مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن أي اتفاق تبرمه الولايات المتحدة مع إيران ومن شأنه أن يمهد أمامها الطريق نحو امتلاك سلاح نووي لن يلزم إسرائيل.
وأضاف نتنياهو في سياق كلمة ألقاها خلال مراسم إحياء ذكرى ضحايا المحرقة النازية أقيمت في القدس مساء أمس (الأربعاء): "إن أي اتفاق مع إيران يمهد طريقها إلى سلاح نووي يهدد بتدميرنا لن يُلزمنا. يوجد أمر واحد يُلزمنا وهو منع أولئك الذين يسعون لتدميرنا من ارتكاب الشر. في المحرقة النازية لم يكن لدينا قوة للدفاع عن أنفسنا، ولم يكن لدينا حق في السيادة، ولم يكن لدينا حقوق وكنا من دون دولة وحماية، واليوم لدينا دولة، ولدينا قوة، ولدينا الحق الطبيعي والكامل كدولة الشعب اليهودي في الدفاع عن أنفسنا ضد أعدائنا."
وتطرق نتنياهو إلى اتفاقيات السلام مع الدول العربية فقال إنها أدت إلى تغيير كبير في العالم العربي بالنسبة إلى إسرائيل وأيضاً بالنسبة إلى المحرقة، مشيراً إلى فعالية إحياء ذكرى المحرقة التي جرت في دبي أمس معتبراً أنها مؤشر إلى تغيير في العلاقات بين اليهود والعرب خارج إسرائيل وصفه بأنه مبارك، لكنه أكد أيضاً أنه في الوقت عينه الذي يتم التحرك إلى الأمام هناك أمور تعيدنا إلى الخلف في إشارة إلى المباحثات حول الملف النووي الإيراني.
كما تطرق نتنياهو إلى وفاة 900 شخص من الناجين من المحرقة جرّاء الإصابة بفيروس كورونا فقال إنه يشعر بالألم لوفاتهم، وادعى أن الأولوية التي كانت ماثلة أمامه لدى إحضار اللقاحات هي تطعيم كبار السن وفي مقدمهم الناجون من المحرقة.
أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس أن إسرائيل تستعد هذه الأيام لمواجهة تحديات في منطقتيْ الحدود الجنوبية [مع قطاع غزة] والشمالية [مع لبنان وسورية] وتهديدات أُخرى تشكلها إيران بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وجاء تأكيد غانتس هذا في سياق كلمة ألقاها خلال مراسم إحياء الذكرى العاشرة لتفعيل منظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ أقيمت في إحدى القواعد العسكرية الإسرائيلية أمس (الأربعاء)، وقال فيها أيضاً إن إسرائيل هي أقوى الدول في منطقة الشرق الأوسط وستبقى كذلك لأنه ليس لديها أي خيار آخر.
وكان غانتس رفض في وقت سابق أمس التعقيب على تقارير أجنبية نسبت الهجوم على السفينة الإيرانية "سافيز" في عرض البحر الأحمر إلى إسرائيل، واكتفى بالقول إن إسرائيل مستمرة في العمل في كل مكان يلزم العمل فيه.
وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أمس أن إسرائيل بلّغت واشنطن بأنها تقف وراء الهجوم على هذه السفينة الحربية الإيرانية في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن الغربية، وأشارت إلى أن هذه العملية جاءت انتقاماً لاستهداف سفن إسرائيلية في الخليج الفارسي مؤخراً.
وبدورها نفت الولايات المتحدة ضلوعها في ضرب السفينة الإيرانية. وقالت الناطقة بلسان وزارة الدفاع الأميركية إن القوات الأميركية لم تشارك في هذا الهجوم وليس لها أي علاقة به.
أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن دعمه للأردن خلال اتصال هاتفي أجراه بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس (الأربعاء)، وذلك بعد بضعة أيام على أزمة غير مسبوقة اتُّهم فيها ولي العهد الأردني السابق الأمير حمزة بن الحسين وآخرون.
وجاء في بيان صادر عن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن تحادث هاتفياً مع الملك الأردني عبد الله الثاني للتعبير عن الدعم الاميركي القوي للأردن والتشديد على أهمية قيادة عبد الله الثاني بالنسبة إلى الولايات المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط.
وأضاف البيان أن الزعيمين ناقشا معاً العلاقات الثنائية الوطيدة بين الأردن والولايات المتحدة والدور المهم للأردن في الشرق الأوسط والتعاون الثنائي في عدة مجالات سياسية واقتصادية وأمنية.
وأشار البيان إلى أن بايدن كرّر أيضاً خلال المكالمة دعمه لحل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين بهدف وضع حد للنزاع في الشرق الأوسط.
هذا، ووجّه العاهل الأردني أمس رسالة إلى مواطنيه بعد خمسة أيام على أزمة شغلت الأردن، الذي يحيي بعد أيام مئويته الأولى، أكد فيها أن الفتنة وُئدت.
وكانت الحكومة الأردنية اتهمت يوم الأحد الفائت ولي العهد السابق الأمير حمزة بن الحسين (41 عاماً) وأشخاصاً آخرين من الحلقة المحيطة به بالتورط في مخطط لزعزعة أمن الأردن واستقراره، ووُضع في الإقامة الجبرية. لكن العاهل الاردني أكد في رسالته أمس أن الأمير حمزة مع عائلته في قصره وتحت رعاية العرش.
علم موقع "واللا" من مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن سيقوم بزيارة إلى إسرائيل يوم الأحد المقبل.
ورفضت وزارة الدفاع الأميركية وديوان وزارة الدفاع الإسرائيلية التعقيب على هذا النبأ، لكنهما في الوقت عينه لم ينفياه. وفي حال حدوث هذه الزيارة ستكون أول زيارة لمسؤول كبير في إدارة الرئيس جو بايدن إلى إسرائيل منذ دخوله إلى البيت الأبيض.
ومن المتوقع أن يعقد أوستن خلال الزيارة اجتماعات مع كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع بني غانتس، ووزير الخارجية غابي أشكنازي، وستتم فيها مناقشة الملف النووي الإيراني ونشاطات إيران في منطقة الشرق الأوسط والوضع في سورية ولبنان. كما أنه من المتوقع أن يناقش الجانبان قضية التفاهمات الأمنية بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن الحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي النوعي في المنطقة.
وقالت مصادر مسؤولة في القدس إنه في الأسابيع الاخيرة من ولاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توصل البلدان إلى تفاهمات بشأن الموضوع وتريد إسرائيل أن تتأكد من أن إدارة بايدن ملتزمة بهذه التفاهمات.
- أشار تقرير صدر أخيراً عن سلطة الإشراف على تجارة الألماس في وزارة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية إلى أن الربع الأول من سنة 2021 الحالية شهد زيادة في تصدير الألماس الخام من إسرائيل بنسبة 66% مقارنة بالربع الأول من سنة 2020 الفائتة، وفي آذار/مارس الفائت وحده شهد تصدير الألماس الخام زيادة بنسبة نحو 260% مقارنة بآذار/مارس 2020.
- وفيما يخص تصدير الألماس المصقول فقد شهد في الربع الأول من السنة الحالية زيادة بنسبة 11.5% مقارنة بالربع الأول من السنة الفائتة، وفي آذار/مارس الفائت وحده شهد زيادة بنسبة 385%.
- ولعل أكثر ما يلفت النظر في هذه المعطيات أنه خلال الربع الأول من السنة الحالية بلغ دخل تصدير الألماس الخام من إسرائيل إلى الإمارات العربية المتحدة نحو 56 مليون دولار. وهو يشكل 14% من صادرات الألماس الإسرائيلي الخام خلال هذه الفترة. وفي الفترة نفسها تم استيراد ألماس خام من الإمارات بقيمة 38 مليون دولار، وهو ما يشكل 8% من مجمل الألماس الخام الذي تم استيراده في الربع الأول من السنة الحالية.
- وأكدت سلطة الإشراف على تجارة الألماس في وزارة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية أن اتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة ساهم بصورة مباشرة في تعاظم قوة فرع الألماس في إسرائيل.
- وقال أوفير غور مدير مديرية الألماس والأحجار الثمينة أدوات الزينة في وزارة الاقتصاد والصناعة إن معطيات الربع الأول من السنة الحالية تحمل بشرى إنقاذ فرع الألماس في إسرائيل بعد أن واجه أزمة حادة استمرت فترة طويلة.
- هناك صلة وثيقة بين المحادثات التي تجري في فيينا بشأن الموضوع النووي الإيراني والعقوبات الأميركية وبين الهجوم على السفينة الإيرانية "سافيز" في البحر الأحمر، والذي نُسب إلى إسرائيل. الصلة ناجمة عن محاولة الإيرانيين والإسرائيليين التلميح إلى إدارة بايدن في واشنطن بأن الشرق الأوسط، وفي الأساس المواجهة مع إيران، يجب أن يحتلا مكاناً أعلى وأكثر أهمية في سلّم أولويات سياسة واشنطن الخارجية - وإذا لم تُعالج مشكلات إسرائيل وإيران بصورة جذرية، فإن الوضع يمكن أن يصعد إلى حرب.
- هذه هي الصورة العامة، لكن التفصيلات على الأرض في منطقة الخليج الفارسي والبحر الأحمر والبحر المتوسط خطرة ومثيرة للاهتمام. السفينة الإيرانية التي هوجمت في الأمس هي فعلاً قاعدة بحرية عائمة تابعة لسلاح البحر في الحرس الثوري في البحر الأحمر، في مقابل سواحل اليمن وجيبوتي.
- وزارة الخارجية الإيرانية اعترفت اليوم بأن السفينة سافيز تعرضت لهجوم، وادعت أن الهجوم "ألحق بها أضراراً طفيفة فقط. والتحقيق جارٍ لمعرفة مصدر الهجوم وتقدير الأضرار. السفينة تعمل في البحر الأحمر بالتنسيق مع السلطات الدولية وهدفها تقديم الحماية من القراصنة في المنطقة. لقد كانت السفينة عنصر دعم لوجستي بحري لإيران، والسلطات تعرف ذلك."
- بصفتها قاعدة بحرية عائمة كان لسافيز هدفان أساسيان: حماية الملاحة الإيرانية في البحر الأحمر والسماح للقوارب السريعة والكوماندوس البحري في الحرس الثوري بمهاجمة سفن مدنية أو عسكرية بصورة تخدم المصالح الإيرانية. على سبيل المثال، القوارب السريعة الموجودة على السفينة يستخدمها عناصر الحرس الثوري لحماية ناقلات نفط إيرانية أو سفن سلاح إيرانية تبحر في طريقها عبر قناة السويس إلى البحر الأحمر بهدف تهريب السلاح إلى سورية ولبنان. يعلم الإيرانيون بأن إسرائيل والأميركيين موجودون في المنطقة، لذا هم يحمون سفنهم بواسطة قوارب موجودة على سافيز.
- يشكل الهجوم على هذه السفينة تصعيداً في الحرب البحرية - السرية الدائرة بين إسرائيل وإيران في البحر الأحمر والبحر المتوسط، بحسب تقارير أجنبية. ويمكن التقدير أن الهجوم المنسوب إلى إسرائيل على سفينة الحرس الثوري له 3 أهداف:
- الأول، عملية انتقامية للهجوم على سفينة يملكها أودي أنغل، في مياه بحر العرب وهي في طريقها من تنزانيا إلى الهند.
- الثاني، ردع الإيرانيين وإظهار التفوق البحري الإسرائيلي في منطقة البحر الأحمر والبحر المتوسط، وأنه من الأفضل ألّا يحاولوا مهاجمة سفن إسرائيلية، أو يملكها اٍسرائيليون، في المناطق القريبة من شواطئهم، أي في الخليج الفارسي، وفي خليج عُمان وبحر العرب. الردع مطلوب أيضاً كي يوقف الإيرانيون تهريب النفط والسلاح إلى سورية ولبنان.
- الثالث، هو التوضيح للأميركيين أن إسرائيل ستواصل حربها على عمليات التهريب الإيرانية وعلى أنشطتها التخريبية في شتى أنحاء المنطقة - أي في سورية ولبنان والعراق واليمن. على الرغم من أن الأميركيين يبذلون الآن جهوداً كبيرة للتصالح مع إيران.
- هذه هي نقطة التقاطع بين المحادثات النووية الإيرانية في جنيف وبين الحرب البحرية. في إسرائيل يلاحظون أن الأميركيين يريدون إزالة التوترات مع إيران عن جدول الأعمال الأميركي بأي ثمن تقريباً للتفرغ لمعالجة الكورونا وتطوير البنى التحتية في داخل الولايات المتحدة، وللمواجهة مع الصين وروسيا خارج حدود الولايات المتحدة. السلاح النووي الإيراني يزعج الأميركيين لأن إدارة بايدن تعهدت ألّا تسمح بحصول إيران على سلاح نووي، ولأن واشنطن تتخوف من مواصلة إيران تطوير السلاح النووي، ومن إمكان أن تهاجمها إسرائيل - الأمر الذي سيؤدي إلى إشعال حرب في الشرق الأوسط سينجرّ الأميركيون إليها شاؤوا أم أبوا. لذلك الأميركيون مستعدون لتقديم تنازلات كي يعود الإيرانيون إلى الاتفاق النووي الأصلي الذي انسحب منه ترامب.
- نتيجة ذلك، في إسرائيل يشعرون بالقلق. أجهزة الاستخبارات لاحظت أن الإيرانيين لا يسعون للحصول فوراً على سلاح نووي، بل فقط للوصول إلى وضع دولة على حافة النووي، والمحادثات في فيينا التي ستستمر عدة أشهر ستسمح لهم بإحراز تقدم مهم في هذا الاتجاه. تحاول إسرائيل قطع الطريق على هذه العملية، لكنها تواجه صعوبات جمة.
- للحكومة الحالية في إسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو تأثير صفر في واشنطن وفي السياسة الخارجية والدفاعية الأميركية. ربما كلمة "صفر" قوية، لكن تأثير إسرائيل في الموقف الأميركي اليوم ضئيل للغاية، وفي القدس ينظرون بقلق بالغ إلى استعداد الأميركيين لقبول إذلال الإيرانيين لهم، فقط كي يعودوا إلى الاتفاق النووي الأصلي العائد إلى سنة 2015.
- حتى لو لم يكن لإسرائيل أي تأثير فيما يجري في محادثات فيينا النووية وما ستسفر عنه، يتعين على إسرائيل في جميع الأحوال التنسيق مع الأميركيين إزاء المرحلة المقبلة. أي ما العمل إذا لم تنجح الدبلوماسية مع الإيرانيين في وقف البرنامج النووي. في هذا الصدد لم تبدأ القدس حتى في التخطيط مع واشنطن في حال فشلت المساعي الدبلوماسية - وكيف سيؤثر هذا في المنطقة وفي مصالح إسرائيل والولايات المتحدة.
- إحدى وسائل نتنياهو لتذكير الأميركيين بأن إسرائيل يمكن أن تفسد اللعبة هي من خلال "دبلوماسية متحركة سرية"، ومهاجمة عمليات الترهيب الإيرانية هي إحدى هذه الوسائل.
- من المهم أن ندرك أن الإيرانيين حالياً ليسوا في عجلة من أمرهم، لأن الاقتصاد الإيراني نجح في التعافي والإيرانيون يهرّبون ويبيعون الصين وروسيا بصورة سرية نفطاً بكميات أكبر من الماضي. بهذه الطريقة، لم يعد الضغط الاقتصادي للعقوبات الأميركية يهدد بقاء النظام كما كان قبل عام أو عامين. وفي الواقع كل يوم يمر يقرّب الإيرانيين من موقع دولة على حافة النووي.
- بالإضافة إلى ذلك، في حزيران/يونيو ستجري انتخابات عامة في إيران والمحافظون يريدون ضمان انتخاب رئيس من طرف المرشد الأعلى علي خامنئي بدلاً من حسن روحاني المعتدل. لا يثق الإيرانيون بالأميركيين ويريدون إذلالهم كي يثبتوا للرئيس الأميركي بأن كل مواجهة مع إيران ستنتهي بإلحاق ضرر خطِر بصورة الولايات المتحدة.
- لذلك من مصلحة الإيرانيين خوض مواجهة على نار خفيفة في الخليج توضح للأميركيين بأنهم إذا لم يستجيبوا لمطالبهم فإنهم سيلحقون الضرر بمصالح السعودية والإمارات وسائر حلفاء الولايات المتحدة في الخليج.
- في هذه الدوامة، إسرائيل اليوم في أسوأ وضع دبلوماسي في تاريخها. في الأساس بسبب علاقات رئيس الحكومة نتنياهو السيئة مع الإدارة الأميركية. لكن من ناحية عسكرية، لدى سلاح البحر اليوم قدرات لم تكن لديه في الماضي، إذ أصبحت لديه قدرة عملانية مدهشة على بعد آلاف الأميال البحرية عن سواحل إسرائيل لم تكن لديه في الماضي.
- على سبيل المثال، لو يحاول أردوغان اليوم إرسال سفينة "مافي - مرمرة" إلى شواطىء غزة فإن سلاح البحر كان سيوقفها قبل اقترابها من شواطىء إسرائيل. التلميح واضح، لكن هذه الحرب البحرية يمكن أن تتصاعد وهي تنطوي على مخاطر كثيرة. يكفي وقوع حادث واحد يؤدي إلى غرق سفينة إيرانية أو إسرائيلية، كي تتحول المواجهة السرية إلى مواجهة علنية.
- لم تتضح الأحداث في الأردن تماماً حتى كتابة هذه السطور، لكن التقارير الرسمية التي نُشرت في الأردن تُظهر سيناريو مؤامرة لها علاقة بالأمير حمزة بن الحسين. من الصعب التصديق أن الأمير كان ينوي القيام بانقلاب لإطاحة الملك عبد الله من الحكم والحلول مكانه، وإذا فكر في ذلك فعلاً، فإن هذا كان محكوماً عليه بالفشل منذ البداية.
- بالاستناد إلى التقارير، ليس هناك أي شخصية عسكرية بين الموقوفين. علاوة على ذلك، شددت التقارير الرسمية على حقيقة أن المقصود شبكة مدنيين "شكلوا تهديداً لاستقرار الأردن وأمنه." الجيش في دول عربية كثيرة، فكم بالأحرى في الأردن، هو أكثر الأطراف قوة، وهو الكيان الذي يتمتع بثقة كبيرة في الدولة (نحو 90%)، وإمكان القيام بانقلاب بواسطة قادة مدنيين مهما علا شأنهم، ضئيل للغاية ومعدوم.
- لذا من المعقول الافتراض أن الأمير حمزة طالب باستعادة منصبه بواسطة أشخاص مقربين منه، بينهم زعماء عشائر وموظفون رفيعو المستوى. حمزة هو ابن الملك الراحل حسين من زوجته الرابعة الملكة نور. قبل موت الملك، وبضغط من زوجته، عُيّن حمزة ولياً لعهد الملك عبد الله. في سنة 2004 عيّن الملك عبد الله ابنه حسين ولياً للعهد بدلاً من حمزة، ومنذ ذلك الحين يحاول حمزة العودة إلى الأضواء ونيل التأييد الشعبي. كما أن علاقته بعشائر البدو معروفة. لكن دعم العشائر له لا يعني بالضرورة عدم ثقة العشائر بالملك عبد الله. ويمكن تفسير مقاطع الفيديو التي نُشرت في 31 آذار/مارس عشية اعتقاله بأنها تأييد له بمناسبة عيد ميلاده الذي يصادف في ذلك اليوم، وهي لا تدل على نيات تآمرية ضد الملك.
- سواء كان المقصود القيام بانقلاب، أو ربما الضغط على الملك عبد الله لإعادة حمزة إلى منصبه السابق كوليّ للعهد، هناك نظريات تتحدث عن وقوف السعودية وراء هذه الخطوة، أو على الأقل تأييدها. أحد المعتقلين الأساسيين الشريف حسن بن زيد هو شخصية مهمة في علاقات النظام الأردني مع العائلة المالكة في السعودية؛ وهو مقرب جداً من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ويقضي معظم وقته في السعودية، ويحمل جواز سفر سعودياً. أيضاً الشخصية الرفيعة المستوى الثانية باسم عوض الله، الذي كان مقرباً في الماضي من الملك عبد الله وشغل منصب وزير المال في الأردن، يحمل جوازاً سعودياً. هو أيضاً أجرى اتصالات رسمية، وربما شخصية، بوليّ العهد السعودي.
- على خلفية الأزمة في العلاقات بين النظامين الأردني والسعودي في الفترة الأخيرة، في الأساس بسبب مسألة تطبيع العلاقات مع دولة إسرائيل، وحل الدولتين ومسألة الأماكن المقدسة في القدس، يمكن أن نفهم لماذا جرى ربط السعودية بهذه المؤامرة. محمد بن سلمان الذي يُعتبر من أشد المؤيدين لترامب، وحاول الدفع قدماً بصفقة القرن - التي عارضها الأردنيون - اختلف مع الملك عبد الله. الوضع الاقتصادي الصعب للأردن حالياً يحرم السلطة الهاشمية من النوم ويزيد المخاوف من عدم الاستقرار السياسي. من الواضح لماذا أي علاقة، سواء كانت جدية أم غير جدية، تدفع الحكم الهاشمي إلى الدفاع عن نفسه.