مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو: الهدف الكبير الذي تسعى له إسرائيل في الوقت الحالي هو التغلب على الخطر الإيراني
إسرائيل نقلت إلى "حماس" رسالة حذرتها فيها من مغبة تخريب قمة زعماء وقادة العالم التي ستُعقد في القدس
دراسة لـ"معهد أبحاث الأمن القومي": أغلبية الإسرائيليين تدعم النشاط العسكري ضد الوجود العسكري الإيراني في سورية حتى لو أدى إلى اندلاع حرب
حزب "عوتسما يهوديت" يعلن أنه سيخوض الانتخابات الإسرائيلية العامة
نتنياهو يعين هنغبي وزيراً للزراعة وأكونيس وزيراً للرفاه
مقالات وتحليلات
هل حسن نصر الله هو الهدف المقبل للاغتيال؟
مقابلة مع رئيس الحكومة الفلسطينية: إسرائيل تخوض 4 حروب ضدنا، حرب جغرافية وديموغرافية، ومالية، وعلى سردية التاريخ
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هيوم"، 21/1/2020
نتنياهو: الهدف الكبير الذي تسعى له إسرائيل في الوقت الحالي هو التغلب على الخطر الإيراني

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن الهدف الكبير الذي تسعى له إسرائيل في الوقت الحالي هو التغلب على الخطر الإيراني الذي يتفرع إلى تهديد تقليدي ونووي وإرهابي، وأكد أنه يجب التغلب عليه كما تم التغلب في الماضي على التهديد الكبير لمدّ العروبة.

وأضاف نتنياهو في سياق كلمة ألقاها خلال حفل توزيع جوائز على متفوقين من عناصر جهاز الأمن العام الإسرائيلي ["الشاباك"] أقيم أمس (الاثنين)، أن تصميم إسرائيل على الكفاح من أجل مستقبلها وهزيمة أعدائها يجب أن يكون أقوى بكثير من عزمهم.

وأشار نتنياهو إلى أنه بفضل جهاز "الشاباك" تم إنقاذ حياة مئات الإسرائيليين، وهو ما أدى إلى ارتفاع عدد السياح القادمين إلى إسرائيل في السنوات الأخيرة بنسبة 50%.

وتكلم في الحفل رئيس "الشاباك" نداف أرغمان فقال إن السنة الفائتة كانت مملوءة بالتحديات الأمنية في جميع المجالات التي يعمل الجهاز فيها. وأشار إلى أن "الشاباك" نجح في إحباط أكثر من 560 هجوماً كبيراً، بما في ذلك 10 هجمات انتحارية و4 هجمات اختطاف، كما نجح في إحباط أكثر من 300 هجوم إطلاق نار.

 

"معاريف"، 21/1/2020
إسرائيل نقلت إلى "حماس" رسالة حذرتها فيها من مغبة تخريب قمة زعماء وقادة العالم التي ستُعقد في القدس

ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية 13 [القناة العاشرة سابقاً] مساء أمس (الاثنين) أن إسرائيل نقلت إلى حركة "حماس" رسالة حذرتها فيها من مغبة تخريب قمة زعماء وقادة العالم التي ستُعقد خلال الأيام القريبة المقبلة في القدس لإحياء ذكرى ضحايا المحرقة النازية، وأكدت أنه في حال قيام الحركة بأي أعمال إرهابية خلال القمة فلن يتردد الجيش الإسرائيلي في الرد بقوة حتى في أثناء وجود زعماء العالم في القدس.

وأفادت قناة التلفزة نفسها أن هناك تقديرات في إسرائيل تشير إلى أن "حماس" قررت تصعيد الأوضاع الأمنية مع إسرائيل على خلفية التلكؤ في الدفع قدماً بالتفاهمات المتعلقة بالتهدئة الطويلة الأمد بين الجانبين، وفي الوقت الذي تقوم مصر بالتضييق عليها.

وأشارت القناة إلى أن إسرائيل تفحص إن كانت "حماس" هي التي تقف وراء الهجمات الأخيرة بالبالونات المفخخة، ولا يستبعد المسؤولون في المؤسسة الأمنية احتمال الإقدام على محاولة تخريب قمة الزعماء من خلال مضاعفة إرسال البالونات المفخخة في اتجاه المناطق المحيطة بقطاع غزة أو عن طريق إتاحة المجال أمام الفصائل الصغيرة لإطلاق الصواريخ نحو جنوب إسرائيل.

وأشارت قناة التلفزة إلى أن الجيش الإسرائيلي اتخذ الاستعدادات اللازمة تحسباً لاحتمال قيام "حماس" بأي تصعيد خلال القمة المذكورة.

 

"يسرائيل هيوم"، 21/1/2020
دراسة لـ"معهد أبحاث الأمن القومي": أغلبية الإسرائيليين تدعم النشاط العسكري ضد الوجود العسكري الإيراني في سورية حتى لو أدى إلى اندلاع حرب

أظهرت دراسة شاملة أجراها "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب هذه الأيام أن أغلبية الإسرائيليين تدعم النشاط العسكري الذي تقوم به إسرائيل ضد الوجود العسكري الإيراني في سورية حتى لو أدى ذلك إلى اندلاع حرب. 

ووفقاً لهذه الدراسة التي اشتملت على استطلاع للرأي العام، قال 31% من الإسرائيليين إن التهديد الرئيسي لإسرائيل يكمن في الجبهة الشمالية [سورية ولبنان]، في حين قال 26% منهم إنه يكمن في الخطر النووي الإيراني. 

وأشارت الدراسة إلى تراجع زخم القضية الفلسطينية، إذ اعتبرها 14% من الإسرائيليين فقط المشكلة الأمنية الرئيسية. كما أشارت إلى أن أغلبية الإسرائيليين لا ترى أن حركة "حماس" في قطاع غزة تشكل تحدياً أمنياً كبيراً، وفقط 14% وصفوها بأنها تهديد استراتيجي.

وأعرب 54% من الإسرائيليين عن اعتقادهم أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية جاهزة للحرب، وذلك على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي نفسه يحذر من وجود فجوات كبيرة في كل ما يتعلق باستعدادها وجهوزيتها. 

وأظهرت الدراسة كذلك أن 82% من الإسرائيليين يوافقون على مقولة أن "إسرائيل يمكن أن تعتمد في الحروب فقط على نفسها". ولا يثق نصف الإسرائيليين بوقوف الولايات المتحدة إلى جانبهم إذا ما تعرضوا لهجوم إيراني مثل الذي تعرضت له منشآت النفط السعودية. ويعتقد 60% منهم أن "اليهود هم شعب الله المختار". 

"يديعوت أحرونوت"، 21/1/2020
حزب "عوتسما يهوديت" يعلن أنه سيخوض الانتخابات الإسرائيلية العامة

أعلن رئيس حزب "عوتسما يهوديت" (قوة يهودية) لأتباع الحاخام مئير كهانا إيتمار بن غفير أمس (الاثنين) أن الحزب سيخوض الانتخابات الإسرائيلية العامة التي ستجري يوم 2 آذار/مارس المقبل، وأكد أنه رفض عدداً من العروض لوظائف متعددة، بينها منصبا وزير وسفير، في مقابل الانسحاب من الانتخابات.

وشنّ بن غفير هجوماً حاداً على النخبة الصهيونية المتدينة التي رفضت التحالف معه، وأكد أن هذه النخبة لم تستبعده فقط إنما استبعدت 84.000 ناخب لـ"عوتسما يهوديت".

وقال مقربون من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إنه سيستمر حتى اللحظة الأخيرة في محاولاته الرامية إلى دفع بن غفير إلى الانسحاب من الانتخابات. 

في المقابل، هاجم رئيس تحالف "أزرق أبيض" عضو الكنيست بني غانتس رئيس الحكومة على خلفية إعلان بن غفير أن نتنياهو اقترح عليه منصبي وزير وسفير.

وقال غانتس إن نتنياهو لا يقف عند حدود في محاولته اليائسة للحصول على حصانة برلمانية لتجنب المثول أمام المحاكمة بشبهات ارتكاب مخالفات، ففي الأسبوع الفائت كان مستعداً للمتاجرة بأمن الدولة، والآن هو مستعد لأن يضع علاقات إسرائيل الخارجية في أيدي أتباع كهانا.

 

"معاريف"، 21/1/2020
نتنياهو يعين هنغبي وزيراً للزراعة وأكونيس وزيراً للرفاه

أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس (الاثنين) سلسلة من التعيينات الوزارية كجزء من تعديل وزاري، بعد إجباره على التخلي عن مناصبه الوزارية بسبب توجيه اتهامات بالفساد ضده.

وقال بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة إن نتنياهو عيّن وزير التعاون الإقليمي تساحي هنغبي وزيراً للزراعة، وعيّن وزير العلوم والتكنولوجيا أوفير أكونيس وزيراً للرفاه.

وأضاف البيان أن نتنياهو سيعيّن نائبة وزير الخارجية تسيبي حوتوفيلي وزيرة لشؤون الشتات، وسيعيّن عضو الكنيست مشولام نهاري من حزب شاس نائباً لوزير الرفاه.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"مركز القدس للشؤون العامة والسياسة"، 20/1/2020
هل حسن نصر الله هو الهدف المقبل للاغتيال؟
يوني بن مناحيم - محلل سياسي
  • اغتيال الولايات المتحدة الناجح للجنرال قاسم سليماني يثير قلقاً لدى قيادة حزب الله والقيادة في إيران من احتمال أن يكون الهدف المقبل للاغتيال هو الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
  • وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أوضح هذا الأسبوع أن اغتيال سليماني جرى في إطار استراتيجيا أميركية جديدة في المنطقة. مصادر أميركية صرحت في 10 كانون الثاني/يناير لـ "الواشنطن بوست" أنه في يوم اغتيال سليماني، حاولت الولايات المتحدة أن تغتال في الوقت عينه مسؤولاً كبيراً في فيلق القدس موجود في اليمن هو عبد الرضا شهلاني، المسؤول عن تدريب وتسليح المتمردين الحوثيين، لكن العملية فشلت وظل في قيد الحياة.
  • هل الاستراتيجيا الأميركية الجديدة تتضمن اغتيال جميع زعماء [الإرهاب] الشيعي في المنطقة الذين هم على صلة بالقيادة الإيرانية؟ ازداد تخوف حزب الله من هذا الإمكان في أعقاب كلام وزير الخارجية والاستخبارات يسرائيل كاتس، والذي تناقلته وسائل الإعلام العربية بكثرة، وجرى تفسيره على أن الأمين العام لحزب الله هو الهدف المقبل للاغتيال.
  • في 13 كانون الثاني/يناير، غرد الوزير كاتس على حسابه الخاص على تويتر التالي: "نصر الله لا يتوقف عن مهاجمة نتنياهو وتهديد إسرائيل، وكلما اشتدت ضائقته، كلما ازدادت غطرسته. في هذه الأثناء، هو الذي اضطر إلى النزول والاختباء عميقاً أكثر تحت الأرض بعد تحذيرات رعاته الإيرانيين له من احتمال اغتياله. إذا تحدى إسرائيل فإن هذا أيضاً لن يساعده".
  • يؤكد التقدير السنوي للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن اغتيال سليماني قوّى الردع الأميركي في المنطقة. ومما لا شك فيه أن اغتيال زعيم كبير مثله يمس بالقدرات الأدائية والعملانية للتنظيمات التي يترأسها ويضعفها.
  • بالاستناد إلى عناصر في الاستخبارات الإسرائيلية، رضخ نصر الله لسليماني في الأساس بسبب المال الذي حصل عليه حزب الله من إيران، ومن المحتمل أن يكون سليماني هو من فرض مشروع الصواريخ الدقيقة ضد إسرائيل. لم ينجح حزب الله في استكمال هذا المشروع، وعدد من الصواريخ الدقيقة التي جرى تهريبها من إيران إلى حزب الله ليس عملياتياً، ويجب أن نرى جوهر العلاقات التي ستتطور بين حسن نصر الله والجنرال إسماعيل قآاني الذي خلف قاسم سليماني.
  • اغتيال سليماني يضعف بالتأكيد حزب الله وحسن نصر الله، لكن حزب الله لا يزال يشكل التهديد الأهم والمباشر على الجبهة الداخلية الإسرائيلية من خلال ترسانة صواريخه الضخمة التي أقيمت بمساعدة قاسم سليماني منذ نهاية حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو 2006] وحتى اليوم، من دون أن توقفها إسرائيل.
  • لبنان ممزق ومنقسم، ومنذ 3 أشهر يعيش انتفاضة الجيل الشاب، احتجاجاً على الوضع الاقتصادي الصعب والفساد المؤسساتي. حكومة سعد الحريري استقالت بخلاف موقف حسن نصر الله الذي يواجه صعوبة في تحقيق استقرار الوضع السياسي في لبنان على الرغم من قوته الكبيرة.
  • في الخلاصة، حزب الله اليوم ضعيف من الناحية السياسية الداخلية في لبنان، ولقد ازداد وضعه ضعفاً أيضاً بسبب اغتيال قاسم سليماني. في وضع كهذا، فإن حسن نصرالله غير معني حالياً بمواجهة عسكرية أُخرى مع إسرائيل، وهو يتذكر جيداً نتائج حرب لبنان الثانية، وتردعه تهديدات كبار المسؤولين في إسرائيل "بإعادة لبنان إلى العصر الحجري" إذا بادر حزب الله إلى مهاجمة إسرائيل.
  • لكن العلاقة بالنظام الإيراني هي مصدر قوة حزب الله ورئيسه. وهو يحتاج إلى مال ووسائل قتالية متطورة تصل إليه من هناك، ولن يتنازل عن هذه العلاقة في أعقاب اغتيال سليماني، بل سيحاول بناء قنوات تواصل جديدة مع القيادة الإيرانية.

تصفية الحساب مع نصر الله

  • اغتيال قاسم سليماني هو ضربة قاسية لإيران ووكلائها، في أعقابه رممت الولايات المتحدة قدرتها على الردع في الشرق الأوسط، وهذا يمكن أن يشكل فرصة لإسرائيل كي ترمم قدرتها على الردع، وحزب الله موجود اليوم في نقطة ضعف، واحتمال أن يخوض حرباً ضد إسرائيل محدود.
  • تلحظ الاستخبارات الإسرائيلية الفراغ الذي نشأ في أعقاب اغتيال سليماني، وتقترح على المستوى السياسي الموافقة على عمليات عسكرية واسعة ضد الأهداف الإيرانية في سورية، بهدف كبح التمركز العسكري الإيراني هناك. إن "محور المقاومة" برئاسة إيران ضعف بعد اغتيال سليماني، وهذه فرصة كي تصفي إسرائيل الحساب أيضاً مع حسن نصر الله.
  • بالاستناد إلى مصادر أجنبية، في 25 آب/أغسطس 2019، خرقت إسرائيل بصورة غير رسمية "وقف إطلاق النار" بينها وبين حزب الله، ونجحت في إرسال مسيّرات مسلحة إلى معقل حزب الله في ضاحية بيروت، ونجحت بعملية دقيقة في تدمير منشأة للصواريخ الدقيقة يملكها حزب الله. وبحسب المصادر الأجنبية، ما جرى هو عملية جريئة ودقيقة تدل على القدرة الاستخباراتية والعملانية لإسرائيل.
  • يعيش زعيم حزب الله منذ سنة 2006 في غرفة محصّنة تحت الأرض خوفاً من أن تغتاله إسرائيل، وهو يعرف جيداً قدرتها. بحسب بيانات حزب الله في سنة 2004، فشلت عملية اغتيال لنصر الله بواسطة طعام مسموم، وفي سنة 2006، جرت محاولة لاغتياله بواسطة قصف المبنى الذي كان موجوداً فيه. في سنة 2011، حدث انفجار في مبنى سكني في ضاحية بيروت، حيث كان من المفترض أن يلتقي نصر الله مع كبار المسؤولين في الحزب، بعد شهر على ذلك، جرى تفجير سيارة مفخخة في وسط بيروت، في المكان الذي كان من المفترض أن يلقي فيه خطاباً.
  • لقد سبق أن أثبتت إسرائيل أنه عندما تتوفر الفرصة المناسبة، فإنها تغتال زعماء حزب الله. هكذا اغتالت رئيس أركان حزب الله عماد مغنية في سنة 2008، وسمير القنطار، وهو من كبار مسؤولي الحزب في القنيطرة، في سنة 2015.

لكن، بحسب عناصر استخباراتية غربية، لدى إسرائيل القدرة على ضرب حسن نصر الله أيضاً في المكان الذي يختبىء فيه، ولدى الولايات المتحدة أيضاً هذا الإمكان، لذلك فإن اغتيال قاسم سليماني يمهد الطريق أيضاً لتصفية الحساب مع حسن نصر الله، وإذا نضجت الأوضاع الاستخباراتية والعملانية لذلك، يجب عدم تضييع هذه الفرصة.

"هآرتس"، 21/2/2020
مقابلة مع رئيس الحكومة الفلسطينية: إسرائيل تخوض 4 حروب ضدنا، حرب جغرافية وديموغرافية، ومالية، وعلى سردية التاريخ
عميره هاس - مراسلة المناطق الفلسطينية المحتلة
  • عندما قدّم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى محمد اشتية كتاب تعيينه رئيساً للحكومة في آذار/مارس 2019، قال له: "لو كنت مكانك لما قبلت". هذا ما يرويه اشتية نفسه بابتسامة صغيرة، رداً على سؤال لماذا قبِل مرغماً أفضل منصب في المنظومة السياسية الفلسطينية.
  • في الشهر عينه، وقبل أن يأخذ مكانه في مبنى رئاسة الحكومة في ساحة إميل حبيبي جنوبي رام الله - نشر المركز الفلسطيني للأبحاث السياسية والاستطلاعات استطلاعاً للرأي العام أظهر أن أغلبية الذين شملهم الاستطلاع تشكك في قدرته على تغيير شيء ما نحو الأفضل. استطلاع نشره المركز نفسه الشهر الماضي، أثمر تقريباً النتائج عينها: أغلبية من 58% في مقابل 33% تعتقد أن حكومة اشتية لن تمضي قدماً باتجاه المصالحة مع غزة و"حماس"؛ و55% يتوقعون أنها لن تقدر على تحسين الوضع الاقتصادي، في مقابل 37% يعتقدون العكس.
  • لدى اشتية سيرة سياسية وتنفيذية محترمة، تضمنت، بالإضافة إلى عضويته منذ سنوات طويلة في "فتح"، تولّيه مناصب اقتصادية متعددة. عُين مرتين وزيراً للإسكان والعمل الاجتماعي؛ وأقام المجلس الاقتصادي للتنمية والإعمار الذي يترأسه؛ وشارك أيضاً في مراحل متعددة من المفاوضات مع إسرائيل.
  • فور تولّيه منصبه كرئيس للحكومة، شمّر عن ساعديه، وأدخل إلى قاموس الكلمات اليومية ثلاثة مصطلحات: فك الارتباط، تنوع، مجموعات (clusters). وعندما يفسر ما يقصده، نجد في صوته قدراً من الحماسة والحزم. يتحدث بطلاقة وبسرعة، ومن الصعب قطع كلامه، يقول: "تبنيت استراتيجية محاولة فك الارتباط بالتبعية الاستعمارية لإسرائيل. لهذه الغاية، يجب علينا تعزيز القدرة الإنتاجية للاقتصاد الفلسطيني، في الأساس في الزراعة والصناعة. ومن أجل فك الارتباط يجب تقوية علاقاتنا وصلاتنا الاقتصادية بالدول العربية. كنا في العراق وفي الأردن ومصر، وسنذهب إلى عُمان، وقطر، وأيضاً إلى السعودية".
  • ويضيف: "كذلك سنتواصل أكثر مع أسواق دولية، سنستورد مباشرة من الخارج ونصدّر للأسواق نفسها. لا يوجد سبب لأن تقتصر علاقاتنا الاقتصادية بإسرائيل فقط. التنوع هو اسم اللعبة، ونحن ننوّع مصادرنا".
  • توصل اشتية إلى اتفاق مع العراق على أن يبيع السلطة الفلسطينية وقوداً بسعر رخيص. يقول: "نحن نشتري يومياً من إسرائيل ثلاثة ملايين ليتر من الوقود، وندفع شهرياً مقابلها 650 مليون شيكل. الوقود الرخيص من العراق سيخفف كثيراً من ميزانيتنا".
  • من التنوع ينتقل اشتية إلى النقطة الثانية في خطته: "تعزيز وتحسين القدرة الإنتاجية للقطاعات الاقتصادية. ماذا يعني ذلك؟ "
  • قسّم اشتيه وطاقمة الضفة الغربية وقطاع غزة بحسب ميزة كل منطقة وخصوصيتها "من أجل إيجاد ميزة تنافسية". في كل منطقة سيكون هناك تنمية مشابهة للبنى التحتية بصورة "أفقية" بحسب تعبيره (طرقات، كهرباء، مياه، مدارس) وتنمية "عمودية"- تتلاءم مع الطابع الاقتصادي الأساسي لها. محافظات قلقيلية، وطولكرم، وجنين، وطوباس، وأريحا (أي في غور الأردن أيضاً)- هي المجموعات الزراعية. نابلس والخليل هي مناطق صناعية. خصوصية بيت لحم هي في إمكاناتها السياحية. رام الله هي مدينة الإدارة العامة والمال. غزة مقسمة إلى ثلاث مجموعات: بحرية، صناعية، وزراعية. محافظة القدس مشمولة أيضاً في خطة التنمية الاقتصادية، وهذا تعهد يُستقبل بكثير من الشكوك من جانب سكان المدينة الذين يشتكون من التخلي عنهم تماماً.

أربع حروب

  • قبل المقابلة، طلبت من عدة رفاق ومعارف من الفلسطينيين أن يقترحوا أسئلتهم على اشتية. الجواب عن طلبي كان: "ليس لدينا ما نسأله لأننا نعرف أنه ليس هو من يقرر". عندما يقولون:"ليس هو من يقرر" يقصدون أن هناك طرفين يحسمان: الحكم الإسرائيلي وبصورة مختلفة-عباس.
  • يصف اشتية الواقع الذي كان في استقباله عند توليه منصبه بـ"أربع حروب" تخوضها إسرائيل في آن معاً ضد الفلسطينيين: حرب جغرافية- تقليص الأراضي الفلسطينية لمصلحة توسيع المستوطنات- ممارسة ضغط "ضعيف" و"شديد"، بحسب كلامه، على فلسطينيي القدس وفي المناطق ج كي يغادروا؛ حرب مالية تقوم على مصادرة أموال فلسطينية في ظروف متعددة؛ وحرب على السردية، يقول اشتية: "من خلال اقتحام المسجد الأقصى وقبر يوسف والحرم الإبراهيمي، تحاول إسرائيل فرض سرديتها التاريخية علينا".
  • يشير إلى أن هذه الحروب كلها تتجلى أيضاً من خلال البطالة والفقر، والعزلة في غزة. يجب أن نضيف إلى ذلك الانخفاض الكبير في أموال المساعدات، ووقف الدعم الأميركي للسلطة وللأونروا، والضربات الدبلوماسية التي وجهتها الولايات المتحدة: نقل السفارة الأميركية إلى القدس وإغلاق سفارة منظمة التحرير في واشنطن.
  • عندما سألته عن الفساد والانطباع لدى الجمهور بتفشّيه في كل مؤسسات الدولة، قال: "الفساد موجود في كل مكان في العالم، المهم هو أن لدينا آليات للكشف عنه ومحاربته، وحجمه أصغر مما يعتقدون". سألته عن المشاحنات بين أعضاء فتح، فقال: الخلافات في الرأي أمر صحي".
  • يشكك الفلسطينيون كثيراً في فرص نجاح فك الارتباط وحجمه، وهناك من يفسر خطوات اشتية بصورة سلبية. هل فعلاً هناك حاجة إلى فنادق جديدة ؟ تساءل من رأى صوره وهو يضع الحجر الأساسي في الأسبوع الماضي لأربعة فنادق جديدة في بيت لحم، مَن المستفيد منها؟ المدينة التي تعاني جرّاء التقنين في حصص المياه مع وجود 3 مخيمات للاجئين، هل هذا الاستثمار عقلاني؟
  • قرار وقف استيراد العجول من إسرائيل يفسره البعض أيضاً بأنه لتقوية مستوردين فلسطينيين كبار مقربين من "فتح" (يستطيعون تمويل شحنات ضخمة من البرتغال وأستراليا) على حساب تجار صغار اعتادوا الاستيراد من إسرائيل. "هذا لا يتعلق بتجارة كبيرة أو صغيرة، بل بالتنويع وتقليص اعتمادنا على إسرائيل"، قال اشتية بصرامة، وشدد مجدداً على أن الاتفاق الاقتصادي مع إسرائيل لا يمنع الاستيراد من مصادر أُخرى. وتابع" نحن نستورد من إسرائيل 5611 منتوجاً مختلفاً. بعضها لا يوجد بديل منه، لكن هناك أمور نستطيع أن نصنعها بأنفسنا، والباقي – نستورده بأنفسنا".
  • مثل سلام فياض الذي قال في سنة 2009 إن الحرف ج ليس موجوداً في قاموسه، يقول اشتية إنه لا يفرق بين المناطق أ وب وج في التنمية المخصصة لكل مجموعة، وإن السلطة تسعى لمحو خطوط الترسيم المصطنعة هذه. وشدد : "ليس لأننا نريد ذلك، بل لأن إسرائيل هي التي قررت أن تفعل ذلك. تدمير حي وادي الحمص في سور باهر كان القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة إلينا". وذكّر بأن "إطار علاقتنا مع إسرائيل هو اتفاقات أوسلو. وإسرائيل هي التي تخرقها. إذا كانت الضفة الغربية كلها بالنسبة إليها منطقة ج، فبالنسبة إلي، كل الضفة هي منطقة أ". 
  • سألته ما الجدوى الاقتصادية من عمليات بناء أو تنمية في مناطق هي كلها منطقة أ بالنسبة إليكم، لكن إسرائيل تدمرها فوراً؟" أجاب اشتية: "الموضوع ليس اقتصادياً بل هو إرادة سياسية بالنسبة إلينا. لو أجرينا فقط حساب الجدوى الاقتصادية والخسائر المالية، لما فعلنا شيئاً. من جهتنا، لدينا إرادة سياسية للمحافظة على وحدة الأراضي الفلسطينية. هذا هو الأمر الأكثر أهمية. "وكرر تمسكه بتفسيره اتفاقات أوسلو التي، بحسبه، تسمح للفلسطينيين بـ "زرع كل دونم من المنطقة ج. عندما يدمر الإسرائيليون حقلاً، هم يخرقون الاتفاقات. لا يستطيع أحد منعنا من زراعة حقولنا، وتحسين البنية التحتية للمياه. إلى أي حد سننجح  فيما نفعله. هذه قصة أُخرى".