مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو وغانتس يشكران ترامب على اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل ويؤكدان أنها ستبقى كذلك إلى الأبد
غانتس اجتمع مع كاتس لمناقشة موضوع الميزانية العامة ولم يتخذ بعد أي قرار
لأول مرة منذ عدة أشهر، معدل الإصابات الموجبة بفيروس كورونا في إسرائيل بلغ 3.9%
مقتل فتى فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي خلال تظاهرة احتجاجية شمالي رام الله
وزير خارجية البحرين: سنميّز بين البضائع الإسرائيلية من مستوطنات الضفة وتلك المصنوعة في إسرائيل
استمرار التظاهرات ضد نتنياهو للأسبوع الـ24 على التوالي
مقالات وتحليلات
ما الذي بحث عنه كوشنير فعلاً في دول الخليج؟
البندقية "روجر" قتلت فتى فلسطينياً آخر في الثالثة عشرة من عمره – ما الجديد؟
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هيوم"، 7/12/2020
نتنياهو وغانتس يشكران ترامب على اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل ويؤكدان أنها ستبقى كذلك إلى الأبد

شكر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب على اعترافه بالقدس عاصمةً لإسرائيل قبل 3 سنوات، وأكد أنها ستبقى كذلك إلى الأبد.

وجاء هذا الشكر في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد) وتم تخصيص جانب منه لإحياء الذكرى الثالثة لهذا الاعتراف، إذ دُعيَ إلى الاجتماع كلّ من رئيس بلدية القدس موشيه ليئون، وسفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل ديفيد فريدمان.

وأشاد رئيس الحكومة بخطوات تاريخية أُخرى قام بها الرئيس ترامب حيال إسرائيل، وهي الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان، والإقرار بحق إسرائيل الشرعي في أراضي يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. كما شكر نتنياهو الرئيس الأميركي المنتهية ولايته على التوصل إلى "اتفاقات أبراهام" لتطبيع العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان، وعلى الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وتصفية قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي وصفه بأنه أخطر الإرهابيين في العالم.

وتكلم في الاجتماع رئيس الحكومة البديل ووزير الدفاع بني غانتس [رئيس أزرق أبيض] فشكر ترامب على اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل وأكد أنها ستبقى كذلك إلى الأبد.

كما تكلم السفير الأميركي ديفيد فريدمان فقال: "في مثل هذا اليوم قبل 3 سنوات اتخذ الرئيس ترامب قراراً شجاعاً بالاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل. وبهذا القرار اعترف بتاريخ القدس الذي يعود إلى 3000 سنة وبمركزيتها بالنسبة إلى الشعب اليهودي، وكذلك حقق إرادة الشعب الأميركي الذي مرّر قادته سنة 1995 قانوناً ينص على أن يكون مقر السفارة في القدس بأغلبية ساحقة من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي."

وأضاف فريدمان أن ترامب قام أيضاً بنقل رسالة واضحة إلى العالم فحواها أن الولايات المتحدة تقف من دون وجل إلى جانب حلفائها، وتستند بسياستها الخارجية إلى الحقيقة وليس إلى الأوهام.

"معاريف"، 7/12/2020
غانتس اجتمع مع كاتس لمناقشة موضوع الميزانية العامة ولم يتخذ بعد أي قرار

عقد وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس حزب أزرق أبيض بني غانتس مساء أمس (الأحد) اجتماعاً مع وزير المال يسرائيل كاتس في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب على خلفية الأزمة السياسية في الائتلاف الحكومي. وعرض كاتس أمام غانتس خلال الاجتماع ميزانية سنة 2021 وجدول مواعيد تقديمها.

وقالت مصادر مسؤولة في وزارة المال إن كاتس عرض خلال الاجتماع أيضاً مواعيد لعرض الميزانية، ووفقاً لها ستقوم الحكومة هذا الأسبوع بالمصادقة على ميزانية سنة 2020 كي يقوم الكنيست بإقرارها حتى يوم 23 كانون الأول/ ديسمبر الحالي. وأوضح كاتس أن الحكومة ستصادق على ميزانية سنة 2021 يوم 17 كانون الأول/ديسمبر كي يقرها الكنيست في شباط/فبراير المقبل.

وتُعتبر قضية المصادقة على الميزانية العامة إحدى القضايا الشائكة بين حزبي الليكود وأزرق أبيض، والتي أدت إلى الأزمة السياسية الحالية ويمكن أن تجر إسرائيل إلى انتخابات رابعة في غضون أقل من عامين. 

ويطالب أزرق أبيض بالمصادقة على ميزانية 2020 مع ميزانية 2021، لكن الليكود يرفض ذلك، ويريد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حالياً المصادقة على ميزانية 2020 والمصادقة على ميزانية 2021 في بداية السنة المقبلة، لكن في أزرق أبيض يرفضون ذلك، ولديهم مخاوف من أن نتنياهو يريد أن يستغل هذا الجانب للذهاب إلى انتخابات جديدة.

وذكرت مصادر مقربة من رئيس أزرق أبيض أن الاجتماع مع كاتس أُدير بطريقة مهنية وموضوعية، لكن غانتس لم يتخذ أي قرار في نهايته.

"معاريف"، 7/12/2020
لأول مرة منذ عدة أشهر، معدل الإصابات الموجبة بفيروس كورونا في إسرائيل بلغ 3.9%

ذكر بيان صادر عن وزارة الصحة الإسرائيلية أمس (الأحد) أنه تم تسجيل 988 إصابة جديدة بفيروس كورونا أمس الأول (السبت)، بعد إجراء 25.849 اختباراً وصل معدل الإصابات الموجبة فيها إلى 3.9%، وذلك لأول مرة منذ عدة أشهر.

 وأضاف البيان أن حصيلة الإصابات منذ تفشي الوباء في إسرائيل ارتفعت إلى 344.906 إصابة، وبلغ عدد الوفيات 2917 حالة وفاة. وبلغ عدد حالات الإصابة الخطرة 392 حالة، منها 85 حالة جرى ربط أصحابها بأجهزة التنفس الاصطناعي.

من ناحية أُخرى انفضّ الاجتماع الذي عقده المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لشؤون كورونا أمس لمناقشة الارتفاع في عدد الإصابات والإجراءات التي سيتم اتخاذها للحد من ذلك من دون أي نتيجة وتقرر عقد اجتماع آخر اليوم (الاثنين).

وأوضح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مساء أمس أنه لن يتردد في فرض قيود جديدة للحد من انتشار فيروس كورونا. وأشار إلى أن اللقاحات في طريقها إلى إسرائيل، لكن على الرغم من ذلك يجب العمل للحد من انتشار العدوى التي تضع إسرائيل في بداية موجة ثالثة لتفشي الفيروس. 

"هآرتس"، 6/12/2020
مقتل فتى فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي خلال تظاهرة احتجاجية شمالي رام الله

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الفتى الفلسطيني علي أيمن نصر أبو عليا (13 عاماً) قُتل برصاص الجيش الإسرائيلي أول أمس (الجمعة) في إثر وقوع مواجهات خلال تظاهرة في بلدة المغير شمالي رام الله.

ودعا مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف إسرائيل إلى إجراء تحقيق سريع ومستقل بشأن هذا الحادث، واصفاً إياه بأنه صادم وغير مقبول.

وأعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية أنها ستتابع مقتل الفتى مع المحكمة الجنائية الدولية.

وقال رئيس بلدية المغير أمين أبو عليا إن الجيش الإسرائيلي قام بقمع مسيرة سلمية لفلسطينيين احتجاجاً على خطة لإقامة مستوطنة في المنطقة.

"معاريف"، 6/12/2020
وزير خارجية البحرين: سنميّز بين البضائع الإسرائيلية من مستوطنات الضفة وتلك المصنوعة في إسرائيل

قال وزير خارجية البحرين عبد اللطيف بن راشد الزياني إن بلاده ستميّز بين البضائع الإسرائيلية من المستوطنات في المناطق [المحتلة] وتلك المصنوعة في إسرائيل، فيما يبدو أنه تراجُع عن تصريحات أدلى بها وزير الصناعة والتجارة والسياحة البحريني خلال زيارته إلى إسرائيل الأسبوع الفائت.

وأضاف الزياني في سياق كلمة ألقاها أمام مؤتمر أمني في المنامة أمس (السبت)، أنه تحدث مع وزير خارجية السلطة الفلسطينية رياض المالكي وأوضح وجهة نظر البحرين المعارِضة لاستيراد منتوجات من مستوطنات الضفة الغربية، وكذلك من الجولان.

وأصدرت وزارة الصناعة والتجارة والسياحة في البحرين مساء أول أمس (الجمعة) بياناً قالت فيه إن التصريحات التي أدلى بها الوزير أُسيء تفسيرها، وأن المنامة لا تزال ملتزمة قرارات الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بشأن المستوطنات في الضفة الغربية وهضبة الجولان.

وجاء بيان الوزارة بعد أن قال وزير الصناعة والتجارة والسياحة زايد بن راشد الزياني للصحافيين في القدس يوم الخميس الفائت، أنه ستتم معاملة جميع البضائع والخدمات التي يعرضها الإسرائيليون على أنها منتوجات إسرائيلية، مشيراً إلى أنه حتى بضائع الضفة الغربية والجولان لن تتطلب ملصقات خاصة.

"يديعوت أحرونوت"، 6/12/2020
استمرار التظاهرات ضد نتنياهو للأسبوع الـ24 على التوالي

اعتقلت الشرطة الإسرائيلية 27 شخصاً بشبهة الإخلال بالنظام العام خلال تظاهرة بمشاركة الآلاف نُظمت قبالة المنزل الرسمي لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في القدس الليلة الماضية.

وقال أحد المتظاهرين إن شرطياً أسقطه أرضاً، الأمر الذي أدى إلى نزيف دم من أنفه.

وقالت عضو الكنيست ميكي حايموفيتش، من أزرق أبيض، التي شاركت في التظاهرة إن الاعتقالات التي نفذتها الشرطة كانت عنيفة للغاية.

ولقي رجل في الثمانين من عمره الليلة الماضية مصرعه في مفترق طرق بالقرب من بلدة كريات أونو [وسط إسرائيل] خلال مشاركته في التظاهرات ضد رئيس الحكومة وذلك حين تجاوز الطريق فصدمته سيارة. واعتقلت الشرطة سائقتها، واتضح أن الحديث يدور حول حادث سير وليس عملية مقصودة. كما أعلنت حركة "الرايات السوداء" التي نظمت التظاهرة أن الحادث كان عرضياً.

وجرت الليلة الماضية في أنحاء متعددة من إسرائيل تظاهرات ضد رئيس الحكومة وذلك للأسبوع الـ24 على التوالي. ويطالب المتظاهرون نتنياهو بالاستقالة على خلفية اتهامه بشبهات فساد وفشل الحكومة في التعامل مع الأزمتين الصحية والاقتصادية الناجمتين عن تفشي فيروس كورونا.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 6/12/2020
ما الذي بحث عنه كوشنير فعلاً في دول الخليج؟
تسفي برئيل - محلل سياسي
  • في يوم الثلاثاء الماضي، وبعد يومين على عودة جاريد كوشنير، صهر الرئيس دونالد ترامب، من زيارة إلى دول الخليج، أعلن وزير خارجية الكويت حدوث اختراق على طريق حل النزاع بين دول الخليج وبين قطر. زعماء دول عربية سارعوا إلى الثناء على التقدم الذي من المفترض أن ينهي نزاعاً نشب قبل نحو 3 سنوات ونصف السنة. وأعربت مصر، المشارِكة في فرض العقوبات الاقتصادية على قطر، كما السعودية، والبحرين، ودولة الإمارات، عن ارتياحها لحدوث التقدم، وأيضاً الأردن والكويت عرّابا المصالحة، وحتى إيران. إذا أثمرت المفاوضات السرية عن اتفاق فإن في امكان ترامب أن يسجل لنفسه خطوة سياسية ربما يمكن أن تؤدي إلى إضافة قطر إلى الدول العربية التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل.
  • لكن هذه الأجواء الإيجابية من المناسب أن تترافق بملاحظة تحذيرية. اتفاق إنهاء النزاع لم يوقَّع بعد، وأوضحت قطر أنها لن توافق على حل بينها وبين السعودية فقط، وهي تطالب باتفاق يشمل كل الدول التي فرضت عليها حصاراً، ويسمح لها بأن تواصل انتهاج سياسة خارجية مستقلة، من دون المس بسيادتها. كما أوضحت أن التطبيع مع إسرائيل ليس مطروحاً على جدول أعمالها. حتى الآن ليس واضحاً على ماذا وافقت السعودية، وما إذا كانت الإمارات، التي تعارض المصالحة في هذه الأثناء، ستوقّع الاتفاق. كما ليس من الواضح ماذا سيكون موقف مصر التي توجد بينها وبين قطر حسابات عسيرة بسبب تأييد الأخيرة لحركة الإخوان المسلمين.
  • قبل فرض العقوبات على قطر وضع خصومها 13 شرطاً للحؤول دون ذلك، بينها تقليص علاقاتها مع إيران واقتصارها على العلاقات التجارية فقط، إزالة القاعدة العسكرية التركية من أراضيها، وإغلاق قناة الجزيرة وكل وسائل الإعلام الأُخرى التي تموّلها، ووقف دعم المنظمات الإرهابية، والامتناع من التدخل في شؤون دول المنطقة. رفضت قطر كل هذه الشروط، وبدلاً من الاستسلام والخضوع، وعلى الرغم من الأضرار الاقتصادية الهائلة التي تكبدتها، فإنها امتصت الضربة وأظهرت قدرة على إقامة بنية تحتية للإنتاج المحلي تلبّي حاجاتها الحيوية تقريباً من دون حدود، وواصلت تسويق نفطها وغازها، والمحافظة على موقعها كحليف حيوي للولايات المتحدة التي تحتفط بأكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط على أراضيها، والاستعداد لاستضافة كأس العالم في كرة القدم في سنة 2022. 
  • النزاع بين قطر ودول الخليج، وخصوصاً السعودية، ورّط ترامب في منظومة علاقات معقدة. فقد كان عليه المحافظة على علاقات جيدة مع الدولتين من دون أن يُظهر تفضيلاً لأي منهما. على سبيل المثال امتنع من التدخل مباشرة في المعركة في ليبيا، التي وقفت فيها السعودية ومصر والإمارات إلى جانب الجنرال الانفصالي خليفة حفتر، في مواجهة الكويت وقطر وتركيا، التي أيدت الحكومة المعترَف بها. وبحسب موقع The Intercept، فإن وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون خسر وظيفته، من بين أمور أُخرى، بسبب هذا النزاع، ولأنه حاول ثني السعودية والإمارات عن مهاجمة قطر. تيلرسون لم يكن يعلم بأن هاتين الدولتين على وشك أن تفرضا حصاراً على قطر، بينما كوشنير علِم بالحصار قبل 3 أشهر من فرضه. ترامب أثنى على الحصار واتهم قطر بتمويل المنظمات الإرهابية "بمستوى عالٍ جداً"، بينما شكّك تيلرسون في تدخّلها في تمويل الإرهاب، والبنتاغون أثنى على مساهمة قطر المهمة في الحرب ضد الإرهاب.
  • لكوشنير علاقات وثيقة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، المعتاد على إجراء محادثات ليلية معه وتبادُل رسائل بواسطة الواتسآب، لكنه في الوقت عينه هو مدين بالشكر لقطر على المساعدة التي قدمتها قبل نحو عامين، كما يبدو من دون أن تعرف، لشركته الاستثمارية قبل الانتخابات الرئاسية. تورطت شركة الاستثمارات التابعة لعائلة كوشنير بدفعات لبرج "الجادة الخامسة رقم 666" في نيويورك، واستعانت بعقد ضمان وقّعته مع شركة الاستثمارات الضخمة بروكفيلد التي يملك صندوق الاستثمار القطري نحو 9% فيها.
  • هل من المحتمل أن سفرة كوشنير الأخيرة في دول الخليج لم تكن تهدف إلى الدفع قدماً بحل نزاع محلي أو التطبيع بين السعودية وإسرائيل، بل إعداد الأرضية المالية له ولعائلة ترامب قبيل مغادرته البيت الأبيض؟ محللون أميركيون كثيرون يعتقدون أن ترامب وأفراد عائلته سيحاولون استغلال علاقاته السياسية مع دول الخليج للحصول على عقود استثمارات عقارية بأحجام تبلغ مئات ملايين الدولارات.
  • المحافظة على علاقات تجارية مع رئيس أميركي يؤكد أنه لا ينوي مغادرة الساحة السياسية هي خطوة مطلوبة. هكذا تصرفت السعودية مع بوش الأب وحصدت أرباحاً مع بوش الابن.
  • ليس من المتوقع أن تؤدي الأسابيع الأخيرة، التي بقيت لترامب في البيت الأبيض، إلى تحولات سياسية كبيرة. السعودية قررت في هذه الأثناء تأجيل عملية التطبيع وانتظار دخول جو بايدن إلى البيت الأبيض لمحاولة الحصول على شهادات صلاحية وتطهير اسم محمد بن سلمان في مقابل التطبيع مع إسرائيل. في الوقت عينه تستطيع السعودية تمديد المفاوضات مع قطر عدة أسابيع وحتى أكثر، من دون أن يتسبب لها ذلك بأي ضرر. لكن عندما يعلن بايدن أنه ينوي "فحص وضع حقوق الإنسان في السعودية"، والعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، فإن السعودية بحاجة إلى رص الصفوف وتقليل المعارك وسط دول الخليج لتشكيل سور واقٍ ضد السياسة الأميركية الجديدة. 

 

"يديعوت أحرونوت"، 6/12/2020
البندقية "روجر" قتلت فتى فلسطينياً آخر في الثالثة عشرة من عمره – ما الجديد؟
أفنر غبرياهو - المدير الإعلامي لمنظمة "لنكسر الصمت"
  • مقتل الفتى علي أبو عليا ابن الـ13 عاماً في يوم الجمعة بنيران الجيش الإسرائيلي استُقبل بلامبالاة مطلقة تقريباً في إسرائيل، وفي النشرات الإخبارية لم يتطرقوا إلى الخبر إطلاقاً. الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي برر القتل بأن القوات "ردت بوسائل تفريق التظاهرات"، لكنه شدّد على أنه "لم يجرِ إطلاق رصاص حي على مثيري الشغب"، وراء هذا الكلام الإشكالي تختبىء بندقية روجر Ruger - بندقية فتاكة باسم جميل  تستخدم طلقات بقُطر صغير نسبياً تسمح للجيش بقول الشيء وضده في الوقت عينه.
  • شهادة قدمتها مجندة سُرّحت من الجيش لمنظمة "لنكسر الصمت" في سنة 2014، توضح كيف تعمل هذه الخدعة: "عندما يقول الفلسطينيون أطلقوا علينا رصاصاً حياً، يقولون لا استخدمنا فقط وسائل تفريق التظاهرات، وروجر تُعتبر سلاحاً لتفريق التظاهرات."
  • خرج أبو عليا مع رفاقه وأفراد عائلته للتظاهر ضد نهب أراضي قرية المغير لمصلحة بؤرة استيطانية جديدة استولى عليها في هذه الأيام متطرفو التلال. في الجيش سارعوا إلى التوضيح أن إطلاق النار كان سببه "أعمال شغب" شملت رشق حجارة وإطارات مشتعلة. لكن حقيقة أن الجيش الإسرائيلي نفسه قرر الرد على ذلك بسلاح يُعرّف ظاهرياً بأنه "غير قاتل" يثبت أيضاً أنهم يعترفون بأنه لا يمكن الحكم بالموت على "مثيري شغب".
  • حتى صورة العينين الواسعتين والجسد الطفولي التي ظهرت خلال إخلاء أبو عليا لم تمنع الخبر عن الحدث من أن يغرق كالعادة بسرعة بين عناوين الأخبار الأولى. وبالحقيقة، ما الجديد؟ ما الذي تغير كي يتحول هذا إلى خبر يجب التوقف عنده؟
  • للأسف الشديد لم يتغير الكثير. في سنة 2001، في أيام الانتفاضة الثانية، قرر المدعي العام العسكري آنذاك اللواء مناحيم فينكلشتاين، ضرورة اعتبار بندقية روجر سلاحاً نارياً بكل معنى الكلمة، وأمر بالتوقف عن استخدامها. وفعلاً طوال 8 سنوات أُخرجت من ترسانة الوسائل التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي ضد المتظاهرين. لكن منذ بداية سنة 2009 رجعت، وعادت معها التقارير عن وقوع قتلى، بينهم أولاد من عمر علي، أكثر أو أقل.
  • بعد حادثة أُخرى وقعت في سنة 2015، أُجريت في استديو صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقابلة مع يوسف يكوتوئيل، نائب مفوض عام للشرطة سابق، والذي أدخل بندقية روجر إلى الاستخدام قبل 39 عاماً لمحاربة الإرهاب، وحذّر يومها: "هذا ليس سلاحاً غير قاتل، إنه سلاح يقتل."
  • نائب المفوض العام للشرطة آنذاك اعترف في أحاديث داخلية بأن بندقية روجر لا يمكن تسميتها "سلاحاً غير قاتل"، وبأنها بندقية بكل معنى الكلمة. أيضاً وثيقة داخلية كتبها رئيس قسم الأمن في الجيش الإسرائيلي حددت أن روجر "لا يمكن استخدامها في أي حال من الأحوال كسلاح لا يقتل، ويجب التعامل معها كسلاح بنيران حية لكل أمر ومسألة."
  • إذن لماذا أنه على الرغم من تكرار كبار الضباط أنها بندقية فتاكة وممنوع اعتبارها كوسيلة لمحاربة أعمال الشغب - تُعطى لنا نحن الجنود الأوامر باستخدامها طوال سنوات؟ جواب حقيقي وصريح يفرض الاعتراف بأن روجر ليست المشكلة بل أحد العرَض. إنها عرَضُ مسموم واحد من بين كثيرين لمدى استرخاصنا لحياة الفلسطينيين؛ وللسهولة التي اعتدنا أن نسيطر فيها على حياة ملايين الناس؛ وللأثمان التي تكبدنا إياها هذه السيطرة اليومية؛ ولبلادة المشاعر، وتدهور الإجراءات والأوامر.
  • ما دمنا نتمتع بهدوء أمني، من السهل علينا أيضاً أن نقمع حاجات ورغبات "الطرف الثاني". الحق في الاحتجاج الذي نناضل من أجله في شوارعنا ممنوع عليهم على الدوام، لأن أي احتجاج فلسطيني في المناطق المحتلة يُعتبر غير قانوني - لا يهم أين ومتى يريدون التظاهر. من السهل علينا أيضاً أن نواصل تجاهُل أن الاحتلال يتسلل إلى داخلنا، وهو يستولي على القيم في داخل إسرائيل نفسها؛ قنابل مسيلة للدموع فتاكة استخدمتها الشرطة في تفريق تظاهرات مواطنين إسرائيليين – في البداية من العرب، ومؤخراً من أصول أثيوبية. من السهل علينا أن ننسى أن الاحتلال هو في الخلفية المرض الذي يجعلنا كلنا أكثر هشاشة.
  • في نهاية الأسبوع الماضي وفي أثناء إقامة خيمة عزاء جديدة في بلدة المغير، شارك مئات الإسرائيليين في شبكات التواصل الاجتماعي في شريط وثّق صورة جندي إسرائيلي يلعب كرة القدم مع أولاد فلسطينيين في الخليل. يمكن أن نفهم الرغبة في المشاركة بمشاعر إنسانية، والعثور على شيء من الحياة الطبيعية في واقع يولد لحظات صعبة. مثل هذه اللحظة كانت إطلاق النار على أبو عليا، وهي لحظة لا تقل أهمية عن جندي يلعب كرة القدم، لكن لم نسمع عنها في وسائل الإعلام الإسرائيلية. مقتل أبو عليا لا يخدم الدعاية. ولا يمكن أن نتشارك فيه ونقول "انظروا كل شيء طبيعي" لأنه لا يوجد شيء طبيعي في مقتل فتى في الثالثة عشرة من عمره، وهذا ما لا يجب أن ننساه.