مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
حذّر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مساء الإثنين من أن تدخّل المحكمة الإسرائيلية العليا في الاتفاق الائتلافي "يمكن أن يزيد من فرص الانجرار إلى انتخابات رابعة". جاء كلام نتنياهو هذا بعد مناقشة قضاة المحكمة العليا طلبات التماس قُدمت ضد الاتفاق بين الليكود وحزب أزرق أبيض، وضد تكليف متهم جنائياً تأليف الحكومة.
وقال رئيس الحكومة في مؤتمر صحافي: "في دولة ديمقراطية، الشعب هو الذي يحدد مَن يقوده، ولقد انتُخبت بأغلبية الأصوات. ونال الحزب الذي أترأسه أكبر عدد من الأصوات من أي حزب آخر. هناك أغلبية كبيرة من الجمهور تريدني أن أقود الحكومة، وهناك أغلبية كبيرة في الكنيست تريد ذلك، وهذا ما يجب أن يحدث." وأضاف: "الاتفاق بيننا وبين أزرق أبيض وُضع بدقة، وبحذر كبير جداً، وبمسؤولية كبيرة، وزعزعته يمكن أن تؤدي إلى زيادة فرص الانجرار إلى انتخابات رابعة. آمل ألاّ تفعل المحكمة العليا ذلك."
ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن منظومات الدفاع الجوية السورية تصدت لهجوم إسرائيلي على محافظة حلب. وأعلن الجيش السوري أن الهجوم كان موجهاً ضد قاعدة عسكرية، بينما أشارت وكالة الأنباء الرسمية السورية إلى أن الهجوم استهدف معهداً للأبحاث العلمية. وقال مصدر عسكري لوكالة الأنباء "سانا" إن الجيش السوري لاحظ قرابة الساعة العاشرة والنصف من ليل أمس حركة طائرات في منطقة بلدة السفيرة وأطلق في اتجاهها الصواريخ.
يبدأ الكنيست منذ اليوم (الثلاثاء) مناقشاته التي تسبق الموافقة النهائية على تعديلات تتعلق بقانون أساس: الحكومة، وقانون أساس: الكنيست، والتي تهدف إلى تأهيل الاتفاق الائتلافي بين الليكود وحزب أزرق أبيض. وسيبدأ التصويت على هذه التعديلات بالقراءة الثانية والثالثة غداً، ومن المتوقع أن تستمر الجلسات حتى يوم الخميس.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه بعد مطالبة المحكمة الإسرائيلية العليا بتوضيحات تتعلق ببنود معينة في الاتفاق الائتلافي، بدأ العمل في الليكود وأزرق أبيض من أجل إدخال التعديلات المطلوبة.
ومن المنتظر أن يجري التصويت بالقراءة الثانية والثالثة في الكنيست اليوم على "قانون المناوبة" الذي يسمح بتطبيق الاتفاق الائتلافي مع كل الترتيبات التي تتعلق بإدارة الائتلاف بين الكتلتين، وموعد المناوبة، أي التاريخ الذي سيجري فيه التناوب على رئاسة الحكومة بين نتنياهو وغانتس.
أوقفت الشرطة الفلسطينية صباح الإثنين 3 إسرائيليين كانوا يزورون موقعاً أثرياً في المنطقة ج في الضفة الغربية وصادرت سلاح أحدهم. وقد استمر توقيف الثلاثة مدة ساعة ونصف قبل تسليمهم إلى الجيش الإسرائيلي. وقال منسق الأنشطة في الحكومة الإسرائيلية إن عملية التوقيف ومصادرة السلاح لم تكن قانونية، وسيجري التحقيق في الحادثة، لكنه أشار إلى أن الإسرائيليين الثلاثة جاؤوا إلى المنطقة من دون الحصول على إذن، بعد رفض طلبهم زيارة المنطقة، وعلى الرغم من ذلك، لا يحق للشرطة الفلسطينية توقيف إسرائيليين في المنطقة ج.
والإسرائيليون الثلاثة هم، عالما آثار ومنسق منظمة متطرفة تعتبر نفسها أنها تدافع عن الآثار اليهودية في الضفة الغربية. وجرت عملية التوقيف على المعبر الذي أقامته السلطة الفلسطينية لمراقبة تفشي مرض الكورونا على مدخل المنطقة ج.
قام وزير الدفاع نفتالي بينت بزيارة صباح الإثنين إلى معهد الأبحاث البيولوجية، حيث جرى إعلان التوصل إلى علاج مضاد لفيروس الكورونا، قادر على مهاجمة الفيروس مباشرة ومنعه من التغلغل في جسد المرضى. وهذا العلاج يقوي المناعة، لكنه ليس لقاحاً ضد الفيروس، وهو يساعد الجسم على مقاومة الفيروس بنجاعة. وبحسب الباحثين في المعهد برئاسة البروفيسور شموئيل شابيرا، انتهت مرحلة تطوير الدواء، وستبدأ مرحلة التجارب عليه التي قد تستمر أكثر من سنة، وهناك مراحل كثيرة يجب أن يقطعها هذا الدواء قبل أن يوضع في قيد الاستخدام.
- مع بداية شهر رمضان، لا تزال معطيات تفشي فيروس الكورونا في القدس الشرقية غير واضحة. ظاهرياً، أن نسبة الإصابة بالمرض هي أقل مقارنة بالقدس الغربية، ومقارنة بأرقام الذين أُصيبوا بالمرض في الأحياء الحريدية. (صحيح أنه حتى 23 نيسان/أبريل، سُجل في القدس الشرقية 144 مريضاً مؤكداً، بينهم اثنان توفيا و18 استعادوا عافيتهم). مراكز الإصابة بالمرض الأساسية هي رأس العامود، بيت صفافا، أبو طور، المدينة القديمة، العيسوية، سلوان - مدينة داود. لم يُفرض الإغلاق على أي حي من الأحياء العربية. والظاهر أن التدني النسبي في عدد المصابين بالكورونا في القدس الشرقية له علاقة بقلّة عدد الفحوصات وعدم وجود معلومات موثوق بها. لقد جرى فحص سكان القدس الشرقية في فروع محددة تابعة لصندوق المرضى، وفي مركز "فحص واذهب" بالقرب من جبل المكبر. نقطة فحص إضافية أُقيمت مؤخراً أيضاً في معبر قلنديا.
- تعيين قائد الجبهة الداخلية العميد في الاحتياط بن تسفي إلياسي من قبل رئيس الأركان ليكون مستشاراً لرئيس بلدية القدس في مسائل الكورونا في القدس الشرقية، يكشف عن تخوف من تفشّ واسع للمرض في القدس الشرقية في فترة رمضان. بالإضافة إلى ذلك، بُدىء العمل في القدس الشرقية بغرفة طوارىء لإدارة محاربة الوباء في شرقي المدينة تشمل وحدة رصد وجمع للمعطيات. مع ذلك، لا تقوم وزارة الصحة بتحقيقات وبائية في القدس الشرقية. وفي حالات كثيرة، المرضى أنفسهم هم الذين ينشرون قائمة الأماكن التي تواجدوا فيها. في سلوان وفي رأس العامود سُمعت دعوات لتشديد الإجراءات إزاء من يجب عليهم العزل وفرض الإغلاق في البيوت من قبل جنود قيادة الجبهة الداخلية.
- معضلة مسؤولية مواجهة تفشي الوباء، وخصوصاً عندما اتضح وجود بؤرة تفشي في قرية كفر عقب شمالي القدس، الموجودة خارج الجدار، لكنها خاضعة للسيادة الإسرائيلية ضمن النطاق البلدي لبلدية القدس، تثير توتراً بين السلطات الإسرائيلية وأطراف في السلطة الفلسطينية. الـ16 مريضاً الذين تم فحصهم هناك، بعضهم من خلال فحوص أجرتها الخدمات الصحية للسلطة، نُقلت أغلبيتهم إلى العزل والمعالجة في رام الله، بعد أن رفضت وزارة الصحة الإسرائيلية نقلهم إلى العزل في إسرائيل. القوى الأمنية الفلسطينية قامت بدوريات في الحي، على ما يبدو بالتنسيق مع إسرائيل، وحاولت أيضاً فرض إغلاق المحلات والبقاء في المنازل قبيل رمضان، قبل إغلاق المعبر إلى أراضي السلطة الفلسطينية في اتجاه البيرة ورام الله، بينما بقي المعبر إلى القدس مفتوحاً فقط للعمال الأساسيين. سكان الحي وجدوا أنفسهم معزولين في الاتجاهين. الجدل بين القدس وبين أطراف في السلطة الفلسطينية بشأن مَن يقدم الخدمات الصحية إلى السكان انتهى بانسحاب الأجهزة الأمنية الفلسطينية من الحي، ووضع حاجز إلى الشمال منه لمنع الانتقال إلى رام الله. في 23 نيسان/أبريل، دخلت قوات من حرس الحدود ومراقبي البلدية إلى الحي لفرض تعليمات الإغلاق، واقتلعوا اليافطات التي وضعتها السلطة.
- على خلفية وباء الكورونا، سُمعت من الناطقين بلسان السلطة الفلسطينية وفي وسائل الإعلام ادعاءات بشأن قمع القدس الشرقية من قبل السلطات الإسرائيلية، ومحاولة إسرائيلية "لنقل" الفيروس إلى أحياء معينة، الأمر الذي سيمكن إسرائيل من استغلال الوباء "لتطهير" المدينة القديمة وأحياء معينة حولها من سكانها. وحذّر أبو مازن في خطاب ألقاه في 22 نيسان/أبريل، قبيل شهر رمضان، من محاولات استغلال الانشغال الدولي بوباء الكورونا للمس بالفلسطينيين. وادعى صائب عريقات، أمين اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، أن إسرائيل تمنع تقديم الخدمات الطبية إلى سكان القدس الشرقية، وتواصل إغارتها على مؤسسات فلسطينية في القدس الشرقية وتؤذي مسؤولين فلسطينيين كبار. وزارة "الدفاع عن الأراضي ومقاومة الاستيطان" تطرقت إلى الموضوع أيضاً في سياق محاولات إسرائيل "ضم مستوطنات في الضفة الغربية وفي منطقة القدس، بحسب خطة ترامب". وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية دانت دخول قوات من الجيش الإسرائيلي والشرطة إلى سلوان واقتحامها المستوصف الذي أقامته لجنة الطوارىء الفلسطينية هناك.
- مع ذلك، تجدر الإشارة إلى أنه يوجد بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية تنسيق وثيق بشأن محاربة فيروس الكورونا. ويجري، من بين أمور أُخرى، تدريب أطباء فلسطينيين في إسرائيل، وتُقدَّم مساعدة واسعة بالأدوية والأجهزة الطبية، بما في ذلك إلى مستشفيات في القدس الشرقية. وتعمل أيضاً أجهزة الأمن الفلسطينية بالتعاون مع السلطات الإسرائيلية على فرض الإغلاق والقيود على الحركة التي تفرضها السلطة الفلسطينية على السكان في أراضيها. وفعلاً، برز في الأسابيع الأخيرة جهد إسرائيلي مؤسساتي منسق بين وزارة الصحة وصناديق المرضى والبلدية والمدراء العامين وقيادة الجبهة الداخلية، ونجمة داود، إلى جانب الهلال الأحمر والمستشفيات في القدس الشرقية، وأيضاً جهات مقدسية شرقية في المجتمع المدني، للسيطرة على تفشي الوباء، ولمواجهة مختلف نواحي الأزمة.
- مستوى الأداء المرتفع نسبياً للسلطة الفلسطينية في معالجة فيروس الكورونا يحظى بالثناء في الساحة الداخلية الفلسطينية. ولقد تجلى التعاون مع إسرائيل التي تساعدها في مهمتها، بوضوح، في موضوع العمالة. فقد سمحت إسرائيل للعمال الفلسطينيين بالمبيت في أراضيها كي لا تمس بقطاع البناء في إسرائيل ولا تزيد الضائقة الاقتصادية في أراضي السلطة. لكن حالياً السلطة هي التي تفرض القيود على العمال الفلسطينيين الذين يعملون في مستوطنات الضفة الغربية، وعلى الذهاب للعمل في إسرائيل. فقد دعا رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية العمال الفلسطينيين إلى العودة إلى منازلهم بعد أسبوع من التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل بالسماح لهم بالمبيت في أراضيها. جرى هذا في ضوء العدد الكبير للمصابين في إسرائيل والتخوف من دخول الفيروس إلى أراضي السلطة (بحسب معطيات السلطة، 79% من إصابات الكورونا بين الفلسطينيين مصدرها العمل في إسرائيل).
- محاربة تفشي فيروس الكورونا في القدس وضواحيها تعكس العلاقات المتبادلة بين قسمي المدينة، الغربي والشرقي، وفي الوقت عينه الارتباط الوثيق للسكان الفلسطينيين بمناطق السلطة الفلسطينية، يبرز هذا الارتباط بصورة خاصة في الأحياء الواقعة خارج الجدار (كفر عقب المرتبطة بمنطقة رام الله، ومنطقة مخيم شعفاط للاجئين المرتبط بمنطقة عناتا)، والعلاقة بين القدس الشرقية ومنطقة بيت لحم. كما تبرز أيضاً على هذه الخلفية التطورات الجارية في القدس الشرقية في السنوات الأخيرة: نمو هيئات ومؤسسات المجتمع المدني على مستوى الأحياء والبلديات، بعضها لديه علاقات متعددة بالمؤسسة الإسرائيلية، وجزء منها له علاقة بأطراف فلسطينية. يُذكر في هذا المجال الخطة الخمسية لتقليص الفجوات الاجتماعية والاقتصادية والتنمية الاقتصادية للقدس الشرقية (قرار الحكومة الرقم 3790 الصادر في أيار/مايو 2018)، والذي شكّل البنية التحتية لقيام حركات شبابية ضمن إطار البلديات وزع أفرادها آلاف السلال الغذائية في شرقي المدينة، وكذلك المساعدات التي قدمها الطلاب ضمن "خطة البشير" لملء قسائم التوظيف والضمان الوطني للحصول على تعويضات بطالة بعد توقف آلاف العمال عن العمل. كما سُجل انتظام كثير من النشطاء الاجتماعيين والطبيين في أحياء القدس الشرقية للمساعدة في إدارة المعركة ضد الفيروس.
توصيات
- شهر رمضان - التحدي المركزي في الأسابيع المقبلة سيكون مواجهة تأثير رمضان والنشاطات العائلية والجماعية الكثيرة المرتبطة به. لذلك يجب فرض القيود التي فرضتها الحكومة على الحركة والتجمعات، من خلال التعاون مع رجال الدين والنشطاء الاجتماعيين في أحياء القدس الشرقية. ويجب أن تجري عمليات الشرطة وحرس الحدود بحذر لمنع المواجهات والتصعيد.
- استراتيجيا الخروج - التحدي الأكبر الذي سيشغل كل الأطراف التي يوجد لها علاقة بمسائل القدس الشرقية هو الأزمة الاقتصادية القاسية المتوقعة مع انحسار وباء الكورونا والعودة التدريجية إلى الحياة. فصل جماعي للعمال، اعتماد سوق العمل على غربي المدينة والوضع الاقتصادي الصعب في المدينة وفي إسرائيل كلها - كل ذلك بالتأكيد سيؤثر تأثيراً عميقاً في الواقع في القدس الشرقية. بؤر توتر، بينها جبل الهيكل /الحرم القدسي، أو تطورات مثل ضم المستوطنات وأجزاء من الضفة الغربية إلى إسرائيل يمكن أن تسرع في نشوب موجات احتجاج وعنف.
- استغلال النجاح - نجاح الإدارة الإسرائيلية ومنظمات المجتمع المدني في القدس الشرقية في المعالجة المنسقة لوباء الكورونا يمكن أن يساعد في المواجهة مع الأزمة الاقتصادية "في اليوم التالي". هذا النجاح يمكن أن يُستخدم أساساً للثقة بين جمهور القدس الشرقية والسلطات الرسمية الإسرائيلية، بشرط أن يستمر الاستثمار الكثيف في القدس الشرقية أيضاً بعد الوباء.
- التقارير من سورية تصل في الفترة الأخيرة عدة مرات في الأسبوع. وسائل الإعلام هناك تنشر تقارير عن استمرار مهاجمة سلاح الجو الإسرائيلي أهدافاً عسكرية متعددة في مناطق واسعة في الدولة: مخازن سلاح، مواقع لإنتاج وسائل قتالية، بطاريات صواريخ أرض - جو، ومواقع مراقبة على طول الحدود مع إسرائيل. الشركاء في المحور الشيعي الذي تقوده إيران كلهم مستهدفون: الحرس الثوري الإيراني، الميليشيات الشيعية الأجنبية، حزب الله، والوحدات التابعة للجيش السوري.
- بخلاف عادتها في السنوات الأخيرة، يبدو أن إسرائيل خفضت قليلاً من تغطيتها الإعلامية للهجمات المنسوبة إليها. بدأت هجمات سلاح الجو في سورية في سنة 2012، في مرحلة متقدمة من الحرب الأهلية هناك، وازدادت كثيراً في السنوات الخمس الأخيرة. في البداية توجهت هذه الهجمات في الأساس ضد قوافل تهريب السلاح الإيراني عبر الأراضي السورية إلى حزب الله في لبنان. في وقت متأخر أكثر، منذ نهاية سنة 2017 وما بعدها، انتقل الجيش الإسرائيلي إلى التركيز على مهاجمة قواعد الحرس الثوري والميليشيات الشيعية، كجزء من عملية إحباط للتمركز العسكري الإيراني في سورية.
- في البداية، جرت الهجمات في ظل غموض مقصود، في إطار ما وُصف بسياسة الغموض، في محاولة لردع النظام السوري عن تعزيز تحالفه مع إيران وحزب الله، وفي الوقت عينه، عدم التورط في الحرب الأهلية. وبالتدريج، بدأت إسرائيل في العامين الأخيرين بنشر تلميحات مكثفة عن عملياتها.
- يبدو أن فيروس الكورونا فرض تغييراً محدداً في الاستراتيجيا. خلال شهر آذار/مارس، تقريباً لم تُنشر تقارير عن أي هجوم. لكن طوال نيسان/أبريل، تنشر وسائل الإعلام السورية، مرة أو مرتين في الأسبوع، أخباراً عن هجمات إضافية في شرق الدولة ووسطها وجنوبها. هذه المرة تقلل إسرائيل من تطرُّقها إلى التقارير. وأصلاً، تراجع الاهتمام بالأحداث السورية في إسرائيل والعالم. وباء الكورونا سيطر بصورة كاملة تقريباً على جدول الأعمال.
- لكن يبدو من وجهة النظر الإسرائيلية أنه من المحتمل أن يكون في ذلك ميزة. الهجمات تجري بينما المحور الإيراني موجود في نقطة ضعف نسبية. التمركز في سورية ومساعدة حزب الله كانا "الطفل المدلل" الشخصي - المشروع الكبير - للجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق "القدس" في الحرس الثوري. في السنوات الأخيرة كلما كان نفوذ سليماني يزداد في أنحاء الشرق الأوسط، كلما كانت تزداد جهود تهريب السلاح إلى لبنان وإقامة القواعد [العسكرية] في سورية. يبدو أن سليماني كان مصراً على الاستمرار في ذلك، على الرغم من الهجمات الإسرائيلية.
- في بداية كانون الثاني/يناير الماضي، اغتال الأميركيون سليماني، بعد وقت قصير من وصول طائرته إلى العاصمة العراقية بغداد. إسماعيل قاآني الذي حل محل الجنرال اكتشف أن ما ورثه أكبر من قدراته. لا يتمتع قاآني بمكانة النجم التي راكمها سليماني لنفسه في سنواته الأخيرة. ومن الصعب عليه أن ينفخ الروح القتالية في مقاتليه، مع الأخذ في الحسبان الضغوطات الأخيرة التي تُمارَس على إيران وحزب الله.
- الظروف معروفة. إيران لم تتعاف بعد من اغتيال سليماني وما حدث في أعقاب ذلك: زيادة العقوبات الأميركية، تآكل ثقة الجمهور بالنظام، بعد أن اتضح أنه حاول التستر على قضية إسقاط طائرة الركاب في سماء طهران عن طريق الخطأ، والضرر البالغ الذي ألحقه فيروس الكورونا بإيران، وانخفاض أسعار النفط جرّاء الأزمة العالمية التي تسبب بها الفيروس.
- المساعدة الاقتصادية الإيرانية لحزب الله بدأت بالتقلص في ضوء الصعوبات. في الوقت عينه، يعاني لبنان من أزمة اقتصادية تزداد تفاقماً، الأمر الذي يضع حزب الله أيضاً في موقع ضعف. في الخلفية، هناك أيضاً العلاقات الملبدة بين الرئيس السوري بشار الأسد وضيوفه الإيرانيين. بالنسبة إلى الأسد، يبدو أن واجب استقبال الضيوف قد استُنفد. صحيح أن إيران ساهمت مساهمة كبيرة في صمود النظام على الرغم من الحرب الأهلية المدمرة، لكن النظام السوري يتعرض لضربات بسبب الإصرار الإيراني على البقاء. وتتحدث التقارير عن أن معظم الهجمات يترافق بقصف للبطاريات السورية المضادة للطائرات.
- نشأ انطباع أنه في ظل الكورونا، أعطت حكومة نتنياهو رئيس الأركان أفيف كوخافي شيكاً مفتوحاً لمواصلة الهجمات، وعلى ما يبدو زيادتها. وبحسب التوزع الجغرافي للتقارير عن الهجمات، فإن هذه حرب تدور على الساحة بكاملها - في الجبهة، على طول الحدود في هضبة الجولان، حيث تُقصف مواقع نشرها حزب الله بمساعدة شركائه المحليين، وتُقصف أيضاً قواعد في عمق الأراضي السورية البعيدة عن حدود إسرائيل.
- تسير إسرائيل على الحافة، وتنتظر لترى كيف سيرد المعسكر الخصم. هل سيلمح الأسد إلى النظام في طهران بأن الوقت حان كي يتراجع، أو أن الإيرانيين أنفسهم سيبحثون عن مخرج لائق ويقلصون وجودهم في سورية بسبب ازدياد الضغط العسكري؟ في المقابل، يرتفع احتمال رد عقابي إزاء إسرائيل، عملية محدودة مثل تلك التي جرت في منتصف نيسان/أبريل.
- بعد مرور يومين على الهجوم المنسوب إلى إسرائيل ضد سيارة تابعة لحزب الله بالقرب من الحدود السورية - اللبنانية، في الجانب السوري، جرت عمليات خرق للسياج الحدودي بين إسرائيل ولبنان في ثلاث نقاط. لم يجر تجاوز للسياج، لكن على ما يبدو، كانت هذه إشارة واضحة من حزب الله إلى إسرائيل تقول إن للحزب اللبناني أيضاً خطوطاً حمراء.