مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
السفير الإسرائيلي الجديد لدى الولايات المتحدة: التيار المركزي للإدارة الأميركية الجديدة والحزب الديمقراطي يؤيد إسرائيل إلى حد كبير ويعتبرها حليفاً مهماً
إسرائيل والمغرب يوقّعان أول اتفاقية لتسيير رحلات جوية مباشرة بين البلدين
بيني بيغن ينضم إلى حزب ساعر
استطلاع "معاريف": 52 مقعداً لمعسكر الأحزاب المناهضة لاستمرار حكم نتنياهو وفي حال انضمام "يمينا" يمكنه تأليف حكومة يؤيدها 63 عضو كنيست
انخفاض معدل تفشّي فيروس كورونا في إسرائيل إلى أقل من 1 لأول مرة منذ نهاية تشرين الأول/أكتوبر
معطيات التقرير السنوي حول الفقر: كل مواطن من بين 5 مواطنين في إسرائيل يعيش تحت خط الفقر
مقالات وتحليلات
الجمهور العربي وانتخابات الكنيست الـ24: بين براغماتية جماهيرية وديماغوجية حزبية
إسرائيل استغلت الأسابيع الأخيرة لترامب لتوسيع هجماتها ضد أهداف إيرانية في سورية
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يسرائيل هيوم"، 22/1/2021
السفير الإسرائيلي الجديد لدى الولايات المتحدة: التيار المركزي للإدارة الأميركية الجديدة والحزب الديمقراطي يؤيد إسرائيل إلى حد كبير ويعتبرها حليفاً مهماً

أكد سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة والأمم المتحدة جلعاد إردان أن التيار المركزي للإدارة الأميركية الجديدة والحزب الديمقراطي يؤيد إسرائيل إلى حد كبير ويعتبرها حليفاً مهماً.

وجاء تأكيد إردان هذا في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس (الخميس) في مناسبة بدء مهمات منصبه سفيراً لإسرائيل في واشنطن، تطرّق فيها أيضاً إلى احتمال أن تعود إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن إلى الاتفاق النووي مع إيران فأكد أن هذه القضية من شأنها أن تشكل مدار خلاف محتمل بين إسرائيل والولايات المتحدة، لكن ليس من الضروري أن يتحول كل اختلاف في الآراء بين الدولتين إلى أزمة. كما أكد إردان أن امتلاك نظام الملالي في طهران قدرات نووية يشكل خطراً حقيقياً على وجود دولة إسرائيل في المستقبل ولذا لا محل لتنازلات واعتبارات سياسية في هذا الشأن.

وتولى إردان الذي شغل منصب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة منصب السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة أمس، ليحل محل السفير رون دريمر أقرب مستشاري رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والذي شغل منصب السفير منذ سنة 2014. وشدّد دريمر في تغريدة على موقع "تويتر" على أن العلاقات بين الدولتين أصبحت الآن أقوى مما كان في أي وقت مضى. وتمنى النجاح لخليفته معرباً عن قناعته بأن إردان سيستمر في تعزيز التحالف العظيم بين أميركا وإسرائيل.

من ناحيته أكد إردان في تغريدة على "تويتر" أنه سيواصل العمل على تعزيز التحالف والتعاون بين الدولتين في العديد من المجالات.

وقال إردان: "أنهيت للتو أول اجتماع عمل لي مع فريق دبلوماسيينا في السفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة الذي يعمل انطلاقاً من إحساسه العميق تجاه دولة إسرائيل والعلاقة العميقة مع الولايات المتحدة. معاً سنعمل على تعزيز التحالف بين الدولتين وتعميق تعاوننا في العديد من المجالات."

"يديعوت أحرونوت"، 22/1/2021
إسرائيل والمغرب يوقّعان أول اتفاقية لتسيير رحلات جوية مباشرة بين البلدين

 

وقّعت إسرائيل والمغرب أمس (الخميس) أول اتفاقية في مجال الطيران المدني لتسيير رحلات جوية مباشرة بين البلدين بعد استئناف العلاقات بينهما الشهر الفائت. ولم يصدر إعلان مغربي رسمي بهذا الشأن.

وعلمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الاتفاق سيسمح برحلات جوية مباشرة بين إسرائيل وجميع المطارات الدولية في المغرب من دون قيود على عدد الشركات والرحلات في الأسبوع. ويُعتبر هذا الاتفاق هو الثالث من نوعه الذي توقّعه إسرائيل مع دولة عربية بعد الإمارات العربية المتحدة والبحرين.

وقالت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغف خلال محادثة عبر تطبيق زووم مع وزيرة المواصلات المغربية نادية فتح، إن توقيع اتفاقية الطيران مع المغرب يُعدّ إنجازاً تاريخياً في العلاقات بين البلدين والشعبين.

"معاريف"، 22/1/2021
بيني بيغن ينضم إلى حزب ساعر

أعلن الوزير وعضو الكنيست السابق عن حزب الليكود بيني بيغن أمس (الخميس) انضمامه إلى حزب "أمل جديد" برئاسة جدعون ساعر المنشق عن الليكود.

وشنّ بيغن هجوماً حاداً على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وقال: "في السنوات الأخيرة، وخصوصاً السنة الفائتة، نشهد ظاهرة غريبة وخطرة، إذ تخرج من الحكومة هجمات قاسية وشديدة ضد مؤسسات السلطة المركزية في دولة إسرائيل. هذه الظاهرة يجب وقفها والطريقة الوحيدة لذلك هي استبدال الحكومة."

وعقّب جدعون ساعر على انضمام بيغن فقال إنه سيكون إضافة مهمة في الحملة الانتخابية من أجل مستقبل إسرائيل، وأكد أن من المهم أن تتمكن إسرائيل من التمتع بتجربته الغنية وذكائه وآرائه والقيم التي يمثلها.

"معاريف"، 22/1/2021
استطلاع "معاريف": 52 مقعداً لمعسكر الأحزاب المناهضة لاستمرار حكم نتنياهو وفي حال انضمام "يمينا" يمكنه تأليف حكومة يؤيدها 63 عضو كنيست

أظهر استطلاع للرأي العام أجرته صحيفة "معاريف" بواسطة معهد "بانلز بوليتيكس" المتخصص في شؤون الاستطلاعات أمس (الخميس) أنه في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الـ24 الآن سيحصل معسكر الأحزاب المناهضة لاستمرار حُكم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والمؤلف من أحزاب "أمل جديد" و"يوجد مستقبل" و"إسرائيل بيتنا" وميرتس و"أزرق أبيض" و"الإسرائيليون"، من دون القائمة المشتركة، على 52 مقعداً، وإذا انضم إليه تحالف "يمينا" هناك إمكان لتأليف حكومة تستند إلى تأييد 63 عضو كنيست، في حين أن معسكر الأحزاب الذي يدعم إقامة حكومة برئاسة نتنياهو، والمؤلف من أحزاب الليكود واليهود الحريديم [المتشددون دينياً]، سيحصل على 47 مقعداً، وإذا انضم إليه تحالف "يمينا" سيصبح لديه 58 مقعداً، لكنها غير كافية لتأليف حكومة.

ووفقاً للاستطلاع، تحصل قائمة الحزب الجديد "أمل جديد" برئاسة جدعون ساعر المنشق عن حزب الليكود على 16 مقعداً، وتحصل قائمة حزب الليكود برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على 31 مقعداً، وقائمة "يوجد مستقبل" برئاسة عضو الكنيست يائير لبيد على 16 مقعداً، وقائمة "يمينا" برئاسة عضو الكنيست نفتالي بينت على 11 مقعداً.

وتحصل القائمة المشتركة على 10 مقاعد، ويحصل كل من قائمة حزب شاس الحريدي وقائمة حزب يهدوت هتوراه الحريدي على 8 مقاعد، وتحصل قائمة حزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيغدور ليبرمان على 7 مقاعد، وقائمة حزب ميرتس على 5 مقاعد، ويحصل كل من قائمة "أزرق أبيض" برئاسة وزير الدفاع ورئيس الحكومة البديل بني غانتس، وقائمة "الإسرائيليون" برئاسة رئيس بلدية تل أبيب رون خولدائي على 4 مقاعد.

ولن تتمكن قوائم أحزاب الصهيونية الدينية والعمل والبيت اليهودي و"غيشر" و"تلم" برئاسة عضو الكنيست موشيه يعلون و"الحزب الاقتصادي" برئاسة المحاسب العام السابق لوزارة المال يارون زليخا و"تنوفا" [انطلاقة] برئاسة عضو الكنيست السابق عوفر شيلح الذي انشق عن حزب "يوجد مستقبل" و"قدامى إسرائيل" برئاسة رئيس جهاز الموساد السابق داني ياتوم و"عوتسما يهوديت" [قوة يهودية] من أتباع الحاخام مئير كهانا من تجاوز نسبة الحسم (3.25%).

وشمل الاستطلاع عينة مؤلفة من 522 شخصاً يمثلون جميع فئات السكان البالغين في إسرائيل مع نسبة خطأ حدّها الأقصى 4.4%.

"يديعوت أحرونوت"، 22/1/2021
انخفاض معدل تفشّي فيروس كورونا في إسرائيل إلى أقل من 1 لأول مرة منذ نهاية تشرين الأول/أكتوبر

ذكر بيان صادر عن وزارة الصحة الإسرائيلية أمس (الخميس) أن معدل تفشّي فيروس كورونا في إسرائيل انخفض إلى أقل من 1 لأول مرة منذ نهاية تشرين الأول/أكتوبر الفائت، وهو ما يعني أن عدد الحالات النشطة آخذ بالتراجع، وأن تفشّي الفيروس في البلد يتباطأ الآن.

وبلغ معدل العدوى الأساسي، وهو عدد الحالات الجديدة الناتجة من كل إصابة بفيروس كورونا، أو عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس من كل شخص مصاب، 0.99 وهي المرة الأولى التي كان فيها أقل من 1 منذ ثلاثة أشهر. وعندما يكون معدل العدوى الأساسي أكبر من 1، فهذا مؤشر إلى أن عدد الإصابات آخذ في الارتفاع. وفي جولات الإغلاق السابقة، حدد الوزراء ومسؤولو وزارة الصحة عتبة عدوى قدرها 0.8 كمعيار للبدء بتخفيف القيود.

وأضاف البيان أن عدد حالات الإصابة بالفيروس خلال الساعات الـ24 الماضية بلغ 8182 إصابة، وهو ما يرفع إجمالي عدد الحالات إلى 579.016 منذ بداية تفشّي الوباء في إسرائيل. واستمرت حصيلة الوفيات في الارتفاع لتصل إلى 4210 وفيات.

وكانت الحكومة الإسرائيلية صادقت يوم الثلاثاء الفائت على تمديد الإغلاق العام مدة 10 أيام إضافية حتى نهاية كانون الثاني/يناير الحالي. كما صادقت على فرض غرامة بقيمة 2500 شيكل على كل شخص يصل إلى البلد من الخارج ولا يعرض فحص كورونا يُظهر نتيجة سلبية.

"يديعوت أحرونوت"، 22/1/2021
معطيات التقرير السنوي حول الفقر: كل مواطن من بين 5 مواطنين في إسرائيل يعيش تحت خط الفقر

أظهرت معطيات التقرير السنوي حول الفقر الذي نشرته مؤسسة التأمين الوطني [مؤسسة الضمان الاجتماعي] أمس (الخميس) أن كل مواطن من بين 5 مواطنين في إسرائيل يعيش تحت خط الفقر.

ووفقاً لهذه المعطيات فإن نحو نصف مليون أسرة مؤلفة من مليوني شخص تم تصنيفها بأنها تعيش تحت خط الفقر خلال سنة 2020.

وأشار التقرير إلى أنه كان من المفروض نشر هذه المعطيات في كانون الأول/ديسمبر الفائت لكن تم تأخير نشرها إلى الآن بسبب وباء كورونا والصعوبات التي واجهت الجهات المختصة في جمع وتركيز المعطيات.

وقالت مصادر مسؤولة في مؤسسة التأمين الوطني إن الكثير من الشرائح الاجتماعية في إسرائيل تضررت في ظل وباء كورونا ولم يقتصر الضرر على العائلات التي تعيش في وضع اقتصادي - اجتماعي متدن.

وتأتي هذه المعطيات بينما تواصل البطالة تسجيل معدل قياسي، إذ تم تسجيل نحو 150.000 عاطل جديد من العمل منذ بداية الإغلاق الحالي الثالث يوم 27 كانون الأول/ديسمبر 2020، وتوقعت مصادر مسؤولة في مصلحة التشغيل أن يتخطى عدد العاطلين من العمل بسبب وباء كورونا حاجز المليون مع نهاية شباط/فبراير المقبل.

وأشارت توقعات نشرتها وزارة المال الإسرائيلية هذا الأسبوع إلى احتمال استمرار أزمة البطالة خلال السنة الحالية، حتى مع استمرار حملة التطعيم بلقاح كورونا، بوتيرتها السريعة ومع إزالة القيود في الأشهر القريبة المقبلة. وقالت الوزارة إنه في السيناريو الأكثر تفاؤلاً، عندما يتم رفع القيود والعودة إلى مجرى حياة عادية وفتح كامل للمرافق الاقتصادية، ستبقى نسبة البطالة مرتفعة وتصل إلى 8.6% في السنة الحالية بينما كانت 3.8% في سنة 2019، و15.4% في سنة 2020. وأضافت أنه في حال تفاقم الأزمة الصحية بسبب انتشار طفرات فيروس كورونا من المتوقع أن ترتفع نسبة البطالة خلال السنة الحالية إلى 11.6% ، وأن يكون هناك نحو نصف مليون عاطل من العمل.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"مباط عال"، العدد 1429، 19/1/2021
الجمهور العربي وانتخابات الكنيست الـ24: بين براغماتية جماهيرية وديماغوجية حزبية
إفرايم لفيا، ومئير أرليخ وحيدر سوعاد - باحثون في معهد دراسات الأمن القومي، ويوسف مقالده رئيس مركز لاستطلاعات الرأي في المجتمع العربي في إسرائيل وفي السلطة الفلسطينية
  • الطبقة الوسطى في الجمهور العربي في إسرائيل تقود في العقد الأخير توجهاً واضحاً نحو اندماج العرب في الدولة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وكذلك على
  • المستوى السياسي. وذلك في مواجهة عملية إقصاء مستمرة، عامة وسياسية وثقافية، من أجزاء كبيرة من المجتمع اليهودي ومن الدولة. هذا الموقف للجمهور اليهودي والدولة حصل على طابع قانوني في "قانون القومية"، وفي التعديل 116 لقانون التخطيط، و"قانون كمينتس" (الذي شدد العقوبة على البناء غير القانوني)، وكذلك في الكلام التحريضي الذي يُسمع من السياسيين. الجمهور العربي من جهته يركز على تطلُّعه إلى إحداث تغيير جذري في مكانته ووضعه، أيضاً من خلال مشاركة سياسية فعالة في عمليات اتخاذ القرارات، ومن أجل الدفع قدماً بالمساواة في الحقوق المدنية الكاملة وتوزيع الموارد بصورة أكثر توازناً. تشكيل القائمة المشتركة (2015) في أعقاب رفع نسبة الحسم، والإنجازات في الانتخابات السابقة شجعت هذا التوجه العام. في المقابل، الجمهور الإسرائيلي عموماً يواصل تجاهل هذا التوجه. فقد أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد دراسات الأمن القومي (تشرين الثاني/نوفمبر 2020) أن 60 % تقريباً من الجمهور اليهودي يوافق على عدم تأليف حكومة مع الأحزاب العربية.
  • قبل انتخابات الكنيست الـ 22 (أيلول/سبتمبر 2019) أعلن رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة أن المجتمع العربي أصبح ناضجاً لأن يكون لاعباً مؤثراً في السياسة الإسرائيلية. وطلب زعماء القائمة ثقة الجمهور من خلال تعهدهم بأنهم سيركزون على موضوعات داخلية (صحة، تعليم، إسكان، عمل، القضاء على العنف والجريمة) ضمناً على حساب الاهتمام بموضوعات ذات طابع وطني. الجمهور العربي صوّت بأعداد كبيرة للقائمة المشتركة التي حصلت على 13 مقعداً في الكنيست الـ22، وعلى 15 مقعداً في الكنيست الـ23 وهي ذروة غير مسبوقة. تصويت العرب الجارف للقائمة المشتركة جاء على حساب التصويت للأحزاب اليهودية التي تراجعت نسبة التأييد لها في انتخابات الكنيست المنتهية ولايته إلى أدنى مستوياتها (12% في الكنيست الـ23 مقابل 28% في الكنيست ال21، و18% في الكنيست الـ22).
  • هذه التطورات السياسية، وفي الأساس الانتخابات المتكررة في ضوء استمرار التعادل بين الكتل المتخاصمة، أثبتت القدرة الحاسمة للصوت العربي، وطرحت على النقاش العام مسألة شرعيته وإمكانية ضم العرب إلى الائتلاف الحكومي. وهكذا قبل انتخابات الكنيست الـ24، وبعد سنوات طويلة من المقاطعة أصبحت أحزاب صهيونية من اليمين واليسار ناضجة للاعتراف بأنه يجب  اعتبار الصوت العربي مكوناً شرعياً في بناء ائتلاف حكومي.
  • يجري داخل الجمهور العربي أيضاً حوار واعٍ لهذا الموضوع، في ظل خيبة الأمل من رفض كتلة أزرق أبيض الاعتماد على القائمة المشتركة لتشكيل ائتلاف تترأسه، وخصوصاً بعد أن رشحت الكتلة كلها بني غانتس لرئاسة الحكومة. اندلع خلاف حاد بين مكونات القائمة المشتركة بشأن كيفية تجميع قوتها السياسية من أجل الدفع قدماً بالمصالح الحيوية للمجتمع العربي. منصور عباس رئيس الحركة الإسلامية /الجناح الجنوبي، يقود حالياً توجهاً سياسياً براغماتياً من خلال السعي لتعاون سياسي مع أي زعيم، حتى من اليمين، وعبر إخفاء الجانب الوطني-الفلسطيني. ودعا عباس القائمة المشتركة إلى ألّا تكون مقيدة بالنظرة الأيديولوجية – القومية، التي لا تسمح بمرونة سياسية. في ضوء ذلك يمكن رؤية خطوات عباس الأخيرة التي تهدف إلى الدفع قدماً بالتعاون مع الليكود، من خلال التركيز على المجالات العملية، وبينها مواجهة العنف والجريمة وتمديد الخطة الخمسية لتطوير المجتمع العربي (قرار الحكومة الرقم 922 العائد إلى كانون الأول/ديسمبر 2015). يبدو أن موقف عباس يعتمد على مشاهداته للأجواء البراغماتية لدى الجمهور العربي، وأيضاً كونه عضواً في حركة إسلامية تشدد على الناحية الدينية والاجتماعية أكثر من الناحية الوطنية. على هذه الخلفية يمكن أن نرى تشكيل الحزب العربي الجديد "معاً". رئيسه الناشط الاجتماعي محمد دراوشة لا يرى تناقضاً بين كون إسرائيل دولة يهودية ديمقراطية وبين منح المساواة الكاملة في الحقوق لمواطنيها بحسب وثيقة الاستقلال. وينوي الحزب الجديد التعاون سياسياً مع أحزاب الوسط الصهيونية للانضمام إلى عمليات اتخاذ القرارات في الدولة.
  • زعماء القائمة المشتركة (أيمن عودة "حداش"، ومطانيوس شحادة "بلد"، وأحمد الطيبي "تاعل") ينظرون إلى هذه التوجهات بقلق كبير. هم دانوا الخطوات المستقلة لعباس بذريعة أنها يمكن أن تضر بوحدة القائمة وبقوتها السياسية في انتخابات الكنيست الـ24. في رأيهم، يتعين على القائمة المشتركة الاستمرار في مطالبة الدولة بالمساواة في الحقوق والعدالة الاجتماعية للمواطنين العرب، من دون التخلي عن مواقف أيديولوجية - وطنية في الموضوع الفلسطيني. هذا بالإضافة إلى السعي لتعزيز قوة القائمة المشتركة بواسطة زيادة التمثيل اليهودي فيها، وفي المقابل إقامة "معسكر ديمقراطي" كقوة سياسية من خارج البرلمان، يشمل يهوداً وعرباً يؤيدون أربعة مبادىء: إنهاء الاحتلال، وتعزيز الديمقراطية والمساواة، والدفاع عن مكانة الأقلية العربية، والعدالة الاجتماعية.
  • وجهة النظر هذه لحداش وبلد وتاعل، تُظهر الفجوة القائمة بينهم وبين المقاربة البراغماتية التي تسود المجتمع العربي، والتي تنتظر الآن من ممثليها في الكنيست التركيز على البحث عن وسيلة لتحقيق تأثير سياسي حقيقي والاندماج في عمليات اتخاذ القرارات في الدولة. وبينما أغلبية واضحة من الجمهور العربي (69.8%، بحسب مؤشر علاقات العرب مع اليهود في سنة 2019 الذي يشرف عليه البروفيسور سامي سموحا) مستعدة اليوم للاعتراف بحق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية، ترفض الأحزاب العربية وجهة النظر هذه. هذه الفجوة ظهرت أيضاً في اتفاقات التطبيع بين إسرائيل ودول الخليج: بينما يؤيد ثلثا الجمهور العربي هذه الاتفاقات (بحسب استطلاع شركة ستاتنت في كانون الأول/ديسمبر الماضي، 28% من الجمهور العربي يؤيد بشدة، و35% يؤيدون، مقابل الثلث يعارضون)، صوّت أعضاء القائمة المشتركة في الكنيست ضدها انسجاماً مع موقفهم من النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي. دليل آخر على هذه الفجوة برز مؤخراً في تأثير وجهات النظر الاقتصادية في أزمة كورونا، مع نشر الأخبار عن الزيادة التي طرأت هذه السنة على تجنيد شبان عرب في الجيش الإسرائيلي وفي الخدمات الوطنية-المدنية، بينهم مسلمون، على الرغم من المعارضة المبدئية المستمرة من الزعامات السياسية العربية.
  • بحسب مؤشر الديمقراطية لسنة 2020 للمعهد الإسرائيلي للديمقراطية، فقط 44% من الذين شملهم الاستطلاع من العرب يشعرون بأنهم جزء من دولة إسرائيل ومشكلاتها (مقارنة بـ 84.5% من اليهود). في استطلاع جديد (5 كانون الثاني/ يناير 2021) أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية تبين أن 39% فقط من الجمهور العربي ينوون المشاركة في الانتخابات المقبلة للكنيست. استطلاع آخر أجرته شركة ستاتنت (في بداية كانون الثاني/يناير 2021) توقّع تراجعاً بارزاً في معدل التصويت في القطاع العربي إلى 52%. بحسب الاستطلاع، إذا خاضت القائمة المشتركة الانتخابات بصورة موحدة فإن 69% من الناخبين العرب سيصوتون لها، ما يعني 10 مقاعد في الكنيست. الباقون 31%، من المتوقع أن يصوتوا لمصلحة أحزاب صهيونية، بينهم مقعدان سيذهبان إلى الليكود (!)، الذي حظي في الانتخابات الماضية بدعم عربي يوازي 3 مقاعد في الكنيست. إذا انقسمت القائمة المشتركة (مثلاً خاضت حركة "حداش" الانتخابات مع "بلد"، والحركة الإسلامية مع حزب أحمد الطيبي) ستحظى القوائم العربية بأقل من 11 مقعداً، و3.4 مقاعد ستذهب إلى القوائم الصهيونية، بينها 1.5 إلى الليكود. يمكن التقدير أن تراجُع نسبة التصويت لدى الجمهور العربي أمر يرغب فيه الليكود وسائر الأحزاب اليهودية من زاوية اقتراعية.
  • على هذه الخلفية يمكن أن نفهم محاولات الأحزاب اليهودية السعي وراء الصوت العربي، وخصوصاً الخطوات الأخيرة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي يعتبره الجمهور العربي زعيماً ملائماً لرئاسة الحكومة، مع فجوة كبيرة جداً مع يائير لبيد وبني غانتس. من هنا يأتي الحديث في الليكود عن تحصين أماكن واقعية لممثلين عرب في قائمة الحزب ، وأيضاً الوعد بتعيين وزير عربي مسلم، بالإضافة إلى التعهد بالتوظيف في المجالات العامة العربية، من أهمها: الصحة، والاقتصاد، والأمن الداخلي.
  • بالإضافة إلى ذلك أوضح الليكود مؤخراً أنه لن يقيم حكومة تدعمها الحركة الإسلامية أو القائمة المشتركة. بناء على ذلك، وأيضاً على خلفية الاستطلاعات المذكورة أعلاه يبقى السؤال مفتوحاً إلى أي حد ستؤثر هذه الوعود في الجمهور العربي في الانتخابات المقبلة، وهو الذي يعرف، والحساس تجاه الأجواء الإقصائية لدى الجمهور اليهودي وفي صفوف الأحزاب الصهيونية.
  • في الخلاصة، من الواضح أن التوجه النظري والعملي لعملية الأسرلة المتعددة الأبعاد والمشاركة في الحيز السياسي يتواصل في وسط الجمهور العربي. مع ذلك فإن هذا الجمهور يعي التلاعب السياسي الذي تمارسه الأحزاب الصهيونية حياله، وحساس من المسّ بمكانته العامة وإقصائه المستمر في المسائل الوطنية، وفي الأساس في مجالات عملية تأتي في رأس اهتماماته. إزاء هذه المقاربة السائدة لا يزال من الصعب على الأحزاب العربية تبنّي صيغة متفَّق عليها تسمح لها بإقامة تعاون سياسي مع الأحزاب الصهيونية، الأمر الذي يمكن أن يمس بقوتها البرلمانية والسياسية، وبوعودها للجمهور العربي بأنها قادرة على الدفع قدماً بمصالحه الحيوية.
  • على أي حال، يبدو أن التطورات السياسية التي ذُكرت أعلاه تخلق بعداً حديثاً لشرعية الصوت العربي وسط الأحزاب الصهيونية من اليمين واليسار، وربما أيضاً تخلق فرصاً لتعاون سياسي يهودي - عربي. الانتخابات المقبلة ستكون اختباراً لاستعداد الأحزاب الصهيونية للسير نحو الجمهور العربي في موضوعات مدنية مهمة بالنسبة إليهم.
"هآرتس"، 22/1/2021
إسرائيل استغلت الأسابيع الأخيرة لترامب لتوسيع هجماتها ضد أهداف إيرانية في سورية
عاموس هرئيل - محلل عسكري
  • الأسابيع الأخيرة من ولاية ترامب استغلتها إسرائيل، بناء على تقارير أجنبية، للقيام بهجمات واسعة نسبياً ضد مصالح عسكرية إيرانية في سورية. في الهجوم الأخير في شرق سورية، بالقرب من الحدود العراقية في الأسبوع الماضي، قصفت معسكرات ومخازن تابعة للميليشيات الشيعية المدربة من عناصر الحرس الثوري الإسلامي. هذه منطقة بعيدة جداً عن أراضي إسرائيل. ومن المحتمل أن يفرض الوصول إليها تنسيقاً عملانياً واستخباراتياً معمقاً مع الأميركيين.
  • في مقابل ذلك، لم تتحقق المخاوف من عملية إيرانية كبيرة ضد هدف إسرائيلي أو أميركي عشية تبدّل الإدارة في واشنطن. حالة التأهب في الجيش الإسرائيلي استمرت على الرغم من الافتراض المعقول أن الإيرانيين لا يريدون تسخين المنطقة، تحديداً الآن في أثناء تولّي إدارة بايدن زمام الأمور في واشنطن. ما نُشر مؤخراً في الصحف الأميركية بشأن استعدادات إيرانية جديدة في اليمن كان موثوقاً به. بمساعدة المتمردين الحوثيين جرى نشر مسيّرات لها قدرة على الطيران مسافات بعيدة تصل حتى منطقة إيلات. كما نُصبت بنى تحتية مشابهة، بينها صواريخ باليستية في العراق وشرق سورية. لقد أثبت الإيرانيون قدرة عملانية مشابهة في هجمات مشتركة مع الحوثيين في السعودية.
  • كما سبق أن كتبت هنا، يبدو أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله لا يريد أن يكون جزءاً من خطط الانتقام الإيرانية، ولن يطوع عناصره للقيام بالمهمة. لكن بصورة مفاجئة، لم تستبعد الاستخبارات الإسرائيلية تماماً التحذير من عملية انتقامية يقوم بها حزب الله نفسه، رداً على مقتل أحد عناصره في قصف إسرائيلي على مركز عسكري إيراني في دمشق في تموز /يوليو العام الماضي. حاول حزب الله الانتقام لمقتله مرتين في هجومين أُحبطا على الحدود اللبنانية. يبدو أن الحزب لم يتخل بعد عن مساعيه.
  • في المدى الزمني الأبعد سينصبّ النقاش في إسرائيل على مشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله في لبنان. بحسب تقديرات محدثة، يملك الحزب بضع عشرات من الصواريخ الدقيقة. وبالاستناد إلى تقارير، جزء منها جرى تزويده "بمنظومات دقيقة" جرى تهريبها في حقائب بواسطة شبكات تهريب إيرانية. مؤخراً تحدثت  المؤسسة الأمنية عن عشرات قليلة من الصواريخ الدقيقة، وادعت أن جهد حزب الله فشل عملياً. يبدو أن الجهد لا يزال في ذروته. الاختبار الكبير سيكون محاولة تحويل المشروع  إلى مشروع تصنيعي، بواسطة إقامة منشآت إنتاج تحت الأرض في لبنان.
  • لقد كشف نتنياهو جزءاً من هذه المنشآت في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة قبل نحو عام ونصف العام.  ستواصل إسرائيل مساعيها السياسية ضد المشروع مع تهديدات ودعاية أيضاً طوال السنة الحالية. لكن الانطباع المتزايد هو أن حزب الله يسعى باستمرار وإصرار لتحقيق هدفه- إنتاج ترسانة كبيرة نسبياً من الصواريخ الدقيقة، يمكن أن تصيب بصورة أكثر فعالية أهدافاً في شتى أنحاء إسرائيل.
  • لا مصلحة لنصر الله حالياً في أي مواجهة مع إسرائيل. لبنان يغرق في أزمة سياسية واقتصادية عميقة وحزب الله لا يستطيع أن يسمح لنفسه بأن يُتهَّم بمآسٍ أُخرى تقع على رأس هذه الدولة المسكينة. يبقى أن مشروع الصواريخ الدقيقة، عاجلاً أم آجلاً، يمكن أن يكون في مركز مواجهة عسكرية جديدة بين إسرائيل ولبنان.