مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
ريفلين يمنح نتنياهو تفويض تأليف الحكومة الجديدة
لبيد: أزرق أبيض أقسم الولاء لرئيس حكومة سيُحاكم بتهمة خيانة الأمانة
الحكومة الإسرائيلية تنوي تحويل 800 مليون شيكل إلى السلطة الفلسطينية كقرض للوقاية من آثار فيروس كورونا
مقالات وتحليلات
العناوين التي تحدثت عن خروج إيران من سورية مُبالَغ فيها كثيراً
المواجهة بين إسرائيل وحزب الله في ظل الكورونا - إصرار إلى جانب حذر
إذا لم يجرِ الدفع قدماً بمفاوضات تبادل الأسرى: الموضوع يمكن أن يجمّد من جديد
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 8/5/2020
ريفلين يمنح نتنياهو تفويض تأليف الحكومة الجديدة

منح رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين مساء أمس (الخميس) رئيس الحكومة وحزب الليكود بنيامين نتنياهو تفويض تأليف الحكومة الجديدة، بعد تلقّيه عريضة موقعة من 72 عضو كنيست تخوّل نتنياهو القيام بهذه المهمة، بمن فيهم أعضاء الكنيست من حزب أزرق أبيض برئاسة بني غانتس.

وسيكون هذا التفويض سارياً مدة أسبوعين.

وجاء في بيان مشترك صادر عن حزبي الليكود وأزرق أبيض، أن أعضاء الكنيست الـ72 يطالبون بإقامة حكومة طوارئ ووحدة وطنية بقيادة نتنياهو ورئيس أزرق أبيض غانتس، لعرضها يوم الأربعاء المقبل على الكنيست.

وصادق الكنيست الإسرائيلي أمس على إقامة حكومة وحدة بين نتنياهو ومنافسه السابق غانتس، ستؤدي اليمين الدستورية يوم 13 أيار/مايو الحالي.

وأيّد 71 عضو كنيست اتفاقية الائتلاف الحكومي بين نتنياهو غانتس بينما عارضها 31 عضواً.

ووفقاً للاتفاقية، سيتولى نتنياهو منصب رئيس الحكومة مدة 18 شهراً قبل أن يتخلى عنه لمصلحة غانتس.

وواجهت الاتفاقية مجموعة من الطعون قدمها معارضون لنتنياهو تحدثوا عن عدم أهليته لرئاسة الحكومة بسبب لوائح الاتهام التي وُجهت إليه بشبهة ارتكاب مخالفات فساد، كما اعتبروا أن بعض بنود الاتفاقية مخالف للقانون.

وكانت المحكمة الإسرائيلية العليا أقرت أول أمس (الأربعاء) بأنه لا يوجد سبب قانوني لمنع تأليف الحكومة بقيادة نتنياهو.

وقالت مصادر رفيعة المستوى في الليكود وأزرق أبيض إنه سيتعين على الحكومة الجديدة إعادة بناء اقتصاد الدولة الذي تضرر نتيجة فيروس كورونا.

وأكدت مصادر مسؤولة في الليكود أن الحكومة الإسرائيلية ستقرر، اعتباراً من الأول من تموز/يوليو المقبل، ما إذا كانت ستمضي في خطتها الرامية إلى فرض السيادة الإسرائيلية على مستوطنات يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، وعلى منطقة غور الأردن على طول الحدود الأردنية مع الضفة.

"يديعوت أحرونوت"، 8/5/2020
لبيد: أزرق أبيض أقسم الولاء لرئيس حكومة سيُحاكم بتهمة خيانة الأمانة

شنّ من يُتوقع أن يكون الزعيم الجديد للمعارضة الإسرائيلية وحليف بني غانتس السابق، عضو الكنيست يائير لبيد، زعيم حزب "يوجد مستقبل - تلم"، هجوماً حاداً على الحكومة الجديدة وحزب أزرق أبيض على وجه الخصوص.

وقال لبيد في شريط فيديو بثه في صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" مساء أمس (الخميس): "هذا الصباح قام بني غانتس وغابي أشكنازي [القيادي الثاني في حزب أزرق وأبيض] بجمع تواقيع في الكنيست للتوصية بتكليف رئيس الدولة بنيامين نتنياهو تأليف الحكومة المقبلة. إنهم يريدون إقامة حكومة في غضون أسبوع، لأن محاكمة نتنياهو تبدأ في غضون أسبوعين. ففي غضون أسبوع سيُقسمون على الولاء له، وفي غضون أسبوعين سيحاكَم بتهمة خيانة الأمانة. إنهم يسمونها حكومة طوارئ في وقت انتهت حالة الطوارئ، ويتحدثون عن الوحدة، لكنهم لا يثقون ببعضهم البعض."

 

"يسرائيل هيوم"، 8/5/2020
الحكومة الإسرائيلية تنوي تحويل 800 مليون شيكل إلى السلطة الفلسطينية كقرض للوقاية من آثار فيروس كورونا

أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها تنوي قريباً تحويل 800 مليون شيكل إلى السلطة الفلسطينية للوقاية من الآثار التي يتسبب بها فيروس كورونا، وأشارت إلى أن هذا المبلغ سيقدَّم كقرض، وسيتم نقله في عدة دفعات خلال الأشهر المقبلة.

وجاء إعلان الحكومة هذا في سياق رد قدمته إلى المحكمة الإسرائيلية العليا في أثناء مناقشتها طلب التماس في هذا الشأن أمس (الخميس)، أشارت فيه أيضاً إلى أن أزمة فيروس كورونا تسببت بانخفاض حاد في عائدات السلطة الفلسطينية، بما في ذلك عائدات الضرائب التي تجبيها إسرائيل لحساب هذه السلطة.

وقالت الحكومة إنه سيتم التوقيع على اتفاقية بهذا الخصوص يوم الأحد المقبل، وسيُمنح المبلغ كدفعة أولى من أموال الضرائب التي ستحسمها إسرائيل في الأشهر المقبلة.

وجرى التوصل إلى هذا القرار بالتنسيق مع وزير الدفاع نفتالي بنيت ورئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات.

يُذكر أنه وفقاً لاتفاقات أوسلو التي أُبرمت في تسعينيات القرن العشرين الفائت، تجمع إسرائيل ضرائب نيابة عن الفلسطينيين تقدر حصيلتها بنحو 222 مليون دولار شهرياً. ومنذ جمود العملية السياسية سنة 2014، تقوم إسرائيل مراراً بحسم أموال من هذه الضرائب بهدف ممارسة الضغط على السلطة الفلسطينية، وكانت آخر مرة بهدف ممارسة الضغط كي توقف السلطة دفع مخصصات لأسر الأسرى والقتلى والجرحى.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 8/5/2020
العناوين التي تحدثت عن خروج إيران من سورية مُبالَغ فيها كثيراً
طال ليف - رام - محلل عسكري
  • العناوين في إسرائيل هذا الأسبوع كان مبالغاً فيها كثيراً. فإيران لم تخرج من الأراضي السورية بعد. والوجود الإيراني في سورية لا يُقاس بعدد المستشارين الإيرانيين الموجودين في سورية، ولا حتى بعدد القواعد العسكرية التي قامت طهران بإخلائها.
  • عندما يتحدثون في إسرائيل عن التموضع الإيراني في سورية، فهم يقصدون جميع القوات: قيادات "فيلق القدس" والحرس الثوري، والتي ضعفت منذ اغتيال قاسم سليماني على يد الأميركيين في العراق؛ الميليشيات الموالية لإيران التي تعمل في سورية؛ حزب الله الذي يقوم بتشغيل مرتزقة من طرفه ويبذل جهوداً كبيرة كي يكون موجوداً بقوة في الأراضي السورية. كما أن الوجود الإيراني في سورية لا ينعكس في الجانب العسكري فقط، بل يتسع ليشمل مجالات حياة أُخرى، مثل الدين والاقتصاد والحكم وما إلى ذلك.
  • تقول الفرضية الإسرائيلية إن الروس معنيون بإخراج إيران من سورية. وهي فرضية تتطلب تمحيصاً عميقاً. صحيح أن هناك أسباباً كثيرة تعزز هذه الفرضية ظاهرياً، لكن في الواقع لا يشير الروس إلى الإيرانيين نحو طريق الخروج، ولا تزال روسيا بحاجة إلى الإيرانيين. ويعتقد المسؤولون في المؤسسة الأمنية أن الروس موجودون في سورية كي يبقوا، وذلك كجزء من معركتهم من أجل الحفاظ على المصالح والسيطرة والموارد. ولا يقف موضوع إخراج الإيرانيين من سورية في رأس سلم أولوياتهم، وإن كانوا يرغبون في الحفاظ على استقرار نظام الرئيس بشار الأسد، وعلى الهدوء الأمني.
  • لا بد من أن نشير إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي زاد مؤخراً من وتيرة هجماته، ووفقاً لوسائل إعلام أجنبية، قام بشن ست هجمات داخل سورية في الشهر الأخير فقط. لكن بنظرة سنوية، نلاحظ أن الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل ليست أكثر من الهجمات التي شُنت في السنوات السابقة. والهجمات الست الأخيرة لا تغيّر قواعد اللعب في هذه المرحلة.
  • كما لا بد من القول إن الذي يخوض كفاحاً عنيداً مع إسرائيل يعرف ثمنه، لن يسارع إلى الانطواء بعد هجوم سابع أو حتى ثامن. ومع ذلك فالموقف المسيطر على المؤسسة الأمنية هو أنه يجب استغلال الظرف الحالي من أجل تصعيد الضغط العسكري ومواصلة شن الهجمات في سورية، وليس فقط ضد شحنات الأسلحة (التي تقلصت كثيراً في الآونة الأخيرة).
  • علينا أن نشير أيضاً إلى أنه على الرغم من منع وصول شحنات الأسلحة إلى أهدافها بسبب الهجمات التي تُنسب إلى إسرائيل، يواصل الإيرانيون تحريك شحنات كهذه وإن بنطاق أضيق. وتجرّ نشاطات إيران في سورية انتقادات شعبية داخلية واسعة جرّاء الوضع الاقتصادي الصعب السائد في إيران.
  • وفي حالة حزب الله أيضاً، من غير الواضح دائماً ما هو المنطق الواقف وراء نشاطه الرامي إلى فتح جبهة قتالية خطرة في هضبة الجولان ومواجهة إسرائيل والمخاطرة باحتمال حدوث تصعيد، في وقت يعاني لبنان الإفلاس، ولا يسارع الإيرانيون إلى أرسال أموال إليه بسبب الأزمة الاقتصادية في طهران.
  • لا شك في أن الوضع الاقتصادي الصعب في لبنان وإيران، وتداعيات أزمة فيروس كورونا، ورغبة روسيا في استقرار نظام الأسد، ورغبة سورية في الهدوء، هي عوامل يمكن أن تفسّر التقديرات المتعلقة باحتمال إبعاد إيران من سورية. لكن الواقع في الشرق الأوسط معقد أكثر. وأكثر من مرة يقوم المسؤولون هنا بمحاولة فهم الطرف الآخر من خلال النظارات الغربية التي تحتكم إلى المنطق، لكن هذا الطرف يفكر ويتصرف على نحو مغاير لما كنا نرغب فيه أو نتمناه لأنفسنا.

إجمالاً يمكن القول إن سورية لا تزال في رأس سلم أولويات إيران، وهذه الأخيرة لا تنوي أن تتنازل بسهولة عن وجودها في الأراضي السورية. بناء على ذلك، فإن التصريحات المبالغ فيها في إسرائيل في هذا الشأن خلال الأسبوع الحالي لم تساهم في أي شيء على المستوى الاستراتيجي.   

"مباط عال"، العدد 1315، 6/5/2020
المواجهة بين إسرائيل وحزب الله في ظل الكورونا - إصرار إلى جانب حذر
أورنا مزراحي ويورام شفايتسر - باحثان في معهد دراسات الأمن القومي
  • في الشهر الماضي، إلى جانب الانشغال الواسع لحزب الله وراعيته في إيران بوباء الكورونا، تواصلت جهود الحزب، بمساعدة الحرس الثوري الإيراني، من أجل ترسيخ بنيته التحتية، وخصوصاً في هضبة الجولان، كجبهة إضافية إلى جانب الجبهة اللبنانية في مواجهة إسرائيل. يجري هذا النشاط في موازاة سعي الحزب لمعالجة مشكلات لبنان الداخلية: الأزمات على الصعيد الاقتصادي والسياسي والصحي. الحزب تجند حقاً لمحاربة وباء الكورونا، لكنه استغل ذلك في الأساس لترسيخ مكانته وشرعيته وسط الجمهور، بصفته درعاً للبنان. ترتيب هذه الأولوية تجلى في الخطابات التي ألقاها الأمين العام للحزب حسن نصر الله مؤخراً، من بينها الخطاب الذي ألقاه في 4 أيار/مايو، المخصص في مجمله للأزمة الداخلية في لبنان، والذي جهد فيه لإظهار الدور الإيجابي لحزب الله، وتفنيد الانتقادات الموجهة إليه من الداخل.
  • لكن حتى خلال المعركة الداخلية في لبنان، لم يتخل الحزب عن جهوده في مجال نقل وسائل قتالية متقدمة إليه وترسيخ بنيته التحتية العملانية في سورية، وفي الأساس تطوير وكلائه المحليين في هضبة الجولان. كما استمرت محاولات حزب الله وإيران لنقل وسائل قتالية استراتيجية، بما في ذلك مكونات تتعلق بمشروع الصواريخ الدقيقة، من إيران إلى سورية، ومن هناك إلى لبنان. وهكذا يحرص حزب الله، من خلال استغلال نفوذه في المنظومة السياسية اللبنانية، على أن يحتفظ لنفسه بإمكان استخدام المعبر البري من سورية إلى لبنان، وأيضاً الوصول إلى رحلات قادمة من الخارج في مطار بيروت. ومن المعروف أن الطواقم الطبية في المطار التي تعالج المواطنين اللبنانيين العائدين من الخارج (وحزب الله كان من بين الذي قادوا النضال من أجل عودتهم في طائرات إلى لبنان) هم من الهيئة الصحية الإسلامية التابعة لحزب الله.
  • جهود حزب الله على صعيد تعظيم قوته العسكرية وترسيخ وجوده في هضبة الجولان يشكلان مصدر قلق لإسرائيل. إصرار الحزب على الاستمرار في بناء بنية تحتية محلية يشغلها بالقرب من الحدود مع إسرائيل في هضبة الجولان، حضر في خلفية التحذير الشديد الذي نشره الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي بالعربية (في 10 نيسان/أبريل)، في أعقاب زيارة قائد الفيلق الأول السوري برفقة قائد كبير من حزب الله إلى المواقع التي يستخدمها الحزب في المنطقة. الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أوضح أن إسرائيل لن تتسامح مع استمرار هذا النشاط "الموجه نحو بناء بنية تحتية إرهابية ضد إسرائيل بحماية النظام السوري." في المقابل، جرى نقل تحذيرات إلى إسرائيل أيضاً من الجانب اللبناني، من أطراف في الحكومة الجديدة التي يرعاها حزب الله: قال وزير الخارجية اللبناني (في 19 نيسان/أبريل) إن لبنان في حالة حرب مع إسرائيل التي تتسلل إلى مجاله الجوي، وإنه سيقدم شكوى إلى مجلس الأمن بشأن هذا النشاط الإسرائيلي. يضاف إلى ذلك تحذير رئيس الحكومة اللبنانية، خلال اجتماعه مع قائد اليونيفيل (8 نيسان/أبريل) من أنه سيكون من الصعب على لبنان عدم الرد، إذا استمرت إسرائيل في مهاجمة سورية من خلال استخدام المجال الجوي اللبناني.
  • في الخلفية، يُلاحظ إصرار إسرائيل على مواصلة الدفع قدماً باستراتيجيا المعركة بين الحروب، والتي تهدف إلى تقليص التهديدات الموجهة ضدها وترسيخ الردع. ضمن هذا الإطار، يجب أن ننظر إلى سلسلة الهجمات التي وقعت مؤخراً في سورية ونُسبت إلى إسرائيل. في الفترة الأخيرة يُلاحظ نشاط كثيف لسلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية لجمع معلومات استخباراتية، ولإطلاق النار نحو الأراضي السورية، كما يجري نشاط على طول الحدود، من بين أمور أُخرى، لاستكمال الجدار الأمني.
  • نشاط إسرائيل في سورية موجّه إلى التشديد على خطوط حمراء لها علاقة بالتمركز العسكري لإيران في سورية، وبصورة خاصة لإبعاد قوات إيران ووكلائها، وعلى رأسهم حزب الله، عن هضبة الجولان؛ وللإثقال على نقل وسائل قتالية إلى حزب الله، وخصوصاً لإحباط مشروع الصواريخ الدقيقة. مع ذلك، تحرص إسرائيل بصورة واضحة على عدم خرق قواعد اللعبة التي تبلورت في السنوات الأخيرة، وفي الأساس تمتنع من مهاجمة أهداف تابعة لحزب الله في داخل لبنان.
  • إصرار إسرائيل وحزب الله على المحافظة على قواعد اللعبة بينهما يعكس عملياً تطلعاً نحو منع التدهور إلى مواجهة واسعة. هكذا يجب أن نفهم الهجوم على سيارة حزب الله على الحدود السورية - اللبنانية (15 نيسان/أبريل)، فقط بعد تحذير بإطلاق صاروخ بالقرب من السيارة وإعطاء مهلة لركابها للهرب. رداً على ذلك، اختار حزب الله أن يرسل رسالة تتعلق بقدراته ونواياه بواسطة إحداث خروقات في السياج الحدودي في ثلاث نقاط في آن معاً (17 نيسان/أبريل)، من دون أن يخرق السيادة الإسرائيلية. هذه العملية المُعدة مسبقاً، غرضها أن تثبت لإسرائيل امتلاك الحزب قدرة استخباراتية وعملانية للتسلل إلى أراضيها ومهاجمة مستوطنات وسكان الشمال وجنودها، وأن إحباط مشروع الأنفاق التي حُفرت من تحت خط الحدود لا يلغي إمكان العمل ضد إسرائيل في المجال البري. حزب الله معني بترسيخ قواعد اللعبة التي مفادها أنه من الممكن أن يقوم بعملية برية رداً على هجوم إسرائيلي في سورية، ينتج عنه مقتل أشخاص من تنظيمه، أو في أعقاب هجوم إسرائيلي على لبنان، وبالتأكيد في حال بدأت مواجهة واسعة.
  • السياسة الحذرة والمدروسة لحزب الله تتأثر أيضاً بالضرورات القاهرة الداخلية - اقتصادية وسياسية - وكذلك بالضغوط الخارجية (مثلاً تصنيف ألمانيا الحزب في 1 أيار/مايو تنظيماً إرهابياً) التي يتعرض لها الحزب نفسه ورعاته في إيران. وباء الكورونا فاقم الأزمة الاقتصادية العميقة في لبنان، الموجود على حافة انهيار اقتصادي.
  • في الواقع، الوضع الحالي لحزب الله يمكّنه من العمل على الدفع قدماً بالمصالح الخاصة به، وليس هناك طرف في المنظومة السياسية قادر على التأثير في قراراته. لكن في المقابل، فإن سيطرته على الحكومة تحمّله مسؤولية عامة تجاه مستقبل الدولة. من بين أمور أُخرى، هو مضطر إلى مواجهة تجدد الاحتجاج في الشوارع الذي أصبح مؤخراً أكثر عنفاً على الرغم من وباء الكورونا. بناء على ذلك، يمكن التقدير أنه في المدَيين القصير والمتوسط، على الأقل سيسعى الحزب إلى الامتناع بقدر الإمكان من خوض مواجهة عسكرية، مع الاستمرار في جهود تعظيم قوته العسكرية وترسيخ وجوده في هضبة الجولان.
  • في مثل هذا الوضع تزداد حدة المعضلة التي تواجهها إسرائيل بشأن العمليات الإسرائيلية ضد حزب الله: هل من الصائب استغلال ضائقة حزب الله للدفع قدماً بعملية عسكرية/ضربة استباقية، بهدف إلحاق ضرر كبير بقوته العسكرية وبترسيخ وجوده في هضبة الجولان، وخصوصاً تسلّحه بعتاد عسكري دقيق في لبنان؟ هذا مع المخاطرة بأن تؤدي عملية في هذا الاتجاه إلى مواجهة واسعة يمكن أن تكون لها نتائج قاسية على الطرفين. توصيتنا هي الاستمرار، وأيضاً زيادة العمليات ضمن إطار المعركة بين الحروب في سورية، وخصوصاً إحباط التمركز في هضبة الجولان، ومع ذلك درس عملية في لبنان فقط إذا تبين أن حزب الله فعلاً تخطى عتبة التعاظم في قوته العسكرية (وخصوصاً في مجال الصواريخ الدقيقة)، ويمكن أن يشكل خطراً أكثر أهمية على إسرائيل.
  • في النهاية، على الرغم من الوضع الحالي، فإن معقولية قيام حزب الله بعملية استباقية ضد إسرائيل منخفضة، لكن هذا لا يلغي التهديد المتزايد إزاء إسرائيل، وإمكان حدوث تصعيد في أعقاب عملية إسرائيلية. بناء على ذلك، يتعين على إسرائيل أن تستعد الآن لإمكان مواجهة واسعة على الرغم من القيود المالية التي فرضتها المواجهة مع وباء كورونا - مع التشديد على بناء القوة في الجيش الإسرائيلي وتحضير الجبهة المدنية.
"معاريف"، 7/5/2020
إذا لم يجرِ الدفع قدماً بمفاوضات تبادل الأسرى: الموضوع يمكن أن يجمّد من جديد
ميخائيل ميلشتاين - محلل سياسي
  • عودة الحديث عن "صفقة أسرى" محتملة بين إسرائيل و"حماس" بدأت في الشهرين الأخيرين بسبب أزمة الكورونا. ظهرت "نافذة الفرص" الخاصة في أعقاب تخوف "حماس" العميق من تفشي الكورونا في قطاع غزة، الأمر الذي دفع الحركة إلى إبداء استعداد تمهيدي لـ"صفقة"، بعد مرور خمس سنوات على جمود الموضوع.
  • لكن الساحة الفلسطينية، مثلها مثل إسرائيل، هي اليوم في "مسار خروج" من أزمة الكورونا. في قطاع غزة يترافق الأمر بشعور من التفاؤل إزاء العدد المنخفض نسبياً للمصابين بالفيروس في المنطقة (20 فقط)، والتقدير أنه من الممكن العودة بسرعة إلى نسيج الحياة العادية المدنية.
  • مظهر آخر "لعودة الحياة الطبيعية إلى القطاع" تجلى من خلال إطلاق صاروخ أمس من غزة، أدى إلى هجمات للجيش الإسرائيلي. العودة التدريجية إلى الواقع المعروف معناها إغلاق نافذة الفرصة في موضوع الأسرى والمفقودين.
  • ثقة "حماس" المتزايدة بنفسها بأنها نجحت في التغلب على تهديد الكورونا، بالإضافة إلى إدراكها عدم وجود خطر تفشٍّ كبير وسط الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، من المحتمل أن يقللا من حماستها للدفع قدماً بـ"صفقة".
  • في هذه الأُثناء، جرى خلال الأسابيع الأخيرة تقديم مساعدة طبية واقتصادية كبيرة إلى القطاع لمواجهة تحدي الكورونا، شملت بين أمور أُخرى فحوصات أجرتها إسرائيل لأشخاص يُشك في أنهم يحملون الفيروس. كل ذلك يساهم في تآكل "رافعة" الضغط الإسرائيلي على "حماس" التي شعرت بأنها نجحت حتى الآن في انتشال المساعدة المدنية المطلوبة من دون أن تدفع ثمناً في موضوع الأسرى والمفقودين.
  • البعد الزمني مهم جداً. إذا لم يجرِ حوار جدي في موضوع "صفقة أسرى" فإن الموضوع سيعود في الأسابيع المقبلة إلى الجمود العميق الذي حاق به إلى ما قبل الشهرين الأخيرين. لهذه الغاية يجب العودة إلى ربط المسار المدني بمسار الأسرى والمفقودين، من خلال التوضيح لـ"حماس" أن حجم التسهيلات التي ستقدم إلى القطاع، بما فيها خلال أيام رمضان، مرتبط بالتنازلات التي ستقوم بها الحركة.
  • مسار خروج إسرائيل من أزمة الكورونا معناه العودة إلى بحث موضوع التسوية في قطاع غزة. أمام إسرائيل فرصة لاستكمال "فجوات" بقيت في إطار بلورة العملية، وعلى رأسها الدفع قدماً بحل لموضوع الأسرى والمفقودين.