مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو: إسرائيل تشارك الهند معلومات استخباراتية في إطار الحرب ضد الإرهاب
قائد المنطقة العسكرية الجنوبية: إسرائيل مصممة على إزالة التهديد الذي تشكله الأنفاق الإرهابية في منطقة الحدود مع قطاع غزة
اعتقال شاب من الطيبة بشبهة التآمر لارتكاب عملية إرهابية بإيحاء من تنظيم "داعش"
استطلاع قناة "حداشوت": تحالف بين لبيد وكحلون سيحل في المكان الأول مع 29 مقعداً
الحكومة الإسرائيلية تصادق بالإجماع على الميزانية العامة لسنة 2019 بحجم نحو 400 مليار شيكل
نتنياهو يحث ماكرون على تعديل الاتفاق النووي مع إيران
مقالات وتحليلات
الحل الدفاعي الإسرائيلي لتهديد الأنفاق الهجومية ما يزال بعيداً عن أن يكون مثالياً
هل الجيش الإسرائيلي مستعد للحرب المقبلة؟
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هيوم"، 15/1/2018
نتنياهو: إسرائيل تشارك الهند معلومات استخباراتية في إطار الحرب ضد الإرهاب

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ان إسرائيل تشارك الهند معلومات استخباراتية في إطار الحرب ضد الإرهاب وأشار إلى أن المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية ساعدت في إحباط نحو 30 عملية إرهابية كبيرة في أنحاء العالم خلال السنوات الأخيرة.

وجاءت أقوال نتنياهو هذه في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الهندية مساء أمس (الأحد) في مناسبة بدء زيارته لنيو دلهي، وأشاد فيها أيضاً بالتعاون بين البلدين وبعلاقاته الوثيقة مع رئيس الحكومة الهندية ناريندرا مودي، وأكد أن العلاقات لم تتأثر بتصويت الهند إلى جانب القرار الأممي المضاد للاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل. كما أكد أن إسرائيل والهند ستعززان التعاون بينهما في العديد من المجالات التكنولوجية.

وكان نتنياهو وصل إلى نيودلهي صباح أمس في زيارة للهند تستمر خمسة أيام في مناسبة مرور 25 عاماً على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وكان في استقبال نتنياهو في المطار رئيس الحكومة الهندية ناريندرا مودي. وستتناول الزيارة تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية.

 

وكتب رئيس الحكومة الهندية على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تغريدة باللغة العبرية جاء فيها "أهلا وسهلا بك في الهند صديقي رئيس الحكومة نتنياهو. زيارتك تاريخية ومميزة وستساهم في توطيد أواصر العلاقات بين بلدينا".

 

"معاريف"، 15/1/2018
قائد المنطقة العسكرية الجنوبية: إسرائيل مصممة على إزالة التهديد الذي تشكله الأنفاق الإرهابية في منطقة الحدود مع قطاع غزة

 

أكد قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء إيال زامير أن إسرائيل مصممة على مواصلة بذل الجهود الرامية إلى إزالة التهديد الذي تشكله الأنفاق الإرهابية في منطقة الحدود مع قطاع غزة وإلى حماية أمن إسرائيل وسكانها.

وأضاف زامير في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام لدى قيامه أمس (الأحد) بتفقد موقع النفق الذي استهدفه الجيش الإسرائيلي الليلة قبل الماضية تحت معبر كيرم شالوم [كرم أبو سالم]، أن هذا النفق يضر أولاً وأخيراً بسكان القطاع نظراً إلى أن عملية الجيش الإسرائيلي ضد النفق استلزمت إغلاق معبر رئيسي للبضائع التي تدخل إلى القطاع.

وأشار زامير إلى أن الجيش سيدمر المزيد من الأنفاق في الأشهر المقبلة في الوقت الذي تعمل فيه وزارة الدفاع على استكمال إقامة جدار تحت أرضي حول قطاع غزة يهدف إلى منع امتداد الأنفاق إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن صباح أمس عن تدمير نفق عابر للحدود تابع لحركة "حماس" في غارة جوية شنّها سلاح الجو الليلة قبل الماضية. وقبل شن الغارة أعلن الجيش عن إغلاق معبر كيرم شالوم الذي يتم فيه الإشراف على مئات الشاحنات المحملة بالبضائع التي تمر من خلاله يومياً لنقلها إلى قطاع غزة، حتى إشعار آخر. وكانت إسرائيل أغلقت هذا المعبر يوم 14 كانون الأول/ ديسمبر الفائت في إثر عدد من الهجمات الصاروخية من غزة إلى جانب إغلاق معبر إيرز [بيت حانون] الذي يستخدمه سكان غزة للدخول والخروج من القطاع. وأعيد افتتاح معبر إيرز بعد يوم من إغلاقه، في حين أعيد افتتاح معبر كيرم شالوم بعد 3 أيام.

وأضاف الجيش أن هذا النفق هو الثالث الذي يتم تدميره في الأشهر الثلاثة الأخيرة، وامتد مئات الأمتار إلى داخل الأراضي الإسرائيلية والمصرية من قطاع غزة. وأشار إلى أنه يوم 30 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت فجر الجيش نفقاً هجومياً تابعاً لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية المدعومة من إيران وقتل خلال العملية 12 من عناصر هذه الحركة وعنصران من حركة "حماس"، ويوم 10 كانون الأول/ ديسمبر الفائت قام الجيش بهدم نفق تابع هذه المرة لحركة "حماس".

ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان [رئيس "إسرائيل بيتنا"] عملية تدمير النفق بأنها مهنية ودقيقة، وقال إنها جاءت رداً على انتهاك السيادة الإسرائيلية. 

وأضاف ليبرمان في بيان صادر عنه أمس، أن تدمير منظومة الأنفاق الهجومية يعتبر عنصراً مهماً في سياسة إسرائيل الرامية إلى المساس بشكل ممنهج بقدرة "حماس" الاستراتيجية. 

وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام قبيل توجهه إلى الهند صباح أمس، إن الجيش الإسرائيلي ضرب بنية تحتية إرهابية رئيسية تابعة لـ"حماس" في القطاع. وأضاف أنه ليس صحيحاً ما يقال بأن الجيش الإسرائيلي يقصف كثباناً رملية. وأكد أنه يجب على "حماس" أن تدرك أن إسرائيل لن تسمح باستمرار الهجمات عليها وسترد بقوة أكبر.

على صعيد آخر شارك نحو 1000 فلسطيني يوم الجمعة الفائت في احتجاجات في 4 مواقع منفصلة على طول السياج الحدودي المحيط بقطاع غزة، وقاموا بحرق الإطارات وإلقاء الحجارة باتجاه السياج والجنود على الطرف الآخر.

وذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن قوات الجيش أطلقت ذخيرة حية باتجاه 3 محرضين رئيسيين شكلوا تهديداً للجيش الإسرائيلي والسياج الأمني.

وقالت وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس" في غزة إن عشرات الفلسطينيين أصيبوا بجروح نتيجة إطلاق رصاص حي ومطاطي وغاز مسيل للدموع خلال المواجهات.

 

 

"يسرائيل هيوم"، 15/1/2018
اعتقال شاب من الطيبة بشبهة التآمر لارتكاب عملية إرهابية بإيحاء من تنظيم "داعش"

سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية أمس (الأحد) بنشر نبأ قيام جهاز الأمن الإسرائيلي العام ["الشاباك"] الشهر الفائت باعتقال الشاب حسن الشيخ يوسف من مدينة الطيبة [المثلث] بشبهة التآمر لارتكاب عملية إرهابية بإيحاء من تنظيم "داعش".

وقدمت إلى محكمة الصلح في كفار سابا [وسط إسرائيل] أمس لائحة اتهام ضد الشيخ يوسف.

وذكر بيان صادر عن جهاز "الشاباك" أنه خلال التحقيق مع الشيخ يوسف تبين أنه منذ سنة 2014 شاهد عبر الانترنت مضامين لتنظيم "داعش" تناول بعضها سبل إعداد عبوات ناسفة، وخلال الصيف الفائت وعلى خلفية أحداث جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] حاول حث آخرين على الانضمام إليه لارتكاب اعتداء إطلاق نار في القدس وتفجير سيارة مفخخة قبالة مركز الشرطة في مدينته الطيبة، وحاول حث شاب آخر على شراء سلاح من نوع M16 بالإضافة إلى تخطيطه لارتكاب اعتداء طعن بإيحاء من التنظيم. ورفض جميع من توجه إليهم طلبه.

 

وشددت النيابة الإسرائيلية العامة على خطورة المتهم، وقالت إن حقيقة رفض الآخرين الانضمام إليه هي التي حالت دون إخراج العمليات الإرهابية إلى حيز التنفيذ. 

 

"يديعوت أحرونوت"، 14/1/2018
استطلاع قناة "حداشوت": تحالف بين لبيد وكحلون سيحل في المكان الأول مع 29 مقعداً

أظهر استطلاع للرأي العام أجرته قناة التلفزة الإسرائيلية "حداشوت" [قناة التلفزة الثانية سابقاً] ونُشرت نتائجه الليلة الماضية أنه في حال إجراء الانتخابات الإسرائيلية العامة الآن سيفوز تحالف بين حزبي "يوجد مستقبل" بزعامة عضو الكنيست يائير لبيد و"كلنا" بزعامة وزير المال موشيه كحلون بـ29 مقعداً في الكنيست ويحل في المكان الأول، وسيهبط تمثيل حزب الليكود بزعامة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من 30 مقعداً إلى 25 مقعداً. 

وأشار الاستطلاع إلى أنه من دون التحالف مع "كلنا" سيرتفع تمثيل "يوجد مستقبل" من 11 مقعداً في الكنيست الحالي إلى 24 مقعداً ويحل في المكان الثاني، أقل بمقعد واحد من الليكود (25 مقعداً). وسيهبط تمثيل "كلنا" من 10 مقاعد في الكنيست الحالي إلى 7 مقاعد. وسيرتفع تمثيل حزب "البيت اليهودي" برئاسة وزير التربية والتعليم نفتالي بينت من 8 مقاعد في الكنيست الحالي إلى 11 مقعداً. وسيتراجع تحالف "المعسكر الصهيوني" بين حزب العمل برئاسة آفي غباي وحزب "الحركة" برئاسة عضو الكنيست تسيبي ليفني من 24 مقعداً إلى 16 مقعداً ويحلّ في المكان الثالث. 

كما أشار الاستطلاع إلى أن حزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان سيزيد تمثيله من 6 مقاعد إلى 7 مقاعد، وستحصل القائمة المشتركة [تحالف الأحزاب العربية] على 12 مقعداً (13 حالياً)، ويهدوت هتوراة على 7 مقاعد (6 حالياً)، وشاس على 6 مقاعد (7 حالياً)، وسيحافظ حزب ميرتس على عدد المقاعد التي لديه في الكنيست الحالي (5 مقاعد).

وشمل الاستطلاع عينة نموذجية مؤلفة من 504 أشخاص يمثلون جميع فئات السكان البالغين في إسرائيل، مع نسبة خطأ حدّها الأقصى 4,5%.

 

وتعقيباً على نتائج هذا الاستطلاع، قال كحلون لقناة "حداشوت" إن "كلنا" لا يخطط للدخول في تحالف وسيخوض الانتخابات المقبلة لوحده.

 

"معاريف"، 14/1/2018
الحكومة الإسرائيلية تصادق بالإجماع على الميزانية العامة لسنة 2019 بحجم نحو 400 مليار شيكل

بعد مفاوضات ماراثونية استمرت طوال الليل صادقت الحكومة الإسرائيلية بالإجماع صباح أول من أمس (الجمعة) على الميزانية الإسرائيلية العامة لسنة 2019 بحجم 397,3 مليار شيكل.

 وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في بيان صادر عنه، إن هذه الميزانية سوف تضمن الاستقرار السياسي الذي تحتاج الحكومة إليه للبقاء حتى الانتخابات المقبلة في أواخر سنة 2019.

وأشاد نتنياهو بالميزانية ووصفها بأنها ممتازة، وقال إنها تتماشى مع سياسة الحكومة وتشمل بشائر مهمة لضمان النمو الاقتصادي وخفض غلاء المعيشة وخفض القيود التنظيمية. 

ولفت نتنياهو إلى أن الميزانية الجديدة تشمل أيضاً العديد من الإصلاحات الاجتماعية، بما في ذلك زيادة الدعم للعائلات العاملة والاتفاق مع نقابات العمال لتقصير أسبوع العمل وإطالة العام الدراسي الذي يقلص العطل الإجبارية. كما تشمل بنوداً تسعى لتعزيز المنافسة في سوق الإعلام، وإجراءات جديدة تسهل على المستخدمين الانتقال إلى مصارف متعددة، ومحاولات لمواجهة تكاليف العمليات الجراحية الخاصة المرتفعة، ووضع قيود جديدة على المعاملات المالية النقدية ضمن مبادرة الحكومة طويلة المدى الرامية إلى تقليص استخدام الأوراق النقدية في الاقتصاد الإسرائيلي.

وقال وزير المال موشيه كحلون [رئيس "كلنا"] إن ميزانية 2019 هي ميزانية اجتماعية تركز على نمو الاقتصاد الإسرائيلي وتعزيزه.

وقال وزير التربية والتعليم نفتالي بينت [رئيس "البيت اليهودي"] إن الميزانية تركز على التعليم وأشار إلى أنه سيتم تقصير العطل المدرسية بـ10أيام، وسيستمر تحسين تعليم الرياضيات والعلوم واللغة الانكليزية.

 

وتبلغ الميزانية المباشرة لوزارة الدفاع 63 مليار شيكل، وهو ارتفاع بنسبة 37% منذ سنة 2014. 

 

"يسرائيل هيوم"، 14/1/2018
نتنياهو يحث ماكرون على تعديل الاتفاق النووي مع إيران

ذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تحادث هاتفياً الليلة الماضية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبحث معه عدداً من القضايا الإقليمية. 

وأضاف البيان أن نتنياهو تطرّق خلال المحادثة إلى الاتفاق النووي مع إيران وقال لماكرون إنه من الجدير التعامل بجدية مع ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن على من يريد أن يبقي هذا الاتفاق النووي على حاله أن يقوم بتعديله.

 

وأضاف رئيس الحكومة أن على دول العالم الحر أن تندد بشدة بالجرائم التي يرتكبها النظام الإيراني وهي سعيه للحصول على أسلحة نووية وتطوير صواريخ بالستية خلافاً لقرارات الأمم المتحدة ودعمه للإرهاب وسياسته العدوانية في المنطقة وقمع مواطنيه.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 15/1/2018
الحل الدفاعي الإسرائيلي لتهديد الأنفاق الهجومية ما يزال بعيداً عن أن يكون مثالياً
عاموس هرئيل - محلل عسكري

•يعزز تدمير النفق الهجومي التابع لحركة "حماس" في منطقة الحدود مع قطاع غزة الليلة قبل الماضية الاستنتاج بأن إسرائيل نجحت في إيجاد حل دفاعي يبدو فعالاً جداً ضد تهديد الأنفاق الهجومية من القطاع بالرغم من أنه ما يزال بعيداً عن أن يكون حلاً مثالياً. ويعتبر هذا النفق الذي تم اكتشافه وتدميره بالقرب من معبر كرم أبو سالم في المنطقة الحدودية بين إسرائيل وبين قطاع غزة ومصر، النفق الثالث الذي يجري اكتشافه في غضون نحو 3 ثلاثة أشهر منذ تشرين الأول/ أكتوبر الفائت. كما يعزز تدمير النفق المشكلة لدى "حماس" بشأن كيفية التعامل مع نجاح المنظومة الأمنية الإسرائيلية في حرمانها تدريجياً من أحد أهم أرصدتها الهجومية الرئيسية. 

•ولا يرتبط العثور على هذا النفق الأخير مباشرة بإقامة العائق تحت الأرضي ضد الأنفاق على طول حدود قطاع غزة، بل تبين أنه جزء من المنطقة التي لم تبدأ فيها أعمال إقامة العائق. لكن الدمج بين الوسائل التكنولوجية والاستخباراتية والعملانية وبين إقامة العائق الذي من المتوقع أن يستكمل معظمه حتى نهاية السنة الحالية، يدل على أن الأمور لا تسير لصالح "حماس" والجهاد الإسلامي.

•تعتقد قيادة "حماس" أن الأنفاق مشروع استراتيجي، وقد استثمرت فيه مئات ملايين الشيكلات طيلة نحو عقد وعمل فيه آلاف عمال الحفريات والنشطاء العسكريين. وحتّى الآن لم تعرب "حماس" عن ردها على الخطوات الإسرائيلية. كما أن نشطاءها لم يكونوا متورطين بشكل مباشر في إطلاق الصواريخ باتجاه منطقة النقب بل أطلقها نشطاء سلفيون وعناصر الجهاد الإسلامي. ويبدو أن عدم رد "حماس" على تدمير الأنفاق يعكس الأزمة الاستراتيجية التي تواجهها بالإضافة إلى الأزمات الناجمة عن عدم قدرتها على تلبية الحاجات الاقتصادية الفورية لسكان غزة الذين يصل تعدادهم إلى نحو مليوني نسمة وعن علاقاتها غير المستقرة مع مصر، وعن تنفيذ اتفاق المصالحة مع السلطة الفلسطينية بشكل بطيء.

•بموازاة ذلك تشهد أعمال الاحتجاج ضد ممارسات "حماس" اتساعاً ملحوظاً. ولا تقتصر خلفية أعمال الاحتجاج هذه على اكتشاف نشاطاتها الهجومية المخطط لها في الأراضي الإسرائيلية، ولا على هذا النفق الأخير تحت معبر كرم أبو سالم - وهو الشريان الرئيسي لنقل البضائع إلى قطاع غزة بالقرب من خطوط الأنابيب التي تزوّد غزة بالغاز والوقود - بل أيضاً تشمل محاولة المساس بسيادة مصر التي تعتمد عليها "حماس" في كل ما يتعلق بالتخفيف من ضائقة القطاع.

•ادعت "حماس" في البداية أن سلاح الجو الإسرائيلي قصف نفقاً مدنياً مخصصاً لتهريب البضائع ولم تكن مسؤولة عن إدارته. لكن إسرائيل تصرّ على أن مقاتلي وحدة "النخبة" في "حماس" شاركوا في حفر النفق، وعلى أن تشعب جزء من النفق تحت المعبر يشير إلى خطة مستقبلية لتنفيذ هجوم في الأراضي الإسرائيلية.

•إن استمرار الحفر باتجاه مصر قد يعكس خطة لتهريب الأسلحة من سيناء إلى قطاع غزة أو إرسال إرهابيين من الجانب المصري عند الحاجة لتعزيز الهجوم على المعبر الإسرائيلي. ومنذ سنوات تعتقد المنظمات الفلسطينية أن المعابر تشكل هدفاً مشروعاً بل مرغوباً فيه لشن هجمات، برغم الأضرار التي قد تلحق بسكان قطاع غزة. وهناك تاريخ طويل من العمليات الانتحارية واستخدام الأنفاق ضد معابر إيرز وكارني وكرم أبو سالم منذ منتصف التسعينيات.

•في المقابل تشهد نشاطات الجيش الإسرائيلي المتزايدة في غزة على عملية مستمرة ضد الأنفاق، وعلى أن هذه العملية ستستغرق وقتاً طويلاً. على أي حال، فإن الأولويات الإسرائيلية في قطاع غزة باتت الآن واضحة: تركز إسرائيل جهودها على إقامة حاجز ضد الأنفاق وعلى تحديد مكان الأنفاق وتدميرها حتى الانتهاء من إقامة الحاجز. ومن المفترض أن الجيش الإسرائيلي يستعد أثناء ذلك لاحتمال قيام إحدى المنظمات الفلسطينية بشن هجوم مفاجئ عبر نفق، قبل العثور على الأنفاق الأخرى وتدميرها.

•وبالإضافة إلى الخوف من حدوث كارثة إنسانيّة في القطاع، يشكل الانشغال بالأنفاق عاملاً كابحاً في الاعتبارات الإسرائيلية بشأن ما إذا كان يجب خوض معركة شاملة مع "حماس" في غزة. ويحتل التخلص من الأنفاق الهجومية سلم الأولويات إلى درجة أن الزعماء مستعدون لتجاهل إطلاق الصواريخ من قطاع غزة إلى حد معين حتى لو استمر وقتاً طويلاً، طالما لا تقع إصابات بشرية في إسرائيل. 

•في هذه الأثناء ووفقاً لوسائل الإعلام الأجنبية، ما زالت النشاطات الإسرائيلية ضد إيران وحزب الله في الأراضي السورية مستمرة بشكل مثابر. وبما أن الجهود العسكرية في المنطقة الشمالية تشكل هي أيضاً مصدر خطر كبير لاندلاع حرب، يتعين على إسرائيل أن تحسب خطواتها بعناية بغية مواصلة نجاحاتها العسكرية وتجنب وقوع انفجار في الجبهتين في الوقت ذاته. 

 

موقع "معهد القدس للدراسات الاستراتيجية"، 2/1/2018 http://jiss.org.il
هل الجيش الإسرائيلي مستعد للحرب المقبلة؟
دافيد م. فاينبرغ - نائب رئيس "معهد القدس للدراسات الاستراتيجية"

•خرجتُ من مؤتمر عقد هذا الأسبوع وأنا مثقل بمخاوف شديدة حيال مدى جاهزية الجيش الإسرائيلي للحرب المقبلة، أو على الأصح حيال روحه القتالية وروحه الجماعية. وآمل أن يجري إصلاح مواطن الضعف في الوقت المناسب، قبل اندلاع المواجهة العسكرية المقبلة التي تنتظرنا.

•من جهة أولى، يبدو أن الجيش يبني لنفسه قدرات تثير الإعجاب لسحق حزب الله و"حماس" والقوى الإيرانية في لبنان وسورية وقطاع غزة، لدى اندلاع الجولة القتالية المقبلة التي لا رادّ لها.

•وقد تحدث كل من اللواء يائير غولان النائب السابق لرئيس هيئة الأركان، واللواء (احتياط) يعقوب عميدرور المستشار السابق لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لشؤون الأمن القومي، أمام المنتدى الذي عقده "معهد القدس للدراسات الاستراتيجية"، فأوضحا أن الجيش الإسرائيلي يجري تدريبات مكثفة لمقاتليه على خط المواجهة تحضيرا لهجوم بري حاسم ضد أعداء إسرائيل. وقال غولان "ليس في وسع أي قوة جوية تحقيق انتصار لنا في المعارك المقبلة، أو منع إطلاق الصواريخ من جانب أعداء إسرائيل. سيكون لزاما علينا شن هجمات برية بقوات كبيرة جدا وبسرعة فائقة". 

•ويؤكد اللواءان أيضا أن الجيش الإسرائيلي وسلاح الجوّ مزودان اليوم بأفضل مما كان في السابق بكثير، بمنظومات اتصالات تكتيكية، ومنظومات تبئير دقيقة، واستخبارات ميدانية دقيقة، وقدرات سيبرانية ممتازة وأسلحة روبوتيّة، إلى جانب منظومات جوية من الرائدة في العالم كافة (طائرات نفاثة من طراز F-35 وطائرات من دون طيار فتاكة) ومنظومات بحرية متعددة (غواصات وغيرها). ويرى غولان إن التحصّن السياسي والعسكري الروسي في سورية قد يصبّ أيضا في صالح إسرائيل إذا ما أحسنت خوض غمار اللعبة على نحو صحيح. فروسيا وليس الولايات المتحدة، هي الوحيدة القادرة على لجم العملاء والمليشيات الإيرانية الناشطة في سورية. وقد تكتشف روسيا أن من مصلحتها القيام بذلك، كلما ازدادت استثماراتها الاقتصادية في ترميم سورية وإعادة إعمارها.

•ويعتقد عميدرور الذي يشغل الآن منصب زميل بحث رفيع في "معهد القدس للدراسات الاستراتيجية"، بأن لدى إسرائيل الآن قدرات عديدة ومتعددة: اقتصاد متين وصناعات قوية، وجيش ومواطنون يتمتعون بالدافعية، وجبهة داخلية تتمتع بالمناعة النفسية. وبرأيه "إسرائيل اليوم قوة هائلة وقادرة على هزم أي واحدة من القوى الإسلامية المحيطة بنا".

•لكن هنا بالذات تبدأ المخاوف بالتسرب. هل تحرص قيادة الدولة على تعزيز الجبهة الداخلية وتزويدها بالمناعة النفسية اللازمة للصمود في المواجهات المقبلة؟ وهل الروح القتالية لدى الجيش الإسرائيلي هي كما ينبغي لها أن تكون حقا؟ ليس تماما، كما يقول خبراء آخرون استمعت إليهم هذا الأسبوع. 

•عوزي روبين زميل بحث في "معهد القدس للدراسات الاستراتيجية" ومؤسس مديرية "حوماه" (السور) في وزارة الدفاع للحماية من الصواريخ (والتي طورت صاروخ "حيتس")، يحذر من أن استراتيجية إيران تتمثل في شن حرب استنزاف طويلة الأمد ضد إسرائيل؛ سلسلة حروب "إزعاجية" تسبب أضراراً للاقتصاد الإسرائيلي وتجعل الحياة فيها غير محتملة. وبدون استثمارات كبيرة في الدفاع عن منشآت البنى التحتية القومية وعن قدرتها على الصمود ـ والتي هي غير كافية برأي روبين ـ ثمة تخوف كما يقول من انهيار المناعة القومية الإسرائيلية، مما سيؤدي إلى هجرة مواطنين من إسرائيل. 

•ويعرض المقدّم (احتياط) إيتان هونيغ من "طاقم كوهلت"، تخوفا آخر يتعلق بتغذية جنود الجيش الإسرائيلي برسائل وأفكار ليبرالية تقدمية تفتّ في عزيمتهم وتُضعف روحهم القتالية. فهو يدعي بأن الجيش قد أوكل مهمة "التربية القيمية" لجنوده خلال العقدين الأخيرين إلى هيئات ومؤسسات مدنية فصلت برامج "التراث القتالي" فيه عن أسسها وجذورها الضاربة في "تراث المكابيم" وفي التراث الصهيوني، في مقابل تقريبها من البرامج التربوية التي تشدد على القيم الإنسانية وعلى القانون الدولي (يؤمن هونيغ بأن الجيش الإسرائيلي يبدأ الآن بإصلاح الوضع من خلال إعادة تحمله المسؤولية عن وضع وتنفيذ برامجه التربوية، لكنني لست واثقا من أن الأمر يمثل إصلاحا حقيقيا).

•إن أكثر ما يثير القلق هو ما ساقه اللواء (احتياط) غرشون هكوهن قائد الفيلق الشمالي والكليات العسكرية سابقا، عن أن الجيش الإسرائيلي يهجر مناطق الأطراف في إسرائيل ويتخلى عنها. ويتولى هكوهن حالياً إدارة التقييمات الخاصة بقيادة الأركان العامة، ضمن تدريبات محاكاة الحرب المكثفة التي أجراها الجيش في شمال البلد قبل بضعة أشهر وهي التدريبات الأوسع التي أجريت حتى الآن. ويقول إن التدريبات شملت إخلاء عشرات آلاف المواطنين (وفي حال وقوع سيناريو مماثل في الجنوب، سيتم اتخاذ الإجراءات نفسها بالنسبة للمواطنين في المنطقة المحيطة بقطاع غزة). 

•يصف هكوهن هذا بأنه حماقة. ليس فقط لأن الأمر لن يكون عمليا وقابلا للتنفيذ في إبان الحرب، وإنما أيضاً لأنه يمثل "تخليا تاما ونهائيا عن القيم الصهيونية". ويتساءل هكوهن: "لماذا يخطط الجيش الإسرائيلي لعمليات إخلاء كهذه؟ أين اختفت مزايا الإصرار والتصميم والاستعداد لمواجهة الصعاب؟ لماذا لا تطلب قيادة الدولة والجيش من المواطنين الذين يعيشون في المناطق النائية الانحناء ريثما تمر العاصفة أو، أفضل من ذلك، تسليح أنفسهم والانخراط في المجهود الحربي؟".  

•ويرى هكوهن أن "علينا تعزيز طلائع الأطراف القوية والصارمة. ينبغي على حكومتنا إبلاغ هؤلاء بأنهم أبطال، ثم الاستثمار في منظومات دفاعية لوائية تضمن مشاركتهم فيها. عملياً يتعين علينا إنشاء تجمعات أخرى عديدة كهذه في المناطق النائية. ولكن بدلا من هذا، يخطط قادة الحكومة والجيش لإخلائهم والهرب". 

•ثم يوسّع هكوهن دائرة ادعائه هذا ليشمل أيضا غور الأردن ويهودا والسامرة [الضفة الغربية] ويؤكد أن المستوطنات هي ثروة وليست عبئاً في الحديث عن الدفاع عن الدولة وحمايتها، فـ"فقط في المواقع المأهولة باليهود يستطيع الجيش أن يسيطر. نحن بحاجة إلى الاحتكاك مع الميدان ومع السكان المحليين (العرب) بغية تعزيز الوجود اليهودي الثابت والدائم". ويضيف: "البلدات المحمية، والحقول المفلوحة، والمواطنون المسلحون، وقادة الجيش الذين يتبنّون السكان في المناطق النائية ويقدّرون التضحيات التي يقدمونها ـ هذا ما تحتاج إليه إسرائيل". 

•أنا أتفق معه في هذا. إن العودة إلى البيت وإلى الهوية هي العنصر الأساس في الصهيونية الحديثة وانبعاث الشعب اليهودي. ومثل هذا الإخلاص ينبغي أن يكون جزءا من استراتيجيتنا العسكرية أيضاً.