مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد إردان [الليكود] إن إسرائيل ستصل إلى جميع قتلة المستوطن الإسرائيلي من بؤرة "حفات غلعاد" الاستيطانية القانونية بالقرب من نابلس.
وجاءت أقوال إردان هذه خلال قيامه أمس (الخميس) بزيارة الجنديين من وحدة "يمام" الخاصة في حرس الحدود اللذين أُصيبا بجروح الليلة قبل الماضية في جنين، خلال ملاحقة عناصر الخلية الذين قتلوا المستوطن، وأشار فيها أيضاً إلى أنه تم إيصال رسالة واضحة إلى القتلة ومرسليهم، فحواها أن قوات الأمن الإسرائيلية ستصل إلى مخابئهم وستقتص منهم.
وقال القائد العام للشرطة الجنرال روني الشيخ إن عملية وحدة "يمام" في جنين أثبتت القدرات الاستخباراتية والعملانية لهذه الوحدة ولسائر قوات الأمن.
وأوضح بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن قوات الأمن ستواصل، في جنين، عملية مطاردة أفراد الخلية الإرهابية التي ارتكبت اعتداء إطلاق النار في السامرة الأسبوع الفائت وتسبّبت بقتل المستوطن الإسرائيلي.
وأضاف البيان أن جنديين من حرس الحدود أُصيبا، وُصفت جروح أحدهما بأنها خطرة، فيما وصفت جروح الآخر بأنها طفيفة. وأشار إلى أن قوات مشتركة من الجيش الإسرائيلي وحرس الحدود وجهاز الأمن العام ["الشاباك"] تعرضت إلى إطلاق النار وإلقاء عبوات ناسفة وحجارة وطوب خلال عملية الملاحقة الليلة قبل الماضية.
وأفاد البيان أنه تمت تصفية أحد أعضاء الخلية. ويسود الاعتقاد بأن إرهابياً آخر طُمر تحت أنقاض منزل اختبأ فيه وجرى هدمه، بينما اعتُقل إرهابي ثالث.
وذكرت مصادر فلسطينية أن الشاب الذي قُتل برصاص القوات الإسرائيلية خلال تبادل إطلاق النيران في جنين هو أحمد نصر جرار (22 عاماً)، نجل قيادي في حركة "حماس" تمت تصفيته قبل 16 عاماً، خلال اشتباك مع قوة عسكرية إسرائيلية بعد أن خطط لارتكاب اعتداء إرهابي كبير في إسرائيل. لكن وزارة الصحة الفلسطينية أصدرت في وقت لاحق أمس تصحيحاً قالت فيه إن القتيل هو أحمد إسماعيل محمد جرار (31 عاماً).
وتوالت أمس ردات الفعل الإسرائيلية على هذه العملية.
وقال وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان [رئيس "إسرائيل بيتنا"] إن قوات الأمن نفّذت بنجاح حملة معقدة لإلقاء القبض على قتلة المستوطن. وأشاد بأداء المحاربين وأكد أن إسرائيل ستطال الإرهابيين في أي مكان.
وفي نيودلهي أشاد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بعمل قوات الأمن، مؤكداً أن يد دولة إسرائيل ستطال الإرهابيين القتلة حيثما وجدوا.
كما ثمّن رئيس الدولة رؤوفين ريفلين عالياً عمل الأجهزة الأمنية، مشيراً إلى أنها تقوم ليلاً نهاراً بحماية سكان دولة إسرائيل.
ورحب عضو الكنيست الدرزي صالح سعد من "المعسكر الصهيوني" بعملية قوات الأمن وأكد أن محاربي وحدة "يمام" اقتصوا من الإرهابيين بعزم وبطولة.
وأعربت أرملة المستوطن عن امتنانها لقوات الأمن، وأضافت أن عزاءها ليس في الانتقام، وإنما في تعزيز أعمال البناء في المستوطنات. وطلبت من رئيس الحكومة تبني مشروع قرار وزير الدفاع القاضي بشرعنة بؤرة "حفات غلعاد" الاستيطانية غير القانونية وطرحه على الحكومة قريباً للمصادقة عليه.
قال بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أمس (الخميس) إن إسرائيل والأردن توصلتا إلى تفاهمات فيما يتعلق بحادثة السفارة الإسرائيلية في عمان، التي وقعت في 23 تموز/ يوليو 2017، وقام خلالها حارس الأمن في السفارة بقتل مواطنين أردنيين اثنين، وكذلك بحادثة مقتل القاضي الأردني رائد زعيتر في معبر الكرامة في 10 آذار/ مارس 2014، بزعم محاولته خطف سلاح جندي إسرائيلي.
وأضاف البيان أنه، في ضوء هذه التفاهمات، ستعود السفارة الإسرائيلية في عمان إلى عملها المعتاد على الفور، وستواصل السلطات المختصة في إسرائيل درس المواد التي تم جمعها بشأن حادثة السفارة وستتخذ قرارات بهذا الشأن خلال الأسابيع القريبة المقبلة.
وأكد البيان أن إسرائيل تولي العلاقات الاستراتيجية مع الأردن أهمية كبيرة، وأن البلدين يعملان على تعزيز التعاون بينهما، وعلى توطيد اتفاقية السلام.
وأكد وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي بلسان الحكومة الأردنية محمد المومني في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس، أن وزارة الخارجية الأردنية تلقت مذكرة رسمية من وزارة الخارجية الإسرائيلية أعربت فيها عن أسف الحكومة الإسرائيلية وندمها الشديدين إزاء حادثتي السفارة والقاضي.
وأضاف المومني أن الحكومة الإسرائيلية تعهدت رسمياً، من خلال المذكرة، بتنفيذ الإجراءات القانونية المتعلقة بحادثة السفارة الإسرائيلية في عمان ومتابعتها، مثلما تعهدت بتقديم تعويضات لأهالي القتلى الثلاثة.
وأشار المومني إلى أن المذكرة تطرقت إلى ملف قضية حادثة السفارة الإسرائيلية الذي قدمته الحكومة الأردنية، وأكدت حرص الحكومة الإسرائيلية على استئناف التعاون مع حكومة الأردن، وحرصها الشديد على هذه العلاقة، وسعيها لإنهاء وتسوية هذا الملف وملف القاضي زعيتر. وقال إن الحكومة الأردنية ستتخذ الإجراءات المناسبة وفق المصالح الوطنية العليا، في ضوء المذكرة الإسرائيلية، ولا سيما أنها تضمنت الاستجابة لجميع الشروط التي وضعتها الحكومة عقب حادثة السفارة من أجل عودة السفير، ومن ضمنها الإجراءات القانونية كافة. وأوضح أن الحكومة تواصلت مع أهالي القتلى الثلاثة الذين أبدوا موافقتهم على قبول الأسف والتعويض.
أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تسعى لإقامة خط طيران مباشر من تل أبيب إلى نيودلهي يؤدي إلى إنهاء التفاف الطائرات الإسرائيلية حول شبه الجزيرة العربية من أجل الوصول إلى الهند.
وأضاف نتنياهو في سياق كلمة ألقاها، خلال مؤتمر لرجال أعمال هنود عقد في مومباي أمس (الخميس)، أن الهدف هو إقامة طريق ناجع ومباشر بين البلدين. وأشار إلى أن الطائرات الإسرائيلية تضطر في الوقت الحالي إلى الالتفاف حول السعودية من أجل الوصول إلى الهند، وهو ما يضيف نحو ساعتين وكمية وقود بقيمة آلاف الدولارات إلى الرحلات.
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" علمت قبل يومين أن شركة الطيران الهندية "إير إنديا" ستبدأ بتشغيل خطوط طيران مباشرة بين نيودلهي وتل أبيب تشمل التحليق فوق أراضي السعودية. وأشارت إلى أنه في الوقت الحالي فإن جميع الرحلات الجوية المتجهة إلى إسرائيل أو المنطلقة منها، بما في ذلك رحلات شركات طيران غير إسرائيلية لا تحلق فوق بلاد لا يوجد لديها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن شركة الطيران الهندية تسعى منذ مدة للحصول على موافقة السعودية لاستخدام مجالها الجوي في رحلات من إسرائيل وإليها. وذكرت أنه، في حال موافقة السعودية، على الأرجح أن يتم عرض الخطوة كبادرة حسن نيّة تجاه الهند وليس تجاه إسرائيل.
•يمكننا فقط تخيّل أن الصورة التي شاهدها مشغّلو منظومات الدفاعات الجوية الروسية في قاعدة حميميم مأخوذة من فيلم "القيامة الآن" لفرانسيس فورد كوبولا، الذي يطير فيه تشكيل من الطائرات الحربية لتنفيذ غارة جوية خلال حرب فيتنام. ويوم السبت الفائت هاجم سرب مكون من 13 مروحية رباعية (كوادكوبتر) القاعدة الروسية الرئيسية في سورية، غير بعيد عن مدينة الميناء ـ اللاذقية. طبقاً لبيان وزارة الدفاع الروسية في موسكو، تم إسقاط سبع مروحيات رباعية بواسطة صواريخ مضادة للطائرات من طراز بانتسير، بينما تم إسقاط المروحيات الرباعية الست الأُخرى، بعد تمكن نظام الحرب الإلكترونية الروسية من تشويش عمل أنظمة الاتصال والتوجيه الخاصة بالمروحيات الرباعية، ومن السيطرة عليها وإخضاعها.
•وقد أفادت المعلومات بأن الجهة التي نفذت هذه العملية المتطورة هي أحد تنظيمات المتمردين المعتدلين الذين يواصلون القتال ضد نظام الأسد وداعميه الروس والإيرانيين. فقد انطلقت هذه المروحيات الرباعية في مهمة "انتحارية": على كل واحدة منها كانت حمولة من المواد المتفجرة تراوح وزنها بين بضع مئات من الغرامات وأكثر من كيلوغرامين اثنين، وقد تم توجيهها للانفجار تلقائياً في القاعدة التي تجثم فيها طائرات حربية ومروحيات وقاذفات وجنود من القوات الروسية.
•بالمناسبة، خلال زيارته الأخيرة إلى سورية والتي أعلن فيها - سوياً مع مضيفه الأسد - الانتصار في الحرب الأهلية، صرح فلاديمير بوتين بأن الجيش الروسي يستعد لمغادرة الأراضي السورية خلال مدة أقصاها موعد الانتخابات الرئاسية في روسيا، بعد نحو شهرين، لكن لا علامات تدل على هذا حتى الآن.
•وزارة الدفاع الروسية قالت إنه على الرغم من أن المروحيات الرباعية كانت صغيرة و"بدائية" ـ يبدو أنه تم شراؤها من السوق المدنية ـ إلاّ إن مشغليها تلقوا المساعدة والدعم من تركيا، وإن الولايات المتحدة أيضاً كانت ضالعة في هذه العملية، إذ قدمت تعليمات التوجيه للمشغلين (الدولتان المذكورتان نفتا هذه الادعاءات). لكن الأكثر إثارة في الموضوع هو حقيقة أن المتمردين ينتقلون إلى مرحلة أُخرى جديدة من استخدام المروحيات الرباعية الهجومية والانتحارية. فقد كان هؤلاء يستخدمون، حتى وقت قريب، طائرات مسيّرة ـ طائرات من دون طيار أو مروحيات رباعية ـ لأهداف التصوير وجمع المعلومات الاستخباراتية فقط.
•ينطوي هجوم المروحيات الرباعية هذا على دروس مهمة جداً بالنسبة إلى إسرائيل، سواء في مقابل حزب الله في لبنان أو في مقابل "حماس" في قطاع غزة. فإسرائيل الرائدة في تطوير الطائرات المسيّرة تُعدّ دولة عظمى دولياً في هذا المجال. وهي تمتلك طائرات مسيّرة من أنواع متعددة وبأحجام متنوعة قادرة ـ بحسب ما نُشر في وسائل إعلام أجنبية ـ على التحليق والطيران إلى مسافات بعيدة جداً، بما في ذلك ـ طبقاً لوسائل إعلام أجنبية ـ حتى إيران، وقادرة على البقاء في الجو مدة 24 ساعة وأكثر.
•تصر إسرائيل على عدم التعقيب على ما تنشره وسائل الإعلام الأجنبية بأن لطائراتها المسيّرة قدرة على جميع المعلومات الاستخباراتية، وعلى القيام بمهمات هجومية أيضاً، وأنها تستخدمها الآن، طبقاً للتقارير الإعلامية الأجنبية ذاتها، في جبهات متعددة، في قطاع غزة ولبنان وسورية، وأنها استخدمتها في الماضي لقصف أهداف في السودان (شحنات أسلحة كانت في طريقها إلى "حماس"). وخلال السنة الماضية تم الكشف عن هذه القدرات وتوثيقها مرة واحدة على الأقل، في هجوم نفذه الجيش الأذربيجاني ضد الجيش الأرمني، بواسطة طائرات مسيّرة من إنتاج شركات إسرائيلية.
•لا شك في أن قدرات إيران وحزب الله و"حماس" هي أقل كثيراً من قدرات إسرائيل. ومع ذلك لا تستخف أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مطلقاً بتطور هذا المجال لدى أعدائها.
•يمتلك حزب الله بعض الأسراب التي تضم بضع مئات من الطائرات المسيّرة المتطورة جداً من طراز "مرصاد" و"أبابيل" من صنع إيراني، ويستخدمها التنظيم (حزب الله) في مهمات استخباراتية وهجومية على حد سواء في سورية. وكان حزب الله استخدم الطائرات المسيّرة في حرب لبنان الثانية سنة 2006، حين أرسل إلى داخل الأراضي الإسرائيلية طائرتين من دون طيار قامت منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية بإسقاطهما. خلال السنوات الـ 11 التي انقضت منذ ذلك الوقت، نجح حزب الله في اختراق الحدود الإسرائيلية بضع مرات أُخرى وإرسال طائرات مسيّرة إلى داخل الأراضي الإسرائيلية في مهمات تجسسية، ولفحص مدى قدرة الكشف والرد لدى منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية. بعض تلك الطائرات تم اكتشافه في وقت متأخر ثم إسقاطه في نهاية الأمر، بواسطة طائرات حربية. لكن إحدى تلك الطائرات من دون طيار نجحت في التحليق حتى تم إسقاطها في منطقة لخيش جنوب إسرائيل.
•يستخدم حزب الله طائراته المسيّرة لمهمات تجسسية في سورية ويرسلها نحو الحدود الإسرائيلية هناك أيضاً. وقد أسقطت أنظمة الدفاع الجوي وسلاح الجو عدداً من هذه الطائرات التي دخلت إلى المنطقة المنزوعة السلاح مقتربة من الحدود الإسرائيلية. وكانت الحادثة الأخيرة المعروفة قد وقعت في أيلول/ سبتمبر 2017، حين تم إسقاط طائرة من دون طيار تابعة لحزب الله بواسطة صاروخ باتريوت، من منصة منصوبة في شمال إسرائيل.
•أما حركة "حماس" في قطاع غزة فقد بدأت، بتوجيه من إيران وحزب الله، ببذل جهود مكثفة لتطوير قدرات جوية خاصة بها. فمنذ عملية "الجرف الصامد" العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها في القطاع في صيف 2014، ثم بعدها أيضاً، نجحت الدفاعات الجوية والطائرات الحربية الإسرائيلية في إسقاط بضع طائرات مسيّرة صغيرة تابعة لـ"حماس". لكن هذه الحركة كثفت جهودها ومحاولاتها في هذا المجال خلال السنتين الأخيرتين بصورة خاصة. إنها خطوة استراتيجية من جانبها، ويبدو أنها تأتي أيضاً على خلفية إدراك قادة الجناح العسكري في الحركة بأن سلاح الأنفاق الهجومية يضيع من بين أيديهم. وهو يحصل لأن إسرائيل تحقق، بفضل المعلومات الاستخباراتية الجيدة جداً والتقنيات الحديثة والمعدات النوعية (معدات الحفر في باطن الأرض)، إنجازات مهمة في كشف الأنفاق وتدميرها. ومنذ أيلول/ سبتمبر الفائت تم كشف وتدمير ثلاثة أنفاق كان آخرها في نهاية الأسبوع الماضي.
•قال وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان هذا الأسبوع إنه لا زال هناك بعض الأنفاق، طبقاً لتقديرات الجهات الأمنية، وإنه سيتم كشفها في نهاية المطاف. أما رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي غادي أيزنكوت فقد حدد لنفسه هدف تدمير الأنفاق كلها حتى نهاية ولايته في نهاية السنة الحالية 2018. سيكون هذا ممكناً أيضاً بواسطة العائق تحت الأرضي بعمق كبير جداً الذي تعكف إسرائيل على بنائه على طول الحدود مع قطاع غزة وسيلفّ القطاع كله بطول 65 كيلومترا. وهذا العائق الذي تعِد الأجهزة الأمنية بالانتهاء من إقامته حتى منتصف السنة المقبلة 2019، مكون من الإسمنت المقوى، القضبان الحديدية والمجسّات، بالإضافة إلى جدار علوي على ارتفاع 6 أمتار مزود بأجهزة تصوير متطورة وبمعدات إلكترونية واستخباراتية حديثة.
•حيال ما تواجهه "حماس" من تصدي "القبة الحديدية" لمحاولاتها وقدراتها في مجال إطلاق القذائف والصواريخ، تحاول هذه الحركة إيجاد وسائل قتالية أُخرى بديلة وناجعة. وإحداها هي قذائف 80 ملم و120 ملم يجري إطلاقها من غزة إلى إسرائيل من حين إلى آخر، والتي توفر "القبة الحديدية" رداً غير كاف عليها، علماً بأن جميع المحاولات الكثيرة لتطوير نظام خاص لإسقاط هذه القذائف لم تثمر بعد.
•ثمة بديل آخر هو، كما ذكرنا، الطائرات المسيّرة، وهو ما تبذل "حماس" جهوداً كبيرة لا تتوقف من أجل الحصول عليه، إذ تحاول تهريب مروحيات رباعية مفككة يمكن اقتناؤها في السوق المدنية ثم إعادة تركيبها من جديد. لكن مفتشي الجمارك وسلطة المعابر والمعلومات الاستخباراتية تمكنوا معاً من كشف بعض تلك المحاولات وإحباطها.
•قبل نحو ثلاث سنوات، في ذروة عملية "الجرف الصامد"، ألقى جهاز الأمن العام ["الشاباك"] القبض على قائد خلية من القوات الخاصة التابعة لحركة "حماس" كانت تخطط لتنفيذ عملية في إسرائيل بواسطة طائرة شراعية. وكان قد أُوفد إلى ماليزيا حيث تدرب هناك على استخدام الطائرات الشراعية. وفي كانون الأول/ ديسمبر قُتل في تونس المهندس التونسي محمد الزواوي الخبير في مجال الطائرات، بإطلاق النار عليه من مسافة قصيرة جداً. واتضح لاحقاً أنه كان مستشاراً خاصاً لحركة "حماس" في شؤون تطوير الطائرات المسيّرة. وطبقاً لتقارير نشرتها وسائل إعلام أجنبية، نُسبت عملية الاغتيال هذه إلى جهاز الموساد الإسرائيلي.
•هذه الأمور كلها تدل على أن إسرائيل تعرف نيات "حماس" ومحاولاتها، إذ تعكف على تطوير وتحسين قدراتها الجوية كبديل يمكنها بواسطته مفاجأة إسرائيل في الجولة المقبلة من القتال، إذا نشبت ومتى، على الرغم من أن تقديرات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تؤكد أن الطرفين، "حماس" وإسرائيل، غير معنيين بها. ويمكن الافتراض بأن آخر الأحداث في سورية توفر لـ "حماس" مادة للتفكير.
•صحيح أن هجوم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من خلال عبارات مثل "لتذهب إلى الجحيم" و"يخرب بيتك" يعيد إلى الأذهان مقولة [وزير الخارجية الإسرائيلية السابق] آبا إيبان إن "الفلسطينيين لم يفوتوا أي فرصة لتفويت الفرص"، لكن صحيح أيضاً أنه منذ سنوات لا تنطبق هذه المقولة على الفلسطينيين فقط كون إسرائيل أيضاً هي ممن يفوتون الفرص.
•كانت البداية في صيف 1970 عندما قالت [رئيسة الحكومة السابقة] غولدا مائير نعم التي تعني لا لمبادرة [وزير الدفاع السابق] موشيه دايان للانسحاب من قناة السويس بموافقة [الرئيس المصري السابق] أنور السادات، وتحملت المسؤولية عن حرب "يوم الغفران" [حرب تشرين/ أكتوبر 1973]. ومنذ ذلك الحين زادت الدلائل على أن إسرائيل أيضاً تصد كل مبادرة سياسية جدية.
•لكن الفلسطينيين هم شركاء كاملون في هذا الوضع. فهذا ما كان عندما عادوا في تسعينيات القرن الفائت إلى الإرهاب الذي أنهى اتفاقات أوسلو ورفع بنيامين نتنياهو إلى سدّة الحكم. وهذا ما كان عندما رفض ياسر عرفات استعداد [رئيس الحكومة السابق] إيهود براك للبحث بصورة متساهلة بشأن مستقبل القدس [2000]، وعندما لم يرد محمود عباس مطلقاً على الخريطة النهائية للحدود التي عرضها عليه [رئيس الحكومة السابق] إيهود أولمرت [2008].
•إن استعراض المفترقات التي خيبت الآمال منذ ذلك الحين يثبت أن ثمة سلوكاً واحداً لإسرائيل، فطالما أن العالم سلّم بادّعائها أن الفلسطينيين هم المسؤولون عن الجمود السياسي وتوجد على ذلك براهين كثيرة، ظلت إسرائيل تراوح مكانها ولم تطلب أكثر. وتمثل كل ما أرادته في أن يصادق الأميركيون على أنها تتصرف بصورة سليمة، ولم يكن لها أي شأن في التقدم نحو أي اتفاق جدي.
•إن هذا السلوك يتكرّر الآن. فنتنياهو يبدو كما لو أنه وصل إلى الهدف الذي يسعى نحوه من خلال خطاب عباس. وهذا الخطاب هو أبلغ دليل حاسم على أن الفلسطينيين لا ينوون صنع السلام مع إسرائيل. وبحسب قناة التلفزة "حداشوت" [قناة التلفزة الثانية] فإن عباس حصل على معلومات تفيد بأن اقتراح الحل الأميركي فارغ من أي مضمون بالنسبة إلى الفلسطينيين، وبدل المساومة قام بإلقاء زجاجة حارقة في قلب الصراع، وحكومة إسرائيل سعيدة، فكل شيء سيبقى متجمداً في مكانه.
•في نفس تلك النشرة في قناة التلفزة كُشف النقاب أيضاً عن أن نائب وزير الدفاع إيلي بن دهان يعمل على شرعنة بؤر استيطانية غير قانونية في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، الأمر الذي يثبت أن إسرائيل، في ظل حكم نتنياهو، فقدت كل الكوابح، وأنها فرحة برفض الفلسطينيين إجراء مفاوضات بدلاً من علاج الطريق المسدود والنتائج الخطرة على المدى البعيد التي ستترتب على انعدام الاتصالات السياسية.
•إن ترامب هو بمثابة "شرك عسل" لإسرائيل، وإدارته التي ستتبنى بالكامل موقف نتنياهو ستحبط أي مفاوضات. وعلى الرغم من أن الحكومة راضية، من الحيوي وجود شخص مسؤول يوقف هذا الأمر ويقول بإنكليزية سليمة: It is too good to be true. وذات يوم سواء بوجود ترامب أو عدمه، سينفجر الواقع العنيف في وجه إسرائيل إذا لم تحسن التصرف بصورة معتدلة وإذا لم تعرض على الأميركيين العمل من أجلها بصورة حذرة أكثر.
•إن نتنياهو يقوم باستغلال الخطاب البائس الذي ألقاه عباس لأغراض سياسية، ومن أجل تبرير الفشل الذي يقوده هو نفسه. وعلينا تذكر أن هذه الطريقة لم يخترعها نتنياهو، فغولدا مائير كانت هناك قبله. وهي أيضاً كانت راضية عن فشلها الذي أوصلنا جميعاً إلى حرب "يوم الغفران".