحاد الإمارات، الذي انضمت إليه أيضاً اليمن وليبيا، بقطع العلاقات مع قطر وفرض عقوبات عليها، شكل ضربة قاسية للإمارة الصغيرة على ساحل الخليج الفارسي [العربي]، التي كانت تظن نفسها حتى الأمس إمبراطورية كلية القدرة، تستطيع أن تحرك بإصبعها الشرق الأوسط كله.

•مال وإعلام، فمال النفط وقناة الجزيرة التلفزيونية هما اللذان منحا قطر قوة وهمية سمحت لها بأن تتحول إلى "ولد طائش" أو "الولد المزعج" في العالم العربي. إن طموح قطر للعب دور مركزي في المنطقة، ومحاولتها بصورة خاصة إغضاب السعودية، "الأخت الكبرى"، التي يتشارك القطريون معها في نظرتها الدينية الوهابية، دفعا بقطر إلى التفكير والتصرف دائماً بصورة مختلفة تماماً عما تفكر به وتفعله الدول العربية. 

•في البداية كان في هذا جاذبية معينة. فقد كانت الجزيرة قناة تلفزيونية عنيدة لم تتردد في معالجة ظواهر كانت بمثابة محرمات في العالم العربي. ودرجت المحطة أيضاً على انتقاد الديكتاتوريات العربية، لكن ليس قطر ولا الديكتاتوريات التي كانت قطر معجبة بها، مثل نظام بشار الأسد في سورية (حتى نشوب الثورة). ويُذكر في هذا السياق استعداد قطر لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في منتصف التسعينيات من القرن الماضي.

•لكن على ما يبدو نسيت قطر حدودها وقيودها. وكان التكتيك القطري في السنوات الأخيرة هو تكتيك صمود مع محاولة الحفاظ على أهمية وعلى قدرة تأثير، هو الذي أدى إلى انتهاج سياسة "هذا وذاك". فمن جهة استضافت قطر قيادة القوات الأميركية في الخليج على أراضيها، لكن من جهة أخرى حافظت على علاقات ثابتة مع إيران. ومن جهة تبنت موقفاً نقدياً إزاء أنظمة توتاليتارية في العالم العربي، لكن من جهة أخرى قبلت وجود "ديكتاتورية مستنيرة" في قطر نفسها، حيث يجري فيها الدوس على حقوق العمال الأجانب الذين يشكلون أغلبية سكان الإمارة، ولا يتمتعون بأيّ حق من الحقوق الأساسية للمواطن.

•وباسم الانفتاح وحرية المعرفة والتعبير، تحولت قناة الجزيرة بالنسبة إلى القوى المتطرفة في العالم الإسلامي، إلى بوق وأداة للتعبير. وحركة الإخوان المسلمين كانت لا تزال أكثر الحركات اعتدالاً من بين تلك القوى. ووقفت القناة مع حزب الله، وبالطبع مع "حماس"، كي لا نتحدث عن حركات راديكالية أخرى في العالم العربي. وعندما ضرب الإرهاب إسرائيل وقفت الجزيرة إلى جانب "حماس" وحزب الله. وعندما ضرب الإرهاب في أوروبا، كان هناك دائماً في الجزيرة من تفهّم ماذا كان يعتمل في قلوب منفذي الهجمات. لكن صبر القاهرة نفد عندما ضرب الإرهاب مصر فيما تهاجم قناة الجزيرة نظام السيسي المصري وتقدمه كمسؤول عن موجة الإرهاب التي تجتاح هذه الدولة.

•لكن ما يجري ليس فقط تغطية إعلامية داعمة، بل تقديم مساعدة مالية حقيقية للتنظيمات الراديكالية في العالم العربي. وتستضيف عاصمة قطر قيادة "حماس"، الحركة التي صنفها دونالد ترامب قبل أيام معدودة في زيارته الأخيرة للمنطقة بأنها تنظيم إرهابي. ولدى المصريين والسعوديين شكوك في أن قطر تمول تنظيمات راديكالية تنشط في أراضيهما.

•في قطر حاكم جديد يبحث عن طريقه. والآن تصوّب الدول العربية مسدساً إلى رأسه وتطلب منه العودة إلى حضن العائلة، والتوقف عن لعب دور الابن الشرير، أو عنزة العالم العربي السوداء. والسؤال هو: إلى أيّ مدى ستذهب هذه الدول؟ وهل لدى قطر القدرة على الصمود في مواجهة الضغط الذي يُمارس عليها؟

•في الماضي أيضاً عرفت علاقات قطر مع جيرانها في الخليج، السعودية ومصر خصوصاً، ارتفاعاً وهبوطاً، لكن في نهاية الأمر تابعت قطر طريقها. هذه المرة يبدو أن صبر العرب قد نفد وهم ليسوا مستعدين للقبول بعدم وقوف قطر صفاً واحداً معهم. يمكن افتراض أنه كما جرى في الماضي فسيجري التوصل هذه المرة كذلك إلى صيغة مصالحة، ربما بوساطة أميركية، فتبعد قطر لفترة معينة جزءاً من زعماء "حماس" عن أراضيها، وتخفف قناة الجزيرة من انتقادها لحكام السعودية ومصر، وتمر الأزمة. لكن المشكلة التي تمثلها قطر بالنسبة إلى إخوانها العرب ستبقى على حالها.