مختارات من الصحف العبرية

أكدت وسائل إعلام إيرانية مقربة من الحكومة في طهران مساء أمس (الثلاثاء) أن السفينة الإيرانية "سافيز" تعرضت لهجوم في عرض البحر الأحمر، وأشارت إلى أن السفينة استُهدفت بلغم بحري أُلصق بهيكلها. من ناحية أُخرى ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الليلة الماضية أن إسرائيل بلّغت الإدارة الأميركية بأنها هي التي قامت بشن هجوم على السفينة الإيرانية التي تم استهدافها في البحر الأحمر. 

وأفادت وسائل إعلام عربية في وقت سابق أمس بأن هجوماً صاروخياً غامضاً استهدف سفينة شحن إيرانية في البحر الأحمر قبالة شواطئ أريتريا. لكن قناة التلفزة الإسرائيلية 12 أكدت أن السفينة التي تمت مهاجمتها معروفة لدى أجهزة استخبارات غربية كسفينة يستخدمها الحرس الثوري الإيراني للتجسس والمراقبة الإلكترونية.

وأضافت قناة التلفزة نفسها أنه ظهر ضمن صور التقطتها قبل أشهر طائرات مسيّرة سعودية لمتن سفينة "سافيز" وجود قوارب هجومية سريعة يمكن إنزالها برافعة في قلب البحر وتُستخدم في تنفيذ هجمات ضد سفن. وأشارت إلى أن السعوديين اتهموا الإيرانيين في الماضي بدعم الحوثيين في اليمن بهجمات ضد سفنهم عن طريق سفينة "سافيز". كما أشارت القناة إلى أن السفينة التي يملكها إسرائيلي وتم استهدافها مؤخراً في خليج عُمان هوجمت عن طريق قوة ألصقت بها متفجرات واستخدمت قارباً سريعاً خلال العملية.

ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية عن مسؤولين في أجهزة الاستخبارات قولهم إن "سافيز" هي سفينة إيرانية تُستخدم كقاعدة مراقبة وقيادة وحلقة اتصال بحرية من طرف القوات الإيرانية التي تعمل في البحر وتنشط بصورة أساسية لدعم الحوثيين وتتخفى تحت غطاء سفينة شحن.

تعهد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو العمل بكل ما في وسعه من أجل تأليف حكومة فعالة بغية إخراج إسرائيل من حالة الشلل السياسي.

وأضاف نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته كتلة الليكود في الكنيست أمس (الثلاثاء)، أن تأليف الحكومة لن يكون أمراً سهلاً، لكنه في الوقت عينه اعتبر أنه يمكن تحقيقه. ودعا الأطراف الحزبية إلى وقف المقاطعات التي تقف وراءها حسابات شخصية.

وكان رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين كلف أمس رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بمهمة تأليف الحكومة المقبلة.

وفي سياق كلمة في مقر رؤساء إسرائيل في القدس قال ريفلين إن هذا القرار لم يكن سهلاً بالنسبة إليه من ناحية الأخلاق والقيم، إذ إنه يعي موقف العديد من المواطنين الرافضين إسناد هذه المهمة إلى شخص قُدمت بحقه لوائح اتهام. وأوضح أن القانون وقرار المحكمة العليا يجيزان لرئيس حكومة مواصلة أداء مهماته حتى وإن كان متهماً بجرائم جنائية. وأكد أنه لا يمكنه استبدال السلطة التشريعية أو السلطة القضائية، وشدّد على أن من واجب الكنيست الحسم في هذه القضية الجوهرية والأخلاقية.

وبموجب القانون، فإن المهلة الزمنية التي تُمنح للشخصية البرلمانية المكلفة بهذه المهمة تصل إلى 28 يوماً، ويمتلك رئيس الدولة صلاحية تمديد هذه الفترة بـ 14 يوماً إضافياً لإنجاز المهمة.

وتعقيباً على قرار رئيس الدولة هذا، قررت مجموعة تطلق على نفسها اسم "صيانة الديمقراطية" تقديم طلب التماس إلى المحكمة العليا، ووصفت القرار بأنه غير صائب في هذا الوقت بالذات.

أدى أعضاء الكنيست الجديد الـ 24 قَسم الولاء في مراسم احتفالية أقيمت تحت رعاية رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين بعد ظهر أمس (الثلاثاء).

وفي كلمة له أمام الكنيست حذّر ريفلين من أن المناعة القومية للدولة سوف تتعرض للخطر الحقيقي في حال عدم تمكّن جميع فئات المجتمع الإسرائيلي من بناء نموذج مبني على الشراكة يتيح للكل إمكان العيش معاً باحترام وكفالة متبادليْن.

وناشد رئيس الكنيست ياريف ليفين [الليكود] كافة الأطراف السياسية وقف المقاطعات التي تقف وراءها حسابات شخصية، وأكد ضرورة تأليف حكومة متينة بغية استعادة الاستقرار السياسي في البلد.

وحذر ليفين من أن تؤدي كثرة الجولات الانتخابية إلى فقدان ثقة الجمهور بمؤسسات الدولة والنظام الديمقراطي.

ولم يشارك رئيس راعم [القائمة العربية الموحدة] عضو الكنيست منصور عباس في المراسم بسبب دخوله إلى المستشفى لتلقي العلاج الطبي. وأفيد بأن حالته جيدة.

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن جنوداً إسرائيليين قتلوا فلسطينياً بعد أن حاول دهسهم خلال نشاط أمني في قرية بير نبالا في منطقة رام الله الليلة قبل الماضية.

وأضاف البيان أن الجنود أقاموا حاجزاً عسكرياً في المكان ولاحظوا سيارة تقترب منهم بسرعة بشكل عرض حياتهم للخطر فردوا بإطلاق النار ولم يُصب أي منهم بأذى.

وقالت مصادر فلسطينية إن القتيل هو الشاب أسامة منصور (42 عاماً) من قرية بدو، وأشارت إلى أن زوجته أصيبت أيضاً بجروح خلال الحادثة نفسها.

ونفت زوجة الشاب القتيل في حديث مع وسائل إعلام فلسطينية أن يكون زوجها خطط لتنفيذ اعتداء إرهابي، وأضافت أنهما كانا في طريقهما للقيام بمهمات روتينية.

ذكر بيان صادر عن مكتب المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت أمس (الثلاثاء) أن المستشار قرر إغلاق ملف التحقيق الذي استهدف حزب بلد [التجمع الوطني الديمقراطي] في شبهات تتصل بالإدارة المالية لحملات انتخابية بينما قرر تقديم عضو الكنيست السابقة من بلد حنين الزعبي إلى المحاكمة.

وأضاف البيان أنه ستوجَّه إلى الزعبي تهمة ارتكاب جرائم تزوير وخداع.

وأشار البيان إلى أنه تم استجواب الزعبي مع 35 مشتبهاً آخر لارتكابهم جرائم تزوير واحتيال فيما يتعلق بوثائق وتقارير قدمها حزب بلد إلى مراقب الدولة الإسرائيلية بشأن مصروفات الحزب في جولتيْ الانتخابات العامة والمحلية سنة 2013.

وقال طاقم محامي الدفاع عن حزب بلد إن الموقف القانوني بالنسبة إلى تقديم هذه اللائحة تم عرضه في إطار جلستيْ استماع، وفي إثرهما قرر المستشار القانوني الامتناع من تقديم لائحة اتهام ضد الحزب.

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن قاعدة سلاح الجو "نفاتيم" في النقب [جنوب إسرائيل] تسلمت هذا الأسبوع طائرة استخباراتية عسكرية تسمى "أورون" وتُعتبر الأكثر تطوراً من نوعها في العالم.

وأضاف البيان أنه تم تطوير طائرات "أورون" من طرف إدارة الأبحاث وتطوير الأسلحة والبنية التحتية التكنولوجية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية وسلاح الجو وشعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"] والصناعات البحرية والجوية، بعد استخلاص العبر من حروب وعمليات عسكرية وقعت في الماضي.

وأشار البيان إلى أن الطائرات ستزوَّد ببنية تحتية استخباراتية متعددة المهمات قائمة على أنظمة استخباراتية فائقة التطور، وهو ما يتيح أمام أذرع الجيش المتعددة إمكان الحفاظ على التفوق الاستخباراتي في مواجهة التحديات القائمة في منطقة الشرق الأوسط وتلك التي تواجهها إسرائيل. وأوضح البيان أن طائرات "أورون" تتميز بأداء طيران ممتاز وتكلفة صيانتها منخفضة، كما سيتم تجهيزها برادار وأنظمة استخبارات متطورة من خلال نظام ذكاء اصطناعي تمكنها من توفير معطيات ومعلومات عن قوات العدو في كافة الأحوال الجوية وأوضاع الرؤية المختلفة.

واصل الرئيس التنفيذي السابق لموقع "واللا" الإخباري إيلان يشوعا الشاهد الرئيسي للادعاء العام في قضية الفساد ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو المعروفة باسم "الملف 4000" الإدلاء بشهادته أمام المحكمة المركزية في القدس أمس (الثلاثاء) بعد يوم من بدء مرحلة الاستماع إلى الأدلة.

ومع افتتاح الجلسة قالت مندوبة الادعاء العام للدولة للمحكمة إن يشوعا تلقى في إثر شهادته في اليوم السابق رسائل مزعجة تنطوي على تهديدات.

وكان يشوعا بدأ بالإدلاء بشهادته أمام المحكمة أول أمس (الاثنين)، وهي أول شهادة في محاكمة نتنياهو بهذا الملف. وروى يشوعا بالتفصيل كيف تلقى تعليمات من مديريه وأشخاص مقربين من نتنياهو لتغيير تغطية موقع "واللا"، وهو ثاني أكبر موقع في إسرائيل، نحو تغطية إيجابية لرئيس الحكومة وأسرته وانتقاد منافسيه، وقال إنه يعتقد أن هذه التعليمات كانت جزءاً من اتفاق مقايضة بين نتنياهو وأصحاب الموقع.

يُشار إلى أن لائحة الاتهام في هذا الملف وجهت إلى نتنياهو تهمة تلقي رشوة، وذلك على خلفية قيامه بالدفع قدماً بمصالح رجل الأعمال الإسرائيلي شاؤول ألوفيتش المالك الرئيسي لشركة "بيزك" للاتصالات، في مقابل تغطية أخبار رئيس الحكومة وعائلته بصورة إيجابية في الموقع الإخباري "واللا" الذي يمتلكه ألوفيتش. وتم إغلاق الملف ضد زوجة رئيس الحكومة سارة في هذا الملف، في حين تم توجيه تهمة تلقي الرشوة إلى ألوفيتش وزوجته أيضاً.

ومن المقرر أن تستمر المحاكمة من الساعة 9 صباحاً حتى 3:30 من بعد ظهر كل يوم اثنين وثلاثاء وأربعاء في الأسابيع القليلة المقبلة على الأقل.

وكان نتنياهو مطالَباً بالمثول أمام المحكمة أول أمس في بداية المحاكمة، لكنه حصل على إذن بالمغادرة مبكراً.

وغادر نتنياهو المحكمة بعد وقت قصير من إنهاء المدعية العامة ليئات بن آري إلقاء خطاب دام 20 دقيقة عرضت فيه التهم الجنائية ضده ووصفت الطرق التي أساء فيها رئيس الحكومة استخدام صلاحيات ديوانه.

وشددت بن آري على أن كل شخص متساو أمام القانون، وعلى أن القضية المعروضة على المحكمة مهمة وخطرة في كل ما يتعلق بالفساد الحكومي، وأشارت إلى أن رئيس الحكومة استخدم قوة ديوانه الهائلة لتعزيز رغباته الشخصية.

وفي وقت لاحق أول أمس انتقد نتنياهو المدّعين العامّين بعد اليوم الأول من الشهادات في المحاكمة، واتهمهم بالنفاق والقيام بحملة صيد ساحرات ضده. وقال إن التحقيق والملاحقة يمثلان جهداً من جانب الشرطة والمدّعين العامّين للدوس على الديمقراطية في إسرائيل وتقويض إرادة الناخبين.

ورداً على ذلك قال مسؤولون كبار في وزارة العدل والشرطة إن مزاعم نتنياهو كاذبة واتهموه بالسعي لتخويف المحكمة، وحذروا من أن مزاعمه تعرّض المدّعين العامّين للخطر.

• بنيامين نتنياهو حقق انتصاراً آخر: بعد أسبوعين على الانتخابات حصل على تفويض تأليف الحكومة على الرغم من عدم حصوله على الأغلبية في صناديق الاقتراع. من المحتمل ألّا ينجح في المهمة، وأن تذهب إسرائيل إلى انتخابات خامسة في الخريف، لكن في هذه الأثناء ليس هناك شخص آخر للحلول محله - ونتنياهو لا يذهب إلى أي مكان آخر. سيبقى رئيساً للحكومة، وسيبقى في مقر الرئاسة في بلفور والموكب المحصن والسيطرة على الدولة.
• هناك مسؤول واضح عن إنجاز نتنياهو، إنه جدعون ساعر الذي رفض ترشيح يائير لبيد لتأليف الحكومة، وضمِن بذلك إعطاء نتنياهو التفويض الرئاسي. لقد وعد ساعر بـ"أمل جديد" وتحدث عن تغيير السلطة بصفتها المهمة الوطنية الأكثر أهمية. أمله صمد أسبوعين تحديداً. في لحظة الحقيقة تحطم، وعلى الرغم من أنه لم يتجاوب حتى الآن مع غزل نتنياهو ودعواته إليه بالعودة إلى حضن الليكود، فهو لم يجرؤ على اتخاذ موقف وإعطاء المفاتيح لكتلة اليسار بقيادة لبيد. ساعر لم يقع فجأة في غرام رئيس الحكومة، وهو بالتأكيد لا يحن إلى الإذلال الذي تعرض له من طرفه، لكن اليأس من نتنياهو ليس كافياً بالنسبة إلى سياسي يميني، ناخبوه يمينيون، للوقوف في الجهة نفسها مع القائمة المشتركة.
• لقد حدث الأمر عينه بعد الانتخابات في أيلول/سبتمبر 2019. حزب "فقط لا بيبي" حقق حينها حلمه وحصل على 65 مقعداً، لكنه لم ينجح في ترجمة نتائج التصويت إلى إنجاز سياسي لأن أفيغدور ليبرمان خاف من الانضمام إلى القائمة المشتركة. وعندما أصبح ليبرمان أكثر مرونة في انتخابات آذار/مارس 2020، تقلصت الأغلبية، وهشّم المنشقون وسارقو الأصوات المعسكر وانضموا إلى نتنياهو. من هذه الأحداث يمكن استخلاص بعض الخلاصات:
• لا يوجد شيء اسمه "كتلة التغيير"، أو "كتلة فقط لا بيبي"، أو أي اسم آخر لها. هناك مجموعة أحزاب تتحفظ عن نتنياهو، لكن الأكثر أهمية بالنسبة إليها هو تقديم مبادئها ومبادىء ناخبيها بدلاً من تغيير الحاكم. في الوضع السياسي الإسرائيلي الحالي لا يمكن الجمع بين القائمة المشتركة وبين الأحزاب اليمينية. الاشمئزاز العام من نتنياهو ليس كافياً من أجل رأب الشرخ العميق بين هذه الأطراف السياسية. حتى تقلّص القائمة المشتركة في الانتخابات الأخيرة من 15 مقعداً إلى ستة مقاعد لم يغير النتيجة السياسية: الأعضاء الأربعة لقائمة راعم أوضحوا بصورة مسبقة أنهم لن يرشحوا لبيد لرئاسة الحكومة، لكنهم اصطدموا بالمعارضة المعلنة للتعاون معهم فقط من الصهيونية الدينية. باقي أحزاب اليمين حافظت على الغموض فيما يتعلق بالحركة الإسلامية.
• ليس هناك أي أهمية للحب أو للكراهية بين السياسيين. هما يشكلان موضوع اهتمام للصحافيين والمستشارين والناطقين والمساعدين والمنشورات الحزبية وموظفي لجنة الانتخابات المركزية المسؤولين عن طباعة أوراق الاقتراع. في لحظة الحسم الأيديولوجيا هي التي تحدد وليس المشاعر. ليس هناك أي شك في أن رئيس الدولة رؤوفين ريفلين لا يتحمل نتنياهو ويعارض ما يمثله رئيس الحكومة ويعبّر عنه. على الرغم من ذلك، وفي لحظة الحسم، فإن ريفلين يفضل الامتثال إلى مبادئه والعمل بالاستناد إلى ما نص عليه القانون وإعطاء نتنياهو التفويض بسرعة، بدلاً من الاستقالة احتجاجاً، أو إعلان رفضه وإحداث أزمة قانونية. معاقبة رئيس الحكومة الذي حصل على التكليف من دون صورة في بيت الرئيس، لا تغير شيئاً.
• لا يملك نتنياهو أغلبية وسط الجمهور، لكنه بحاجه إلى أغلبية كي يحكم. تكفيه أقلية موحدة تقف وراءه من أجل البقاء في مقر الرئاسة في بلفور، وفي كل مرة يمرر الوقت كرئيس حكومات انتقالية أو حكومة مثل التي شكلها مع بني غانتس. لقد غادر ساعر الليكود وأقام حزباً واعداً بتغيير هذا الواقع، لكنه فشل. الحفلة انتهت، وكل ما تبقى يدور حول المناورات التي تنتظر نتنياهو إذا فشل في تأليف الحكومة وأُعطيَ التفويض إلى بينت أو لبيد.

• في الأمس (يوم الاثنين) كان يبدو أن الدراما في الأردن انتهت. الملك عبد الله جنّد سراً الأمير حسن الذي ذهب إلى منزل الأمير حمزة، وقام بتسوية الأمور وحلها. في كل الأحوال القصة التي هزت الشرق الأوسط هذا الأسبوع تعلمنا الكثير.
• حتى إيران المعادية للمملكة الأردنية سارعت إلى التعبير عن تأييدها للملك عبد الله واستقرار حكمه. أول المؤيدين كان طبعاً أبو مازن، الذي تربطه علاقات جيدة جداً مع المملكة، وبعده مصر، والكويت، والإمارات المتحدة، والعراق، والمملكة السعودية. فقط إسرائيل غابت عن لائحة الدول المؤيدة للملك عبد الله. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أغلق فمه، ولم يقل كلمة مع أو ضد المملكة التي تقع على مسافة 12 دقيقة طيران من مكتبه في القدس.
• نتنياهو مثل كل المستويات السياسية والعسكرية - الأمنية عندنا الذين يعرفون مصاعب الأردن: نسبة بطالة عالية مقرونة بأحجام مخيفة للموجة الثالثة من الكورونا. وعندما لا يكون هناك لقاحات كافية كان يجب على إسرائيل أن تقلق. وعندما تتوفر فرص عمل يخطفها مئات الآلاف من النازحين السوريين والعراقيين الذين يعيشون الآن في الأردن. هم مستعدون لتقاضي نصف الأجر الذي يطلبه السكان المحليون. الخطوة الأخيرة للملك، خطوة يائسة قادته إلى البحث حالياً عن التعاون مع سورية.
• الأمير حمزة لم يبق ساكتاً في الأيام الأخيرة. في الأمس نشر فيديو جديداً يصر فيه على الخروج والتحدث إلى الجمهور، مع علمه بأن الدراما التي حدثت داخل العائلة المالكة الأردنية قسمت الشارع إلى ثلاثة أجزاء: الأغلبية التي تؤيد استقرار حكم الملك؛ هؤلاء الذين يوجهون انتقادات تشبه انتقادات الأمير حمزة؛ وأولئك الذين يفضلون إجراء محادثات مغلقة في صالون خاص. الكل يتحدث عن احتمال الطلب من الأمير العنيد الصعود إلى الطائرة، وإبعاده إلى الولايات المتحدة.
• لماذا لم تعلّق إسرائيل؟ لو كانت العلاقات بين نتنياهو وعبد الله أفضل لكان صدر رد من وراء الكواليس. لكن عدم وجود حوار يجعل الصمت الإسرائيلي مدوياً. ومجدداً يعود السؤال ما هو الأفضل بالنسبة إلينا: توحيد ضفتيْ الأردن تحت نظام فلسطيني، أو أن يتغلب الملك عبد الله على الأزمة ويحظى بتأييد خفي ويشرف على الحدود الطويلة بين الدولتين. وحده بني غانتس رد على الأحداث في الأردن عندما قال إن ما يجري "شأن داخلي".
• "خط أحمر"، يذكّر وسائل الإعلام الأردنية بقواعد اللعبة: مسموح توجيه النقد إلى أي وزير في الحكومة، وحتى إن الملك عبد الله اعتاد أن يتنكر ويقوم بزيارات مفاجئة إلى أماكن إشكالية، لكن الملك عبد الله هو الخط الأحمر الذي لا يمكن تجاوزه. ممنوع انتقاده، وممنوع محاولة الاقتراح على الملك ما يجب أن يفعله. "سيدنا" هو المقرر الوحيد.
• من السهل التنبؤ بأن الدول العربية الغنية ستتجند لتقديم دعم اقتصادي. ومن المتوقع أن تمد السعودية وحكام الإمارات أياديهم إلى جيوبهم وإخراج حفنات من الدولارات وخطط استثمارية. أيضاً إدارة بايدن عبرت عن تأييدها القاطع "للشريك القديم" ومن المتوقع أن تزيد المساعدة.
• ننتظر لنرى ماذا ستفعل إسرائيل. هذه فرصة لتوسيع العلاقات التي تعتمد اليوم فقط على التعاون الأمني. مكالمة هاتفية واحدة من مقرب إسرائيلي من الجانب الأردني (وهناك عدد كبير منهم) يمكن أن تعيد تدريجياً العلاقات بين مكتب رئيس الحكومة ومكتب الملك، بغض النظر عمَّن سيكون رئيساً للحكومة.