مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن طائرات سلاح الجو شنت فجر اليوم (الأربعاء) غارات ضد عدة مواقع مراقبة تابعة لحزب الله في الجنوب اللبناني، رداً على إطلاق النار على موقع للجيش الإسرائيلي في منطقة الحدود مع لبنان.
وأضاف البيان أن إطلاق النار على موقع الجيش الإسرائيلي لم يتسبب بوقوع أي إصابات بشرية أو أضرار مادية، وأشار إلى أن جنود الموقع ردوا بإطلاق عشرات القنابل الضوئية والدخانية.
وقال البيان إنه بسبب الاشتباه أيضاً باحتمال وقوع عملية تسلل عبر الحدود أغلق الجيش لبعض الوقت عدداً من الطرقات في شمال إسرائيل، وتم الإيعاز إلى سكان بعض القرى بملازمة منازلهم، لكن تم فيما بعد السماح لهم بالعودة إلى مجرى الحياة بصورة طبيعية.
وأشار البيان إلى أن الجيش الإسرائيلي يحمّل الحكومة اللبنانية مسؤولية ما يحدث على أراضيها، وينظر ببالغ الخطورة إلى ما حدث، ويؤكد أن أي محاولة لانتهاك سيادة دولة إسرائيل هي حادث خطر.
وتلقى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي يمضي إجازة شخصية في شمال البلد تقارير أمنية أولاً بأول. كما أجرى وزير الدفاع بني غانتس مشاورات مع رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الجنرال أفيف كوخافي.
كشف بيان صادر عن جهاز الأمن العام ["الشاباك"] بعد ظهر أمس (الثلاثاء) النقاب عن اعتقال شاب فلسطيني من سكان جنين بشبهة ارتكاب اعتداء طعن إرهابي في بلدة روش هعاين [وسط إسرائيل] أدى إلى إصابة مواطن إسرائيلي بجروح خطرة في منتصف آب/أغسطس الحالي.
وأضاف البيان أنه تم أيضاً اعتقال ثلاثة شبان فلسطينيين آخرين يُشتبه فيهم بتقديم المساعدة له.
وأشار البيان إلى أن الشاب المعتقل أقام بإسرائيل خلافاً للقانون.
أعلن رئيس الحكومة السودانية الانتقالية عبد الله حمدوك في إثر محادثات أجراها مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في الخرطوم أمس (الثلاثاء)، أن حكومته لا تملك تفويضاً لاتخاذ قرار بشأن التطبيع مع إسرائيل وأن مهمتها محددة باستكمال العملية الانتقالية، وصولاً إلى إجراء انتخابات عامة.
وذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الحكومة السودانية أن حمدوك ردّ على الطلب الأميركي بتطبيع العلاقات مع إسرائيل قائلاً: "إن المرحلة الانتقالية في السودان يقودها تحالف عريض بأجندة محددة لاستكمال عملية الانتقال وتحقيق السلام والاستقرار في البلاد، وصولاً إلى قيام انتخابات حرة. ولا تملك الحكومة الانتقالية تفويضاً يتعدى هذه المهمات لاتخاذ قرار بشأن التطبيع مع إسرائيل."
وأضاف البيان أن رئيس الحكومة السودانية دعا الإدارة الأميركية إلى ضرورة الفصل بين عملية شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ومسألة التطبيع مع إسرائيل. وأشار إلى أن الولايات المتحدة تجري منذ أشهر مفاوضات مع السودان من أجل شطب الخرطوم من القائمة السوداء الأميركية. وتفرض واشنطن عقوبات على السودان منذ تسعينيات القرن العشرين الفائت خلال عهد الرئيس السابق عمر البشير، على خلفية إيوائه متطرفين إسلاميين، كان بينهم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وتحكم السودان منذ أكثر من سنة حكومة انتقالية هي ثمرة اتفاق بين العسكريين الذين أطاحوا الرئيس السابق عمر البشير في نيسان/أبريل 2019 وقادة الاحتجاج الشعبي ضده الذي تواصَل لأشهر بعد سقوطه للمطالبة بحكم مدني، وحُدّدت المرحلة الانتقالية بثلاث سنوات تنتهي بتنظيم انتخابات حرة.
أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي عن خيبة أمل إسرائيل بتصويت بريطانيا وفرنسا وألمانيا ضد تمديد حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران مدة خمس سنوات.
وجاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقده أشكنازي مع وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب في مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية في القدس أمس (الثلاثاء)، وأكد فيه أشكنازي أيضاً أن رفع الحظر سيؤدي إلى تسريع إيران لتسليحها.
وقال أشكنازي: "شعرنا بخيبة أمل لرؤية تصويت دول E3 [بريطانيا وفرنسا وألمانيا] في مجلس الأمن بشأن مسألة تمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران. ينبغي لدول E3 أن تدرك أن الاهتمام بالاستقرار الإقليمي ومنع تسليح إيران هو مصلحة عالمية. يجب التعبير عن الجهد العالمي لوقف العدوان الإيراني بالأفعال، وليس بالتصريحات فقط. لا يزال هناك وقت للتصحيح، وأدعو جميع الدول للانضمام إلى الطلب الأميركي لإعادة آلية العقوبات على إيران."
من ناحية أُخرى، شكر أشكنازي راب على قرار بريطانيا مؤخراً اعتبار حزب الله منظمة إرهابية. كما ناقش الوزيران قضايا ثنائية، بما في ذلك التجارة مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وكذلك القضايا الإقليمية، من إيران إلى الأزمة المدنية في لبنان، إلى تسليح حزب الله، وصولاً إلى اتفاق التطبيع مع الإمارات العربية المتحدة.
ويقوم راب بزيارة قصيرة إلى إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية وصفتها السفارة البريطانية في إسرائيل بأنها تهدف إلى الضغط من أجل استئناف الحوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
كما عقد راب اجتماعاً مع وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس الذي أسمع تحذيرات مماثلة.
وقال غانتس لراب إنه يجب إيجاد طريقة لإعادة تفعيل حظر الأسلحة على الإيرانيين. وأضاف أن إيران تزعزع استقرار منطقة الشرق الأوسط وتواصل تطوير برنامجها النووي، وأكد أن إسرائيل ستواصل العمل على جميع المستويات الدبلوماسية والإقليمية والأمنية لمنع التوسع والعدوان الإيراني.
واجتمع راب مساء أمس برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ثم توجه إلى رام الله لعقد اجتماعين مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الحكومة محمد اشتية.
وذكر بيان صحافي صدر عن السفارة البريطانية في إسرائيل أن راب سيضغط من أجل استئناف الحوار بين الجانبين.
وكان راب قال في بيان صادر عن مكتبه قبيل الزيارة إن تعليق إسرائيل للضم يُعدّ خطوة مهمة نحو شرق أوسط أكثر سلماً.
وأضاف أنه حان الوقت الآن لكلا الجانبين للعمل معاً والانخراط في الحوار المطلوب لتحقيق حل الدولتين والذي يمكن أن يضمن السلام والأمن والعدالة الدائمة لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين.
وشدّد البيان على أن راب سيقوم خلال زيارته إلى رام الله بإعادة تأكيد موقف بريطانيا من الضم الذي تعتبره غير قانوني بموجب القانون الدولي، وسوف يدعو الفلسطينيين إلى استئناف التعاون مع إسرائيل والسعي لمفاوضات مباشرة كخطوة نحو مفاوضات حل الدولتين ودولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة. وفي الوقت عينه شدّد البيان على أن راب سيؤكد التزام بريطانيا القوي والدائم بأمن إسرائيل.
دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية البديل ووزير الدفاع بني غانتس وزير الدولة الإماراتي لشؤون الدفاع محمد البواردي إلى زيارة إسرائيل.
وقال غانتس للبواردي في اتصال هاتفي جرى بينهما أمس (الثلاثاء)، إنه يتوقع مقابلته في إسرائيل أو في الإمارات العربية المتحدة حالما يصبح هذا ممكناً.
وقال بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية إن غانتس والبواردي اتفقا على الحفاظ على قناة مفتوحة بينهما من خلال المستويات المهنية. كما ناقشا آفاق التعاون الممكنة بين المؤسستين الأمنيتين، وأكدا عزمهما على إقامة علاقات عمل وثيقة ومستمرة ومثمرة.
وجاء في بيان وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام" أن وزير الدولة لشؤون الدفاع أجرى اتصالاً هاتفياً بوزير الدفاع الإسرائيلي تركز على معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية، وأعربا عن قناعتهما بأن هذه المعاهدة ستعزز فرص السلام والاستقرار في المنطقة وتمثل خطوة إيجابية في هذا الاتجاه، متطلعين إلى تعزيز قنوات التواصل وتأسيس علاقات ثنائية راسخة لما يعود بالخير على البلدين والمنطقة.
وجاء هذا الاتصال غداة قيام وزير الصحة الإماراتي عبد الرحمن العويس بالاتصال هاتفياً بوزير الصحة الإسرائيلي يولي إدلشتاين أول أمس (الاثنين)، وذلك لمناقشة التعاون بين الجانبين في المجال الطبي، ولا سيما في مكافحة فيروس كورونا.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أعلن في حزيران/يونيو الفائت أن هناك تعاوناً مع الإمارات في مجال مكافحة وباء كورونا.
كما أعلنت شركتان من القطاع الخاص الإماراتي وشركتان إسرائيليتان في حزيران/يونيو الفائت إطلاق عدة مشاريع مشتركة في المجال الطبي ومكافحة الوباء.
أعرب المنسق العام لشؤون مكافحة فيروس كورونا البروفيسور روني غامزو أمس (الثلاثاء) عن قلقه إزاء الوتيرة العالية لانتشار العدوى في التجمعات السكنية العربية، ووصف الوضع في بعض هذه التجمعات بأنه كارثي. وخص بالذكر مدن أم الفحم ورهط والطيرة وكفر قاسم وسخنين والناصرة.
ودعا غامزو القيادات السياسية والدينية للمجتمع العربي إلى التدخل بغية المساعدة على منع تفشي الفيروس.
وفي وقت سابق أمس قال غامزو إن حالة إسرائيل من حيث تفشي الفيروس هي واحدة من أكثر الحالات تعقيداً وصعوبة في العالم، وطالب بعدم الاستخفاف بالوباء.
من ناحية أُخرى، أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية مساء أمس أنه تم تسجيل 1357 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية، وذلك من أصل 21057 فحصاً تم إجراؤها. وبذلك ارتفع العدد الإجمالي للمصابين بالفيروس في إسرائيل إلى 106245، منهم 21577 إصابة نشطة، بينها 427 حالة خطرة تم ربط 121 منها بأجهزة تنفس اصطناعي. وارتفع عدد الوفيات أمس بـ9 ليبلغ عدد الوفيات الإجمالي منذ تفشي الفيروس 858 وفاة.
- تبادُل الضربات بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة يجري حتى الآن بطريقة حذرة. هذه الحرب غريبة قليلاً: على الرغم من إطلاق القذائف والبالونات الحارقة، وعلى الرغم من الهجمات التأديبية الليلية للجيش الإسرائيلي، ليس هناك قتلى. وحتى الآن بصعوبة لم يُصب شخص ما بخدش. في الأول من أمس (الاثنين) قُتل 3 نشطاء من حركة الجهاد الإسلامي في غزة، على ما يبدو في "حادث عمل" - خلل وقع في أثناء تعاملهم مع صاروخ أو عبوة ناسفة.
- في الحالة الفلسطينية الصواريخ والبالونات ليستا سلاحاً دقيقاً، مع أنه اتضح أن الفصائل في غزة عندما تريد توجيه نار الصواريخ إلى قلب عسقلان لا تجد صعوبة في ذلك. في الحالة الإسرائيلية، التوجه الحذر واضح وبارز. قصف الدبابات لمواقع "حماس"، وأيضاً هجمات سلاح الجو على تحصينات تحت الأرض ومخازن سلاح تجري في أوقات يعرف الجيش الإسرائيلي بصورة أكيدة أنها كلها خالية من الناس.
- التصعيد في القطاع في الأسابيع الأخيرة موجّه في انتظار وصول محمد العمادي الموفد القطري أمس. دخل العمادي في الأمس مع الإرسالية الشهرية الأخيرة من الأموال النقدية التي جرى الاتفاق عليها مسبقاً. سلطة "حماس" في القطاع تريد زيادة المبلغ (إلى 45 مليون دولار، أو حتى 60 مليون شهرياً، بحسب روايات متعددة). "حماس" مهتمة أيضاً بضمان تقديم المساعدة لأشهر وحتى لسنوات.
- في الخلفية، هناك تطورات أُخرى تؤثر في التوترات مع إسرائيل: الانتخابات الداخلية لرئاسة الحركة في تشرين الثاني/نوفمبر، والتي ستتميّز بمحاولة خالد مشعل العودة إلى القيادة من منفاه في الخليج، والخوف من الكورونا. هذا الأسبوع، لأول مرة جرى اكتشاف أربعة مرضى لم يُعرَف مصدر إصابتهم. المسافرون القلائل العائدون من الخارج يُطلب منهم البقاء في حجر كامل عدة أسابيع، لمنع تسلل الوباء إلى القطاع الكثيف سكانياً. السلطات التي تشعر بالضغط بسبب تفشي الكورونا في ظروف طبية إشكالية، فرضت إغلاقاً شاملاً مدة يومين على كل القطاع على أمل أن تنجح بذلك في كبح الوباء. أيضاً هنا التعامل مع الكورونا صارم، إذ وُضعت كاميرات حول المنازل التي يُحجَر فيها الناس، وعدة أشخاص خرقوا الحجر عوقبوا بالضرب.
- بخلاف الطريقة التي تصوَّر فيها الأمور في إسرائيل، التصعيد الأخير لم يبدأ لأن "حماس" كانت تشعر بالضجر في الصيف. طوال الأشهر الأخيرة، سمحت القيادة الإسرائيلية للوضع في غزة بأن يسخن بالتدريج، إلى أن وصلت الأمور إلى العنف. في كانون الثاني/يناير، وقبل وصول الكورونا إلى المنطقة، تحقق تقدم كبير في الاتصالات غير المباشرة بين إسرائيل و"حماس" بوساطة مصرية.
- أوقف الفلسطينيون المسيرات العنيفة إلى السياج الحدودي التي كانت تجري يوم الجمعة وعملوا على كبح العنف. في المقابل، وافقت الحكومة الانتقالية برئاسة بنيامين نتنياهو على تقديم تسهيلات اقتصادية واسعة. ووعدت "حماس" بسلسلة طويلة من المشاريع الجديدة في مجال البنى التحتية بتمويل دولي، ومن خلال إزالة القيود والممنوعات الإسرائيلية. بالإضافة إلى ذلك وافقت إسرائيل على دخول نحو 7000 فلسطيني، أغلبيتهم من العمال (على الرغم من شهادات تصفهم بأنهم تجار ورجال أعمال) للعمل في أراضيها.
- انتشار الكورونا في آذار/مارس عرقل مسار الأمور. تخوفت "حماس" من انتقال الوباء من إسرائيل إلى أراضيها، منعت خروج العمال وأغلقت القطاع، وذلك بعد حصولها على مشورة طبية من إسرائيل. وفي الوقت عينه غادر قسم من مدراء المشاريع الأجانب القطاع بسبب الوباء العالمي.
- بعد ازدياد خيبة الأمل في القطاع بسبب توقف المشاريع وتفاقم الوضع الاقتصادي، سمحت "حماس" باستئناف العنف. بدأ عناصرها بإطلاق البالونات الحارقة، وأطلقت فصائل أُخرى قذائف. بالنسبة إلى الإسرائيليين من سكان غلاف غزة الذين نعموا خلال فترة الكورونا بهدوء استثنائي وطويل، كان هذا تذكيراً مخيفاً بالأيام السيئة. صفارات الإنذار تجددت ومعها حرائق الحقول. فقط قيام الكيبوتسات والموشافيم بالحصاد هذه السنة في وقت مبكر هو الذي منع حدوث أضرار كبيرة في الزراعة.
- بالإضافة إلى الهجمات التأديبية، ردت إسرائيل بعقوبات اقتصادية: عرقلت انتقال الوقود إلى القطاع، وانخفض تزوّد السكان بالكهرباء إلى أربع حتى ثماني ساعات يومياً. القيود المفروضة على منطقة الصيد ألحقت الضرر بأرزاق عشرات الآلاف من الفلسطينيين في القطاع. داخل المؤسسة الأمنية نشأ جدل بشأن الخطوات المطلوبة الآن. وكالعادة، الجيش ومنسق الأنشطة في المناطق أوصيا بتقديم تسهيلات اقتصادية واسعة أكثر، بما فيها استئناف دخول عمال، على أمل أن يخفف هذا النار. وكالعادة الشاباك يعارض - ويحذر من محاولات تنظيمات إرهابية استغلال دخول فلسطينيين إلى إسرائيل لجمع معلومات استخباراتية للتحضير لهجمات.
- ما تطلبه "حماس" من إسرائيل ليس مستحيلاً. باستثناء الخلافات الداخلية بشأن استئناف دخول العمال، التسهيلات الاقتصادية المطلوبة للقطاع يمكن تنفيذها من وجهة نظر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية. يبدو أن إحدى صعوبات المفاوضات ناجمة تحديداً عن أسلوب الوساطة المصرية. للقاهرة أجندة خاصة وهي ليست مستعجلة للضغط على الطرفين للتوصل إلى اتفاقات تضمن هدوءاً طويل الأجل. بالإضافة إلى ذلك، بقيت مشكلة جثامين الجنديين ومعهما المواطنين الإسرائيليين اللذين لا يزالان في قيد الحياة، والموجودين في القطاع. عدم الرغبة في حل هذه الأزمة، أيضاً بعد مرور سنوات على انتهاء عملية الجرف الصامد، يزيد في مفاقمة الوضع حالياً.
- لا يزال هناك مجال لعملية إسرائيلية بالتنسيق مع قطر، لمنع الانزلاق نحو عنف واسع النطاق في القطاع، لا يرغب فيه أحد في فترة الكورونا. رئيس الدولة رؤوفين ريفلين أصاب الهدف عندما قال مؤخراً عن غزة "لا يهم مع مَن أنت تتحدث، المهم على ماذا نتحدث." هناك ما يمكن التحدث به مع "حماس"، بهدف التوصل إلى تهدئة طويلة الأجل. الحكومة لا تفعل ذلك، سواء لأنها لا تشعر بضغط حقيقي للقيام بذلك - هذا هو الاحتمال الأسوأ - أو لأن هناك مَن يناسبه إبقاء غزة كساحة يمكن دفعها إلى الاشتعال بسهولة نسبية، عندما تنشأ الظروف السياسية الملائمة.
- انتبهوا إلى برنامج الرحلات المكتظ لرئيس الحكومة العراقية الجديد الذي انتُخب في أيار/مايو، مصطفى الكاظمي. في الشهر الماضي قفز إلى طهران واجتمع بالمرشد الروحي الذي يقرر كل شيء، علي خامنئي، وبرئيس الجمهورية حسن روحاني - الذي حذره، بكلمات حادة، من الرئيس دونالد ترامب، ومن الجنرالات الأميركيين. بعد مرور أسبوع، صعد مجدداً إلى الطائرة وهبط في البيت الأبيض، عند ترامب، والاجتماع بينهما طال، وطُلب من الكاظمي تمديد زيارته يوماً آخر للاجتماع بأعضاء كونغرس ديمقراطيين. هو ترك انطباعاً جيداً، وسارع ترامب إلى إعطائه وصف "الشاب الذكي". في الأسبوع المقبل، سيحط في عمّان للاجتماع بالملك عبد الله، وبالرئيس المصري السيسي، وبعد أيام قليلة من ذلك يخطَّط له اجتماع مهم للغاية بالملك سلمان ونجله ولي العهد في العاصمة السعودية الرياض.
- بحسب كل الآراء، الكاظمي هو شخصية فريدة بين الزعماء العرب: عمره 53 سنة، غادر بلاده في فترة حكم صدام حسين وأقام علاقات بمنظمات معارِضة، وبمسؤولين كبار في الولايات المتحدة. تبين بسرعة أنه نشيط وذكي، وبدأ ضباط أميركيون برعايته بهدوء. خلال سنواته في المنفى عمل صحافياً في "الميدل إيست مونيتور" التي يعمل فيها صحافيون إسرائيليون. عندما عاد إلى العراق، عُيّن رئيساً لجهاز الاستخبارات، إلى أن عُيّن مؤخراً رئيساً للحكومة. وعلى الرغم من أنه لا ينتمي إلى إحدى العائلات الكبيرة، وقف عملاء استخبارات أميركيون وراءه من وراء الكواليس، كي لا يعقّدوا أموره مع الإيرانيين.
- الآن، وبعد أن أنهى زيارته الأولى إلى طهران، لم يحصل من ترامب فقط على وعود بمساعدة اقتصادية، بل أيضاً على تقرير واسع عن الخطوات التي تجري بين الإمارات وإسرائيل. البيت الأبيض لم يدعه إلى الانضمام الآن: يتعين على العراق قبل كل شيء إيجاد سبيل للتخلص من عملاء الحرس الثوري الإيرانيين. لكن يجب أن ننتبه، الكاظمي يؤيد موقف الإمارات، ومن المتوقع أن يحط قريباً في أبو ظبي أيضاً.
- العراق في عهده يبعث بإشارات واضحة إلى الغرب: هو لا يدعو إلى خروج القوات الأميركية، ولا يقف ضد اتفاقات التطبيع مع إسرائيل. لكن في العراق كما دائماً في العراق، رصاصة واحدة تستطيع أن تقضي على كل الخطط.
- من السهل جداً التكهن بأن الكاظمي يعرف مسؤولين إسرائيليين كباراً من خلال منصبه السابق كرئيس للاستخبارات. ويمكن التكهن أيضاً بأنه سيُطلب سماع رأيه في الموضوع الإسرائيلي في اجتماعاته في عمان والرياض. قد يكون هناك تصريحات اقتصادية وخطط تعاون، لكن الموضوع الإسرائيلي الذي لا يزال يستفز كبار المسؤولين الإيرانيين مطروح في مكان بارز على الطاولة.
- لذلك يتعين على الكاظمي أن يخاف على حياته أكثر. في الشهر الماضي أطلق عناصر الحرس الثوري النار على رجل أمن عراقي رفيع المستوى لدى خروجه من منزله في بغداد، هاشم الهاشمي، وهو صديق مقرب من الكاظمي. كانت هذه إشارة واضحة من طهران: لا تتذاكى. الكاميرات أظهرت أربعة مقنعين يقتربون من سيارة الهاشمي، ويفتحون عليه النار ويهربون. وبحسب التقارير، رئيس الحكومة العراقية محاط جيداً بحزام كثيف من حراس عراقيين وأميركيين.
- الكاظمي يوضح في محادثاته بأن ليس لديه مشكلة في تحسين العلاقات مع إسرائيل. لكن في الجانب الإسرائيلي تحديداً يجب أن نخفف من الحماسة: لن يحدث شيء ما دام الحرس الثوري يواصل إظهار وجود يقظ في العراق. مع ذلك هناك مادة يجب التفكير فيها: كيف أن العالم المسلم السني يبدأ بتوحيد صفوفه في مواجهة واقع لم نعرفه من قبل. دفعة واحدة، إسرائيل لم تعد العدو.