مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
طالب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الدول الأوروبية بتطبيق التزاماتها في الاتفاق النووي الإيراني وفرض عقوبات على إيران بعد إعلانها أنها تجاوزت سقف الـ300 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بدرجة منخفضة، بما يتجاوز المسموح به بموجب الاتفاق المذكور المبرم معها سنة 2015.
وقال نتنياهو في سياق كلمة ألقاها خلال مراسم منح جنود احتياط متفوقين شهادات تقدير، والتي أقيمت أمس (الاثنين)، إن إيران تتقدم بخطوات بارزة لإنتاج سلاح نووي، وعندما كشفت الحكومة الإسرائيلية عن الأرشيف النووي السري لإيران أثبتت أن الاتفاق النووي معها مبني على كذبة واحدة كبيرة، وها هي نفسها تعترف بهذا، وأشار إلى أنه قريباً سيتم الكشف عن أدلة أُخرى تثبت أن إيران كذبت كل الوقت.
وكرر نتنياهو أن إسرائيل لن تسمح لإيران بتطوير سلاح نووي.
وأكد عضو الكنيست بني غانتس رئيس تحالف "أزرق أبيض" وزعيم المعارضة أن التهديد الإيراني يطغى على أي اعتبارات حزبية أُخرى.
وتعهد غانتس في بيان صادر عنه أمس، بدعم تحالف "أزرق أبيض" أي قرار تتخذه الحكومة الإسرائيلية من أجل تعزيز أمن إسرائيل، وشدد على أن دولة إسرائيل موحدة إزاء هذا التهديد.
وكان البيت الأبيض أكد في إثر إعلان طهران أنها تجاوزت سقف مخزونها من اليورانيوم المخصب المنصوص عليه في الاتفاق النووي لسنة 2015، أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بتطوير أسلحة نووية.
وقال بيان صادر عن الناطقة بلسان البيت الأبيض ستيفاني غريشام أمس، إن الولايات المتحدة وحلفاءها سيستمرون في ممارسة أقصى الضغوط على النظام الإيراني حتى يغيّر قادته مسارهم الحالي، مشيراً إلى أنه كان من الخطأ في الاتفاق النووي الإيراني السماح لطهران بتخصيب اليورانيوم في أي مستوى.
قال رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين إن إيران لم تتخل بعد عن مطامعها النووية، وتعهد ببذل أقصى الجهود من أجل ضمان عدم حصول طهران على قدرات نووية.
وأضاف كوهين في سياق كلمة ألقاها أمام "مؤتمر المناعة والأمن القومي الإسرائيلي" المنعقد في هيرتسليا [وسط إسرائيل] أمس (الاثنين)، أن التهديد الإيراني أوجد فرصة للتوصل إلى تفاهمات إقليمية مع العديد من الدول العربية من شأنها أن تفضي إلى تحقيق سلام شامل. وأكد أن المصالح المشتركة مع الدول المُختلفة في منطقة الشرق الأوسط، والصراع مع خصوم كإيران والإرهاب الجهادي، تعزز هذه الفرصة.
وقال كوهين إن إسرائيل وقّعت منذ عشرات السنوات معاهدتي سلام مع مصر والأردن، وفي الوقت الحالي تقوم دول عربية أُخرى بالانضمام سراً إلى دائرة السلام هذه، وعلى الرغم من أنه لا توجد علاقات سلام رسمية مع هذه الدول فإنها تشارك إسرائيل المصالح والتعاون المتنوع، كما أن قنوات الاتصال معها مفتوحة.
وأشار كوهين إلى أن إيران هي التي تقف وراء الهجمات على ناقلات النفط في منطقة الخليج، وعلى منشآت النفط السعودية، ومنطقة السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء في بغداد. وقال "إن الجدل بشأن هوية المسؤول عن هذه الهجمات هو أمر حيوي، لكنني أود أن أخبركم على وجه اليقين ومن أفضل مصادر الاستخبارات الإسرائيلية والغربية أن إيران هي التي تقف وراء هذه الهجمات". وأكد أنه تمت المصادقة على تنفيذ الهجمات من جانب القيادة الإيرانية ونفذها الحرس الثوري والموالون له.
وتطرق كوهين إلى الأوضاع في سورية بعد عدة ساعات من وقوع غارات جوية هناك نُسبت إلى إسرائيل، فقال إن إسرائيل اتخذت في السنوات الأربع الأخيرة سلسلة من الإجراءات العلنية والسرية ضد التموضع الإيراني في سورية تم الكشف عن القليل منها. وتابع: "يبدو أن سورية تقترب من التوصل إلى تسوية داخلية بعد سنوات طويلة من الحرب الأهلية، ولا توجد لإسرائيل أي مصلحة في خوض مواجهة مع سورية، لكنها لا تستطيع أن تقبل أن تكون سورية ساحة تتموضع فيها القوات الإيرانية ضدها، كما أنها لن تقبل أن تكون سورية قاعدة لوجستية لنقل الأسلحة إلى حزب الله ولبنان".
أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان صادر عنها أمس (الاثنين) أن وزير الخارجية يسرائيل كاتس [الليكود] قام بزيارة إلى أبو ظبي في إطار مشاركته في مؤتمر الأمم المتحدة بشأن البيئة والمناخ. وتُعتبر هذه الزيارة الأولى لمسؤول إسرائيلي كبير إلى دولة عربية بعد ورشة البحرين الاقتصادية.
وذكر البيان أن كاتس اجتمع خلال زيارته هذه مع السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وعرض أمامه قضية الأسرى والمفقودين الإسرائيليين. كما عقد كاتس اجتماعاً مع مسؤول كبير في الإمارات العربية المتحدة تمت خلاله مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والعلاقات بين البلدين والحاجة إلى التعامل مع التهديدات الإيرانية المتعلقة بالحصول على سلاح نووي وتطوير صواريخ بالستية ودعم الإرهاب والعنف في منطقة الشرق الأوسط. كما تم التطرق إلى النشاط المشترك لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين في مجالات مختلفة، مثل التكنولوجيا المتقدمة والطاقة والزراعة والمياه.
وفي إطار النقاش عرض الوزير كاتس أمام المسؤول الإماراتي مبادرة "قطار السلام الإقليمي" الذي يوصل السعودية ودول الخليج عن طريق الأردن مع شبكة القطارات الإسرائيلية وميناء حيفا.
تظاهر مئات الإسرائيليين من أصول أثيوبية مساء أمس (الاثنين) في مناطق متعددة من إسرائيل احتجاجاً على مقتل شاب يهودي أثيوبي برصاص شرطي إسرائيلي في مدينة كريات حاييم بالقرب من حيفا أول أمس (الأحد).
واندلعت اشتباكات بين الشرطة واليهود الأثيوبيين في كريات حاييم في إثر محاولة عدد من هؤلاء اقتحام مركز الشرطة في المدينة.
وقام متظاهرون آخرون بإغلاق شوارع رئيسية في منطقة حيفا، الأمر الذي تسبب بأزمات مرورية خانقة.
وقال المتظاهرون إن حادثة مقتل الشاب تظهر مدى استخفاف الشرطة الإسرائيلية في التعامل مع اليهود الأثيوبيين.
وأعلنت وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة التابعة لوزارة العدل الإسرائيلية [ماحش] أنها قامت باعتقال الشرطي الذي قام بقتل الشاب الأثيوبي بشبهة القتل غير القانوني، وقامت محكمة الصلح في حيفا في وقت لاحق بإطلاق سراح الشرطي ووضعه رهن الحبس المنزلي.
وأضافت الوحدة أن الشاب الأثيوبي قُتل بعد إطلاق النار عليه خلال شجار وقع في مدينة كريات حاييم. وزعم الشرطي أنه حاول فض الشجار، لكن ثلاثة شبان قاموا برشقه بالحجارة وعرّضوا حياته للخطر. وقال شهود عيان لوحدة التحقيق مع أفراد الشرطة إن الشاب لم يشكل تهديداً لحياة الشرطي عندما قام بفتح النار عليه.
وجددت هذه الحادثة على الفور الاتهامات للشرطة بأنها تتعامل بقوة مفرطة وبعنصرية تجاه اليهود الأثيوبيين.
قرر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس (الاثنين) تعيين رئيس كتلة الليكود في الكنيست عضو الكنيست دافيد أمسالم في منصب وزير الاتصالات خلفاً للوزير أيوب قرّا الذي قدّم استقالته الأسبوع الفائت.
وقرر قرّا الاستقالة احتجاجاً على ما وصفه بأنه تآمر أقطاب في الليكود على إبعاده من مراكز القوة في الحزب وإضعاف مركزه ولمّح إلى أنه لم يتلق التأييد من جانب رئيس الحكومة.
يُذكر أن مراقب الدولة والمستشار القانوني للحكومة حظرا على رئيس الحكومة شغل منصب وزير الاتصالات كونه يواجه شبهات بتلقي رشى حين كان يتولى هذا المنصب.
- وسائل إعلام النظام السوري، وأيضاً المتمردون رووا هذا الصباح (الاثنين) رواية واحدة تقريباً تقول إن هجوماً استهدف ما بين 10-12 هدفاً في سورية. والجميع نسب الهجوم إلى إسرائيل. تقريباً جميع الأهداف التي هوجمت هذه الليلة سبق أن تعرضت في الماضي لهجمات منسوبة إلى إسرائيل. وكلها مرتبطة بالجهد الذي تبذله إيران للتمركز في سورية وتحسين أداء منظومة القذائف والصواريخ التابعة لحزب الله في لبنان.
- نظرة سريعة إلى خريطة سورية تُظهر أن جميع الأهداف التي هوجمت هذه الليلة موجودة على مسافة تتراوح بين 30-40 كيلومتراً من حدود سهل البقاع في لبنان، وهي تتضمن مطاراً عسكرياً سورياً سبق أن تعرض للهجوم منذ فترة قصيرة، وبحسب المعارضة السورية، ينقل الإيرانيون من خلاله قذائف وصواريخ متطورة مُعدّة لاستخدام حزب الله في لبنان.
- هذا المطار العسكري تابع لسلاح الجو السوري ويسمى مطار الشعيرات، ويقع على بعد 28 كيلومتراً جنوب حمص وعلى بعد 40 كليومتراً من حدود سهل البقاع في لبنان. السوريون يسمحون للإيرانيين باستخدام هذا المطار بعد أن طلب الروس من طهران، بدعم من دمشق، إخلاء "محطة الصواريخ الفرعية" الموضوعة تحت تصرفهم في المطار العسكري الدولي في دمشق.
- لقد طلبت روسيا، بضغط من إسرائيل، من إيران إخلاء منشآت تخزين ونقل منظومات السلاح الخاصة بها في مطار دمشق بحجة أن وجود هذه المنشآت واستخدامها من جانب فيلق القدس في الحرس الثوري، يعرّض المطار المدني وحركة الهبوط والإقلاع من العاصمة السورية للخطر. استجاب الإيرانيون إلى الطلب، وبدلاً من ذلك حصلوا من النظام السوري على إمكان استخدام مطارات عسكرية في شتى أنحاء سورية. مطار الشعيرات هو أحدها وسبق أن تعرض للهجوم من طرف مجهول، لكن السوريين يدّعون أن إسرائيل هي التي هاجمته.
- المنشآت التي هوجمت هذه الليلة، بحسب ما يمكن استنتاجه من المعلومات التي تصل من سورية، هي كلها منشآت تخزين صواريخ وسلاح ثقيل. جميع منشأت التخزين هذه التي تعرض جزء منها للهجوم في الماضي، قريبة جداً من حدود لبنان، لكنها لا تقع داخل أراضيه. جزء منها موجود تحت الأرض، وجزء فوقها. من هنا يُستنتَج أن الهجوم هذه الليلة كان عملياً ضد منظومة لوجستية أقامها الإيرانيون لتزويد حزب الله بالسلاح، تحسباً لنشوب حرب بين لبنان وإسرائيل. المنطق وراء إقامة هذه المنظومة هو أنه من الأفضل وضع جزء من المنظومة اللوجستية التي تهدف إلى تعزيز منظومة قذائف وصواريخ حزب الله، خارج الأراضي اللبنانية، لأنه من المعروف أن لبنان سيهاجَم خلال الدقائق الأولى للحرب من سلاح الجو الإسرائيلي، وفي منطقة سهل البقاع المكتظة سكانياً من الصعب إخفاء كميات كبيرة من الصواريخ والدفاع عنها.
- يقدّر الإيرانيون والتنظيمات الدائرة في فلكهم أنه إذا بدأت الحرب في لبنان وامتنعت سورية من المشاركة فيها، ربما بضغط من الروس، فإن إسرائيل ربما لن تهاجم سورية كي لا تجرها إلى حرب وتفتح جبهة أُخرى إضافية ضدها. لذلك يهتم حزب الله والإيرانيون اهتماماً كبيراً بإقامة منظومة عملانية - لوجستية لحزب الله في الأراضي السورية.
- ولذلك، يمكن التقدير أن الهجوم استهدف هذه الليلة كل "السلسلة الغذائية" التي تهدف إلى تغذية حزب الله بالصواريخ الدقيقة عندما تبدأ الحرب من المطار الذي ينقلون إليه الصواريخ وانتهاءً بالمخازن في منطقة دمشق وجبال القلمون، وذلك على بعد كيلومترات قليلة من الحدود السورية - اللبنانية، وبمحاذاة الطرق الجبلية الخفية التي يمكن التقدير أن الصواريخ والقذائف سيُنقلان عبرها إلى حزب الله عندما سيحتاج إليهما.
تغيير في أسلوب العمل
- طبعاً إسرائيل لا تنفي ولا تؤكد أنها وراء الهجوم، لكن إذا كانت الادعاءات السورية صحيحة، يمكن أن نلاحظ تغيراً مهماً في أسلوب عمل مَن قام بالهجوم، فبدلاً من هجمات صغيرة تفصل بينها فترات زمنية قصيرة، انتقل الطرف الذي يهاجم في سورية إلى الهجوم على عدد كبير من الأهداف في وقت واحد تفصل بينها فترات زمنية طويلة نسبياً.
- يمكن التقدير أن الذي يفرض الهجمات هو ظهور معلومات استخباراتية أحياناً يمكن استخدامها خلال فترة زمنية قصيرة جداً. لكن نظراً إلى أن المقصود ليس "أهدافاً سانحة" قصيرة المدى، من الأفضل الانتظار حتى تتجمع كتلة مهمة من الأهداف ومهاجمتها، مع توظيف كل الوسائل والمنصات التي تسمح بتحقيق نتيجة تكون لها نتائج استراتيجية وليس فقط تدمير هدف تكتيكي.
- زيادة المدة الزمنية التي تفصل بين عمليات الهجوم تقلص أيضاً مخاطر صعود التوتر في المنطقة، بما فيه التوتر بين الروس الذين يوجد عناصرهم في المناطق التي تتعرض للهجوم، وهو ما يعرضهم للخطر.
- في الأسبوع الأخير فقط قال مستشار الأمن القومي الروسي الذي جاء إلى إسرائيل للقيام باستشارات مع نظيريه الأميركي والإسرائيلي، إن الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل في سورية ضد الإيرانيين "غير مرغوب فيها". لذلك من وجهة نظر إسرائيلية من الأفضل جداً تقليص عدد الهجمات وتركيزها خلال فترة زمنية قصيرة واحدة، الأمر الذي يقلص فرص وقوع حوادث. هناك ميزة أُخرى لتجميع عدد كبير من الأهداف ومهاجمتها في وقت واحد، لأن ذلك يؤدي إلى تشتت نار المضادات الجوية السورية وتقليص الجهود المستخدمة لتغطية القوة المهاجمة، مثل وسائل الرقابة والإنذار والتشويش الإلكتروني. في الوقت الذي تجري مهاجمة عدد كبير من الأهداف في وقت واحد، تضطر المضادات الجوية السورية الى توزيع نيرانها ولا تستطيع التركيز على هدف واحد معين.
- مؤخراً، بينما سيطر نظام بشار الأسد على أغلبية الأراضي السورية، بدأ بالرد على الهجمات التي ينسبها النظام السوري إلى إسرائيل. حتى الآن ليس هناك رد سوري، لكن في المنطقة التي تعرضت للهجوم توجد بطاريات S-300 نقلها الروس إلى سورية، والروس هم الذين يسيطرون الآن عليها، ويدربون عناصر الجيش السوري على استخدامها. وبمقدار ما يمكن الاستنتاج، هذه البطاريات لم تُستخدم الليلة، والتقدير أن الروس لم ينقلوا السيطرة على هذه البطاريات إلى السوريين.
- يهم الروس الاستمرار في السيطرة على هذه البطاريات التي نقلوها إلى سورية بعد إسقاط طائرة تجسس روسية بصاروخ سوري مضاد للطائرات في أيلول/سبتمبر العام الماضي، واتهام الجيش الروسي إسرائيل بأنها أوجدت عن قصد وضعاً عملانياً دفع السوريين إلى إسقاط طائرة التجسس. "عقوبة" إسرائيل كانت أن الروس قاموا بما لم يقوموا به في الماضي، ونقلوا بطاريات S-300 إلى سورية، وبدأوا بتدريب السوريين على استخدامها، لكن إذا انتقلت هذه الصواريخ إلى السوريين واستخدموها فإنهم يخاطرون بتدميرها من سلاح الجو الإسرائيلي الذي يعرف كثيراً عن هذه البطاريات، وأيضاً عن الطريقة التي يمكن تحييدها.
- إذا ضُربت بطاريات الـS-300 في سورية فإن سمعة الصناعة العسكرية الروسية ستضرر، وكذلك سمعة الجيش الروسي، وخصوصاً منظومة مضادات الدفاع الجوي. لذلك يمكن التقدير أن الروس لن يسارعوا إلى نقل السيطرة على بطاريات S-300 الموجودة في منطقة ليست بعيدة من المنشآت التي هوجمت هذه الليلة في سورية. مع ذلك لا يمكن أن نستبعد تماماً أن الهجوم الواسع هذه الليلة هدفه استباق نقل السيطرة على هذه البطاريات إلى المضادات الجوية السورية. وكانت وزارة الدفاع الروسية قد تعهدت في نيسان/أبريل بأن تكون منظومة هذا السلاح عملياتية في سورية، وذكرت وسائل الإعلام الروسية أن موعد تسليمها إلى السوريين هو تموز/يوليو 2019. لذلك ليس من المستبعد وجود علاقة بين الهجوم وبين تشغيل بطاريات S-300 في سورية.
- في الأيام القليلة المقبلة ستبدأ المفاوضات بين إسرائيل ولبنان بشأن الحدود البحرية وملكية حقل الغاز الذي تبلغ مساحته 860 كيلومتراً مربعاً، والموجود في منطقة متنازَع عليها.
- المقصود هو "بلوك 9" الذي يدّعي لبنان أنه موجود كله داخل منطقته الاقتصادية الخالصة، بينما تدّعي إسرائيل أن قسماً منه موجود داخل أراضي إسرائيل. والتقديرات أن مخزون الغاز والنفط في هذا المكان يمكن أن يصل إلى 600 مليار دولار في العقود القادمة.
- خلاف مشابه نشب بين إسرائيل وقبرص بشأن حقل أفروديت، الذي يوجد الجزء الأكبر منه في قبرص وجزء صغير منه في إسرائيل. إسرائيل وقبرص اللتان تربطهما صداقة جيدة، وقّعتا في 2010 اتفاقاً يحدد المكان الدقيق الذي يمر فيه خط الحدود الإقليمي - الاقتصادي بينهما. وجاء في الاتفاق أن الطرفين سيبحثان لاحقاً موضوع الحقول التي تتجاوز الحدود.
- التنقيب في "يشاي" في نهاية 2012، الذي جرى في الجانب الإسرائيلي من حقل أفروديت، أدى الى استنتاج أقرته وزارة الطاقة: حقل أفروديت يتجاوز الحدود. وبالاستناد إلى ادعاء عدد من الذين هم على صلة بالموضوع فإن المقصود هو BCM 7-10 (مليار متر مكعب) من الغاز الموجود في الجانب الإسرائيلي. في مصطلحات اقتصاد الغاز المقصود مبلغ صغير؛ نحو 3 مليارات شيكل تحصل عليها إسرائيل خلال الـ20 عاماً القادمة. مع ذلك، هو مبلغ لا بأس به بالنسبة إلى دولة تواجه عجزاً ضخماً.
- لكن لأسباب غير مفهومة تجري المفاوضات بين إسرائيل وقبرص بشأن توزيع عادل لحقل أفروديت بشكل متعثر. بعد 8 سنوات من المحادثات، الخلاف بين الطرفين لا يزال قائماً. في هذه المرحلة، وبحسب اتفاق 2010، يجب على الطرفين التوجه إلى التحكيم. قبرص لا تفعل ذلك، وإسرائيل لا تتنازل، لكنها لا تضغط.
- خلال 2018 اجتمع وزيرا الطاقة ووافقا على نقل الخلاف إلى شركات تجارية (لكن بالنسبة إلى الطرفين المقصود شركات إسرائيلية). وحُدد وقت للتوصل إلى اتفاق - ثلاثة إلى ستة أشهر - وإذا لم ينفع الأمر يتوجهون إلى التحكيم. مرّ عام والخلاف لم يصل إلى التحكيم.
- في هذه الأثناء تطوير حقل أفروديت يتقدم، كما جرى توقيع اتفاق مسبق لمدّ أنبوب تحت البحر لنقل الغاز إلى مصر، كما أن مشروع تسويق الغاز من أفروديت إلى شركة تعمل على إسالته لبيعه إلى دول مجاورة يتقدم بسرعة. فقط التوصل إلى تسوية بشأن حصة إسرائيل في الصفقة لا يزال مجمداً، ومعه الـ3 مليارات شيكل التي يجب أن تحوَّل إلى خزينة الدولة.
علاوة على هذا كله، هناك علاقة بين القضية العالقة بين إسرائيل وقبرص وبين الحجة التي سيطرحها لبنان بشأن حالته. صحيح أن المقصود علاقتان مختلفتان ومطالب مختلفة. لكن طاقم المفاوضين اللبناني سيراقب بالتأكيد الحوار الإسرائيلي - القبرصي وسيدرس مواقف إسرائيل. هذا هو الاعتبار الذي يتعين على إسرائيل أن تأخذه في حسابها في أي اتفاق تسوية.