مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو: هضبة الجولان ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد
رئيس الحكومة الإسرائيلية يتعهد بالحفاظ على مشروع الاستيطان في الضفة الغربية وبتعزيزه
إضراب عام في المدن والبلدات العربية احتجاجاً على مقتل شاب من كفر قاسم برصاص الشرطة الإسرائيلية
دانون: بيان سكرتير الأمم المتحدة حول حرب 1967 مليء بالتلفيق والأكاذيب
مقالات وتحليلات
من حق الجمهور العربي في إسرائيل الحصول على حماية
أزمة قطر تحشر "حماس" وتثير قلق إسرائيل حيال نشوب مواجهة أخرى في الصيف
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هيوم"، 7/6/2017
نتنياهو: هضبة الجولان ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد

أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن هضبة الجولان ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد.

وأضاف نتنياهو في سياق كلمة ألقاها أمام مؤتمر الشباب الإسرائيليين الذي عُقد في هضبة الجولان أمس (الثلاثاء)، أن إسرائيل لن تنسحب من هضبة الجولان ولن تتخلى عنها لأنها لها. 

 

وأشار نتنياهو إلى أن منطقة الجولان شهدت قبل آلاف السنين ازدهار القرى اليهودية. وخاطب المشاركين في المؤتمر قائلاً: "إنني أنصحكم بعد اختتام هذا المؤتمر بزيارة عشرات المعابد اليهودية التي نعيد ترميمها هنا. ماذا تشاهدون هنا عندما تغرزون معزقة في الأرض؟ هل تظنون أنكم ستشاهدون آثاراً أخرى غير الآثار اليهودية؟ إننا نشاهد هنا المعابد والمصابيح والكتب المكتوبة باللغة العبرية التي تعود لفترة التلمود. إن الجولان لنا، كان لنا في الماضي وسيبقى كذلك. وبطبيعة الحال لو لم يكن لدينا حضور هنا، لكان الإسلام المتطرف موجوداً، وندرك كلنا ما هي تداعيات ذلك".

 

"معاريف"، 7/6/2017
رئيس الحكومة الإسرائيلية يتعهد بالحفاظ على مشروع الاستيطان في الضفة الغربية وبتعزيزه

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه سيواصل الحفاظ على مشروع الاستيطان في المناطق [المحتلة] وسيحرص على تعزيزه، وأكد أنه يقوم بما هو لازم للحفاظ على هذا الاستيطان وأنه لن يكون هناك رئيس حكومة يفعل ذلك أفضل منه.

وجاءت أقوال نتنياهو هذه في سياق خطاب ألقاه خلال احتفال خاص أقيم في الكنيست أمس (الثلاثاء) لإحياء ذكرى مرور 50 عاماً على حرب الأيام الستة [حرب حزيران/ يونيو 1967] واستئناف النشاط الاستيطاني اليهودي في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وغور الأردن، وأكد فيه أيضاً أن أهم نتيجة أسفرت عنها تلك الحرب هي العودة إلى البيت والأرض التي استقر فيها الآباء قبل آلاف السنوات.

وأضاف نتنياهو: "يجب عليّ التشديد على تلك النقطة، فلما رفع الجيش العلم الإسرائيلي في يهودا والسامرة والغور لم يسيطر على منطقة سيادية تابعة لأي دولة أخرى. إن حقيقة وجود الأردنيين هناك بعد سنة 1948 لم تمنحهم أي حق على الأرض معترف به من قبل المجتمع الدولي، وإن لم تخني ذاكرتي فإن دولتين فقط اعترفتا بذلك ولكن سائر الدول لم تعترف بذلك. والعكس هو الصحيح، فحق الشعب اليهودي في تلك المناطق تم الاعتراف به من قبل أمم العالم قبل 100 سنة من خلال وعد بلفور ثم اتفاقية فرساي وانتداب عصبة الأمم".

وأشار إلى أنه خلال محادثاته مع قادة العالم وبالإضافة إلى المطالبة باعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية، يشرح دائماً أن لكل شخص الحق في العيش في بيته، وبأنه لن يتم اقتلاع أي شخص من بيته في المستوطنات. كما أشار إلى أن إسرائيل تقوم بالبناء من داخل المستوطنات إلى الخارج، وأكد أن هذه هي القاعدة التي قررتها وأنها تمنحها مساحة مناورة كبيرة.

 

واعتبر نتنياهو أن الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني ليس صراعاً على الأرض لكنه ينبع من رفض الفلسطينيين الاعتراف بالدولة اليهودية ورغبتهم بالقضاء على هذه الدولة.

 

"هآرتس"، 7/6/2017
إضراب عام في المدن والبلدات العربية احتجاجاً على مقتل شاب من كفر قاسم برصاص الشرطة الإسرائيلية

تشهد المدن والبلدات العربية في الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية اليوم (الأربعاء) إضراباً شاملاً بدعوة من لجنة المتابعة العليا لشؤون السكان العرب احتجاجاً على مقتل الشاب محمد محمود طه (27 عاماً) من بلدة كفر قاسم في المثلث الجنوبي برصاص الشرطة الإسرائيلية خلال مواجهات وقعت في هذه البلدة فجر أمس (الثلاثاء).

كما دعت لجنة المتابعة إلى تنظيم تظاهرات في مداخل البلدات العربية غداً (الخميس)، وإلى تخصيص خطب يوم الجمعة في المساجد لشجب جريمة الشرطة في كفر قاسم وطريقة تعاملها مع السكان العرب، وإلى تنظيم تظاهرة قطرية للسكان العرب يوم السبت المقبل.

وكانت لجنة المتابعة عقدت اجتماعاً طارئاً في كفر قاسم صباح أمس أقرت فيه هذه الخطوات الاحتجاجية وطالبت بإقالة القائد العام للشرطة روني ألشيخ وضابط مركز الشرطة في كفر قاسم. 

وشارك آلاف المشيعين ظهر أمس في جنازة طه.

وشجب المشيعون وبينهم عدد من أعضاء الكنيست العرب لجوء الشرطة إلى استخدام القوة المميتة عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع متظاهرين عرب.

وقال عضو الكنيست أحمد الطيبي من "القائمة المشركة" إن هناك مجموعة واحدة فقط في إسرائيل إذا خرجت للتظاهر تعرض نفسها لخطر إطلاق النار عليها وقتلها هي السكان العرب، مشيراً إلى أنه لا يحدث ذلك مع الأثيوبيين أو المستوطنين على سبيل المثال على الرغم من أنهم يعتدون على الشرطة بالقضبان الحديدية والسلاح الأبيض.

وانتقد الطيبي وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد إردان الذي سارع قبل استكمال التحقيق إلى القول إن الحارس كان في خطر ولذلك كان إطلاقه للنار مبرراً، على الرغم من أن روايات شهود العيان تشير إلى عكس ذلك.

وقال الطيبي إن الغضب في كفر قاسم جاء على خلفية عدم كفاءة الشرطة في التعامل مع ازدياد الجريمة في البلدة وفي المجتمع العربي بشكل عام.

وأكد عضو الكنيست جمال زحالقة من "القائمة المشتركة" أن إردان والقائد العام للشرطة فشلا في معالجة الجريمة المتفشية في القطاع العربي.

وأضاف زحالقة أن إسرائيل نجحت في محاربة الجريمة المنظمة في المدن اليهودية لكنها تركت البلدات والمدن العربية عرضة للنشاطات الإجرامية.

وفي المقابل، قال بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية إن طه قتل عندما قام حارس أمن بإطلاق النار على متظاهرين حاولوا اقتحام مركز الشرطة في كفر قاسم. 

 

.وأضاف البيان أن محاولة الاقتحام حدثت بعد اعتقال أحد سكان البلدة ورافقتها أعمال عنف تم خلالها حرق مركبات تابعة للشرطة ورشق عناصر شرطة بالحجارة

 

"يديعوت أحرونوت"، 7/6/2017
دانون: بيان سكرتير الأمم المتحدة حول حرب 1967 مليء بالتلفيق والأكاذيب

شن سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون أمس (الثلاثاء) هجوماً عنيفاً على السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش واتهمه بالتلفيق ونشر الأكاذيب.

وقال دانون في بيان صادر عنه إنه بدلاً من توزيع الأكاذيب يجدر بهذه المنظمة الدولية أن تتركز بياناتها في نقل الحقائق.

وجاء هجوم دانون هذا رداً على بيان أصدره السكرتير العام للأمم المتحدة في مناسبة ذكرى مرور 50 عاماً على حرب حزيران/ يونيو 1967 التي أدت إلى احتلال إسرائيل مناطق الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية وقطاع غزة وهضبة الجولان السورية. 

وجاء في بيان غوتيريش أن هذا الاحتلال فرض عبئاً إنسانياً وتنمويًا ثقيلاً على الشعب الفلسطيني بما في ذلك على أجيال من الفلسطينيين الذين أجبروا على أن يكبروا ويعيشوا في مخيمات لاجئين مكتظة، ويعاني الكثير منهم من فقر مدقع في ظل أمل ضئيل أو معدوم في حياة أفضل لأبنائهم.

كما أشار البيان إلى أن استمرار الاحتلال يوجه رسالة واضحة إلى أجيال متعاقبة من الفلسطينيين فحواها أن حلمهم في إقامة دولة محكوم عليه بأن يبقى حلماً، كما يوجّه رسالة إلى الإسرائيليين فحواها أن رغبتهم في نشر السلام والأمن والاعتراف الإقليمي ستظل غير قابلة للتحقيق.

ورداً على ذلك قال دانون في بيانه إن جيران إسرائيل هم الذين بادروا إلى مهاجمتها سنة 1967، واتهم الأمم المتحدة بأنها تحاول إجراء مقارنة بين الإرهاب وقتل الأبرياء والعمران وتشييد البيوت. 

 

وأضاف أن ما يثير الاستهجان أكثر هو اتهام إسرائيل الدولة الديمقراطية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط بالمسؤولية عن العنف والإرهاب الذي يسود في هذه المنطقة. وأكد أنه فقط عندما تتخلى القيادة الفلسطينية عن التحريض على الإرهاب سيكون بالإمكان المضي قدماً نحو السلام.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 7/6/2017
من حق الجمهور العربي في إسرائيل الحصول على حماية
افتتاحية

•موت محمد طه، من سكان كفر قاسم، أثناء مواجهات اندلعت بين رجال شرطة وسكان المدينة فجر أمس، يقدّم مجدداً نموذجاً عن شبكة العلاقات المعقدة بين الجمهور العربي في إسرائيل والشرطة، وعن عدم الثقة بين الطرفين. وكون الذي أطلق النار هو رجل أمن مدني وليس شرطياً، لا يُحسّن صورة الوضع القاتم.

•لقد نشبت المواجهات التي جرى خلالها إطلاق النار على طه على خلفية الإضراب في جهاز التعليم في المدينة احتجاجاً على تقاعس الشرطة عن وقف العنف فيها. وكان السكان شكلوا لجان حراسة بلدية مؤلفة من شبان من سكان المدينة في محاولة للدفاع عن النظام العام ومنع دخول عناصر إجرامية إلى مدينتهم. لكن الشرطة تقف ضد نشاط هذه اللجان مدعية أنها لا تستطيع أن تسمح لتنظيمات محلية بالقيام بمهمات الشرطة. وحتى لو كانت الشرطة على حق، فإن هذه الظاهرة تكشف الفراغ السائد في البلدات العربية، الذي تدخل إليه عناصر غير مرغوب فيها.

•وعلى ما يبدو، ترفض الشرطة ووزارة الدفاع استبطان حقيقة أن العرب في إسرائيل هم مواطنون في الدولة ومن حقهم الحصول على خدمات الشرطة وحماية أمنهم تماماً مثل أي مواطن آخر. 

•في هذه الأثناء، يعاني المجتمع العربي من تصاعد حوادث العنف والاستخدام المستمر للسلاح الناري. ومنذ بداية هذا العام قُتل 32 مواطناً من القطاع العربي، 27 منهم قتلوا بإطلاق نار على خلفية إجرامية. وعدد كبير من الضحايا خسروا حياتهم نتيجة صراعات القوى أو الاحتكاك مع أطراف مجرمة.

•صحيح أن الشرطة زادت من نقاطها في بلدات عربية بهدف تحسين الشعور بالأمن الشخصي، لكن ثقة الجمهور بها لم تزدد والعنف لم يتراجع. ويعود ذلك إلى أن وجود الشرطة لا يكفي، ولا يمكن أن يكون بديلاً لقوات محترفة ومدربة قادرة على مواجهة خطورة ظاهرة الجريمة وحجمها الكبير.

•إن مواجهة كهذه منوطة قبل كل شي بوجود سياسة. والتغيير المطلوب للسياسة لا يتعلق بالشرطة فقط، بل بالحكومة وخاصة بوزارة الأمن الداخلي، لأن المطلوب هو إجراء تغييرات جوهرية في التوجه والاستراتيجيا. وبدلاً من التركيز الحالي للشرطة على الصراع مع جنود صغار، يتعيّن على الدولة أن تعلن حرباً شعواء على منظمات الجريمة التي تنشط داخل المجتمع العربي. وعلى الشرطة ملاحقة زعماء منظمات الجريمة والقتلة وإحالتهم على المحاكمة.

 

•يجب على الحكومة عامة وعلى الشرطة خاصة أن تدركا أنهما ملتزمتان بتوفير الأمن المواطنين العرب في إسرائيل بصورة لا تقل عن ذلك حيال المواطنين اليهود. ومن دون ذلك، فإن عدم الثقة سيزداد ويتصاعد ويمكن أن يتدهور ويصل إلى انهيار العلاقات بين الدولة والجمهور العربي.

 

"هآرتس"، 6/6/2017
أزمة قطر تحشر "حماس" وتثير قلق إسرائيل حيال نشوب مواجهة أخرى في الصيف
عاموس هرئيل - محلل عسكري

•قد تكون للأزمة الحادة بين قطر والسعودية انعكاسات على ساحة أخرى قريبة من إسرائيل، هي قطاع غزة.

•في السنوات الأخيرة شكلت قطر إحدى الدعائم الأخيرة التي استند إليها نظام "حماس" في القطاع. فقد اضطربت العلاقات بين "حماس" ومصر بعد الانقلاب العسكري في صيف 2013 الذي أعاد الجنرالات إلى الحكم في القاهرة، وقلّصت إيران دعمها المالي لـ"حماس" (الذي تجدد جزئياً في الفترة الأخيرة) جرّاء الخلاف السني - الشيعي حيال الحرب الأهلية في سورية، كما قلّ الاهتمام التركي بغزة بعد اتفاق المصالحة مع إسرائيل بسبب الأزمات الأخيرة التي غرق فيها الرئيس أردوغان في الداخل والخارج.

•لقد واصلت الإمارة الخليجية الصغيرة والغنية تقديم مساعداتها الاقتصادية إلى "حماس"، ووقفت أكثر من مرة إلى جانبها لحل مشكلة النقص الموقت للحركة في الموارد. ويمكن افتراض أن موفداً قطرياً يمثل شؤون بلاده في المناطق [المحتلة]، استخدم أيضاً كوسيط غير رسمي بين "حماس" وإسرائيل والسلطة في عدة مسائل، من ترتيبات غير مباشرة لإعادة إعمار القطاع بعد عملية "الجرف الصامد" وصولاً إلى جس النبض بشأن صفقات أسرى ومفقودين. وفي هذه الأثناء استضافت قطر ليس فقط خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" المنتهية ولايته، بل أيضاً كبار مسؤولي الذراع العسكرية للحركة برئاسة صلاح عروري.

•وعاروري الذي طردته إسرائيل منذ 7 سنوات من الضفة الغربية، وصل في الفترة الأخيرة من تركيا إلى قطر بعد طرده من هناك بضغط أميركي. ومن قطر وقبلها من تركيا، واصل عاروري توجيه النشاطات في منطقة الضفة، وكذلك توجيه جهاز"حماس" في الخارج الذي حوّل إلى الضفة أموالاً وأوامر للقيام بهجمات ضد إسرائيل، وللتآمر ضد السلطة الفلسطينية.

•وبضغط أميركي وسعودي، أبلغت قطر في بداية هذا الأسبوع عاروري ومجموعة النشطاء التابعين له بأن عليهم مغادرة الدولة بسرعة. لكن هذه الخطوة لم ترض السعوديين، الذين انتقلوا إلى فرض حظر شامل على الإمارة، وجروا معهم مصر والسودان وجزءاً من دول الخليج.

•يعود الغضب على قطر إلى استمرار مغازلتها المعسكرات المعادية للسعودية، ومن بينها حركة الإخوان المسلمين (السنية)، وإلى حد ما إيران. بالنسبة إلى مصر والسعودية، إيران هي مصدر خطر حقيقي. والعدائية التي تتعامل بها القاهرة مع "حماس" تنبع أيضاً من كونها تابعة للحركة الأم، أي حركة الإخوان المسلمين في مصر. والذي أثار غضب مصر والسعودية والسلطة الفلسطينية هو التصريح المسرّب المنسوب إلى أمير قطر، والذي جاء فيه أن الإخوان المسلمين (أي حماس)، هم الممثلون الشرعيون للشعب الفلسطيني.

•لقد فاجأت الأزمة السعودية - القطرية أغلبية أجهزة الاستخبارات في الغرب، وأمام الخبراء الأميركيين مهمة لا يحسدون عليها، وهي اضطرارهم لشرح الواقع المعقد هذا للرئيس دونالد ترامب. وتسمع حالياً تقديرات تقول إن قطر، التي لم تتوقع على ما يبدو رد الفعل السعودي القوي ضدها، ستضطر إلى التراجع على الأقل بصورة جزئية بسبب الضغط الذي يمارس عليها. وهذا من شأنه أن يؤثر على العلاقة مع "حماس". قبل أيام توجه يحيى السنوار رئيس الحركة في غزة، ومسؤولون آخرون كبار إلى مصر لإجراء محادثات كان من المفترض أن يذهبوا من بعدها إلى قطر، لكن الأزمة القطرية فاجأتهم وهم في القاهرة التي أوقفت رحلاتها الجوية إلى الدوحة. لكن هذه هي أبسط المشكلات، إذ سوف يتعين على السنوار ومشعل وإسماعيل هنية درس خطواتهم في حال قررت مصر والسلطة الفلسطينية زيادة ضغوطهما على القطاع. وبخلاف التوقعات الغزاوية، نادراً ما تفتح القاهرة معبر رفح أمام الحركة من القطاع وإليه.

•في هذه الأثناء، يشدد محمود عباس الحصار الاقتصادي على القطاع من خلال قرار تقليص الدعم الاقتصادي لموظفي السلطة الموجودين في غزة، وللأسرى والمحررين والمبعدين في صفقة شاليط، بالإضافة إلى خفض المبالغ التي تدفعها السلطة لإسرائيل لقاء إدخال الوقود إلى محطة توليد الطاقة [في غزة] ولقاء الخط الذي يزود القطاع بالكهرباء. ومن الصعب جداً بالنسبة إلى حكومة نتنياهو أن توافق على دفع المبالغ لقاء الكهرباء بدلاً من السلطة، لأن ذلك سيُعتبر تنازلاً لحماس.

•في ذروة شهر الصوم في رمضان، انخفض تزويد غزة بالكهرباء إلى 4 ساعات في اليوم في أحسن الأحوال، بينما جزء كبير من المواطنين ومن المؤسسات العامة تعتمد بصورة جزئية على المولدات. ويزيد تقنين الكهرباء من أزمة مياه الشرب، ويتسبب بصعوبات في معالجة مياه الصرف الصحي مما يفاقم تلوث شاطئ البحر الأبيض المتوسط، ويمكن أن يكون لذلك انعكاسات على وضع الشواطئ في جنوب إسرائيل.

•على ما يبدو، وفي ظل الأزمات التي تمر بها "حماس"، فإن قرار السعي إلى تصعيد عسكري في مواجهة إسرائيل سيكون حماقة مطلقة من جانبها. والسؤال هو: هل السنوار، الرجل القوي اليوم في غزة، وشريكه في الذراع العسكرية محمد ضيف، يفكران بالضرورة بمصطلحات مشابهة لتلك التي يفكر فيها الجانب الإسرائيلي؟

•لقد تبلورت طريقة تفكير السنوار خلال أكثر من عشرين عاماً قضاها في السجن الإسرائيلي حتى إطلاق سراحه في صفقة شاليط. ومعرفته بالمجتمع الإسرائيلي واسعة وعميقة (قال لي أحد كبار المسؤولين في الشاباك: إن السنوار يفهم اليهودية أكثر مني ومنك)، مع ذلك هناك الكراهية الأيديولوجية العميقة والإيمان الكبير بأسلوب الكفاح العسكري.

•إن تفاقم الأزمة في غزة يقلق القيادة الأمنية الإسرائيلية، وأدى ذلك في الأسابيع الأخيرة إلى اهتمام أوسع باحتمالات نشوب جولة قتال إضافية في الصيف المقبل، بعد ثلاث سنوات من عملية "الجرف الصامد" وفي ظروف مشابهة تماماً. ما يزال من الممكن الحؤول دون حدوث مواجهة، لكن "حماس" بدأت تلعب بالنار. ففي الأسابيع الأخيرة شجعت الحركة تظاهرات بعضها عنيف، قام بها السكان بالقرب من السياج الحدودي مع إسرائيل بعد أشهر طويلة من منع مثل هذه التحركات بشدة. وقُتل اليوم شاب فلسطيني بنيران الجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة، من جراء إحراق إطارات قام به عشرات الفلسطينيين بالقرب من السياج.