مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
إسرائيل أجرت اتصالات لنقل عناصر قوة اليونيفيل الذين أصيبوا في انفجار بيروت لتلقي العلاج الطبي فيها
نتنياهو: التظاهرات التي تطالب باستقالتي مسيّسة وتتلقى تمويلاً من منظمات يسارية
ارتفاع عدد الوفيات بفيروس كورونا في إسرائيل إلى 565 وإلغاء قيود الإغلاق المفروضة على المراكز التجارية في نهاية الأسبوع
نتنياهو يهدّد حزب الله وجماعات أُخرى باتخاذ مزيد من الخطوات العسكرية لحماية الأمن في منطقة الحدود الشمالية
مسؤولون في شاس ويهدوت هتوراه يهددون بالتخلي عن شراكتهم السياسية مع الليكود إذا ما تسبب الخلاف بشأن الميزانية العامة للدولة بالدفع نحو انتخابات جديدة
تقرير مراقب الدولة الإسرائيلية: 28% من السكان لا يملكون وسائل وقاية من الصواريخ بالقرب من منازلهم
مقالات وتحليلات
عبّروا عن إعجابكم بالاحتلال: ما الذي يمكن تعلّمه من صفحات الفايسبوك التي يستخدمها الشاباك
الانفجار في مرفأ بيروت أعاد إلى الأذهان مخاطر الصناعات الملوثة في منطقة حيفا
بعد الانفجار في مرفأ بيروت، إلى أين يتوجه نصر الله
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
موقع Ynet، 6/8/2020
إسرائيل أجرت اتصالات لنقل عناصر قوة اليونيفيل الذين أصيبوا في انفجار بيروت لتلقي العلاج الطبي فيها

قالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس إن إسرائيل أجرت الليلة قبل الماضية اتصالات لنقل عناصر قوة الأمم المتحدة الموقتة في الجنوب اللبناني [اليونيفيل] الذين كانوا في لبنان وأصيبوا في انفجار بيروت لتلقي العلاج الطبي في إسرائيل.

وأضافت هذه المصادر أن هذه الاتصالات جاءت في إثر إصدار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تعليمات إلى رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات بالتواصل مع مبعوث الأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف لمعرفة ما يمكن لإسرائيل أن تقدمه من أجل مساعدة بيروت التي تعرضت لكارثة إنسانية جرّاء الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ المدينة وأدى إلى وقوع عشرات القتلى وآلاف الجرحى، وإلى إلحاق أضرار مادية كبيرة.

من ناحية أُخرى، أصدر رئيس بلدية تل أبيب رون خولدائي أمس (الأربعاء) أوامر تقضي بإضاءة مبنى البلدية بألوان العلم اللبناني تضامناً مع الشعب اللبناني.

وقال خولدائي في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "إن الإنسانية تسبق كل صراع، قلبنا مع الشعب اللبناني بعد الكارثة الفظيعة التي ألمت به."  

وأثار قرار خولدائي هذا جدلاً وانتقاداً في شبكات التواصل الاجتماعي، ورداً على تغريدته، كتب يائير نتنياهو نجل رئيس الحكومة أن رفع علم دولة عدوة هو مخالفة جنائية.

"يسرائيل هيوم"، 6/8/2020
نتنياهو: التظاهرات التي تطالب باستقالتي مسيّسة وتتلقى تمويلاً من منظمات يسارية

شنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو هجوماً حاداً على المشاركين في التظاهرات التي تطالبه بالاستقالة على خلفية اتهامه بشبهات فساد وسوء إدارته لأزمة فيروس كورونا، وقال إن هذه التظاهرات مسيسة وغير عفوية وتتلقى تمويلاً من منظمات يسارية تسعى لإطاحته، نافياً أي صلة بينها وبين التظاهرات التي نظمها المتضررون من أزمة فيروس كورونا وتداعياتها الاقتصادية.

وجاء هجوم نتنياهو هذا في سياق خطاب ألقاه أمام الهيئة العامة للكنيست أمس (الأربعاء) في إثر قيام حزب ميرتس بجمع تواقيع 40 عضو كنيست لإلزام رئيس الحكومة بالمثول أمام الكنيست بغية مساءلته بشأن فشل الحكومة في مواجهة أزمة كورونا الصحية وما ترتب عليها من أزمات اقتصادية واجتماعية.

واحتدم النقاش في الهيئة العامة للكنيست وسرعان ما تحول إلى معركة كلامية وتلاسن بين أعضاء الكنيست من الائتلاف والمعارضة.

وقال عضو الكنيست نيتسان هوروفيتس رئيس ميرتس إنه في الوقت الذي تغرق إسرائيل في أزمة غير مسبوقة، ينشغل رئيس الحكومة في الحفاظ على بقائه، ويفعل كل شيء للذهاب إلى انتخابات رابعة حتى خلال فترة تفشي فيروس كورونا.

في المقابل، استهزأ نتنياهو بالمعارضة واليسار وقال: "أنا أجلس مع أصحاب المطاعم والمصالح المتضررين من الأزمة وأنصت إليهم، لكن لدى اليسار كل شيء يتحول إلى سياسي. أنا أقصد التظاهرات التي تنظم بواسطة اليسار والممولة من منظمات يسارية وتحظى بدعم غير متلائم من وسائل الإعلام التي تعرض ما يعادل ربع مقعد في الكنيست بأنها تظاهرات حاشدة."

وأضاف نتنياهو أن هذه التظاهرات ليست عفوية، ينظمها أشخاص يجلسون في فنادق فاخرة وأبراج عالية، وبينما تلتحم المعارضة في العالم مع الحكومات لمواجهة أزمة كورونا، ففي إسرائيل يحدث العكس، حيث نشهد ازدراء لرموز الدولة ودعوات إلى قتل رئيس الحكومة وعائلته.

"يديعوت أحرونوت"، 6/8/2020
ارتفاع عدد الوفيات بفيروس كورونا في إسرائيل إلى 565 وإلغاء قيود الإغلاق المفروضة على المراكز التجارية في نهاية الأسبوع

أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية مساء أمس أنه تم تسجيل 1060 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأضافت الوزارة أن حصيلة الوفيات منذ بداية تفشي هذا الفيروس في إسرائيل ارتفعت إلى 565 وفاة، في حين أن عدد حالات الإصابة الخطرة بلغ 345 حالة تم ربط 107 حالات منها بأجهزة التنفس الاصطناعي.

من ناحية أُخرى، أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لشؤون كورونا في الاجتماع الذي عقده أمس (الأربعاء)، إلغاء قيود الإغلاق المفروضة على المراكز التجارية في نهاية الأسبوع والسماح لها بأن تبقى مفتوحة.

كما أقر الاجتماع العمل على الدفع قدماً باتفاق يقضي بفتح المجال الجوي واستئناف رحلات الطيران خلال الأسبوعين المقبلين، ابتداء من يوم 16 آب/أغسطس الحالي، وكلف وزراء المواصلات والصحة والخارجية بمتابعة ذلك. 

وكان وزير الصحة الإسرائيلي يولي إدلشتاين أعلن أول أمس (الثلاثاء) أن الإغلاق المفروض في نهاية كل أسبوع في إسرائيل تم إسقاطه من جدول الأعمال لكونه غير مجد ولا يقوم سوى بمضايقة الجمهور.

وأشار إدلشتاين إلى أن إسرائيل نجحت في كبح ازدياد عدد مرضى كورونا، لكنه في الوقت عينه شدّد على أنها لا تستطيع أن تعيش فترة طويلة مع أرقام الإصابات التي تسجل يومياً، وعلى أنه من دون تعاون الجمهور لا يوجد أي أمل بالنجاح.

"يسرائيل هيوم"، 5/8/2020
نتنياهو يهدّد حزب الله وجماعات أُخرى باتخاذ مزيد من الخطوات العسكرية لحماية الأمن في منطقة الحدود الشمالية

هدّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس (الثلاثاء) حزب الله وجماعات أُخرى باتخاذ مزيد من الخطوات العسكرية لحماية الأمن في منطقة الحدود الشمالية.

وجاء تحذير نتنياهو هذا بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي إحباط محاولة تسلل مقاتلين من سورية وقصف أهداف داخل الأراضي السورية رداً على هذه المحاولة أول أمس (الاثنين).

وقال نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال جولة قام بها في قاعدة عسكرية في مدينة الرملة، إن إسرائيل لن تتردد باتخاذ مزيد من الإجراءات العسكرية. وأضاف: "أصبنا خلية وضربنا مَن أرسلها. سنفعل كل ما هو ضروري من أجل الدفاع عن أنفسنا. أقترح على الجميع بمن في ذلك حزب الله أن يأخذوا ذلك في الاعتبار. هذه ليست كلمات عبثية ولديها وزن ودولة إسرائيل وجيشها يقفان وراءها، ويجب أن تؤخذ على محمل الجد."

وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى أعربت عن اعتقادها أن ميليشيات تابعة لإيران هي المسؤولة عن محاولة التسلل المذكورة وليس حزب الله الذي كانت إسرائيل في مواجهة معه خلال الأسبوعين الفائتين.

وجرت محاولة التسلل وسط تصاعد التوتر في منطقة الحدود الشمالية في إثر غارة جوية نُسبت إلى الجيش الإسرائيلي أسفرت عن مقتل عنصر من حزب الله في سورية ووجود توقعات بأن يقوم حزب الله بالرد على الحادث.

"معاريف"، 5/8/2020
مسؤولون في شاس ويهدوت هتوراه يهددون بالتخلي عن شراكتهم السياسية مع الليكود إذا ما تسبب الخلاف بشأن الميزانية العامة للدولة بالدفع نحو انتخابات جديدة

هدد كبار المسؤولين في حزبي شاس ويهدوت هتوراه لليهود الحريديم [المتشددون دينياً] بالتخلي عن شراكتهم السياسية الطويلة الأمد مع حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إذا ما تسبب الخلاف بشأن الميزانية العامة للدولة بالدفع نحو انتخابات جديدة.

وجاء هذا التهديد في إثر تفاقم الخلاف بين حزبي الليكود وأزرق أبيض بشأن تمرير ميزانية لسنة واحدة كما يصر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أو ميزانية لسنتين يدفع بها وزير الدفاع ورئيس أزرق أبيض بني غانتس وتنص عليها اتفاقية الائتلاف الحكومية المبرمة بين الجانبين. وسيؤدي الفشل في المصادقة على الميزانية بحلول يوم 25 آب/أغسطس الحالي إلى إجراء انتخابات تلقائية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل ستكون الجولة الرابعة من الانتخابات في أقل من سنتين.

ودعا حزبا شاس ويهدوت هتوراه كلاً من نتنياهو وغانتس إلى تقديم تنازلات وعدم السماح للنزاع بينهما بأن يؤدي إلى انتخابات جديدة وسط وباء فيروس كورونا.

ونقلت إذاعة "كان" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] عن مسؤولين كبار في كلا الحزبين قولهم إنه إذا رفض نتنياهو تقديم تنازلات، فسوف يرفض الحزبان دعم رئيس الحكومة علناً كما فعلا في الانتخابات الأخيرة، كما أنهما لن يلتزما بدعم نتنياهو كرئيس للحكومة بعد الانتخابات، وهو ما قد يحرمه من دعم 61 عضو كنيست يحتاج إليه.

وقال عضو الكنيست يوري ماكليف من يهدوت هتوراه إن حزبه سيعارض أي خطوة تؤدي إلى الدعوة إلى انتخابات.

ودعا وزير الداخلية أرييه درعي [رئيس شاس] حزبي الليكود وأزرق أبيض إلى تخفيف التهديدات بتفكيك الائتلاف. وقال إن الشعب الإسرائيلي لا يفهم هذا النزاع.

وأكد درعي الذي كان له دور فعال في تحقيق إقامة حكومة الوحدة بين نتنياهو وغانتس، أنه يواصل محاولة التوسط بينهما.

من ناحية أُخرى، قال رئيس حزب أزرق أبيض بني غانتس في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس، إن علاقاته مع أحزاب الحريديم ممتازة، وأكد أن هذه الأحزاب تريد حكومة مستقرة.

وأضاف غانتس أن أي شخص لا يلتزم باتفاقية الائتلاف التي تم توقيعها قبل ثلاثة أشهر سيضطر بعد ذلك إلى شرح ما حدث.

وتعهد غانتس بعدم التراجع عن مطلبه بتقديم ميزانية لمدة سنتين على النحو المنصوص عليه في اتفاقية الائتلاف، وشدّد على أن الانتخابات في ظل غياب استقرار اقتصادي ليست جيدة لأي شخص في إسرائيل.

ويسعى نتنياهو للتراجع عن اتفاقيته الائتلافية مع غانتس وتمرير ميزانية للفترة المتبقية من السنة الحالية، مشيراً إلى عدم اليقين الناشئ عن أزمة فيروس كورونا، لكن الكثيرين يعتبرون ذلك طريقة للتراجع عن ترتيبات تقاسم السلطة التي وقعها مع غانتس الذي من المقرر أن يتولى رئاسة الحكومة في أواخر السنة المقبلة.

"يديعوت أحرونوت"، 4/8/2020
تقرير مراقب الدولة الإسرائيلية: 28% من السكان لا يملكون وسائل وقاية من الصواريخ بالقرب من منازلهم

أفاد تقرير جديد لمراقب الدولة الإسرائيلية متنياهو إنجلمان صدر أمس (الاثنين) أن أكثر من 2.6 مليون إسرائيلي يشكلون 28% من عدد السكان لا يملكون وسائل وقاية من الصواريخ بالقرب من منازلهم، وأشار إلى أن خُمس الملاجئ العامة في إسرائيل لن تضمن الحماية الكافية للسكان في حال وقوع هجوم. 

وأشار التقرير إلى أنه في جولات القتال التي جرت في السنوات الأخيرة تم إطلاق مئات الصواريخ على إسرائيل يومياً، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد في جولات القتال المقبلة، وأن يتم إطلاق عشرات آلاف الصواريخ على مدى عدة أيام. 

وأوضح التقرير أنه على الرغم من أن الملاجئ العامة في المستوطنات المحاذية لمنطقة الحدود مع لبنان تُعتبر صالحة للاستخدام، إلّا إنها تفتقد إلى الشروط التي تتيح إمكان إقامة مستمرة وطويلة، مثلما هو مطلوب في مناطق كهذه. كما أن الخطة الرامية إلى إخلاء 300.000 شخص في أثناء المعارك لم تكتمل بعد، وهناك أجزاء من الخطة لا يمكن تطبيقها.

وفيما يتعلق بالمستوطنات المحاذية لقطاع غزة، جاء في التقرير أنه لا توجد بعد حماية وفقاً للمعايير المطلوبة لنحو ربع مليون شخص تبعد منازلهم 40 كيلومتراً عن القطاع.

ووجّه تقرير مراقب الدولة انتقادات إلى وزارة الأمن الداخلي واتهمها بالتقصير في توفير الحماية المطلوبة من الصواريخ لعدد من المنشآت الحيوية والبنى التحتية.

واعترف الجيش الإسرائيلي بأوجه القصور، لكنه في الوقت عينه أكد أنه لم يتمكن من معالجتها بسبب عدم وجود ميزانية.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 29/7/2020
عبّروا عن إعجابكم بالاحتلال: ما الذي يمكن تعلّمه من صفحات الفايسبوك التي يستخدمها الشاباك
هليل كوهين - رئيس قسم الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية في الجامعة العبرية، وهذا النص هو جزء من بحثه "حوار يهودي - عربي من الحاخام سعديا غاؤون وصولاً إلى الفايسبوك"

[القسم الثاني]

صفحات عربية إسلامية أخلاقية

  • صفحات الشاباك مزينة بصور إسلامية، وآيات من القرآن، وأمثال وحكم عربية. الهدف خلق انطباع بأن ضباط الشاباك يعرفون الثقافة العربية والإسلامية، ويحترمون التقاليد ويشكلون، إلى حد ما، جزءاً من النسيج الاجتماعي المحلي. القراء الفلسطينيون الذين يدخلون إلى صفحة الشاباك يردون على ذلك بأساليب مختلفة. هناك مَن لا يفهمون بالضبط أي صفحة فايسبوك فتحوها، في الأساس صفحة "بدنا نعيش" التي لا تقدم نفسها كصفحة للشاباك، ويطرحون أسئلة من نوع "هل أنتم عرب؟" أو "هل أنتم مسلمون؟" وغيرها. مشاركون آخرون يعرفون أن الاستخبارات الإسرائيلية هي وراء صفحات الفايسبوك هذه، ويستغلون أخطاء نحوية ولغوية للسخرية من طاقم كتّاب الشاباك. "حوّل إليّ تعليقاتك قبل نشرها"، كتب فلسطيني من منطقة بيت لحم إلى الكابتن بشير الذي أخطأ في أسماء قرى من منطقته.
  • الآيات القرآنية التي يستشهد بها المنسقون تتكرر بصورة كبيرة وتنقل رسائل تتلاءم مع توجه الشاباك. هناك آية مشهورة جداً هي "لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" (من سورة البقرة)، والتي تُذكر كجزء من الاقتراح بالامتناع من القيام بعمليات ضد الاحتلال أو ضد إسرائيل، لأن هذا يؤدي إلى ضرر ذاتي (يشدد الضباط في الشاباك على أن نهاية أي هجوم هو الموت أو الاعتقال أو هدم منزل العائلة). في زمن الكورونا أُضيف مضمون آخر إلى هذه الآية - المحافظة على قواعد الوقاية من الوباء، ولقد استخدمها عناصر الشاباك الذين يحاولون إظهار حرصهم على جميع السكان.
  • نشر التهاني قبل الأعياد، وقبل شهر رمضان، أمر مألوف. الكابتن أديب الذي يعمل في الخليل من قِبَل الشاباك، على سبيل المثال، نشر مثل كثيرين من نظرائه، تهاني بعيد الفطر مع صورة تقليدية للهلال منيراً فوق مسجد مكة وفوقه كتابة: "شهر التوبة والغفران". وحصل على ردود قليلة جافة "رمضان هو شهرنا وليس شهركم". وعن التهنئة التقليدية التي كتبها – كل عام وأنتم بخير، أجابه أهالي الخليل: "بعون الله نحن بخير، فقط ابتعدوا عنا."

أي بطل يقتل طفلاً؟

  • أداة مألوفة في الحرب النفسية هي التشهير - له أساس أو من دون أساس - بنشطاء "حماس" أو تنظيمات أُخرى. فيما يلي عدة أنواع من التشهير. في صيف 2019، نشر الشاباك على صفحته على الفايسبوك تعليقاً عن ناشط من "حماس" يعيش في غزة، وهو من الخليل، ويتحرش جنسياً بالأولاد. لا يمكن معرفة ما إذا كانت هذه المعلومة صحيحة أم لا، لكنها تنسجم جيداً مع خط الشاباك الذي يدعي أن النشطاء الفلسطينيين منحطون أخلاقياً. الهاشتاغ الذي أُلحق بالصورة يقول: "هذا ليس رفيقاً لنا"، أي، هو عار على الخليل. هكذا يقدم الكاتب نفسه كأنه يستطيع أن يتحدث باسم أهل الخليل، كما في حالات أُخرى يتحدث فيها عناصر الشاباك عن الواقع الفلسطيني بضمير المتكلّم (مثل أنا، نحن). الردود على هذا التعليق كانت في معظمها ساخرة.
  • محاولة من نوع آخر لزعزعة شرعية القيادة الفلسطينية من خلال الادعاء أن عناصر "حماس"، في الأساس الموجودين في غزة، يستغلون الفتيان الصغار في الضفة الغربية من أجل أغراضهم السياسية. الافتراض وراء هذا الادعاء هو أن الفتيان الصغار الذين ينضمون إلى "حماس" لا يفعلون ذلك عن إيمان ديني، أو عن واجب وطني، بل لأن هناك طرفاً خارجياً يتلاعب بهم. هذا هو أيضاً التوجه الذي يقدمه عناصر الشاباك إزاء قيادة السلطة الفلسطينية في الضفة، على الرغم من كونها تتعاون مع الشاباك في الصراع ضد "حماس". في 28 كانون الثاني/ يناير 2020، ومع نشر خطة ترامب، بادرت قيادة السلطة إلى عمليات احتجاج. عمل عناصر الشاباك هذه المرة على تشويه سمعة قيادة السلطة بهدف تقليص الاحتجاج الفلسطيني. "من المهم لي أن تمر الأيام القادمة بسلام"، كتب الكابتن مفيد الذي يعمل في الخليل. "جزء منكم يمكن أن يتأثر بتحريض القيادة الفلسطينية الفاشلة التي عملت طوال سنوات من أجل مصالحها الخاصة فقط. إنني أنصحكم بعدم الانجرار وراء تحريضها، هي ببساطة لا ترسل أولادها إلى الشوارع، ولا يرشقون الحجارة، ولا يشاركون في أعمال الشغب، لأن أهميتهم في نظرهم تعلو على أهمية أكبر من سائر أبناء الشعب."
  • وسيلة أُخرى للمس بصورة النضال الفلسطيني، هي الإشارة إلى عناصر غير أخلاقية في الهجمات التي ينفذها فلسطينيون. خلية عصام البرغوثي المذكورة أعلاه، نفّذت في كانون الأول/ديسمبر هجوماً بإطلاق النار في تقاطع عوفرا. وكان بين الجرحى امرأة حامل في الشهر السابع. الجنين الذي كان في بطنها أصيب، وقام الأطباء بعملية ولادة قيصرية طارئة، لكن المولود توفي بعد ثلاثة أيام. الشاباك نشر صورة جثة مغطاة قبل الدفن وإلى جانبها العبارة التالية: "كيف يشعر شعب عندما يفتح أبطاله النار على امرأة حامل؟ أي بطل يقتل طفلاً قبل ولادته وهو لا يزال في رحم أمه؟ وأي بطل يهرب بعد أن يفتح النار على جنود؟ هؤلاء ليسوا أبطالاً. عناصر حماس ليسوا أبطالاً، بل جبناء."
  • من المحتمل أن طاقم الشاباك في صفحة الفايسبوك "بدنا نعيش" الذي كتب هذا التعليق عانى جرّاء موت الجنين مثل كثيرين من الجمهور الإسرائيلي الذي تابع وضعه عبر وسائل الإعلام. بيْد أن نشر الصورة والتعليق أشار أكثر من أي شيء آخر إلى الفجوة بين حديث الشاباك المتعالي (وربما الإسرائيليين عموماً) وبين الحديث الفلسطيني. نال التعليق مئات الردود التي هدفت إلى الوقوف في مواجهة الشاباك. الردود أوضحت أن الحديث الإسرائيلي – الفلسطيني الذي يدّعي الاهتمام  بحياة الشعبين ويتفاخر بأخلاقية عالية، هو بمثابة ذر الرمال في العيون. فلسطينيون رأوا مراراً وتكراراً صور أولاد مقتولين في غزة (وأحياناً أيضاً في الضفة)، وهناك مَن يعرفون شخصياً أو من خلال وسائل الإعلام حالات أجهضت فيها نساء فلسطينيات على المعابر، رفضوا المشاركة في دموع منسقي الشاباك. وكالعادة كان هناك مَن قدم حججاً منطقية، ومَن اكتفى بالسخرية، وكان هناك مَن شتم، ومَن تمنى موت كل يهودي.
  • التعبير عن تعاطف أو حزن كان قليلاً. وهو ترافق مع اقتراح لمنسقي الشاباك توسيع نظرتهم: "هنا حرام (ممنوع مرفوض ومدان)، لكن هل القتل في غزة ليس حراماً؟ "كتبت إحدى المشاركات. شخص آخر (يبدو من صفحته أنه من الإخوان المسلمين) ادعى أنه من الواضح له أن النية لم تكن قتل الجنين أو المرأة، لأن هذا يتعارض مع الدين الإسلامي."

نهاية بشعة لمعارضي الاحتلال

  • كلمة "احتلال" لا تشكل جزءاً من قاموس الشاباك السياسي، والأكيد هي ليست جزءاً من حملات تغيير الوعي. في نظر الشاباك، الوضع الحالي الذي تسيطر فيه إسرائيل وتتوسع المستوطنات، هو معطى لا مجال لمناقشته والشاباك يدافع عنه. شبان فلسطينيون يخرجون للتظاهر، أو لرشق الحجارة، أو يشاركون في الكفاح المسلح، في العالم الافتراضي الذي بناه الشاباك، هم يعملون ضد السلام، أو ضد إسرائيل، أو لإلحاق الضرر بحسن الجوار مع المستوطنين اليهود. علاوة على ذلك، هم في نظر الشاباك يفعلون ذلك لأن أطرافاً خارجية زرعت أفكاراً مؤذية في رأسهم.
  • الحجة التي ينشرها الشاباك بسيطة وسهلة الاستيعاب. هؤلاء الشبان يضرون قبل كل شيء بأنفسهم وبعائلاتهم. لذا، يتوجه الشاباك إلى أمهات النشطاء، ويدعوهن إلى إبقاء أولادهن في المنزل كي لا يخسروا حياتهم أو حريتهم. "من أجلهم ومن أجل سلامتك أيتها الأم العزيزة إذا كنت تشكّين في أن لابنك علاقة بهذه الهجمات بلّغينا، أو انقلي الخبر إلى سلطات مسؤولة." في حزيران/يونيو 2020، وعند اعتقال شخصين من الخليل بتهمة إقامة علاقة مع "حماس"، أحدهما طالب طب والثاني محاسب، نشر الشاباك على الفايسبوك فيديو يصور اعتقالهما وصورتهما بعد اعتقالهما وعبارة "العلاقة مع حماس تضر بمسار حياتكم"، هذا الفيديو حظي بأكثر من 20 ألف مشاهدة.
  • هذه الحجة تنطوي على منطق معين: الفرص كثيرة بأن تصل قوات الأمن إلى هؤلاء النشطاء، ومصيرهم سيكون الموت أو السجن. لكن حديث الشاباك يتجاهل وجود شعور وطني وديني وإحساس بالعدالة واستعداد للتضحية وغير ذلك. صحيح أن هذا هو أسلوب الحملات لتشكيل الوعي: البحث عن حلقات ضعيفة، وتقديم صورة جزئية للعالم، ليست كاذبة تماماً، من أجل تعزيز الحوار السائد للذين يريدون الهدوء واليائسين من أمل بالحصول على الحرية، ومن أجل إخفاء الدوافع الإيجابية للمناضلين من أجل حريتهم.
  • هذا أيضاً هو هدف نشر صور هدم منازل فلسطينيين، أو اعتقال أولاد. هذه الصور تظهر أحياناً في وسائل الإعلام كي تعرض الوجه السلبي لإسرائيل. الهدف هنا هو تعزيز خوف الفلسطينيين من التدخل في عمليات المقاومة.
  • لكن الفايسبوك يسمح لنا أيضاً برؤية ردود مناقضة. ليس فقط الادعاء أن أعمال الشاباك إرهابية، بل أيضاً تقديم دوافع النشطاء من وجهة نظرهم: "هؤلاء الشباب يعملون من أجل تحقيق حقوقهم الأساسية : العدالة والحرية"، ردت إحداهن. "أسرى حماس هم فخر لنا كلنا." رد آخر. رد أحدهم "صفحة حقيرة"، وأضاف آخر "تعيش حماس. حماس الأسد، وأنتم ستذهبون إلى مزبلة التاريخ."
  • نشطاء فلسطينيون يعيشون في عمق العالم الافتراضي يدركون أن صفحات الشاباك هي جزء من معركة أوسع من حرب نفسية إسرائيلية - تضم ظاهرة متحدثين إسرائيليين على قنوات تلفزيونية عربية، صفحات تويتر وفايسبوك لمنسق الأنشطة في المناطق، مواقع عربية للناطق بلسان الجيش الإسرائيلي وغيرها - حرب هدفها تقويض التزام سكان المناطق بقوميتهم الفلسطينية. هؤلاء الناشطون نشروا تعليقاً دعوا فيه إلى عدم الإعجاب بصفحة منسق الأنشطة في المناطق، وكشف دوره المخادع، وعدم التعاون أيضاً مع الوجوه الإيجابية للاحتلال. حركة "فتح" وأطراف أُخرى نشرت تعليقات على الفايسبوك مع هاشتاغ: "أو المنسق أو نحن"، حقق آلافاً من الردود الإيجابية.
  • لكن العالم الافتراضي لديه حياته الخاصة، وعلى الرغم من التحفظات، أيضاً الفلسطينيون الذين لديهم معرفة سياسية وأولئك الذين ليس لديهم، يدخلون إلى صفحات الشاباك، أحياناً يردون، وأحياناً لا يردون. هل تحقق هذه الصفحات هدفها؟ هل ينجحون في تغيير الوعي الفلسطيني؟ الصحافي يوني بن مناحيم استشهد بمصادر أمنية تدّعي أن كثيراً من الهجمات أُحبط بفضل هذه الصفحات. لكن من الممكن التشكيك في الادعاء بحد ذاته - من الممكن أنه هو ذاته جزء من الحرب النفسية. مع ذلك، من المحتمل أن تستطيع هذه الصفحات في أوقات التهدئة التأثير في جزء من الشباب ومنعهم من الانضمام إلى النضال المسلح.
  • هل هذه المنشورات قادرة على إجراء تغيير حقيقي للوعي الفلسطيني؟ من المعقول الافتراض أن هذا لن يحدث. السبب الأساسي هو غطرسة الكتّاب وعدم تعاطفهم مع الوضع الفلسطيني. أحد النماذج من ذلك توقّع الشاباك والتوقّع الإسرائيلي أن الفلسطينيين ستصدمهم صور طفل يهودي مقتول، بينما المنسقون أنفسهم، وأيضاً الإسرائيليون عموماً لا يعبّرون عن صدمتهم إزاء عشرات الأولاد الفلسطينيين الذين قُتلوا على يد الجيش الإسرائيلي. نموذج آخر هو التعليقات التي يقدمها عناصر الشاباك مع التفسيرات عن أهمية يوم الاستقلال بالنسبة إلى الإسرائيليين، من دون ذكر الثمن الذي دفعه الفلسطينيون لقاء استقلال الدولة اليهودية، وبينما الإسرائيليون أنفسهم يمنعون استقلال الفلسطينيين. بهذا المعنى، صفحات الفايسبوك تشكل أكثر من أي أمر آخر نصباً افتراضياً للغطرسة، وللانفصال عن الواقع، وعمى إسرائيل الرسمية وممثليها في المناطق.

 

"يديعوت أحرونوت"، 6/8/2020
الانفجار في مرفأ بيروت أعاد إلى الأذهان مخاطر الصناعات الملوثة في منطقة حيفا
ليئور إل- حاي - مراسل لشؤون البيئة
  • أعاد الانفجار الذي حدث في مرفأ بيروت إلى الأذهان موضوع المواد الكيميائية الخطرة التي تستخدم في الصناعات في منطقة حيفا. وأشارت باحثة في "مركز حيفا للبحوث البيئية" إلى أن إسرائيل ليست مستعدة لحدث بحجم الانفجار الذي وقع في بيروت، وإلى أن وزارة شؤون البيئة ليس لديها جردة لجميع المواد الخطرة في هذه الصناعات، مؤكدة ضرورة إخلاء الصناعات المتفجرة والخطرة من حيفا وإبعادها عن التجمعات السكانية. وشددت على أن الحادث في لبنان يوضح خطورة تركيز المواد الخطرة بالقرب من مناطق ذات كثافة سكانية ويحتم إغلاق صناعات قابلة للاشتعال.
  • وأضافت هذه الباحثة: "إن ما انفجر في بيروت كان نترات الأمونيا. وعلى الرغم من تفريغ خزان الأمونيا في حيفا، إن خطر الأمونيا لا يزال يحوم في ميناء حيفا عندما تقف ناقلاته ليس بعيداً عن مراكز السكان، فضلاً عن وجود مصنع للأسمدة في وسط المدينة ويشمل حاوية فيها 15 طناً من الأمونيا من دون حماية."
  • وقالت رئيسة بلدية حيفا عينات كاليش روتم إنها تخوض منذ سنوات معركة لوقف توسع الصناعات الملوثة في حيفا، واليوم أصبح من الواضح أنه لا يكفي وقف توسعها فحسب، بل أيضاً يجب إبعادها كلياً من هنا.
  • وتُعتبر كلمة أمونيا الخطر الأشد تهديداً بالنسبة إلى سكان مدن حيفا والكرايوت ونيشر وكريات طبعون، فضلاً عن أنه في حال حدوث انفجار في حاوية الأمونيا، ستصل آثاره إلى منطقة الجليل الغربي في الشمال، وإلى زخرون يعقوب في الجنوب، وسيتسبب بمقتل مئات آلاف السكان وتدمير العديد من المباني وتدهور إسرائيل إلى كارثة غير مسبوقة.
  • ومن الواضح للجميع أن حاوية أمونيا واحدة تشكل على الرغم من خطرها الهائل، نقطة في بحر المصانع الملوثة والمواد الخطرة. وأشار تقرير لمراقب الدولة الإسرائيلية إلى أن منطقة مفراتس حيفا [خليج حيفا] تحتوي على ما لا يقل عن 800 مادة خطرة. والأماكن الأكثر خطورة هي حاويتان للوقود في كريات حاييم وكريات طبعون، ومنطقة الأمونيا في ميناء حيفا، وحاوية المواد الكيميائية المُقامة هذه الأيام في ميناء خليج حيفا، وحاوية الغاز في كريات آتا.
  • ويؤكد السكان في منطقة حيفا أنهم شبعوا وعوداً من السياسيين ووزراء شؤون البيئة، وأن معظم البرامج لتنظيف المنطقة من الصناعات الخطرة والملوثة لا يزال حبراً على ورق. ووفقاً لهذه البرامج، من المتوقع أن تبدأ عملية إخلاء هذه الصناعات سنة 2025، وبعد 5 سنوات يمكن إقامة أحياء سكنية بدلاً منها. غير أن السكان لا يصدقون السياسيين، كما أن هناك عدم ثقة بين السياسيين أنفسهم، وكان من الصعب أن تعثر أمس على مواطن واحد، أو حتى على سياسي واحد يؤمن أنه في غضون 10 سنوات من الآن ستصبح المصالح الاقتصادية في المرتبة الثانية، وسيتم إخلاء الصناعات الخطرة والملوثة من منطقة حيفا كي تُقام أحياء سكنية بدلاً منها.

 

"هآرتس"، 5/8/2020
بعد الانفجار في مرفأ بيروت، إلى أين يتوجه نصر الله
يوسي ميلمان - محلل سياسي
  • موجات عصف انفجار مخزن المواد الكيميائية في مرفأ بيروت ستستمر في التردد في آذان حزب الله ولبنان زمناً طويلاً. وهي تربك التنظيم الشيعي الذي أضعفته الأزمة الاقتصادية والصحية أيضاً. حتى لو كان من غير الواضح ما إذا كان مخزن هذه المواد يعود إلى حزب الله، فإن ضغط المعارضين له في لبنان سيزداد، ومنذ الآن تسمع دعوات إلى نزع سلاحه.
  • هذه الدعوات والصدمة التي تسود الدولة سيخففان من رغبة الحزب في استفزاز إسرائيل وتحديها، لكن ثمة شك في أن الانفجار ونتائجه المدمرة سيغيران بصورة جذرية كيانه وماهيته. إن كل "سبب وجود"" حزب الله وحقه في الوجود يعودان إلى فكرة "المقاومة" ضد إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، تدور إشاعات كثيرة في لبنان، بينها الادعاء أن إسرائيل مسؤولة عن الموضوع.
  • المحاولتان الأخيرتان للتسلل على الحدود الإسرائيلية مع لبنان وسورية، تشيران إلى أنهما لم تكونا نزوة عرضية أو تعبران فقط عن رغبة حزب الله، أو وكيل شيعي آخر لإيران، للانتقام لهذا الهجوم أو ذاك للجيش الإسرائيلي في سورية. هناك مؤشرات تدل على تغيير في استراتيجيا حزب الله الذي شعر بأنه تحرر من "عبء" تدخله في سورية ويسعى لمعاودة الاحتكاك بإسرائيل.
  • مع ذلك، يواصلون في الجيش الإسرائيلي وفي الاستخبارات تمسكهم بتقدير أن ما حدث هو ما سيحدث. أي أن إسرائيل ستواصل كما تشاء مهاجمة أهداف إيرانية في سورية، وتعمل على عرقلة وإحباط كل انتقال لمكونات تساعد في تحسين دقة صواريخ حزب الله المخبأة في منازل وتحصينات تحت الأرض (لدى الاستخبارات الإسرائيلية معلومات كثيرة عنها) - كل ذلك من دون أن تدفع أي ثمن لذلك.
  • في هذا الشهر، قبل 14 عاماً (12 آب/أغسطس 2006) جرى التوصل إلى اتفاق بالاستناد إلى القرار 1701، الصادر عن مجلس الأمن في الأمم المتحدة، أدى إلى إنهاء حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو 2006]. نص الاتفاق على نزع سلاح جميع الميليشيات المسلحة، واحترام إسرائيل ولبنان سيادة بعضهما البعض، وأن تنتشر بالقرب من الحدود في الجانب اللبناني قوة فصل كبيرة تابعة للأمم المتحدة.
  • في الجمهور الإسرائيلي، وفي الأساس بسبب محللين ومراسلين عسكريين قصيري النظر، تجذرت وجهة النظر بأنها حرب فاشلة. وسائل الإعلام، بدعم من رئيس المعارضة آنذاك بنيامين نتنياهو، طالبت برأس رئيس الحكومة إيهود باراك ورئيس الأركان دان حالوتس. صحيح أن الحرب كشفت ضعف الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ووقعت أخطاء تكتيكية في الإدارة العسكرية للمعركة، لكن من وجهة نظر استراتيجية، من الواضح أن نتائجها كانت من أفضل ما عرفته إسرائيل.
  • باستثناء حوادث معدودة لتبادل إطلاق نار وصواريخ، فإن أكبر إنجاز لحرب 2006 الذي يعود الفضل فيه إلى أولمرت وحالوتس، هو استمرار الهدوء منذ ذلك الوقت. حزب الله مرتدع إلى حد أن زعيمه حسن نصر الله نفسه اعترف بأنه أخطأ عندما بادر إلى خطف الجنود وجر الطرفين إلى حرب.
  • لكن مباشرة بعد الحرب، سارع الطرفان إلى خرق أجزاء من الاتفاق. حزب الله لم يتخل عن سلاحه، وبمساعدة إيران، بدأ يتسلح بصواريخ جديدة بعيدة المدى وأكثر تطوراً. إسرائيل واصلت طلعاتها في سماء لبنان. حتى سنة 2013، أي خلال عامين على نشوب الحرب الأهلية في سورية، سلمت إسرائيل بتسليح إيران لحزب الله - لكنها بعد ذلك استغلت الفوضى، وبدأ سلاح الجو الإسرائيلي بمساعدة استخبارات دقيقة بقصف شحنات السلاح من إيران إلى حزب الله، ولاحقاً أيضاً ضرب جهود قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، إقامة قاعدة استخباراتية وصواريخ ونشر قوات بالقرب من الحدود مع إسرائيل في هضبة الجولان.
  • إسرائيل من جهتها، زادت جهودها لإحباط وعرقلة "رؤية سليماني" واستعانت من أجل ذلك بتفاهمات وغض نظر من جانب روسيا. في استطاعة إسرائيل أن تتباهى بأنها نجحت إلى حد ما. شبكة الإرهاب والميليشيات التي أقامها سليماني وحزب الله بالقرب من الحدود، كذلك الشبكة التي أقامها سمير القنطار وجهاد مغنية (ابن عماد مغنية الذي يُنسب اغتياله في سنة 2008 إلى إسرائيل والولايات المتحدة) دُمرت. تحت ضغط إسرائيل، وتنظيم داعش، والكورونا، والأزمة الاقتصادية، واغتيال سليماني في عملية أميركية، قلصت إيران وجودها في سورية.
  • لبنان أيضاً يعاني جرّاء أزمة اقتصادية - هي الأقسى في تاريخه، وعلى ما يبدو، مكانة نصر الله ضعفت. لكن تحديداً في هذه اللحظات من التراجع يسود الانطباع أنه يشعر بأنه قوي. نصر الله يسيطر على لبنان منذ 28 عاماً، وموت سليماني وعماد مغنية جعله صورة مهيمنة؛ الشخصية الحصرية التي تبلور سياسة العلاقة بين إيران – سورية - إسرائيل وحزب الله. عودة مقاتلي الحزب إلى لبنان من سورية، خففت عنه العبء الدموي للحرب التي قُتل فيها نحو ألفين من عناصره وجُرح عدة آلاف.
  • صحيح أن لبنان واقع في أزمة عميقة، لكن نصر الله يعرف أن إسرائيل أيضاً تعاني جرّاء أزمة اقتصادية، وهو يشتمّ رائحة الضعف السياسي للحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو. يبدو أن وجهة نصر الله، بعد أن تخمد تداعيات الانفجار الدموي في مرفأ بيروت - هي نحو استئناف الحوادث والاحتكاك في مواجهة إسرائيل من حدود لبنان وسورية.
  • الردود المسالمة لإسرائيل تحديداً تقوّي من عزيمة الحزب. لقد سارعت بصورة ليست من سماتها إلى تكذيب أي تورط لها بالكارثة، خطوة تدل على أنها لا تريد التصعيد، وأنها تتخوف من أن يتهمها حزب الله بالمسؤولية ويحاول استغلال الحادثة للقيام برد انتقامي، مثل إطلاق صاروخ على منشأة كيميائية في مرفأ حيفا.
  • أيضاً المناورات الخادعة والتلميحات من الجيش الإسرائيلي - تقليل من الوجود في المواقع تلفيق إخلاء جنود جرحى، والامتناع من ضرب عناصر حزب الله - هي خطوات مهمة في الحرب النفسية، لكنها أيضاً تعكس ضعفاً، وتُظهر الجيش الإسرائيلي، أقوى جيش في الشرق الأوسط، كأنه يتخوف ويتهرب من الحوادث.
  • يوجد ميزان ردع متبادل، والطرفان لا يريدان حرباً، لكن تزداد فرص أن يتجرأ حزب الله أكثر فأكثر ويحاول استفزاز إسرائيل، عندما تخف صدمة انفجار بيروت.