مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
غارات إسرائيلية على عدة أهداف لـ"حماس" في غزة رداً على إطلاق صاروخ في اتجاه سديروت
وزير العدل الإسرائيلي الجديد يثير زوبعة سياسية في إثر تصريحاته بأنه لا يجب الالتزام بقرارات المحكمة العليا
تعيين العميد هدي زيلبرمان ناطقاً بلسان الجيش الإسرائيلي
مقالات وتحليلات
التقديرات في إسرائيل: يد إيرانية تقف وراء التصعيد الأخير مع قطاع غزة
في ألمانيا، نضال سلمي ضد جرائم حرب يمكن أن يعتبر غير شرعي
الأمور الكامنة وراء كلمة "ضم"
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
موقع Ynet، 14/6/2019
غارات إسرائيلية على عدة أهداف لـ"حماس" في غزة رداً على إطلاق صاروخ في اتجاه سديروت

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي قامت الليلة الماضية بشنّ غارات على عدة أهداف تابعة لحركة "حماس" في قطاع غزة.

وأضاف البيان أن الغارات استهدفت بنى تحتية في منشآت عسكرية وموقعاً عسكرياً تابعاً للقوة البحرية لـ"حماس" في جنوب القطاع.

وأشار البيان إلى أن هذه الغارات جاءت ردّاً على إطلاق صاروخ من قطاع غزة أمس (الخميس)، وأكد أن الجيش الإسرائيلي يحمّل "حماس" مسؤولية كل ما يحصل في قطاع غزة أو ينطلق منه.

وكان بيان سابق للناطق العسكري أعلن أن صاروخاً أُطلق من قطاع غزة في اتجاه الأراضي الإسرائيلية مساء أمس سقط على مبنى في سديروت وألحق به أضراراً كبيرة من دون أن يسفر انفجاره عن وقوع إصابات، وأشار إلى أن المبنى كان فارغاً لحظة سقوط الصاروخ.

وأضاف البيان أن إطلاق الصاروخ جاء على خلفية قيام طائرات سلاح الجو الإسرائيلي بقصف موقع عسكري تابع لحركة "حماس" في جنوب قطاع غزة في ساعة مبكرة أمس ردّاً على إطلاق صاروخ من القطاع الليلة قبل الماضية. واعترضت منظومة "القبة الحديدية" هذا الصاروخ ولم تقع إصابات أو أضرار.
وأوضح البيان أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت البنية التحتية للموقع.

وأكد البيان أن الجيش الإسرائيلي يواصل العمل ضد محاولات استهداف السكان الإسرائيليين، ويحمّل حركة "حماس" مسؤولية كل ما يجري في القطاع وينطلق منه. 

وهذه هي أول مرة يُطلق فيها صاروخ من غزة منذ إطلاق مئات الصواريخ في أوائل أيار/مايو الفائت خلال مواجهة عسكرية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت يومين.

وقال مصدر أمني فلسطيني إن الطيران الإسرائيلي شنّ عدة غارات واستهدف أرضاً خلاء في حي الزيتون شرقي مدينة غزة، وقصف بصاروخ منطقتين زراعيتين شرقي رفح وفي خان يونس جنوبي القطاع من دون وقوع إصابات.

وأعلنت إسرائيل مساء أول أمس (الأربعاء) فرض طوق بحري على قطاع غزة حتى إشعار آخر في إثر استمرار إطلاق بالونات حارقة من القطاع نحو الأراضي الإسرائيلية، وما تسببه من حرائق.

"يديعوت أحرونوت"، 14/6/2019
وزير العدل الإسرائيلي الجديد يثير زوبعة سياسية في إثر تصريحاته بأنه لا يجب الالتزام بقرارات المحكمة العليا

عقّب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على الزوبعة السياسية التي أثارتها تصريحات وزير العدل الجديد أمير أوحانا [الليكود] والتي قال فيها إنه لا يجب الالتزام بقرارات المحكمة العليا، وإن قرارات هذه المحكمة تلزم الجميع.

وأضاف نتنياهو في بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية مساء أمس (الخميس)، أن الحكومة الإسرائيلية المقبلة تنوي إدخال إصلاحات على عمل الجهاز القضائي، لكنها في الوقت عينه تنوي الحفاظ على هيبة هذا الجهاز.

واحتج رئيس نقابة المحامين آفي حيمي على تصريحات أوحانا.

وذكر حيمي في بيان صادر عنه أمس أنه تحادث هاتفياً مع وزير العدل الجديد وأوضح له موقفه بشأن أهمية الحفاظ على الجهاز القضائي والديمقراطية وأكد أنه يمكن توجيه انتقادات إلى أي جهة في النظام الديمقراطي إلّا إن هذه الانتقادات يجب أن توجَّه بتروٍ مع احترام الجهاز القضائي.

وحملت رئيسة المحكمة العليا القاضية إستير حيوت بشدة على تصريحات أوحانا.

وقالت حيوت خلال دورة لرؤساء المحاكم ونواب رؤساء المحاكم عُقدت في القدس أمس، إن أوحانا اختار خلال أدائه قسم الولاء في الكنيست عرض رؤية قضائية غير مسؤولة قد تؤدي إلى الفوضى. وأضافت أن كل طرف في دعوى قضائية يستطيع من الآن فصاعداً بمباركة من وزير العدل أن يختار قرار الحكم الذي يجب تنفيذه والقرار الذي لا يجب تنفيذه.

وانتقد المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت تصريحات وزير العدل الجديد، وقال في بيان صادر عنه أمس إن واجب الالتزام بالأحكام القضائية هو مبدأ أساسي يُعتبر ضماناً لحماية حق كل مواطن في الدولة. وشدّد على أن إمكان الاختيار في هذه المسألة ليست مطروحة للنقاش بتاتاً، وعلى أن الحديث يدور حول واجب مفروض على كل مواطن وعلى كل سلطة حاكمة. وأشار إلى أن ما يوجه السلطات المكلفة تطبيق القانون والنيابة العامة هو اعتبارات مهنية وموضوعية فقط. ونوه بأن القرارات تُتخذ بموجب الأدلة وأحكام القانون وليس من منطلق اعتبارات غريبة.

في المقابل، قال عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش من "اتحاد أحزاب اليمين" إن قيام رئيسة المحكمة العليا بانتقاد وزير عدل منتخب بطريقة قاسية وعلنية هو أمر خطر للغاية.

وأضاف سموتريتش في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أمس، أن التزام القوانين التي يسنها الكنيست أهم بكثير من الامتثال لقرارات المحاكم، وأكد أنه طالما أن قرارات المحاكم تمتثل لقوانين الكنيست لن يكون هناك مشكلة في إطاعة القانون قولاً وفعلاً.

وكان أوحانا أكد في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية 12 [القناة الثانية سابقاً] الليلة قبل الماضية أنه لا يجب احترام قرارات المحكمة العليا كافة. وأضاف أنه لا يستطيع القول إن جميع من يعملون في المحاكم والنيابة العامة هم ملائكة ونزيهون.

"يسرائيل هيوم"، 14/6/2019
تعيين العميد هدي زيلبرمان ناطقاً بلسان الجيش الإسرائيلي

أعلن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي أمس (الخميس) تعيين العميد هدي زيلبرمان في منصب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي خلفاً للعميد رونين منليس الذي شغل هذا المنصب خلال العامين الفائتين.

وصادق رئيس الحكومة ووزير الدفاع بنيامين نتنياهو على تعيين زيلبرمان.

وانخرط زيلبرمان (46 عاماً) في صفوف الجيش الإسرائيلي سنة 1991، حيث خدم في سلاح المدفعية قائداً للكتيبة رقم 402، ثم تولى منصب قائد قسم الطائرات المسيّرة في هذا السلاح كما شغل منصب قائد قسم العمليات في قيادة المنطقة العسكرية الشمالية ورئيس قسم التخطيط في هيئة الأركان العامة.

وتلقى زيلبرمان تعليمه الأكاديمي في جامعة بن غوريون في النقب ثم حصل على لقب الماجستير في العلوم السياسية من جامعة حيفا وتخرّج من دورة في كلية RCDS البريطانية.

وكان قرار سابق للجنرال كوخافي بتعيين الصحافي غيل مسينغ في منصب الناطق بلسان الجيش أُلغي في إثر الكشف عن كونه عميلاً سرياً للشرطة في قضية جنائية.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يديعوت أحرونوت"، 14/6/2019
التقديرات في إسرائيل: يد إيرانية تقف وراء التصعيد الأخير مع قطاع غزة
يوسي يهوشواع - محلل عسكري
  •  يجب الإقرار بأن الصاروخ الذي أُطلق من قطاع غزة نحو سديروت [جنوب إسرائيل] أمس (الخميس) لم يتوقعه أحد في قيادة الجيش الإسرائيلي. بل على العكس كانت التقديرات السائدة لدى قيادة الجيش أن الهدوء النسبي الذي ساد طوال يوم أمس، والانخفاض الحاد في عدد البالونات الحارقة التي تم إطلاقها من القطاع في اتجاه المستوطنات المحيطة به، يمهدان الأجواء لإلغاء القرار الخاص بفرض طوق بحري على القطاع وتقليص مساحة الصيد في شواطئه.
  • ويؤكد كبار المسؤولين في قيادة الجيش الإسرائيلي أنه عندما تكون حركة "حماس" راغبة في الحفاظ على الهدوء فهي تعرف كيف تفعل ذلك. غير أن إطلاق الصاروخ يقلب الصورة رأساً على عقب، نظراً إلى كونه صاروخاً موجهاً نحو سديروت وفقط بأعجوبة لم يتسبب بوقوع إصابات بشرية.
  • في هذه الأثناء يقوم الجيش الإسرائيلي بإجراء تحقيق لمعرفة أسباب عدم قيام منظومة "القبة الحديدية" باعتراض الصاروخ. وهنا المكان كي نقول إنه خلال موجة التصعيد الأخيرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع [في أيار/مايو الفائت] كان هناك عدة حالات لم تتمكن فيها هذه المنظومة من اعتراض الصواريخ لأسباب لا يمكن تفصيلها. ولذا كان هناك إصابات مباشرة تسببت بوقوع جرحى.
  • يدعّي المسؤولون في قيادة الجيش أنه خلافاً لجولات المواجهة الأُخرى لا يوجد سبب واضح للتصعيد الحاصل في منطقة الحدود مع القطاع خلال الأيام القليلة الفائتة. ويؤكد هؤلاء المسؤولون أنه من ناحية عملية ليست ثمة مطالب طرحتها حركة "حماس" ولم تتم الاستجابة لها من جانب إسرائيل، سواء فيما يتعلق بالمجال الإنساني، أو إدخال الأموال من قطر، أو إدخال مواد وبضائع. وهناك خلافات داخل قيادة الجيش بشأن ما إذا كانت خطوة تقليص مساحة الصيد قبالة شواطئ القطاع خطوة ضرورية في مقابل ازدياد عمليات إطلاق البالونات الحارقة.
  • وثمة تقديرات في إسرائيل تشير إلى أن حركة "حماس" لا تقف وراء التصعيد الأخير، وإلى أن يداً إيرانية تقف وراءه على خلفية التوتر الآخذ في التصاعد في منطقة الخليج. وبغض النظر عن هوية الجهة الواقفة وراء التصعيد، يؤكد المسؤولون في قيادة الجيش أن الردّ يجب أن يكون صارماً من أجل استعادة الردع، وأنه فقط من خلال استعادة الردع يمكن الدفع قدماً بالجهود الرامية إلى تحقيق تسوية.
  • ولا شك في أن حركة "حماس" تدرك أن هناك رغبة إسرائيلية في الحفاظ على الهدوء، ولا سيما من جانب رئيس الحكومة ووزير الدفاع بنيامين نتنياهو الموجود مرة أُخرى في خضم معركة انتخابية.
"هآرتس"، 13/6/2019
في ألمانيا، نضال سلمي ضد جرائم حرب يمكن أن يعتبر غير شرعي
جدعون ليفي - محلل سياسي
  •  اللوبي الإسرائيلي يعمل على ذلك؛ وزارة الشؤون الاستراتيجية تحضر الملف؛ السفارة في برلين بدأت بتوزيع اقتراح قانون جديد في بوندستاغ، قانون إحناء الرأس. بحسب الاقتراح، كل من يأتي على ذكر اسم إسرائيل سيُطلب منه أن يطرق رأسه وينحني في كل مرة يُذكر فيها اسمها الصريح. لا مجال لذكر إسرائيل من دون احناء الرأس، هذا هو درس المحرقة. وأي خرق للقانون سيعتبر عداء للسامية. ذكر إسرائيل من دون الركوع يُعتبر جناية. سياسيون، مقدمو برامج تلفزيون، وطبعاً مواطنون، سيعتادون على الركوع، كما في تايلند. في كل مكان يدخل إليه الملك يركع الجمهور على الأرض، وهذا ما سيحدث لدى ذكر إسرائيل، ألا تستحق ذلك؟ هل هناك رد أكثر عدلاً على العداء للسامية؟ بعد ألمانيا سينضم مزيد من الدول، بينها ولايات كثيرة في الولايات المتحدة. يجب فقط أن نتخيل أي نجاح كبير ستحققه الدبلوماسية الإسرائيلية.
  • لسنا بعيدين عن حدوث ذلك. إذا تبنت الحكومة الألمانية قرار البوندستاغ الذي اعتبر حركة مقاطعة إسرائيل حركة معادية للسامية، سيكون معنى ذلك أننا وصلنا إلى هناك. ستصبح حركة الـBDS خارجة عن القانون، أو على الأقل لن تستطيع العمل في المجال العام. بالأمس كتبت نوعه لنداو في "هآرتس" أن إسرائيل تضغط بواسطة أجهزتها الدعائية على حكومة ألمانيا لاتخاذ القرار. في النهاية الحكومة ستخضع تماماً كما خضع برلمانها عندما اتخذ هذا القرار المضلل. النضال غير العنيف ضد جرائم الحرب سيُعتبر غير قانوني. المحتَل سيصبح ضحية. حرية التعبير ستصبح مضحكة. لا يوجد شبيه لذلك في دولة ديمقراطية.
  • قبل أن يقوم سفير إسرائيل في ألمانيا جيريمي يسّخروف- الذي اعتبر توقيع مثقفين يهود عريضة ضد القانون "عاراً"- بفتح قنينة شمبانيا وينقل تقارير عن نجاحه إلى القدس، من الواجب أن نتساءل: هل فعلاً هذا نجاح؟ لإسرائيل؟ لليهود؟ هذا النشاط العدواني المدمر لن ينفجر في وجه إسرائيل؟ هذه النجاحات الوهمية التي تحققت بطرق غير مشروعة تماماً، وتقوم على ابتزاز عاطفي لألمانيا وسائر العالم، واستخدام منظمات متعددة تستخدم مختلف أنواع الضغط، هل لن تدفع ثمنها ذات يوم إسرائيل التي تقف وراء هذه المعركة البذيئة؟
  • إسرائيل خلقت لنفسها فزاعة –عدواً، اسمه أدولف BDS، وقررت شن حرب عليه. الفلسطينيون هُزموا، الدول العربية مشغولة بشؤونها، إيران وحدها لم تعد تكفي، وإسرائيل بحاجة ماسة إلى خطر وجودي آخر، وحركة المقاطعة التي أسسها عمر البرغوثي سقطت مثل الثمرة الناضجة بين يدي عدد من السياسيين والدبلوماسيين الإسرائيليين. فجأة لم يعد غلعاد إردان وزيراً للشرطة فقط التي تهتم بأم الحيران وتقارير مخالفات المرور، الآن هو أيضاً وزير استراتيجي، مع جهاز منتفخ بأهمية ذاتية، وميزانيات هائلة، ومدراء عامين ولقاءات مع رئيس الموساد. لم يكن يتوقع أفضل من ذلك. لقد تبين أن وسم حركة الـBDS  بالعداء للسامية مثل أي انتقاد لإسرائيل هو الاستراتيجيا الأكثر نجاعة من غيرها. محاربة العداء للسامية يحل أي أزمة دعاية لإسرائيل. قل فقط "عداء للسامية" يخرس العالم. يستطيع أحد أن يقتل أطفالاً في غزة ثم يقول "معاداة السامية" ويقمع أي انتقاد. أوروبا حساسة تجاه ذلك. دعونا نستغل ذلك بقدر المستطاع.
  • من الصعب أن نصدق أن جميع أعضاء البوندستاغ الذين صوتوا مع قرار يعرّف نضالاً من أكثر النضالات شرعية بأنه معاد للسامية، وافقوا على ذلك. يمكن الافتراض أنهم في قرارة أنفسهم كان لديهم شكوك وربما حتى معارضين لهذه الخطوة التي فُرضت عليهم. ليس فقط في ألمانيا. في معظم الدول الأوروبية من الصعب توجيه النقد إلى إسرائيل من دون أن تُتهم بالعداء للسامية.
  • إنه أكبر نجاح تحققه آلة الدعاية الإسرائيلية. وهذا سيؤدي ذات يوم إلى هزيمة، وعندما يطفح الكيل، ستتجرأ المعارضة على رفض هذه المعادلة الكاذبة.
  • عندما سيُقر قانون إحناء الرأس، سيضطر الألمان إلى الركوع أمام إسرائيل وليس فقط إلى الرقص على أنغامها، وربما سيقوم من يوقف مسيرة الجنون هذه؟
"يسرائيل هَيوم"، 13/6/2019
الأمور الكامنة وراء كلمة "ضم"
يوسي بيلين - عضو كنيست سابق
  • لو نقلت الإدارة الأميركية سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، ولم تحذف موضوع القدس من جدول الأعمال- لكان هذا كافياً. لو حذفت القدس من جدول الأعمال ولم تحذف موضوع اللاجئين الفلسطينيين - لكان هذا كافياً. لو حذفت اللاجئين من جدول الأعمال ولم تعترف بقصة هضبة الجولان التي جرى احتلالها في سورية في حرب الأيام الستة، لكان هذا كافياً. لو اعترفت بضم الجولان ولم تتطرق قط إلى الضم الإسرائيلي للضفة الغربية – لكان هذا كافياً.
  • لكن ترامب نقل السفارة إلى القدس، وأزال موضوع القدس من جدول الأعمال، وموضوع اللاجئين، واعترف بضم هضبة الجولان، ويوم السبت الأخير قال سفيره الذي يقف إلى يمين نتنياهو، لصحيفة "النيويورك تايمز" العبارة المذهلة التالية: "في ظروف معينة أعتقد أن من حق إسرائيل الاحتفاظ بجزء من الضفة الغربية، لكن ليس كلها".
  • بالنسبة إلى رد فعل الإدارة الأميركية على ضم إسرائيلي أحادي الجانب لمناطق معينة في الضفة الغربية قال: " لن يكون لدينا موقف حتى نفهم، المساحة، وفي أي ظروف، وما هو منطق الأمر، ولماذا هو جيد لإسرائيل، ولماذا هو جيد للمنطقة، ولماذا لن يخلق مشكلات بدلاً من أن يحلها. كل هذه الأمور نريد أن نفهمها، ولا أريد أن أفترض افتراضات".
  • سأحاول أن أفهم ما قاله السفير ديفيد فريدمان فعلاً. هو يعلم أن حكومات اليمين هي الأكثر محافظة على اتفاق أوسلو الذي كان من المفترض أن ينهي مهمته التاريخية قبل 20 عاماً وشهر، وهو منذ ذلك الحين في حالة تنفس اصطناعي. ولم يخطر في بال هذه الحكومات في أي ظرف من الظروف إلغاؤه. ونظراً إلى أن الاتفاق يمنع أي طرف من القيام بتغيرات على الأرض تنطوي على فرض وقائع فيما يتعلق بالاتفاق الدائم، ونظراً إلى أن ضم مناطق هو فرض وقائع واضح جداً، فإن ما يجري هو خرق لاتفاق كانت الولايات المتحدة شاهدة عليه.
  • لكن المسألة ليست مطروحة فقط على مستوى القانون الدولي والحديث عن الحقوق. أفترض أن فريدمان يؤمن أن لإسرائيل حقاً تاريخياً يشمل البلد بكامله، وأن هذا الحق فوق أي إجماع دولي وقرارات وافقت إسرائيل عليها في الماضي. وأفترض أيضاً أنه عندما أجرى المقابلة مع "النيويورك تايمز" أخذ في حسابه وجود أشخاص في الإدارة الأميركية لا يوافقونه على ما يقول وسيحتجون على ذلك. وهو يظن بالتأكيد أنه يحظى بدعم رئاسي كاف، إذ لن يكون هناك من يوبخه، أو يقيله من منصبه. وأفترض أيضاً أن تأثير مثل هذه الخطوة في الفلسطينيين لا يهمه البتة، والدليل أنه عندما تحدّث عن الاعتبار الأميركي فيما يتعلق بضم إسرائيلي تطرق فقط إلى التأثير الإقليمي، ولم يأت على ذكر الفلسطينيين. لكن ماذا بشان المصلحة الإسرائيلية؟
  • هو بالتأكيد يفهم بالأرقام. الأرقام هي 6.5 مليون يهودي في مقابل 6.5 مليون من غير اليهود يعيشون غربي نهر الأردن. عندما يتحدث عن ضم جزئي للمناطق، من المعقول جداً الافتراض أنه يتحدث عن أن منطقتي A وB اللتين تشكلان جزيرتين تتمتعان بحكم ذاتي جزئي في إطار السلطة الفلسطينية، لن تنتقلا إلى إدارة إسرائيلية، وأن الـ 60% الباقية، كلها أو في معظمها، تستطيع إسرائيل ضمها. معنى ذلك بسيط: خلال وقت قصير جداً ستسيطر أقلية يهودية على أغلبية فلسطينية تعيش تحت احتلال مباشر أو غير مباشر، من دون إمكان نمو اقتصادي (الإمكانات موجودة في معظمها في المنطقة C التي ستضم إلى إسرائيل). من الصعب أن نصدق أنه لا يفهم أي قنبلة موقوتة يشكل ذلك بالنسبة إلى إسرائيل.
  • لا يستطيع سفير أميركي إسرائيل مهمة بالنسبة إليه كما هي مهمة بالنسبة إلى فريدمان التهرب من أن يقول ماذا ستفعل أميركا إزاء ضم إسرائيلي أحادي الجانب. يتعين عليه أن يقول بوضوح إن مثل هذه الخطوة التي لا تشكل جزءاً من الاتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين، ستواجَه برفض حاد وقاطع من أهم حليفة لدولة اليهود.