مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
فريدمان: تأجيل خطة ضم مناطق من الضفة إلى إسرائيل لا يعني إلغاءها
إسرائيل تسلم الجيش الأميركي بطارية أولى من أصل بطاريتين لمنظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ
نتنياهو: الخروج من الإغلاق التام سيكون بطيئاً وتدريجياً ويمكن أن يستمر ما بين نصف سنة حتى سنة
المدير العام لوزارة الصحة: 34% من المصابين بفيروس كورونا في إسرائيل هم من اليهود الحريديم
مقالات وتحليلات
تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية: حزب الله ما زال يخطط لتنفيذ عملية عسكرية انتقامية
إسرائيل تقترب من حرب أهلية. وقانون فرض قيود على التظاهرات هو خطوة إضافية على الطريق
سلام مقابل حلم: دلالات التخلي عن الضم في ظل التطبيع
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هيوم"، 1/10/2020
فريدمان: تأجيل خطة ضم مناطق من الضفة إلى إسرائيل لا يعني إلغاءها

قال السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان إن تأجيل خطة فرض السيادة الإسرائيلية على مناطق في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] لا يعني إلغاءها.

وأضاف فريدمان في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي [غالي تساهل] أمس (الأربعاء)، أن إسرائيل تعهدت تأجيل فرض السيادة لكنها لم تلغِ الخطة.

وقال فريدمان: "قلنا إننا سنؤجل خطة فرض السيادة، هذا لا يعني أنها أُلغيت بل تم تعليقها في الوقت الحالي مدة سنة وربما فترة أطول، لكن لم يتم إلغاؤها."

الجدير بالذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة تؤكد من جانبها أنها تمكنت من إلغاء نية رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو فرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية من خلال توقيعها اتفاق سلام مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة.

"معاريف"، 1/10/2020
إسرائيل تسلم الجيش الأميركي بطارية أولى من أصل بطاريتين لمنظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ

سلمت إسرائيل الجيش الأميركي أمس (الأربعاء) بطارية أولى من أصل بطاريتين لمنظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ. وهي أول مرة تسلم إسرائيل دولة أُخرى هذه المنظومة.

وفي مراسم خاصة أُقيمت على نطاق مقلص بسبب تفشي فيروس كورونا، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس [رئيس أزرق أبيض] إن منظومة "القبة الحديدية" هي دليل آخر على قوة الصناعات الأمنية الإسرائيلية. كما اعتبر أن بيع المنظومة للقوات الأميركية إنجاز هائل لوزارة الدفاع والصناعات العسكرية الإسرائيلية.

وذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية أن منظومة "القبة الحديدية" سجلت منذ بدء عملها قبل نحو 10 سنوات أكثر من 2400 عملية اعتراض للصواريخ.

وأشار البيان إلى أن هذا التسليم يأتي بموجب اتفاقية بين وزارتيْ الدفاع في إسرائيل والولايات المتحدة تنص على شراء هذه الأخيرة بطاريتين من منظومة "القبة الحديدية" التي تنتجها سلطة "رفائيل" لتطوير الأسلحة القتالية. وسيتم تسليم البطارية الثانية في غضون الأسابيع القليلة المقبلة.

وأضاف البيان أن الولايات المتحدة ساهمت في تطوير هذه المنظومة وقدمت تمويلاً يزيد عن مليار دولار إلى إسرائيل، وأوضح أن الجيش الأميركي سيستخدم هذه المنظومة لحماية قواته المنتشرة في أماكن متعددة من التهديدات البالستية والجوية.

"معاريف"، 1/10/2020
نتنياهو: الخروج من الإغلاق التام سيكون بطيئاً وتدريجياً ويمكن أن يستمر ما بين نصف سنة حتى سنة

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن الخروج من الإغلاق التام المفروض على كل أنحاء إسرائيل بغية الحد من تفشي فيروس كورونا سيكون هذه المرة بطيئاً وبصورة تدريجية، ويمكن أن يستمر ما بين نصف سنة حتى سنة.

وأضاف نتنياهو خلال الاجتماع الذي عقده المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لشؤون كورونا أمس (الأربعاء)، أنه لن يتم تكرار الخروج السريع من الإغلاق كما في المرة السابقة لدى الخروج من إغلاق الموجة الأولى.

وطالب نتنياهو بتجهيز خطة لعلاج 5000 إصابة خطرة بالفيروس حتى انتهاء فصل الشتاء.

وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس إن المجلس الوزاري المصغر لشؤون كورونا عقد اجتماعاً أمس لمناقشة خطة طويلة الأمد لرئيس الحكومة لمواجهة انتشار فيروس كورونا تتكون من ثلاث مراحل سيتم تطبيقها خلال الأشهر المقبلة، وكانت المرحلة الأولى منها الإغلاق التام الذي بدأ مع موسم الأعياد اليهودية. كما ناقش المجلس الوزاري إمكان فرض عقوبات مشددة أكثر على كل من يخالف القيود والتعليمات. 

من ناحية أُخرى بلّغ المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت الحكومة أمس أن القيود على التظاهرات ضد رئيس الحكومة نتنياهو التي تطالبه بالاستقالة، والتي صادق عليها الكنيست فجر أمس، لن تكون سارية المفعول إلى حين إقرار أنظمة جديدة بخصوص التظاهرات.

وكانت الهيئة العامة للكنيست صادقت بالقراءتين الثانية والثالثة على قانون يقضي بفرض قيود على التظاهرات والاحتجاجات في ظل أزمة كورونا، وبمنع مشاركة أكثر من 1000 شخص في التظاهرات، وألّا يبعد مكان التظاهرة أكثر من 1000 متر عن بيت كل مشترك. 

 

"يديعوت أحرونوت"، 1/10/2020
المدير العام لوزارة الصحة: 34% من المصابين بفيروس كورونا في إسرائيل هم من اليهود الحريديم

قال المدير العام لوزارة الصحة الإسرائيلية حيزي ليفي إن 34% من المصابين بفيروس كورونا في إسرائيل هم من اليهود الحريديم [المتشددون دينياً] على الرغم من أنهم يشكلون نحو 12% فقط من إجمالي السكان.

وقال ليفي في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس (الأربعاء)، أنه بسبب الازدحام خلال الصلاة الذي ينتهك أحياناً القواعد وصل قطاع اليهود الحريديم إلى مستوى عال من العدوى.  وأشار إلى أن بعض المدارس الدينية التابعة للحريديم تشهد معدلات إصابة هائلة وتم تحويل أكثر من 12 مركزاً تعليمياً حريدياً في الأيام الأخيرة إلى منشآت لمرضى كورونا بعد تفشي المرض بشكل كبير.

وأشار ليفي إلى أن مسؤولي وزارة الصحة قلقون بشأن عيد العرش القريب الذي تقام فيه احتفالات كبيرة تزيد من احتمالات انتشار العدوى.

وقال ليفي إن نظام التعليم لن يعود كالمعتاد يوم 11 تشرين الأول/أكتوبر الحالي وليس من المؤكد أن يتم فتحه قريباً.

من ناحية أُخرى أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية مساء أمس تسجيل 7040 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية. 

وأشارت الوزارة إلى أن عدد حالات الإصابة الخطرة بلغ 834 حالة، من بينها 211 حالة تم ربط أصحابها بأجهزة التنفس الاصطناعي. كما سُجلت 22 حالة وفاة جديدة، وهو ما زاد مجمل الوفيات إلى 1569 وفاة.

 

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 1/10/2020
تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية: حزب الله ما زال يخطط لتنفيذ عملية عسكرية انتقامية
طال ليف - رام - محلل عسكري
  • تستمر حالة التأهب القصوى في حدود المنطقة الشمالية على أعتاب عيد العرش، وذلك بسبب احتمال قيام حزب الله بتنفيذ عملية عسكرية انتقاماً لمقتل أحد ناشطيه خلال غارة جوية منسوبة إلى إسرائيل في الأراضي السورية قبل أكثر من شهرين.
  • وبدأت حالة التأهب هذه منذ أكثر من 70 يوماً، بعد أن فشل حزب الله مرتين في محاولاته الرامية إلى قتل جندي إسرائيلي انتقاماً لمقتل ناشط الحزب في سورية.
  • وعلى الرغم من الفترة الزمنية التي مرت، تشير التقديرات السائدة لدى قيادة الجيش الإسرائيلي إلى أن حزب الله ما زال يخطط لتنفيذ عملية عسكرية أُخرى. وقالت مصادر عسكرية رفيعة المستوى: "لا يوجد أي تغيير في حالة التأهب القصوى. هذه الحالة ستستمر حتى بعد كشف النقاب عن مستودعات الصواريخ الدقيقة لحزب الله."
  • يُشار أيضاً إلى أن المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لم يبدوا أي مفاجأة إزاء ردة الفعل السريعة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي أتاح جولات لمندوبي وسائل الإعلام في المواقع التي تم كشف النقاب عنها من طرف إسرائيل، وذلك بعد وقت قصير من الخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
  • وقالت مصادر رفيعة المستوى في المؤسسة الأمنية إن بإمكان نصر الله أن يقص حكايات شتى وأن يقيم جولات لمندوبي وسائل الإعلام بهدف دحض ادعاءات إسرائيل ظاهرياً، لكنه في الوقت عينه يعرف ويدرك جيداً مبلغ عمق التسلل الاستخباراتي للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، كما يدرك أن المزيد من المشاريع التي كان يعتبرها سرية للغاية في وسط السكان المدنيين يتم كشف النقاب عنها واحداً تلو الآخر.
"هآرتس"، 30/9/2020
إسرائيل تقترب من حرب أهلية. وقانون فرض قيود على التظاهرات هو خطوة إضافية على الطريق
رافيت هيخت - محللة سياسية
  • حتى الفترة الأخيرة درجت جهات في اليمين ومن محيط بنيامين نتنياهو على القول إن المتظاهرين أمام مقر رئاسة الحكومة وفروعهم أمر جيد لرئيس الحكومة، لأنهم يكشفون عن "الوجه الحقيقي للمحتجين" ويوحّد صفوف مؤيديه من ورائه. ابن رئيس الحكومة يائير نتنياهو قال إنهم يسلّون نتنياهو: "أعرض على والدي صور هذه الكائنات الفضائية، وهذا يضحكه."
  • على ما يبدو لم تعد التظاهرات تُضحك سكان مقر رئاسة الحكومة. وإلاّ لا يمكن بغير ذلك أن نشرح تعديلات القانون والصلاحيات لمواجهة وباء الكورونا، والتي كل هدفها إحباط التظاهرات ضد رئيس الحكومة في إحدى أصعب الفترات التي عرفتها الديمقراطية الإسرائيلية. كثيرون سخروا من الفيديو الذي نشرته إيلان شاحر هذا الأسبوع، والذي تظهر فيه الصبيّة تبكي بغضب وتصف المتظاهرين بـ"المسوخ". لا يوجد ما يدعو إلى السخرية في  هذا الفيديو. ليس من المبالغة الافتراض أن شاحر تعبّر على طريقتها، وبصورة صافية أصيلة مثيرة للإعجاب، عن مشاعر الموجودين في مقر رئاسة الحكومة ووسط مؤيدي نتنياهو. هؤلاء يتحركون بحدة بين قطبين من القلق الرهيب والكراهية الشديدة، وبين تضخيم صور المتظاهرين وتصويرهم كمسوخ ليست بشرية.
  • منع التجمعات هو خطوة منطقية لكبح المرض، لكن لا يوجد شيء منطقي في خطوات هذه الحكومة، التي من جهة تعارض حتى احتجاج قافلة من السيارات لا تشكل أي خطر على انتشار العدوى، ومن جهة ثانية تسمح بالكثير من الفوضى في جزء من مؤسسات المجتمع الحريدي. هذه الفوضى الفاضحة السائدة في أجزاء من المجتمع الحريدي المتباين تضحي قبل أي شيء بجزء من الجمهور هناك، الذي يحرص على احترام التعليمات، لكنه يجد نفسه، رغماً عن إرادته، عالقاً في فخ المرض، ولاحقاً أيضاً بالمنظومة الصحية والمرضى الذين سيحتاجون إليها. كل إنسان عاقل يدرك أنه إذا كان المطلوب إجراءً عاجلاً، يتعارض مع حقوق الفرد، وحرية الحركة والعبادة وحقوق مقدسة أُخرى في دولة ديمقراطية، فإنه يجب أن يُتّخذ قبل كل شيء هناك [المجتمع الحريدي]، في منطقة الكارثة.
  • مجرد حقيقة أننا وصلنا إلى هذا التشريع الجهنمي- ليس مهماً ضد من- هو فشل مروع للحكومة. الدول التي تنجح في التعايش بطريقة ما مع الوباء تمتاز بوجود علاقات ثقة بين الحكومة والشعب- الحكومة تقود سياسة هدفها الدفاع عن المواطنين وعن المنظومة الصحية، من خلال المحافظة على أكبر قدر من حقوقهم والاهتمام بحاجاتهم. المواطنون من جهتهم يردون الجميل من خلال الالتزام بالانضباط الذاتي الصارم والتضحية الذاتية. فقط من خلال حركة مشتركة يمكن مواجهة عاصفة رهيبة مثل الكورونا وتقليص أضرارها.

وماذا يجري في إسرائيل؟ في خضم أزمة مخيفة، ذات متغيرات مهمة، مثل الصحة الجسدية والنفسية والاقتصادية والمجتمعية، وفي خضم دوامة سياسية لا تنتهي يحاول صاحبها استغلالها بأي طريقة لإلغاء محاكمته، تتقدم إسرائيل بخطى كبيرة نحو حرب أهلية. في الجهة الأولى من المتراس هناك إيلان شاحر وفي الجهة الثانية - معارضو نتنياهو. القانون الذي أُقر في الأمس في الكنيست صب الزيت على هذه النار.

"معاريف"، 29/9/2020
سلام مقابل حلم: دلالات التخلي عن الضم في ظل التطبيع
شاكيد موراغ - المديرة العامة لحركة "السلام الآن"
  • منذ إعلان إقامة اتفاق سلام مع الإمارات والبحرين، يسير رئيس الحكومة نتنياهو متباهياً مثل الطاووس: "حققت سلاماً مقابل سلام"، يقول لمن يسأله ومَن لا يسأله. يعرف نتنياهو أنه من أجل تحريك الرأي العام، يجب التواصل معه مباشرة من خلال رسائل بسيطة وسهلة الاستيعاب.
  • صحيح أن شعار سلام مقابل سلام هو شعار رائع في بساطته: فهو سهل الاستيعاب، وعلى القافية، وإذا كررناه عدة مرات يبدو موثوقاً به. لكن الفرضية التي تقول إن اليمين القوي يصنع "سلاماً  مقابل سلام"، بينما اليسار لا يزال أسير مفهوم "سلام مقابل مناطق"، هي في نهاية الأمر كذبة وضبها نتنياهو في علبة براقة بهدف خطف أنظار الجمهور.
  • قبل كل شيء، السلام ليس "مقابل سلام"، بل مقابل التنازل عن "حلم" الضم، الذي دفع به نتنياهو قدماً بوصفه إرثه التاريخي، لا أقل من ذلك. ثانياً، السابقة "سلام مقابل مناطق" مسجلة باسم مناحيم بيغن، من آباء حركة الليكود، الذي تنازل عن شبه جزيرة سيناء من أجل السلام مع مصر.
  • في المقابل، في إطار اتفاق السلام مع الأردن، إسرائيل لم تتنازل عن مناطق (باستثناء تعديلات طفيفة على الحدود)، والسلام مع الإمارات والبحرين أيضاً مثل السلام مع الأردن، اشترط الدفع قدماً بتسوية مع الفلسطينيين (رابين في اتفاقات أوسلو، ونتنياهو في التخلي عن الضم).
  • بناء على ذلك، ادعاء نتنياهو أنه أوجد نموذجاً جديداً ورائعاً سيختفي قريباً مثل تصريحات كاذبة في الماضي من نوع "لن يحدث شيء لأنه لا يوجد شيء" [إنكار التهم الموجهة إليه]، و"سنُسقط حكم حماس"، أو "سأطبق اتفاق المداورة مع بني غانتس".
  • هؤلاء الذين يزعمون الآن أن دولة إسرائيل "استيقظت من وهم السلام"، هم على ما يبدو غرقوا عميقاً في أحلام اليقظة، حيث لا وجود لثلاثة ملايين فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية تحت الاحتلال، ومليوني فلسطيني يعيشون في غزة تحت الحصار. إذا كان اليسار يغرق في "الأوهام" ما هو "حل" اليمين؟ رئيس حكومة إسرائيل يرفض أن يقدم حله للمشكلة.
  • لا توجد هنا حلول سحرية: لا أحد يدّعي أن السلام أمر سهل. لكن مَن ينظر إلى الواقع يجب عليه أن يعترف بأن ليس هناك حل آخر. دولة غربية وديمقراطية تريد أيضاً أن تبقى كذلك، لا تستطيع الاحتفاظ بملايين تحت السيطرة العسكرية ومنعهم من إمكان كتابة قصة حياتهم بأنفسهم. رفض المساومة على الأرض سيجرنا إلى التخلي عن ديمقراطيتنا.
  • وما يدعو إلى السخرية هنا أن نتنياهو أيضاً يدرك ذلك: بتخلّيه عن الضم يعترف نتنياهو صراحة بأن إسرائيل ستواصل الاحتفاظ بالمناطق فقط ضمن وضع احتلال موقت. كل شيء لعب من أجل مصلحة نتنياهو: رئيس أميركي لم يكن اليمين يحلم بمثله في الماضي، لا مبالاة من جانب العالم العربي، هدوء أمني نسبي من الفلسطينيين. كل ذلك لم يكن كافياً له للوفاء بوعوده  للقاعدة اليمينية. في نهاية الأمر، إذا كان نتنياهو وافق على دفن حلم الضم في مقابل السلام مع دولة بعيدة، فإن هذا كما يبدو يقول شيئاً عن الضم وليس فقط عن نتنياهو.