مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
الحكومة الإسرائيلية تبحث في تعيين سفير إسرائيلي في الإمارات
إطلاق النار على فلسطيني على معبر قلندية بشبهة أنه كان ينوي القيام بعملية طعن
المرشح لوزارة الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن يعرض رؤية إدارة بايدن إزاء القضية الفلسطينية
حنان عشراوي تعلن استقالتها من منظمة التحرير الفلسطينية، بسبب عودة التنسيق الأمني
لجنة الكورونا تعلن فرض منع التجول ليلاً بدءاً من الأربعاء
مقالات وتحليلات
المعركة القادمة في الشمال: سيناريوهات، بدائل استراتيجية وتوصيات لسياسة إسرائيلية
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 8/12/2020
الحكومة الإسرائيلية تبحث في تعيين سفير إسرائيلي في الإمارات

تعيين سفير إسرائيلي في الإمارات سيكون موضوع خلاف جديد بين كتلة الليكود وبين حزب أزرق أبيض. فقد ذكرت أوساط في الليكود أن بنيامين نتنياهو يفضل تعيين شخص في هذا المنصب من طرفه ويكون موضع ثقته، ومن بين الأسماء المطروحة هناك عضو الكنيست آفي ديختر (الليكود) الرئيس السابق للشاباك. اسم آخر مطروح هو شخص مقرب جداً من رئيس مجلس الأمن القومي مئير شبات، كان قد سبق أن خدم نحو 20 عاماً في الشاباك، وكان قائداً للواء غزة في المنطقة الجنوبية، ولعب دوراً مهماً في الأشهر التي سبقت التوصل إلى اتفاقات أبراهام.

في المقابل يطالب وزير الخارجية غابي أشكنازي بتعيين سفير مختص من الوزارة في أبو ظبي. وتقول أوساط في وزارة الخارجية أنه بعد افتتاح السفارة الإسرائيلية المتوقع في الشهر المقبل سيجري تعيين قائم بأعمال السفير من بين الموظفين الكبار في وزارة الخارجية.

تجدر الإشارة إلى أن طاقماً من الموظفين الإسرائيليين بدأ العمل في أبو ظبي تحضيراً لافتتاح السفارة الإسرائيلية في كانون الثاني/يناير المقبل.

 

"يديعوت أحرونوت"، 7/12/2020
إطلاق النار على فلسطيني على معبر قلندية بشبهة أنه كان ينوي القيام بعملية طعن

ذكرت تقارير أولية أن  فلسطينياً تعرض لإطلاق النار بالقرب من معبر قلندية في القدس بعد الاشتباه بأنه كان ينوي القيام بعملية طعن، وذلك بعد أن مشى بسرعة في الاتجاه المخصص للسيارات، وليس للمشاة، وعندما طلب منه الحراس التوقف لم يستجب، الأمر الذي أدى إلى إطلاق الحراس النار على الجزء السفلي من جسده، وهو ما تسبب بإصابته بجروح متوسطة.

جرت هذه الحادثة، بعد اندلاع مواجهات وأعمال شغب في مخيم قلندية أدت إلى إصابة 7 من حرس الحدود بجروح وسقوط عدد من الجرحى الفلسطينيين. حدثت هذه المواجهات بعد وصول قوة من المستعربين وحرس الحدود ومحققين من القدس إلى  المخيم لإلقاء القبض على اثنين من المشتبه بهم في سرقة سيارات. ولدى وصول القوة اصطدمت برشق بالحجارة والأدوات الثقيلة، وهو ما دفعها إلى استخدام وسائل تفريق المتظاهرين، الأمر الذي أدى إلى سقوط عدد من الجرحى الفلسطينيين.

"يديعوت أحرونوت"، 6/12/2020
المرشح لوزارة الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن يعرض رؤية إدارة بايدن إزاء القضية الفلسطينية

تحدث وزير الخارجية الأميركي المُقترح في إدارة بايدن أنتوني بلينكن عن رؤية الإدارة الجديدة إزاء القضية الفلسطينية خلال لقاء زوم أجرته منظمة "الأكثرية الديمقراطية من أجل إسرائيل" يوم السبت الماضي. شدد بلينكن في اللقاء على تأييد بايدن لحل الدولتين الذي يعتبره الحل الوحيد الذي يضمن مستقبل إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية وآمنة، بالإضافة إلى أنه يحقق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني. ومما قاله بلينكن: "جو بايدن سيحافظ على التعاون العسكري والاستخباراتي بين الدولتين وسيعمّقه، وسيضمن التفوق العسكري الإسرائيلي. وسيدعو كلاً من إسرائيل والفلسطينيين إلى عدم القيام بخطوات أحادية الجانب تمس بفرص العودة إلى مخطط الدولتين، وهو سيجدد دعمه للسلطة الفلسطينية، وسيعيد فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، وسيحول المساعدة الإنسانية والاقتصادية إلى الفلسطينيين، لكن بشرط وقف دفع رواتب إلى المتورطين في عمليات إرهابية. وأكد بلينكن أن بايدن سيطلب من السلطة الفلسطينية وقف التحريض والاعتراف مرة واحدة وإلى الأبد بالدولة اليهودية في إسرائيل.

وعن مبادرة الضم الإسرائيلية قال بلينكن: "الرئيس المنتخَب كان واضحاً في معارضته للضم. وليس هذا موقفه وحده، وليس في الولايات المتحدة فقط. هناك أكثر من 200 مسؤول كبير سابق في المؤسسة الأمنية في إسرائيل ضد الضم، وهناك أيضاً معارضة الدول المجاورة."

في الشأن الإيراني قال بلينكن: "ترامب قال إن الانسحاب من الاتفاق النووي سيعيد الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات وسيؤدي إلى وقف زعزعة الاستقرار، وما رأيناه هو العكس تماماً. رأينا إيران تعيد تحريك عمليات خطرة في المشروع النووي، وتعرّض للخطر جنوداً أميركيين في العراق وسورية. كما أن خطوات ترامب سلطت الضوء علينا بدلاً من إيران، وأدت إلى عزلتنا عن شركائنا الأوروبيين."

"هآرتس"، 8/12/2020
حنان عشراوي تعلن استقالتها من منظمة التحرير الفلسطينية، بسبب عودة التنسيق الأمني

أعلنت عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي استقالتها من منصبها، وذكرت صحيفة إعلامية عربية تصدر في لندن أن الاستقالة أتت احتجاجاً على عودة التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. لكن مصادر فلسطينية ذكرت لـ"هآرتس" أن للاستقالة أسباباً شخصية، وأن رئيس السلطة محمود عباس لم يقبلها، والجهة التي من المفترض أن تقبل الاستقالة هي المجلس الوطني الفلسطيني.

"يديعوت أحرونوت"، 8/12/2020
لجنة الكورونا تعلن فرض منع التجول ليلاً بدءاً من الأربعاء

قررت لجنة الكورونا مساء يوم الاثنين فرض منع تجول ليلي بدءاً من يوم غد الأربعاء وحتى 2 كانون الثاني/يناير، في أعقاب ارتفاع أعداد الإصابات في إسرائيل. كما صوّت أعضاء اللجنة على فتح المحلات والأسواق باستثناء تلك الموجودة في مناطق مصنفة حمراء. وسجلت الساعات الـ24 الماضية 1837 إصابة جديدة، وهو ما رفع نسبة الفحوص الإيجابية إلى 2.9%. 

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
مذكرة رقم 206، 7/12/2020
المعركة القادمة في الشمال: سيناريوهات، بدائل استراتيجية وتوصيات لسياسة إسرائيلية
أورنا مزراحي، أودي ديكل، ويوفال بيزك - باحثون في معهد دراسات الأمن القومي

الفصل الثاني - سيناريوهات حرب الشمال

[نشر معهد دراسات الأمن القومي على موقعه الإلكتروني مذكرة جديدة بعنوان: "الحرب القادمة في الشمال"، تضمنت مقدمة وثمانية فصول وخلاصات، نترجم فيما يلي الفصل الثاني]

نطاق السيناريوهات المحتملة:

  • في إطار المشروع جرى فحص مجموعة واسعة من السيناريوهات، وفي الأساس نوقشت السيناريوهات الثلاثة الأساسية التالية:
  • حرب لبنان الثالثة - ستكون شبيهة في خصائصها بالحربين السابقتين اللتين خاضتهما إسرائيل في مواجهة جبهة واحدة - الجبهة اللبنانية (1982؛ 2006).
  • حرب الشمال، ستكون مختلفة عن سابقاتها في بعدين في الأساس: العدو - حزب الله هو العدو الأساسي، لكن مكونات المحور الشيعي - الذي تمركز جيداً في المنطقة الشمالية - ستكون شريكاً كاملاً في القتال (الميليشيات الشيعية في سورية والعراق؛ الجيش السوري الذي رمم قدراته العسكرية وقدرات عسكرية إيرانية في سورية وغربي العراق؛ البعد الثاني مدى الجبهات وعمقها - لبنان، وسورية والعراق. في هذا السيناريو تشغّل إيران وكلاءها في المنطقة وثمة احتمال لإطلاق نار من غرب العراق، لكن قواتها لا تتدخل في القتال من أراضي إيران.

ج- حرب ضد إيران - تدخّل مباشر، وليس فقط عبر تشغيل وكلائها: تطلق صواريخ (باليستية وصواريخ بحرية) من أراضيها في اتجاه أهداف في إسرائيل؛ ويشارك الجيش الإيراني والحرس الثوري في القتال ضد إسرائيل.

  • في إطار هذا المشروع تقرر التركيز على تحليل السيناريو الثاني لحرب الشمال، في ضوء التقدير أن هذا هو السيناريو الأكثر معقولية ومن المناسب معالجته.

مسببات الحرب: تدهور أم حرب استباقية

  • ما هي الأسباب التي من الممكن أن تؤدي إلى نشوب حرب الشمال؟
  • الحرب يمكن أن تنشب في ظروف تدهور في إثر مواجهة محدودة و/أو بسبب خطأ في الحسابات من قبل الطرفين. سيناريو التدهور ممكن في كل من الساحات التالية:
  • المجال اللبناني - يوجد بين حزب الله وإسرائيل احتمال كبير لحدوث تصعيد يمكن أن يشعل بسرعة حرباً واسعة. وذلك في الأساس في ضوء حساسية حزب الله للمحافظة على "قواعد اللعبة" القائمة، كما يتجلى ذلك في ردوده على عمليات الجيش الإسرائيلي في المجالين اللبناني والسوري. من المهم لحزب الله المحافظة على "الردع المتبادل" القائم منذ سنة 2006، وهو يحرص على الرد على كل عملية إسرائيلية تُعتبر في نظره خرقاً لـ"معادلة الردع" القائمة. طريقة العمل هذه يمكن أن تؤدي إلى دينامية تصعيد بعدة طرق، بدءاً من احتكاك على طول الحدود، مروراً بحادث يتطور جرّاء عملية عسكرية محدودة للجيش الإسرائيلي ضمن إطار المعركة بين الحروب، وانتهاءً بمواجهة عسكرية محدودة وموضعية يبادر إليها أحد الطرفين. نموذج عن هذا التدهور يمكن أن تشكله الأحداث التي وقعت في آب/أغسطس 2019: أطلق حزب الله صاروخ كورنيت على آلية عسكرية للجيش الإسرائيلي فيما اعتبره الحزب رداً على هجوم مسيّرة إسرائيلية على موقع تابع لحزب الله في بيروت وإصابة عناصر من الحزب في هجوم إسرائيلي في سورية. اختارت إسرائيل أن تحتوي إطلاق النار هذا الذي لم يوقع إصابات بالأرواح، واكتفت برد صغير، لكن الحادث كان يمكن أن ينتهي بصورة مختلفة. في أيلول/سبتمبر حاول حزب الله توسيع "معادلة الردع" إلى الساحة السورية؛ كما تجلى ذلك عبر محاولاته الرد بعملية ضد الجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية (في 27 تموز/يوليو 2020)، في أعقاب مقتل أحد عناصر الحزب في هجوم نُسب إلى إسرائيل بالقرب من دمشق (في 20 تموز/يوليو 2020)، وتصريحات نصر الله بعد فشل هذه المحاولات بأن الرد بالتأكيد آت. أيضاً بعد التفجير في مرفأ بيروت، واصل الحزب التمسك بهذه الاستراتيجيا التي تجلت في محاولة الحزب إطلاق نيران قناصة على قوة من الجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود اللبنانية (25 آب/أغسطس)، والتي فشلت أيضاً. هذه الاستراتيجيا تزيد من حيز الاحتكاك بين الطرفين، ومن مخاطر التدهور إلى مواجهة.
  • سورية – هذه ساحة صراع بين إسرائيل وأطراف في المحور الشيعي، وخصوصاً منذ سمح نظام الأسد بالتمركز العسكري لإيران ووكلائها - الميليشيات الشيعية، بينها حزب الله - الذين جاؤوا لمساعدته في حربه ضد المتمردين. هذا الواقع أنشأ احتكاكاً عسكرياً دائماً بإسرائيل التي تعمل روتينياً لتقليص التهديدات الموجهة ضدها من هذه الساحة، ضمن إطار المعركة بين الحروب. التصعيد لحرب واسعة يمكن أن ينجم عن مواجهة عسكرية في الساحة السورية في إثر عمليات - حتى لو محدودة- لأي طرف من أطراف المحور الشيعي المعارض لإسرائيل (مثل عملية إرهابية على طول الحدود؛ وإطلاق صواريخ على أراضي إسرائيل؛ وإطلاق مسيّرات)؛ أو في أعقاب عملية إسرائيلية في إطار المعركة بين الحروب للمس ببنية تحتية لإيران أو وكلائها، بما في ذلك المسّ بجيش الأسد (مشروع الصواريخ الدقيقة؛ سلاح غير تقليدي؛ ودفاع جوي)؛ لوقف شحنات سلاح متطور إلى حزب الله؛ أو لإحباط محاولات إطلاق نار وعمليات إرهاب ضد إسرائيل.
  • تدهور يؤدي إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع إيران - مسبّب التصعيد سيكون في هذه الحالة عملية عسكرية إسرائيلية ضد إيران أو عملية إيرانية ضد إسرائيل، أو قرار إيران استخدام حزب الله وباقي عناصر المحور الشيعي ضد إسرائيل، من دون حدوث تدخل مباشر في هذا التصعيد من داخل إيران. عناصر أُخرى يمكن أن تتسبب بذلك، من ناحية هجوم أميركي على منشآت/بنى تحتية في إيران (بما في ذلك احتمال أقصى مهاجمة منشآت نووية)؛ ومن جهة ثانية عملية عسكرية محدودة لإيران ضد إسرائيل جرّاء ضائقة إيران الاستراتيجية الناشئة نتيجة الضغط المتصاعد من الولايات المتحدة (الذي يهدف إلى إعادة إيران إلى طاولة النقاشات لصوغ اتفاق نووي جديد)، والغليان الاجتماعي - السياسي في الساحة الداخلية، أو كردّ على استمرار أو تصعيد عمليات الجيش الإسرائيلي ضد مواقع إيرانية في سورية.
  • إلى جانب سيناريوهات التدهور، من المحتمل في السنوات المقبلة أيضاً حدوث حرب استباقية من طرف أحد المتورطين:
  • مبادرة إسرائيلية انطلاقاً من إدراك خطورة التهديد الذي يتطور في مواجهتها، في الأساس مراكمة وسائل قتال متطورة لدى حزب الله، وخصوصاً صواريخ دقيقة، و/أو بالاستناد إلى تقدير أن الوقت حان لعملية عسكرية، بينما حزب الله وإيران في ضائقة استراتيجية. الطرفان يخضعان اليوم لضغوط داخلية وخارجية، ومن المتوقع أن تستمر وتزداد. التهديد الأمني الذي سينشأ إلى جانب الفرصة يمكن أن يؤدي إلى حرب استباقية قد تكون ذات نطاق متفاوت: من هجوم استباقي محدود لتقليص التهديد، وصولاً إلى حرب واسعة النطاق لتوجيه ضربة عميقة وكبيرة الحجم لحزب الله سعياً لإحداث تغيير استراتيجي في الساحة الشمالية.
  • حرب بمبادرة من حزب الله بالتنسيق مع إيران يمكن أن تنشب في حالتين متعارضتين ظاهرياً: الأولى، في ظروف ضائقة يعانيها الحزب بعد الضغوط التي تمارَس عليه كما ذكرنا أعلاه، وخصوصاً منذ كارثة مرفأ بيروت (4 آب/أغسطس)، أو في طموح لديه لتحويل الانتباه إلى صراع ضد إسرائيل، وتحقيق مهمته كـ"درع لبنان"؛ الحالة الثانية، عندما يشعر حزب الله بأن تعاظُم قوته العسكرية وصل إلى درجة تسمح له بتوجيه ضربة كبيرة إلى الجيش الإسرائيلي والجبهة الداخلية الإسرائيلية، وإضعاف إسرائيل وتغيير قواعد اللعبة إزاءها.
  • إيران من جهتها قد تبادر إلى شنّ معركة واسعة في الساحة الشمالية بواسطة تحريك حزب الله ووكلائها الآخرين ضد إسرائيل، إذا وصلت إلى استنتاج أن هذه الحرب التي لن تتدخل فيها إيران مباشرة ستخدم مصالحها في مواجهة المعركة الداخلية والمعركة الإقليمية، وفي مواجهة الضغط الدولي الذي يمارَس عليها فيما يتعلق بالموضوع النووي.

ملامح السيناريو الخطر

  • سيناريو خطر لحرب الشمال يستند إلى الافتراضات التالية:
  • نشوب حرب متعددة الجبهات بينما يتركز القتال الأساسي على جبهتين: لبنان وسورية.
  • العدو الأساسي في مواجهة إسرائيل هو المحور الشيعي بقيادة إيران، ويشمل القوات التالية (بمشاركة مباشرة أو غير مباشرة): حزب الله في المجال اللبناني؛ حزب الله في المنطقة الواقعة ما بين هضبة الجولان ودمشق؛ الميليشيات الشيعية في سورية؛ قوات الجيش السوري أيضاً في المنطقة الواقعة بين هضبة الجولان ودمشق؛ بالإضافة إلى إطلاق صواريخ من عمق سورية، إطلاق صواريخ من قبل الميليشيات الشيعية في العراق.
  • الحرب ستنشب خلال فترة إنذار قصيرة، أو فجأة عندما لا يكون الجيش الإسرائيلي في حالة جهوزية كاملة.
  • ثمة معقولية كبيرة أنه في إطار معركة واسعة في الشمال، سيُطلب من الجيش الإسرائيلي مواجهة المنظومة الفلسطينية أيضاً: قذائف وصواريخ من قطاع غزة واضطرابات و/أو ازدياد عمليات الإرهاب في الضفة الغربية.
  • الحكومة والجيش سيحظيان بتأييد السكان في إسرائيل في كل قراراتهما وعملياتهما، على الأقل في المراحل الأولى للحرب.
  • في مراحل القتال الأولى ستلاقي عمليات الجيش تفهماً من المجتمع الدولي، ولن تقوم أطراف دولية بعرقلة عملياته.

خطوط ملامح التهديد المتوقع خلال الحرب:

  • من لبنان سيُطلق وابل من آلاف الصواريخ الذاتية الدفع يومياً إلى جانب عشرات حتى مئات من الصواريخ الدقيقة. هذا الرقم لا يعتمد على استخبارات، بل هو حصيلة تحليل ملامح إطلاق الصواريخ من قبل حزب الله في أثناء حرب لبنان الثانية. في هذه الحرب أطلق الحزب ما مجموعه نحو 14 ألف قذيفة وصاروخ، شكلوا نحو ثلث المخزون الذي لديه (نحو 40 ألف صاروخ). في الحرب المقبلة من المتوقع أن يطلق حزب الله نحو 50 ألف قذيفة وصاروخ، وهو ما يشكل نحو ثلث مخزونه الحالي المؤلف من نحو 150 ألف صاروخ ذاتي الدفع.
  • إلى جانب ذلك يجب الأخذ في الحسبان إطلاق صواريخ بعيدة المدى من سورية أيضاً، وربما أيضاً من العراق.
  • الصواريخ الدقيقة ستوجَّه إلى أهداف استراتيجية ذات قيمة: مطارات؛ بنى تحتية حيوية: الطاقة (محطات الطاقة، بنى تحتية للغاز، محطات التكرير في حيفا)، ومياه؛ وضد رموز الحكم (مقر وزارة الدفاع في الكرياه والحكومة والكنيست)؛ مبنى رئاسة الأركان للجيش الإسرائيلي؛ بطاريات الدفاع الجوي؛ قواعد عسكرية وقيادات.
  • السلاح غير الدقيق سيوجَّه إلى المراكز السكانية وسيترافق برشقات من الصواريخ الدقيقة، كي يكون من الصعب على قوات الدفاع الجوي للجيش الإسرائيلي رصد أهداف الاعتراض. وسيكون الغرض من إطلاق الصواريخ الذاتية الدفع أيضاً التشويش على نجاعة منظومة الدفاع في إسرائيل.
  • سيستمر سقوط وابل الصواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية أيضاً خلال مناورة برية إسرائيلية في عمق أراضي لبنان.
  • في موازاة إطلاق الصواريخ ستُطلق أيضاً مسيّرات تُشغّل كأسراب وتوجَّه نحو أهداف قيّمة وحساسة.
  • ستنفَّذ عمليات برية لاحتلال أراضٍ داخل إسرائيل بواسطة قوات كوماندوس تابعة لحزب الله (قوات الرضوان)، من جنوب لبنان، وبواسطة ميليشيات شيعية من هضبة الجولان. في هذه الأثناء من المتوقع أيضاً وقوع هجمات على أرصدة عسكرية وعلى مناطق آهلة بالسكان المدنيين.
  • ستنفَّذ هجمات سيبرانية على بنى تحتية حساسة في إسرائيل، مع التشديد على منظومة القيادة والتحكم، وعلى بنى تحتية حيوية، بهدف عرقلة عمل الاقتصاد والمنظومات الأمنية.
  • ستجري عمليات تستهدف الوعي بواسطة وسائل إعلامية، وبواسطة شبكات التواصل الاجتماعي، بهدف التأثير في وعي الجمهور الإسرائيلي والمسّ بالمعنويات.
  • الاقتصاد الإسرائيلي سينتقل إلى حالة طوارىء؛ ومن المتوقع حدوث عرقلة في عموم نشاطاته، ونتيجة ذلك ستتضرر الخدمات الحيوية للمواطنين - وخصوصاً التزويد بالكهرباء والمياه.
  • من المتوقع حدوث اضطراب كبير في نشاط المرافىء البحرية والجوية، وسيتقلص استخدام المسارات الجوية والبحرية. وبمقدار ما يستمر هذا الوضع فإنه سيؤثر في طول النفَس العسكري والمدني.

دلالات عملانية للسيناريو الخطر

  • من صورة الوضع الخطِر هذا يمكن استخلاص الدلالات التالية للجيش الإسرائيلي:
  • سيكون مطلوباً من الجيش تعبئة عامة للاحتياطيين، وهذه العملية كلها - تعبئة الاحتياطيين، جمع قوات ونشرها، قتال جبهوي - ستجري تحت إطلاق النار. إلى أن تستكمل الاستعدادات سيكون مطلوباً ما بين 48-96 ساعة للدفاع عن الجبهتين: لبنان وسورية، قبل الانتقال إلى الهجوم.
  • الدفاع عن الجبهة الداخلية - في المرحلة الأولى سيُطلب من الجيش التركيز على منظومات الصواريخ المتطورة، وعدم التوجه لمعالجة القذائف والصواريخ الذاتية الدفع، ومن المتوقع أن يكون هناك تأثير محدود نسبياً لنشاط سلاح الجو، في حجم الإطلاق على الجبهة الداخلية. بناء على ذلك، في إمكان السكان المدنيين الاعتماد على منظومة اعتراض الصواريخ لدى الجيش الإسرائيلي فقط في المرحلة الثانية، لكن من المتوقع تأمين اعتراض متوسط للدفاع الفعال في مواجهة الإطلاق الكثيف والحاجة إلى التركيز على الدفاع عن الأرصدة الحيوية طوال الحرب.
  • في الجبهة - القوات الإسرائيلية ستعمل تحت النار في منطقة الاحتكاك، ومن المتوقع عرقلة تعبئة الاحتياطيين وتجميع القوات في منطقة القتال. وهناك احتمال حدوث عرقلة في عمل القيادات ومنظومات القيادة والتحكم.
  • في المجال الجوي - سيعمل سلاح الجو في عدد من الساحات في وقت واحد، في مواجهة منظومات الدفاع الجوي للعدو. الجهد الأساسي لسلاح الجو في بداية الحرب سيوجَّه نحو تحقيق التفوق الجوي في ساحات القتال؛ وإحباط تهديدات من الجو للجبهة الداخلية الإسرائيلية؛ وتحييد منظومات الإطلاق الاستراتيجية لحزب الله في لبنان وتلك التابعة لسورية وإيران في سورية. سيضطر سلاح الجو إلى مواجهة تهديدات لقواعده ومنظومات القيادة والتحكم.
  • جرّاء تعدّد المهمات، من المتوقع أن يكون هناك قيود على تخصيص مساعدة جوية للقوات البرية في المرحلة الدفاعية، ولسلاح البحر - في عمليات مطلوبة ضد صواريخ بر - بحر.
  • في المجال البحري - سلاح البحر سيعمل هو أيضاً في بيئة تشكل تحدياً. الجهد الأساسي سيوجَّه إلى الدفاع عن الأرصدة الاستراتيجية في البحر؛ والدفاع عن الموانىء؛ والمحافظة على حرية الملاحة؛ ومنع استغلال المجال البحري للقيام بعمليات معادية وتحقيق تفوق بحري من خلال ضرب قدرات العدو.