مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
الجيش الإسرائيلي يرفع مستوى تأهب قواته في البحر الأحمر إلى الدرجة القصوى تحسباً لاحتمال وقوع هجمات انتقامية إيرانية
نتنياهو يهنئ بايدن ونائبته ويدعو إلى زيادة التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة
لبيد: نتنياهو يتحمل المسؤولية عن ارتفاع حالات الوفاة بسبب فيروس كورونا وطلبُ تأجيل الانتخابات غير شرعي
مقالات وتحليلات
نعم هذا أبرتهايد، وفقط موقف دولي سيقهره
الجيش الإسرائيلي سيقوم في أيار/مايو بتدريب لهيئة الأركان العامة يستمر شهراً كاملاً وفي إطاره تدور "حرب متعددة الجبهات"
بايدن سيغير الاستراتيجيا إزاء قنبلة إيرانية توشك على الانفجار
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
موقع Walla، 21/1/2021
الجيش الإسرائيلي يرفع مستوى تأهب قواته في البحر الأحمر إلى الدرجة القصوى تحسباً لاحتمال وقوع هجمات انتقامية إيرانية

علم موقع "واللا" من مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى أن الجيش الإسرائيلي قام مؤخراً برفع مستوى تأهب قواته في البحر الأحمر إلى الدرجة القصوى تحسباً لاحتمال وقوع هجمات انتقامية إيرانية رداً على مقتل قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، والعالِم النووي الإيراني محسن فخري زادة.

ووفقاً لهذه المصادر، وضع الجيش الإسرائيلي عدة وحدات في حالة تأهب قصوى، بما في ذلك قوات من أسطول الغواصات ووحدة الكوماندوز البحرية "شييطيت 13".

وكان مسؤولون أمنيون كبار أكدوا قبل فترة وجيزة أن غواصة تابعة لسلاح البحر الإسرائيلي قامت مؤخراً بالإبحار من البحر الأبيض المتوسط في اتجاه البحر الأحمر ​​عبر قناة السويس واختفت عدة أسابيع تحت سطح الماء. وأكد هؤلاء المسؤولون أن هذا الإبحار جاء استجابة للتحدي الأمني ​​في المنطقة ويحمل رسالة فحواها أن إسرائيل مستعدة لكل السيناريوهات.

وتخشى إسرائيل من هجمات انتقامية إيرانية في إثر اغتيال العالِم النووي محسن فخري زادة في العاصمة طهران في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الفائت واتهام مسؤولين إيرانيين إسرائيل بالضلوع في مقتله، بالإضافة إلى اغتيال قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني في غارة أميركية في بغداد.

وكان وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين أشار في وثيقة صادرة عن وزارته مؤخراً إلى أن الثقل الاستراتيجي لمنطقة البحر الأحمر يزداد في سياق صراعات النفوذ الدولية والإقليمية، واعتبر أن ذلك يشكّل فرصة سياسية استراتيجية لإسرائيل لإقامة وتحسين العلاقات مع دول المنطقة على أساس المصالح الأمنية المتمثلة في حماية حرية الملاحة وإيجاد نظام ردع مضاد لإيران ومبعوثيها الحوثيين.

"معاريف"، 21/1/2021
نتنياهو يهنئ بايدن ونائبته ويدعو إلى زيادة التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة

هنأ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الرئيس الأميركي جو بايدن على تنصيبه.

وقال نتنياهو في شريط فيديو بُث في صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" أمس (الأربعاء): "لدينا صداقة حميمة، إنني أتطلع إلى العمل معكم لزيادة تعزيز التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ولمواصلة توسيع السلام بين إسرائيل والعالم العربي والتصدي للتحديات المشتركة، بما في ذلك التهديد الإيراني."

كما هنأ نتنياهو نائبة الرئيس كامالا هاريس على تنصيبها.

وأدى بايدن أمس اليمين الدستورية رئيساً للولايات المتحدة في مراسم تنصيب خاصة أقيمت في مقر الكابيتول في واشنطن لم يحضرها سلفه دونالد ترامب، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها السلطات على خلفية اقتحام مبنى الكونغرس من طرف أنصار ترامب، كما جرت هذه المراسم في ظل قيود صحية بسبب انتشار فيروس كورونا.

 وقبل ساعات من بدء المراسم غادر الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب البيت الأبيض متوجهاً إلى فلوريدا.

وبات جو بايدن الرئيس الـ46 للولايات المتحدة، ودعا في كلمة ألقاها بعد تنصيبه إلى الوحدة، متعهداً إلحاق الهزيمة بنزعة الاعتقاد بتفوّق العرق الأبيض وبالإرهاب الداخلي، وأن يكون رئيساً لكل الأميركيين.

وحذّر بايدن من حلول المرحلة الأكثر فتكاً من وباء كورونا داعياً الأميركيين إلى وضع اختلافاتهم جانباً لمواجهة الشتاء القاتم. كذلك حث الأميركيين على رفض التلاعب بالوقائع وقال إن الاختلافات يجب ألّا تؤدي إلى حرب شاملة ويجب رفض ثقافة التلاعب بالحقائق نفسها أو اختراعها.

موقع Ynet، 21/1/2021
لبيد: نتنياهو يتحمل المسؤولية عن ارتفاع حالات الوفاة بسبب فيروس كورونا وطلبُ تأجيل الانتخابات غير شرعي

حمّل رئيس حزب "يوجد مستقبل" وزعيم المعارضة عضو الكنيست يائير لبيد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو المسؤولية عن ارتفاع حالات الوفاة جرّاء فيروس كورونا، واتهم نتنياهو بإدارة الأزمة من خلال اعتبارات سياسية.

وقال لبيد في حديث خاص مع موقع Ynet أمس (الأربعاء)، إن 4142 شخصاً توفوا حتى يوم أمس بسبب فيروس كورونا وهذا هو ثمن إدارة نتنياهو الفاشلة والجبانة للأزمة. وأكد أن سبب حالات الوفاة هذه يعود أكثر من أي شيء آخر إلى فتح مطار بن غوريون الدولي، ولأن نتنياهو يطلب الإذن من اليهود الحريديم [المتشددون دينياً] لفرض الإغلاق، وأكد أن الحكومة تقوم بإدارة الأزمة من خلال اعتبارات سياسية ومحاولات ابتزاز سياسية بدلاً من إدارتها بموجب انتشار الفيروس وبموجب الوضع الصحي وبطريقة علمية.

وتطرّق لبيد إلى مطالبة نائب وزير الصحة الإسرائيلي يوآف كيش [الليكود] بتأجيل انتخابات الكنيست الـ24 التي ستجري يوم 23 آذار/مارس المقبل بسبب وباء كورونا، فقال إن هذه خطوة غير شرعية وغير ديمقراطية وأكد أن الانتخابات في الدول الديمقراطية يجب أن تجري خلال الفترات الصعبة أيضاً.

وقال لبيد أنه لا يوجد تعاون بينه وبين رئيس حزب "أزرق أبيض" وزير الدفاع بني غانتس، مشيراً إلى أنه لا يمكن الاعتماد عليه، وأن "أزرق أبيض" يجلس الآن في حكومة نتنياهو بعد أن أخذ أصوات "يوجد مستقبل" وأدخلها إلى الحكومة.

وأبدى لبيد استعداداً للتعاون مع رئيس حزب "الإسرائيليون" رون خولدائي. كما أكد أن بإمكانه التعاون مع رئيس حزب "أمل جديد" جدعون ساعر.

وبشأن احتمال انضمامه إلى حكومة يؤلفها ساعر، قال لبيد: "لا أعلم، نحن لا نتفق على كل شيء، لكننا نتفق على معظم الأمور. لن أرفض أي شيء يتيح لنا إمكان تأليف حكومة تسمح بتطبيق القيم التي أؤمن بها."

وكان لبيد أعلن يوم السبت الفائت أنه يؤيد تأليف حكومة بعد الانتخابات تدعمها القائمة المشتركة من الخارج بعد أن كان يعارض تأليف حكومة كهذه في الماضي، وأكد أن سبب هذا التغيير يعود إلى تداعيات أزمة فيروس كورونا.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 21/1/2021
نعم هذا أبرتهايد، وفقط موقف دولي سيقهره
جدعون ليفي - محلل سياسي
  • هذا الأسبوع حاولت أن أشرح هنا أن استمرار الاحتلال وتحوّله من وضع موقت إلى وضع دائم مع انمحاء الخط الأخضر، أنشأ وضعاً جديداً: لا يمكن بعد الآن الحديث فقط عن "أبرتهايد في المناطق" [المحتلة]. مصير أكثر من 6 ملايين فلسطيني– إسرائيلي، من سكان القدس الشرقية والضفة الغربية وسكان غزة - تحسمه الحكومة اليهودية في القدس ورئيس الأركان اليهودي في تل أبيب.
  • النظام الذي يمارَس إزاءهم هو من دون شك نظام تمييز وقمع ونهب وفصل على أساس قومي، لذلك هو نظام أبرتهايد. ديمقراطية لليهود فقط هي طبعاً مزحة للديمقراطية. لذلك إذا كانت إسرائيل نظاماً استبدادياً في جزء من أراضيها وحيال جزء من رعاياها - فإن إسرائيل كلها استبدادية. إذا كان هناك أبرتهايد في جزء من أراضيها وإزاء جزء من سكانها - فإنها دولة أبرتهايد. لا توجد دولة فيها استبداد مناطقي أو أبرتهايد جغرافي.
  • عندما كنت هذا الأسبوع في قرية راس كركر [قرية فلسطينية تقع على بعد 11 كيلومتر شمالي غرب رام الله] والمحاطة من كل الجهات بمستوطنات، كان من الصعب عدم التفكير بالأبرتهايد. من شرفة المنزل الذي زرته يمكن أن يرى المرء البحر في يوم صاف: فقط اليهود مسموح لهم الذهاب إليه. الانتخابات في الكنيست التي تحدد أيضاً مصير هذه القرية هي لليهود فقط. قرى مجاورة لديها حقوق كاملة والأُخرى ليس لديها أي حقوق - أبرتهايد. حتى اللقاحات التي تتباهى بها إسرائيل - تُعطى هنا أيضاً لليهود فقط. مواطن هنا حصل على اللقاح، وجاره لم يحصل عليه بسبب انتمائه القومي - أليس هذا أبرتهايد؟
  • هذا الأبرتهايد يبلوره الإسرائيليون اليهود. هم وحدهم قرروه، بطريقة غير ديمقراطية طبعاً. لذا دولتهم، دولتنا، هي دولة أبرتهايد، حتى لو كان تسفي برئيل يعتقد بأنه "لا يوجد أبرتهايد هنا" ("هآرتس"، 20/1)
  • هذه ليست ألاعيب كلامية. من هذا التعريف الصعب تبرز استنتاجات عملية صعبة ولا تقل إيلاماً. إذا كانت هذه دولة أبرتهايد، فإنه يتعين على المجتمع الدولي التعامل معها كما تعامل مع الدولة التي سبقتها. إسرائيل التي تميل إلى الشكوى من المعاملة التمييزية في حقها، ومن ازدواجية المعايير والنفاق، ناهيك بالعداء للسامية، هي على الأرجح الدولة الأكثر تدليلاً في الكرة الأرضية. لا توجد دولة أنفق عليها العالم، ليس فقط الموارد والدعم الكبير طوال عشرات السنوات، بل أيضاً حظيت بتسامح لا يصدَّق حيالها. دولة أبرتهايد حبيبة الغرب وابنته المدللة، لم يطلب منها قط تحمّل مسؤولية حقيقية عن أعمالها ودفع ثمن جرائمها.
  • التعريف الجديد لإسرائيل كدولة أبرتهايد يمكن أن يجبر العالم على تغيير موقفه، وأن يتخلى عن تسامحه وتجاهله. لم يعد في إمكانه الاستمرار في الاعتقاد أن الاحتلال زائل، وأن هناك "عملية سلام" هي فقط "مجمدة"، وتنتظر "شريكاً" فلسطينياً، والحل قريب ينتظر فقط الوقت الملائم.
  • هذا لن يحدث أبداً. الإسرائيليون لن يستيقظوا ذات صباح ويعترفوا بأن الاحتلال ليس جيداً أو محقاً ويجب العمل على إنهائه. هذا ببساطة لن يحدث. لم يحدث خلال 53 عاماً. وما من سبب لكي يحدث الآن. السبب يمكن أن يقدمه المجتمع الدولي فقط: المطالبة بتحمل المسؤولية والعقاب. هذا من حق المجتمع الدولي وواجبه.
  • هذا الواجب يتضاعف لأن ما يجري لم يعد انتهاكات موقتة للقانون الدولي، وجرائم حرب عابرة، أو احتلالاً عسكرياً مثل كل الاحتلالات. عندما يتحول الاحتلال إلى أبرتهايد ويحدد هوية الدولة وصورتها، المطلوب تحرك دولي. تماماً كما حدث في أفريقيا الجنوبية. ما نجح هناك يمكن أن ينجح أيضاً هنا. لننتظر ماذا سيحدث عندما يبدأ الإسرائيليون بدفع ثمن خطايا دولتهم. المواطن الحقيقي يجب أن يتمنى مجيء هذا اليوم. من هنا الأهمية الكبيرة للنقاش الدائر بشأن إسرائيل كدولة أبرتهايد.

 

"معاريف"، 21/1/2021
الجيش الإسرائيلي سيقوم في أيار/مايو بتدريب لهيئة الأركان العامة يستمر شهراً كاملاً وفي إطاره تدور "حرب متعددة الجبهات"
طال ليف - رام - محلل عسكري
  • على نحو غير مسبوق سيقوم الجيش الإسرائيلي في أيار/مايو المقبل بتدريب لهيئة الأركان العامة بحجم هائل، يستمر شهراً كاملاً وفي إطاره تدور "حرب متعددة الجبهات": في الجبهة الشمالية في مقابل حزب الله، وفي مقابل قوات المحور الشيعي في سورية، وفي قطاع غزة في مقابل "حماس" ومنظمات "إرهابية" أُخرى، وكذلك مواجهة في مقابل إيران.
  • وقالت مصادر عسكرية ضالعة في التخطيط لهذا التدريب في حديث لصحيفة "معاريف"، إن قيادات كل هذه الجبهات ستساهم في "الحرب"، وبموازاة ذلك ستُقام تدريبات لوائية كبيرة في الميدان ستحصل على الإمكانات الكاملة لتنفيذ التدريب "كما لو أن الكلام يدور حول حدث حقيقي."
  • وأضاف أحد هذه المصادر: "هذه هي المقاربة الصحيحة من جانب الجيش الإسرائيلي، لأن التدريب سيتيح إمكان تمرين القوات على السيناريو الأقرب إلى أن يحدث من ناحية فعلية."
  • وأقرت مصادر رفيعة المستوى في قيادة الجيش بأن التدريب سيحاكي مواجهة عسكرية مع إيران في الدائرة الثالثة، الأمر الذي يجعل التحدي الماثل أمام الجيش الإسرائيلي أكثر تعقيداً بصورة خاصة، وسيطلب منه فيه أن يفحص قدرته على تقديم جواب عملاني متوازٍ في عدة جبهات. ومن المتوقع أن يزوّد التدريب المؤسسة الأمنية بأجوبة بشأن قدرة الجيش على توفير القوات المطلوبة لمواجهة سيناريوهات حرب في كل الجبهات بالتوازي.
  • اعتاد الجيش الإسرائيلي في معظم الحالات القيام بتدريبات ومناورات تستمر أسبوعاً كاملاً تحت عنوان "أسبوع حرب". وهذه المرة تقرر القيام بـ"شهر حرب" وبذا يستطيع رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال أفيف كوخافي أن يفحص مستوى الجهوزية، بدءاً من القيادات الرئيسية وانتهاء بالوحدات التكتيكية.
  • ويسعى الجيش الإسرائيلي، بواسطة هذا التدريب الطويل غير المسبوق، لنقل رسالة إلى حزب الله وسورية و"حماس"، وطبعاً إلى إيران، فحواها أن إسرائيل تقوم بالاستعدادات اللازمة لمواجهة احتمالات التدهور الأمني والتصعيد في المنطقة.
  • وستُطالب القيادات الكبرى خلال شهر الحرب بأن تدير التدريب بصورة مستمرة، وبموازاة ذلك أن تدير النشاطات العملانية الجارية. وستقوم الألوية بإجراء تدريبات متعددة في الميدان بموجب سيناريو الحرب وبالتعاون مع سلاح الجو ومع أسلحة أُخرى.

ومن المتوقع أن يشترك في التدريب المرتقب آلاف الجنود من تشكيلات الاحتياط. كما تقرر المضي قدماً نحو هذا التدريب بعد نقاشات جرت في قيادة الجيش وسادت فيها تقديرات بأن مفعول اللقاح ضد فيروس كورونا يتيح إمكان القيام بتدريب واسع بهذا الحجم من دون أي قيود خاصة.      

"يديعوت أحرونوت"، 20/1/2021
بايدن سيغير الاستراتيجيا إزاء قنبلة إيرانية توشك على الانفجار
رون بن يشاي - محلل عسكري
  • في يوم تنصيب جو بايدن يجب أن نتمنى للرئيس الـ46 للولايات المتحدة أن يرمم الثقة بالديمقراطية ومؤسساتها، وأن يتصرف بصورة موضوعية بناء على الوقائع، وأن يُظهر أسلوباً في القيادة غير شعبوي ومتصالحاً لكنْ صارماً. هذا ما تحتاج إليه أميركا وحلفاؤها حالياً بعد أربع سنوات من إدارة فوضوية في واشنطن كانت تُدار في الأساس بحسب أنانية دونالد ترامب ووفق نزواته من خلال تغريدات على تويتر.
  • لذا من المشجع أن نعرف أن الرئيس المنتخب بايدن وكبار إدارته حددوا قبل حفل التنصيب سلّم أولوياتٍ، قومياً ودولياً، وبدأوا بالإعداد العملي لتنفيذه. في فترة الرئيس ترامب تحديداً ثبت بصورة مؤلمة وبطريقة سلبية أن لا بديل من زعامة الولايات المتحدة في العالم الحر، وأن جدول الأعمال العالمي يفرض نفسه على جدول الأعمال الداخلي - الاقتصادي والثقافي والسياسي للولايات المتحدة.
  • لذا، في مقابل المحاور الأساسية في الساحة الداخلية – الأميركية: الجهد للحد من الوفيات بسبب الكورونا، والجهد لترميم الاقتصاد من الضرر الذي ألحقه به الوباء، والجهد لرأب التصدعات الاجتماعية والسياسية في الولايات المتحدة، التي عمّقها ترامب - سيتعين على بايدن وكبار مسؤولي إدارته معالجة 4 تحديات أساسية في الساحة الدولية.
  • أزمة التجارة مع الصين وكبح المحاولة الصينية للسيطرة بالقوة على شرق آسيا؛ اتفاقات تقييد سلاح نووي وصواريخ مع روسيا، وكبح الهجمات السيبرانية التي تحاول موسكو بواسطتها زعزعة النظام الديمقراطي في الولايات المتحدة وزعزعة مكانة واشنطن في الساحة الدولية؛ كبح بعيد الأجل للمشروع النووي والصواريخ في إيران ومنع تمدد الجمهورية الإسلامية بواسطة وكلائها في الشرق الأوسط؛ أيضاً ترميم العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة التقليديين في أوروبا وفي القارة الأميركية.
  • لإسرائيل علاقة مباشرة أو غير مباشرة بهذه المحاور: مثلاً ولايات متحدة قوية عسكرياً واقتصادياً هي ليست سنداً أمنياً واستراتيجياً في الأيام العادية وفي الحرب فحسب، بل أيضاً مكوناً مهماً في قدرة الردع لدولة إسرائيل، وأيضاً المكانة السياسية لدولة إسرائيل ونفوذها في الساحة الدولية والإقليمية سيتعزازن مباشرة إذا نجح بايدن في الحد من الاستقطاب السياسي والاجتماعي داخل بلده، وفي المقابل إذا عملت القيادة في القدس من أجل العودة إلى قلب الإجماع السياسي في الولايات المتحدة.
  • ما سيجري في الساحة الصينية - الأميركية سيؤثر مباشرة في اقتصاد إسرائيل، والمنافسة (أو التعاون) بين الولايات المتحدة وروسيا ستؤثر بصورة غير مباشرة فيما سيجري في سورية ولبنان، وحتى في علاقة تركيا بإسرائيل - لكن الأساس حالياً من وجهة نظر إسرائيل هو ما سيجري في المواجهة مع إيران.
  • يجب أن نعترف بصدق: "الضغط الأقصى" الاقتصادي الذي مارسه ترامب على طهران لم ينجح في حمل إيران على التفاوض على اتفاق نووي وصاروخي جديد، كما لم ينجح في تعديل الاتفاق النووي القديم. الأخطر من ذلك استغلت إيران انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق كي تخرق هذا الاتفاق مع الدول العظمى والتقدم شوطاً كبيراً نحو القنبلة. في تقدير خبراء إسرائيليين ودوليين، إيران اليوم على مسافة ثمانية أو عشرة أشهر من امتلاك رأس حربي نووي واحد. في أيار/ مايو 2018 عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي، كانت إيران على بُعد سنة من الحصول على أول جهاز تفجير نووي.
  • يمكن التقدير أنه إذا لم يُكبَح المشروع النووي الإيراني في وقت قريب يمكن أن تصبح إيران دولة على عتبة النووي في نهاية العام الحالي. لا حاجة إلى العودة إلى الحديث عمّا ستكون عليه تداعيات هذا الوضع. في الخلاصة، سواء امتلكت إيران سلاحاً نووياً أو فقط أصبح لديها قدرة مثبتة لإنتاج سلاح نووي خلال وقت قصير، فإنها ستغيّر وجه الشرق الأوسط، وستتحول إلى تهديد عالمي. إسرائيل سبق أن أعلنت أنها لن تقبل مثل هذا الوضع، لذا هناك احتمال كبير في أن تتحرك عسكرياً لمنع حدوث ذلك. عملية إسرائيلية يمكن أن تشعل حرباً ستنجر إليها دول أُخرى في المنطقة وأيضاً الولايات المتحدة.
  • كبار مسؤولي الإدارة الجديدة - وزير الخارجية أنطوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جايك سليفان، والرئيس نفسه - يقولون علناً إن هذا السيناريو يطرد النوم من عيونهم، ليس فقط بسبب إسرائيل، بل لأن امتلاك إيران قدرة نووية وصواريخ استراتيجية يشكل تهديداً مباشراً لمصالحهم، ولمواطنين أميركيين، وللأمن القومي للولايات المتحدة. لذا تقول مصادر غربية موثوقة جداً أن حلاًّ، أو على الأقل تسوية موقتة للأزمة مع إيران، هو في رأس أولويات الإدارة الأميركية الجديدة.
  • الاستراتيجيا التي اختارها موظفو بايدن هي مسعى دبلوماسي يقترحون فيه على إيران جزرة وعصى لإقناعها بالتقدم بواسطة مفاوضات وعلى مراحل نحو اتفاق شامل جديد، يضمن لأجَل طويل، ليس فقط كبح المشروع النووي العسكري لإيران، بل أيضاً منع إيران من التطوير والتزود بـصواريخ من مختلف الأنواع (باليستية، صواريخ بحرية، ومسيّرات) وتقليص مؤامرتها الإقليمية بواسطة وكلائها.
  • الولايات المتحدة تعرض عملياً على إيران نموذجاً محسناً من الاستراتيجيا التي انتهجتها إدارة باراك أوباما، عندما سعت وتوصلت إلى توقيع الاتفاق النووي بين الدول الخمس الكبرى وألمانيا (5+1) وبين إيران. بايدن نفسه الذي كان نائباً للرئيس وشارك في صوغ الاتفاق قال قبل 3 أسابيع في مقابلة "يجب تعزيز الاتفاق وتوسيعه."
  • في المؤسسة الأمنية في إسرائيل يعتقدون أن ليس مرغوباً وأيضاً لا داعي لمعارضة شاملة وعلنية للخطوات التي تخطط لها إدارة بايدن في الشأن الإيراني. يقول مصدر إسرائيلي: "يتضح من تصريحات موظفي إدارة بايدن أنهم يرون التهديدات من جانب إيران بالخطورة عينها التي نراها، وأنهم مصممون على منع إيران من أن تصبح نووية."
  • في مقابله أُجريت مع رئيس الحكومة في الأيام الأخيرة لترامب قال بنيامين نتنياهو إن العودة إلى الاتفاق القديم سيكون عملاً غير حكيم، لكن بالاستناد إلى مصادر مطلعة يعترف أن عقوبات ترامب وحدها لن تدفع إيران إلى التراجع عن تطلعاتها النووية، ويدرك أن إدارة بايدن مصرة على السير في القناة الدبلوماسية.
  • الخلاصة: من الأفضل التعاون معهم. مواجهة مع الإدارة الديمقراطية لبايدن في فترة المعركة الانتخابية القريبة يمكن أن تضر بفرص نتنياهو في أن يكون الرئيس المقبل لحكومة إسرائيل، والأسوأ من ذلك - يمكن أن يضر بالتعاون الأمني والعسكري مع الولايات المتحدة، تحديداً عشية مواجهة كبيرة محتملة مع إيران.
  • في هذا الوضع تبنت القيادتان السياسية والأمنية، بما فيها نتنياهو، لدولة إسرائيل عدة مطالب من إدارة بايدن.
  • المطلب الأول الأساسي - لا تسارعوا إلى التخلي عن الرافعة الاقتصادية على إيران. العقوبات القاسية المفروضة على تصدير النفط، وعلى مشاركة دولة آيات الله في المنظومة المالية الدولية، كانت وتظل الوسائل الأساسية الوحيدة فعلياً التي يمكن أن تقنع الإيرانيين بالدخول في مفاوضات، وأن تُظهر في إطارها استعداداً لتقديم تنازلات.
  • المطلب الإسرائيلي الثاني - تشاوروا معنا ونسقوا معنا. ليس في وقت لاحق بعد الاتفاق على صفقة مع الإيرانيين، بل قبل وخلال الاتصالات الاستهلالية والمفاوضات الأساسية.
  • المطلب الثالث - لا تكتفوا بعودة إيران إلى الاتفاق الأصلي، وبعودة مكونات المشروع النووي العسكري الإيراني إلى الوضع الذي كان قائماً في أيار/مايو 2018 - قبل انسحاب ترامب من الاتفاق. يجب التطلع إلى اتفاق نووي جديد يشمل أيضاً صواريخ من مختلف الأنواع قادرة على حمل رؤوس نووية.
  • المطلب الرابع – حافظوا وعززوا المعسكر الموالي للغرب والمعادي لإيران الآخذ في النشوء في الشرق الأوسط في أعقاب توقيع اتفاقات أبراهام - اتفاقات أنشأت بنية محتملة لتعاون وثيق وواسع لم نشهد مثله بالقرب من إيران.
  • خلفية هذا المطلب هي الضغط الذي يمارسه الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي على إدارة بايدن للتهديد بوقف المساعدة لمصر، ووقف تزويد السعودية والإمارات بالسلاح إذا لم تتوقفا عن انتهاك حقوق الإنسان في بلديهما، وإذا لم توقفا الحرب في اليمن.

الفلسطينيون؟ موضوع غير مُلحّ في واشنطن

  • مجال آخر من المحتمل أن ينشأ فيه نزاع بين الحكومة الإسرائيلية الحالية وبين إدارة بايدن هو المسعى للتوصل إلى تسوية إسرائيلية - فلسطينية. كبار مسؤولي الإدارة صرحوا أنهم يرون أن حل الدولتين لشعبين هو الحل الوحيد المرغوب فيه والممكن، والذي لا يحقق فقط التطلع الفلسطيني إلى الاستقلال، بل أيضاً يحمي إسرائيل من خطر دولة ثنائية القومية يصبح فيها اليهود أقلية.
  • هذا الموضوع أقل إلحاحاً من الموضوع الإيراني من وجهة النظر الأميركية، لأنه أقل قابلية للانفجار، ولأن الخطر الذي ينطوي عليه على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة أقل بكثير. ترامب أعطى إسرائيل في هذا المجال هدية مهمة: في اتفاقات أبراهام حرم الفلسطينيين من القدرة على فرض فيتو على تطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل.
  • تدّعي إسرائيل عن حق أن هذا التطور يمكن أن يخلق مع مرور الزمن مقاربة مرنة وأكثر واقعية للفلسطينيين من حل النزاع. لكن أيضاً في الموضوع الفلسطيني من المتوقع أن يمارس الجناح البراغماتي في الحزب الديمقراطي ضغطاً على إدارة بايدن التي تعتقد أن من واجب الولايات المتحدة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والتوصل إلى حل مستقر للنزاع.
  • لذلك ستطلب إدارة بايدن من إسرائيل عدم "فرض وقائع" على الأرض تعرّض للخطر البدء بمفاوضات سلام مستقبلاً، أي عدم بناء مستوطنات جديدة، وعدم توسيع القديمة أو شرعنة بؤر استيطانية. والنتيجة يمكن أن تكون مفاقمة الخلاف بين حكومة اليمين في إسرائيل وبين الإدارة الجديدة في واشنطن.
  • هاتان هما المسألتان الأساسيتان اللتان يمكنهما تعكير العلاقات بين واشنطن والقدس وعرقلة مساعي إسرائيل للعودة إلى قلب الإجماع وسط يهود الولايات المتحدة، والعودة إلى أن تكون فوق الخصومات الحزبية في السياسة الأميركية. في أغلب الموضوعات الأُخرى، مثل المحافظة على التفوق النوعي والكمّي العسكري لإسرائيل، ليس من المتوقع خلافات في الرأي مع الإدارة الجديدة.
  • لكن يوجد عقبة واحدة إذا لم تُستبعد يمكن أن تشوش العلاقات بين واشنطن والقدس مستقبلاً: العداء وعدم الثقة اللذان يشعر بهما كبار مسؤولي إدارة بايدن والرئيس نفسه حيال رئيس الحكومة نتنياهو. هذا الشعور السيئ خلقه نتنياهو، عندما اختلف مع الرئيس أوباما ومع كبار مساعديه واستخف بهم. هؤلاء المساعدون يحتلون اليوم مناصب كبيرة في المؤسستين السياسية والأمنية في واشنطن. يبقى فقط أن نأمل بأن المهنية والزمن والحس السياسي سيتغلب لديهم على الحاجة إلى تصفية الحساب مع نتنياهو على حساب مواطني دولة إسرائيل.