مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
من المنتظر أن يوقّع رئيس الحكومة الإسرائيلية اليوم في واشنطن في احتفال يقام عند الظهر (بتوقيت الولايات المتحدة) في البيت الأبيض، بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اتفاقيْ سلام مع دولتين خليجيتين: اتفاق سلام مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وإعلان سلام مع البحرين. وسيضاف إلى اتفاقية السلام مع الإمارات لاحقاً ملاحق تتعلق باتفاقات تعاون في مجالات مدنية متعددة. أمّا الوثيقة التي ستوقَّع مع البحرين فستكون ذات طابع إعلاني فقط، لأن موعد إعلان انضمامها إلى مبادرة التطبيع لم يُقرَّر لعدم توفر الوقت لصوغ اتفاقية سلام حقيقية في هذه المرحلة. واستناداً إلى مسؤول أميركي كبير، في البداية سيوقّع مع البحرين اتفاق مشابه للاتفاق مع الإمارات الملقب "اتفاق أبراهام"، ولاحقاً ستوقَّع اتفاقات ثنائية منفردة بين الدولتين.
وقال عضو في الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن للمراسلين الصحافيين، رداً على الانتقادات بشأن إخفاء تفصيلات الاتفاقات، إن الدولتين اتفقتا فيما بينهما على عدم الكشف مسبقاً عن كل التفصيلات قبل توقيع الاتفاقات بسبب "حساسية الصيغ". وبحسب كلام المصدر الإسرائيلي، ستُطرح الاتفاقات لاحقاً لنيل موافقة الحكومة والكنيست، وبعدها ستدخل في حيز التنفيذ.
في الاحتفال الذي سيقام اليوم سيمثل وزيرا الخارجية الإماراتي والبحريني بلديهما. لكن الوفد المرافق الذي وصل إلى واشنطن ضم عدداً كبيراً من الوزراء والوزيرات. بينما يمثل إسرائيل نتنياهو فقط، ومن بين كل العاملين في وزارة الخارجية الذين عملوا سنوات من أجل التوصل إلى إقامة العلاقات مع دول الخليج، سيشارك شخص واحد هو المستشار القانوني طال بكار الذي يقوم بصوغ الاتفاقات.
وتأمل واشنطن بأن يحضر حفل التوقيع عدد من سفراء الدول العربية لديها. وتأمل الإدارة الأميركية بانضمام السودان وعُمان وربما المغرب لاحقاً إلى مبادرة التطبيع مع إسرائيل.
تطرق وزير الدفاع ورئيس الحكومة بالمناوبة بني غانتس في مقابلة أجرتها معه الصحيفة هذا الصباح إلى توقيع اتفاق السلام بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة الذي سيجري في البيت الأبيض فقال: "هذا حدث مهم، ولحظة تاريخية يمكنها أن تغير توجهات الشرق الأوسط. مع ذلك، ما لايقل أهمية عن صنع السلام مع الخارج هو البدء في المحافظة على السلام في الداخل." وأضاف: "الجمهور يريد حكومة فاعلة، ولا يريد مماحكات. وهو يريد أن يرى حكومة حريصة على أمنه، وصحته، ولقد سئم من الشجارات والخلافات." وعندما سئل لماذا لم يرافق نتنياهو إلى واشنطن أجاب: "لم أذهب، لأن رئيس الحكومة اختار الذهاب إلى واشنطن وحده لتوقيع هذا الاتفاق." ونفى غانتس أن يكون الاتفاق متضمناً بنداً ينص على تجميد البناء في المستوطنات، أو تعهدات بعدم القيام بخطوات ضم أحادية الجانب.
قال وزير الخارجية غابي أشكنازي في مقابلة أجرتها معه صحيفة "الاتحاد" الإماراتية إن اتفاق السلام مع الإمارات هو اتفاق تاريخي وسيؤدي إلى تغييرات مهمة ليس في إسرائيل والإمارات فحسب، بل في الشرق الأوسط كله. وأضاف: "الاتفاق سيساعد مساعدة كبيرة في تحقيق السلام والاستقرار والأمن في المنطقة، وسيفتح الطريق أمام التعاون بين الدول في عدة مجالات، ولا سيما في المجال الاقتصادي، كما سيساعد في مواجهة تحديات مشتركة." وأشاد أشكنازي كثيراً بقيادة الإمارات، وأنهى المقابلة بالتوجه إلى الفلسطينيين في شتى أنحاء العالم، قائلاً: "أدعوهم إلى النظر إلى الواقع وتحمّل المسؤولية والعودة إلى طاولة المفاوضات."
أعربت دول الاتحاد الأوروبي عن تأييدها الاتفاق بين إسرائيل والإمارات والبحرين، ورأت فيه مساهمة إيجابية للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط. لكن في الوقت عينه شددت هذه الدول على أهمية التمسك بحل الدولتين وإجراء المفاوضات وفق المعايير الدولية المعروفة. كما أعرب وزير خارجية ألمانيا عن أمله بأن تحرك الاتفاقات التي ستوقَّع المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية.
قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس إن اتفاقات السلام بين إسرائيل والإمارات والبحرين بوساطة الرئيس ترامب تثبت أن وزير الخارجية السابق جون كيري أخطأ عندما توقع أن تعاني إسرائيل العزلة إذا لم يكن هناك اتفاق نووي مع إيران. وأضاف أن الذي جرى هو العكس تماماً. وقال في تصريح إلى شبكة فوكس نيوز: "إسرائيل تتعاون اليوم مع البحرين والإمارات ولديها الكثير من الشركاء في شتى أنحاء المنطقة. جميع دول الخليج تعترف بأن التهديد الإيراني لها هو تهديد حقيقي، وهم حالياً يتعاونون مع إسرائيل ويبنون علاقات أمنية واقتصادية حقيقية."
ودحض بومبيو كلام رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي من الحزب الديمقراطي التي حاولت التقليل من أهمية صفقات السلام التي تحققت بفضل وساطة ترامب قائلاً إن ما جرى هو إنجاز غير مسبوق، وإن إدارة ترامب حددت شروط السلام في الشرق الأوسط. وأضاف: "لقد حدث تقدم حقيقي. وسنشاهد ذلك عندما نرى الإمارات والبحرين وإسرائيل معاً في واشنطن يوقعون تطبيع العلاقات فيما بينهم."
أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية أن عدد المصابين بالكورونا وصل في الأمس إلى 4973 مصاباً، بينما بلغ عدد الوفيات منذ بداية الوباء 1141 وفاة. وبلغ عدد المرضى الذين أُدخلوا إلى المستشفيات 1152 مريضاً، بينهم 533 حالتهم خطرة، و140 جرى وصلهم بآلات تنفس اصطناعي.
- للمرة الثانية في مسيرته الطويلة، وبعد 22 عاماً على توقيع "مذكرة واي بلانتايشن" مع ياسر عرفات، يعود رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى واشنطن لتحقيق اتفاق سياسي مع حكام عرب، وهذه المرة لإقامة علاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين. نتنياهو كان دائماً دبلوماسياً بارعاً، والاحتفال اليوم (الثلاثاء) في البيت الأبيض سيكون من إنجازاته الكبيرة. فشله المدوّي في إدارة أزمة الكورونا، ومحاكمته الجنائية في ثلاثة ملفات فساد، وصناعة التحريض والأكاذيب تحت زعامته، يجب ألّا تقلل من الأهمية الرمزية لرفع أعلام إسرائيل فوق السفارة في أبو ظبي والمنامة، وعلم الإمارات في تل أبيب، والمشهد السعودي الذي يظهر للمسافرين جوّاً من إسرائيل إلى شرق آسيا.
- الاتفاق الذي جرى التوصل إليه هو استمرار للتقليد الذي أُرسي في اتفاق كامب ديفيد في سنة 1978 بين مناحيم بيغن وأنور السادات: سلام منفرد بين إسرائيل ودولة عربية، يترافق مع ضريبة كلامية بشـأن حل المشكلة الفلسطينية. بيغن اعترف بـ"الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني"، من دون أن يفصلها، والسؤال المثير للفضول قبل احتفال اليوم هو: ماذا سيقدم نتنياهو في البند الفلسطيني إلى الإماراتيين والبحرينيين، وإلى صانع الحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
- يمكن أن نتكهن أن هذا هو جوهر المفاوضات بشأن صيغة التصريحات المتبادلة، لأن في هذا البند فقط يكمن ثمن سياسي للطرفين. أيضاً نتنياهو الذي يحاول أن يقدم الحدث على أنه "سلام مقابل سلام"، مثل الوجبات المجانية التي يحبها؛ وأيضاً حكام الخليج الذين يتعين عليهم المحافظة في الظاهر على تمسكهم بالمبادرة العربية التي التزمت بالتطبيع مع إسرائيل فقط مقابل انسحابها من الأراضي [المحتلة] وإنهاء الاحتلال.
- نتنياهو تنازل (حسناً، حسناً، فقط "أجّل" لزمن غير محدد) عن خطة ضم غور الأردن وأراضي المستوطنات إلى إسرائيل، كدفعة أولى جلبت الإماراتيين إلى حفل التوقيع. هل سيضطر في الاحتفال أيضاً إلى الحديث بإيجابية عن حل الدولتين، الجزء الذي يمقته اليمين في "خطة القرن" لترامب؟ أم أن شركاءه الجدد ومضيفيه سيكتفون منه الآن، مع كل أزماته الداخلية، بكلام عام وغامض بشأن "أيدينا ممدودة للسلام" وثناء على ترامب وخطة القرن من دون الدخول في التفصيلات؟ وماذا سيعطونه لو اقترح جزرة أطيب مذاقاً إلى الفلسطينيين؟
- منذ إقامته حكومة الأكثرية الوطنية مع حزب أزرق أبيض، وأبقى خارجها نفتالي بينت، وبتسلئيل سموتريتش ومجلس يهودا والسامرة، توجه نتنياهو نحو اليسار. رمى في سلة المهملات الضم الذي تباهى به قبل الانتخابات، واستهواه السحر المُغبر "للشرق الأوسط الجديد". خطاباته بشأن المليارات التي ستتدفق من دبي إلى هنا تذكر بالمبادرات المنسية لخصمه القديم شمعون بيرس الذي وصفه نتنياهو وشركاؤه من اليمين حينها بـ" الفانتازي الواهم" بسبب أفكار مثل "البنك الإقليمي".
- انتقادات اليسار الحالية للاتفاق مع دول الخليج مفجعة في بؤسها، وتبدو نسخة باهتة عن المعارضة اليمينية لاتفاقات أوسلو مع الفلسطينيين والمفاوضات الفاشلة مع سورية، مثلاً بحجة أن الإمارات الخليجية ليست دولاً ديمقراطية، وأن الحكم يمكن أن يتبدل لغير مصلحة إسرائيل، تماماً مثل الذي قاله نتنياهو آنذاك عن السوريين والفلسطينيين. اليساريون المخلصون يدّعون عن حق أن الاتفاق مع الإمارات والبحرين لن يحل المشكلة الفلسطينية، ولن يؤدي إلى نهاية النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني- العربي. لكن الاتفاقات مع الأردن ومصر أيضاً لم تنه النزاع ولا الاحتلال، ومع ذلك منحت إسرائيل مقابلاً استراتيجياً هائلاً، لتعزيز أمنها وتطبيع موقعها الإقليمي والدولي. هذا هو المعيار الذي يجب أن نفحص من خلاله العلاقات مع دول الخليج.
- في "يسار الوسط" الذي يتخوف كعادته من تأييد الفلسطينيين، يتركز النقد كالعادة على الإجراءات: الاتفاق لم ينل موافقة الحكومة أو الكنيست قبل توقيعه، وزير الخارجية لم يُدع إلى حضور الاحتفال، ولم يبلّغ رئيس الأركان، وربما أيضاً وقعوا الاتفاق بقلم أحمر بدلاً من أزرق. وكأن هذا لا يكفي، قدامى حكومة رابين استرجعوا ذكريات رحلاتهم السرية إلى الخليج [راجع مقال إفرايم سنيه في نشرة عدد أمس] للادعاء أن نتنياهو لم يأت بجديد ولم يحقق شيئاً.
- إذا لم يكن ما جرى "اتفاق سلام تاريخياً"، بحسب ادعاء نتنياهو، بل عقد إيجار عادي لمكاتب سفارات، ما الذي يزعجكم؟ إذا كان ذلك لا يتجاوز اتفاقات إقامة علاقات مع تيمور الشرقية وجنوب السودان، لماذا لم تطالبوا بطرحه على الاستفتاء العام، وإذا لم يكن أكثر من ذلك، لماذا تغضبون فقط من الاتفاق مع الإمارات والبحرين؟ في الواقع الفارق الكبير يكمن في الانتقال من العلاقات السرية التي كان يستفيد منها فقط حفنة من المقربين من الحكم وتجار السلاح، إلى علاقات علنية تتيح لكل إسرائيلية وإسرائيلي ركوب الطائرة إلى دبي، من دون جواز سفر أجنبي. هذه هي ديمقراطية السلام.
- نتنياهو ربما يبالغ في حجم الإنجاز التاريخي، أيضاً أسبابه مفهومة، ليس فقط لأنه من محبي المبالغات والعلاقات العامة، بل لأن الخطوة السياسية كشفت في الأساس الاعتماد المطلق لإسرائيل على الولايات المتحدة. هذه الخطوة لم تولد بسبب فكرة سياسية خلاقة بعيدة المدى في مكتب رئيس الحكومة في القدس، بل بسبب رغبة الإدارة الأميركية الحالية في واشنطن في بيع طائرات حربية للإمارات، والاستفادة من شيء من الهيبة السياسية قبل الانتخابات الرئاسية. الاحتفال اليوم سيكون احتفال ترامب الذي تفوق على الاتفاق بين إسرائيل والدول العربية الذي حاول باراك أوباما تحقيقه ولم ينجح في ذلك. ومع ذلك، هذا لا يقلل من الإنجاز، وإذا سمحوا لنا بالخروج من الحجر الذي تسببت به السياسة الداخلية الفاشلة لنتنياهو، يمكننا السباحة في مياه الخليج والتمتع بثمار سياسته الخارجية.
- تُجري أجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات مشاورات وتبادُل للمعلومات الاستخباراتية قبل حفل توقيع اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات في 15 أيلول/سبتمبر في البيت الأبيض.
- جهات أمنية في إسرائيل تقول إن "محور الشر" برئاسة إيران يبلور في الأيام الأخيرة استراتيجيا جديدة ضد عملية التطبيع مع إسرائيل التي تبادر إليها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وفي هذا السياق يجب رؤية لقاء زعيم "حماس" إسماعيل هنية في بيروت مع زعيم حزب الله حسن نصر الله.
- إسماعيل هنية ظهر في مقابلة في 6 أيلول/سبتمبر أجرتها معه قناة "المنار"، القناة الإعلامية الرسمية لحزب الله، قال فيها إن "الإمارات ستعاني كثيراً جرّاء اتفاق التطبيع مع إسرائيل." وأضاف أنه تحدث عن هذا الموضوع مع حسن نصر الله، "وأنه في مواجهة صفقة القرن، والمستوطنات، والتطبيع، لا مفر من وجود استراتيجيا لمواجهة هذا الواقع من خلال الوحدة الوطنية."
- التوتر بين إيران والإمارات ازداد في أعقاب إعلان اتفاق التطبيع مع إسرائيل، فالإيرانيون يعتبرون الاتفاق تهديداً مباشراً لأمنهم القومي وينوون تخريبه. تقول أطراف في الخليج إن دولة الإمارات حاولت أن توضح لإيران بوسائل متعددة أن الاتفاق ليس موجهاً ضدها، وأن ما جرى هو "قرار مستقل لدولة ذات سيادة"، لكن ما أخرج الإيرانيين عن طورهم كان تصريح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي قال فيه: "إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة توصلتا إلى الاتفاق على حلف ضد إيران، من أجل الدفاع عن المصالح الأميركية في الشرق الأوسط."
- الإيرانيون كانوا على علم، وتابعوا طوال سنوات العلاقات السرية بين إسرائيل ودولة الإمارات، لكن في موازاة ذلك حافظوا على علاقاتهم بأبو ظبي، وهم يتخوفون اليوم من أن يكون اتفاق التطبيع الدعامة الأولى لإقامة حلف سياسي - عسكري ضدهم بين دول الخليج بدعم أميركي - إسرائيلي. هم يعلمون بأن المعركة خاسرة وأن الإمارات اتخذت قراراً استراتيجياً بإقامة علاقات سلام علنية مع إسرائيل، لكن مع ذلك يحاولون تهديدها.
- لهذا نشرت إيران تحذيراً علنياً جاء فيه: "كل هجوم إسرائيلي يحدث في منطقة الخليج سيُدخل دولة الإمارات في حلقة رد إيراني." التخوف الفوري لإيران هو من أن تقيم إسرائيل سراً قاعدة عسكرية أو منشأة لجمع معلومات استخباراتية في الإمارات، من أجل التخطيط مستقبلاً لمواجهة عسكرية مع إيران، وهم يعتبرون ذلك تهديداً استراتيجياً مباشراً لإيران.
ما المتوقع أن تفعل إيران؟
- المرشد الروحي الأعلى في إيران، علي خامنئي، وصف اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل بـ"الخيانة الكبرى"، وأمر بإعداد سلسلة خطوات ضد الإمارات. تعتبر إيران الحرب ضد هذا الاتفاق استمراراً مباشراً لحربها ضد إسرائيل، وهي حالياً ليس لديها رغبة في مهاجمة إسرائيل قبل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة على الرغم من أن إسرائيل تهاجم باستمرار أهدافاً إيرانية في سورية، ولكن، بحسب جهات في الخليج، هي تخطط للعمل ضد الإمارات.
- الاقتصاد الإيراني في وضع صعب للغاية بسبب العقوبات الأميركية، ووباء الكورونا ينتشر في البلد، لكن قيادة آيات الله مصرّة على الاستمرار في سياسة التوسع العدوانية على الرغم من وجود علاقات تجارية وثيقة مع الإمارات، وفي الأشهر الأخيرة، قبل إعلان اتفاق التطبيع، طرأ تحسن على العلاقات بين الدولتين.
- معقولية أن تبادر إيران إلى عمل عسكري ضد أهداف في دولة الإمارات تبدو حالياً ضئيلة. التقدير لدى عناصر استخباراتية غربية أن إيران ستحاول القيام بموجة هجمات إرهابية داخل الإمارات، من دون توقيع، كما فعلت خلال سنوات كثيرة في البحرين، حيث توجد أغلبية شيعية. والتقدير أن الأهداف المفضلة لها ستكون ضرب منشآت سياحية، ومراكز تجارية كبيرة مع تفضيل كبير للسياح الإسرائيليين، وشحنات تجارية من إسرائيل، ومكاتب إسرائيلية، وكُنس يهودية.
- مثل هذه الهجمات يمكن أن يخرّب بشدة اتفاق التطبيع والنشاطات الاقتصادية والتجارية في الإمارات، ويردع دولاً عربية وإسلامية أخرى عن الانضمام إلى العملية التاريخية التي بدأت في الشرق الأوسط. لدى الإمارات أجهزة أمنية فعالة للغاية، لكنها ليست قادرة على ضمان الأمن مئة في المئة، لأن للإيرانيين "خلايا نائمة" يمكن أن يستخدمونها بصورة مفاجئة.
- في نظر الإيرانيين الإمارات هي "الحلقة الأضعف" بين دول الخليج. وهي لا تستطيع الاعتماد على الولايات المتحدة كي تهب لمساعدتها في حال حدوث هجوم إيراني، قبل الانتخابات الرئاسية، وأيضاً السعوديون لن يهبّوا إلى مساعدتها، وخصوصاً بعد الهجوم الإيراني الناجع على المنشآت النفطية لشركة "أرامكو" في السعودية بواسطة صواريخ ومسيّرات مفخخة.
- تملك الإمارات قدرات عسكرية ضعيفة مقارنة بالقدرات العسكرية الإيرانية، وهي لن تخاطر بمواجهة عسكرية مع إيران، وستضطر في هذه المرحلة إلى أن تواجه وحدها الخطر الإيراني، وإلى التشديد حالياً على مجال الحرب ضد الإرهاب، ويبدو أن الإيرانيين ينوون العمل على هذا الصعيد في المدى الزمني القريب.