مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
سلاح الجو الإسرائيلي ينهي تمريناً مفاجئاً لمحاكاة سيناريو قتالي في الجبهة الشمالية
نصر الله يهدّد بخوض حرب ضد إسرائيل في حال قيامها بفرضها
لجنة وزارية إسرائيلية توافق على شراء سرب جديد من طائرات إف-35 وطائرات تزود بالوقود وكمية ضخمة من الذخيرة من شركات أميركية
بعثة رسمية من الإمارات تصل إلى إسرائيل لوضع اللمسات التقنية الأخيرة تمهيداً لافتتاح السفارة في تل أبيب
البيت الأبيض يكرر: أول اتصال للرئيس بايدن بزعيم في الشرق الأوسط سيكون بنتنياهو
استطلاع قناة التلفزة 12: 52 مقعداً لمعسكر الأحزاب المناهضة لاستمرار حكم نتنياهو وفي حال انضمام "يمينا" يمكنه تأليف حكومة يؤيدها 62 عضو كنيست
مقالات وتحليلات
كيف سيؤثر اليسار المتطرف في الحزب الديمقراطي في علاقاتنا مع بايدن؟
من تصعيد إلى حرب: تمرين مفاجىء في الشمال - والرسالة إلى نصر الله
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يديعوت أحرونوت"، 17/2/2021
سلاح الجو الإسرائيلي ينهي تمريناً مفاجئاً لمحاكاة سيناريو قتالي في الجبهة الشمالية

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو أنهى أمس (الثلاثاء) تمريناً مفاجئاً أطلق عليه اسم "وردة الجليل" بدأه يوم الأحد الفائت، ويهدف إلى فحص جهوزية وقدرات قيادة المنطقة العسكرية الشمالية العملانية في مواجهة أي سيناريو قتالي في الجبهة الشمالية.

وأشار البيان إلى أن التمرين حاكى سيناريوهات قتال عالية الكثافة والقدرات الهجومية بالإضافة إلى آليات حماية سماء البلد ومسارات القيادة والتحكم والتخطيط الدقيق وتنفيذ الهجوم الموسع، كما تم التدرب على مهاجمة آلاف الأهداف في حرب قد تقع في الجبهة الشمالية.

وأكد البيان أن سلاح الجو مستمر في الاستعداد وتطوير قدراته لتعزيز جهوزيته لأي سيناريو حرب مع الحفاظ على التفوق الجوي والدفاع عن سماء الدولة وسكانها.

وقال قائد سلاح الجو اللواء عميكام نوركين إن التمرين عزز من جهوزية سلاح الجو لمحاكاة سيناريو قتالي في الجبهة الشمالية من خلال تدريب فعال وقوي استمر خلال الأيام الأخيرة، وأشار إلى أن سلاح الجو مستمر في تأمين حماية سماء البلد والحفاظ على تفوقه في منطقة الشرق الأوسط.

موقع Ynet، 17/2/2021
نصر الله يهدّد بخوض حرب ضد إسرائيل في حال قيامها بفرضها

هدّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بخوض حرب ضد إسرائيل في حال قيام هذه الأخيرة بفرضها، وأكد أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية ستواجه ما لم تعرفه منذ إقامة إسرائيل.

وقال نصر الله في خطاب تلفزيوني أمس (الثلاثاء) "أقول لرئيس هيئة الأركان الإسرائيلي إننا لا نبحث عن مواجهة وعن حرب، لكن إن فرضتم حرباً فسنخوضها. وإذا ضربتم مدننا، سنرد بالمثل. وإذا استهدفتم قرانا، سنقصف مستعمراتكم. وفي أي حرب مقبلة، ستواجه الجبهة الداخلية الإسرائيلية ما لم تعرفه منذ قيام إسرائيل"، مشيراً إلى أن "لا أحد يضمن ألا تتدحرج الأيام القتالية إلى حرب واسعة."

ولفت نصر الله إلى أن إسرائيل لم تلتزم في كل حروبها يوماً بالقانون الدولي ودمرت مدناً وقتلت المدنيين.

"يسرائيل هيوم"، 17/2/2021
لجنة وزارية إسرائيلية توافق على شراء سرب جديد من طائرات إف-35 وطائرات تزود بالوقود وكمية ضخمة من الذخيرة من شركات أميركية

وافقت اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون المشتريات أمس (الثلاثاء) على شراء سرب جديد من الطائرات المقاتلة من طراز إف-35 و4 طائرات جديدة للتزود بالوقود وكمية ضخمة من الذخيرة من شركات أميركية في صفقة ستقدر قيمتها بمليارات الدولارات.

وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى إن هذه الصفقة ستكون أول صفقة مبيعات عسكرية خارجية لإسرائيل في ظل الإدارة الجديدة للرئيس الأميركي جو بايدن.

وأضافت هذه المصادر نفسها أن إسرائيل تبحث منذ فترة موضوع شراء طائرات للتزود بالوقود من طراز كي سي-46 التي تصنعها شركة بوينغ، كما تتطلع إلى شراء سرب إضافي يضم 24 أو 25 طائرة مقاتلة من طراز إف-35 من صنع شركة لوكهيد مارتن.

"يسرائيل هيوم"، 17/2/2021
بعثة رسمية من الإمارات تصل إلى إسرائيل لوضع اللمسات التقنية الأخيرة تمهيداً لافتتاح السفارة في تل أبيب

وصلت إلى إسرائيل أمس (الثلاثاء) بعثة رسمية من الإمارات العربية المتحدة لوضع اللمسات التقنية الأخيرة تمهيداً لافتتاح السفارة الإماراتية في تل أبيب قريباً. 

وذكرت مصادر مسؤولة في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن الطائرة التي أقلت أفراد البعثة تلقت تصريحاً خاصاً من لجنة الاستثناءات للهبوط في مطار بن غوريون الدولي، وذلك على الرغم من كونه مغلقاً بسبب جائحة كورونا. 

ولم ينضم سفير الإمارات الأول لدى إسرائيل محمد محمود آل خاجة إلى البعثة.

وكان الخاجة أدى في بداية الأسبوع اليمين القانونية أمام نائب رئيس الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ليكون أول سفير لدولة الإمارات لدى إسرائيل. كما أن الحكومة في أبو ظبي صادقت على إنشاء سفارة للإمارات في تل أبيب في حين أعلنت إسرائيل إقامة سفارة لها في أبو ظبي، وذلك تنفيذاً لاتفاقية السلام التي وقعتها الدولتان برعاية الولايات المتحدة في آب/أغسطس الفائت.

من ناحية أُخرى ألغت إسرائيل مشاركتها في معرض الدفاع الذي ستستضيفه الإمارات العربية المتحدة الأسبوع المقبل بسبب إغلاق مطار بن غوريون الدولي في إطار مكافحة كورونا. وكان من المقرر أن تشارك في المعرض عشرات الشركات الإسرائيلية.

 

"معاريف"، 17/2/2021
البيت الأبيض يكرر: أول اتصال للرئيس بايدن بزعيم في الشرق الأوسط سيكون بنتنياهو

كرر البيت الأبيض أن أول اتصال للرئيس الأميركي جو بايدن بزعيم في منطقة الشرق الأوسط سيكون برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.

وقالت الناطقة بلسان البيت الأبيض جين ساكي خلال مؤتمر صحافي أمس (الثلاثاء): "إن أول مكالمة للرئيس بايدن مع قادة دول الشرق الأوسط ستكون مع نتنياهو، وستتم قريباً."

وتطرقت ساكي إلى المملكة العربية السعودية فقالت إن بايدن يعتزم إعادة ضبط العلاقات الأميركية مع السعودية، وسيتم التواصل من خلال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وليس من خلال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وكانت ساكي قالت على هامش حديثها إلى الصحافيين خلال إحاطة إعلامية يوم الخميس الفائت: "يتطلع الرئيس إلى التحدث مع رئيس الحكومة نتنياهو، ليس لدي موعد محدد، لكن ذلك سيحدث قريباً، وهو طبعاً شخص يرتبط بعلاقة طويلة الأمد معه."

"معاريف"، 17/2/2021
استطلاع قناة التلفزة 12: 52 مقعداً لمعسكر الأحزاب المناهضة لاستمرار حكم نتنياهو وفي حال انضمام "يمينا" يمكنه تأليف حكومة يؤيدها 62 عضو كنيست

أظهر استطلاع للرأي العام أجرته قناة التلفزة الإسرائيلية 12 أمس (الثلاثاء) أنه في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الـ24 الآن سيحصل معسكر الأحزاب المناهضة لاستمرار حُكم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والمؤلف من أحزاب "أمل جديد"، و"يوجد مستقبل"، و"إسرائيل بيتنا"، وميرتس، و"أزرق أبيض"، والعمل، من دون القائمة المشتركة على 52 مقعداً، وإذا انضم إليه تحالف "يمينا" هناك إمكان لتأليف حكومة تستند إلى تأييد 62 عضو كنيست، في حين أن معسكر الأحزاب الذي يدعم إقامة حكومة برئاسة نتنياهو، والمؤلف من أحزاب الليكود، والصهيونية الدينية، واليهود الحريديم [المتشددون دينياً]، سيحصل على 49 مقعداً، وإذا انضم إليه تحالف "يمينا" سيصبح لديه 59 مقعداً، لكنها غير كافية لتأليف حكومة.

ووفقاً للاستطلاع، تحصل قائمة حزب الليكود برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على 29 مقعداً، وقائمة "يوجد مستقبل" برئاسة عضو الكنيست يائير لبيد على 18 مقعداً، وقائمة "أمل جديد" برئاسة جدعون ساعر المنشق عن حزب الليكود على 13 مقعداً، وقائمة "يمينا" برئاسة عضو الكنيست نفتالي بينت على 10 مقاعد.

وتحصل القائمة المشتركة على 9 مقاعد، وقائمة حزب شاس الحريدي على 8 مقاعد، ويحصل كل من قائمة حزب يهدوت هتوراه الحريدي، وقائمة حزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيغدور ليبرمان على 7 مقاعد، وتحصل قائمة حزب العمل برئاسة عضو الكنيست ميراف ميخائيلي على 6 مقاعد، وقائمة الصهيونية الدينية برئاسة عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، والتي تضم "عوتسما يهوديت" [قوة يهودية] من أتباع الحاخام مئير كهانا، على 5 مقاعد، ويحصل كل من قائمة حزب ميرتس، وقائمة "أزرق أبيض" برئاسة وزير الدفاع ورئيس الحكومة البديل بني غانتس على 4 مقاعد.

ولن تتمكن قائمتا راعم [القائمة العربية الموحدة] برئاسة عضو الكنيست منصور عباس من الحركة الإسلامية- الجناح الجنوبي، و"الحزب الاقتصادي" برئاسة المحاسب العام السابق لوزارة المال الإسرائيلية يارون زليخا، من تجاوز نسبة الحسم (3.25%).

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 16/2/2021
كيف سيؤثر اليسار المتطرف في الحزب الديمقراطي في علاقاتنا مع بايدن؟
زلمان شوفال - عضو كنيست سابق، وسفير إسرائيل سابقاً في الولايات المتحدة
  • في الأسبوعين الأخيرين أخذنا نتعرف بصورة أفضل على المقاربة "المتوازنة" لإدارة بايدن فيما يتعلق بالموضوع الإسرائيلي وشؤون الشرق الأوسط عموماً، والصورة التي ترتسم هي "صقيع حار". لا تزال الإدارة الجديدة في قيد التشكّل، والمؤشرات، سواء الإيجابية منها أو السلبية، لا تزال تومض. هكذا على سبيل المثال، أُرفق الإبقاء على السفارة في القدس بقرار إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، أي نوع من سفارة للفلسطينيين.
  • كان إيجابياً تصريح وزير الخارجية أنتوني بلينكن بأن أميركا تعترف بأهمية الجولان الأمنية لإسرائيل، لكنها سلبية كانت الإضافة بأن الولايات المتحدة لا تعترف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، بعكس إدارة ترامب. أيضاً التصريح الأميركي ضد قرار محكمة الجنايات الدولية في لاهاي في موضوع إسرائيل والمناطق كان إيجابياً، لكن أيضاً من أجل "التوازن" قررت الولايات المتحدة العودة إلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، الذي عمله الأساسي تشويه سمعة إسرائيل، والذي خلال ولاية ترامب انسحبت الولايات المتحدة منه. مع ذلك، في هذه الأثناء عادت الولايات المتحدة إليه كـ"مراقبة" وليس لها حق التصويت، وهو ما سيتيح لها، كما سيعلق المتهكمون، ادّعاء البراءة إذا واصل المجلس تقليده المعادي لإسرائيل.
  • لكن ليس فقط في موضوع إسرائيل تنتهج إدارة بايدن سياسة "صقيع حار": فقد أعلنت مثلاً أنها ستوقف مساعدة السعودية في حربها ضد الحوثيين في اليمن، وألغت تصنيف الحوثيين كتنظيم إرهابي. من جهة ثانية، جعلت الرياض تدرك أن ليس في نيتها المس بالعلاقات العسكرية والأمنية وغيرها معها، والتي تعمل أيضاً لمصلحة الاقتصاد الأميركي.
  • للسياسة الخارجية في الولايات المتحدة تقاليد من الاستمرارية مع تشديدات وأشكال مختلفة ناجمة عن التغييرات في الخريطة العالمية والظروف. وهذا صحيح فيما يتعلق بإسرائيل أيضاً، التي تحولت بعد حرب الأيام الستة [حرب حزيران/يونيو 1967] إلى حليف ورصيد استراتيجي. التصريحات المتعددة لبايدن ومساعديه تشير إلى فرص استمرار هذا التقليد، ويوجد أمران يمكن أن يمسّا بذلك: الكراهية الشديدة لترامب، ومن سِماتها معارضة كل ما فعله ترامب، والتي تشبه الهوس تقريباً؛ وصعود قوة اليسار الراديكالي التقدمي في الحزب الديمقراطي وقصة الحب بينه وبين الرئيس بايدن الآخذة في التطور، ربما لاعتبارات تكتيكية.
  • إذا كان كل شيء ليس وردياً، أيضاً ليس كل شيء أسود، وهو ليس كما يرى معلّقون من اليمين واليسار، الذين يصفون إدارة بايدن بأنها "معادية لإسرائيل". أولاً هذا ليس دقيقاً كما رأينا. ثانياً، هذا ليس حكيماً، لأنه علينا العمل مع هذه الإدارة خلال السنوات الأربع المقبلة.
  • في أعقاب خطاب بايدن المتعلق بسياسته الخارجية، والذي تناول في الأساس الصين وروسيا والكورونا وغيرها، ولم يتطرق إلى شؤون إيران والشرق الأوسط، اعتقد كثيرون من المعلّقين أن هذه الموضوعات لا تحتل صدارة جدول أعمال الإدارة الجديدة، أو أنها لم تبلور موقفاً واضحاً إزاءها. لكن من المحتمل وجود تفسير آخر، هو أنه نظراً إلى عدم وجود موقف واضح مبكر، فإن التعامل معه جرى تغليفه بغلاف كثيف من الدخان. إذا كان هذا التقدير صحيحاً فإن إسرائيل ودولاً عربية يمكن أن تجد نفسها أمام مجموعة حقائق مثيرة للقلق في الموضوع الإيراني، على الرغم من تعهد الإدارة أن تأخذ في حسابها موقف حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط قبل اتخاذ  قراراتها النهائية.
  • هناك موضوع أقل اشتعالاً بالنسبة إلى واشنطن هو "اتفاقات أبراهام" بين إسرائيل وجزء مهم من العالم العربي. سياسة السلام لرئيس الحكومة نتنياهو بتأييد عملي من الرئيس ترامب غيّرت وجه الشرق الأوسط نحو الأفضل بصورة غير مسبوقة- أيضاً من زاوية المصالح الجيو - سياسية للولايات المتحدة. لا يسعد جميع مؤيدي بايدن الاعتراف بذلك، لكن في هذه المرحلة امتنعوا من الوقوف ضد ما تحقق ويكتفون بإسماع انتقادات لإهمال القضية الفلسطينية، وإسماع انتقادات لدولة الإمارات. بخلاف المسألة الإيرانية، ثمة فرص على الأقل في هذا الموضوع بأن تتغلب الاستمرارية على إرادة تحطيم كل القواعد.

 

"يديعوت أحرونوت"، 16/2/2021
من تصعيد إلى حرب: تمرين مفاجىء في الشمال - والرسالة إلى نصر الله
رون بن يشاي - محلل عسكري
  • على خلفيات تقديرات الجيش الإسرائيلي، التي وفقاً لها حزب الله مهتم بالمبادرة إلى خوض "أيام قتال" محدودة في الحدود الشمالية، أجرى سلاح الجو تمريناً مفاجئاً واسعاً حمل اسم "وردة الجليل"، بدأ يوم الأحد وانتهى اليوم (الثلاثاء).
  • في إطار التمرين رفع سلاح الجو مستوى جهوزيته إلى الحد الأقصى، مع استخدام كل المنظومات القتالية والدفاعية الجوية من طائرات ومسيّرات، وصولاً إلى بطاريات صواريخ حيتس والقبة الحديدية. مئات من عناصر الاحتياط استدعوا، وكان معدل الحضور 85%، واستُخدمت مئات الطائرات في سماء الشمال، وخلال يوم واحد هوجم 3000 هدف.
  • السيناريو الذي تدربت عليه القوات بدأ بهجوم صاروخي مضاد للطائرات من إنتاج روسي شنه حزب الله على طائرة حربية تابعة لسلاح الجو تقوم بمهمة جمع معلومات استخباراتية في سماء لبنان. الطائرة لم تسقط بحسب السيناريو، لكن مهاجمتها أدت إلى سلسلة هجمات ضد أهداف تابعة لحزب الله، الذي من جهته "رد" بهجمات على السياج الحدودي ضد قوات الجيش الإسرائيلي على طول الحدود.
  • جرى التمرين بعد أسبوعين من وقوع حادثة في الجنوب اللبناني – لأول مرة منذ حرب لبنان الثانية أطلق حزب الله صواريخ مضادة للطائرات على مسيّرة للجيش الإسرائيلي وأخطأها. في شعبة الاستخبارات العسكرية رأوا ارتفاعاً حقيقياً في استعداد التنظيم الشيعي للمبادرة إلى تصعيد محدود ضد إسرائيل مع خطوط تميزت بها جولات القتال في الجنوب مع قطاع غزة. لكن في تدريب سلاح الجو تُرجم التصعيد بسرعة نسبية خلال يومين - ثلاثة إلى قرار للحكومة بشن معركة ضد حزب الله، ومئات الهجمات على بيروت والبقاع والجنوب اللبناني.
  • "خلال شهر من القتال في حرب لبنان الثانية جرت مهاجمة نحو 3500 هدف، كمية مشابهة لها هوجمت خلال يوم واحد، كما تدربنا هذا الأسبوع. خططُنا الهجومية أكبر ويجري تحديثها طوال الوقت"، شرح هذا الصباح ضابط كبير في سلاح الجو في حديث مع المراسلين. "في التمرين نظرنا أيضاً شرقاً، إذا أطلق حزب الله النارعلينا من سورية سنهاجمه هناك أيضاً. في سيناريو التمرين هاجمنا صواريخ الكورنيت التي يملكها حزب الله واستعدّينا لمواجهتها دفاعياً - من خلال اعتراضها بعد إطلاقها على الساحل الإسرائيلي، وأيضاً منع إطلاقها من خلال تدميرها. في التمرين دمرنا قيادات وبنى تحتية حكومية يستخدمها حزب الله، وصواريخ إيرانية مضادة للطائرات انتقلت إلى الحزب."
  • من الواضح أهمية التمرين المفاجىء لسلاح الجو الذي يهدف إلى ثلاث غايات أساسية: الأولى- الفحص عملياً إلى أي مدى في استطاعة سلاح الجو أن ينتقل من صفر إلى 100 كيلومتر في الساعة على مرحلتين، من الحياة الطبيعية إلى حالة الطوارىء، ومن حالة الطوارىء إلى الحرب. وذلك بحسب السيناريو المعقول الذي قدمته شعبة أمان في تقديرها السنوي للوضع، والذي رأى أن معقولية حرب استباقية يشنها أعداؤنا ليست مرتفعة. لكن في المقابل هناك معقولية متوسطة - عالية لأن نتدهور إلى حرب نتيجة تصعيد غير مخطط له. لذلك ما يجري سيكون على مرحلتين، وليس هناك انتقال حاد من الحياة الطبيعية إلى الحرب كما جرى في الحروب السابقة. في الوقت الحالي من المعقول أن تحدث في البداية أيام قتال إذا لم تنته بسرعة يمكن أن تتدهور إلى حرب نتيجة قرار لنا أو لحزب الله.
  • الغاية الثانية - فحص ما إذا كان سلاح الجو قادراً، نظرياً وعملياً وبالمستوى المهني المطلوب، على تنفيذ الخطط التي أعدها لتحقيق تفوق جوي (تدمير بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات التي تهدد الطائرات والذخيرة التي تحملها، و"ضربات جوية" ضد أهداف على الأراضي اللبنانية (وعند الحاجة في سورية أيضاً)، وحماية الجبهة الداخلية الإسرائيلية المدنية والعسكرية.
  • الغرض الثالث للتمرين ليس عملانياً، لكنه موجّه للوعي – والردع - ولنقل رسائل إلى الطرفين لمنع التدهور إلى حرب نتيجة "خطأ في الحسابات" (تقدير غير صحيح لحزب الله والإيرانيين لنيات إسرائيل والطريقة التي سيعمل فيها الجيش الإسرائيلي. القصد هو أن نشرح، وخصوصاً لحسن نصر الله (وللإيرانيين والسوريين والروس) قواعد اللعبة واعتبارات التصعيد المقبل، وما هي الأثمان التي يمكن أن يدفعها حزب الله ورعاته إذا لم يحترموا البطاقة الصفراء التي رُفعت في وجوههم.
  • الرسالة الأولى تتعلق بحرية العمل الجوي لإسرائيل في الساحة اللبنانية. ينقل السوريون بطاريات صواريخ أرض - جو من صنع روسي إلى لبنان، جزء منها قديم وآخر أكثر جدة - لكنها كلها تمتاز بقدرة عالية على الحركة والاختباء في الأودية العميقة والأحراش الكثيفة، وهو ما يمنح بطارياتSA-6 و(SA-22) قدرة عالية على الصمود، ويسمح لحزب الله بمفاجأة الطائرات القتالية ومسيّرات سلاح الجو التي تحلق في سماء لبنان.
  • مؤشر إلى تهديد ما يسمونه في سلاح الجو "التفوق الجوي في سماء لبنان" حدث قبل أسبوعين عندما أُطلق من الأراضي اللبنانية صاروخ أرض- جو من نوع SA-22 في اتجاه مسيّرة استخباراتية للجيش الإسرائيلي. الصاروخ لم يُصب المسيّرة والجيش لم يرد. لكنهم في الجيش قدّروا أن هذا يمكن أن يكون محاولة من نصر الله لوضع قواعد لعبة جديدة تؤدي إلى تآكل التفوق الجوي لإسرائيل.

هل سيبقى نصر الله واقعياً؟

  • الفعل الاستهلالي لسيناريو التصعيد والحرب في تمرين "وردة الجليل" كان إطلاق صاروخ مضاد للطائرات من طرف حزب الله من الأراضي اللبنانية على طائرة حربية إسرائيلية. الطائرة تضررت في السيناريو، لكنها لم تسقط. لكن رد إسرائيل في السيناريو شديد ومدمر: يوجه سلاح الجو سلسلة ضربات جوية شديدة ضد "أرصدة" تابعة لحزب الله. وحتى الآن ليس ضد لبنان.
  • الرسالة التي تبعث بها إسرائيل بواسطة التدريب: نصر الله عليك أن تعلم بأنه في المرة المقبلة التي يطلق فيها رجالك صاروخ أرض - جو على طائرة إسرائيلية، وخصوصاً إذا كانت تقل أشخاصاً، وخصوصاً إذا أصابها الصاروخ، الجيش الإسرائيلي لن يقف مكتوف الأيدي. لكن هذه ليست نهاية السيناريو. هناك رسالة إضافية.
  • نصر الله كما أوضح صراحة في خطاب ألقاه مؤخراً يعتقد أن إسرائيل – مثله - لا ترغب في حرب بل في عدة أيام قتالية في كل مرة يحدث فيها تصعيد. نصر الله مستعد، وربما يريد عدة أيام كهذه من تبادل إطلاق النار مع إسرائيل بسبب ضعف مكانته في لبنان. بهذه الطريقة يستطيع أن يثبت أن حزب الله هو درع لبنان، ويصرف انتباه اللبنانيين عن الانهيار الكبير - في مؤسسات الحكومة والدولة اللبنانية. وذلك من دون المجازفة بالتسبب بضرر كبير لكل سكان لبنان، وفي أسوأ الاحتمالات فإن المتضررين سيكونون سكان الجنوب الشيعي، أي أنصاره.
  • لذلك، وفقاً لسيناريو التمرين يعطي نصر الله أوامر لرجاله بإطلاق النار (وربما القيام بهجمات) على مناطق محاذية للحدود وفي عمق الجليل. بحسب السيناريو، ستقرر إسرائيل الدخول في حرب (لأن في الخلفية هناك أيضاً مشروع الصواريخ الدقيقة في لبنان الذي إذا تقدم يمكن أن يشكل تهديداً خطراً لا يُحتمل على الجبهة الداخلية الإسرائيلية خلال بضعة أشهر).
  • في هذه الحرب الافتراضية يخلع سلاح الجو قفازاته ويهاجم آلاف الأهداف، بينها أهداف بنى تحتية مدنية مزدوجة الاستخدام في لبنان، مثل محطات الطاقة، وجسور استراتيجية، وخزانات وقود، ومرافىء تخدم مواطنين غير متورطين في القتال، وفي الأساس الجهد الحربي لحزب الله. وقال المسؤول العسكري الكبير في التلخيص الذي قدمه للمراسلين الإسرائيليين علناً أنه سيُفرض أيضاً على لبنان حصار بحري وجوي.
  • في الخلاصة: إسرائيل لن تمنح نصر الله ترف خوض أيام قتال يزرع فيها رجاله الدمار في مستوطنات الحدود الشمالية وفي الجليل، ثم يغلق الموضوع ويعلن الانتصار من بيروت. بحسب سيناريو التمرين، إذا استخدم نصر الله جزءاً فقط من ترسانة حزب الله ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فإن إسرائيل لن تتردد في الانتقال من أيام قتال إلى حرب شاملة ضده.
  • إذا تدخلت إيران وسورية وأرسلتا بطاريات صواريخ أرض - جو إلى لبنان، أو إذا قصف حزب الله مستوطنات إسرائيلية من أراضي الجولان السوري - أيضاً جيش الأسد وحزب الله سيهاجَمان بعنف وفوراً من سلاح الجو في القيادة الشمالية.
  • بكلمات بسيطة تنقل إسرائيل رسالة إلى حزب الله وسورية ترفع فيها كثيراً من الثمن الذي سيدفعانه في البقاع اللبناني وفي دمشق، إذا راهنا على أيام قتال، ستكون إسرائيل مستعدة لاستيعابها وستكبدها ضرراً محدوداً فقط. السؤال هو هل ستصل الرسالة؟ وهل يمكن "الاعتماد" على أن تقديرات نصر الله ستظل واقعية؟