مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو في مراسم تدشين مستوطنة "رامات ترامب": هضبة الجولان كانت وستبقى جزءاً لا يتجزأ من إسرائيل
غرينبلات يعرب عن تأييده تصريحات فريدمان بشأن حق إسرائيل في ضم بعض أراضي الضفة الغربية
كاتس: إسرائيل ستشارك في ورشة العمل الاقتصادية في البحرين
المحكمة تدين عقيلة نتنياهو باستخدام أموال الدولة لدفع أثمان وجبات طعام خاصة
مجلس الشيوخ الأميركي يحذر إسرائيل من مغبة منح مسؤولية تشغيل ميناء حيفا إلى شركة صينية
مقالات وتحليلات
إيران تلعب بالنار في مواجهة الولايات المتحدة
الحزب اليهودي - العربي موجود واسمه ميرتس
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هيوم"، 17/6/2019
نتنياهو في مراسم تدشين مستوطنة "رامات ترامب": هضبة الجولان كانت وستبقى جزءاً لا يتجزأ من إسرائيل

دشن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس (الأحد) مستوطنة إسرائيلية جديدة في هضبة الجولان [المحتلة] باسم "رامات ترامب" ["هضبة ترامب"] تكريماً للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي اعترف يوم 25 آذار/مارس الفائت بسيادة إسرائيل على هذه الأراضي التي احتلتها من سورية خلال حرب 1967 ثم قامت بضمها سنة 1981.

وحضر مراسم التدشين السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان.

وقال نتنياهو في كلمة ألقاها في مراسم تدشين المستوطنة، إن هضبة الجولان كانت وستبقى جزءاً لا يتجزأ من دولة إسرائيل. وأكد أن إسرائيل ستواصل العمل لمنع تموضع الميليشيات الإيرانية وراء منطقة الحدود.

ووصف نتنياهو ترامب بأنه صديق عظيم لإسرائيل اتخذ قرارات لم يتم اتخاذها سابقاً، وأعاد التذكير بأنه قام بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس في أيار/مايو 2018. 

وتطرق نتنياهو إلى قيام إيران بمهاجمة ناقلتي نفط في منطقة الخليج فدعا المجتمع الدولي إلى دعم موقف واشنطن فيما يتعلق بصد العدوان الإيراني.

"معاريف"، 17/6/2019
غرينبلات يعرب عن تأييده تصريحات فريدمان بشأن حق إسرائيل في ضم بعض أراضي الضفة الغربية

أعرب مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات عن تأييده تصريحات سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل ديفيد فريدمان الذي قال إن لإسرائيل الحق في ضم بعض أراضي يهودا والسامرة [الضفة الغربية] إلى سيادتها.

وقال غرينبلات في سياق كلمة ألقاها أمام مؤتمر صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية المنعقد في نيويورك أمس (الأحد)، إن إدارة ترامب ستقرر موعد نشر تفاصيل الخطة الأميركية للسلام المعروفة باسم "صفقة القرن"، بعد الورشة الاقتصادية التي ستُعقد في البحرين في نهاية حزيران/يونيو الحالي، غير أنه رجح ألاّ يتم ذلك قبل تشرين الثاني/نوفمبر 2019، أي بعد الانتخابات المقررة في إسرائيل يوم 17 أيلول/سبتمبر المقبل.

وأكد غرينبلات أنه ليس بمقدور أحد أن يفرض تسوية على الجانبين.

وتطرق غرينبلات إلى الأزمة بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية، فقال إن واشنطن لا تبحث عن تغيير القيادة الفلسطينية. وتقاطع السلطة الفلسطينية إدارة ترامب لاعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقلها سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل من تل أبيب إليها، إلى جانب إيقافها المساعدات المالية عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين [الأونروا]. 

وكانت تصريحات فريدمان أثارت ردات فعل غاضبة في الجانب الفلسطيني حيث وُصفت بأنها اعتداء سافر على الحقوق الفلسطينية.

"معاريف"، 17/6/2019
كاتس: إسرائيل ستشارك في ورشة العمل الاقتصادية في البحرين

أكد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن إسرائيل ستشارك في ورشة العمل الاقتصادية التي ستُعقد في البحرين الأسبوع المقبل وسيُعرض فيها الجانب الاقتصادي من "صفقة القرن".

وجاء تأكيد كاتس هذا في سياق كلمة ألقاها أمام مؤتمر صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية المنعقد في نيويورك أمس (الأحد)، ووصف فيها السنة الحالية بأنها حاسمة، مشيراً إلى أن إسرائيل تواجه فيها تهديدات وتحديات كبيرة بالإضافة إلى العديد من الفرص.

وأضاف كاتس أن سنة 2019 فاصلة وحاسمة لأن لدى إسرائيل صراعاً مستمراً مع إيران وحزب الله ومنظمات "إرهابية" أُخرى في المنطقة. وأشار إلى أن تأثير العقوبات الأميركية في إيران، ونشاطات إسرائيل العسكرية والاستخباراتية ضد إيران ووكلائها في سورية وفي أماكن أُخرى، وكذلك السياسة الروسية في سورية، سيحدّد ما إذا كانت المنطقة ستتقدم نحو الاستقرار أم نحو الحرب. 

وذكر كاتس أن لإسرائيل موقفاً حازماً من 4 لاءات هي: لا لإيران نووية، ولا لإيران وحزب الله متمركزين في سورية، ولا لإنتاج الصواريخ وزيادة التسلح في لبنان، ولا لأي تقويض لسيادة إسرائيل على الجولان أو على أي مكان آخر.

وشدد كاتس على أنه لا يوجد لإسرائيل حليف أفضل من الولايات المتحدة، ولا يوجد لدى الولايات المتحدة حليف أفضل من إسرائيل.

"يديعوت أحرونوت"، 17/6/2019
المحكمة تدين عقيلة نتنياهو باستخدام أموال الدولة لدفع أثمان وجبات طعام خاصة

دانت محكمة الصلح في القدس أمس (الأحد) سارة نتنياهو، عقيلة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بالاحتيال واستخدام أموال الدولة لدفع أثمان وجبات طعام خاصة.

وتمت هذه الإدانة في إطار صفقة ادعاء وقعتها النيابة الإسرائيلية العامة مع عقيلة رئيس الحكومة اعترفت فيها باستغلال موارد الدولة للحصول على خدمات طعام خاصة في مقر إقامة رئيس الحكومة.

وبموجب الصفقة ستدفع سارة نتنياهو غرامة مالية بقيمة 10.000 شيكل، وستدفع لخزينة الدولة مبلغ 45.000 شيكل، وتدان بتهمة ارتكاب مخالفة مخففة هي استغلال خطأ الآخرين وليس الاحتيال.

"هآرتس"، 16/6/2019
مجلس الشيوخ الأميركي يحذر إسرائيل من مغبة منح مسؤولية تشغيل ميناء حيفا إلى شركة صينية

انضم مجلس الشيوخ الأميركي في نهاية الأسبوع الفائت إلى الانتقادات التي توجهها إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى علاقات إسرائيل مع الصين، ولا سيما فيما يتعلق بمشاريع في ميناء حيفا.

وذكرت مصادر مسؤولة في مجلس الشيوخ أن المجلس يسعى في الوقت الحالي للدفع قدماً بمشروع قانون يحظى بتأييد أعضاء بارزين من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي، يتضمن تحذيراً واضحاً لإسرائيل على خلفية الاستثمارات الصينية فيها وبصورة خاصة بشأن نية منح مسؤولية تشغيل ميناء حيفا إلى شركة صينية في سنة 2021. 

وأضافت هذه المصادر نفسها أن مشروع القانون هذا يتعلق بتنظيم ميزانية الدفاع الأميركية للسنة المقبلة. وأشارت إلى أنه من بين مئات بنود مشروع القانون تم لأول مرة تخصيص بند من هذا القبيل ورد فيه أن للولايات المتحدة مخاوف أمنية كبيرة من فوز الشركة الصينية "شانغهاي إنترناشيونال بورت غروب" بمناقصة تشغيل ميناء حيفا. ووفقاً لشروط المناقصة ستقوم الشركة الصينية بتشغيل هذا الميناء على مدار 25 سنة.

وأكدت هذه المصادر أن ميناء حيفا يشكل منذ سنوات طويلة نقطة رسو للأسطول الأميركي السادس، وأن العديد من المسؤولين الأميركيين حذروا إسرائيل السنة الفائتة من أن الولايات المتحدة ستتوقف عن استخدامه في حال تم تطبيق التعاقد مع الشركة الصينية.

وجاء في مشروع القانون أن لدى الولايات المتحدة مصلحة في استمرار وجود سفن الأسطول السادس في ميناء حيفا لكن هناك مخاوف أمنية كبيرة في كل ما يتعلق بترتيبات تشغيل هذا الميناء. ويطالب مشروع القانون إدارة ترامب بحث الحكومة الإسرائيلية على أن تأخذ بالحسبان التأثيرات الأمنية للاستثمارات الأجنبية في إسرائيل.

وينضم مشروع القانون إلى ضغوط تمارسها إدارة ترامب على إسرائيل بشأن ضبط الاستثمارات الصينية. وعبّر مسؤولون في إدارة ترامب السنة الفائتة عن مخاوف متزايدة من العلاقات الاقتصادية الآخذة بالتعزز بين إسرائيل والصين، وأعربوا عن مخاوف من أن تستغل الصين علاقاتها مع إسرائيل من أجل تحسين مكانتها الاستراتيجية، بالإضافة إلى جمع معلومات استخباراتية حساسة ومعرفة تكنولوجية سرية.

وطالب هؤلاء المسؤولون إسرائيل بتقديم ضمانات لهم تكفل بألّا تتمكن الصين من استغلال المشاريع التي تشارك فيها في إسرائيل حتى تحسن مكانتها الاستراتيجية وقدراتها الاستخباراتية.

تجدر الإشارة إلى أن أحد أبرز أعضاء مجلس الشيوخ الواقفين وراء مشروع القانون هذا هو السيناتور جيم أينهوف، وهو سيناتور جمهوري محافظ معروف بمواقفه المؤيدة لإسرائيل ويتبنى مواقف يمينية واضحة فيما يخص النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يسرائيل هَيوم"، 16/6/2019
إيران تلعب بالنار في مواجهة الولايات المتحدة
إيال زيسر - نائب مدير جامعة تل أبيب

 

  • الهجمات الإرهابية للحرس الثوري الإيراني، وهذه المرة على ناقلات نفط في الخليج الفارسي، هي دليل إضافي على الضغط والضائقة اللتين تشعر بهما طهران بسبب العقوبات الأميركية الشديدة. واشنطن تخنق، بالتدريج، الاقتصاد الإيراني، ويواجه آيات الله صعوبة في إيجاد مخرج ينقذهم من تضييق الخناق عليهم. الأوروبيون، كعادتهم، يبدون تفهماً  لمصاعب إيران، لكنهم لا يفعلون شيئاً لمساعدتها. حتى روسيا والصين، الحليفتان المهمتان لنظام آيات الله، والمعروفتان بعدم تقديمهما هدايا مجانية، وحتى لو أرادتا المساعدة، فإن قدراتهما الاقتصادية محدودة.
  • لقد قدّر الإيرانيون أن في إمكانهم الصمود حتى الانتخابات القادمة في الولايات المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، على أمل بأن تتغير الإدارة في واشنطن، ويخف الضغط الأميركي عليهم. لكن الاقتصاد الإيراني انهار في وقت أسرع مما قدّروا في طهران، والضائقة الاقتصادية زادت من الاحتجاج المدني الداخلي. وفرضت الصعوبات المالية تقليصاً للمساعدة السخية التي تقدمها إيران لفروعها في شتى أنحاء الشرق الأوسط، وبينهم حزب الله، ونظام بشار الأسد في سورية.
  • لقد حاول الرئيس روحاني والمقربون منه من أتباع التيار المعتدل بشدة إيجاد حل سياسي بواسطة أصدقاء إيران في أوروبا، وأيضاً بمساعدة روسيا والصين. لكن اتضح بسرعة أن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، هما شخصان ثانويان، وأن الذي يصنع السياسة في إيران هم أفراد الحرس الثوري المعنيون بالمحافظة على قوتهم وتشجيع الإرهاب في شتى أنحاء الشرق الأوسط، حتى لو كان مَن سيدفع الثمن هم المواطنون في إيران.
  • لقد قرر الإيرانيون إذن إشعال النار على أمل أن يفضّل الأميركيون منع التصعيد الذي سيضر بحلفائهم في الخليج، وبالتالي يوافقون على التخفيف من العقوبات. في المقابل، يأملون في طهران بأن تخضع أوروبا وحتى اتحاد دول الخليج للإرهاب، وأن تحث واشنطن على التنازل، أو يعملون لإرضاء الإيرانيين.
  • إيران هي نمر من ورق. صحيح أنها قادرة على تخريب حياة جيرانها ونشر الإرهاب في المنطقة، لكن عندما تجري مواجهتها وتوضع لها خطوط حمراء، وعندما يكون هناك استعداد لضربها، تتراجع إلى الوراء. هذا ما حدث في سورية على سبيل المثال، حيث نجحت إسرائيل في كبح جهود إيران لإقامة موقع متقدم لها. بالإضافة إلى ذلك لا تملك إيران قدرة حقيقية على الوقوف في مواجهة القوة الأميركية، إذا توجهت نحوها بالكامل وبكل بحزم.
  • تأمل طهران بأن تنجح في السير على حافة الهاوية من دون الوقوع فيها، وهي تعتقد أنها بواسطة تهديدات إرهابية ستنجح في تحقيق أهدافها والحؤول دون الانهيار الاقتصادي. ويبدو أن الإيرانيين يشجعهم تراخي المجتمع الدولي، وخصوصاً سلوك الولايات المتحدة الذي يفسّرونه بأنه ضعيف ومتردد. في النهاية، في الشرق الأوسط كما في الغرب المتهوّر، "إذا كنت تريد إطلاق النار فالأفضل أن تفعل ذلك"، وإلّا فإن أحداً لن يخاف من تهديداتك.
  • لا يمكن الإنكار أن الولايات المتحدة ترسل رسائل متناقضة. فهي من جهة تطلق التهديدات الحادة ضد إيران، ومن جهة ثانية، توضح أنها تنوي مغادرة الشرق الأوسط وعدم الغرق من جديد في مستنقع النزاعات الإقليمية. توجّه واشنطن أصبع الاتهام إلى إيران بسبب مسؤوليتها عن الإرهاب ومهاجمة ناقلات النفط في الخليج الفارسي، وتهدد بالرد إذا تجرأت إيران على المس بمصالح أميركية. وفي المقابل، يبدي الأميركيون استعدادهم للدخول في حوار مع طهران، والأهم من هذا كله، هم لا يردون أبداً على هجماتها الإرهابية في المنطقة.
  • باستثناء إسرائيل، ليس لدى دول المنطقة، وخصوصاً دول الخليج، القدرة على مواجهة إيران وحدها. واشنطن قد تضطر، ومن الأفضل عاجلاً وليس آجلاً، إلى ضرب إيران ليس فقط لردعها، بل أيضاً لمنع التصعيد والحرب.
"هآرتس"، 16/6/2019
الحزب اليهودي - العربي موجود واسمه ميرتس
ديمتري شومسكي - محلل سياسي

النقاش المحتدم مؤخراً في أوساط اليسار بشأن الحاجة إلى إقامة كيان سياسي على مبدأ شراكة يهودية - عربية تفوته حقيقة سياسية مهمة ربما ليست ظاهرة للعيان، مع أنها موجودة أمام بصرهم: الحزب اليهودي - العربي في إسرائيل موجود واسمه ميرتس.

  • الطابع الفكري والاجتماعي - السياسي لميرتس في إطار واضح لحوار داخلي إسرائيلي يهودي – عربي نما وتبلور بصورة حثيثة ومذهلة في السنوات الأخيرة، انطلاقاً من مبادئه الداعية إلى حوار مدني إنساني شامل، وشكّل علامة فارقة وواضحة للحزب خلال فترة تولّي زهافا غالؤون رئاسة الحزب، وتعزز في الفترة الحالية برئاسة زندبرغ. الثمار الملموسة لهذا التطور، والتي تشهد على أن مصطلح "شراكة يهودية - عربية" ليس كلمة فارغة المضمون عندما يتعلق الأمر بميرتس، رأيناها في الانتخابات الأخيرة: بينما حصل ميرتس في انتخابات 2015 على 13 ألف صوت في البلدات العربية، وعلى 2000 الى 3000 صوت في المدن المختلطة، فقد حصل الحزب هذه المرة على 35 ألف صوت في البلدات العربية، ونحو 5000 صوت في المدن المختلطة.
  • وبخلاف الادعاءات المتسرعة التي طُرحت هنا وهناك بعد الانتخابات بأن الزيادة المذهلة في تأييد المواطنين العرب لميرتس ناجمة عن الجهود التي بذلها كبار مسؤولي الحزب في اللحظة الأخيرة، فإن هذا الإنجاز غير المسبوق هو حصيلة عمل متفرع ومكثف على الأرض. تحدث عن ذلك بالتفصيل في الشهر الماضي الناطق بلسان ميرتس إلعاد وولف ("هآرتس" 21/5) الذي وصف سلسلة طويلة من زيارات قام بها زعماء ومرشحو ميرتس إلى البلدات العربية. هذا العمل الميداني الذي جرى من خلال حوار مباشر مع المواطنين العرب، كان استمراراً طبيعياً ومترسخاً لعملية إعادة بلورة ميرتس كحزب عربي- يهودي إسرائيلي.
  • لا شك في أن عملية بلورة الشراكة اليهودية - العربية ضمن كيان حزبي قديم أفضل عشرات المرات من محاولات سياسية طويلة الأمد، ومن زعزعة إطارات موجودة، مثل تشكيل قائمة عابرة للأحزاب تجمع بين ميرتس وحداش. إذ على الرغم من الإرادة الحسنة للتعاون التي يؤمن بها بالتأكيد ممثلو الحزبين، فإنه لو نشأ مثل هذا الاندماج، سيكون من الصعب منع حدوث احتكاكات وتوترات بين كيانات سياسية نشأت وتصرفت خلال سنوات طويلة كإطار مؤسساتي منفرد. في مقابل ذلك، فإن صعود وتبلور الشراكة اليهودية - العربية في ميرتس ليس وليد اندماج مصطنع لكيانات متعددة، بل هو نتيجة تطورات تنظيمية داخلية، نمت على الأرض على خلفية تعزيز الطابع اليهودي - العربي لجمهور مؤيدي الحزب.
  • في ضوء ذلك، فإن الخطوة السياسية الرائعة لكل من عضو الكنيست عيساوي فريج وعضو الكنيست السابق موسي راز، اللذين من المنتظر أن يترشحا معاً في انتخابات رئاسة ميرتس، هي استكمال منطقي ومتماسك للتوجهات العميقة الفكرية والاجتماعية والعامة التي شكلت من جديد ميرتس كحزب يهودي - عربي. صحيح أن صلاحية نموذج خارج عن المألوف لرئيسين لحزب واحد يفرض ثورة في وجهة النظر السائدة بشأن طابع القيادة الحزبية. لكن هذه الثورة المؤسساتية سترسي بصدق الثورة الاجتماعية - الديموغرافية العربية - اليهودية التي حدثت في أسس التأييد للحزب - ثورة يجب ألّا نضع لها حداً.
  • من أجل ذلك، يجب تشجيع لجنة الانتخابات في ميرتس ومحكمة الحزب لإعطاء موافقتهما القانونية على هذه الثورة المنتظرة. وإذا لم يجرِ السماح لرئاسة مشتركة بين فريج وراز لأسباب قانونية – إجرائية، فإن هذا الأمر يمكن أن يتسبب بضرر انتخابي خطِر لميرتس، سواء وسط ناخبيه العرب أوبين كثير من ناخبيه اليهود، المتشوقين لرؤية ميرتس كحزب يهودي -عربي بكل معنى الكلمة.