مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
مصادر أمنية إسرائيلية: روسيا تقف وراء تشويشات تعرضت لها أجهزة GPS في مطار بن غوريون الدولي
نتنياهو ينفي أنه عرض على غانتس التناوب على رئاسة الحكومة
وزير خارجية البحرين: إسرائيل جزء أساسي وشرعي من منطقة الشرق الأوسط
باراك يعلن عودته إلى الحياة السياسية ونيته خوض الانتخابات المقبلة بحزب جديد
استطلاع قناة التلفزة 13: 61 مقعداً لمعسكر أحزاب الوسط- اليسار والقائمة المشتركة
غانتس: تحالف "أزرق أبيض" يعارض مبادرة إلغاء قانون حل الكنيست الـ21
رئيس تشيلي يعتذر لريفلين عن قيامه بزيارة إلى الحرم القدسي بمعية مسؤولين من السلطة الفلسطينية
مقالات وتحليلات
نتنياهو يستغل التحذيرات الاستخباراتية لتبرير إلغاء الانتخابات
العبرة الرئيسية من القمة الأمنية الثلاثية أن إسرائيل لا تستطيع الاعتماد إلّا على نفسها
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
موقع Ynet، 27/6/2019
مصادر أمنية إسرائيلية: روسيا تقف وراء تشويشات تعرضت لها أجهزة GPS في مطار بن غوريون الدولي

كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي ["غالي تساهل"] صباح اليوم (الخميس) أن روسيا هي المسؤولة عن تشويشات تعرضت لها أجهزة "نظام التموضع العالمي" GPS في مطار بن غوريون الدولي في وسط إسرائيل خلال الأسابيع القليلة الفائتة، وأشارت إلى أنه يمكن اعتبار هذه التشويشات بمثابة هجوم ضد اسرائيل بكل ما في الكلمة من معنى.

ونقلت الإذاعة عن مصادر أمنية إسرائيلية وصفتها بأنها مطلعة قولها إنها تقدّر أن من يقف وراء التشويشات السرية على أجهزة GPS التي تساعد على توجيه الطائرات في مطار بن غوريون خلال الأسابيع الفائتة هي روسيا.

وأكدت المصادر الأمنية نفسها أن هذه التشويشات لم تؤثر في نشاطات عسكرية وهي محصورة بنشاطات مدنية.

وأضافت الإذاعة أنها قامت بنشر هذه المعلومة بعد حصولها على موافقة الرقابة العسكرية. وقالت إنه من أجل مناقشة هذه القضية يقوم مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى هذه الأيام بعقد اجتماع خاص مع مندوبين من الولايات المتحدة في إحدى الدول الأوروبية. وذكرت أنه منذ ثلاثة أسابيع يشكو طيارون من أن أنظمة التموضع المذكورة تتعرض لتشويشات لدى هبوطهم في المطار، وأن منظمة الطيارين العالمية نشرت أول أمس (الثلاثاء) تحذيراً من مغبة الطيران إلى إسرائيل.

وقال القيّمون على مطار بن غوريون إنهم قاموا بتشغيل مراقبين يراقبون الطائرات التي تهبط وتقلع من المطار، ولم يقع أي حادث له علاقة بالتشويشات.

ونفت روسيا هذا النبأ وأكدت أنه كاذب.

"معاريف"، 27/6/2019
نتنياهو ينفي أنه عرض على غانتس التناوب على رئاسة الحكومة

نفى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن يكون عرض على رئيس تحالف "أزرق أبيض" عضو الكنيست بني غانتس التناوب على رئاسة الحكومة.

وأضاف نتنياهو في بيان صادر عنه أمس (الأربعاء) أنه يحترم الجهود التي يقوم بها رئيس الكنيست يولي إدلشتاين لإلغاء قانون حل الكنيست الـ21 ومنع إجراء الانتخابات العامة يوم 17 أيلول/سبتمبر المقبل، لكنه في الوقت عينه شدّد على أنه لا نية لديه للتخلي عن الشركاء الطبيعيين لحكومة اليمين.

وأوضح مسؤولون كبار في تحالف "أزرق أبيض" أنهم لم يتلقوا أي عرض بهذا الشأن، وأكدوا أنهم كانوا سيرفضونه فوراً في حال عرضه.

"يديعوت أحرونوت"، 27/6/2019
وزير خارجية البحرين: إسرائيل جزء أساسي وشرعي من منطقة الشرق الأوسط

قال وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة إن إسرائيل جزء أساسي وشرعي من منطقة الشرق الأوسط.

وجاءت أقوال الوزير البحريني هذه في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية 13 [القناة العاشرة سابقاً] أمس (الأربعاء) على هامش الورشة الاقتصادية التي عُقدت في المنامة واختتمت أعمالها أمس وتم فيها إطلاق الجزء الاقتصادي من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين المعروفة باسم "صفقة القرن".

وقال آل خليفة إن السلطة الفلسطينية ارتكبت خطأ عندما قاطعت ورشة البحرين وقامت باستبعاد الولايات المتحدة من دور الوساطة في عملية السلام. وأشار إلى أن إسرائيل أضاعت فرصة عندما لم تستجب بشكل إيجابي إلى مبادرة السلام العربية، كما أن الفلسطينيين أضاعوا فرصة للسلام في مفاوضات كامب ديفيد سنة 2000. وأكد أن الولايات المتحدة مخلصة في الجهود التي تبذلها لرعاية عملية السلام وأنها حاولت دائماً حل النزاع وأن تكون قوة إيجابية ووسيطاً عادلاً.

ووصف آل خليفة النظام في إيران بأنه خطر وقال إنه يزيد من حدة الصراع الإسرائيلي - العربي والإسرائيلي - الفلسطيني. كما أعرب عن دعمه عمليات الجيش الإسرائيلي في الأراضي السورية وأكد أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها.

وتطرّق آل خليفة إلى اللقاءات التي أجراها مع مسؤولين إسرائيليين، فقال إنه اكتشف خلال هذه اللقاءات الإنسانية التي يتمتع بها الجانب الآخر.

"يديعوت أحرونوت"، 27/6/2019
باراك يعلن عودته إلى الحياة السياسية ونيته خوض الانتخابات المقبلة بحزب جديد

أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود باراك عودته إلى الحياة السياسية بعد انقطاع عدة سنوات.

وجاء إعلان باراك هذا في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس (الأربعاء) وذكر فيه أنه قام بتشكيل حزب جديد لخوض الانتخابات المقبلة المقررة يوم 17 أيلول/سبتمبر المقبل. وأوضح أن النائب السابق لرئيس هيئة الأركان العامة اللواء احتياط يائير غولان سيكون إلى جانبه في قيادة الحزب، وأنه تجري مساع حثيثة لضم وزيرة العدل السابقة تسيبي ليفني إلى الحزب الجديد.

كما أشار باراك إلى ضرورة تعاون أحزاب اليسار الإسرائيلية في الانتخابات المقبلة من أجل إسقاط حكومة بنيامين نتنياهو.

وكان باراك ترأس الحكومة الإسرائيلية بين السنوات 1999-2001، كما تزعم حزب العمل بين السنوات 2009-2013.

"هآرتس"، 27/6/2019
استطلاع قناة التلفزة 13: 61 مقعداً لمعسكر أحزاب الوسط- اليسار والقائمة المشتركة

أظهر استطلاع للرأي العام أجرته قناة التلفزة الإسرائيلية 13 [القناة العاشرة سابقاً] بواسطة البروفسور كميل فوكس المتخصص في شؤون الاستطلاعات أمس (الأربعاء) أنه في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الآن سيحصل معسكر أحزاب الوسط - اليسار والأحزاب العربية على أغلبية 61 مقعداً في الكنيست.

ووفقاً لنتائج هذا الاستطلاع فإن إعلان رئيس الحكومة السابق إيهود باراك تشكيل حزب جديد يغيّر صورة الأوضاع الحزبية والسياسية في إسرائيل، إذ سيحصل على 6 مقاعد، وستحصل القائمة المشتركة على 12 مقعداً.

ويُظهر الاستطلاع أن كلا من قائمة حزب الليكود برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وقائمة تحالف "أزرق أبيض" برئاسة عضو الكنيست بني غانتس سيحصل على 32 مقعداً، بينما تحصل القائمة المشتركة على 12 مقعداً، وتحصل قائمة حزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان على 7 مقاعد.

ويحصل كل من قائمة حزب باراك الجديد، وقائمة الحزب الحريدي يهدوت هتوراه، وقائمة حزب شاس الحريدي، وقائمة حزب ميرتس على 6 مقاعد.

وتحصل قائمة حزب العمل على 5 مقاعد.

ويحصل كل من قائمة تحالف أحزاب اليمين "البيت اليهودي" و"الاتحاد الوطني" و"قوة يهودية"، وقائمة "اليمين الجديد" على 4 مقاعد لكل منهما.

وشمل الاستطلاع عينة مؤلفة من 701 شخص يمثلون جميع فئات السكان البالغين في إسرائيل مع نسبة خطأ حدّها الأقصى 4.3%.

"معاريف"، 27/6/2019
غانتس: تحالف "أزرق أبيض" يعارض مبادرة إلغاء قانون حل الكنيست الـ21

قال عضو الكنيست بني غانتس رئيس تحالف "أزرق أبيض" وزعيم المعارضة إن التحالف يعارض المبادرة التي يقودها رئيس الكنيست يولي إدلشتاين، لإلغاء قانون حل الكنيست الـ21 ومنع إجراء الانتخابات يوم 17 أيلول/سبتمبر المقبل. 

وأبدى غانتس في سياق خطاب ألقاه أمام اجتماع لمؤيدي "أزرق أبيض" في تل أبيب أمس (الأربعاء)، استعداده للنظر بجدية في موضوع إلغاء الانتخابات إذا كان هناك خيار قانوني لذلك وإذا كان هناك خيار لتأليف حكومة من دون بنيامين نتنياهو، لكنه في الوقت عينه أكد أنه لا يوجد أي أساس لذلك. 

وهاجم غانتس نتنياهو واتهمه بخداع إسرائيل مرة أُخرى، وأشار إلى أنه لو لم يقم هذا الأخير بحل الكنيست لكان الرئيس الإسرائيلي سيكلف رئيس "أزرق أبيض" مهمة تأليف الحكومة، ولما كان هناك حاجة إلى انتخابات أُخرى ستكلف خزينة الدولة ثمناً باهظاً. 

"يديعوت أحرونوت"، 27/6/2019
رئيس تشيلي يعتذر لريفلين عن قيامه بزيارة إلى الحرم القدسي بمعية مسؤولين من السلطة الفلسطينية

ذكرت مصادر مسؤولة في ديوان رئاسة الدولة الإسرائيلية أن رئيس تشيلي سيباستيان بينيرا اعتذر أمس (الأربعاء) أمام رئيس الدولة رؤوفين ريفلين عن قيامه بزيارة إلى جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] بمعية مسؤولين كبار من السلطة الفلسطينية.

وأضافت هذه المصادر نفسها أن بينيرا قال لريفلين خلال الاجتماع الذي عُقد بينهما في ديوان رئاسة الدولة في القدس أمس، إنه كان من المفترض أن تكون تلك الزيارة خاصة ولم يتم توجيه أي دعوة إلى المسؤولين الفلسطينيين وإنما ظهروا هناك من تلقاء أنفسهم.

وأكد بينيرا أنه سعيد بزيارة إسرائيل مرة أُخرى وأن هذه الزيارة تأتي بهدف تعزيز العلاقات بين الدولتين.

وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية استدعت أمس سفير تشيلي في إسرائيل إلى جلسة تم خلالها توبيخه على خلفية قيام الرئيس التشيلي بزيارة إلى الحرم القدسي برفقة وفد من دائرة الأوقاف الإسلامية والسلطة الفلسطينية، وأكدت أن هذا الأمر يتعارض مع ما تم الاتفاق عليه قبل الزيارة.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 27/6/2019
نتنياهو يستغل التحذيرات الاستخباراتية لتبرير إلغاء الانتخابات
عاموس هرئيل - محلل عسكري
  • يستطيع كل من يتحدث إلى المحيطين برئيس الحكومة ووزرائه هذه الأيام أن يلاحظ نبرة الهلع التي لا تنبع فقط من محاولة بنيامين نتنياهو الحثيثة وقف عقارب الساعة في الطريق نحو الانتخابات الجديدة (التي بادر إليها هو نفسه) في اللحظات الأخيرة. على جدول الأعمال، كما يهمسون، ثمة أزمة أمنية: إذ سيحصل تصعيد يبدأ من الخليج الفارسي، أو من قطاع غزة، أو من الحدود الشمالية بالذات، يبادر إليه الإيرانيون ووكلاؤهم. قريباً سيحتل مكان الصدارة جدول الأعمال العسكري بدلاً من السياسي - الحزبي، وسيضع في الهامش صغائر الاعتبارات والحسابات التي تشغل بال الأحزاب السياسية.
  • لا يمكن القول إنه لا أساس بتاتاً للشعور بأن ثمة طارئاً أمنياً حقاً. وكما نشرت "هآرتس" قبل نحو أسبوع واحد، فقد عُرض أمام وزراء الحكومة مؤخراً احتمال أن تكون للتوتر في الخليج تداعيات على الحدود الإسرائيلية أيضاً، وبصورة خاصة على الجبهة الشمالية. فطبقاً للتحليلات الاستخباراتية، قد تتوصل إيران إلى الاستنتاج بأن الهجمات التي نفذتها ضد حاويات النفط في مياه الخليج وضد منشآت نفطية في السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لم تحقق النتيجة المرجوة منها، وهي الاستعداد الأميركي للنظر بجدية في تخفيف العقوبات الاقتصادية على إيران ـ وأن ثمة حاجة إلى تحرّش إيراني ضد إسرائيل بغية إقناع الولايات المتحدة بمدى خطورة الوضع.
  • بالإضافة إلى ذلك، ثمة غليان على الحدود مع قطاع غزة أيضاً. فحركة "حماس" ليست راضية عن وتيرة تطبيق التسهيلات الاقتصادية التي كان تم الاتفاق عليها مع مصر وقطر، وهو ما أعاد البالونات المتفجرة إلى الساحة، بينما تصعّد إسرائيل قليلاً من هجماتها ضد القطاع. وفي نهاية الأسبوع الجاري، بعد انتهاء الورشة الاقتصادية في البحرين وقمة رؤساء مجالس الأمن القومي الثلاثية في القدس، قد ترى إسرائيل أنها أكثر حرية للرد. وقد قال الوزير تساحي هنغبي، خلال مقابلة أول أمس (الثلاثاء) مع أودي سيغل في القناة 13: "لو كنتُ اليوم أحد قادة حركة "حماس" في غزة، لما تحمستُ للاقتراب من الفترة المتوقعة لنا كما يبدو".
  • مع ذلك، يبدو أن الأخبار المتواترة باستمرار بشأن خطر أمني محتمل يقترب، ليست منزوعة السياق أو المقصد السياسي. فالتحذيرات الاستخباراتية العمومية تُوظَّف في محاولة بلورة خطوة ائتلافية جديدة، إذ سيكون من الأسهل كثيراً، في أجواء الأزمة الأمنية هذه، إقناع الجمهور بالحاجة إلى إلغاء الانتخابات وإقامة حكومة "وحدة قومية". كما سيكون من الصعب جداً على الشركاء الائتلافيين المحتمَلين في الوسط واليسار، وخصوصاً "أزرق أبيض" وحزب العمل رفض هذا المخرج. وفي هذا الإطار يمكن النظر إلى الخبر الذي جرى تسريبه إلى النشرة الإخبارية في القناة 12 قبل يومين بخصوص ما وُصف بأنه "مبادرة رئيس الكنيست، يولي إدلشتاين، لإلغاء الانتخابات"، باعتبار هذا التسريب بالون اختبار لإمكان العودة والبحث في الموضوع إذا ما حصل تسخين عسكري على إحدى الجبهات حقاً.
  • هذه ليست أول مرة يستخدم فيها نتنياهو هذا الادعاء. ففي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وقبيل إعلان قائدي حزب "البيت اليهودي" آنذاك، نفتالي بينت وأييلت شاكيد، قرارهما الانسحاب من الحكومة، أرسل نتنياهو مستشاره لشؤون الأمن القومي، مئير بن شبات، إلى الحاخام المسنّ حاييم دروكمان في محاولة لإقناعه بالتحرك والعمل من أجل إحباط هذه الاستقالة بدعوى أن فترة من التوتر الأمني على الأبواب. وبعد ذلك بأسابيع قليلة، تكشفت خلفية هذه الخطوة: حملة "درع شمالي" التي قام بها الجيش الإسرائيلي لتدمير الأنفاق التي حفرها حزب الله إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، تحت الحدود مع لبنان (وقد نفى بن شبات ودروكمان، في حديث لاحق مع "هآرتس"، أن يكون اللقاء بينهما قد تطرق إلى خطر هذه الأنفاق قبل إطلاع الجمهور الواسع عليه).
  • خلافاً لقضية الأنفاق في لبنان، لا يدور الحديث هذه المرة، بقدر ما هو معروف طبعاً، حول خطوة ستبادر إليها إسرائيل. وقد أبدى نتنياهو، حتى اليوم، درجة عالية جداً من الحذر في شن عمليات عسكرية. فخلال السنوات الأخيرة، صادق نتنياهو على عمليتين واسعتين فقط في قطاع غزة، هما "عمود سحاب" سنة 2012 و"الجرف الصامد" سنة 2014، وكمخرج وحيد فقط، من وجهة نظره. وفي هذه المرة أيضاً، من الصعب توقُّع إقدامه على المبادرة إلى شن عملية عسكرية بغية فرض "الوحدة القومية" وإلغاء الانتخابات فقط.
  • في المقابل، لا شك في أن الإبقاء على أجواء الخطر الأمني في الوعي العام، بصورة دائمة، يخدمه بصورة واضحة، سواء في مناوراته الحزبية ومحاولات جس النبض لدى "أزرق أبيض" أو في الفترة المقبلة، حين يفتتح معركته الانتخابية فعلياً. أمّا في الوقت الحالي، وعلى عكس جميع المعارك الانتخابية السابقة، فهو لا ينجح حتى الآن في تحديد وفرض القضية التي ستدور الانتخابات حولها، على الرغم من أن أموراً كثيرة على المحك. ومن شأن فوزه في الانتخابات ليس ضمان بقائه السياسي في الحكم فقط، وإنما أيضاً تحسين فرص تخلصه من لوائح الاتهام الجنائية التي تنتظره.

تقف منطقة الشرق الأوسط كلها على عتبة صيف متوتر في عدد من الجبهات، لا تلعب إسرائيل في الجبهة المركزية من بينها، التي هي التوتر بين الولايات المتحدة وإيران ـ سوى دور اللاعب الثانوي فقط. وستتأثر اللعبة السياسية عشية الانتخابات بما يجري على الساحة الأمنية أيضاً، لكن الملاحَظ حتى الآن أن التهديدات الأمنية - العسكرية لا تُملي قرارات الأحزاب السياسية.        

"معاريف"، 27/6/2019
العبرة الرئيسية من القمة الأمنية الثلاثية أن إسرائيل لا تستطيع الاعتماد إلّا على نفسها
شلومو شمير - محلل سياسي
  • إن المغزى العملي الوحيد لما سُمّي، وفق التقارير الإعلامية المتعددة، "القمة الثلاثية" للمستشارين لشؤون الأمن القومي في كل من الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل، والتي عُقدت في القدس هذا الأسبوع، هو أنه في كل ما يتعلق بالسياسة تجاه إيران، وبالاستعدادات حيال نيات حزب الله وضمان السلام على الحدود الشمالية ـ تستطيع إسرائيل الاعتماد على نفسها فقط لا غير. وفي جميع المجالات التي ذُكرت هنا، يحظر حظراً باتاً ومطلقاً مجرد التفكير، ولو للحظة واحدة، بأن إسرائيل ستتلقى مساعدة ودعماً وقت الحاجة.
  • وعملياً، اعتبار مجرد عقد هذه القمة الثلاثية "لحظة حاسمة في الشرق الأوسط" لم يكن مبالغة هوجاء فقط، بل أيضاً كان تعبيراً عن غباء وانغلاق تامّين فيما يخص العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا وتجاهلاً لسلم الأولويات الذي تعتمده الدولتان في سياساتهما تجاه الشرق الأوسط.
  • إن الصورة المشتركة التي ظهر فيها المسؤولون الثلاثة جون بولتون ونيكولاي بتروشيف ومئير بن شبات، وهم يبتسمون، هي صورة لطيفة، لكنها مضلِّلة ومخادعة أيضاً. فالحدث الكبير الذي تخلده هذه الصورة لا يقول شيئاً، على الإطلاق، عن حقيقة أن جون بولتون فقد في الآونة الأخيرة أي قدرة على التأثير في البيت الأبيض، بل يتم إقصاؤه عن المداولات والتقديرات الخاصة بأداء الرئيس دونالد ترامب على الجبهة الإيرانية، حتى أنه خلال زيارته إلى إسرائيل هذا الأسبوع، لم يتورع ترامب نفسه عن السخرية منه. وتشير تحليلات المراقبين في واشنطن إلى أن بولتون سيُعزل من منصبه قريباً أو سيستقيل.
  • في موازاة ذلك، أشارت مصادر في مقر الأمم المتحدة في نيويورك إلى إن لبتروشيف تأثيراً قليلاً جداً فقط في الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفي التصريحات التي أدلى بها هنا، كشف بتروشيف عن نمط تفكيره ومنظوره بشأن إيران. فبينما هو موجود في القدس، عاصمة إسرائيل، وجد المستشار الروسي أن من المناسب أن يبدي حماسة شديدة في الدفاع عن الجمهورية الإسلامية وتبرير ممارساتها، على الرغم من كونها دولة يصرّح قادتها جهراً أن هدفهم المعلَن هو محو إسرائيل عن الخريطة.
  • إن تصريحات بتروشيف هذه التي تضمنت رفضاً قاطعاً لجميع الاتهامات التي وجهتها الولايات المتحدة إلى إيران مؤخراً [طالع نشرة أمس] كشفت أيضاً، وبقوة أكبر، مدى وعمق العلاقات المضطربة القائمة بين روسيا والولايات المتحدة. ويؤكد سفراء ودبلوماسيون في الأمم المتحدة أنه منذ ذروة الحرب الباردة لم تشهد العلاقات بين البلدين مثيلاً لحالة القطيعة والنفور السائدة بينهما اليوم. ووفقاً لما قاله دبلوماسي غربي في أحاديث مغلقة "في فترة الحرب الباردة، كان ثمة هاتف أحمر على الأقل بين البيت الأبيض والكرملين. أمّا اليوم، فحتى هذا لم يعد موجوداً".
  • ويقدر دبلوماسيون معروفون بأنهم خبراء في الشأن الروسي أنه ليس لدى الرئيس بوتين أي رغبة أو مجرد تفكير في عمل أي شيء من أجل تقليص الوجود الإيراني في سورية. وتقول التقديرات إن الزعيم الروسي يفضّل الإشراف على الوجود الإيراني في سورية ومراقبته، بدلاً من الصدام مع القادة الإيرانيين ومطالبتهم بالانسحاب من سورية. وكما يقول أحد هؤلاء الدبلوماسيين فإن "بوتين يحافظ على علاقات جيدة مع قادة إيران، كجزء من سياسة التحدي التي يعتمدها حيال الولايات المتحدة أيضاً". ومن هنا، فإن الاستنتاج المحتّم هو أن إسرائيل تقف وحيدة تماماً على الجبهة في مقابل إيران، وفي مقابل تهديدات حزب الله وخطر الاشتعال على الحدود الشمالية.