مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن جنود الجيش قتلوا 3 شبان فلسطينيين مسلحين تسللوا من قطاع غزة إلى منطقة حرجية بالقرب من مستوطنة "كيسوفيم" في جنوب إسرائيل مساء أمس (الثلاثاء).
وأضاف البيان أن أحد المسلحين ألقى عبوة ناسفة على جنود قوة من الجيش الإسرائيلي فردوا بإطلاق النار وتطويق المتسللين وقتلهم من دون وقوع إصابات في صفوف الجنود.
وأشار البيان إلى أن الجيش الإسرائيلي قام بأعمال تمشيط في المنطقة بواسطة قطع جوية وطائرة هليكوبتر للتأكد من عدم وجود مسلحين آخرين في المنطقة.
قام وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينت أمس (الثلاثاء) بجولة في مستوطنة بيت إيل في وسط يهودا والسامرة [الضفة الغربية] أعلن خلالها أن إسرائيل تسعى لتوطين أكبر عدد ممكن من المستوطنين في أراضي مناطق ج التي تشكل 60% من أراضي الضفة الغربية، والخاضعة للسيطرة العسكرية والمدنية الإسرائيلية وفقاً لاتفاقيات أوسلو من سنة 1993.
وعقّب بينت على تصريحات أدلى بها رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية في مقابلة أجرتها معه صحيفة "هآرتس" أول أمس (الاثنين) وأشار فيها إلى أن السلطة الفلسطينية لا تميز بين مناطق أ و ب و ج بل تعتبر مناطق الضفة كافة جزءاً من فلسطين، فقال إن إسرائيل تخوض معركة على أرض إسرائيل وأن هذه المعركة لا تجري في الأمم المتحدة، وإنما عن طريق الاستيلاء على أرض إسرائيل والاستيطان فيها.
وأضاف بينت أن المهمة في الوقت القريب هي الانتقال من التصدي إلى حسم المعركة عن طريق فرض السيادة الإسرائيلية على مناطق ج وتكثيف الاستيطان اليهودي في جميع أنحاء أرض إسرائيل وخرق الجمود المستمر منذ 52 سنة.
تعهد رئيس تحالف "أزرق أبيض" وزعيم المعارضة عضو الكنيست بيني غانتس بضم غور الأردن إلى إسرائيل بالتنسيق مع المجتمع الدولي في حال فوزه في الانتخابات الإسرائيلية العامة التي ستجري يوم 2 آذار/مارس المقبل.
وجاء تعهُد غانتس هذا في سياق تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال زيارة قام بها مع رؤساء تحالف "أزرق أبيض" إلى منطقة غور الأردن أمس (الثلاثاء)، ووصف فيها أيضاً هذه المنطقة بأنها الجدار الواقي الشرقي لإسرائيل.
وقال غانتس إن منطقة غور الأردن التي تشكل 20% من مساحة الضفة الغربية ستظل جزءاً من الدولة اليهودية في إطار أي اتفاق سلام مستقبلي، وأكد أن الحكومات السابقة التي أبدت استعداداً للتفاوض على هذه المنطقة الاستراتيجية كانت على خطأ.
وأثارت تصريحات غانتس ردات فعل في الحلبة الحزبية السياسية.
ووصف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تعهُد غانتس بأنه مجرد خدعة وتساءل: لماذا يجب الانتظار إلى ما بعد الانتخابات إذا كان في الإمكان القيام بذلك في الكنيست الحالي؟
وأضاف نتنياهو في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أنه يتوقع من غانتس أن يرد على ذلك اليوم قبل الغد إلّا إذا فرض عضو الكنيست أحمد الطيبي حق النقض [الفيتو] على ذلك.
وقال رئيس مجلس ييشع [مجلس المستوطنات في يهودا والسامرة] ورئيس المجلس الإقليمي غور الأردن دافيد لحياني إنه لا يوجد هناك ما يسمى تفعيل السيادة بالتنسيق مع المجتمع الدولي، مشيراً إلى أن معظم قادة العالم يعارضون بشدة مثل هذه الخطوة.
وأكد لحياني أن إعلان غانتس خال من أي معنى.
في المقابل، قال رئيس تحالف أحزاب العمل و"جيشر" وميرتس عضو الكنيست عمير بيرتس إنه يتوقع من غانتس عدم الانجرار وراء اليمين المتطرف، وأشار إلى أن مستقبل غور الأردن يجب أن يتم تحديده في إطار المفاوضات.
وأكد رئيس القائمة المشتركة عضو الكنيست أيمن عودة أنه لا يمكن استبدال رئيس الحكومة بهذه الطريقة، مشيراً إلى أن المواطنين في إسرائيل ليسوا بحاجة إلى من يحاكي نتنياهو.
أعرب رئيس تحالف "أزرق أبيض" وزعيم المعارضة عضو الكنيست بني غانتس عن أمله بأن ينشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطته للسلام في الشرق الأوسط المعروفة باسم "صفقة القرن" في أقرب وقت ممكن وحتى قبل الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، وأكد أنه ليس لديه أي مشكلة مع النشر الفوري للخطة.
وقال غانتس في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال زيارة قام بها مع رؤساء تحالف "أزرق أبيض" إلى منطقة غور الأردن أمس (الثلاثاء): "آمل أن يقوم الرئيس ترامب بنشر خطته. لقد مرت عدة أسابيع، وحدث كثير من الأمور الدراماتيكية في الشرق الأوسط، وأنا أتطلع إلى نشر الخطة".
وكان غانتس قال في وقت سابق من الشهر الحالي إن مثل هذه الخطوة ستكون بمثابة تدخُّل في الانتخابات الإسرائيلية وحض واشنطن على الانتظار.
وسيصل المستشار الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنير، مهندس خطة "صفقة القرن"، إلى إسرائيل اليوم (الأربعاء) للمشاركة في المنتدى العالمي لإحياء ذكرى مرور 75 سنة على المحرقة النازية الذي سيُعقد في القدس، ومن المرجح أن يلتقي كلاً من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وزعيم المعارضة غانتس.
وأعلنت إدارة ترامب مؤخراً أنها تدرس نشر الخطة قبل الانتخابات الإسرائيلية العامة التي ستجري يوم 2 آذار/مارس المقبل.
دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي وعلى موظفيها ومدّعيها كافة.
وجاءت دعوة نتنياهو هذه في سياق مقابلة أجرتها معه شبكة التلفزة المسيحية العالمية TBN الليلة الماضية، عشية اليوم العالمي لإحياء ذكرى المحرقة النازية، وانتقد رئيس الحكومة فيها أيضاً نية المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية التحقيق في احتمال قيام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، ووصفها بأنها تأتي في نطاق الهجمة الشاملة على حق الشعب اليهودي في العيش في وطن أجداده وهو أرض إسرائيل.
وقال نتنياهو: "تحدثت الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس دونالد ترامب بأشد التعبيرات ضد المحكمة الجنائية الدولية وضد هذا القرار الشائن. وأحث مشاهديكم جميعاً على القيام بذلك أيضاً والمطالبة باتخاذ خطوة عملية وفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية وعلى موظفيها ومدّعيها كافة".
من ناحية أُخرى، قارن نتنياهو بين الإبادة الجماعية النازية لليهود والبرنامج النووي الإيراني. وقال: "الآن لدينا القدرة على الدفاع عن أنفسنا. أعتقد أن العبرة التي استخلصناها من المحرقة النازية هي: أولاً، ضرورة صدّ الأشياء السيئة وهي لا تزال صغيرة الحجم. إن إيران سيئة للغاية وليست صغيرة الحجم، لكن في حال امتلاكها أسلحة نووية ستكون أسوأ بكثير. وثانياً، على الجميع أن يدركوا أن اليهود لن يكونوا عزلاً أبداً في وجه أولئك الذين يبغون قتلهم".
وأضاف نتنياهو أنه بعد المحرقة النازية وإقامة دولة إسرائيل لم تتوقف المحاولات الرامية إلى القضاء على الشعب اليهودي، وأشار إلى أن إيران تعلن يومياً عزمها على محو دولة إسرائيل من وجه الأرض.
- نقطة الانطلاق في فحص استمرار المواجهة الأميركية - الإيرانية يجب أن تأخذ في الحسبان أن الرد الإيراني الأولي على اغتيال قاسم سليماني ليس بالضرورة نهائياً. بل على العكس، يمكن الافتراض أن النظام الإيراني يريد أن يكسب وقتاً لدرس خيارات تحقيق وعده بمعاقبة الولايات المتحدة عقاباً شديداً. القيادة الإيرانية ملزمة بذلك. اغتيال شخصية كهذه كبيرة ومعروفة في إيران وفي المعسكر الشيعي عموماً؛ المسّ بأسس الاستراتيجيا الإقليمية الإيرانية التي كان سليماني من أوائل واضعيها؛ الحاجة إلى تعزيز قوة الردع الإيرانية من جديد، ومنع هجمات إضافية ضد قياداتها ومواقع استراتيجية، وإظهار أن إيران أيضاً قادرة على ضرب أعدائها بشدة؛ الإهانة التي تعرض لها النظام الإيراني جرّاء الاغتيال - كل ذلك يفرض على النظام الإيراني تفحص إمكانية توجيه ضربة قاسية بقدر الممكن إلى الولايات المتحدة و/أو حلفائها.
- هذا التفحص يمكن أيضاً أن يصل إلى استنتاج أن خيار الضربة ينطوي على مخاطر كبيرة ومن الأفضل التخلي عنه، وهناك عدة مؤشرات تشير إلى أن هذا هو توجه إيران. لكن مثل هذا الاستنتاج يمكن أن يمس بشدة بقدرة إيران على الردع، ويمكن أن يؤدي مستقبلاً إلى ضربات إضافية من جانب الولايات المتحدة. إطلاق الصواريخ الإيرانية على قواعد أميركية في العراق بعد اغتيال سليماني، مع نتائج صفر إصابات، يجب أن ينظر إليه أعداء إيران كمؤشر ضعف وليس قوة.
- في هذا التفحص سيجد النظام الإيراني عدة عقبات مهمة، يمكن أن تؤثر في طابع رده. أولاً، تتمتع الولايات المتحدة بتفوق استراتيجي- عسكري واضح وكبير على إيران. هذا التفوق يمكن أن يردع طهران عن القيام بخطوة انتقامية بعيدة المدى، وأن يحبط محاولة القيام بهجوم، وأن يتيح توجيه ضربة مضادة قاسية إلى إيران إذا لم ترتدع. وعلى الرغم من أن إيران طورت عقيدة قتالية غير متناسبة، من المفروض أن تزودها بوسائل في محاولة مواجهتها مع دول أقوى منها، فإن هذه العقيدة لم تُختبَر بعد في مواجهة واسعة مع الولايات المتحدة. في هذه الأثناء تشدد طهران على أنها لا تريد مواجهة واسعة مع واشنطن، لكنها أيضاً تحذر من أن إطلاق الصواريخ [على قواعد أميركية] ليس النهاية، وأن إيران ستواصل السعي لطرد القوات الأميركية من الشرق الأوسط.
- علاوة على ذلك، حتى الاغتيال كان يبدو أن إدارة ترامب تحاذر من القيام بخطوات عسكرية ضد إيران، وتكتفي باستخدام ضغوط اقتصادية. مقتل سليماني والهجوم الأميركي على خمسة أهداف تابعة لميليشيات شيعية موالية لإيران في العراق وسورية قبل اغتيال سليماني، وتهديدات ترامب بمهاجمة 52 هدفاً في إيران واستمرار الضغط الاقتصادي الشديد- كل ذلك يمنح الردع الأميركي في مواجهة إيران بعداً جديداً وقوياً.
- ثانياً، يمكن أن تكون إسرائيل هدفاً إضافياً لعملية انتقامية إيرانية. لكن من المفروض أن يتذكر الإيرانيون أن إسرائيل ضربت عشرات الأهداف الإيرانية والشيعية في سورية والعراق، من دون أن تجرؤ طهران على الرد - باستثناء حوادث متفرقة وفاشلة - وذلك انطلاقاً من معرفة التفوق الجوي الإسرائيلي. صحيح أن طهران تملك قدرة ردع كبيرة إزاء إسرائيل، بالاستناد إلى منظومات الصواريخ الضخمة لإيران وحزب الله والميليشيات الشيعية. لكن استخدام هذه المنظومات ضد إسرائيل معناه حرب، ويجب على إيران في مثل هذه الحالة أن تأخذ في حسابها خطرين شديدين - مساعدة الولايات المتحدة إسرائيل، واستغلال إسرائيل المواجهة أيضاً من أجل مهاجمة المنشآت النووية في طهران.
- ثالثاً، الاتفاق النووي مع إيران لم يعد قائماً فعلياً. فرص قيام حوار بين طهران وواشنطن بشأن تجديد الاتفاق وتعديله كانت ضئيلة منذ البداية، وتقلصت أكثر بعد اغتيال سليماني. إيران أزالت عملياً كل القيود التي فرضها الاتفاق على مشروعها النووي. إذا قررت طهران استغلال هذا الوضع للقفز نحو سلاح نووي، من أجل تعزيز قدرتها على الردع في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل، فعليها أن تأخذ في الحسبان أيضاً ضربة إسرائيلية/أو أميركية ضد منشآتها النووية. تعرف إيران أن إسرائيل تبحث عن ذريعة، وعن فرصة مناسبة، لتوجيه مثل هذه الضربة.
- رابعاً، ليس لإيران حليف حقيقي. الحليفة الوحيدة التي وقفت إلى جانبها هي سورية في ظل نظام بشار الأسد. بيْد أن سورية لم تكن قادرة في العقد الأخير على مساعدة إيران، بعد أن خسرت قوتها العسكرية، وهي نفسها بحاجة إلى مساعدة شاملة. تقيم روسيا علاقات وثيقة مع إيران، في الأساس في المجالات الاقتصادية والعسكرية والنووية. لكن إيران وروسيا ليستا حليفتين، والاثنتان تتنافسان بشدة على قيادة إعادة إعمار سورية، وروسيا أيضاً لم تساعد إيران في مواجهة الهجمات التي شنتها إسرائيل على الأهداف الإيرانية والشيعية في سورية في السنوات الأخيرة.
- خامساً، تمر إيران بمرحلة صعبة على صعيدها الداخلي وفي الدائرة الإقليمية. منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، هي تشهد موجة تظاهرات من أصعب التظاهرات التي لم تعرفها منذ الثورة الإسلامية، بسبب وضعها الاقتصادي السيء الذي ازداد سوءاً بعد العقوبات التي فرضتها عليها إدارة ترامب. السبب المباشر للتظاهرات كان ارتفاع اسعار النفط، تشابكت مع ذلك لهجة سياسية، عندما هتفت الجماهير في الشوارع "الموت للخائن"، والخائن هو المرشد الأعلى خامنئي. في المقابل، جرت تظاهرات عنيفة أيضاً في العراق ولبنان - الدولتان اللتان توجد لإيران مصلحة مهمة فيهما بسبب الهيمنة الشيعية فيهما - وفي الدولتين يُطرح مطلب التخلص من الوجود والنفوذ الإيراني. تشغل موجات التظاهرات هذه النظام الإيراني، وتصعب عليه التورط أيضاً في مواجهة مع الولايات المتحدة وحلفائها.
- في ضوء هذه التطورات، ليس مفيداً التقليل بصورة كبيرة من أهمية التهديد الإيراني لإسرائيل الذي يبقى التهديد الأكبر خطراً عليها، ويجب عدم الاستخفاف به. منظومات الصواريخ لدى إيران وحزب الله ستظل تشكل أساس هذا التهديد، وإذا اندفعت إيران في المستقبل نحو سلاح نووي - كما يبدو أنها تنوي فعله في الفرصة المناسبة - سترتفع خطورة التهديد إلى مستوى لم نعرفه من قبل. لكن لدى فحص السلوك الحالي لإيران، يمكن الإشارة إلى نقاط ضعف مهمة في مكونات التهديد الإيراني يمكن أن تستغلها الولايات المتحدة وإسرائيل في مواجهتهما هذا الخطر. في الوقت عينه، بالنسبة إلى إيران، تفرض عليها نقاط الضعف هذه الحذر الشديد، كي لا يؤدي ردها، في حال حدوثه إلى مواجهة واسعة مع الولايات المتحدة.
- في يوم الخميس، سيقام في متحف المحرقة "يَاد ﭬَـشِم" إحياء ذكرى مرور 75 عاماً على تحرير معسكر الإبادة [النازي] أوشفيتز. قائمة المدعوين الذي أكدوا حضورهم - رؤساء دول وممثلين كبار لمعظم الدول الأوروبية، وكندا، وأستراليا، والولايات المتحدة، وحتى أفراد عائلات ملكية أوروبية- هي تحقيق للحلم العنصري لكل من فيكتور أوربان [حقوقي ورئيس سابق لحكومة هنغاريا] ويائير بولسونارو [الرئيس البرازيلي]، بعالم أبيض يعتمد على الهوية اليهودية - المسيحية. وباستثناء الرئيس الأرجنتيني، لا يشارك في الاحتفال ممثلون لدول من أميركا اللاتينية، أو من شرق آسيا، وهذا ليس صدفة.
- بعد الحرب العالمية الثانية، وكدرس من المحرقة التي تعرّض لها يهود أوروبا، وافق المجتمع الدولي على سلسلة من المواثيق تهدف إلى ترسيخ الاعتراف بحقوق الإنسان والدفاع عن حقوق المواطن الأساسية، ومنع الإبادة الجماعية والتمييز، والدفاع عن اللاجئين. هذه المواثيق لم تكن مثالية، لكنها أعطت الأمل بأن القسم"لن يتكرر" ذلك أبداً لن يذهب سدى.
- عملياً، بالنسبة إلى دولة إسرائيل وجزء أساسي من الدول الغربية التي يشارك ممثلوها في الاحتفال في "يَاد ﭬَـشِم" منذ البداية لم يكن يحق لمواطني ومواطنات نصف الكرة الجنوبية الاستفادة بصورة كاملة من المواثيق الجديدة بشأن الدفاع عن حقوق الإنسان والفرد، والتي صدرت كدرس من المحرقة. طوال عشرات من السنوات، بعد تحرير معسكر أوشفيتز، أغلبية هذه الدول لم تصمت فقط عن سلسلة طويلة من المذابح، والاغتصاب، والإخفاء والتعذيب الجماعي، بل ساعدت بصورة فعالة في تنفيذ هذه الجرائم. جزء من دول الغرب واصل إدارة أنظمة استعمارية ونيو - استعمارية. بسبب مصالح اقتصادية، وضمن إطار الحرب الباردة والحرب ضد الشيوعية. أغلبية دول الغرب باعت سلاحاً ودعمت أنظمة عسكرية ارتكبت جرائم ضد الإنسانية وعمليات إبادة جماعية.
- بموافقة الولايات المتحدة، تحولت إسرائيل بسرعة إلى أكبر مزود بالسلاح لمجموعة أنظمة مجرمة في أميركا الوسطى والجنوبية، وفي أفريقيا وجنوب شرق آسيا. هكذا، على سبيل المثال، تأييد إسرائيل المهم للإعداد لميثاق منع الإبادة الجماعية الذي أصبح ساري المفعول في سنة 1951، حل محله دعم الأنظمة العسكرية في غواتيمالا، وإبادة السكان الأصليين بسلاح إسرائيلي. وحل محل تأييد إسرائيل لوثيقة استئصال كل أشكال التمييز والعنصرية في مشاريع مدنية مهمة في الدول الأفريقية المستقلة، تأييد عسكري كثيف لنظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا.
- وخلافاً لمتحف المحرقة في واشنطن الذي منح دروس المحرقة تأويلات عالمية طوال سنوات، واهتم بتوثيق أعمال إبادة وجرائم ضد الإنسانية ارتُكبت أيضاً ضد شعوب أُخرى، وأُقيم فيه معهد أبحاث لمنع الإبادة الجماعية، امتنعت مؤسسة "يَاد ﭬَـشِم" (باستثناء جزء من طاقم باحثيها) من الاهتمام بأي موضوع خارج الموضوع اليهودي. وهي تُستخدم منذ عشرات السنوات كمحطة إلزامية لديكتاتوريين، وقتلة، وعنصريين وفاشيين، يأتون لزيارة إسرائيل للقيام بصفقات سلاح، والحصول على شرعية، وعن شهادة أهلية من حليفة الولايات المتحدة. لذلك، لا يوجد مكان أكثر ملاءمة من متحف "يَاد ﭬَـشِم" لعملية غسل جماعية لكل الجرائم التي ارتكبتها هذه الدول حيال جزء كبير من سكان العالم.
- في احتفال يوم الخميس، لن يتحدثوا عن الدروس التي يمكن تعلمها من أوشفيتز، وعما جرى في ثلاثينيات القرن الماضي، وعلاقة ذلك بكراهية الأجانب ومشكلة الإسلاموفوبيا في دول الغرب، والأزمة العالمية للاجئين، وعن الحرب المستمرة في جنوب السودان وفي سورية، وعن الروهينغيا العالقين في مخيمات اللاجئين في بنغلادش، وعن الخوف من إبادة جماعية في بوروندي، وعن مناطق المعارضة المحروقة في الكاميرون وفي هندوراس. كما لن يتحدثوا عن وضع الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة، وعن مسؤولية فرنسا عن المجزرة الجماعية في رواندة، ولا عن مسؤولية بريطانيا عن كارثة تقسيم الهند ومعسكرات الاعتقال التي عُذّب فيها أعضاء حركات التحرر في كينيا، ولا عن المسؤولية الأميركية للمجزرة الجماعية للشيوعيين والحركات اليسارية في أندونيسيا، أو عن الإبادة الجماعية للسكان الأصليين في كندا، وفي الولايات المتحدة وأستراليا. يمكن الافتراض أن رئيس أرمينيا لن يجرؤ على مناقشة امتناع إسرائيل من الاعتراف بالمذبحة الأرمنية، ورئيس البوسنة لن يتجرأ على مناقشة المساعدة العسكرية الإسرائيلية للصربيين، وللبوسنة – صربيا خلال عمليات الإبادة الجماعية هناك.
- بصفتي ابن عائلة نجا وأُبيد أفراد منها في معسكر أوشفيتز، ليس لي ما أبحث عنه في هذا الاحتفال.