مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
التقدير الاستراتيجي لخبراء "معهد أبحاث الأمن القومي": أخطر التهديدات الماثلة أمام إسرائيل في 2018 نشوب حرب على الجبهة الشمالية أمام إيران وحزب الله والنظام السوري
جهاز "الشاباك" يعلن اعتقال أفراد خلية "إرهابية" تابعة لـ"حماس" في قرية جبع
تقديم لائحة اتهام ضد عهد التميمي تشمل 12 تهمة على مدى عامين
مركز الليكود يصادق بالإجماع على فرض السيادة الإسرائيلية على مناطق المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية
ليبرمان: إيران زودت الجماعات السلفية في قطاع غزة بالقذائف الصاروخية التي أُطلقت مؤخراً على الأراضي الإسرائيلية
عدد سكان إسرائيل نحو 8,8 مليون نسمة
مقالات وتحليلات
عهد التميمي تدمر الحوافز لدى الجيش الإسرائيلي
أخيراً وضوح إيديولوجي في الليكود
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 2/1/2018
التقدير الاستراتيجي لخبراء "معهد أبحاث الأمن القومي": أخطر التهديدات الماثلة أمام إسرائيل في 2018 نشوب حرب على الجبهة الشمالية أمام إيران وحزب الله والنظام السوري

أكد التقدير الاستراتيجي لسنة 2018 الذي أعده خبراء "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب أن أخطر التهديدات الماثلة أمام إسرائيل في السنة الحالية هو خطر نشوب ما سمّاه "حرب الشمال الأولى" على الجبهة الشمالية أمام ثلاث قوى أساسية هي إيران وحزب الله والنظام السوري، وأشار إلى أن إيران تواصل عمليات تسليح منظمات تسير في فلكها وتدعمها مادياً وتنشط على الحدود مع دولة إسرائيل وكذلك تقوم ببناء قوة عسكرية في الأراضي السورية.

ورأى التقدير الاستراتيجي الذي قام رئيس "معهد أبحاث الأمن القومي" اللواء احتياط عاموس يدلين بتقديمه إلى رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين أمس (الاثنين)، أن إسرائيل ستضطر إلى مواجهة الأعداء في الجبهة الشمالية على المدى البعيد عن طريق الدمج بين النشاطات العسكرية والاستراتيجية والتعامل مع هؤلاء الأعداء من جهة ومع روسيا من جهة أُخرى. وأكد أن إسرائيل تمتلك ورقة مهمة ضد إيران وروسيا هي قدرتها على زعزعة نظام بشار الأسد واستقرار الوضع في سورية.

وقال التقدير إن على إسرائيل أن تسعى لبلورة تفاهمات رسمية واستراتيجيا مشتركة مع الولايات المتحدة تجاه التهديدات الإيرانية في الشرق الأوسط وإن هذه الاستراتيجيا يجب أن تتطلع إلى تحقيق 3 أهداف هي: منع إيران من الحصول على أسلحة نووية أو من الوصول إلى عتبة الحصول على القدرة النووية؛ كبح النشاطات الإيرانية الهادفة إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة؛ منع الجيش الإيراني من تعزيز قدراته التقليدية، الأمر الذي قد يزيد نفوذ طهران في المنطقة.

وأضاف التقدير أن التهديد الثاني الماثل أمام إسرائيل يتمثل في خطر وقوع مواجهة عسكرية مع حركة "حماس" في قطاع غزة إذ تشير تقديرات المعهد الاستراتيجية إلى أن مواجهة مع "حماس" قد تنشب لأسباب تتعلق بتفاقم الأوضاع الأمنية داخل القطاع أو حتى بوجود صعوبات في تطبيق اتفاق المصالحة الفلسطينية والتوتر بشأن قضية القدس، فضلاً عن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تخيّم على القطاع.

وأشار التقدير إلى أن هناك تهديداً ثالثاً وأخيراً يتعلق بتنظيم "داعش" الإرهابي الذي يقترب من الحدود مع إسرائيل على الرغم من هزيمته في العراق وسورية. ولفت التقدير إلى أنه على خلفية هذه الهزيمة نقل "داعش" نشاطاته إلى جنوب سورية في منطقة الحدود مع الجولان وكذلك إلى شبه جزيرة سيناء، وأكد أن وجود هذا التنظيم في المنطقتين القريبتين من إسرائيل يزيد مخاطر قيامه بمحاولة ارتكاب عمليات إرهابية ضد أهداف إسرائيلية.

ورأى تقدير "معهد أبحاث الأمن القومي" أن الجمود لا يزال يكتنف النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي إذ نجحت إسرائيل في إيجاد واقع أمني مريح نسبياً في الوقت الذي شهد فيه الخياران الفلسطينيان وهما خيار الإرهاب وخيار تدويل الصراع فشلاً ذريعاً، الأمر الذي قد يقود الفلسطينيين إلى تبني استراتيجية الدولة الواحدة. وأشار إلى أنه تقف في صلب آخر التطورات رغبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إنجاز صفقة مثالية بين إسرائيل والفلسطينيين إذ من المتوقع أن ينشر طاقم الإدارة الأميركية وثيقة مبادئ للاتفاق المنشود. وأضاف أنه في مثل هذه الحالة سيركز الإسرائيليون والفلسطينيون مساعيهم لتحميل الطرف الآخر مسؤولية إخفاق المبادرة الأميركية.

 

ويوصي التقدير باستغلال مكانة إسرائيل واستعداد دول عربية للمساهمة في المسيرة السياسية بالإضافة إلى تعاطف الرئيس الأميركي مع إسرائيل، من أجل التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي مع الفلسطينيين لتفادي الانزلاق نحو حل الدولة الواحدة التي لن تكون بالضرورة يهودية أو ديمقراطية.

 

"معاريف"، 2/1/2018
جهاز "الشاباك" يعلن اعتقال أفراد خلية "إرهابية" تابعة لـ"حماس" في قرية جبع

سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية أمس (الاثنين) بنشر نبأ قيام جهاز الأمن العام ["الشاباك"] في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 باعتقال 5 أفراد يشكلون خلية إرهابية من سكان قرية جبع بالقرب من رام الله عملوا على تنفيذ عمليات إرهابية بتعليمات من عنصر تابع لحركة "حماس" في قطاع غزة. 

وذكر بيان صادر عن جهاز "الشاباك" أنه خلال التحقيق مع المعتقلين تبيّن أن العنصر الذي وقف وراء أعمال هذه الخلية الإرهابية هو عبد الله عرار وهو إرهابي ينتمي إلى "حماس" وكان متورطاً سابقاً في اختطاف وقتل مستوطن إسرائيلي سنة 2005 وتم إبعاده إلى قطاع غزة في إطار "صفقة شاليط" حيث عاد إلى ممارسة النشاطات الإرهابية.

 

وقال مسؤول كبير في "الشاباك" إن قيادة حركة "حماس" في القطاع تسعى في الآونة الأخيرة لتنفيذ عمليات إرهابية من خلال عناصر الحركة القاطنين في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. وأكد أن الأجهزة الأمنية تواصل العمل بكل حزم في إحباط الجهود التي تبذلها "حماس" من أجل ارتكاب عمليات إرهابية في إسرائيل.

 

"هآرتس"، 2/1/2018
تقديم لائحة اتهام ضد عهد التميمي تشمل 12 تهمة على مدى عامين

قدمت النيابة العسكرية الإسرائيلية أمس (الاثنين) لائحة اتهام ضد الفتاة الفلسطينية عهد التميمي (16 عاماً) تُنسب إليها فيها 12 تهمة بينها الاعتداء العنيف على جندي وتهديد جندي ومنع الجنود من القيام بواجبهم والتحريض وانتهاك الأمن العام وإلقاء الحجارة.

 

وتبين خلال الجلسة التي عقدتها المحكمة العسكرية أمس وقررت فيها تمديد اعتقال عهد ثمانية أيام أُخرى، أن النيابة العسكرية شملت في لائحة الاتهام 5 مشاحنات أُخرى مع جنود الجيش الإسرائيلي زُعم أن عهد شاركت فيها على مدى السنتين الفائتتين. وطلب المدعي العسكري العام إبقاء عهد في الحبس الاحتياطي إلى حين انتهاء الإجراءات ضدها، لكن قاضي المحكمة العسكرية قرر تمديد اعتقالها مدة ثمانية أيام إضافية.

 

"معاريف"، 1/1/2018
مركز الليكود يصادق بالإجماع على فرض السيادة الإسرائيلية على مناطق المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية

صادق مركز حزب الليكود بالإجماع الليلة الماضية على فرض السيادة الإسرائيلية على مناطق المستوطنات اليهودية في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. 

وقال رئيس مركز الحزب الوزير حاييم كاتس إن هذه المناطق هي جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل وستظل تحت سيادة دولة إسرائيل إلى أبد الآبدين.

وشارك في المؤتمر أغلبية وزراء الليكود لكن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تغيب عنه.

وقال الوزير غلعاد إردان إن هناك الآن رئيساً أميركياً يدرك أن الاستيطان اليهودي ليس عقبة أمام السلام بل إن العقبة كامنة في الرفض والتحريض الفلسطينييْن، ودعا إلى عدم تفويت هذه الفرصة.

وأشاد حزب "البيت اليهودي" بهذا القرار، كما أشاد به رئيس الكنيست يولي إدلشتاين مشيراً إلى أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل هو بداية حقبة جديدة في تاريخ النزاع مع الفلسطينيين. 

وتعقيباً على ذلك قال رئيس حزب العمل وتحالف "المعسكر الصهيوني" آفي غباي إن منتسبي الليكود من مستوطنات المناطق [المحتلة] استكملوا الاستيلاء على هذا الحزب ويوضحون الفارق بين مبدأ ضم ملايين الفلسطينيين وموقف "المعسكر الصهيوني" المنادي بالانفصال عنهم.

 

وقالت حركة "فتح" إن هذا القرار يؤدي إلى إنهاء بقايا عملية السلام، وأضافت الحركة أن هذه الخطوة هي بمثابة نسف لكل الاتفاقات الموقعة واستفزاز لا يمكن السكوت عنه، كما أنها تشكل انتهاكاً صارخاً لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

 

"يسرائيل هيوم"، 1/1/2018
ليبرمان: إيران زودت الجماعات السلفية في قطاع غزة بالقذائف الصاروخية التي أُطلقت مؤخراً على الأراضي الإسرائيلية

قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان [رئيس "إسرائيل بيتنا"] إن إيران زودت الجماعات السلفية في قطاع غزة بالقذائف الصاروخية التي إُطلقت بالأمس على الأراضي الإسرائيلية.

وأضاف ليبرمان في مقابلة خاصة أجراها معه موقع "المنسق" التابع لمنسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق [المحتلة] أول أمس (الأحد)، أن إسرائيل قادرة على ردع حركة "حماس" إلاّ إن هذه الأخيرة تفقد قوة الردع تجاه جهات سلفية متطرفة تتلقى دعماً من إيران وأكد أن هذه الجهات ترغب في جرّ إسرائيل إلى حرب شاملة.

وأشار ليبرمان إلى أن هناك تقارباً يحدث في الفترة الأخيرة بين إيران و"حماس" إذ  يشكل كلٌّ من يحيى السنوار وصالح العاروري وكيلين لطهران في قطاع غزة. 

وأضاف أنه بعد أن تمكن الإيرانيون من تدمير اليمن والسودان ولبنان وسورية بكاملها بدأوا بتدمير قطاع غزة أيضاً، مشيراً إلى أن قادة النظام في طهران لا يهمهم الواقع المأسوي في غزة ولا مستقبل أطفالها وكل ما يهمهم هو الفكر المتطرف والمساس بدولة إسرائيل بأكبر قدر ممكن. 

وتوجه ليبرمان بصورة مباشرة إلى سكان قطاع غزة وطالبهم بممارسة الضغط على قادة "حماس" من أجل تغيير هذا الاتجاه. 

وكان سلاح الجو الإسرائيلي شن (السبت الماضي) غارة جوية على موقع تابع لـ"حماس" في قطاع غزة. ولم يبلّغ عن وقوع إصابات. 

وذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن هذه الغارة جاءت ردّاً على إطلاق قذائف هاون إيرانية الصنع من القطاع في اتجاه النقب الغربي يوم الجمعة الفائت.

وأضاف البيان أن إطلاق الصواريخ الخطر يوم الجمعة أثبت من جديد أن إيران ومن خلال منظمات متعددة غير منضبطة ومتطرفة تسعى لتدهور الأوضاع الإقليمية وتلعب بحياة سكان غزة، وقد تقود القطاع نحو التصعيد بعد سنوات من الهدوء الأمني. 

 

وحمّل البيان حركة "حماس" المسؤولية الكاملة عن الوضع وتداعياته.

 

"معاريف"، 1/1/2018
عدد سكان إسرائيل نحو 8,8 مليون نسمة

نشر مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي أول أمس (الأحد) معطيات عن عدد السكان في إسرائيل عشية رأس السنة الميلادية الجديدة، أشارت إلى أنه حتى 31 كانون الأول/ ديسمبر 2017 يقدّر عددهم بنحو 8,8 مليون نسمة.

ووفقاً للمعطيات يبلغ عدد السكان اليهود 6,5 مليون نسمة يشكلون 74,6% من إجمالي عدد السكان، ويبلغ عدد السكان العرب 1,8 مليون نسمة يشكلون 20,5% من إجمالي عدد السكان [هذا العدد يشمل السكان الفلسطينيين في القدس الشرقية والسكان السوريين في هضبة الجولان]. ويعيش في إسرائيل 400,000 شخص يجري تعريفهم بأنهم آخرون، ويشكلون نسبة 4,5% من إجمالي عدد السكان.

وذكرت معطيات مكتب الإحصاء أن سنة 2017 شهدت زيادة في عدد سكان إسرائيل بنسبة 1,9%، أساساً بسبب التكاثر الطبيعي والهجرة.

 

ووُلد في إسرائيل سنة 2017 نحو 180,000 طفل، وهاجر إليها نحو 27,000 قادم جديد. وكانت الدول الأساسية التي قدِم منها هؤلاء المهاجرون هي: روسيا (‏27,1%‏)، أوكرانيا (‏25,5%‏)، فرنسا (‏13%‏)، والولايات المتحدة (‏9,8%‏).

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 2/1/2018
عهد التميمي تدمر الحوافز لدى الجيش الإسرائيلي
ديفيد زونشاين - رئيس الهيئة الإدارية في مركز "بتسيلم"، "المركز الإسرائيلي للمعلومات عن حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة"

•في الماضي جرت هنا حروب، الجيش الإسرائيلي حارب الجيش المصري، والجيش السوري، والجيش الأردني. وحارب طوال 18 سنة في لبنان. لكن منذ الانسحاب من لبنان سنة 2000، فالحروب التي خاضها مقاتلو الجيش الإسرائيلي كانت ضد الفلسطينيين. في الماضي حارب الجنود الذين هم مواطنو دولة إسرائيل جنوداً هم مواطنون في مصر وسورية والأردن ولبنان، لكن خلال الـ 18 سنة الأخيرة لم يحارب جنود ومواطنو دولة إسرائيل جنوداً ولا مواطنين في أي دولة. 

•جنود ومواطنو دولة إسرائيل يحاربون مواطنين من رعايا دولة إسرائيل. وكلما ازدادت الحاجة إلى الكشف عن هذه الحقيقة البسيطة، كلما تكاثرت جهود النظام  لتروي للجمهور رواية مقابلة، عن الحاجات الأمنية، والبطولة والتضحية بالنفس من أجل البلد والدولة. 

•في مواجهة جيش أجنبي، من السهل الحديث عن أسطورة البطولة. مواجهة بين دولة ودولة، بين الحياة والفناء، مواجهة بين مقاتل شرس يهاجم مقاتلاً شرساً. مقاتلون يركضون في خنادق تلة الذخيرة في مواجهة الفيلق الأردني، يصدون تقدم الجيش السوري، وقتال دموي لوقف تقدم السوريين جنوب هضبة الجولان.

•لم يبقَ من كل هذه البطولات سوى إرث قتالي قديم. أي جيش سيطوق قائد فرقة الضفة الغربية، وأي لواء فلسطيني سيوقف تقدم اللواء 188؟ لم يبقَ من البطولات غير جنود كفير وغولاني، ومظليون ولواء غفعتي، ولواء ناحل، الذين لا تزال البطولات الشخصية للذين سبقوهم عالقة بهم.

•يشاهد الجمهور الإسرائيلي على القناة الثانية مظلياً مع قبعته الحمراء يفرض حصاراً على الخليل ويرى فيه صورة المظليين في ساحة حائط المبكى [إشارة إلى دخول الجيش الإسرائيلي الى القدس الشرقية بعد حرب 1967]، ويرى في جنود غولاني وهم يعتقلون فلسطينياً لواء غولاني يستولي على جبل الشيخ من يد الجيش السوري. يعلم هذا الجمهور جيداً أن القصة تغيرت من أساسها، وأن تكون مقاتلاً حربياً اليوم معناه أن تفرض نظام الأسياد اليهود على شعب من عبيد لا حقوق لهم. شعبٌ، عهد التميمي هي إحدى بناته.

•مدججون بأفضل السلاح من رؤوسهم حتى أخمص أقدامهم ومستعدون دائماً للهجوم، وقف الجنود في النبي صالح في مواجهتها. إنها المواجهة بين روحية البطولة الإسرائيلية وبين شابة ليست مواطنة ولا مقاتلة، ابنة شعب لا يملك جيشاً، تواجه بجسدها فقط من دون سلاح.

•إن مقياس البطولة يتحدد فقط في قتال حقيقي في مواجهة خصم مهني وملائم. في المواجهة في النبي صالح بين الجنود الإسرائيليين المسلحين وبين مواطنة من رعايا الدولة، تُقوض عهد التميمي روحية البطولة الإسرائيلية وتحطمها. 

•خسارة هذه الروحية في هذه المواجهة تشكل خطراً على استعداد الجنود للتجنّد دفاعاً عن نظام الفصل العنصري، حتى لو كانت هذه الخسارة وهمية مثل روحية البطولة نفسها. وهذا هو السبب العميق وراء وجود عهد التميمي في السجن.

 

•لقد تحولت إسرائيل منذ زمن طويل في هذه الرواية إلى غوليات، وعهد التميمي هي وداوود، وقد جاءت إلى المعركة في وادي إيلا [الوادي الذي شهد المواجهة بين غوليات وداوود] من دون المقلاع. 

 

"يسرائيل هَيوم"، 1/1/2018
أخيراً وضوح إيديولوجي في الليكود
بولي برونشتاين - ناشطة سياسية

•في آخر يوم من السنة الميلادية، حدث شيء مهم في دولة إسرائيل: فقد قرر مركز الليكود، في خطوة تاريخية، العمل على تطبيق السيادة الإسرائيلية على مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وأوجد وضوحاً أخلاقياً في النظام السياسي. وكل إسرائيلي يريد الاختيار بين بديلين إيديولوجيين، يتعين عليه الثناء على هذا القرار، لأن من سينتخب الليكود والأحزاب الموجودة على يمينه يختار ضم يهودا والسامرة مع كل انعكاساته، ومن سيصوت للأحزاب الصهيونية والوسط واليسار سيختار الانفصال عن الفلسطينيين.

•إن قرار مركز الليكود "العمل من أجل السماح بالبناء الحر، ومن أجل تطبيق قانون إسرائيل وسيادتها على جميع أنحاء المستوطنات والمناطق المحررة في يهودا والسامرة" هو حدث عظيم الأهمية. فهو يرمز إلى تحول الليكود إلى فرع من حزب البيت اليهودي. وعلى ناخبي الليكود المعتدلين، الذين ينتخبون الليكود من أجل المحافظة على الوضع القائم، الستاتيكو، إلى أن يجري التوصل إلى تسوية للانفصال عن الفلسطينيين، أن يفهموا أن الليكود لم يعد يشكل خياراً بالنسبة إليهم، فقد تحول من حزب يميني براغماتي إلى حزب يميني متطرف، يفضّل سلامة أرض إسرائيل على سلامة شعب الدولة.

•إن الانفصال عن الفلسطينيين هو الخطوة التي توافق عليها أغلبية الجمهور الإسرائيلي. في العديد من استطلاعات الرأي العام يمكن أن نرى أن أكثر من 80% من الجمهور الإسرائيلي يؤيد الانفصال. إن الضمّ فكرة اكتسبت زخماً على الرغم من المخاطر التي تنطوي عليها بسبب الدعم الذي بدأ يلقاه من جانب حزب السلطة. إن مؤيدي الضمّ هم أسرى أحلام أرض إسرائيل الكبرى، ويتجاهلون حقيقة أن تطبيق السيادة الإسرائيلية على أراض يهودا والسامرة هو نهاية الحلم الصهيوني. إن كل ما قاتلنا من أجله ودفعنا ثمنه دماً، سيذهب هباء بسبب مغامرة الضمّ المسيانية، التي تهدد طابع إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، وكنتيجة لتحمل مسؤولية 2.5 مليون فلسطيني يعيشون هناك.

•أين اختفى البديل اليميني المعتدل البراغماتي الذي يسعى لإيجاد ظروف من أجل انفصال مسؤول عن الفلسطينيين؟ ما دام الليكود يواصل التودد إلى الفصائل المتشددة من الصهيونية الدينية والتخلي عن الجمهور اليميني المعتدل، فمن المحتمل أن يجد نفسه في وضع مشابه للوضع الذي كان في انتخابات 2006. يومها حصل الليكود برئاسة نتنياهو على 12 مقعداً، بعد أن "طفّش" ناخبي الليكود المعتدلين المؤيدين الانفصال عن الفلسطينيين إلى حزب كاديما البراغماتي برئاسة أولمرت. 

•إن الجهور اليميني المعتدل بحاجة إلى حزب مسؤول يقدم رؤية واضحة لإسرائيل الآمنة والمحصنة في وجه التهديدات التي تحيط بها. وسياسة الضمّ الخطيرة يجب أن تظهر في هوامش اليمين وليس في قلب حزب السلطة. 

 

•إسرائيل بحاجة إلى حدود واضحة بينها وبين الفلسطينيين وليس إلى حدود مموهة. باختصار، لقد رسم خيار مركز الليكود مجدداً الحدود في داخلنا: بين الأغلبية الإسرائيلية المؤيدة للانفصال عن الفلسطينيين في مواجهة الأقلية التي تؤيد الضمّ، والمستعدة للمخاطرة بالمشروع الصهيوني.