مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
تحقيق الجيش الإسرائيلي: عملية "وحدة هيئة الأركان" في خان يونس يوم 11/11/2018 تخللتها عدة إخفاقات حالت دون إنجاز أهدافها
نتنياهو: إعلان إيران البدء بتخصيب اليورانيوم بنسبة محظورة بموجب الاتفاق المُبرم معها خطوة خطرة للغاية
إلقاء القبض على شاب فلسطيني بشبهة ارتكاب عملية دهس بالقرب من حاجز حزما
باراك: اسم الحزب الجديد "إسرائيل الديمقراطية" ولن ننضم إلى حكومة برئاسة نتنياهو في أي ظرف
إصابة 40 فلسطينياً برصاص الجيش الإسرائيلي خلال تظاهرات الجمعة الـ65 من "مسيرات العودة" في منطقة الحدود مع قطاع غزة
مقالات وتحليلات
إيران تحاول استخدام أسلوب السلامي، وترامب يستخدم ضدها الفأس
13 عاماً على حرب لبنان الثانية : ماذا تعلمنا؟
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يديعوت أحرونوت"، 8/7/2019
تحقيق الجيش الإسرائيلي: عملية "وحدة هيئة الأركان" في خان يونس يوم 11/11/2018 تخللتها عدة إخفاقات حالت دون إنجاز أهدافها

نشر الجيش الإسرائيلي أمس (الأحد) بعض التفاصيل بشأن التحقيق الذي تقصّى وقائع العملية العسكرية السرية التي قامت بها "وحدة سييرت متكال" [وحدة هيئة الأركان العامة] أبرز وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي في خانيونس جنوب قطاع غزة يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 وقُتل فيها العقيد م. وأصيب ضابط آخر بجروح متوسطة.

وأشار التحقيق إلى أن مهمة العملية لم تنفذ وإلى أن الضابط م. قُتل برصاص أطلقه جندي آخر من القوة العسكرية عن طريق الخطأ. كما أشار إلى أن طريقة التحضير لهذه العملية التي هدفت إلى الحصول على معلومات استخباراتية حساسة تخللتها عدة إخفاقات حالت دون أن يتمكن الجيش من إنجازها.

يُشار إلى أنه في إثر تلك العملية عيّن رئيس هيئة الأركان العامة السابق الجنرال غادي أيزنكوت فريقاً خاصاً برئاسة اللواء نيتسان ألون لفحص العملية ودرسها وصوغ توصيات على مختلف مستويات الجيش الإسرائيلي. وقدمت نتائج عمل هذا الفريق إلى رئيس هيئة الأركان العامة الحالي الجنرال أفيف كوخافي.

وقال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن كوخافي صادق على نتائج فريق التحقيق، وأوضح أنه من خلال تحليل تسلسل الأحداث في العملية تم ارتكاب العديد من الأخطاء والإخفاقات التي أدت إلى كشف القوة في الميدان، ولفت إلى وجود ثغرات في طريقة التنفيذ وعملية الإعداد.

يُذكر أن 7 فلسطينيين بينهم قياديان من حركة "حماس" قتلوا أيضاً في أثناء هذه العملية. وأكد الجيش الإسرائيلي في حينه وقوع تبادل لإطلاق النار في العملية التي واكبها قصف مروحي إسرائيلي لعدة أهداف في قطاع غزة. كما أُعلن آنذاك أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قطع رحلته إلى باريس وقرر العودة إلى إسرائيل بسبب هذه العملية السرية.

وعلمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه على خلفية تلك العملية بلّغ قائد العمليات الخاصة في الجيش الإسرائيلي رئيس هيئة الأركان كوخافي قرار الاستقالة من منصبه.

وأضافت الصحيفة أن سبب ذلك يعود أساساً إلى تقرير نشرته "يديعوت أحرونوت" منذ شهرين يكشف عن اتصال أجراه كوخافي مع القائد السابق للوحدة الذي انتهت مهمات منصبه قبل 3 سنوات لإعادة تولي قيادة الوحدة من أجل تأهيلها من جديد بعد عملية خانيونس. واكتشف الضابط القصة من خلال وسائل الإعلام وسط حالة من الغضب دفعته إلى طلب توضيحات من رئيس هيئة الأركان.

"معاريف"، 8/7/2019
نتنياهو: إعلان إيران البدء بتخصيب اليورانيوم بنسبة محظورة بموجب الاتفاق المُبرم معها خطوة خطرة للغاية

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن إعلان إيران البدء بتخصيب اليورانيوم بنسبة محظورة بموجب الاتفاق المُبرم معها بشأن برنامجها النووي سنة 2015 يشكل خطوة خطرة للغاية.

وجاءت أقوال نتنياهو هذه في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد)، وحث فيها أيضاً كلاً من فرنسا وبريطانيا وألمانيا الموقعة الاتفاق على فرض عقوبات قاسية على إيران بعد قرارها هذا الذي قالت إنه بمثابة رد على معاودة فرض العقوبات الأميركية عليها.

واتهم نتنياهو إيران بالسعي لإنتاج أسلحة نووية، وأشار إلى أن زيادة تخصيب اليورانيوم تشبه أول عمل عدواني عسكري لألمانيا النازية. وأكد أن إسرائيل ستقوم بما هو مطلوب منها، مشيراً إلى أنها تعمل باستمرار ضد العدوان الإيراني ولن تسمح بتعزيز الوجود الإيراني في سورية.

وتأتي تصريحات نتنياهو في وقت أعلن ديوان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس لن تسعى لتفعيل آلية فض النزاع الواردة في الاتفاق النووي التي تبدأ بسلسلة من المفاوضات قد تنتهي بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران في غضون 65 يوماً.

في سياق متصل حذّر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إيران من فرض مزيد من العقوبات عليها.

وقال بومبيو في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مساء أمس، إن قيام إيران بتوسيع برنامجها النووي سيؤدي إلى مزيد من العقوبات والعزلة، وأكد أنه يتعين على دول العالم العودة إلى معيار يحد من تخصيب اليورانيوم الإيراني.

وأضاف بومبيو أن النظام الإيراني المسلح بأسلحة نووية يشكل خطراً أكبر على العالم.

وكان المتحدث بلسان المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي صرّح للصحافيين أمس بأن إيران ستستأنف خلال ساعات تخصيب اليورانيوم بمستوى أعلى من 3.67% وهو حدّ التخصيب المنصوص عليه في الاتفاق المبرم معها سنة 2015 بشأن برنامجها النووي، لكنه رفض الكشف عن نسبة التخصيب الجديدة.

كما هدّد نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بالتخلي عن التزامات أخرى في المجال النووي خلال 60 يوماً في حال عدم التوصل إلى حل مع شركائها ضمن الاتفاق النووي الإيراني يؤدي إلى تلبية مطالبها. وأضاف أن طهران تؤيد الإبقاء على هذا الاتفاق وأن التدابير التي اتخذتها منذ أيار/مايو الفائت للتخلي عن بعض تعهداتها قابلة للرجوع عنها في أي وقت في حال تمت تلبية مطالبها.

وأشار عراقجي إلى أن هذه المطالب مرتبطة أساساً بقدرة إيران على الاستمرار في بيع النفط والقيام بمبادلات تجارية من خلال الالتفاف على العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها عليها بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي في أيار/مايو 2018. ولم يوضح عراقجي الالتزامات الجديدة التي قد تتخلى عنها إيران، وقال إن ذلك سيُعلن في الوقت المناسب.

"يسرائيل هيوم"، 8/7/2019
إلقاء القبض على شاب فلسطيني بشبهة ارتكاب عملية دهس بالقرب من حاجز حزما

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية إن الشرطة ألقت القبض صباح أمس (الأحد) على شاب فلسطيني بشبهة ارتكاب عملية الدهس التي وقعت بالقرب من حاجز حزما العسكري شمالي القدس الشرقية الليلة قبل الماضية وأسفرت عن إصابة 5 جنود من الجيش الإسرائيلي بجروح. كما جرى اعتقال والده.

وأشار البيان إلى أن التحقيق الأولي دلّ على أن الشاب المشتبه به رصد الجنود الخمسة لدى وجودهم إلى جانب الطريق في إطار مهمة قتالية وعندها صدمهم بسيارته ولاذ بالفرار.

 

"يديعوت أحرونوت"، 8/7/2019
باراك: اسم الحزب الجديد "إسرائيل الديمقراطية" ولن ننضم إلى حكومة برئاسة نتنياهو في أي ظرف

أكد رئيس حزب "إسرائيل الديمقراطية" ورئيس الحكومة السابق إيهود باراك أنه لن ينضم إلى حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو تحت أي ظرف من الظروف أو في أي وقت من الأوقات. 

وأضاف باراك في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس (الأحد)، أن ما يسعى له هو استبدال نتنياهو. وأشار إلى أنه من أجل تحقيق هذا الهدف يجب أولاً وقبل أي شيء إقامة معسكر كبير يعمل بطاقة كبيرة لمواجهة نتنياهو مع التركيز على ما يلحقه من أضرار بالديمقراطية الإسرائيلية من خلال الهجوم المتواصل على الجهاز القضائي والمجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام.

وقال باراك إنه في حال فوزه في الانتخابات العامة التي ستجري يوم 17 أيلول/سبتمبر المقبل سيقوم بتأليف حكومة مع كل من لديه الاستعداد لتقبل 4 مبادئ رئيسية هي: الأمن قبل أي اعتبار آخر، وسلامة الشعب ووحدته تسبقان السيطرة على كل مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، ووثيقة الاستقلال هي أساس دستور دولة إسرائيل، وإنجازات الدولة يجب أن تعود بالفائدة على كل مستحقيها من المواطنين.

وكان باراك أعلن أول أمس (السبت) أن اسم حزبه الجديد هو "إسرائيل الديمقراطية"، وأن شعاره الانتخابي سيكون "دولة نتنياهو أو دولة إسرائيل؟". وأشار إلى أن من أبرز شخصيات الحزب الجديد النائب السابق لرئيس هيئة الأركان العامة اللواء احتياط يائير غولان، والبروفسور يفعات بيتون، وحفيدة رئيس الحكومة السابق يتسحاق رابين نوعا روتمان.

وأضاف باراك أن إسرائيل موجودة الآن في لحظة ما قبل التفكيك الكامل للديمقراطية الإسرائيلية، وأكد أن هذا يشكّل تهديداً استراتيجياً لا يقل أهمية عن التهديد الإيراني.

"هآرتس"، 7/7/2019
إصابة 40 فلسطينياً برصاص الجيش الإسرائيلي خلال تظاهرات الجمعة الـ65 من "مسيرات العودة" في منطقة الحدود مع قطاع غزة

قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 40 فلسطينياً أصيبوا برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات اندلعت في إطار تظاهرات الجمعة الـ65 من "مسيرات العودة وكسر الحصار" التي جرت في منطقة الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل أول أمس (الجمعة) تحت شعار "بوحدتنا نسقط المؤامرة".

وذكرت "الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار" أن نحو 5000 فلسطيني شاركوا في فعاليات الجمعة الـ65، والتي جاءت في إطار مقاومة "صفقة القرن" والتطبيع وتأكيد رفض نتائج مؤتمر البحرين وإعلان فشله وموته.

ووجهت الهيئة الوطنية العليا في ختام فعاليات "مسيرات العودة" رسالة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس دعته فيها إلى القدوم إلى قطاع غزة وعقد الإطار القيادي الموقت لوضع حد للانقسام واستعادة الوحدة ومواجهة "صفقة القرن".

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 7/7/2019
إيران تحاول استخدام أسلوب السلامي، وترامب يستخدم ضدها الفأس
تسفي برئيل - محلل سياسي
  • قرار إيران تخصيب مخزونها من اليورانيوم إلى مستوى يتعدى المسموح به في الاتفاق النووي، ومن دون أن تحدد هذا المستوى، [أعلنت طهران أمس أنها رفعت مستوى التخصيب إلى 5 بالمئة]. يذكّر بأسلوب السلامي. قبل عشرة أيام زادت كميات اليورانيوم والآن أيضاً "نوعيته". المرحلة المقبلة، بحسب كلامها، أي بعد شهرين، من المحتمل أن تزيد الكميات وأيضاً التركيز.
  • لقد سارع بنيامين نتنياهو إلى مقارنة خطوات إيران بخطوات ألمانيا النازية التي ضمت أراضي واحتلتها، بينما تعامل العالم مع التوسع النازي كـ "خطوات غير مهمة" - لكن القصة الإيرانية مختلفة تماماً. وقّعت إيران اتفاقاً جمّد مشروعها النووي فترة عقد ونصف العقد على الأقل. والتزمت بالاتفاق طوال 3 سنوات، إلى أن انسحب دونالد ترامب منه في خطوة أحادية، وفرض عليها عقوبات قاسية جديدة بخلاف موقف سائر الدول التي وقّعت الاتفاق.
  • الغرض من رد إيران المتأخر إجبار الولايات المتحدة وأوروبا على القيام بدورهما ورفع العقوبات عنها بواسطة أداة التهديد الوحيدة الباقية لديها. هذا هو هدف الخروقات التي بدأت بها بينما لا تزال تلتزم بمبادىء الاتفاق وتضغط على أوروبا لاستخدام آليات للالتفاف على العقوبات الأميركية، من دون أن تنجح في ذلك حتى الآن.
  • وبينما انتهجت إيران أسلوب السلامي، استخدم ترامب ضدها أسلوب الفأس. وكانت النتيجة أن الخيارات السياسية المتاحة لواشنطن آخذة في النفاذ، وأن واشنطن وضعت نفسها في مسار عسكري يثير خلافاً داخل الإدارة نفسها، وبين الإدارة والكونغرس. في مقابل ذلك، لا تزال إيران تملك هامشاً مريحاً للمناورة تستطيع أن تستخدمه كما تشاء. فهي قادرة على زيادة كميات اليورانيوم ومستوى التخصيب بصورة مرنة حتى تصل إلى 20%، المستوى الذي يُعتبر دليلاً على نوايا عسكرية من دون أن يكون دليلاً على  أن ذلك هو نيتها. اللعبة الأساسية تلعبها إيران إزاء دول أوروبا التي لم تنضم بعد إلى العقوبات الأميركية وتحاول التوصل إلى اتفاقات بشأن إجراء مفاوضات مع إيران. في يوم السبت تحدث روحاني مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأوضح له أن تجميد العقوبات الأميركية يمكن على الأقل أن يفتح قناة التفاوض من جديد، من دون الإشارة إلى ما تنوي إيران مناقشته.
  • لكن مجرد أن تبدي إيران الاستعداد للتفاوض يعني أنها تقدم موقفاً جديداً. ففي مقابل إصرارها حتى الآن على رفض إجراء أي بحث بشأن الاتفاق النووي، هي تدرك عدم جدوى هذا الموقف، وتضع تجميد العقوبات- وليس إلغاءها - كهدف لها. ويختلف ذلك عن موقفها قبل الاتفاق النووي الذي طالبت فيه بممارسة حقها في تخصيب اليوارنيوم كمّاً ومستوى. الموقف الجديد يعني أن الاتفاق النووي في نظرها لا يزال ساري المفعول، وهي تطالب بإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل انسحاب الولايات المتحدة منه.
  • صحيح أن الموقف المعلن للمرشد الأعلى علي خامنئي يختلف عن موقف روحاني - فهو يواصل معارضته أي مفاوضات مع الولايات المتحدة - لكن لا شك في أن الحوار الذي يجريه روحاني مع ماكرون يتم بموافقة خامنئي.
  • يشكل سلوك إيران سيراً خطراً إلى حافة الهاوية. وما دامت الفجوة بين مواقف أوروبا وبين مواقف الولايات المتحدة موجودة وقائمة، وما دامت أوروبا مدعومة من الصين وروسيا، تستطيع إيران أن تضمن عدم تعرّضها لهجوم عسكري. لكن يتعين عليها أن تقرأ جيداً الخريطة السياسية، أو أن تحدس متى ستردم هذه الفجوة، وفي أي مرحلة ستعتبر أوروبا أيضاً خطوات إيران خرقاً مهماً للاتفاق النووي. هذا الخرق سيجبرها على فرض عقوباتها، أو التوجه إلى مجلس الأمن للحصول على الموافقة لفرض عقوبات جديدة.
  • إن قراءة الخريطة السياسية الجديدة منذ انتخاب ترامب أمر صعب ليس لإيران فقط بل للعالم كله. يبدو أن إيران تفاجأت من قوة تأثير العقوبات الأميركية، لأنها اعتقدت أنها بعد انسحاب الولايات المتحدة في السنة الماضية من الاتفاق، تستطيع الاعتماد على الدول الكبيرة التي تشتري منها النفط مثل الهند، وكوريا الجنوبية، واليابان، والصين، وعلى الغضب الأوروبي ضد الولايات المتحدة. الواقع الاقتصادي الجديد لم يزعزع حتى الآن استقرار النظام، والدولة ليست على حافة الانهيار المالي. لكن طول نفس إيران بدأ يتقلص، على الرغم من الأموال الضخمة التي تملكها في الصناديق الخفية، وهذا ما يفرض على إيران التخطيط لخطواتها على المدى القصير.
  • في الوقت عينه الخيارات الأميركية ليست مشجعة. ما دام ترامب متمسكاً بالنصيحة التي قدمها له صحافي في البيت الأبيض، والتي تقول إن عملية عسكرية يمكن أن تكون كارثية بالنسبة إلى الولايات المتحدة، وما دامت إيران ليست مستعدة لإجراء مفاوضات معه، هو مضطر لاستخدام الخدمات الجيدة لأوروبا وروسيا والصين لفتح نافذة للمفاوضات التي يرغب فيها كثيراً. إن الخطوة المطلوبة هي أن يحول ترامب العقوبات إلى ورقة مساومة للبدء بالمفاوضات، وليس كمطرقة يستخدمها لتدمير الاتفاق النووي. وهذه فعلاً عملية من الصعب ابتلاعها وهضمها من جانب الرئيس الأميركي المتعجرف، لكن يمكن أن تثمر النتيجة التي يسعى لها. يشكل ذلك معادلة مختلفة عن تلك التي كانت في أساس الاتفاق النووي الذي وافقت فيه إيران على رزمة تنازلات في مقابل رفع العقوبات. الكل في مقابل الكل.
  • المطلوب الآن معادلة تستطيع بواسطتها الولايات المتحدة أن تعرض انسحاباً بالتدريج من العقوبات في مقابل إنجازات في المفاوضات، من دون المسّ بجوهر الاتفاق. كلام روحاني يمكن أن يدل على استعداد إيران لقبول مثل هذه الصيغة، السؤال هل لديها شريك أميركي؟
"يسرائيل هَيوم"، 8/7/2019
13 عاماً على حرب لبنان الثانية : ماذا تعلمنا؟
إيال زيسر - نائب مدير جامعة تل أبيب
  • هدوء المشهد الطبيعي الذي يستقبل المتنزهين في شمال البلد ينسي للحظة أن إسرائيل تحيي هذا الأسبوع مرور 13 عاماً على حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو 2006]. بعد أيام قليلة، سيخرج زعيم حزب الله، من المخبأ الذي يختبىء فيه منذ صيف 2006، وسيكرر إعلانه أن الحرب انتهت بانتصاره.
  • لكن الهدوء على طول الحدود، وخوف حزب الله من استفزاز إسرائيل وتجنُّب جرها من جديد إلى جولة قتال، يدلان على قوة الضربة التي تعرض لها الحزب، وعلى الثمن الباهظ الذي دفعه مؤيدوه، وأبناء الطائفة الشيعية، بسبب مغامرة زعيمهم.
  • سنوات احتاج إليها حزب الله ومن يرعاه، إيران لإعادة ترميم الأضرار التي تسببت بها الحرب للقرى الشيعية في الجنوب اللبناني، من دون ذكر آلاف القتلى والجرحى. لقد اضطر نصر الله في نهاية الحرب إلى الاعتذار أمام أبناء طائفته بأنه أخطأ وتسبب بالحرب، وهو يكرر منذ ذلك الحين أمام مناصريه بأنه سيمنع بقدر استطاعته نشوب حرب إضافية مع إسرائيل في المستقبل.
  • إنجازات إسرائيل في هذه الحرب تتخطى من عدة نواحٍ إنجازاتها في الحروب الماضية، مثلاً عملية سيناء [العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956] أنتجت 11 عاماً فقط من الهدوء والتهدئة لإسرائيل. على الرغم من ذلك، يشعر العديد من الإسرائيليين بتضييع الفرصة بسبب الطريقة التي أُديرت فيها هذه الحرب، وبسبب الثمن الباهظ الذي اضطرت إسرائيل إلى دفعه في مقابل إنجازاتها.
  • يبدو أن هذه الإنجازات تحققت في الأساس بفضل بطولة الجنود والصمود القوي للجبهة الداخلية في شمال البلد، وبصورة أقل بفضل القرارات التي اتخذها قادة البلد السياسيون والجيش في ذلك الوقت.
  • أحد أخطاء إسرائيل في هذه الحرب التمييز المصطنع بين تنظيم حزب الله وبين الدولة اللبنانية الموجود في حضنها، وينمو ويزدهر.
  • المنظومة اللبنانية، السياسية والاقتصادية والعسكرية، يستخدمها حزب الله كأنبوب للأوكسيجين يغذيه ويسمح له بالاستمرار في الوجود. ونظراً إلى أن حزب الله يعتمد فعلياً على المنظومة السياسية اللبنانية، فقط ضربة قاضية إلى هذه المنظومة يمكن أن توجه ضربة قاسية ومهمة للحزب، تجسّد بصورة قاطعة ما هو الثمن الحقيقي، من دون أي تسهيلات، لاستفزاز إسرائيل والدخول في مواجهة معها.
  • في صيف 2006 امتنعت إسرائيل من مهاجمة لبنان، ليس قليلاً، بضغط من الولايات المتحدة، التي لا تزال حتى اليوم تتمسك بالاعتقاد الساذج أوالمتفائل بوجود لبنان مختلف قادر فقط لو ساعدناه، أن يقف ضد حزب الله ويقضي عليه.
  • من عدة نواح قصة حرب لبنان الثانية هي استعادة أقل نجاحاً لعملية الانسحاب الأحادي من لبنان في أيار/مايو 2000، الذي يجب أن نرى فيه جذور الشر للواقع المعقد الذي تواجهه إسرائيل على حدودها الشمالية.
  • الطريقة التي نفذت فيها إسرائيل انسحابها أوحت بضعفها؛ فقد شجع الانسحاب المتسرع حزب الله على معاودة هجماته الإرهابية ضد إسرائيل، وشجع الفلسطينيين على خوض انتفاضتهم الثانية في صيف 2000.
  • لقد سارع نصر الله، وعن حق، إلى تقديم الانسحاب الأحادي كنقطة تحول تاريخية في تاريخ الصراع الإسرائيلي- العربي، إذ اضطرت إسرائيل لأول مرة إلى التنازل عن مناطق احتفظت فيها من دون المطالبة بمقابل أو الحصول عليه لقاء تنازلها.
  • بالإضافة إلى ذلك، اتضح أيضاً أن لا حاجة إلى اتفاق سلام للوصول إلى البيت الأبيض والحصول على مساعدة اقتصادية أو غير اقتصادية تسمح للبنانيين، وبينهم حزب الله، بالازدهار الاقتصادي.
  • يبدو أيضاً أن استمرار نشاط حزب الله على الأراضي اللبنانية يشجع الأميركيين وآخرين على مغازلة بيروت والمحاولة من دون جدوى قطع العلاقة المتينة بين لبنان، عرين الأفاعي، وبين أفاعي حزب الله التي تعشش فيه.
  • قوة الردع الذي تحقق في صيف 2006 لا تزال جيدة، لكنها ليست محصنة الى ما لا نهاية. كما في ذلك الوقت، الآن أيضاً يمكن لأي خطأ في التقدير أن يشعل حريقاً كبيراً لا أحد يرغب فيه. علاوة على ذلك التفاهمات التي جرى التوصل إليها بشأن لبنان لا تنطبق على سورية، حيث تحاول إيران إقامة موقع لها مشابه لذلك الذي تستخدمه في لبنان.

إن التحديات التي تواجهها إسرائيل لا تزال على حالها، يبقى فقط أن نأمل بأن يكون الرد في المرة المقبلة مختلفاً وأكثر نجاحاً.