مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
ذكر مصدر دبلوماسي إماراتي مطّلع أن هدف الجولة التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركي في المنطقة الحصول على موافقة مبدئية من دول المنطقة للمشاركة في مؤتمر سلام إقليمي يُعقد برعاية أميركية خلال الأسابيع المقبلة في إحدى دول الخليج.
وقال المصدر لصحيفة "يسرائيل هَيوم" إن الأميركيين حصلوا على موافقة إسرائيل والإمارات على الفكرة، كما حصلوا على وعد مبدئي من دول أُخرى في المنطقة بإرسال ممثل لها إلى المؤتمر. ومن بين الدول التي وعدت البحرين، وعُمان، والمغرب، والسودان، وتشاد.
وبحسب المصدر الإماراتي الرفيع المستوى، قبل اجتماع بومبيو برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وخلال وجوده في القدس، جرى نقل رسائل إلى أبو مازن والقيادة الفلسطينية، مفادها أنه يسرّ واشنطن أن يوافق الفلسطينيون على المشاركة في مؤتمر السلام الإقليمي. علاوة على ذلك، قال المصدر إن بومبيو كان مستعداً للذهاب إلى مكتب رئيس السلطة أبو مازن في المقاطعة في رام الله وتسليمه الدعوة شخصياً للمشاركة في مؤتمر القمة الإقليمي من أجل الدفع قدماً بالسلام في الشرق الأوسط.
لكن بالاستناد إلى كلام المسؤول الإماراتي، رفض أبو مازن رفضاً قاطعاً الرسائل التي نُقلت إليه، وأعلن أن بومبيو "هو شخص غير مرغوب فيه في رام الله." وفي رأي المصدر، إذا رفض الفلسطينيون المشاركة في المؤتمر قد تكتفي السعودية ومصر والأردن بإرسال ممثلين لها في المؤتمر من مستوى موظفين كبار، وليس من مستوى وزراء. ورأى المصدر أن الموقف الفلسطيني الرافض مؤسف جداً، ففي رأيه، الفلسطينيون حصلوا على سلم للنزول عن الشجرة على صورة اقتراح محترم وعادل للمشاركة في مؤتمر القمة الإقليمي ورفضوه رفضاً قاطعاً من دون تبرير منطقي. وأضاف "على الفلسطينيين أن يدركوا أن عجلات السلام في المنطقة بدأت تتحرك، والسلام والتطبيع سيحدثان، مع الفلسطينيين أو من دونهم إذا واصلو رفضهم."
على صعيد آخر، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (24/8/2020) أن وزير الخارجية الأميركي بلّغ نتنياهو خلال الاجتماع الذي عقده معه في القدس يوم الاثنين أن الولايات المتحدة تنوي بيع سلاح لاتحاد الإمارات. ومما قاله بومبيو: "لدينا علاقات عسكرية مع اتحاد الإمارات، ولقد سبق أن زودناه بالسلاح. وسنواصل فحص عملية تزويده بالسلاح المطلوب للدفاع عن شعب الإمارات في مواجهة التهديد الإيراني. كما أننا ملتزمون بالمحافظة على التفوق النوعي لإسرائيل."
قال نتنياهو في الاجتماع مع بومبيو إن الاتفاق مع اتحاد الإمارات لم يتضمن موافقة إسرائيل على أي صفقة سلاح، وهو لم يكن على علم بصفقة من هذا النوع، وإن موقف إسرائيل لم يتغير. وأضاف: "سمعت من بومبيو وعوداً قوية بأن تضمن الولايات المتحدة التفوق النوعي لإسرائيل." واعتبر نتنياهو تطبيع العلاقات مع اتحاد الإمارات "بداية عهد جديد ستنضم إليه دول أُخرى. وآمل أن يحدث هذا في وقت قريب. إن هذا سيؤدي إلى تغيير الشرق الأوسط للمرة الأولى منذ ربع قرن."
وكان بوميبيو قد التقى أيضاً وزير الدفاع ورئيس الحكومة المناوب بني غانتس الذي قال له: "سنواصل بمشاركة الولايات المتحدة انتهاج خط لا هوادة فيه في مواجهة إيران التي تواصل تطوير سلاح نووي وتسلح ميليشيات في شتى أنحاء الشرق الأوسط. إيران تشكل خطراً على العالم، وعلى إسرائيل. وسنقف في وجهها سياسياً وأمنياً واقتصادياً. لن نسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي، وسنمنع حدوث ذلك بكل الوسائل."
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي بعد اجتماعه مع الوزير بومبيو: "تحدثنا عن التطورات في المنطقة، وشكرناه على السياسة الأميركية الشجاعة والحازمة ضد محاولات إيران التزود بسلاح نووي. إيران تشكل خطراً كبيراً جداً في كل المجالات والنواحي، لذلك لا يمكن ترك الأمور على ما هي عليه. قرار الولايات المتحدة تطبيق آليات العقوبات على إيران مهم وحيوي للمحافظة على الاستقرار في الشرق الأوسط. لا يمكن أن نسمح لإيران بأن تصدّر وتستورد سلاحاً ويجب إعادة فرض كل العقوبات."
أعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي مهاجمة طائرات حربية ودبابات ومسيّرات تابعة للجيش الإسرائيلي نفقاً ومواقع لـ"حماس" في جنوب قطاع غزة، وذلك رداً على إطلاق بالونات حارقة من القطاع في اتجاه إسرائيل.
من جهة أُخرى، أعلنت حركة "حماس" الإغلاق الكامل في القطاع مدة 48 ساعة بعد اكتشاف إصابات بعدوى الكورونا خارج مراكز الحجر في القطاع. وعلى الرغم من الإغلاق، سيصل الموفد القطري محمد العمادي إلى غزة قادماً من إسرائيل من خلال معبر إيرز. ومن المنتظر أن يلتقي كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية. وتُعتبر زيارة العمادي مهمة في ضوء التصعيد التدريجي بين "حماس" وإسرائيل.
وافق الكنيست مساء الاثنين على تأجيل إقرار الميزانية مدة 4 أشهر حتى 23 كانون الأول/ديسمبر مع 67 عضواً أيّد التأجيل، ومعارضة 37 عضواً. التسوية التي توصل إليها الليكود وحزب أزرق أبيض تقضي أيضاً بتأجيل التعيينات الإدارية لمنصب مفوض الشرطة والمستشار القانوني للحكومة والمدعي العام للدولة.
ورأت الصحيفة أن تأجيل إقرار الميزانية الذي منع حل الكنسيت والدعوة إلى انتخابات مبكرة لا ينطوي على حلول تضمن استمرار العمل الطبيعي للائتلاف الحكومي، نظراً إلى وجود العديد من المشكلات العالقة بين الليكود وحزب أزرق أبيض. وعلى الرغم من تحميل نتنياهو حزب أزرق أبيض مسؤولية عرقلة إقرار الميزانية واتهامه بالتسبب بانتخابات جديدة، فإن الرأي العام الإسرائيلي إجمالاً، حتى اليميني منه، لا يصدق ذلك، ويعتبر نتنياهو مسؤولاً عن الوضع، وربما هذا ما دفع نتنياهو إلى التراجع عن موقفه وقبول تأجيل الموافقة على الميزانية.
وتجدر الإشارة إلى أن نتيناهو مُصر على الموافقة على ميزانية لسنة واحدة، بينما يُصر حزب أزرق أبيض على الموافقة على ميزانية عامين.
ألقى وزير الدفاع السابق نفتالي بينت خطاباً في الكنيست هاجم فيه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على خلفية التصويت على تأجيل إقرار ميزانية الدولة. ورأى أن الحكومة الحالية لا تأخذ في الاعتبار مصلحة مواطنيها، وهي منقطعة تماماً عن الواقع، ولا تشعر بحالة عدم اليقين التي يشعر بها المواطنون. ولذلك فإن إسرائيل بحاجة إلى زعامة جديدة.
(القسم الثاني)
[عرض القسم الأول من المقال نشوء 3 ائتلافات إقليمية في منطقة الشرق الأوسط هي المحور الشيعي - الراديكالي بقيادة إيران، ومعسكر الدول السنية المعتدلة الموالية للغرب بقيادة السعودية، والكتلة المؤلفة من تركيا وقطر وحكومة الوفاق في غرب ليبيا، والتي تمثل ما يسميه الكاتب الإسلام السياسي. فيما يلي تتمة المقال]:
الصين تقترب والولايات المتحدة تبتعد
- الولايات المتحدة في مرحلة انسحاب من المنطقة منذ حققت استقلالها في مجال الطاقة. وقد انتقل مركز اهتمام واشنطن الاستراتيجي وتوظيف جهودها العسكرية والدبلوماسية منذ ولاية الرئيس أوباما إلى شرق آسيا. يعبّر ترامب عن عدم اهتمامه الواضح بالمنطقة ويحاول، على الرغم من معارضة البنتاغون، إنهاء التدخل العسكري في دول المنطقة.
- الولايات المتحدة لا تزال تتدخل بما يجري في الشرق الأوسط الجديد كي لا تخسر تماماً مكانتها كقوة عظمى عالمية، وبسبب التزامها بأمن إسرائيل وأمن دول الخليج العربية - السنية، في مواجهة جهود إيران للحصول على سلاح نووي، بالإضافة إلى رغبتها في بيع سلاح وبضائع لدول المنطقة.
- تؤيد الولايات المتحدة أيضاً الكتلة العربية السنية المعتدلة وتركيا. لكن غياب سياسة شرق أوسطية واضحة، وأحياناً ظهور ضعف من جانب أوباما وترامب، دفع دول المنطقة العربية إلى البحث عن سبل لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة. التطبيع مع إسرائيل هو أحد القنوات التي تأمل من خلالها دول الخليج بأن تعوض تخلي الأميركيين عنها.
- تعبير واضح لضعف وتدني مكانة الولايات المتحدة في المنطقة والعالم كان الهزيمة المهينة التي مُنيت بها هذا الأسبوع في مجلس الأمن، عندما طالبت بتمديد حظر بيع السلاح لإيران. وحدها جمهورية الدومينيكان أيدت طلب ترامب. كل الدول الأُخرى امتنعت من التصويت، وروسيا والصين عارضتا. التأثير الأساسي للولايات المتحدة في المنطقة هو غير مباشر. دول المنطقة، بما فيها إيران، تؤجل خطواتها وبلورة سياساتها في انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
- تدخّل روسيا في المنطقة يهدف في الأساس إلى تموضعها، كدولة عالمية عظمى مؤثرة ومساوية للولايات المتحدة، وقد تنجح في المكان الذي فشلت فيه الولايات المتحدة. التدخل في سورية يهدف إلى ابتزاز تنازلات فيما يتعلق بالعقوبات الغربية التي فُرضت على روسيا بسبب تدخلها واحتلالها [شبه جزيرة القرم] في أوكرانيا، ومن أجل محاربة الإسلام المتطرف وإبعاده عن حدود روسيا.
- يريد الروس أيضاً الدفع قدماً بمصالح اقتصادية، مثل بيع السلاح لدول المنطقة، ومشاريع تتعلق بترميم اقتصاد سورية. تدعم روسيا سورية وتحرص على الامتناع من الدخول في مواجهات مع إيران ووكلائها، وتحرص على الامتناع من المواجهة مع إسرائيل.
- صحيح أن بوتين أنقذ الأسد وباعه الكثير من السلاح، لكن إعادة إعمار سورية لا يلوح في الأفق. في ليبيا الجنرال حفتر المدعوم من القوات الجوية ومرتزقة روس، تلقى مؤخراً هزائم مهينة. في تشرين الأول/أكتوبر المقبل، عندما سترفع الأمم المتحدة الحظر عن بيع السلاح لإيران، تأمل روسيا بأن تحقق أرباحاً من عمليات بيع كبيرة للسلاح لطهران.
- الصين هي الوحيدة التي تنجح في استغلال الشرق الأوسط الجديد للدفع قدماً، خطوة تلو الخطوة، بمصالحها الاقتصادية والاستراتيجية. الجزء الشرق الأوسطي من مشروع "الحزام والطريق" الذي يهدف إلى تقريب الصين إلى أوروبا والحصول على وجود اقتصادي واستراتيجي في المنطقة يتقدم بصورة ليست سيئة، وإذا تحقق اتفاق الاستثمارات الضخم الذي تريد إيران توقيعه معها، ستتحول الصين إلى عنصر إقليمي مؤثر. حتى الآن هي ليست كذلك.
إسرائيل في الطريق إلى كتلة الإمارات – السعودية
- منظومة التكتلات في الشرق الأوسط تغيّر نحو الأحسن، وبصورة واضحة، الوضع الاستراتيجي لإسرائيل، على الرغم من أن بقاء الكتلة الشيعية - الراديكالية معادية وخطرة كما كانت، والمواجهة مع تركيا أيضاً تتفاقم. أيضاً نوايا التخلي والضعف التي تظهرها حالياً الولايات المتحدة لا تساعد أمن إسرائيل، لكن اتفاق التطبيع مع الإمارات هو "تغيير في قواعد اللعبة" [game changer] حقيقي تقريباً من جميع النواحي.
- عندما سيوقَّع هذا الاتفاق، ستبدأ إسرائيل سيرها على طريق الحصول على مكانة أمر واقع كعضوة أُخرى في كتلة الدول العربية السنية المعتدلة. من المعقول الافتراض أن اتفاقاً مشابهاً للاتفاق الموقَّع مع الإمارات يمكن أن يوقَّع مع البحرين، وربما مع السعودية والكويت، بعد الانتخابات في الولايات المتحدة. قطر لدينا علاقات طبيعية معها، على الرغم من عدم وجود اعتراف دبلوماسي.
- الاتفاق مع الإمارات يحررنا من الحصول على الأهلية التي من المفترض أن يعطينا إياها الفلسطينيون في هذا السياق، ويمنحنا أيضاً قناة تعاون اقتصادي مضمونه أكبر. هو يحسّن أيضاً قدرتنا على مواجهة التهديد النووي الإيراني وسائر التهديدات التي تحيط بنا من المحور الشيعي - الراديكالي. حتى لو جرى بيع طائرات أف-35 وسلاح متطور للإمارات، فإن خطرها على الدولة في حال "انقلبت علينا" سيكون محدوداً.
- في هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن عدداً كبيراً من القادة والمقاتلين ومشغّلي منظومات السلاح في القوات المسلحة الإماراتية هم أجانب. ليس فقط باكستانيون وبنغاليون، بل أيضاً أميركيون وأوروبيون وكولومبيون بأعداد كبيرة.
- هذا الواقع يقلص كثيراً من الخطر على إسرائيل في حال حدوث انقلاب إسلامي متطرف في اتحاد الإمارات. وإذا قررت الولايات المتحدة - ويبدو أن هذا سيحدث قريباً - بيع طائرات أف-35 لاتحاد الإمارات، فإنها ستصبح عملانية فقط بعد مرور نحو ثماني سنوات.
- لا تملك هذه الطائرات مدى بعيد للطيران مثل طائرات الشبح التي تملكها إسرائيل، وهي ستحتاج إلى الانطلاق من الأردن أو الهبوط فيه قبل أو بعد أي هجوم على إسرائيل، أو القيام بعملية تزود بالوقود جواً. كل هذا سيجعل من الصعب جداً على طائرات أف-35 الإماراتية مفاجأتنا، أو التغلب على منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية.
- بيع الطائرات يكسر عملياً مبدأ المحافظة على التفوق النوعي لإسرائيل الذي تحول إلى قانون في الكونغرس الأميركي، لكن هذا المبدأ كُسر منذ زمن. طائرات أف-15 التي باعت الولايات المتحدة العشرات منها للسعودية، والتي تعمل من أراضيها حالياً، تشكل خطراً أكبر علينا من بضع طائرات أف-35 ستنتقل إلى سلاح الجو الإماراتي. مَن يجب أن يخاف هم الأميركيون - أهدافهم على الساحل وأسطولهم موجود على مسافة بضعة عشرات من الكيلومترات من شاطىء أبو ظبي.
- من الممكن، ويجب التوصل إلى اتفاق مع الأميركيين، على مكونات وأجهزة تكون - أو لا تكون - في الطائرات التي سيحصل عليها محمد بن زايد زعيم الإمارات.
- من المهم الإشارة إلى الأسلوب الفضائحي الذي سمح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لنفسه بإدارة المفاوضات بصورة حصرية على اتفاق تطبيع العلاقات. يجب على مراقب الدولة أن يفحص هذه القضية في العمق وإشراك الجمهور في النتائج التي توصل إليها بأسرع وقت ممكن. لكن الاتفاق يساعدنا على الاندماج في مكان جيد في وسط الشرق الأوسط الجديد.
- الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس راضياً عن التمركز العسكري لإيران في سورية، وعن جهودها للسيطرة على الموارد الطبيعية في سورية. يرى بوتين في النشاط الإيراني الذي يهدف، من بين أمور أُخرى، إلى فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل في هضبة الجولان السوري، خطراً كبيراً على الاستقرار الذي تعمل روسيا على ترسيخه في سورية مع انتهاء الحرب الأهلية السورية في معظم أجزاء الدولة، كي تستطيع المساعدة في إعادة الإعمار، وقطف ثمار استثمارها في سورية في السنوات الأخيرة.
- إحدى الجبهات التي تقلق الرئيس بوتين كثيراً هي جنوب سورية، وخصوصاً الجولان الذي أقام فيه حزب الله بمساعدة عسكرية من سورية وإيران بنية تحتية عملانية واستخباراتية لمهاجمة إسرائيل، وهذه المنطقة يمكن أن تؤدي إلى اشتباك عسكري كبير مع إسرائيل.
- في سنة 2018 أقام الروس قوة عسكرية سُميت "الفيلق الخامس" انضم إليه متمردون ضد نظام بشار الأسد، والآن يقيم الروس اللواء الثامن الذي سيلتحق بهذا الفيلق، وسيضم بضعة آلاف من المقاتلين.
- قبل بضعة أيام انتهت دورة تدريب شملت عدة مئات من المقاتلين في اللواء الثامن في بلدة بصرى الشام في منطقة درعا جنوب سورية. المئات الذين شاركوا في الدورة هتفوا ضد نظام بشار الأسد، ورفعوا لافتة كُتب عليها: "سورية ملك لأهلها، وهي ليست مزرعة لأحد".
- يترأس اللواء الثامن أحمد العودة، أحد كبار قادة "الفيلق الخامس" الذي أعلن إقامة "الجيش الموحد"، أو باسمه الثاني "جيش حوران".
من هو أحمد العودة؟
- ولد أحمد العودة في بلدة بصرى الشام وبدأ حياته كمقاتل في صفوف المتمردين ضمن تنظيم "جبهة النصرة"، لكنه انشق عنها. في سنة 2013 حظيت القوة العسكرية التي أنشأها بدعم من الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا والأردن، وجزء من دول الخليج. في سنة 2017 وصل إلى حضن الروس، وفي سنة 2018 انضم إلى "الفيلق الخامس" الخاضع مباشرة للجيش الروسي، وهكذا حصل على قيادة المنطقة الجنوبية.
- في 23 تموز/يوليو أعلن أحمد العودة أن منطقة حوران "ستصبح كياناً عسكرياً واحداً سيكون قوياً، ليس فقط للدفاع عن حوران بل أيضاً للدفاع عن كل أجزاء سورية." بالاستناد إلى مصادر سورية، هو يحاول منذ فترة طويلة تجنيد شبان من المنطقة في صفوفه لا يريدون التجند في جيش بشار الأسد ويتمردون ضد نظامه.
- سيتأسس "الجيش الموحد" الذي يقيمه الروس على متمردين ضد النظام السوري، لديهم مصلحة في المحافظة على الهدوء والاستقرار في الجولان السوري من دون مواجهات مع إسرائيل.
- مقاتلو اللواء الثامن لا يخافون من الدخول في مواجهات مع جنود الجيش السوري في المنطقة، وهم يحاولون زيادة سيطرتهم على الأرض، وفي 9 تموز/يوليو ضرب جنود اللواء بقوة جنوداً سوريين على حاجز عسكري في بلدة بصرى الحرير في منطقة درعا.
- مؤخراً ازداد غضب جنود "الفيلق الخامس" ضد النظام السوري وإيران، فقد قُتل 10 جنود من الفيلق في انفجار باص كان ينقل 40 جندياً من اللاذقية إلى درعا، ويتهم الفيلق الخامس سورية وحزب الله بأنهما وراء الحادثة.
- يسيطر اللواء الثامن على بلدة درعا ويوسع شيئاً فشيئاً تخوم سيطرته على مناطق أُخرى في الجنوب.
- ما يجري هو تطور إيجابي بالنسبة إلى إسرائيل يمكن أن يساعدها في إحباط نشاطات إيران وحزب الله في الجولان السوري، أغلبية الأطراف التي تعيش في المنطقة، وفي الأساس الدروز، تريد العيش بسلام بعد صدمة الحرب الأهلية، وهي لا تريد تدخّل الإيرانيين وحزب الله في حياتها. ويوجد بين إسرائيل وروسيا حوار سياسي وعسكري وللدولتين مصلحة في المحافظة على الهدوء في جنوب سورية وعدم التسبب بتصعيد عسكري.
- إذا أقيم "جيش حوران" فعلاً، فهو يمكن أن يشكل قوة تُستخدم لإحباط نوايا إيران وحزب الله فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل من هضبة الجولان.
- الرئيس بوتين لا ينفر من استخدام أي وسيلة من أجل تعزيز تأثيره في سورية، وهو لا يريد العمل حالياً لتغيير الرئيس بشار الأسد الذي منحه شرعية قانونية للبقاء مع قواته العسكرية في سورية كـ"ضيف" على النظام، لكنه من ناحية أُخرى، يتخوف كثيراً من التمركز الإيراني العسكري والمدني في سورية، بموافقة الرئيس الأسد، والذي يهدد نفوذ ومصالح الروس في سورية.
- مع ذلك يتعين على إسرائيل ألّا تتدخل من خلال وحدات استخباراتها فيما يجري في المنطقة، ويجب عليها أن تترك الروس يقومون بالعمل، هدف الروس هو تحقيق هدوء واستقرار في المنطقة ويشكل هذا أيضاً مصلحة إسرائيلية.