مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
كوخافي يلمّح إلى أن الجيش الإسرائيلي قد يهاجم مناطق سكنية آهلة في لبنان وغزة لاستهداف "أعداء إسرائيل"
استمرار إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة تسبّب باندلاع 100 حريق منذ مطلع الأسبوع
مقتل شاب فلسطيني برصاص حرس الحدود الإسرائيلي عند مدخل العيسوية في القدس الشرقية
فوز عضو الكنيست السابق نيتسان هوروفيتس برئاسة حزب ميرتس
مقالات وتحليلات
لقاء القدس بين مستشاري الأمن القومي الأميركي والروسي والإسرائيلي كشف عن خلافات الرأي واختلاف المصالح بين إسرائيل وروسيا
ثمة شك في أن يكون في وسع الورشة الاقتصادية في البحرين أن تقود الإسرائيليين والفلسطينيين نحو مستقبل أفضل
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يديعوت أحرونوت"، 28/6/2019
كوخافي يلمّح إلى أن الجيش الإسرائيلي قد يهاجم مناطق سكنية آهلة في لبنان وغزة لاستهداف "أعداء إسرائيل"

لمّح رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال أفيف كوخافي إلى أن الجيش الإسرائيلي قد يُهاجم مناطق سكنية آهلة لاستهداف أعداء إسرائيل، في إشارة إلى حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وحزب الله في لبنان.

وقال كوخافي في سياق كلمة ألقاها خلال مراسم تخريج فوج جديد من الطيارين الإسرائيليين أقيمت في قاعدة "حتسريم" العسكرية الجوية أمس (الخميس)، إن العدو في كل من قطاع غزة ولبنان تغيّر وتحوّل من منظمات إرهابية إلى جيش منظم وبات يمتلك صواريخ وقذائف قادرة على تهديد مساحات شاسعة من أراضي إسرائيل في حال اندلاع حرب، كما أن قوات العدو في هاتين المنطقتين اختارت أن تكون متموضعة في منطقة حضرية آهلة بالسكان، الأمر الذي يشكل تحدياً كبيراً للجيش الإسرائيلي برمته، ولا سيما لسلاح الجو، وشدد على أن الحيّز الحضري لا يمكن أن يشكل درعاً واقياً لهذه القوات، وعلى أنه في الوقت الذي ستكون الجبهة الداخلية الإسرائيلية عرضة لمئات الصواريخ من الشرعي والضروري مهاجمة العدو بكل القوة في كل الأماكن الموجود فيها.

وتكلم في المراسم نفسها رئيس الحكومة ووزير الدفاع بنيامين نتنياهو فقال إن على إسرائيل أن تكون مستعدة دائماً للدفاع عن نفسها بنفسها ضد أي تهديد، مشيراً إلى أنه في أي حرب قد تندلع في المستقبل ستنتقل العمليات العسكرية الهجومية بالكامل إلى أراضي العدو.

وأضاف نتنياهو أن إسرائيل تعتز بالعلاقات الجيدة القائمة مع روسيا، لكنه في الوقت عينه شدد على أن تحالفها مع الولايات المتحدة هو الأكثر أهمية.

وتطرق نتنياهو إلى القمة الأمنية الثلاثية التي عُقدت في القدس هذا الأسبوع بمشاركة مستشاري الأمن القومي في كل من الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل، فقال إنه أوضح للمشاركين أن إسرائيل ستواصل العمل ضد الوجود العسكري الإيراني في سورية.

كما أكد نتنياهو أن السيطرة الأمنية على منطقة غور الأردن يجب أن تبقى في يد إسرائيل في أي اتفاق تسوية في المستقبل.

كما تكلم في المراسم قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء عميكام نوركين فقال إن سلاح الجو يشكل عنصراً مهماً في تنفيذ السياسة الإسرائيلية ويتصرف بدقة وقوة لتحقيق الأهداف الموكلة إليه.

"معاريف"، 28/6/2019
استمرار إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة تسبّب باندلاع 100 حريق منذ مطلع الأسبوع

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن المناطق المحيطة بقطاع غزة شهدت أمس (الخميس) اندلاع 25 حريقاً جرّاء إطلاق البالونات الحارقة من القطاع من دون وقوع إصابات.

وأضاف البيان أنه تم العثور على أحد البالونات عند مدخل منزل في المجلس الإقليمي أشكول، وتم العثور على آخر بين المنازل في أحد الكيبوتسات المحيطة بالقطاع.

وأشار البيان إلى أن إطلاق البالونات الحارقة من القطاع تسبب باندلاع 100 حريق في المناطق المحاذية له منذ مطلع الأسبوع الحالي.

واتهم رئيس المجلس الإقليمي أشكول غادي ياركوني رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بعدم الاكتراث بسكان المناطق المحيطة بالقطاع.

وقال وزير التربية والتعليم السابق نفتالي بينت رئيس حزب "اليمين الجديد" إن الحكومة منهمكة في الوقت الحالي في شؤون الانتخابات فقط، وطالبها بتشديد الرد على إطلاق البالونات الحارقة مؤكداً أنه لا فرق بين إطلاق هذه البالونات وإطلاق القذائف الصاروخية.

وكان منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في المناطق [المحتلة] اللواء كميل أبو ركن أعلن يوم الاثنين الفائت وقف نقل الوقود إلى محطة الكهرباء في غزة حتى إشعار آخر، وذلك جرّاء استمرار إطلاق البالونات الحارقة في اتجاه إسرائيل وتسبُّبها باندلاع عدد كبير من الحرائق.

في المقابل حذّر القيادي في حركة "حماس" خليل الحية من أن تلاعب إسرائيل بمساحة الصيد المسموح بها قبالة شواطئ غزة وقيامها بوقف نقل الوقود إلى محطة الكهرباء في القطاع يضعان التفاهمات بين الجانبين في ظل خطر كبير قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. واتهم الحية إسرائيل بالتسبب بتدهور الأوضاع في القطاع جرّاء قيامها بتأجيل تطبيق التفاهمات.

"هآرتس"، 28/6/2019
مقتل شاب فلسطيني برصاص حرس الحدود الإسرائيلي عند مدخل العيسوية في القدس الشرقية

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية أن جندياً من حرس الحدود أطلق مساء أمس (الخميس) النار على شاب فلسطيني قام بمهاجمة قوة تابعة لحرس الحدود بمفرقعات نارية عند مدخل بلدة العيسوية في القدس الشرقية فأرداه قتيلاً.

وأضاف البيان أن إطلاق النار تم خلال قيام تلك القوة العسكرية الإسرائيلية بعملية أمنية في بلدة العيسوية.

وذكرت مصادر فلسطينية أن الشاب القتيل هو محمد سمير عبيد (20 عاماً). وأضافت أن قوات حرس الحدود أطلقت الرصاص الحي بشكل مكثف وعشوائي خلال مواجهات عنيفة وقعت في حي عبيد في البلدة وسرعان ما امتدت إلى كافة أنحاء العيسوية، وهو ما أدى إلى إصابة 4 شبان آخرين بجروح وُصفت بأنها متوسطة وطفيفة.

وأشارت هذه المصادر نفسها إلى أن إطلاق النار من طرف قوات الجيش الإسرائيلي تم في إثر تنظيم تظاهرة عند مدخل العيسوية شارك فيها نحو 150 شخصاً احتجاجاً على قيام الشرطة الإسرائيلية بعمليات أمنية في البلدة منذ أسبوعين. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "كفى للعقاب الجماعي" و"أوقفوا عنف الشرطة". وأضافت أنه في كل يوم تقريباً تقوم قوات كبيرة من الشرطة باقتحام العيسوية بحجة البحث عن مطلوبين وتندلع اشتباكات بين السكان والشرطة.

"معاريف"، 28/6/2019
فوز عضو الكنيست السابق نيتسان هوروفيتس برئاسة حزب ميرتس

فاز عضو الكنيست السابق نيتسان هوروفيتس مساء أمس (الخميس) في الانتخابات التي جرت في مؤتمر ميرتس لاختيار رئيس للحزب وتنافس فيها مع رئيسة الحزب عضو الكنيست تمار زاندبرغ. 

وحصل هوروفيتس على 54% من الأصوات في حين حصلت زاندبرغ على 46% منها.

وقالت مصادر مسؤولة في ميرتس إن فوز هوروفيتس يعزز فرص إجراء تحالف بين الحزب وحزب العمل أو بينه وبين الحزب الجديد الذي أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود باراك نيته تأسيسه.

وهاجم هوروفيتس فور انتخابه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وأكد أنه يهدد مستقبل إسرائيل وأنه من أجل إنقاذ نفسه من السجن لا يتورع عن إبرام صفقات تقع في خانة الرشوة السياسية.

كما هاجم عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" مشيراً إلى أنه كان من أشد المعارضين لحقوق المثليين والزواج المدني ولحرية التنقل أيام السبت.

ووصف هوروفيتس تحالف "أزرق أبيض" بأنه فقاعة وأشار إلى أن قائمته في الكنيست مؤلفة من 35 عضو كنيست عديمي الفائدة.

"هآرتس"، 28/6/2019
ثمة شك في أن يكون في وسع الورشة الاقتصادية في البحرين أن تقود الإسرائيليين والفلسطينيين نحو مستقبل أفضل
عاموس هرئيل - محلل عسكري
  • ثمة شك في أن يكون في وسع الورشة الاقتصادية التي بادرت إدارة دونالد ترامب إلى عقدها في البحرين هذا الأسبوع أن تقود الإسرائيليين والفلسطينيين نحو مستقبل أفضل، على الرغم من الإمكانات الرائعة لالتقاط الصور في هذه الدولة التي تبدو مثل لوحة جميلة. لكن يبدو، بنظرة من بعيد، أن هذه الورشة تمخضت عن بضع نتائج إيجابية. إن مجرد إبراز الثمار الاقتصادية المحتملة التي قد تنتج عن السلام، من شأنه تشجيع أوساط من الجمهور الفلسطيني على تأييد تسوية سلمية مستقبلية. كما أن المقابلتين اللتين أجرتهما قناتا التلفزة الإسرائيليتان "أخبار 13" [القناة العاشرة سابقاً] و"كان 11" [تابعة لهيئة البث الجديدة] مع وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة، تضمنتا تصريحات ودية تثير الأمل بإمكان حدوث تطبيع مستقبلي في المنطقة.
  • لكن المشكلة تكمن، منذ زمن بعيد، في المركّب السياسي من "صفقة القرن" التي تعاني نقصاً أولياً، بل مسبقاً، من وجهة النظر الفلسطينية، والتي أعلنت الإدارة الأميركية الآن تأجيل عرضها إلى أجل غير معروف. حتى أن مبعوث الرئيس ترامب إلى المفاوضات، جيسون غرينبلات، رفض، أمس، الادعاء بمجرد وجود احتلال في الضفة الغربية. ويشكل مثل هذا التصريح سبباً للرضى في اليمين الإسرائيلي، لكنه يعزز الادعاء الفلسطيني بأن ترامب ومساعديه لا يمكن أن يكونوا وسطاء منصفين في مسيرة حل هذا النزاع. وبعض التصريحات التي أدلى بها المسؤولون الأميركيون في ورشة البحرين بشأن الوضع في المناطق [المحتلة] كانت غريبة، إن لم نقل مقطوعة تماماً عن الواقع الموضوعي.
  • كما حققت السلطة الفلسطينية أيضاً نجاحاً لا بأس به في حملتها التخويفية التي استهدفت ردع رجال أعمال فلسطينيين عن المشاركة في ورشة المنامة. أمّا مشاركة رجل أعمال من الخليل يحظى بحضن دافئ وشاذ من المستوطنين في المدينة خلال السنوات الأخيرة فلا يمكن اعتبارها إنجازاً للإدارة الأميركية ونجاحاً في تجنيد الفلسطينيين لهذه المبادرة.
  • ثمة شبه ما بين استراتيجيات الإدارة الأميركية ـ وربما يفضَّل القول: أسلوبها التجاري ـ حيال المسألة الإيرانية وحيال القضية الفلسطينية. فهي تمارس، في كلتيهما، الحد الأقصى الممكن من الضغوط، إلى جانب التلويح بإمكان الحصول على الحد الأقصى الممكن من المردود في حال الاستجابة إلى اقتراحاتها. لكن لا بد من القول إن ورشة البحرين عُقدت بعد سلسلة من الإجراءات الاقتصادية الحادة التي اتخذتها الإدارة الأميركية بحق الفلسطينيين أدت، سوية مع الخلاف بشأن أموال الأسرى، إلى تدهور حاد وخطر في وضع السلطة الفلسطينية. وأصبح التنسيق بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وتلك التابعة للسلطة الفلسطينية أشبه بطبقة رقيقة من الثلج قد تنكسر في أي لحظة جرّاء حادث ما على خلفية دينية أو صدام محلي بين الفلسطينيين والمستوطنين. كما أن أوضاع العمال الفلسطينيين الذين يعودون إلى بيوتهم كل شهر بنصف راتبهم المستحق، بل أقل من نصفه أحياناً، لا تساعد على حفظ الاستقرار.
  • أمّا في قطاع غزة، فالأوضاع أكثر خطورة بكثير. ولم تعد حركة "حماس" تتظاهر حتى بأنها تحاول المحافظة على الهدوء التام أكثر من أيام قليلة تعقب دخول التحويلة الشهرية من الأموال القطرية. وفي المقابل، يتعمق الإحباط ويتصاعد لدى قيادة الحركة حيال الانطباع بأن إسرائيل تعوق تطبيق التسهيلات التي تم الاتفاق عليها بوساطة مصر والأمم المتحدة.

 الإيرانيون يريدون امتلاك أوراق مساومة

  • على هامش مسلسل التقلبات والتحولات الذي دخلت إليه المنظومة السياسية الحزبية في إسرائيل هذا الأسبوع [القصد: موضوع الانتخابات الجديدة للكنيست الإسرائيلي ومحاولات إلغائها]، جرت أيضاً سلسلة من التطورات الأمنية المهمة في الأيام الأخيرة. فالمواجهة بين الولايات المتحدة وإيران لا تزال بعيدة عن نهايتها، والتوتر في منطقة الحدود مع سورية يشهد تصعيداً، والمستوطنات الإسرائيلية في "غلاف غزة" تتعرض لموجة جديدة من الحرائق التي تسببها البالونات المفخخة التي يتم إطلاقها من قطاع غزة. كما أن الأزمة الاقتصادية التي ورطت السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية نفسها فيها، جرّاء الجدل مع إسرائيل بشأن استمرار دعم السلطة السجناء الأمنيين، لا يلوح لها حل في الأفق.
  • ثمة إغراء غير قليل لمحاولة الربط بين الأحداث المنفصلة هذه ووصلها في خيط واحد مترابط يمكنه تفسير كل شيء بجرة قلم سخية: الأحداث في الخليج، والتغريدات التهديدية التي نشرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والخبر (في موقع "واللّا") بشأن الحضور المكثف لرجال حزب الله قرب الحدود الإسرائيلية ـ السورية في هضبة الجولان، بل وحتى الأعطال الغامضة التي أصابت أجهزة "نظام التموضع العالمي" (GPS) في الطيران المدني الإسرائيلي ـ هذه كلها قد تتجمع معاً لتشكل إشارات دالّة، نواقيس حرب تتورط فيها إسرائيل أيضاً. ولهذا التفسير ثمة دلالة سياسية ـ حزبية أيضاً. فلئن كانت الحالة الأمنية الحالية على هذه الدرجة من الحساسية ـ لكن، متى لم تكن كذلك، في كل سنة خلال العقد الأخير؟ ـ فلماذا لا نقبل الاقتراح الجديد الذي تقدم به حزب الليكود لإلغاء الانتخابات الجديدة المقررة للكنيست يوم 17 أيلول/سبتمبر المقبل، ولإقامة حكومة طوارئ/ حكومة وحدة قومية مع حزب "أزرق أبيض"؟
  • عملياً، يبدو أن تسلسل الأحداث الأمنية يعكس تقاطع بضع سيرورات منفصلة معاً، تتجند جميعها لتصب في خدمة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في إطار معركة الوجود التي يخوضها من أجل البقاء في منصبه وإبعاد سيف لوائح الاتهام الثلاث المسلط على رقبته. وقد اعترف مسؤولون في الليكود أمس بما كان واضحاً تماماً للعيان: مبادرة رئيس الكنيست، يولي إدلشتاين، إلى إلغاء قانون حل الكنيست ومنع الانتخابات الجديدة لم تكن سوى بالون اختبار يبدو، في هذه الأثناء، أن الجميع قد تخلى عنه وتنصل منه بعد أن اتضح أنه لا يحظى بتأييد كاف من الأحزاب السياسية. ومع ذلك، يمكن التكهن بأن بالونات أُخرى شبيهة ستُطلـَق مرات أُخرى خلال الصيف الحالي، وخصوصاً وبالتأكيد إذا ما استمرت استطلاعات الرأي في تنبؤ فشل نتنياهو في تجنيد ائتلاف من 61 عضو كنيست من دون أفيغدور ليبرمان. وسيتم توظيف الحجة الأمنية في المرات المقبلة أيضاً، أو كما كتبنا هنا أكثر من مرة: لدينا إيران، كل الوقت.
  • لم تُنشَر أي تقارير عن وقوع أحداث استثنائية في مياه الخليج هذا الأسبوع. لكن في المقابل، وقعت سلسلة هجمات جديدة استهدفت مطارات سعودية، نفذتها طائرات من دون طيار أطلقها المتمردون الحوثيون في اليمن، المدعومون من إيران. وتبادل الرسائل بين طهران وواشنطن لم يكن حركياً، بل كلامياً فقط. فقد أعلن ترامب اعتماد سلسلة جديدة من العقوبات ضد إيران، تشمل هذه المرة مسّاً بممتلكات المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي (الذي سمّاه الرئيس، على نحو طبيعي، "خميني"). يبدو أن القيمة الفعلية للمسّ بخامنئي هامشية فقط، لأنه ليس لديه ممتلكات عينية في الغرب، غير أن الإهانة قد تحققت. في اليوم التالي، أعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن البيت الأبيض يعاني "قصوراً ذهنياً" و"عجزاً ذهنياً"، فشعر ترامب، أيضاً، بالإهانة، فغرّد على "تويتر" بأن الإيرانيين لا يفهمون سوى لغة القوة فقط. وإجمالاً، أكثر الرئيس الأميركي من التصريح بشأن المسألة الإيرانية، هذا الأسبوع. فقد انتقد، مثلاً، النزعات العدوانية لدى مستشاره لشؤون الأمن القومي، جون بولتون، بينما كان الأخير في القدس للمشاركة في القمة مع نظيريه الروسي والإسرائيلي.
  • يمكن الافتراض أن خيار استئناف المفاوضات بين الجانبين لا يزال مطروحاً في الكواليس ولم يجر التخلي عنه تماماً، ولو في قناة رسمية عبر سلطنة عُمان، كما حدث في الاتصالات التي سبقت توقيع الاتفاق النووي المرحلي سنة 2013. وقد كتب الباحث الأميركي من أصل إيراني والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط، راي تقية، في موقع "بوليتيكو" هذا الأسبوع، أن السبب الحقيقي وراء عدم إسراع إيران نحو استئناف المفاوضات بشأن التعديلات في الاتفاق النووي التي يطالب الأميركيون بإدخالها، هو أن النظام الإيراني يريد الوصول إلى هذه المفاوضات من نقطة قوة وبعد أن يكون قد بلور لنفسه "رواية نجاح". فإيران، كما يقول تقية، لا تريد حرباً بواسطة الهجمات التي نُسبت إليها في الخليج، بل الوصول إلى المفاوضات بعد أن تكون ـ من وجهة نظرها ـ قد صدّت الضغوط الأميركية بشجاعة. ومن شأن قرار ترامب التراجع، في اللحظة الأخيرة، عن خطة شن هجوم عقابي ضد إيران في إثر إسقاطها طائرة التجسس من دون طيار الأميركية قبل أسبوع، أن يوفر لإيران السلم الذي قد يؤدي إلى استئناف المفاوضات.
  • عملياً، على أرض الواقع، لم يحقق الإيرانيون أي انتصار، كما يؤكد تقية. إدارة ترامب هي التي انسحبت من الاتفاق النووي قبل نحو سنة، من دون أن تدفع أي ثمن لقاء ذلك، ثم أوقعت على إيران سلسلة من العقوبات الاقتصادية المؤلمة التي حدّت من قدرة الشركات الأوروبية على التجارة معها وسببت للاقتصاد الإيراني أذى كبيراً. ويرى تقية أن الإيرانيين يؤمنون بأنهم كانوا الطرف المنتصر في المفاوضات مع إدارة باراك أوباما، وبأنهم إذا ما عاودوا الاتصالات الآن فسيكون بمقدورهم وضع العقبات أمام الإدارة الحالية. لكن العودة إلى المحادثات تتطلب منهم العودة لاستجماع أوراق مساومة جديدة. وتسعى إيران لتحقيق هذا الهدف بواسطة سلسلة من الوسائل والإجراءات، بينها تهديد الملاحة البحرية في الخليج الفارسي والخرق التدريجي للاتفاق النووي (من خلال امتلاك كميات من اليورانيوم المخصب بمستوى منخفض أكبر من تلك التي يسمح بها الاتفاق).
  • أثار ضرب حاويات النفط في مياه الخليج، مجدداً، خشية ترامب الدائمة من الصرف المالي على ما يعتبره هو مكرمات زائدة عن الحاجة تقدمها الولايات المتحدة إلى المجتمع الدولي. والرئيس لا يعتبر بلاده الشرطي الدولي. وقد أوضح هذا الأسبوع أنه لا ينبغي للولايات المتحدة الاستمرار في تحمل مسؤولية وعبء حماية الملاحة البحرية في الخليج، لأنها لا تعتمد على النفط العربي لسد حاجاتها في مجال الطاقة. هذا الموقف العاطفي الذي يعبّر عنه ترامب قد يكون مفهوماً، لكنه يتناقض مع مركّب آخر في سياسته الخارجية، الساعية للحدّ من التأثير الصيني في العالم ومحاصرته. ويبدو أن بكين ستكون سعيدة بالدخول وملء الفراغ الذي ستتركه واشنطن خلفها، كجزء من جهودها الرامية إلى تعزيز مكانتها الدولية.
  • أصبحت أغلبية سفن الأسطول الأميركي تفضل، منذ الآن، عدم الدخول إلى الخليج الفارسي نفسه، وإنما البقاء على مقربة من خليج عُمان الجنوبي، المتصل مع المحيط الهندي. ذلك بأن الخليج الفارسي أشبه بحوض استحمام ضيق نسبياً قد تكون السفن الأميركية فيه ـ مثل حاويات النفط ـ عُرضة للإصابة، سواء بهجمات قوارب الكوماندوز التابعة للحرس الثوري الجمهوري أو بصواريخ يتم إطلاقها من الشاطئ.
  • وثمة مشكلة إقليمية أُخرى تتعلق باستمرار الحرب الأهلية في سورية. فنظام الأسد يركّز جهوده الآن على محاولة دحر المتمردين من منطقة إدلب في الشمال، وهي المنطقة المركزية الأكثر أهمية التي لا تزال تحت سيطرة هؤلاء. وتقود الطائرات الروسية هذا الهجوم، بينما لا تظهر إيران في الصورة إطلاقاً هذه المرة. وهو تطور يربك تحليلات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وخصوصاً في مدى ما يعكسه من خصام محتمل بين روسيا وإيران.

شهد هذا الأسبوع محاولة لتصوير القمة الثلاثية في القدس بين مستشاري الأمن القومي الأميركي والروسي والإسرائيلي، بأنها اتفاق على إخراج القوات الإيرانية من سورية. لكن مستشار الأمن القومي الروسي، نيكولاي بتروشيف، سارع إلى التوضيح أن بلاده لا تزال حليفة لإيران. وقال بتروشيف "إننا نؤمن بأنه من غير المقبول وصف إيران بأنها تهديد إقليمي"، وخفف إلى حد كبير من الحماسة التي رافقت القمة التي شارك فيها.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 28/6/2019
لقاء القدس بين مستشاري الأمن القومي الأميركي والروسي والإسرائيلي كشف عن خلافات الرأي واختلاف المصالح بين إسرائيل وروسيا
يوسي ميلمان - محلل عسكري
  • شهد الأسبوع الحالي حواراً سرياً بشأن إيران وقضايا إقليمية أُخرى أقيم في إطار اللقاء الثلاثي الذي عُقد في القدس بين مستشاري الأمن القومي جون بولتون الأميركي ونيكولاي بتروشيف الروسي ومئير بن شبات الإسرائيلي، بمشاركة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
  • ما من شك في أنه كان لقاء مهماً، بل تاريخياً، أبرز وأكد مكانة إسرائيل المتميزة في الشرق الأوسط، والعلاقة التي تحظى بها من جانب اثنتين من الدول الأعظم الثلاث في العالم، وقدرتها على إدارة سياسة خارجية وأمنية من خلال تعاون وثيق مع كل من روسيا والولايات المتحدة. وقد حاولت إسرائيل (وكذلك الولايات المتحدة بدرجة أقل، كونها ليست في حاجة إلى إسرائيل من أجل ذلك)، خلال الأيام التي سبقت اللقاء، تصويره كأن هدفه الأساسي هو البحث في التهديد الإيراني، ليس ضد إسرائيل فقط وإنما في الشرق الأوسط عموماً. في المقابل، رأت روسيا في هذا اللقاء فرصة للبحث في "محاربة الإرهاب في سورية".
  • وهكذا كشف هذا اللقاء عن خلافات الرأي واختلاف المصالح بين القدس وموسكو. فرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي شارك في الجلسة الافتتاحية واجتمع على انفراد بكل من بولتون وبتروشيف، تحدث عن إيران بوصفها عدواً، وتباهى بمئات الغارات التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي ضد أهداف تابعة لإيران وحزب الله في سورية.
  • لم يستسغ بتروشيف كلام نتنياهو هذا، كما رأينا، فقال كلاماً معاكساً تماماً: "إن محاولة نتنياهو تصوير إيران كأنها تشكل تهديداً للأمن الدولي ليست مقبولة لدينا". ثم لمّح، لاحقاً، وبصورة تكاد تكون واضحة تماماً، إلى أن روسيا هي التي تمسك بمفتاح الاستقرار في سورية والرغبة الإسرائيلية في إخراج القوات الإيرانية والتابعة لها منها. وقال "أنتم تعلمون أن إيران وروسيا تعملان معاً ضد الإرهاب. لدينا القدرة على التأثير المتبادل إحدانا في الأُخرى، وكذلك إمكان الإصغاء المتبادل إحدانا للأُخرى. إننا نعي تخوفات إسرائيل ونريد للتهديدات القائمة أن تقل وتخف بما يضمن أمن إسرائيل".