مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
ذكر تقرير قدّمه الأمين العام في الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن عدد الأولاد الفلسطينيين الذين قُتلوا وجُرحوا في النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني في السنة الماضية هو الأكبر منذ سنة 2014. وبحسب التقرير، أغلبية الأولاد أصيبت بسبب إطلاق القوات الإسرائيلية النار.
ودعا غوتيريس إسرائيل إلى أن تتخذ فوراً خطوات توقف الاستخدام المبالغ فيه لإطلاق النار. كما طالب الجهات الفلسطينية بالامتناع من تشجيع الأولاد الفلسطينيين على المشاركة في أعمال العنف. وبحسب التقرير، قُتل 59 ولداً فلسطينياً في السنة الماضية في الضفة الغربية وغزة، بينهم 56 قُتلوا بنيران القوات الإسرائيلية. ومن مجموع 2756 ولداً أُصيبوا بجروح، إسرائيل مسؤولة عن جرح 2674 ولداً خلال تظاهرات، أو خلال مواجهات جرت في أثناء قيام الجيش بعمليات اعتقال.
وقُتل شاب فلسطيني هو أحمد القرا (23 عاماً) بعد إصابته بطلق ناري في أثناء مشاركته في تظاهرات يوم الجمعة بالقرب من السياج الحدودي في غزة. بحسب وزارة الصحة في القطاع، خلال التظاهرة التي أُدرجت يوم الجمعة الماضي ضمن إطار مسيرات العودة، جُرح نحو 56 فلسطينياً، بينهم 22 لم يتجاوزوا الـ17 من عمرهم. وذكرت اللجنة المنظمة للتظاهرات أن عدة آلاف شاركوا في مسيرات الجمعة الماضية التي كانت سلمية ولم تخرق القواعد الموضوعة لها كتحرك شعبي سلمي، وعلى الرغم من ذلك فقد أطلق الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي والطلقات المطاطية عليهم بغزارة، وهو ما أدى الى سقوط عدد كبير من الجرحى.
أجرت إسرائيل والولايات المتحدة سلسلة تجارب ناجحة في ألاسكا على منظومة حيتس 3 المُعدّة لاعتراض الصواريخ الباليستية من خارج الغلاف الجوي. وبحسب بيان أصدرته وزارة الدفاع الإسرائيلية، انتهت اليوم (الأحد) سلسلة تجارب على منظومة حيتس 3 وشملت اعتراض صاروخ على علو مرتفع جداً من خارج الغلاف الجوي. وجرت هذه التجارب في ألاسكا حيث يمكن اختبار قدرة المنظومة ضمن ظروف غير متاحة في إسرائيل.
وتطرق رئيس الحكومة في مستهل جلسة الحكومة إلى هذه التجارب قائلاً: "لقد نجحت التجارب أكثر مما كنا نتخيل. وأصبح لدى إسرائيل اليوم قدرة على مواجهة صواريخ باليستية قد تُطلق علينا من إيران أو من أي مكان في العالم. ليعلم أعداؤنا أننا قادرون على مواجهتهم دفاعياً وهجومياً." وكان السفير الأميركي ديفيد فريدمان قد حضر جلسة الحكومة لتزويد الوزراء بآخر المستجدات المتعلقة بهذه التجارب.
وجاء في بيان وزارة الدفاع الإسرائيلية أن "نجاح سلسلة التجارب يشكل حجر أساس مهماً بالنسبة إلى القدرة العملانية لدولة إسرائيل للدفاع عن نفسها ضد تهديدات قائمة ومستقبلية في الساحة". وفي رأي الوزارة يشكل حيتس مكوناً أساسياً في المنظومة الدفاعية المتعددة الطبقات والمؤلفة من : منظومة القبة الحديدية، منظومة العصا السحرية، ومنظومة حيتس 2 وحيتس 3.
في هذه المرحلة يستخدم الجيش منذ عدة سنوات منظومة حيتس 2، ومنظومة حيتس 3 العادية التي وُضعت في قيد الاستخدام في كانون الثاني/يناير 2017. أمّا المنظومة الجديدة المطورة التي أجريَت عليها التجارب مؤخراً فلم توضع في قيد الاستخدام بعد، ومن المفترض أن يجري ذلك لاحقاً كي يصبح الجيش قادراً على مواجهة سيناريوهات معقدة بصورة أكثر فعالية.
أعلنت اللجنة المركزية لحزب التجمع الديمقراطي "بلد" انضمام الحزب إلى القائمة المشتركة. وذلك بعد جلسة طويلة استمرت ساعات. وكان على أعضاء اللجنة المركزية أن يختاروا واحداً بين ثلاثة اقتراحات: الانضمام إلى حداش، ورعام، وتعل؛ خوض الانتخابات في قائمة منفردة؛ أو عدم الترشح للانتخابات المقبلة. وقد أيّد 26 عضواً من اللجنة الانضمام إلى القائمة المشتركة.
من المعلوم أن "بلد" خاض الانتخابات الأخيرة في قائمة منفصلة مع رعام، وحصلا على 3.33% من أصوات الناخبين واجتازا بصعوبة نسبة الحسم. وكانت نسبة مشاركة العرب في هذه الانتخابات قد بلغت نحو 50% مقارنة بـ 63% في انتخابات 2015 التي خاضتها الأحزاب العربية الأربعة ضمن قائمة مشتركة.
أصدر الشاباك مؤخراً بياناً غير مسبوق حذّر فيه من خطورة تورط مواطنين إسرائيليين في عمليات إرهابية بتأثير من الجهود الدعائية لحركة "حماس" على وسائل التواصل الاجتماعية ووسائل الإعلام الفلسطينية. ويقصد الشاباك بصورة خاصة المجتمع البدوي الذي برز ازدياد انخراطه في الفترة الأخيرة في عمليات إرهابية، بتأثير من ناشطين من غزة والضفة الغربية.
وكان الشاباك قد حذّر المستوى السياسي من ارتفاع مشاركة البدو في إسرائيل في العمليات الإرهابية بخلاف ما يجري داخل المجتمع العربي في إسرائيل الذي تراجعت مشاركته في هذه العمليات. في رأي مسؤول كبير في الشرطة الإسرائيلية أن سبب هذا التراجع هو عملية "الأسرلة" التي يمر بها الجيل الشاب وقال: "اليوم هناك مزيد من الشباب العرب الذين يرغبون في العيش في إسرائيل ويقبلونها. هم لا يقبلون الرمز والعلم والنشيد، لكنهم مستعدون للتعايش معهم".
وتُظهر الأرقام التي جمعتها وزارة الدفاع مؤخراً أن 80% من العرب في إسرائيل يقبلون واقع الدولة، ويريدون أن يكونوا جزءاً منها، في مقابل 20% لا يعتبرون أنفسهم إسرائيليين، وبين هذه الأقلية هناك نسبة 0.2% فقط تؤيد الإرهاب.
وكانت سنة 2015، قد شهدت ارتفاعاً واضحاً في توجّه العرب في إسرائيل نحو الإرهاب في ظل موجة الإرهابيين الأفراد الذين قامون بهجمات طعن ودهس وإطلاق النار. ولقد تأثرت هذه الموجة من الهجمات بتنظيم داعش، برز ذلك أيضاً في إعلان عدد كبير من المواطنين العرب في إسرائيل رغبتهم في الذهاب إلى سورية والقتال في صفوف داعش. في ذلك العام ذهب 32 عربياً من إسرائيل إلى سورية، وقُتل 7 منهم هناك. لكن منذ ذلك الوقت تراجعت الأرقام، وتفسر المؤسسة الأمنية ذلك بأنه يعود إلى تسليم الشباب العرب بالدولة، ورغبتهم في العمل على رفع مستوى حياتهم.
لكن في المقابل يبرز في وسط المجتمع البدوي توجّه مخالف. وبحسب المؤسسة الأمنية، ارتفع عدد المعتقلين البدو الذين شاركوا في نشاطات إرهابية في الفترة 2013 - 2017 بنسبة 7.5%. وفي رأي المؤسسة الأمنية، يعود ذلك إلى المصاعب الاقتصادية التي يعانيها البدو، وفشل الجهاز التعليمي، ومشكلات الأراضي. بالإضافة إلى أن عدداً كبيراً من الشبان البدو لا يتحدثون باللغة العبرية، وهناك أكثر من 5000 ولد لا يذهبون الى المدرسة بصورة منتظمة، أو يدرسون في مؤسسات دينية.
- يجري تناقُل هذه النكتة منذ بضع سنوات: يجب نقل أصوات من معسكر اليمين إلى معسكر اليسار - الوسط. بكلمات أقل كياسة: يجب نقل الشرقيين. ليس هناك من يعتقد حقاً بإمكان إقناع النواة الصلبة من المستوطنين ومؤيديهم ولا معتمري القبعات الدينية على أنواعها بالتصويت لمصلحة بني غانتس، وعمير بيرتس أو نيتسان هوروفيتس. اليسار - الوسط يريد الحصول على تأييد ديمونا وحتسور وبيت شان ونتيفوت (بلدات في إسرائيل أغلبية سكانها من اليهود الشرقيين)، وهو ما يعني بعبرية غير منمقة: الناخبين الشرقيين، اليهود ـ العرب. في السابق كانوا يرغبون في حصة من الطيبة وسخنين (بلدتان عربيتان)، لكن لم يعد من الممكن مغازلتهما الآن.
- كيف يفعلون ذلك؟ قبل الانتخابات بشهرين، يدفعون ضريبة كلامية فارغة لبلدات الضواحي، يجترّون بعض الهراء بشأن صفوف الانتظار الطويلة في المستشفيات والحاضنات في روضات الأطفال، يزينون قوائم المرشحين بشرقيين، يأكلون الفلافل في المركز التجاري، يستلّون كلمة السحر "اجتماعي"، وفي الحالات الأكثر تطرفاً يمتشقون السلاح الأخير في الترسانة ـ سلاح يوم الدين ـ فيعتذرون عن الماضي. لربما يقتنع الناخب في لحظة، ربما يقع في الشرك ويصوت أخيراً لليسار. هذا لم يؤت ثماراً في يوم من الأيام ولن يؤتي أية ثمار. إنها العنصرية الأشكنازية في أسوا أشكالها، والتي تتوهم أنه في الإمكان نقل ناخبين من معسكر إلى آخر بهذه الطريقة.
- يجب وضع حد لهذه النكتة. أغلبية الشرقيين مؤيدة لحزب "الليكود" لأنها تؤمن به وبقيادته. هؤلاء يرون وزراء مالية، وثقافة، وقضاء وإعلام "منهم". هم يرون تعاملاً يتسم بالاحترام والتقدير من جانب رئيس الحكومة، صادقاً كان أو غير صادق، لا يهمّ. هم يرون كراهية عرب وتعصب قومي، وتخويف وتحريض ـ مواد الإشعال الأكثر فاعلية. وهم يرون تعاملاً لائقاً، غير متعجرف. في الطرف الآخر يرون فقط تملقاً. وهذا ما لا يمكن تغييره في غضون شهرين من المغازلة غير المصيرية.
- منذ فترة الأسطورة الحضرية في قرار اللجنة المنظمة في حزب "مباي" إدراج المحامي حاييم تسادوق ضمن قائمة مرشحي الحزب، لأن أعضاء اللجنة كانوا مقتنعين بأنه يمني الأصل، وحتى القمم الناصعة البياض في "أزرق أبيض" و"المعسكر الديمقراطي" (هل قلنا جابي أشكنازي؟) لم يتغير الكثير. التقسيم الطائفي كان هو الخط الفاصل ولا يزال، خط الصدع الأعمق، جيلاً وراء جيل، على الرغم من كل عمليات الإنكار والكبت. كانت نخبة القوة الإسرائيلية ولا تزال أشكنازية الأصل، باستثناء الشواذ الذين يثبتون صحة القاعدة.
- يمكن نقل الشرقيين من أحزابهم، مثل كل الناخبين الآخرين بالضبط، فقط من خلال إقناعهم العميق بصحة الطريق وصدقها. من أجل ذلك، ثمة حاجة إلى طريقة واضحة وجهد حقيقي. لكن اليسار - الوسط يفتقر إلى كليهما. ولذا، فإن فرص نجاحه في الإقناع تكاد تؤول إلى الصفر. يريد اليسار - الوسط إجراء علاجات تحويلية في غضون شهرين، لكن هذا غير ذي نجاعة، كأي علاج تحويلي آخر. اليسار - الوسط يزدري الناخبين الشرقيين ويستخف بهم، تقريباً كما يزدري الناخبين العرب ويستخف بهم، تماماً. كلا الجمهورين يعرف كيف يجب أن يدوّن رده على ذلك.
- لا تزال دولة إسرائيل، في نهاية المطاف، منقسمة إلى مَن هم "منّا" ومَن هم "منهم". لن يعترف أحد بهذا، قليلون سيقرّون بذلك، لكن هذه هي الحقيقة. إلى جانب غيتوات الحريديم والعرب، المغلقة بصورة محكمة تقريباً، لا يزال ينتصب جدار الفصل الطائفي المستقبلي الذي لا يمكن التغاضي عن وجوده. انظُروا إلى نخب القوة والتأثير الحقيقية، لا الرمزية، تمعنوا في العالم الاجتماعي لكل فرد منّا، وافحصوا حتى أب آباء بوتقة الصهر، الجيش الإسرائيلي. لا يزال الأصل هو المقرر والمبلور. المنكرون يصرخون دائماً: أنا حتى لا أعرف أصله؛ هل ثمة مَن يفحص؟ مَن الذي يهمه هذا؟ ثمة اختلاط واسع وعميق جداً؛ كلنا إسرائيليون، يهود؛ لقد مر وقت طويل جداً. لكن، انظروا وتمعنوا في القمم، تروْا إسرائيل. حفلان موسيقيان في متنزه "بارك هيركون" في تل أبيب رويا الحكاية كلها في غضون بضعة أيام فقط: الأوركسترا الفلهارمونية (الإسرائيلية) ودّعت زوبين ميهتا وعومر آدم في المتنزه. الخط الفارق بين الجمهورين في الحدثين لم يكن في سن الوافدين فقط.
- يمكن نقل ناخبين من معسكر إلى آخر. يمكن إقناع ناخبي يمين شرقيين بأن "الليكود" سيء بالنسبة إليهم وبأن "أزرق أبيض" و"المعسكر الديمقراطي" جيدان. لكن هذا يحتاج إلى الاعتراف بالحقيقة وتقديم بديل أفضل لهم. وهما غير متوفرين ولا يمكن إيجادهما خلال شهرين.
سلسلة التجارب على منظومة صاروخ "حيتس 3"، المعدّة لإسقاط صواريخ بالستية من خارج الغلاف الجوي مرت بنجاح، لكن نأمل بأن تنجح في إيجاد رد تكنولوجي وعملاني لإسقاط القذائف والبالونات المفخخة التي يعاني جرّاءها سكان الجنوب
- أعلنت الأجهزة الأمنية، بعد سلسلة من التأجيل والأعطال استمرت بضع سنوات، أنها أنهت بنجاح سلسلة التجارب لاختبار أهلية وكفاءة منظومة صاروخ "حيتس 3"، المعدّة لإسقاط صواريخ بالستية من خارج الغلاف الجوي. هذه التجارب التي استغرقت عشرة أيام وسبقتها تحضيرات امتدت بضعة أشهر، أُجريت في موقع لإطلاق الأقمار الاصطناعية الأميركية في جزيرة كوداك في ألاسكا. وقد تمت هذه التجارب بتعاون إسرائيلي - أميركي، استمراراً للتعاون ذاته في مسيرة تطوير هذه المنظومة.
- صاروخ "حيتس 3" هو تطوير إسرائيلي، أنجزته الصناعات الأمنية الإسرائيلية بقيادة الصناعات الجوية. وهو معدّ لإسقاط صواريخ "شهاب" الإيرانية، وبينها أيضاً تلك التي ستحمل رؤوساً نووية، علماً بأن إيران لم تمتلك السلاح النووي حتى الآن. صاروخ الهدف الذي يحاكي صاروخ "شهاب" أُطلق، خلال التجارب، من طائرة "إف - 16" تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي. منظومة الرادارات التي كشفت الصاروخ وتعقبته، خلال التجارب، تشبه منظومة رادارات أميركية، على الرغم من أنها أقل تقدماً منها، وهي منصوبة في قاعدة "نباطيم" العسكرية في منطقة النقب (في جنوب إسرائيل).
- يقول موشي فتّال مدير مشروع "حوماه" في الجهاز الأمني، المسؤول عن منظومات صواريخ حيتس، إن "منظومة الرادارات الإسرائيلية المسماة "أورن ياروك" (صنوبر أخضر) تتمتع، هي أيضاً، بالقدرات اللازمة لتنفيذ المهمة المطلوبة. لكن استخدام المنظومة الأميركية سيكون وقت الحرب لتعزيز القدرة على الإسقاط وتحسينها".
- يجب التأكيد على أن سلاح الجو الإسرائيلي كان قد أعلن أن صاروخ "حيتس 3" أصبح عملانياً وفي قيد الاستخدام حتى قبل أن يصبح كذلك. عملياً، التجارب في ألاسكا هي التي منحته، الليلة فقط، ختم الأهلية العملانية، على الرغم من أنها لا تزال موضع شك. ذلك بأن التجربة في الظروف المخبرية، ومهما بلغت درجة نجاحها، لا تشبه الامتحان الحقيقي في ظروف الحرب.
- يقول موشي فتال وبوعاز ليفي، نائب المدير العام للصناعات الجوية، إن التجارب أُجريت خارج الغلاف الجوي على ارتفاع عال جداً. فالغلاف الجوي هو على ارتفاع 80 – 100 كيلومتر، بينما الطائرة التي تطلق الصاروخ الذي يحاكي الصاروخ المطوّر تستطيع إطلاقه إلى ارتفاع 12 أو 13 كيلومتراً. لذلك، هي تطلق الصاروخ ذا المحرك القادر على زيادة سرعته وارتفاعه إلى ما فوق الغلاف الجوي. هذا الصاروخ، وحتى لو ارتفع إلى ما فوق الغلاف الجوي، يبقى محدوداً في سرعته القصوى التي يمكن أن تصل إلى 3900 متر في الثانية ـ أي 11- 12 ماخ (سرعة الصوت) التي تعادل سرعة صاروخ "شهاب 4"، الصيغة الأحدث من الصاروخ الإيراني، والتي لا تزال في مرحلة التطوير.
- حتى لو نجح صاروخ الهدف في محاكاة المسار البالستي لصاروخ "شهاب"، تبقى سرعته أقل. أمّا "حيتس 3"، فيفترض أن يتجاوز طبقة الدفاعات الجوية الرابعة في إسرائيل. من تحته "القبة الحديدية" التي تسقط قذائف يبلغ مداها حتى 60- 70 كيلومتراً وارتفاعها 2- 3 كيلومترات، ثم "مقلاع داود" (كيلع دافيد) ـ "العصا السحرية" (شرفيط كساميم) ـ المصمَّمة لاعتراض وإسقاط صواريخ حتى ارتفاع 5-6 كيلومترات.
- "حيتس 2"، الذي بدأ العمل على تطويره وإنتاجه في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، بعد إطلاق الصواريخ العراقية إلى إسرائيل، مصمَّم لاعتراض وإسقاط صواريخ من عائلة "سكاد" على بعد 70 كيلومتراً وارتفاع 70 كيلومتراً. أمّا "حيتس 3" فهي، كما أشرنا، منظومة الدفاعات الجوية الوحيدة في إسرائيل المعدّة لإسقاط صواريخ بالستية خارج الغلاف الجوي. ولا تصرّح الولايات المتحدة وإسرائيل بأية معلومات بشأن مزايا "حيتس 3" وكفاءتها وقدراتها العملانية. لكن تقديرات متعددة تشير إلى أنها ستكون قادرة على إسقاط صواريخ على بعد 150- 200 كيلومتر، أي بعيداً عن الحدود الإسرائيلية، في صحراء الأردن، وعلى ارتفاع يزيد عن 100 كيلومتر.
- وعلى الرغم من أن مديري مشروع "حوماه" يرفضون تقديم أية معلومات عن تكلفة تطوير "حيتس 3"، إلاّ إن التقديرات تفيد بأنها تبلغ نحو 3 مليارات دولار، 75% منها بتمويل أميركي يضاف إلى المعونات العسكرية الأميركية السنوية. وبينما تبلغ تكلفة إنتاج صاروخ واحد من "حيتس 2" 3 ملايين دولار، تقول التقديرات إن تكلفة إنتاج صاروخ واحد من "حيتس 3"، وهو أصغر حجماً وأكثر تطوراً (من حيتس 2)، هي 2,5 مليون دولار.
- ومع كل الاحترام لهذه الإنجازات التكنولوجية المثيرة التي تحققها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، نأمل بأن تنجح في التوصل إلى رد تكنولوجي وعملاني على القذائف والبالونات المفخخة التي لا يزال يعاني جرّاءها سكان الجنوب.
- تمثل إيران التهديد الأكبر لدولة إسرائيل، لكن التهديدات اليومية والمضايقات والإزعاجات هي تلك التي تسببها حركة "حماس" من قطاع غزة، لا تزال الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تجد صعوبة في توفير الرد عليها، ناهيك بأن القيادة السياسية لا تبذل جهداً كافياً للدفع نحو تسوية مقبولة.