مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
مصادر في الولايات المتحدة وإسرائيل: إيران خططت لهجوم على سفارة الإمارات في أثيوبيا
محكمة الجنايات الدولية ترد على نتنياهو: "القرار بشأن إسرائيل ليس سياسياً"
تركيا تزيد استثماراتها في الضفة الغربية
السلطة الفلسطينية طلبت من إسرائيل السماح بإدخال ألف لقاح كورونا إلى غزة
مقالات وتحليلات
الناخبون العرب أنقذوا حركة ميرتس في سنة 2019، وهي ستحتاج إليهم هذه المرة أيضاً
الحركة الصهيونية تلقّت جرس إنذار من لاهاي
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 15/2/2021
مصادر في الولايات المتحدة وإسرائيل: إيران خططت لهجوم على سفارة الإمارات في أثيوبيا

ذكرت مصادر رسمية في الولايات المتحدة وفي إسرائيل أن إيران كانت وراء خطة للهجوم على  السفارة الإماراتية في أديس بابا عاصمة أثيوبيا. ويُذكر أن أجهزة الاستخبارات في أثيوبيا اعتقلت 15 شخصاً متورطين في خطة الهجوم على السفارة. وبالاستناد إلى مصادر في الولايات المتحدة وإسرائيل، الموقوفون هم أعضاء خلية نائمة تشغّلها إيران لجمع معلومات عن سفارتيْ إسرائيل والإمارات في أديس بابا.

وبحسب هذه المصادر، العملية في أثيوبيا هي جزء من خطة أوسع لإيران، هدفها تحديد أهداف سهلة في أنحاء أفريقيا، يمكن استخدامها كأهداف لعمليات انتقامية لاغتيال عالم الذرة الإيراني محسن فخري زادة، الذي نُسب إلى إسرائيل، ولاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، والذي نفّذته الولايات المتحدة.

وبالاستناد إلى السلطات الأثيوبية، المتهم الأساسي في عملية أثيوبيا هو أحمد إسماعيل، الذي اعتُقل في السويد بالإضافة إلى الاعتقالات التي جرت في أديس بابا، بمساعدة وكالات استخباراتية في أفريقيا وأوروبا وآسيا. وبحسب رئيس الاستخبارات في قيادة البنتاغون في أفريقيا الأدميرال هيدي بيرغ، إيران هي وراء المعتقلين الـ15 في أثيوبيا، وإسماعيل هو "الرأس المخطط للمؤامرة الفاشلة".

وكانت وكالات الأمن والاستخبارات في أثيوبيا تحدثت أيضاً عن اعتقال مجموعة من المشتبه بهم كانوا يخططون لمهاجمة السفارة الإماراتية في العاصمة السودانية الخرطوم. وأكد مصدر رسمي في السودان الخبر.

من جهتها إيران كذّبت التهم. وبحسب الناطقة بلسان السفارة الإيرانية في أديس بابا "هذه تهم لا أساس لها تنشرها وسائل الإعلام  في النظام الصهيوني. لم تقل أثيوبيا ولا السودان شيئاً عن تدخّل إيران في هذه المسائل."

تجدر الإشارة إلى أن الناطق بلسان الشرطة الأثيوبية رفض التعليق على رفض بلاده نسْب العملية إلى إيران. وذكرت مصادر دبلوماسية أن أثيوبيا تحاول عدم التورط في قضايا دولية حساسة نظراً إلى كونها عاصمة دبلوماسية لأفريقيا وتستضيف قيادة الاتحاد الأفريقي.

واللافت أن الكشف عن هذه القضية  جرى على خلفية تصاعُد التوتر بين إيران والإمارات في أعقاب توقيع اتفاقات أبراهام مع إسرائيل، وفي وقت تدرس إدارة جو بايدن موقفها حيال طهران والاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب.

"يديعوت أحرونوت"، 16/2/2021
محكمة الجنايات الدولية ترد على نتنياهو: "القرار بشأن إسرائيل ليس سياسياً"

بعد قرار المحكمة الدولية في لاهاي السماح بالتحقيق في جرائم حرب ضد إسرائيل ارتُكبت في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، نشرت المحكمة أمس وثيقة تضمنت أسئلة وأجوبة تتعلق بالمسألة ردت من خلالها على الانتقادات الحادة التي وجّهها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى المحكمة، متهماً إياها بأن لديها دوافع معادية للسامية ومنحازة سياسياً.

ومما جاء في الوثيقة: "المحكمة الدولية هي مؤسسة مستقلة موضوعية، وهذا  أمر أساسي لتحديد المجرمين الخطرين بحسب القانون الدولي. وهي تعمل فقط ضمن الإطار القانوني والصلاحيات القانونية التي يمنحها لها قانون روما، الذي يُعتبر مصدر صلاحيات عمل المحكمة في لاهاي منذ بداية عملها في سنة 2002.

أوضحت المحكمة في الوثيقة أن قرارها اتُّخذ بناء على طلب من المدعية العامة الأولى فاتو بنسودا التي أجرت تحقيقاً أولياً للوضع في فلسطين ووصلت إلى خلاصة أنه بحسب قانون روما، هناك أساس للشبهة بحدوث جرائم حرب في الضفة الغربية وقطاع غزة. اتُّخذ القرار بأغلبية الأصوات باستثناء القاضي بيتر كوفاتس الذي رأى أن ليس للمحكمة صلاحيات للنظر في قضايا في المناطق المحتلة.

وبحسب ما جاء في الوثيقة، فإن البدء بالتحقيق فيما يجري في الضفة الغربية وغزة عائد بالدرجة الأولى إلى المدعية العامة، وبعد حصولها على ما يكفي من القرائن المحسوسة التي تخولها البدء بالتحقيقات.

 

"يسرائيل هَيوم"، 15/2/2021
تركيا تزيد استثماراتها في الضفة الغربية

تقوم تركيا باستثمار 10 ملايين دولار في بناء منطقة صناعية جديدة في جنين. وهذه خطوة مهمة تقوم بها تركيا التي كانت تركز معظم استثماراتها حتى الآن في قطاع غزة، نظراً إلى علاقاتها الوثيقة مع حركة "حماس".

وذكر وزير الاقتصاد الفلسطيني خالد العسيلي لوكالة الأناضول الرسمية أن الاستثمار التركي سيوجَّه إلى بناء معامل تركية في المنطقة الصناعية الجديدة. تجدر الإشارة إلى أن تركيا ليست الدولة الوحيدة التي تقوم بمثل هذه الاستثمارات، فقد سبق أن وظفت ألمانيا 24 مليون يورو في المرحلة الأولى لبناء هذه المنطقة الصناعية التي من المتوقع أن تنتهي في منتصف سنة 2021. المرحلة الثانية المخصصة للبنى التحتية في المنطقة الصناعية ستموَّل بمبلغ الـ10 ملايين دولار الذي قدمته تركيا.

ومن المفترض أن تتضمن المنطقة الصناعية معامل للأغذية والمنسوجات، وستمتد على نحو 1100 دونم، وستبعد نحو 3 كيلومترات عن وسط مدينة جنين، وستؤمن 5000 وظيفة جديدة بصورة دائمة، ونحو 15 ألف وظيفة بصورة غير مباشرة.

 

"هآرتس"، 15/2/2021
السلطة الفلسطينية طلبت من إسرائيل السماح بإدخال ألف لقاح كورونا إلى غزة

طلبت السلطة الفلسطينية من إسرائيل السماح بإدخال ألف لقاح كورونا إلى الطواقم الطبية في غزة من مخزون نحو 10 آلاف لقاح سبوتنيك من المتوقع الحصول عليها كمساعدة من روسيا. لكن في نقاش جرى في لجنة الخارجية والأمن بشأن عملية اللقاحات في السلطة رفض رئيس اللجنة تسفي هاوزر الطلب، بحجة أن اللقاحات ستصل إلى زعماء "حماس" وليس إلى الطواقم الطبية. وحتى الآن لم يُتخذ قرار في هذا الصدد.

في الأيام الأخيرة وقّعت السلطة اتفاقاً مع شركة إسترازينيكا البريطانية لشراء مليونيْ لقاح، من المتوقع وصول 400 ألف لقاح إلى الضفة الغربية في الفترة الواقعة بين آذار/مارس وتموز/يوليو. كما من المتوقع أن تحصل السلطة على نحو 37 ألف جرعة لقاح من شركة فايزر بمساعدة منظمة الصحة العالمية. وحصلت السلطة حتى الآن  من إسرائيل على 2000 لقاح من موديرنا من مجموع 5000 لقاح سيجري نقلها بموافقة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع بني غانتس.

بحسب الأرقام التي قُدمت في لجنة الخارجية والأمن، تعهدت منظمة الصحة العالمية تقديم لقاحات لنحو 20% من سكان الضفة الغربية وغزة. ومن المتوقع وصول نحو 18 ألف جرعة لقاح إلى السلطة في الأسبوعين المقبلين.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 15/2/2021
الناخبون العرب أنقذوا حركة ميرتس في سنة 2019، وهي ستحتاج إليهم هذه المرة أيضاً
أمنون هراري - مراسل سياسي
  • موعد إغلاق تقديم القوائم الانتخابية هو على ما يبدو موعد تعسفي، تحول في الجولات الانتخابية الأخيرة إلى لحظة مصيرية. هذا ما جرى هذه المرة أيضاً، وخصوصاً فيما يتعلق بحزب العمل وحركة ميرتس. انتخاب ميراف ميخائيلي أدى إلى حصول حزب العمل الضعيف على استطلاعات رأي مشجعة منحته 7 وحتى 8 مقاعد، وهذا ما أدى إلى ارتفاع التوقعات في الحزب وانخفاض في مستوى الاستعداد للعودة إلى الاندماج مع ميرتس - الأمر الذي منع اختفاء الحزبين أو أحدهما في سنة 2020، وعدم حدوثه يمكن أن يؤدي إلى تحقق سيناريو الرعب.
  • الاستطلاعات المشجعة لميخائيلي يمكن أن تنقلب، لكن ميرتس والعمل سيضطران إلى خوض الانتخابات بصورة منفصلة، مع قائمتين يعتبرهما الجمهور متشابهتين، ومع قاعدة انتخابية ضيقة، ومضطرة إلى أن تتوزع بصورة معيّنة بين الاثنين لمنع إحداهما من الاختفاء. إذا كانت الغنيمة حصل عليها حزب العمل، بفضل ميخائيلي، يجب على ميرتس أن تجد لنفسها طريقاً أُخرى للبقاء فوق نسبة الحسم. وكل المؤشرات تدل على أن هذه الطريق تمر بالشوارع الرئيسية في كفرقاسم وبلدات المثلث.
  • ليس هناك من خيار لميرتس: مخزون الأصوات اليساري - الليبرالي في وسط إسرائيل ومنطقة شارون فضّل تلقائياً في المعارك الانتخابية الأخيرة التوجه نحو إمكانات "استراتيجية"، مثل حزب يوجد مستقبل، أو نحو حزب أمل جديد لجدعون ساعر، والباقون يفضلون، بحسب الاستطلاعات، الخيار المتجدد، حزب العمل.
  • نظرة خاطفة إلى استطلاعات الرأي تُظهر أن ميرتس تجد صعوبة في تجاوز نسبة الحسم استناداً إلى قاعدتها الكلاسيكية: في استطلاع أجرته محطة كان في الأسبوع الماضي هي لم تجد صعوبة في تجاوز نسبة الحسم فحسب، بل حتى فشلت في عبورها - لذلك يوجّهون في الحزب أنظارهم نحو الجمهور العربي، الذي يشعر بخيبة الأمل جرّاء الانشقاق في القائمة المشتركة، وإذا كان هناك بينهم مَن يفكرون في إمكان التصويت لحزب صهيوني مثل الليكود، يمكن الافتراض أنهم يمكن أن يكتفوا أيضاً بحزب صهيوني مثل ميرتس.
  • الحزب لديه مرشحان عربيان في مواقع حقيقية - غيدا ريناوي - زعبي في المركز الرابع وعيساوي فريج في المركز الخامس، 40% من المراكز الحقيقية - وهم يأملون أيضاً بأن يكون وفقاً لذلك 40% من ناخبيهم عرب.
  • هذه ليست أول مرة تتوجه ميرتس إلى الناخب العربي من أجل إنقاذ نفسها. في انتخابات نيسان/أبريل 2019 التي تُعرف في إسرائيل بـ"الانتخابات الأولى"، بذلت ميرتس في حملتها الانتخابية مجهوداً كبيراً في الوسط العربي بقيادة فريج، الأمر الذي أثمر نتائج غير سيئة. الذروة كانت في يوم الانتخابات نفسه. رئيسة الحزب آنذاك تمار زاندبرغ اتخذت أهم قرار سياسي في حياتها، وبالتأكيد أهم قرار كرئيسة للحزب.
  • تروي زاندبرغ التي تحتل اليوم المركز الثاني في قائمة ميرتس "في أيام الانتخابات أكون موجودة دائماً في صناديق الاقتراع في تل أبيب." [في انتخابات 2019] بدأت نهاري في صناديق كبيرة في وسط المدينة، وشعرت من خلال كل الذين تحدثت معهم بهذا الانجراف الجنوني نحو حزب أزرق أبيض. أشخاص صوتوا لميرتس طوال حياتهم نظروا إليّ بخجل وقالوا إنهم يصوتون دائماً مع ميرتس - لكنهم هذه المرة لن يفعلوا ذلك"، عائلات انقسمت، أزواج اختلفوا فيما بينهم على التصويت. حينها شعرت بالخوف. أنصارنا تدفقوا للتصويت لحزب أزرق أبيض."
  • يتذكر فريج ما جرى فيروي : "كنت في مقر الحزب أشجع الناس على التصويت، فجأة جاءت زاندبرغ وقالت لي: عيساوي الوضع ليس جيداً. سألتها ماذا تقصد، ففي القطاع عندنا كان الوضع ممتازاً." شرحت زاندبرغ لعيساوي أن الوضع في معاقل ميرتس في المدن الكبرى صعب. قال لها: "اسمعي نحن سنحصل على 30 ألف إلى 40 ألف صوت." الأرقام فاجأت زاندبرغ.
  • المزج بين أجواء التخلي عن الحركة في تل أبيب وتفاؤل فريج والتقارير بشأن نسبة منخفضة لمشاركة الناخبين العرب في التصويت، كل ذلك دفعها في تلك اللحظة إلى اتخاذ قرار من النوع الذي يميز عموماً بنيامين نتنياهو: العثور على فرصة لتغيير التوجه والانقضاض عليها بقوة.
  • في ساعات بعد الظهر، في اللحظات الأكثر توتراً في المعركة السياسية، أخذت زاندبرغ فريج وكبار طاقمها وغادروا تل أبيب بسرعة، ونقلت كل نشاطها إلى كفرقاسم، بلدة فريج. تروي زاندبرغ: "وصلنا إلى كفرقاسم، وبدأنا نتجول ونُخرج الناس من منازلهم كي يقترعوا واحداً واحداً. عندما وصلنا إلى مراكز الاقتراع بدأت المراكز أخيراً تمتلىء، وبدأت تظهر طوابير الانتظار، وارتفعت المشاركة في التصويت بنسب جيدة."
  • رهان زاندبرغ نجح: في كفرقاسم وحدها حصلت ميرتس في تلك الانتخابات على 39% من الأصوات - أكثر من أي حزب آخر، وتقريباً ثلاثة أضعاف ما حصلت عليه في الانتخابات السابقة في سنة 2015.
  • في الطيرة صعدت الحركة من 2.8% من الأصوات التي حصلت عليها في سنة 2015 إلى 24% من الأصوات في نيسان/أبريل 2019، وفي الفريديس سجلت ارتفاعاً من 8% إلى 29%، في المجموع حصلت ميرتس على نحو 50 ألف صوت من الجمهور العربي في تلك الانتخابات، وكانت بعيدة فقط بـ16 ألف صوت عن السقوط تحت نسبة الحسم. رهان زاندبرغ نجح، الناخبون العرب أنقذوا ميرتس.
  • هذه المرة أيضاً لدى ميرتس ورقة تجذب الناخب العربي - من جهة هي ليست نتنياهو وليست شريكة له، مثل راعم، ومن جهة أُخرى، بخلاف القائمة المشتركة، هي قادرة في إطار معين على أن تقدم للناخبين العرب خياراً براغماتياً ليس سيئاً. لكن كي تنجح في الوصول إلى الهدف يجب عليها أن تبدأ العمل منذ الآن.
  • إذا لم توجه ميرتس كل ثقلها نحو المجتمع العربي منذ الآن، لن تستطيع توفير البنية التحتية التي ستتيح لها تحقيق الإنجاز الذي حققته في انتخابات 2019. بحسب تقديرات واستطلاعات معمقة، نسبة تأييد الحركة وسط الناخبين العرب هي اليوم 15-20 ألف صوت، أقل بكثير من الـ50 ألف صوت التي حصلت عليها ميرتس سابقاً. هذه المرة هي بحاجة إلى أكثر من 50 ألف ناخب عربي كي تبقى في قيد الحياة.
  • هذا الرهان يمكن أن تدفع ثمنه في أصوات معاقلها في المدن الكبرى، وفي الكيبوتسات، وفي الموشافيم - التي ستحصل على حضور أقل للمرشحين وميزانية إعلانية أقل. القرار الصحيح بالنسبة إلى نيتسان هوروفيتس [زعيم الحركة] يبدو واضحاً.

 

"يديعوت أحرونوت"، 14/2/2021
الحركة الصهيونية تلقّت جرس إنذار من لاهاي
نداف تامير - مدير عام منظمة جي - ستريت في إسرائيل، وعضو في اللجنة الإدارية لمعهد "نتفيم"، ومستشار سياسي سابق للرئيس شمعون بيرس
  • قرار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي الذي منحها صلاحيات النظر في طلبات الالتماس التي تتعلق بالشأن الإسرائيلي - الفلسطيني تثير مجموعة مشاعر وأفكار متناقضة ومؤلمة.
  • من جهة فكرة أن ضباطاً إسرائيليين سيكونون ممنوعين من الخروج من حدود الدولة، أو لا سمح الله سيعتقلون ويسلّمون [للمحكمة]، تجعلني أشعر بالخوف. صحيح أنني من أنصار السلام، لكنني لست معارضاً للحرب بالمطلق. لدي تقدير كبير لقادة الجيش الإسرائيلي في الدفاع عن إسرائيل. وخدمت في مناصب مهمة في الجيش، وأيضاً أولادي خدموا ويخدمون كما تعلّموا في المنزل. لكن على الرغم من وجود شواذات صعبة في هذا التنظيم الكبير، فإنني أؤمن بأن الجيش عموماً هو مصدر ضوء في المجتمع الإسرائيلي.
  • أتخوف جداً من أن أفراداً من الجيش في الماضي وفي الحاضر دفعوا وسيدفعون ثمن الغطرسة والقيم المشوهة وحماقة المستوى السياسي. كوني من خريجي حرب لبنان الأولى [الغزو الإسرائيلي للبنان سنة 1982] تذكرت من خلال مسلسل "لبنان" الذي عرضته محطة "كان" الحماقة المأساوية للدخول والبقاء الطويل الذي لا لزوم له في منطقة الحزام الأمني. وهذا ما شعرت به أيضاً في فصل مسلسل "الأعداء" عن أنور السادات، والذي ذكّرني كم كانت حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973] مأساوية ولا لزوم لها، وكم كان ممكناً منع المعاناة لو مدّ زعماؤنا أيديهم إلى يد الرئيس المصري الممدودة قبل الحرب، وكما فعل في نهاية الأمر مناحيم بيغن.
  • بلدنا مملوءة بقبور زيادة عن اللزوم، وبنفوس مليئة بالندوب اعتقدت من كل قلبها أنها تدافع عن البلد، لكنها أُرسلت إلى مهمات لم تساهم في الدفاع عنها، وفي حالات كثيرة العكس كان هو الصحيح. ليس مفاجئاً أن تصبح أغلبية ضباط الجيش الإسرائيلي والمسؤولين الكبار في الموساد والشاباك بعد التقاعد من مؤيدي السلام، ومع استخدام الأدوات الدبلوماسية. هم يدركون حجم الأذى الذي تسببت به السياسة الحالية، سواء في الدفاع مادياً عن الدولة أم في الدفاع عن قيمنا الأخلاقية.
  • لهذا السبب أتوقع من جهة ثانية أن تشكل التطورات بالنسبة إلينا جرس إنذار ينهي حالة الإنكار السائدة. تصدمني في كل مرة من جديد لامبالاة الجمهور الإسرائيلي إزاء واقع الاحتلال. أيضاً من الناحية الأخلاقية ومن ناحية تداعياته الاستراتيجية على مستقبل الصهيونية.
  • مؤخراً طرأ تفاقم على الوضع على الأرض بسبب الدعم الذي منحته إدارة ترامب، وبسبب محاولة تسجيل وقائع على الأرض قبل أن تنهي إدارة بايدن التعيينات وتبدأ بالعمل بصورة كاملة. فقد طرأ على الأرض صعود مثير للقلق لخطوات تهدف إلى منع تطبيق النظام، مثل عنف المستوطنين إزاء السكان الفلسطينيين بحماية عناصر من الجيش. هذه الحوادث لا تتحدث عنها تقريباً وسائل الإعلام الإسرائيلية ولا تثير اهتمام أغلبية الجمهور.
  • يفرحني أي اعتراف لجهة دولية بالدولة الفلسطينية المستقلةـ وكذلك أي انضمام فلسطيني إلى منظمات دولية على أمل أن يشكل ذلك جزءاً من عملية تؤدي إلى قيام مشروع الدولة الفلسطينية إلى جانب إسرائيل، ويمنع كارثة الدولة الثنائية القومية التي يقودنا اليها الوضع القائم [الستاتيكو].
  • كيف نجمع بين هذين الجانبين المتناقضين - التخوف من أن يؤدي نجاح الادعاء في محكمة الجنايات الدولية إلى خطوات ملموسة ضد ضباط وجنود، في مقابل الجانب الذي يتوقع أن تؤدي تطورات من هذا النوع إلى إيقاظنا، وتدفع الجمهور الإسرائيلي وأيضاً حكومتنا إلى تغيير التوجه قبل فوات الأوان؟
  • كنت أفضّل أن يأتي التذكير بالمشكلات الأخلاقية والاستراتيجية للاحتلال من ساحة أقل إشكالية، لكن نظراً إلى أن هذا هو الوضع القائم، من المهم الدفع قدماً بتعامل أكثر جدية مع قرار محكمة الجنايات الدولية. يجب الامتناع من توجيه الاتهامات الهستيرية بشأن عامل العداء للسامية، والتي سمعناها توجَّه بطريقة تلقائية. كما يجب تجنُّب الدعوة إلى مقاطعة المحكمة التي أُقيمت كدرس من مأساة الشعب اليهودي.
  • يجب علينا أن ندعو الجيش الإسرائيلي إلى التحقيق في أي حادثة شاذة بصورة كاملة وشفافة للتأكد من عدم وقوع فظائع على الأرض تحت حمايته كما يجري مؤخراً أكثر فأكثر. لكن الأهم بالنسبة إلينا العمل على طرح موضوع الاحتلال على النقاش العام، ومحاولة الدفع قدماً لإحداث تغيير دراماتيكي لسياسة المستوى السياسي لدينا، والعمل بصورة فعالة للتوصل إلى تسوية للانفصال عن الفلسطينيين، أيضاً لو بدا هذا ساذجاً. المشروع الصهيوني كان ساذجاً في بداية طريقه، والمطلوب سذاجة صارمة لمنع زعمائنا من الاستمرار في قيادتنا في الاتجاه الحالي الذي يقود مستقبلنا إلى حائط مسدود.