مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن طائرات سلاح الجو شنت الليلة الماضية غارات على مواقع تابعة لحركة "حماس" في منطقة خان يونس ومدينة غزة، رداً على إطلاق بالونات حارقة من القطاع، أدت إلى نشوب 3 حرائق في المجلس الإقليمي أشكول عصر أمس (الأحد).
وكان منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في المناطق [المحتلة] اللواء غسان عليان أعلن قبل ذلك تقليص منطقة الصيد في قطاع غزة من 12 إلى 6 أميال بحرية، رداً على استمرار إطلاق البالونات الحارقة من القطاع في اتجاه الأراضي الإسرائيلية المحاذية له.
وجاء إطلاق هذه البالونات الحارقة بعد فترة هدوء دامت 3 أسابيع، وتسببت باندلاع حرائق في 3 مواقع مختلفة في المجلس الإقليمي أشكول في منطقة ما يُعرف بـ"غلاف غزة"، تم العمل على إخمادها من دون أن تؤدي إلى وقوع خسائر مادية كبيرة.
يُشار إلى أنه منذ تأليف الحكومة الإسرائيلية الحالية أُطلِقت بالونات حارقة من قطاع غزة أكثر من مرة وقام الجيش الإسرائيلي بالرد عليها من خلال شنّ غارات جوية على مواقع تابعة لـ"حماس".
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى إن "حماس" وفصائل فلسطينية أُخرى تستخدم إطلاق البالونات من قطاع غزة كوسيلة لتمرير رسائل إلى الحكومة الإسرائيلية، بينها القيام بتقديم تسهيلات إلى سكان القطاع واتخاذ إجراءات إدارية أُخرى، مثل إدخال المنحة القطرية، أو توسيع منطقة الصيد.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت صرّح منذ نحو شهر بأنه يجري العمل على بلورة حل يتيح تقديم مساعدات إنسانية إلى سكان القطاع، لكن من دون حقائب الدولارات. وأضاف أن الحقائب الملأى بالدولارات كانت تركة ورثتها الحكومة ويجب القضاء عليها.
أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد أمس (الأحد) تعيين أمير حايك كأول سفير لإسرائيل لدى الإمارات العربية المتحدة.
وتم هذا التعيين في إطار حصة التعيينات السياسية التي يُسمح لوزير الخارجية القيام بها.
وسيحل حايك محل إيتان نائيه الذي شغل منصب القائم الموقت بأعمال السفير الإسرائيلي في أبو ظبي خلال الأشهر الستة الماضية وعمل على إقامة السفارة في الإمارات.
ويشغل حايك (57 عاماً) حالياً منصب رئيس اتحاد الفنادق في إسرائيل، وكان شغل في الماضي منصبيْ المدير العام لوزارة الصناعة والتجارة والتشغيل والمدير العام لاتحاد أرباب الصناعة.
قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إنه خرج بانطباع إيجابي للغاية من الاجتماع الذي عقده مع رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت مؤخراً.
وجاءت أقوال العاهل الأردني في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الأميركية "سي أن أن" أمس (الأحد)، وأكد فيها أيضاً أنه يثمن عالياً لقاءه بينت. وأضاف أن حل الدولتين هو الأمثل في نظره للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الفلسطينيين يريدون إقامة دولتهم ولا ينوون الاستمرار في التواجد في الأردن.
تجدر الإشارة إلى أن بينت صادق مؤخراً على بيع الأردن المزيد من المياه على مدار العامين الحالي والمقبل، كما أوعز إلى مجلس الأمن القومي بدرس الطلبات الأردنية بهذا الشأن وفقاً للظروف في كل عام.
بدأت شركتا الطيران الإسرائيليتان "إلعال" و"يسرائير" أمس (الأحد) أولى الرحلات السياحية المباشرة إلى مدينة مراكش المغربية.
وقال مسؤولون مغاربة أنه بالإضافة إلى هاتين الشركتين ستبدأ شركة ثالثة هي "أركيع" رحلاتها إلى المغرب يوم 4 آب/أغسطس المقبل.
وأضاف هؤلاء المسؤولون أن هذه الرحلات ستربط مباشرة بين تل أبيب ومراكش والدار البيضاء في خطوة تهدف إلى جذب 38.000 سائح إسرائيلي إلى المغرب مع نهاية العام الحالي، في حين تتولى شركة الخطوط الملكية المغربية جلب 12.000 سائح إسرائيلي مع نهاية سنة 2021. وأشاروا إلى أن المغرب يراهن على الإسرائيليين من أصول مغربية، الذين يقدر عددهم بنحو مليون إسرائيلي، ويطمح إلى جلب 200.000 سائح إسرائيلي بحلول سنة 2022.
وكان المغرب أعاد العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بعد اتفاق ثلاثي مغربي - إسرائيلي - أميركي يوم 10 كانون الأول/ديسمبر الفائت أعادت بموجبه الرباط علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، وذلك في مقابل اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية المتنازَع عليه مع جبهة البوليساريو منذ سنة 1976.
ذكرت معطيات نشرتها وزارة الصحة الإسرائيلية أمس (الأحد) أن 101 مريض بفيروس كورونا يرقدون حالياً في المستشفيات في حالة خطِرة، وأنه تم ربط 19 منهم بأجهزة التنفس الاصطناعي.
وأشارت المعطيات إلى أن هذا الرقم هو أعلى رقم مسجل على صعيد الحالات الخطِرة في إسرائيل منذ الأول من أيار/مايو الفائت، وأكدت أن الإصابات بالفيروس استمرت في الارتفاع خلال الأيام القليلة الفائتة بسبب انتشار متحور "دلتا" الشديد العدوى.
ووفقاً للمعطيات، بلغ عدد حالات الإصابة بالفيروس خلال الساعات الـ24 الماضية 736 حالة، وتقدم للفحص نحو 44.000 شخص، ووصلت نسبة الحاصلين على كشف إيجابي إلى نحو 1.8%.
وارتفع عدد المتوفين الإجمالي بكورونا منذ انتشار الفيروس إلى 6460 وفاة بعد أن توفي أحد المرضى أمس، مع العلم بأنه توفي 29 مريضاً بكورونا في إسرائيل منذ مطلع تموز/يوليو الحالي.
طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت بتقديم توضيحات بشأن برمجية التجسس "بيغاسوس" التي طورتها مجموعة NSO الإسرائيلية.
وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه ماكرون مع بينت في نهاية الأسبوع الفائت وكشفت عنه قناة التلفزة الإسرائيلية 12 مساء أمس (السبت).
وأوضحت قناة التلفزة أن المحادثة الهاتفية جرت بعد أن كشفت منظمة "فوربيدن ستوريز" غير الحكومية ومقرها باريس يوم الثلاثاء الفائت عن احتمال تعرُّض هواتف الرئيس الفرنسي وأعضاء في حكومته للتجسس باستخدام برمجية "بيغاسوس". كما ذكرت صحيفة "لوموند" بدورها أن هاتف ماكرون قد يكون استُهدف بعملية مراقبة محتملة لمصلحة المغرب.
ووفقاً لقناة التلفزة الإسرائيلية، أعرب ماكرون في محادثته مع بينت عن استيائه وطلب التأكد من أن إسرائيل تأخذ الموضوع على محمل الجد. وأضافت أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بعث برسالة إلى ماكرون فحواها أن هذا الحادث وقع حتى قبل توليه منصبه، كما وعد بينت في محادثته مع ماكرون بأن يتم التحقيق في الحادث على أعلى المستويات وتعهّد باستخلاص النتائج المطلوبة قريباً.
وعلمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" من مصادر موثوق بها في باريس بأن المسؤولين الفرنسيين يريدون معرفة ما إذا كانت إسرائيل فتحت تحقيقاً ضد مجموعة NSO الإسرائيلية، وما إذا كانت تنوي تكثيف الرقابة على تصدير البرامج السيبرانية الهجومية. كما علمت بأنه بالإضافة إلى ذلك فإن فرنسا مهتمة بمعرفة ما إذا كانت إسرائيل تعتزم اتخاذ إجراءات ضد الشركة إذا ما تبيّن أنها تجاوزت تصريح التصدير.
- الادعاءات الروسية بشأن إحباط منظومة الدفاع الجوي الروسية في سورية هجوماً إسرائيلياً هناك، والانتقادات الموجهة إلى سلوك إسرائيل في المنطقة، واللتان بُحثتا بين موسكو وواشنطن، فاجأتا المؤسسة الأمنية الإسرائيلية. يبدو أن جزءاً من التقارير في روسيا ليس دقيقاً، لكن مجرد قول هذا الكلام يكشف عدم رضا موسكو بعد فترة طويلة من الهدوء المصطنع بين الطرفين.
- في الأسبوع الماضي تحدثت تقارير عن 3 هجمات إسرائيلية في أجواء سورية في وسط الدولة وجنوبها واستهدفت مناطق قريبة نسبياً من مواقع عسكرية روسية. وتحدثت وسائل إعلام عربية عن مقتل عنصر من الحرس الثوري الإيراني ومن حزب الله في الهجمات. وادّعى جنرال روسي في نهاية الأسبوع أن قواته تساعد السوريين على إحباط هجمات إسرائيلية. وأضاف أن منظومة الدفاع الجوي الروسية نجحت في اعتراض صواريخ أطلقتها طائرات حربية إسرائيلية ليل الخميس الجمعة على هدف في منطقة حمص. وذكرت صحيفة الشرق الأوسط أن روسيا أعربت عن قلقها أمام الولايات المتحدة بشأن ازدياد حجم الهجمات الإسرائيلية، وأن الأميركيين قلقون أيضاً.
- من الصعب توضيح الوقائع الحقيقية هذه المرة. فانسجاماً مع سياسة الغموض التي تتمسك بها إسرائيل فيما يتعلق بأغلبية الهجمات في سورية، لا تتطرق المؤسسة الأمنية مباشرة إلى صدقية الادعاءات الروسية الجديدة. مع ذلك، إسرائيل لا علم لها بوجود حوار روسي – أميركي في هذا الشأن، وأيضاً لا يظهر استياء واشنطن حيال الهجمات الأخيرة. يبدو أن التصريح الروسي الرسمي يهدف إلى كشف أمرين: قلق روسيا من اقتراب الهجمات من مناطق اهتمامها في سورية؛ والتشديد على التزامها مساعدة النظام في دمشق في جهوده الدفاعية.
- وقعت أزمة حادة بين إسرائيل وروسيا في أيلول/سبتمبر 2018 عندما أسقطت الدفاعات الجوية السورية عن طريق الخطأ طائرة إليوشن تحمل على متنها 15 عسكرياً روسياً في أثناء هجوم إسرائيلي على منطقة اللاذقية شمال غرب سورية. يومها حمّلت موسكو القدس المسؤولية عن الحادث وانتقدت لوقت طويل سلوك إسرائيل في سورية. جرت تهدئة الأمور بجهد كبير. التصريحات الروسية الأخيرة تدل على حساسية جديدة للروس في سورية.
- الذي سارع إلى استغلال المناسبة هو رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو. إذ جاء في بيان أصدرته كتلة الليكود أن حكومة بينت - لبيد "حطمت قمة جديدة. وبحسب تقارير إعلامية، روسيا تعمل على تقييد حرية عمل الجيش الإسرائيلي في الأجواء السورية. لقد حافظنا على حرية العمل في سورية بفضل العلاقات الوثيقة بين نتنياهو وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. إذا كانت التقارير صحيحة فإن الحكومة خسرت رصيداً استراتيجياً حيوياً بالنسبة إلى إسرائيل استفادت منه خلال حكومة نتنياهو."
- ليس متوقعاً من نتنياهو إظهار مسؤولية أو قدر قليل من التضامن مع خلفه في مسائل أمنية حساسة. وكان من المتوقع أن يقفز على المناسبة لإحراج مَن جاء بعده. يبدو أنه سيمر وقت قبل أن يتضح إلى أي حد سيقيد عدم الارتياح الروسي عمليات إسرائيل على الأرض في سورية. فإذا توقفت هذه الهجمات من المحتمل أن يكون لذلك علاقة.
حزب الله ليس في الصورة
- حتى الآن لا يعرفون في إسرائيل بدقة مَن يقف وراء إطلاق صاورخيْ كاتيوشا من لبنان على الجليل الغربي الأسبوع الماضي. أحد الصاروخين اعترضته منظومة القبة الحديدية والآخر سقط في البحر. المتهمة المباشرة هي التنظيمات الفلسطينية العاملة في الجنوب اللبناني، لكن المتغير المهم هذه المرة هو عدم وضوح ما إذا كان حزب الله في الصورة. في الماضي درجت إسرائيل على الادعاء أن أي شيء يجري في الجنوب اللبناني موجّه ضد إسرائيل يكون مرتبطاً بموافقة مسبقة من حزب الله.
- لكن إطلاق الصواريخ هذه المرة، وهو الرابع منذ أيار/مايو - حين أُطلقت الصواريخ على إسرائيل ثلاث مرات خلال عملية "حارس الأسوار" في قطاع غزة - لم يحصل على مثل هذه الموافقة من طرف التنظيم الشيعي. من المحتمل أن هذه الحادثة تكشف عن ضخامة الفوضى في لبنان، حيث لم يعد النظام قادراً على الحكم على خلفية الأزمة الاقتصادية التي تزداد تفاقماً.
- في المدى القصير لا يرى الجيش الإسرائيلي أية مؤشرات واضحة تدل على تصعيد محتمل مع إسرائيل. أيضاً لدى حزب الله حالياً سلّم أولويات آخر، وهو يركز على المحافظة على مصالحه والسعي لتأمين الحاجات الأساسية لأنصاره. لكن التخوف من عدم الاستقرار يؤدي أيضاً إلى خطوات غير متوقعة يمكنها أن تلقي الضوء على ما يحدث على الحدود.
- علاوة على ذلك، الاضطرابات الداخلية في لبنان يمكن أن تخدم حزب الله الذي سيحصل على شحنات غذاء ونفط من إيران من أجل السكان الشيعة في لبنان، وسيستغل الفوضى لمواصلة الدفع قدماً بتطوير وسائل القتال لديه من دون التعرض لأية رقابة وكبح. حالياً تعتبر إسرائيل الوضع الداخلي في لبنان مصدراً محتملاً لأزمات في المستقبل، لكن ليس بالضرورة كعامل مباشر لتصعيد أمني.
- تبشر بيانات رسمية من واشنطن بتقليص الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط. هذا التقليص سيشمل أيضاً الدفاعات الجوية المنصوبة في السعودية التي تواجه أيضاً مشكلة الحوثيين في اليمن. هذا الخبر ليس جديداً. فتقليص الوجود العسكري الأميركي كان هدفاً وضعته لنفسها أيضاً إدارة ترامب عندما أرادت تحويل مركز الثقل الاستراتيجي للولايات المتحدة إلى قوة اقتصادية عظمى في مواجهة التحدي الصيني. الرئيس بايدن يدرك سلّم أولويات الولايات المتحدة الذي يركز أولاً على الصين، وبصورة أقل على روسيا والشرق الأوسط.
- هذا هو سبب عدم الاهتمام بالشرق الأوسط الذي تظهره الإدارة الأميركية حالياً، وهذا هو سبب عدم إظهار بايدن حتى الآن حماسة استثنائية لمحاكاة الولاية الأولى لإدارة أوباما والتدخل في مستنقع النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني المعقد. لهذا السبب تراجع محمود عباس، الذي وضع توقعات مبالَغ فيها واعتمد على التقدميين في واشنطن، عن عملية الانتخابات العامة في المناطق بعد أن أدرك أن الإدارة الديمقراطية ليست متحمسة لها.
- في هذه المرحلة ليس واضحاً ما إذا كان سيستمر توجّه عدم التدخل في المسألة الفلسطينيية. من المحتمل جداً أن يحفّز التغيير السياسي في إسرائيل إدارة بايدن على المحاولة مجدداً فيما فشلت فيه أكثر من مرة. لكن على الرغم من أنه من الواضح أن تقليص الوجود الأميركي في الشرق الأوسط كان هدفاً مشتركاً بين إدارتيْ ترامب وبايدن، إلاّ إن هناك فارقاً كبيراً بينهما بشأن كل ما له علاقة بإيجاد ظروف استراتيجية تسمح بالانسحاب الأميركي. بالنسبة إلى ترامب، تقليص الوجود العسكري مرتبط بممارسة ضغط كبير على إيران لدفعها إلى طاولة المفاوضات، بينما هي ضعيفة ومستعدة لقبول اتفاق أفضل بكثير من الاتفاق النووي لسنة 2015. في المقابل عمل ترامب على إيجاد توازن استراتيجي إقليمي جديد يعتمد على ائتلاف بين إسرائيل ودول الخليج اتخذ صورة اتفاقات أبراهام. كل ذلك من خلال وعود بصفقات سلاح متقدم مع الدول المشاركة في الائتلاف لإيجاد ما يمكن تسميته "جدار الحديد" لـ"معسكر العقول" - الدول الغنية البراغماتية التي تكره المخاطرة – ضد "معسكر القلوب" المتمثل في "عناصر المقاومة" العنيفين والباحثين عن الخطر.
- في المقابل القصة مع إدارة بايدن مختلفة. الولايات المتحدة تريد الانسحاب بسرعة من المنطقة والطريق إلى ذلك لا تمر بإخضاع إيران، بل عن طريق اتفاق يسمح بتحويلها إلى قوة إقليمية عظمى، سواء من ناحية إمكان وصولها إلى سلاح نووي، أو من ناحية رفع الحصار الاقتصادي المفروض عليها. مع الاستعداد لقبول اتفاق ضعيف ومفاوضات مع طهران تزعزع الولايات المتحدة المنطق الاستراتيجي في اتفاقات أبراهام و"جدار الحديد" الإسرائيلي - الخليجي ضد إيران. المؤشرات إلى ذلك يمكن رؤيتها بالغزل الدائر بين جزء من دول الخليج وبين طهران، والذي يستند إلى إدراك تغيّر التوجه الأميركي تحت إدارة بايدن.
- هذه ليست أخباراً جيدة بالنسبة إلى إسرائيل. عقد من البناء المستمر لمكانتها الاستراتيجية، جزء منه تحت غطاء من السرية، يواجه تحدياً. يبدو أن إسرائيل تقف أمام مسار معاكس، أو على الاقل أمام تراجُع التوجهات الإيجابية التي شهدتها الأعوام الأخيرة. إذا جرى ذلك فمن المحتمل أن نواجه في المستقبل بوادر تعاظُم استراتيجي إيراني في ظل تآكل عميق للتدخل الأميركي في المنطقة. هذا المسار يخلق ظروفاً ملائمة لنمو "معسكر القلوب" ويضع في مواجهة "معسكر العقول" صعوبات جوهرية في مواجهة الواقع الشرق الأوسطي الذي سيكون أكثر تعقيداً وقابلية للانفجار كما دلت على ذلك حوادث الحرب الأخيرة في قطاع غزة.