مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو: محاربة إيران مهمة ضخمة وكوخافي يؤكد أن أعمال الجيش في جميع أنحاء الشرق الأوسط ليست مخفية عن أعين أعداء إسرائيل
غانتس: ناقشنا مع أوستن التهديد الذي تشكله إيران وبرنامجها النووي لإسرائيل وخططاً لضمان التفوق العسكري الإسرائيلي في الشرق الأوسط
نتنياهو يمدّد ولاية رئيس جهاز "الشاباك" أربعة أشهر إضافية
الشرطة الإسرائيلية تعتدي على عضو كنيست من القائمة المشتركة خلال مشاركته في تظاهرة احتجاجاً على ترحيل عائلات فلسطينية من حي الشيخ جرّاح
مقالات وتحليلات
هل التصعيد مع إيران نتيجة مصلحة شخصية لنتنياهو؟
إسرائيل تلعب بالنار في البحر الأحمر
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 12/4/2021
نتنياهو: محاربة إيران مهمة ضخمة وكوخافي يؤكد أن أعمال الجيش في جميع أنحاء الشرق الأوسط ليست مخفية عن أعين أعداء إسرائيل

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن محاربة إيران وأذرعها تشكل مهمة ضخمة.

وأضاف نتنياهو في سياق كلمة ألقاها خلال احتفال بمناسبة يوم الاستقلال القريب مع كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية أقيم في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية في القدس أمس (الأحد)، أن الوضع القائم الآن لا يعني أنه سيكون الوضع القائم غداً. وأشار إلى أنه حدثت في إسرائيل خلال السنوات التي مرت منذ يوم استقلالها تغييرات كبيرة أصبحت بفضلها قوة إقليمية وبمفاهيم معينة قوة عالمية أيضاً.

وأعرب عن أمله بأن تستمر إسرائيل ومؤسستها الأمنية في هذه الطريق. 

وجاءت تصريحات نتنياهو هذه وسط تقارير إعلامية أفادت بأن جهاز الموساد الإسرائيلي يقف وراء حادث انقطاع الكهرباء الغامض الذي وقع في منشأة نتانز النووية الإيرانية فجر أمس، وبعد ساعات قليلة من اعتراف طهران على لسان رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي بأن الحادث الغامض الذي شهدته منشأة تخصيب اليورانيوم كان متعمداً وبفعل فاعل، واصفاً إياه بأنه عمل شائن وإرهاب نووي مُدان. 

كما نقلت قناة التلفزة الإسرائيلية "كان" تصريحات لمسؤولين استخباراتيين غربيين قالوا فيها إن إسرائيل تقف وراء ما حدث في منشأة نتانز النووية، وإن الحديث يدور حول هجوم سيبراني إسرائيلي يبدو أن جهاز الموساد الإسرائيلي متورط فيه. كما أشار هؤلاء المسؤولون إلى أن الضرر الذي لحق بالمنشأة الإيرانية نتيجة هذا الحادث أكبر مما أُعلن في طهران.  

في سياق متصل قال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي في سياق كلمة ألقاها خلال مراسم أقيمت في المقبرة الوطنية في جبل هيرتسل في القدس أمس تكريماً للجنود الذين سقطوا خلال حروب إسرائيل على أعتاب يوم الذكرى الذي يحل بعد غد (الأربعاء)، إن أعمال الجيش الإسرائيلي في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط ليست مخفية عن أعين أعداء إسرائيل. وأضاف: "إنهم يراقبوننا ويرون قدراتنا ويفكرون بعناية في خطواتهم التالية".

وجاءت تصريحات كوخافي هذه أيضاً بعد ساعات من ورود تقارير من إيران تفيد بأن منشأتها النووية في نتانز عانت جرّاء مشاكل تتعلق بشبكة توزيع الكهرباء، وبعد أيام من ورود أنباء عن قيام كوماندوز إسرائيليين بتفجير ألغام لاصقة بهيكل سفينة قيادة تابعة للحرس الثوري الإيراني في عرض البحر الأحمر.

يُشار إلى أنه سبق أن تم تحميل إسرائيل المسؤولية عن هجوم شُنّ على مصنع متطور لتجميع أجهزة الطرد المركزي في نتانز في تموز/يوليو الفائت.

وكانت السلطات الإيرانية أطلقت في منشأة نتانز يوم السبت الفائت مجموعات جديدة من أجهزة الطرد المركزي. وفي مراسم عبر الفيديو بثها التلفزيون الحكومي مباشرة دشّن الرئيس الإيراني حسن روحاني رسمياً سلسلة من 164 جهازاً للطرد المركزي من نوع "آي آر-6" كما تم إطلاق اختبارات للتحقق من الاستقرار الميكانيكي للجيل الأخير من أجهزة الطرد المركزي الإيرانية من نوع "آي آر-9". وهذه الأجهزة تسمح بتخصيب اليورانيوم بصورة أسرع بكثير وبكميات أكبر من الجيل الأول من أجهزة الطرد المركزي "آي آر-1"، وهي الوحيدة التي يسمح الاتفاق النووي لإيران باستخدامها في الإنتاج.

وجاء هذا الإعلان في وقت تجري فيه محادثات في العاصمة النمساوية فيينا بين إيران والدول التي لا تزال مشاركة في هذا الاتفاق المبرم سنة 2015، وهي ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا، وذلك بشأن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق.

ويأمل الرئيس الأميركي جو بايدن بالعودة إلى اتفاق 2015 الذي تخلى عنه سلفه دونالد ترامب.

ويعارض رئيس الحكومة نتنياهو هذه المبادرة بشدة، ويرى أن الاتفاق غير كاف لوقف برنامج إيران النووي، ولكبح قيامها بتطوير الصواريخ البالستية وبنشاطات أُخرى في منطقة الشرق الأوسط.

"يديعوت أحرونوت"، 12/4/2021
غانتس: ناقشنا مع أوستن التهديد الذي تشكله إيران وبرنامجها النووي لإسرائيل وخططاً لضمان التفوق العسكري الإسرائيلي في الشرق الأوسط

وصل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمس (الأحد) إلى إسرائيل في زيارة رسمية تستغرق يومين.

واستهل أوستن الزيارة باجتماع عقده مع وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس في مقر وزارة الدفاع [الكرياه] في تل أبيب.

وفي ختام الاجتماع قال غانتس في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، إنه ناقش مع أوستن التهديد الذي تشكله إيران وبرنامجها النووي لإسرائيل، وناقش كذلك خططاً لضمان التفوق العسكري الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف غانتس: "خلال محادثاتنا أكدت للوزير أوستن أن إسرائيل تعتبر الولايات المتحدة شريكاً كاملاً في جميع أنحاء العالم وليس في إيران فقط".

وقال غانتس: "سنعمل عن كثب مع حلفائنا الأميركيين لضمان أن يضمن أي اتفاق جديد مع إيران المصالح الحيوية للعالم، ويمنع حدوث سباق تسلح خطر في منطقتنا، ويحمي دولة إسرائيل وسكانها".

وامتنع أوستن من مناقشة القضية الإيرانية مباشرة في تصريحاته الرسمية واكتفى بالقول إنه ناقش مع غانتس التحديات الأمنية الإقليمية.

كما شدد أوستن على العلاقات الوثيقة القائمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وقال: "أكدت للوزير غانتس أن التزامنا بإسرائيل مستمر وصارم، وتعهدت بضمان التشاور الوثيق لضمان التفوق العسكري النوعي لإسرائيل وتعزيز أمنها. إن العلاقة بين بلدينا مبنية على الثقة وتطورت على مدى عقود من التعاون وأنا أتطلع إلى البناء على تلك الثقة في السنوات المقبلة".

وأوستن هو أول وزير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن يقوم بزيارة رسمية إلى إسرائيل. وهذه أول زيارة رسمية لوزير دفاع أميركي إلى إسرائيل منذ سنة 2017.

 

"يديعوت أحرونوت"، 12/4/2021
نتنياهو يمدّد ولاية رئيس جهاز "الشاباك" أربعة أشهر إضافية

أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في نهاية الأسبوع الفائت تمديد ولاية نداف أرغمان كرئيس لجهاز الأمن العام ["الشاباك"] أربعة أشهر إضافية.

وكان من المفترض أن تنتهي ولاية أرغمان في أيار/مايو المقبل، لكنها ستستمر الآن حتى أيلول/سبتمبر على الأقل.

وجاء إعلان نتنياهو هذا بعد تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" أفاد بأن رئيس الحكومة يعتزم تعيين مستشار الأمن القومي مئير بن شبات رئيساً جديداً لجهاز "الشاباك"، وهي خطوة رفض وزير الدفاع بني غانتس الموافقة عليها.

ورداً على ذلك وصف بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة رفضَ غانتس بأنه خيالي. وأضاف البيان أن غانتس يدرك جيداً أنه من غير الممكن تعيين رئيس جديد لـ"الشاباك" في حكومة انتقالية ويمكن فعل ذلك فقط من خلال حكومة جديدة سيتم تأليفها.

وأكد البيان أن المزاعم ضد نتنياهو تأتي من اعتبارات أنانية.

ودافع البيان عن بن شبات قائلاً إن رئيس مجلس الأمن القومي هو موظف عام استثنائي، ومتفانٍ ويقوم بعمل مقدس من أجل أمن إسرائيل.

من ناحية أُخرى علمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن التكهنات بشأن التعيين المحتمل لبن شبات في هذا المنصب دفعت بعض المسؤولين الكبار في "الشاباك" إلى التحذير من تقديم استقالتهم في حال تمت المصادقة على تعيينه.

"هآرتس"، 11/4/2021
الشرطة الإسرائيلية تعتدي على عضو كنيست من القائمة المشتركة خلال مشاركته في تظاهرة احتجاجاً على ترحيل عائلات فلسطينية من حي الشيخ جرّاح

شجب عدد من أعضاء الكنيست، بمن في ذلك من أحزاب اليمين، قيام أفراد من الشرطة الإسرائيلية بالاعتداء على عضو الكنيست عوفر كسيف من القائمة المشتركة خلال مشاركته في تظاهرة احتجاجاً على ترحيل عائلات فلسطينية من حي الشيخ جرّاح في القدس الشرقية أقيمت في الحي أول أمس (الجمعة).

وأكد رئيس الكنيست ياريف ليفين [الليكود] خطورة المساس بأعضاء الكنيست الذين يتمتعون بحرية الحركة من أجل أداء مهماتهم، وأشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تتجاهل فيها الشرطة حقوق أعضاء الكنيست.

وقال عضو الكنيست جدعون ساعر ["أمل جديد"] إن عنف الشرطة الوحشي ضد كسيف يُعدّ ضربة قاتلة للبرلمان والحصانة البرلمانية.

وأكد عضو الكنيست يائير لبيد رئيس ["يوجد مستقبل"] أن الحادثة صادمة، وحثّ الشرطة على التحقيق فيها.

وطالبت القائمة المشتركة بإقامة لجنة تحقيق لتقصّي وقائع استخدام العنف ضد كسيف.

وأكد كسيف تعرّضه للضرب على يد عناصر شرطة خلال مشاركته في تظاهرة ضد إقامة مستوطنة إسرائيلية في حي الشيخ جرّاح في القدس الشرقية.

وقال كسيف إن عناصر الشرطة بدأوا بضربه وقاموا بكسر نظارته ولم يهتموا بكونه عضو كنيست.

في المقابل قال بيان صادر عن الشرطة أنه وفقاً للتحقيق الأولي فإن كسيف هو الذي اعتدى على أحد عناصر الشرطة ولم تقم الشرطة باعتقاله بعد أن عرفت أنه عضو كنيست.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 12/4/2021
هل التصعيد مع إيران نتيجة مصلحة شخصية لنتنياهو؟
بن كسبيت - محلل سياسي
  • ليس هناك مجلس وزاري مصغر، ولا هيئة أمنية رفيعة المستوى تبحث أو تتخذ قرارات، وليس هناك ثقة بين رئيس الحكومة ووزير الدفاع. الموجود تسريبات، ومباهاة، ونجاحات عملانية (إذا كانت الحادثة في نتانز هي ثمرة عملية إسرائيلية) – لكن هناك أيضاً مخاطرة ورفع درجة المواجهة وخطراً حقيقياً من حدوث تدهور.
  • مصادر سياسية بدأت تشك في أن التصعيد بين إسرائيل وإيران، وإبراز جزء من العمليات التي جرت مؤخراً، والمخاطرة المبالَغ فيها في هذا المجال، ليست وليدة مصلحة إسرائيلية – أمنية، بل مصلحة سياسية – شخصية - جنائية لبنيامين نتنياهو.
  • أمس قال لي مصدر سياسي رفيع المستوى: "كما جنّد نتنياهو الكورونا لتأليف الحكومة السابقة من المحتمل أنه الآن يستخدم التصعيد المدروس في مواجهة إيران كي ينزل بينت وسموتريتش عن الشجرة، وربما أطراف أُخرى، مثل جدعون ساعر أو بني غانتس، ومعه لا يمكنك أن تعرف أبداً."
  • اكتشف بالصدفة وزير رفيع المستوى منذ فترة من الوقت أن المؤسسة الأمنية تستعد للقيام بعملية عسكرية خطرة وبعيدة جداً، ومع احتمال انفجار. لم يحدث نقاش في المجلس الوزاري المصغر لأنه غير موجود. ولم يجر أي نقاش بين أقطاب الحكومة (رئيس الحكومة، ووزير الدفاع، ووزير الخارجية، ووزير الأمن الداخلي وغيرهم)، ولم يكن هناك هيئة قانونية تتخذ القرار. يبدو أنه يجري الاتفاق على الأمور بين نتنياهو وغانتس. هل بيبي يأخذ غانتس إلى جولة قتال؟ إذا كان هذا صحيحاً، هل يدرك غانتس أن بيبي يأخذه إلى جولة؟
  • الوزير المَعني طالب بإجراء جلسة نقاش قبل القيام بالعملية. جرى النقاش، ولم تكن كل الآراء في ذلك النقاش تتطابق مع الإجماع بين نتنياهو وغانتس. مع ذلك نُفّذت العملية. الانتقادات التي وُجهت إلى أسلوب هذا العمل، الذي يذكّر بأسلوب الإدارة المركزية للموضوعات الأمنية الحساسة جداً، لم تهدأ بل على العكس.
  • في القيادتين السياسية والأمنية هناك مَن وجَّه مؤخراً انتقادات كثيرة للسياسة العملانية والأمنية بشأن كل ما له علاقة بالصراع مع إيران. جزء منها ركز على العمليات البحرية الإسرائيلية.
  • "الفائدة من هذه العمليات محدودة جداً"، قال لـ"معاريف" مصدر سياسي رفيع المستوى، وتابع: "خلال أسبوع أو أسبوعين من ارتفاع أسعار النفط يعوض الإيرانيون كل الضرر الذي لحق بهم، نحن نغامر في ساحة لسنا في موقع قوة فيها. خطوط التجارة البحرية هي نقاط ضعف إسرائيل، ولدينا خطوط بحرية تجارية طويلة جداً ومن غير الممكن الدفاع عنها. المخاطرة في هذه الساحة ليست مقبولة مقارنة بالنتائج."
  • بحسب هذه الانتقادات، هناك أطراف في المنظومة تفضل جني أرباح قصيرة المدى ليس فيها فائدة حقيقية للأمن القومي، على حساب المحافظة على سياسة البقاء بعيداً عن الأضواء، والضرورية جداً لمواصلة المعركة بين الحروب.
  • ويحذّر المصدر: "تخيل أن يبدأ الإيرانيون بعمليات تخريب متلاحقة لناقلاتنا وسفننا. إذا حدث هذا فعلاً، فإن شركات التأمين سترفع تعرفة التأمين بصورة كبيرة. وخلال لحظة واحدة سيسبب هذا ضرراً لنا لا يستطيع أحد تعويضه."
  • مصدر أمني آخر قال في الأسبوع الماضي في منتدى مغلق: "ميزة المعركة بين الحروب أنها تدور تحت الرادار، وعلى نار خفيفة، وتجري تقريباً من دون مخاطر؛ إذا خرجت إلى العلن، فإنها لا تعود معركة بين الحروب، وستجبر الإيرانيين على البدء بالرد. وهم بدأوا بذلك، وليس واضحاً على الإطلاق أن هذا يخدم المصلحة الإسرائيلية في المدى المتوسط والبعيد."
  • هذا الكلام لا علاقة له بالعمليات السرية الإسرائيلية ضد المشروع النووي الإيراني المستمرة يومياً. إذا كانت الحادثة التي وقعت في منشأة أجهزة الطرد المركزي في نتانز هي عملية إسرائيلية، فإنها عملية ضرورية. مع ذلك يجب ألّا ننسى أن الإيرانيين قريبون اليوم من الحصول على سلاح نووي أكثر من أي وقت مضى. "من خلال العمليات السرية هذه نستطيع إبطاء تقدمهم، لكن لا نستطيع كبحهم تماماً"، قال المصدر الأمني الرفيع المستوى.
  • أمس، وبطلب من غانتس، أعلن نتنياهو طلب عقد جلسة للمجلس الوزاري الأمني-السياسي. في المقابل توجه جدعون ساعر إلى رئيس الكنيست ياريف ليفين وطلب منه أن يشكل فوراً لجنة للخارجية والأمن فاعلة، وقال: "وجود رقابة برلمانية على الحكومة في مسائل تتعلق بالأمن الوطني هو أمر حيوي ومطلوب، وعلى الكنيست العمل على تشكيلها من دون أي تأخير."
  • في المقابل، سُمعت مطالبات من كل أنحاء المنظومتين الأمنية والسياسية بالطلب من الشاباك فحص كيفية تسريب معلومات إلى وسائل إعلام أميركية قبل القيام بعملية عسكرية حساسة نفذتها إسرائيل. وحتى الآن ليس هناك أي دليل على أن مصدراً إسرائيلياً هو الذي سرّب إلى صحافي أجنبي تفصيلات عملية عسكرية قبل تنفيذها. وقال مصدر سياسي رفيع المستوى لـ"معاريف" "يجب استنفاد فحص ما جرى. هذه المرة مر الأمر بسلام، وفي المرة المقبلة يمكن ألّا يحدث ذلك."

 

"هآرتس"، 11/4/2021
إسرائيل تلعب بالنار في البحر الأحمر
يوسي ميلمان - خبير في الشؤون الاستخباراتية والنووية والإرهاب
  • يدل الهجوم الأخير على سفينة استخباراتية تابعة للحرس الثوري الإيراني في البحر الأحمر، والمنسوب إلى إسرائيل، على أن إسرائيل تلعب بالنار. ناطقون رسميون بلسان إيران تعهدوا أنها سترد. ما جرى سابقاً يدلنا على أنه يمكن تصديقهم. مما لا شك فيه أنهم سيحاولون الانتقام من إسرائيل، حتى لو لم يكن نجاحهم مؤكداً.
  • بخلاف الهجمات الجوية في سورية، حيث تشعر إسرائيل بثقة كبيرة، فإن المواجهة البحرية بين إيران وإسرائيل، والمستمرة منذ عامين ونصف العام، يمكن أن تخرج عن السيطرة وتجرفنا إلى دائرة عنف كفة إسرائيل فيها ليست راجحة. 95% من مجموع التجارة الإسرائيلية يجري في هذه المياه. سلاح البحر هو سلاح صغير نسبياً، ولديه قدرات محدودة على الدفاع عن التجارة البحرية وحمايتها، في الأساس في ساحات بعيدة، مثل المحيط  الهندي والبحر الأحمر البعيدين عن سواحل إسرائيل.
  • بحسب "النيويورك تايمز"، نقلاً عن مصدر إسرائيلي، كان هدف الهجوم الانتقام. إذا كان هذا صحيحاً فإن الذين خططوا وقرروا ارتكبوا خطأً، وهم بذلك خرجوا عن سياسة كانت منتهَجة منذ عشرات السنوات. في المنظومتين الاستخباراتية والأمنية تباهوا دائماً بعمليات اغتيالات سرية وعمليات تخريب دافعها ليس الانتقام، بل الرغبة في إحباط عمليات ومنعها في المستقبل. حتى عندما كان المقصود اغتيال [إرهابيين "أياديهم ملطخة بالدماء"] (وأنا أكره هذا التعبير) كانوا يدّعون دائماً أن سبب اغتيالهم ليس الانتقام لأعمال سابقة.
  • القرارات التي تأمر بعمليات عسكرية وإرسال مقاتلين يخاطرون بحياتهم يجب أن تكون بعيدة عن اعتبارات سياسية خارجية أو غيرها، ويجب ألّا تكون معتمدة على مشاعر وانفعالات.
  • قبل عامين ونصف العام اتخذ المستوى السياسي، وبتوصية من رئيس الأركان آنذاك غابي أشكنازي، قراراً بتوسيع الضغط على إيران. بحسب تقارير أجنبية، جرت العمليات في الجو والبر في سورية، وعلى حدود العراق، وأيضاً في اليمن ولبنان - وفي المجال السيبراني، وتوسعت أيضاً إلى الساحة البحرية. وبالاستناد إلى هذه التقارير، خرّب مقاتلو الكوماندوس البحري، بمساعدة استخبارات دقيقة من وحدة الاستخبارات العسكرية أمان والموساد، عشرات ناقلات النفط الإيرانية التي كانت متوجهه إلى موانىء في سورية. "فيلق القدس" بقيادة الجنرال قاسم سليماني، الذي اغتالته الولايات المتحدة في كانون الثاني/يناير 2020، استخدم ثمن النفط بالليرة السورية لتمويل حزب الله والميليشيات الشيعية في سورية.
  • كل التخريب جرى من خلال عمليات جراحية هدفت إلى إحداث ضرر بهذه الناقلات من دون التسبب بغرقها، أو بسقوط ضحايا في الأرواح، وهدفها إلحاق ضرر كبير بالاقتصاد الإيراني. وفعلاً، ثمة تقدير أن هذه العمليات تسببت بأذى مباشر وغير مباشر لـ"فيلق القدس" يقدّر بمليار دولار. استغلت إسرائيل فرصتين حصلت فيهما على معلومات استخباراتية دقيقة محدثة وخربّت عتاداً عسكرياً كانت تنقله بواخر إيرانية من أجل حزب الله. معظم عمليات التخريب جرى في البحر المتوسط، وقليل منه جرى في البحر الأحمر. هذه العمليات كان لها أهمية نفسية في التأثير في وعي قادة "فيلق القدس" والمسّ بمعنوياتهم.
  • لقد تُوّجت هذه العمليات بنجاح أيضاً لأن الإدارة الأميركية برئاسة الرئيس دونالد ترامب كانت على معرفة بها وشجعتها، لكن في الأساس بسبب المحافظة على السرية. والمعلومات لم تُسرَّب، لا في إسرائيل، ولا في الولايات المتحدة، ولا في إيران التي كزّت على أسنانها وبلعت الأمر حفاظاً على كرامتها.
  • بعد تبدُّل الإدارة في واشنطن، وعلى خلفية اقتراب الانتخابات في إيران، قرروا في طهران عدم ضبط أنفسهم أكثر. وكانت النتيجة وقوع عمليات تخريب من دون ضرر كبير- لسفن يملكها جزئياً رامي أونغار. بعد ذلك بوقت قصير نُشر مقال طويل في "الوول ستريت جورنال" تحدث عن تخريب إسرائيل لعشرات ناقلات النفط الإيرانية.
  • رد الحرس الثوري على ذلك، وهذه المرة ضد سفينة يملكها رجل الأعمال أودي إنجل. وكثرت التقارير عن ذلك في وسائل الإعلام الإسرائيلية. بالنسبة إلى متخذي القرارات في إسرائيل - أي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع بني غانتس، ورئيس الأركان أفيف كوخافي، ورئيس الموساد يوسي كوهين - كان من الواضح منذ اللحظة التي نُشر فيها تقرير الوول ستريت جورنال أن هذه الأحاديث سترفع درجة التوترات مع إيران، بينما من مصلحة إدارة جو بايدن تخفيف اللهب كي يكون في الإمكان التفاوض مع إيران للعودة إلى الاتفاق النووي الأصلي في سنة 2015، ومع رفع العقوبات.
  • لكن يبدو أنهم في إسرائيل لا يفهمون التلميحات، أو يعملون بطريقة أوتوماتيكية. لنتنياهو مصلحة شخصية مقرونة بإيمان مسياني لمواصلة المواجهة مع إيران لإحباط إمكان التوصل إلى تسوية دبلوماسية. لكن لماذا يساعده غانتس وكوخافي في ذلك؟ حتى كوهين رئيس الموساد الذي سيتقاعد خلال أسابيع غيّر نهجه العدائي ويعتقد أن من الأفضل في هذا الوقت تقليص الاحتكاكات بالإدارة الأميركية على أمل أن يؤثر هذا الأمر فيها وتبلور اتفاقاً يكون أفضل من الاتفاق الأصلي.
  • بعد قضية تخريب السفينة الإيرانية التي ترافقت مع خلل خطر هو تسريب معلومات- مما يدل على إهمال كبير كان يمكن أن يؤدي إلى إزهاق أرواح- يبقى فقط أن نأمل بأن يؤدي هذا إلى أن تستنتج إسرائيل أن عليها ألّا تصب الزيت على النار.