مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قالت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى أمس (الأحد) إن الجيش الإسرائيلي يواصل اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لمواجهة الرد الذي يعتزم حزب الله القيام به ضده، انتقاماً لمقتل أحد ناشطيه في سورية خلال غارة منسوبة إلى إسرائيل قبل عدة أسابيع، وأشارت إلى أن الجيش يستعد لعدد من السيناريوهات من البحر ورأس الناقورة وحتى جبل الشيخ، كما تم تعزيز القوات المرابطة في هذه المناطق بعناصر من سلاحيْ البر والجو وشعبة الاستخبارات.
وأضافت هذه المصادر نفسها أنه في حال قيام حزب الله بإلحاق أي ضرر بالجنود أو السكان سيكون رد الجيش الإسرائيلي قاسياً، ولن ينتهي الأمر هذه المرة بإلحاق أضرار في مواقع الحزب في منطقة الحدود فقط.
وجاءت أقوال هذه المصادر في إثر إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أمس أن الحزب ليس في عجلة من أمره للرد على مقتل أحد ناشطيه في سورية قبل أسابيع، وينتظر خروج الجنود الإسرائيليين من جحورهم، وأكد أن المعادلة الجديدة للرد هي قتل جندي إسرائيلي في كل مرة تقوم فيها إسرائيل باغتيال ناشط للحزب.
واضاف نصر الله في كلمة ألقاها في مناسبة ذكرى عاشوراء، أن حزب الله لن يتورط في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في منطقة الحدود، لأن هذا ما تريده إسرائيل.
من المتوقع أن تقلع اليوم (الاثنين)، ولأول مرة، طائرة إسرائيلية من مطار بن غوريون الدولي، متوجهة إلى الإمارات العربية المتحدة، عبر المجال الجوي السعودي، وعلى متنها بعثة إسرائيلية برئاسة رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات، ترافقها بعثة أميركية برئاسة مستشاريْ الرئيس الأميركي روبرت أوبراين وجاريد كوشنير.
وتستمر زيارة البعثتين يومين وتشمل لقاءات عمل لطواقم مشتركة، تمهيداً لتوقيع اتفاقيات تعاون في مجالات مدنية واقتصادية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة.
وذكرت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس أنه في إطار هذه الزيارة الرسمية سيتم عقد اجتماع ثلاثي يضم رؤساء الوفدين الإسرائيلي والأميركي مع مستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد ومسؤولين كبار آخرين.
وكُتبت على الطائرة التابعة لشركة "إلعال" الإسرائيلية كلمة سلام بالعبرية والعربية والإنكليزية، وجرى تزويد الطائرة بمنظومة دفاع من صواريخ كتف - جو.
وعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع كوشنير وأوبراين، قال فيه إن تطبيع العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة سيمهد الطريق لمعاهدات مع المزيد من الدول العربية، لأنه أزال الفيتو الفلسطيني ضد السلام بين دولة إسرائيل والعالم العربي.
وتطرق نتنياهو إلى إيران، فأشاد بإدارة ترامب لإظهارها قيادة عالمية حقيقية من خلال معارضة آلة الحرب الإيرانية والانسحاب من الاتفاق النووي المبرم سنة 2015. وحذر نتنياهو من أنه إذا حصل الإيرانيون على أسلحة نووية، فإنهم سيفسدون السلام على الفور، وأكد أنه يجب ألا ندع ذلك يحدث قط.
وكرر كوشنير من جهته التأكيد أن دولاً عربية وإسلامية أُخرى ستصنع السلام مع إسرائيل، وقال إن ترامب والد زوجته يكتب سيناريو لشرق أوسط جديد.
وقال أوبراين إن أمن إسرائيل لا يزال يمثل أولوية قصوى للبيت الأبيض، وتباهى بالسياسات الأميركية في الشرق الأوسط في عهد ترامب. وقال إن مستقبل إسرائيل والدول العربية لم يكن أكثر إشراقاً من اليوم، وإن الشراكة بين صناعة التكنولوجيا العالية في إسرائيل والنفوذ الاقتصادي للإمارات ستكون رائعة حقاً للشرق الأوسط.
أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس [رئيس أزرق أبيض] أنه على استعداد للعمل مع الإدارة الأميركية من أجل إيجاد السبل الكفيلة بالتأكد من الحفاظ على التفوق الأمني الإسرائيلي مع إتاحة الفرصة للولايات المتحدة لبيع أسلحة لدول أُخرى.
وجاء هذا التأكيد خلال الاجتماع الذي عقده غانتس مع مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنير أمس (الأحد)، وعلى خلفية الاتصالات التي تجريها واشنطن مع أبو ظبي لتزويد الإمارات العربية المتحدة بطائرات مقاتلة متقدمة من طراز "إف 35".
وهنأ غانتس كوشنير خلال الاجتماع بنجاح الإدارة الأميركية في التوصل إلى اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات، مشيراً إلى أنه يعتبر هذا الاتفاق بشرى خير لمن يرغب في استقرار الشرق الأوسط.
وأضاف غانتس أنه متأكد من أن دولاً أُخرى ستنضم إلى معسكر السلام، ودعا الفلسطينيين إلى التخلي عن موقفهم الرافض للتفاوض والعودة إلى طاولة المفاوضات.
وعقد كوشنير وأعضاء الوفد الأميركي أمس اجتماعاً مع وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي الذي هنأهم هو الآخر بإنجاز اتفاق التطبيع.
وقال أشكنازي إن الاتفاق يُعدّ نافذة فرص لتحقيق تغيير استراتيجي في الشرق الأوسط، مؤكداً أنه يتعين ضم دول أُخرى إلى هذا المسار.
صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لشؤون كورونا مساء أمس (الأحد) على "خطة الرمزور" [إشارة المرور الضوئية] التي أعدها المنسق العام لشؤون مكافحة فيروس كورونا البروفيسور روني غامزو، والتي تقضي بتصنيف المدن والبلدات الإسرائيلية إلى ثلاثة ألوان، أحمر وبرتقالي وأخضر، بناء على معدلات انتشار العدوى فيها.
وتنص الخطة على فرض قيود على المدن والبلدات الموبوءة بالفيروس وتخفيف القيود في المدن والبلدات التي لا تشهد انتشاراً كبيراً للفيروس، ولا سيما خلال فترة الأعياد اليهودية بعد نحو عشرين يوماً.
ومن جملة ما تنص عليه الخطة تقليص عمل المطاعم والمحال التجارية لأيام معينة، وحظر الخروج من المنازل حتى مسافة خمسمئة متر في جميع أنحاء البلد عشية عيد رأس السنة العبرية ويوم الغفران.
رحب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بقرار الإمارات العربية المتحدة إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل.
وقال نتنياهو في بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية مساء أمس (السبت): "أرحب بقرار رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد إلغاء قانون مقاطعة البضائع الإسرائيلية والعلاقات الاقتصادية مع مواطنين إسرائيليين. هذه خطوة مهمة من شأنها الدفع قدماً بالازدهار والسلام في المنطقة."
وكانت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية أفادت أمس أن الإمارات ألغت قانون مقاطعة إسرائيل، بعد إعلان البلدين تطبيع العلاقات بينهما في منتصف آب/أغسطس الحالي.
وقالت الوكالة إن رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ألغى بمرسوم "القانون الاتحادي رقم 15 لسنة 1972 في شأن مقاطعة إسرائيل والعقوبات المترتبة عليه، وذلك عقب إعلان معاهدة السلام مع إسرائيل."
في المقابل، اعتبرت حركة "حماس" أن إلغاء أبو ظبي قانون مقاطعة إسرائيل يمثل انقلاباً في الموقف الإماراتي حيال القضية الفلسطينية.
وقال الناطق بلسان "حماس" سامي أبو زهري في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "إن إلغاء الإمارات قانون مقاطعة الاحتلال يمثل انقلاباً في موقفها تجاه القضية الفلسطينية، وإعلاناً رسمياً للاصطفاف مع الاحتلال ضد الحقوق الفلسطينية."
أشاد سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة غلعاد إردان بقرار مجلس الأمن الدولي أول أمس (الجمعة)، القاضي بتوسعة التفويض الممنوح لقوات حفظ السلام الدولية في الجنوب اللبناني [اليونيفيل]، والذي يطالب الحكومة اللبنانية بالسماح لهذه القوات بالوصول إلى كافة النقاط التي ترغب في تفتيشها، بما في ذلك التفتيش عن الأنفاق العابرة للخط الأزرق في منطقة الحدود اللبنانية- الإسرائيلية.
وقال إردان إن قرار مجلس الأمن هذا يُعتبر تحذيراً أخيراً للحكومة في بيروت، وأكد أن إسرائيل لن تسمح بشنّ هجمات من الأراضي اللبنانية، وفي حال استمرار حزب الله في استخدام الجنوب اللبناني كقاعدة للهجمات تحت سمع وبصر قوات اليونيفيل، فإن الحكومة اللبنانية ستتحمل بالكامل المسؤولية عن التصعيد وما سيتمخض عنه من نتائج وخيمة.
للأسبوع الحادي عشر على التوالي شارك آلاف الإسرائيليين مساء أمس (السبت) في تظاهرات أقيمت في أنحاء متعددة من إسرائيل للمطالبة باستقالة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، على خلفية اتهامه بارتكاب مخالفات فساد وأداء حكومته في مواجهة أزمة فيروس كورونا.
وأقيم أكبر هذه التظاهرات أمام مقر إقامة رئيس الحكومة في القدس، وانضم إليها نحو 200 من أعضاء طائفة براتسلاف لليهود الحريديم [المتشددون دينياً] بسبب غضبهم من سياسة الحكومة التي تهدف إلى منع سفرهم إلى أومان في أوكرانيا لأداء الحج السنوي إلى ضريح أحد الحاخامين.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن نحو 20.000 شخص شاركوا في تظاهرة القدس، في حين أكد المنظمون أن عدد المشاركين بلغ 37.000 متظاهر.
كما نُظمت تظاهرات أصغر عند الجسور والتقاطعات على الطرق السريعة في جميع أنحاء إسرائيل.
وذكرت إذاعة "كان" [تابعة لهيئة البث العامة الجديدة] أنه لأول مرة نُظمت عدة تظاهرات صغيرة في 18 مدينة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك برلين ونيويورك، تضامناً مع التظاهرات التي تجري في إسرائيل.
- أطفال في الإمارات العربية المتحدة تلتقط لهم الصور وهم يلوحون بأعلام إسرائيل، على خلفية نشيد "هتكفا". على طائرة إلعال التي ستقلع هذا الصباح (الاثنين) مباشرة من مطار بن غوريون إلى أبو ظبي طُبعت للمناسبة كلمة "سلام" باللغتين العربية والعبرية؛ وكبار المسؤولين في الدولتين يتبادلان مع بعضهما البعض علناً التهاني القلبية ومشاريع مشتركة لمستقبل أكثر وردية. لم تدخر بادرة ولن تدخر لاحقاً في الجهود التي تبذلها كل الأطراف المعنية لتحويل اتفاقات التطبيع بين إسرائيل و الإمارات العربية المتحدة إلى اتفاقات تاريخية واحتفالية رائعة ومثيرة بقدر الممكن.
- لكن مع ذلك، يبدو أن هذه الاحتفالية لم تصب الجماهير في إسرائيل في شأن هو موضوع جماعي - وطني كبير، بما في ذلك صراعات مع وضد من النوع الذي أثارته اتفاقات سلام تاريخية. ليس هذا لأنه لا يوجد هناك مَن هو ضد الاتفاق، في الواقع قلائل جداً في إسرائيل عبّروا عن موقف معارض للمبادرة ذاتها، لكن ليس هناك أيضاً مَن عبّروا عن تأثرهم الكبير. وهذا الجو لا يسود فقط صفوف اليسار. الجو العام في إسرائيل إزاء الاتفاق يمكن وصفه بـ "تأييد لامبالٍ".
- تفسيرات ذلك، منذ إعلان الاتفاق الدراماتيكي متنوعة. هناك مَن يشدد على حقيقة أن كل خطوة يقودها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وأيضاً يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تحظى في هذه الأيام بردات فعل تلقائية من مؤيديه أو معارضيه. نتنياهو وترامب تحولا إلى شخصيتين استقطابيتين إلى حد من الصعب جداً معه للأشخاص الذين لهم علاقة بالحملات ضدهما أو معهما النظر بواقعية من خلال منظور آخر. قل لي ما رأيك بنتنياهو من واحد إلى عشرة، أقول لك بسهولة ما هي تحفظاتك عن الاتفاق.
- علاوة على ذلك، من ناحية التقسيم التقليدي بين يمين ويسار، الظروف السياسية أدت أيضاً إلى أن اليمين غير المؤيد لنتنياهو لم يكن راضياً منذ البداية عن التنازل عن الضم في مقابل التطبيع. واليسار الذي أفرحه ذلك، لم يكن راضياً من جهته عن تداعيات الاتفاق على الذين يجب التفاوض معهم فعلاً: الفلسطينيون.
- بدلاً من بلورة رسالة كان يمكن أن توحد أجزاء واسعة حول الخطوة، يستغل نتنياهو الفرصة كي يهاجم اليسار بعنف، والادعاء أنه قضى على الحجة الأساسية لهذا المعسكر بأن السلام مع العالم العربي مرتبط بتنازلات للفلسطينيين. التنازل عن الضم يجعل ادعاءه صعباً، حتى لو كان في الإمكان إجراء نقاش للموضوع أكثر تعقيداً.
- في هذا السياق، حقيقة أن ما يجري هو سلام من دون حرب، مع دولة ليس لديها حدود مباشرة مع إسرائيل، وأغلبية الجمهور تعرف أنه تربطنا بها علاقات متشابكة منذ سنوات طويلة في مختلف المجالات، ولو سراً - كل ذلك يقلل أيضاً من الهالة التي يسعى قادة الاتفاقات لإعطائها لأنفسهم. لقد كُتبت أبحاث لا تحصى عن العلاقات السيكولوجية بين الألم والمتعة، لكن فيما يتعلق بالحرب والسلام، فإن التطبيع ليس كالسلام المنشود الذي يأتي بعد سنوات من الصدمة.
- هذا سلام لم تشعر أغلبية الإسرائيليين بغيابه، هو ببساطة حدث فجأة مجاناً. وعلى الرغم من كل المحاولات لتصوير الإمارات العربية المتحدة كهدف سياحي جذاب، فإن جوهر الاهتمام يتعلق بقطاع الأعمال، وليس بكل الناس.
- ترافق مختلف هذه التفسيرات الظروف الخاصة لهذه الفترة. في أيام الكورونا ينشغل الإسرائيليون قبل كل شيء بصحتهم ومصدر رزقهم. الوباء زعزع حياة الكثير من العائلات إلى حد أن أي هدية في مجال آخر أمر لطيف، لكن لا يُعتبر حيوياً بنفس المقدار. بالنسبة إلى كثيرين يواجهون اليوم البطالة والقلق، التقارير من برج خليفة هي استراحة إيجابية ولطيفة من مصاعب الحياة اليومية للكورونا، لكن ليس أكثر من ذلك.
- هناك أيضاً تفسير محتمل للتأييد اللامبالي للجمهور الإسرائيلي للسلام. بعد أكثر من 70 عاماً على الاستقلال، لم تعد إسرائيل دولة عرضة لخطر وجودي، والخوف الوطني- الجماعي من الدمار حلت محله مخاوف طبيعية تماماً من تهديدات فردية أكثر، شخصية وعائلية.
- في إسرائيل 2020 ليس هناك شعور بأنها طارىء إقليمي. مع أو من دون الاعتراف الرسمي من الدول العربية لم يعد هناك خوف حقيقي يومي من فناء جماعي. في المقابل، ليس هناك أيضاً تطلّع خاص لتغيير الوضع القائم. هذا هو التطبيع الحقيقي.
- بدأ التبدل في الزعامة في الخليح في بداية هذه السنة في عُمان، مع رحيل الزعيم الذي صاغ صورة سلطنة عُمان، قابوس. ابن عمه هيثم بن طارق، ابن الـ65 عاماً، الذي كان وزيراً للثقافة والتراث، عُيّن مكانه. حتى الآن يبدو أن هيثم يحظى بتأييد العائلة، لكن توقيت تعيينه لا يمكن أن يكون أكثر تحدياً - عشية الأزمة المزدوجة لانخفاض أسعار النفط ووباء الكورونا.
- في سلسلة القرارات التي اتخذها هيثم في آب/أغسطس 2020، حوّل عُمان عملياً إلى حكم ملكي عائلي شبيه بجاراتها. لأول مرة في تاريخ عُمان الحديث، تخلّى السلطان عن منصب وزارة الخارجية عندما عيّن بدر البوسعيدي مكان الوزير المخضرم يوسف بن علوي الذي تولى المنصب منذ سنة 1997. كذلك عيّن الوزير الجديد للاقتصاد، شقيقه شهاب، نائباً لرئيس الحكومة لشؤون الدفاع، وابنه ذي يزن وزيراً للثقافة والرياضة والشباب. قبل وفاة قابوس، جرى الحديث أكثر من مرة عن اعتقال عملاء من الإمارات العربية المتحدة من المحتمل أنهم سعوا للتأثير في هوية خليفته، بحيث يكون مقرباً أكثر إليهم من إيران.
- في الكويت، الأمير صباح الأحمد يحكم منذ سنة 2006. منذ بداية القرن العشرين وإلى حين وصوله إلى الحكم، تعاقب على السلطة فرعان من عائلة الصباح. مع وصوله نجح الصباح في إزاحة الفرع المنافس من المناصب العليا ومن سلسلة الوراثة، وعيّن ولياً للعهد أخاه غير الشقيق نواف الأحمد (ابن الـ83 عاماً). كان نواف وزيراً للدفاع الكويتي في سنة 1990، واحتلال العراق للكويت أساء إلى مكانته. مع ذلك، يبدو أن قوة الأمير الصباح والتأييد الواسع الذي حظي به في العقد الأخير هما اللذان لجما تأثير شخصيات أكثر شبابية. والتقدير أن نواف سيعيَّن أميراً للكويت بعد وفاة الصباح، لكن تعيين ولي العهد توقف، وهذا دليل على أن تعيين ولي للعهد يمكن أن يثير نزاعاً واسعاً وسط الجيل الشاب، من شأنه أن يؤذي استقرار العائلة والدولة.
- على الرغم من أن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان هو رئيس الإمارات العربية المتحدة، أخوه غير الشقيق محمد بن زايد (ابن الـ 59 عاماً) هو ولي العهد الشاب في أبو ظبي، فإنه الحاكم الفعلي في الإمارة بسبب مرض شقيقه المتوقع أن يمنع عودته إلى الحياة السياسية. إلى جانب بن زايد، يقوم اثنان من أشقائه بمهمات أساسية: الشيخ عبد الله (48 عاماً) وزير الخارجية منذ سنة 2006، والشيخ طحنون (52 عاماً) مستشار للأمن القومي منذ سنة 2015، والشيخ منصور (50 عاماً) كنائب لرئيس الحكومة منذ سنة 2009.
- في البحرين، الملك حمد بن عيسى ابن الـ70 عاماً يحكم منذ وفاة والده في سنة 1999. يفرض دستور البحرين (1973) أن يكون ولي العهد ابن الحاكم. بسبب مكانته، عم الملك خليفة (84 عاماً) الذي يتمتع بقوة اقتصادية وسياسية كبيرة في البحرين، عُيّن رئيساً للحكومة مع الاستقلال (1971). هو أقدم رئيس حكومة في العالم حالياً. لكن الدستور يمنعه ويمنع ذريته من الوصول إلى السلطة. حالياً الابن البكر لحمد، سلمان (50 عاماً)، هو ولي العهد، لكن وضعه إشكالي.
- في قطر، الأمير تميم بن حمد ابن الـ40 عاماً (يحكم منذ سنة 2013) هو أحد الحكام الأكثر استقراراً في الخليج. منذ قيام الدولة انتقل الحكم من الأب إلى الابن في أغلب الأحيان من خلال إطاحة الأب. لكن حمد، ابن تميم البكر لا يزال في الـ12 من عمره. مع ذلك، خليفة جد تميم أزاح من الحكم ابن عمه أحمد (الذي بدوره أزاح والده علي) وورثة هذا الفرع العائلي يعتبرون أن من حقهم الحكم. أحدهم عبد الله بن علي (63 عاماً) حاول العمل على إزاحة تميم بدعم من السعودية، على خلفية الأزمة بين الدولتين في سنة 2017. بالإضافة إلى ذلك، سطان بن سحيم، ابن وزير الخارجية القطري في الثمانينيات الذي يعتبر نفسه مرشحاً لوراثة الحكم، حاول أيضاً أن يعمل بمساعدة السعودية. في هذه المرحلة يبدو أن دعمهما ضئيل، وشعبية تميم لم تتضرر، بل أيضاً زادت، على خلفية الحصار المفروض على قطر.
- الوفاة القريبة لملك السعودية سلمان لن تكون مفاجأة، لأن المملكة تستعد لذلك منذ وقت طويل. في هذه الأثناء، توجد وسط العائلة جيوب معارِضة لحكم ابنه محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي، الذي يسعى لقمعها. حتى الآن، الشرعية التي يحظى بها الملك سلمان حمت ابنه ولي العهد من التداعيات المحتملة لخطواته المثيرة للخلاف على الساحتين الداخلية والدولية، ومن المحتمل أن الذين لا يجرؤون على الوقوف ضده أن يفعلوا ذلك عندما ينصّب ملكاً. من المتوقع أن يواصل محمد بن سلمان الحكم في المدى القصير، وإلى جانبه اثنان من أشقائه في مناصب أساسية: عبد العزيز (وزير الطاقة)، وخالد (نائب وزير الدفاع). ومن المتوقع أن يعيّن هذا الأخير ولياً للعهد مع تولّي محمد بن سلمان، أو أن يسمى الخليفة المقبول من "مجلس الأمناء" إذا ثار خلاف أو معارضة لتعيين بن سلمان ملكاً.
- الهوية المستقبلية للحكام العرب كانت على الدوام موضوع اهتمام للدول البعيدة والقريبة. صعود جيل جديد من الزعماء في الخليج، المتحررين نسبياً من قيود الماضي، يمكن أن يكون له تداعيات على هذه الممالك نفسها: الجيل الشاب يشكل أغلبية بين سكان الخليج، وتبرز داخل هذه المجتمعات تطلعات لمشاركة واسعة في قرارات مستقبل دولهم. لا يعني هذا بالضرورة أن الزعماء الشباب سيفتحون المنظومة السياسية أمام مشاركة المواطنين، لأن "التجربة الديمقراطية" لا تزال في نظر الكثير من المواطنين تتماهى مع سفك الدماء والدمار الذي تسبب به "الربيع العربي". مع ذلك التطلعات إلى المشاركة السياسية يمكن أن تزيد التوتر الاجتماعي، وذلك سيدفع الزعماء إلى القيام بإصلاحات، حتى لو رمزية ومحدودة، من أجل تهدئته. صعود زعامة شابة في الخليج يمكن أن يترافق مع معركة دعائية، بينها الخوف من المطامع الإقليمية لإيران، والمزيد من الانفتاح إزاء إسرائيل الذي سُجل في السنوات الأخيرة، والاستعداد للتعاون معها - أيضاً علناً، كما تدل الاتفاقات الأخيرة التي جرت بلورتها مؤخراً بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة. تعزيز العلاقة مع إسرائيل سيساهم في نموّ زعامة تشجع دينامية التغييرات في الشرق الأوسط، لكن فشلها يمكن أن يولد ردة فعل عكسية في الدول المحافظة في الخليج.