مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
وصل نائب الرئيس الأميركي مايك بينس إلى إسرائيل مساء أمس (الأحد) قادماً من عمّان في مستهل زيارة تستمر يومين يلتقي خلالها كبار المسؤولين الإسرائيليين. ومن المتوقع أن يزور بينس اليوم (الاثنين) حائط المبكى [البراق] في القدس ويلقي خطاباً في الكنيست.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس، إن زيارة بينس ستنصبّ في مساعي الإدارة الأميركية الرامية إلى التصدي للنشاطات الإيرانية المعادية وللمشروع النووي الإيراني وإلى الدفع قُدُماً بعملية السلام في الشرق الأوسط.
وأكد نتنياهو أن من يسعى حقاً لتحقيق هذه الأهداف يعلم أنه لا بديل من الزعامة الأميركية، ومن دورها القيادي. كما أكد أن زيارة نائب الرئيس الأميركي للقدس تعكس متانة العلاقات بين البلدين ودعم الولايات المتحدة لإسرائيل.
ووصف رئيس الحكومة اعتزام بعض أعضاء الكنيست مقاطعة زيارة بينس للكنيست ومقاطعة خطابه بأنه عار.
وكانت القائمة المشتركة أعلنت أنها ستقاطع خطاب بينس في الكنيست.
وقال عضو الكنيست أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة في تغريدة نشرها على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن بينس رجل خطر ذو رؤية تهدف إلى تدمير المنطقة كلها وهو يزور المنطقة موفداً من رجل أكثر خطورة، في إشارة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفي وقت سابق أمس أكد رئيس الحكومة في مؤتمر لسفراء بعض الدول المعتمدين لدى إسرائيل، أن لا بديل من القيادة الأميركية في إدارة دفة العملية السلمية، وأوضح أن هذه هي رسالته إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وأضاف نتنياهو أن لديه رسالة أُخرى موجهة إلى الدول الأوروبية وفحواها ضرورة إدخال تعديلات على الاتفاق النووي المبرم مع إيران إذا ما رغبت في ضمان الأمن في العالم.
ووصل نائب الرئيس الأميركي إلى إسرائيل في إطار جولة له شملت مصر والأردن. وقالت الناطقة بلسانه إن هذه الجولة حيوية للأمن القومي الأميركي.
وأعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أنه لن يلتقي بينس خلال جولته هذه، وذلك احتجاجاً على اعتراف الرئيس دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وعقد بينس في عمان أمس اجتماعاً مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي قال إن القدس الشرقية يجب أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية، وأكد أهمية حل الدولتين ضمن خطوط 1967.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية أكد العاهل الأردني أن الشراكة بين بلاده والولايات المتحدة مهمة جداً لتحقيق الاستقرار والسلام ومحاربة الإرهاب.
بدوره، قال بينس إن شراكات استراتيجية مهمة تجمع بين البلدين، وأشاد بدور الأردن في محاربة الإرهاب، وخصوصا تنظيم "داعش".
ووصل بينس إلى عمان قادماً من القاهرة، حيث أكد تمسك الولايات المتحدة بحل الدولتين في حال توافق الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
كما تعهد نائب الرئيس الأميركي خلال اجتماع عقده مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بدعم الولايات المتحدة الحازم لمصر في حربها ضد المتشددين.
صادقت الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد) على تعديل القانون الخاص بالعقوبات المفروضة على من ينقل فلسطينيين بسيارته إلى إسرائيل بخلاف القانون.
وينص التعديل الذي طرحه وزير الأمن الداخلي غلعاد إردان [الليكود] على تشديد هذه العقوبات. كما ينص على منح سائقي سيارات الأجرة صلاحية الطلب من مسافرين فلسطينيين أن يبرزوا تصاريح دخولهم إلى إسرائيل.
وقررت الحكومة أن تمدد ثلاث سنوات سريان مفعول الأنظمة الموقتة لهذا القانون، والخاصة بالعقوبات المفروضة على من يقوم بتشغيل فلسطينيين، أو يوفر لهم المبيت بخلاف القانون.
قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان [رئيس "إسرائيل بيتنا"] إن حركة "حماس" تواجه صعوبات في تنفيذ اعتداءات إرهابية ضد إسرائيل انطلاقاً من قطاع غزة، ولذا فهي تحاول القيام بذلك عبر يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وتعكف على تطوير بنى تحتية في جنوب لبنان بهدف استهداف الأراضي الإسرائيلية من هناك.
وجاءت أقوال ليبرمان هذه في سياق تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، خلال زيارة قام بها في نهاية الأسبوع الفائت للجنديين الإسرائيليين اللذين أُصيبا بجروح في إثر العملية العسكرية التي شنتها قوات الأمن الإسرائيلية في جنين يوم الأربعاء الفائت للقبض على خلية مسؤولة عن قتل مستوطن إسرائيلي في بؤرة "حفات غلعاد" الاستيطانية غير القانونية بالقرب من نابلس، أكد فيها وزير الدفاع أيضاً أن محاولة "حماس" إقامة بنية تحتية لها في جنوب لبنان تطور مقلق، وأن إسرائيل تراقب عن كثب الصداقة بين القيادي في "حماس" صالح العاروري والأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، وشدّد على أن أي تطور في هذا المجال سيلاقي رداً إسرائيلياً مناسباً.
كما تعهد وزير الدفاع بأن تلقي الأذرع الأمنية الإسرائيلية القبض على قاتل المستوطن الإسرائيلي الذي تمكن من الهرب خلال العملية في جنين وأشار إلى أن إسرائيل ستقتص منه. وأضاف ليبرمان أن إسرائيل تعرف المنفذين والمتعاونين في هذه العملية وستصل إليهم جميعاً وسيدفعون الثمن.
وكانت مصادر فلسطينية أكدت أن أحمد نصر جرار قائد المجموعة التي نفذّت العملية، لم يُقتل إنما تمكن من الفرار من المنزل الذي طوقته قوات الأمن في مخيم جنين. وأشارت إلى أن القتيل هو أحمد إسماعيل محمد جرار (31 عاماً).
طالب أعضاء الكنيست من حزب يهدوت هتوراة لليهود الحريديم [المتشددين دينياً] أمس (الأحد) رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو باتخاذ خطوات ضد وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان بعد أن أعلن دعمه للمحلات التجارية التي تفتح أبوابها أيام السبت.
وقام ليبرمان أول أمس (السبت) بزيارة إلى منطقة تسوق مفتوحة في مدينة أسدود [جنوب إسرائيل] وارتشف فنجان قهوته الصباحي هناك في استعراض تحد لقانون إغلاق المحلات التجارية أيام السبت. وفي وقت لاحق من اليوم نفسه تظاهر الآلاف من سكان أسدود ضد إغلاق المحلات التجارية في المدينة أيام السبت ووصفوا هذا الإجراء بأنه إكراه ديني.
وقال حزب يهدوت هتوراة في بيان صادر عنه، إن وزيراً كبيراً في الحكومة والائتلاف قرر تأجيج الأمور بعدوانية في خضم يوم السبت وحرض على مجتمعات كبيرة وعلى حرمة السبت أملاً منه بتحقيق مكاسب سياسية من وراء تأجيج التوترات بين مجموعات متعددة وتعميق الصدع داخل المجتمع الإسرائيلي. ودعا البيان رئيس الحكومة إلى تذكير ليبرمان بضرورة الانضباط والالتزام بالقوانين التي يقرها الائتلاف الحكومي.
وجاء هذا البيان بعد أن شن وزير الداخلية الإسرائيلي أرييه درعي [رئيس شاس] هجوماً حاداً على ليبرمان ولمّح إلى احتمال نهاية التعاون بينهما وبين حزبيهما.
وقام ليبرمان بزيارة إلى أسدود بعد أن صادق الكنيست بالقراءتين الثانية والثالثة على مشروع قانون يمنح وزير الداخلية صلاحية تجاوز القوانين الداخلية للمدن التي تسمح للمحلات التجارية بفتح أبوابها أيام السبت. وعارض حزب ليبرمان "إسرائيل بيتنا" هذا القانون. وقال ليبرمان خلال زيارته إلى أسدود، إن هذا القانون من شأنه أن يتسبّب بانقسام أكبر في إسرائيل.
•إن كشف وتدمير نفق حركة "حماس" في غزة، المشروع الهندسي الكبير والمعقد لمشروع القضاء على الأنفاق، عزّز الانطباع بالعثور على حل لما كان حتى الفترة الأخيرة يعتبر التهديد الاستراتيجي المركزي المتوقع من القطاع. وحقيقة أن تدمير النفق سبقه ثلاث عمليات مشابهة، وردّ حركة "حماس" المدروس والحذر تجاه التدمير المنهجي لوسيلة قتالية مركزية بالنسبة إليها، والوعود بإزالة هذا الخطر خلال أقل من سنة، كل هذا زاد أكثر فأكثر في الشعور بأننا نسير على الطريق الصحيح. كما أعطى كلام منسق الأنشطة في المناطق [المحتلة] لوسائل الإعلام العربية بأن "العبقرية الإسرائيلية والعقل اليهودي أوجدا حلاً لكل أنفاق الإرهاب" الجمهور الإسرائيلي شعوراً بأنه حقاً لا يوجد مثلنا. إن الجمع بين الإنجازات الأمنية في غزة، وبين التدمير المنهجي لأرصدة عسكرية تابعة لإيران وحزب الله في سورية من دون رد حقيقي، يثير الانطباع بأن وضعنا الأمني لم يكن أبداً أفضل مما هو عليه الآن. يُضاف إلى ذلك إدارة أميركية هي الأكثر تأييداً لإسرائيل، والاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، وكلام الرئيس الفلسطيني المحبط واليائس. وإذا كان تقدير المعلق آري شافيط في "هآرتس"، في أيلول/سبتمبر 2016، أن وضعنا الأمني لم يكن أبداً أفضل مما هو عليه آنذاك، فالأحرى أن يكون وضعنا قد تحسن منذ ذلك الحين.
•يتجاهل هذا الانطباع المتفائل أحد المكونات المهمة: مخزون الصواريخ الضخم الذي يملكه حزب الله، الذي يضع إسرائيل في مواجهة خطر لم يسبق أن واجهته قط. وبحسب تقديرات المؤسسة الأمنية خلال الأيام الأولى للمواجهة المقبلة مع حزب الله، سيطلق الحزب على إسرائيل نحو 3000 إلى 4000 صاروخ، جزء منها يحمل رؤوساً تدميرية كبيرة وله قدرة على الإصابة الدقيقة. وإذا تحقق هذا التهديد، فإن ذلك لن يؤدي إلى سقوط مئات آلاف الضحايا فحسب، بل أيضاً إلى تعرض البنى التحتية للدولة، محطات الكهرباء، ومنشآت تحلية المياه، والمرافىء البحرية والجوية، وتقاطع الطرق وغيرها لضربات قاسية. ولدى حزب الله ما يكفي من الصواريخ ليس فقط لضرب مقر وزارة الدفاع في الكرياه في تل أبيب، بل أيضاً الأحياء الراقية حوله. إن الرد العسكري على التهديد جزئي، ولا يستطيع منع التدمير.
•بكلمات أخرى لم يكن وضعنا الأمني أبداً سيئاً إلى هذا الحد. وإذا كان رأي ديفيد بن غوريون في سنة 1948، عندما قصفت الطائرات المصرية تل أبيب وقتلت عشرات الناس، أن "الجمهور سيصمد"، فمن الصعب اليوم رؤية جمهور تل أبيب المترف والمدلل يصمد في مواجهة قصف أعنف بكثير. في سنة 1948 كنا نعرف من أجل ماذا نقاتل. اليوم الموضوع أقل وضوحاً. ويمكن أن يسفر ذلك عن أخطر أزمة في تاريخ إسرائيل، قد تكون أخطر من حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973].
•إن هذا الوضع ليس قدراً من السماء. وسر عظمة الصهيونية يكمن في قدرتها على إيجاد حلول عملية لتحديات تبدو غير قابلة للحل. والمشكلة أن إسرائيل اليوم تحرز تقدماً فقط في تقديم ردود أمنية على تحدّ لا يوجد له رد عسكري. إن زيادة التسلح بالوسائل الاعتراضية للصواريخ لن تستطيع الحؤول دون تعرض عمق الدولة لإصابات كثيفة، تماماً كما أن الحماسة للحلول التقنية لمشكلة الأنفاق لا تقدم حلاً للتحدي المتمثل في أكثر من مليوني شخص من سكان غزة، الذين يجعلهم كل تدمير لنفق أكثر يأساً. إن كل قصف إضافي في سورية أو تدمير نفق في غزة يزيدان في الضغط على الطرف الثاني للرد، إلى حد يمكن أن يصل إلى الانفجار. من دون الخطر الباليستي الذي لدى حزب الله، فإن انفجاراً كهذا ليس مخيفاً، لكن مع وجوده، يمكن أن تكون النتيجة أصعب بصورة لا يمكن تصورها حالياً.
•إن حل هذا الخطر المتفاقم متوفر لدينا منذ زمن طويل، لكن القيادة ليست مستعدة حتى لدرسه. لقد وقّع رئيس إيران، الدولة التي تقف وراء التهديد الباليستي الذي تتعرض له إسرائيل، في 13 كانون الأول/ديسمبر 2017، وثيقة تضمنت التالي: "نحن نؤيد قيام دولة فلسطينية ضمن حدود 4 حزيران/يونيو 1967، عاصمتها القدس، ونؤيد سلاماً يستند إلى حل الدولتين. و حدود القدس ستحدد في مفاوضات...، ونؤيد، كخيار استراتيجي، مبادرة السلام العربية العائدة إلى سنة 2002، والتي تبنتها القمة الإسلامية سنة 2005.
•لقد وقّع حسن روحاني الوثيقة في أثناء انعقاد القمة الإسلامية في اسطنبول. لكن باستثناء مقال المعلق عكيفا ألدار في الموقع الإخباري "المونيتور"، لم تتطرق وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى التغير في الموقف الإيراني، الذي امتنع حتى الآن من تأييد مبادرة السلام العربية. إن هذا التغير ثوري، وهو يعكس أيضاَ روحية الشعارات التي برزت في موجة التظاهرات الأخيرة في إيران، والتي طالبت القيادة الإيرانية بأن توظف أموالاً أقل في حزب الله وفي غزة وسورية، وأموالاً أكثر من أجل الحاجات الداخلية. مرة أخرى من دون العصا التي لدى حزب الله، ليس سيئاً أن تتجاهل إسرائيل الجزرة الإيرانية الجديدة، لكن مع وجود هذه العصا، فإن الاستمرار في تجاهل مبادرة السلام العربية هو عمل غير مسؤول.
•عشية حرب يوم الغفران اعتقدنا أن وضعنا الأمني لم يكن أبداً أفضل مما كان عليه. وهذا ما نعتقده اليوم. ونحن نعرف إلامَ انتهى هذا آنذاك. ويمكن هذه المرة أن تكون النهاية أسوأ كثيراً.
•في يوم الأربعاء، وخلال زيارته إلى الهند، أعلن رئيس الحكومة نتنياهو أن "لديه تقديراً صلباً بأن سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل ستنتقل إلى القدس مع نهاية السنة". وكما تجري الأمور خلال السنة الأخيرة، فإن تقدير نتنياهو هو فعلياًحصيلة تنسيق عملي بينه وبين الرئيس الأميركي ترامب لنقل السفارة من شارع اليركون في تل أبيب إلى حي أرنونة في القدس. المطلوب الآن فقط تحديد موعد وضع الحجر الأساس، ربما في 14 أيار/مايو المقبل، أي في ذكرى مرور 70 عاماَ على إعلان الاستقلال.
•سيشكل انتقال السفارة، فعلاً، حدثاً تاريخياً، بخلاف "الزيارة التاريخية للهند" التي يحاول رئيس الحكومة تصويرها في هذه الأيام. قبل 15 عاماً، في أيلول/سبتمبر 2003 زار رئيس الحكومة أريئيل شارون الهند برفقة وزراء (بينهم يسرائيل كاتس وليمور لفني) وأعضاء كنيست، وخصوصاً رجال أعمال، ومدراء مصارف، وفنانين (بينهم المغنية كورين ألال والراقص عيدو تدمور). وقد استُقبل شارون والوفد المرافق استقبال الملوك في نيودلهي في القصور والساحات والشوارع. وتحدث رؤساء المؤسسة الأمنية الذين رافقوا الوفد "عن اغداقهم السلاح على الهند من دون وعي"، وحاولوا بيع الهند منظومات رادار من نوع "فالكون" بمليارات الدولارات. ومنذ ذلك الحين لم يتغير شيء في خريطة المصالح. نحن نبيع السلاح، ونحصل في مقابل ذلك على علاقة ودية. هذه هي القصة كلها.
•لكن في المحادثة التي أجراها شارون، في ذلك الوقت، مع الرئيس الهندي عبد الكلام، ومع رئيس الحكومة أتال بيهار فاجيباي، تحدث مطولاً عن والدته التي نصحته "بعدم الثقة أبداً بالعرب". وتصديقاً على هذا الكلام، قام شارون فيما بعد بالانفصال عن غزة [سنة 2005]، وهذا يعبر عن عداء وعدم ثقة كبيرة بالفلسطينيين، وباحتمال التوصل إلى أي حل معهم. لكن زيارة شارون إلى الهند انقطعت بسبب الهجوم على "مقهى هيلل"، في القدس، حيث قُتل سبعة أشخاص. وتخلى شارون عن زيارة بومباي، وركب الطائرة عائداً إلى إسرائيل. لقد كان قد مرعام ونصف العام على عملية "السور الواقي" التي قام بها شارون بدعم من الرئيس الأميركي جورج بوش، لكن موجة الارهاب لم تخمد.
•كان شارون وبوش صديقين، لكن يبدو أن شبكة العلاقات بين نتنياهو وترامب وثيقة أكثر كثيراً، ورئيس الحكومة الحالي يستطيع أن يعلن خطوات لم يطّلع عليها مستشارو الرئيس الأميركي المقرّبون.هناك قاعدة ايديولوجية بينهما مشتركة. ومن المعقول الافتراض أنه عندما تحدث الرئيس ترامب قبل أسبوعين عن دول منكوبة يأتي منها المهاجرون إلى الولايات المتحدة، كان من مدعاة سروره أيضاً أن يشمل السلطة الفلسطينية بين هذه الدول. يعرف نتنياهو جيداً هذا التمييز السطحي السائد وسط اليمين الأميركي إزاء العرب وإزاءالآخرين. وهو يؤمن به ويستخدمه جيداً. وهذه هي اللغة المشتركة بينه وبين ترامب.
•لست بحاجة إلى أن تكون من دعاة نظرية المؤامرة كي تتخيل الصورة التي يصورها اليمين: نتنياهو يجلس مع ترامب بعد الانتخابات في أميركا، ويطلب منه القضاء مرة واحدة وإلى الأبد على حل الدولتين. ونتنياهو وهو يقرأ على مسامع ترامب مقاطع كاملة من كتابه "مكان تحت الشمس"، و يحدثه عن الخطر الوجودي الذي يتربص بإسرائيل من جانب الدول الفلسطينية التي ستغرق وتغرقنا بملايين اللاجئين من العالم كله، وترامب يهز رأسه موافقاً. ونتنياهو يفسر لترامب أنه لا يستطيع التراجع عن الدولتين، الحل الذي عرضه في سنة 2009،ويطلب منه مساعدته في التخلص من هذا الوعد.
•يصوغ ترامب ونتنياهو تكتيكاً مشتركاً أساسه " دعوا الفلسطينيين يقضون على العملية السلمية". الرئيس الأميركي يعرض شكلياً المفاوضات، ويعلن أن مؤتمراً سينعقد خلال ثلاثة أشهر بشأن الموضوع الفلسطيني، ويشكل طاقماً رئاسياً مع جاريد كوشنير، وجايسون غرينبلات، والسفير ديفيد فريدمان، الذين هم، في الحقيقة، الناطقون بلسان حزب البيت اليهودي. يعلن الطاقم عن صفقة العصر، لكن سرعان ما يختفي بعد عدة زيارت إلى المنطقة، ويتبنى بسرعة السردية الإسرائيلية بعدم وجود محاور في المفاوضات. ويضرب الرئيس الأميركي الحديد وهو حامٍ، ويعلن أن القدس عاصمة لإسرائيل. يغضب الفلسطينون ويدّعون بأن "هذا الاعتراف هو الذي يقتل المفاوضات"، لكن الرئيس الأميركي لا يتأثر لأن هذا هو ما يريده.
•وزراء مقربون من نتنياهو فوجئوا بإعلان انتقال السفارة خلال هذه السنة. لكن من الصعب عليهم الاعتراف بوجود تنسيق سياسي مسبق بين نتنياهو وترامب هدفه القضاء على فكرة الدولتين. والافتراض هو أنه لا يزال مطروحاً خطة أميركية –سعودية يعرفها أبو مازن، وقد قرر تفجير كل شيء في مرحلة مبكرة كي لا يضطر إلى الاعتراف بها. وبحسب خطة الأمير محمد بن سلطان، ستكون أبو ديس هي عاصمة الدولة الفلسطينية، وستبقى المستوطنات على حالها، وسيختفي حق العودة من جدول الأعمال. وتماماً كما أن نتنياهو لا يريد تقسيم أرض إسرائيل خلال حكمه، كذلك أبو مازن، فهو ليس مستعداً للقبول بحل يحوّله في نظر شعبه إلى خائن.
•أطراف في اليمين الديني، تعارض الخطة السعودية، هذا إذا كانت موجودة، يرون في ترامب رد فعل على إدارة أوباما، وإصلاح سماوي للظلم الذي لحق بمشروع الاحتلال والمستوطنات خلال السنوات الثماني الأخيرة. وهم يعتبرون خطاب الطلاق لأبو مازن هو نهاية العملية السياسية.
•إن الاتفاق الصامت بين الإدارة الأميركية وبين الحكومة الإسرائيلية واضح. الأميركون يغضون النظر عن توسيع المستوطنات، لكنهم لن يوافقوا على إقامة مستوطنات جديدة. وسيستمر هذا سنوات طويلة، إلى حين تصبح هناك عائلة يهودية – فلسطينية كبيرة واحدة تعيش على الأرض في ظروف غير متساوية.