مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
دان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم (الاثنين) الهجوم الإيراني على السفينة بالقرب من عُمان يوم الثلاثاء الماضي وتعهد أن يكون هناك "رد جماعي" مع حلفاء الولايات المتحدة ضد طهران. وقال في حديث مع الصحافيين: نحن على "تواصل وثيق مع بريطانيا وإسرائيل ورومانيا ودول أُخرى."
وكرر بلينكن موقف الإدارة الأميركية بشأن اقتناع واشنطن بأن إيران وراء الهجوم وقال: "رأينا سلسلة من العمليات التي قامت بها إيران طوال أشهر كثيرة، بينها عمليات ضد سفن." وأشار إلى أنه ليس واثقاً بكيفية تصرّف الحكومة الجديدة في طهران، مضيفاً أن "النتيجة هي أن إيران تواصل العمل بشكل عديم المسؤولية."
قبل ساعات من تصريحات الوزير الأميركي تطرّق وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس إلى الهجوم فقال: "العدوانية الإيرانية في المنطقة عموماً، وفي الجبهة البحرية خصوصاً، تزداد تفاقماً. الهجوم الأخير على مرسر ستريت هو ضد القانون الدولي والأخلاق الإنسانية." وأشار إلى أن إيران تستخدم طائرات من دون طيار لضرب أهدافها. وتابع "هذا هو السبب الذي من أجله يجب العمل حالياً على مواجهة إيران التي لا تسعى فقط للحصول على سلاح نووي، بل لتسلّح خطر يهدد بالقضاء على الاستقرار في الشرق الأوسط... إنه ليس تهديداً مستقبلياً، بل هو خطر ملموس ومباشر." كما تطرّق غانتس في خطابه في الكنيست إلى تسلّم إبراهيم رئيسي منصب الرئاسة في إيران فقال: "إيران تحت حكم رئيسي ستكون خطرة أكثر مما كانت عليه حتى الآن وأكثر تدميراً للمنطقة مما كانت عليه حتى الآن، وستسعى لأن تتحول إلى تهديد وجودي لإسرائيل، ونحن سنعمل على القضاء على هذا التهديد."
ذكر تقرير نشرته المجلة الفرنسية L’opinon أن فرنسا طلبت من إسرائيل منع شركة NSO من التجسس على أرقام هواتف تبدأ بـ33. وذلك بعد الكشف عن قيام الشركة بالتجسس على هواتف عدد من المسؤولين الفرنسيين الرفيعي المستوى، بينهم رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون. وبحسب الصحيفة، تطالب فرنسا بالحصول على معاملة مشابهة لتلك التي تحصل عليها الولايات المتحدة. وكان مدير شركةNSO شيلو حوليو قال عدة مرات في الماضي إن برنامج التجسس بيغاسوس محظور العمل فيه على هواتف تحمل أرقاماً أميركية. كما يمنع البرنامج من أن يُستخدم للتجسس على أرقام في بريطانيا، وكذلك في الصين وروسيا.
في المقابل لا تزال تتأكد الشكوك في التجسس على هواتف شخصيات فرنسية. ومؤخراً تحدثت صحيفة الغارديان عن تسلل برنامج بيغاسوس التجسسي إلى هواتف صحافيين فرنسيين، بينهم صحافي كبير في قناة فرانس 24 ومدير موقع التحقيقات ميديا بارت.
تجدر الإشارة إلى أن ممثل وزارة الدفاع قام بزيارة إلى مكاتب شركة NSO يوم الخميس الماضي لفحص التقارير والاتهامات المتعلقة بالشركة. وجاءت هذه الزيارة في الوقت عينه الذي كان وزير الدفاع بني غانتس يزور فرنسا ويعقد اجتماعاً مع وزيرة الدفاع فلورانس بارلي.
بعد الاجتماع مع بارلي نُقل عن غانتس أنه بلّغها بزيارة مندوبي وزارة الدفاع إلى مكاتب الشركة، وأن "إسرائيل تدرس الموضوع بكل جدية." وبحسب البيان الصادر عن غانتس، فإن إسرائيل تعطي الأذونات للتصدير السيبراني فقط للدول، وفقط من أجل استخدامه في مواجهة الإرهاب والجريمة.
وقع إطلاق نار هذه الليلة بين قوة من الشرطة ومسلحين فلسطينيين في منطقة جنين خلال عملية اعتقالات في المدينة. وبحسب تقارير فلسطينية، جُرح 6 فلسطينيين على الأقل بنيران الشرطة في المنطقة الصناعية في مدينة جنين إصابة أحدهم خطرة. بينما لم يُصَب أحد من عناصر الشرطة.
وبحسب حرس الحدود، رشق الفلسطينيون الشرطة بعبوات ناسفة وزجاجات حارقة وبالحجارة في أثناء قيامها بعمل روتيني مع قوات من الجيش الإسرائيلي. وبحسب مصدر في حرس الحدود رفض الكشف عن هويته، تكاثرت في الأسابيع الأخيرة حوادث إطلاق النار من طرف الفلسطينيين على القوات الإسرائيلية. وفي رأيه، كل عملية اعتقال بسيطة تتحول إلى أعمال شغب عامة تشمل إطلاق النار.
وذكر شاهد عيان للصحيفة أن القوة الإسرائيلية دخلت إلى حي مجاور للمنطقة الصناعية في المدينة حوالي الساعة الثانية فجراً وحينها بدأت المواجهات. وبحسب التقارير، جُرح نتيجة إطلاق النار مواطن من البلدة إصابته خطِرة بالإضافة إلى خمسة آخرين نُقلوا إلى المستشفى في جنين.
قُتلت طفلة عمرها 9 أشهر وشابة في الـ17 من عمرها و3 نسوة ورجل، كلهم مدنيون "لا علاقة لهم"، بحسب تصنيف إسرائيل، بنيران مدفعية الجيش الإسرائيلي على غزة خلال عملية حارس الأسوار. واكتشفت الصحيفة أن القصف كان خطأ واستهدف مبانٍ عشوائية بالقرب من السياج الحدودي مع إسرائيل. هذه المنازل هي بيوت مزارعين من البدو لم يكونوا قط مستهدفين.
وقعت الحادثة في 13 أيار/مايو قبل وقت قصير من البدء بعملية تدمير أنفاق "حماس" في شمال القطاع ("المترو")، والتي سبقتها مناورة تمويه للجيش وطُلب خلالها من اللواء 162 خلق انطباع لدى "حماس" بأن الجيش ينوي القيام بمناورة برية داخل القطاع كان الجيش الإسرائيلي يأمل من خلالها بدفع عناصر الحركة إلى الدخول إلى الأنفاق التي سيقوم سلاح الجو بتفجيرها. وكجزء من خطة التمويه هذه، بدأت بطاريات مدفعية الكتيبة 55 بإطلاق القذائف على مناطق مفتوحة شمال القطاع، فسقط نحو 500 قذيفة في المنطقة. جزء منها وُجِّه عن طريق الخطأ إلى منازل المنطقة الزراعية المحاذية لبيت لاهيا التي يسكنها مواطنون. على الرغم من القتال والقصف الموجّه إلا إن الجيش لم يطلب من سكان المكان إخلاء منازلهم، ولم يحذرهم من الهجوم المقبل كما هو معهود في جولات القتال في غزة.
وذكر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن الحادث هو موضع تحقيق من طرف قيادة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي.
طُلب من سكان كيبوتس معين باروخ ويشوف كفار يوفال في منطقة الحدود مع لبنان هذه الليلة البقاء في منازلهم بعد الاشتباه بوقوع عملية تسلل في المنطقة. وبعد عمليات بحث وتمشيط في المنطقة أُعلن عدم وجود تسلل وعادت الحياة إلى طبيعتها.
تجدر الإشارة إلى أن صفارات الإنذار انطلقت قبل أسبوعين في عدد من المستوطنات في الجليل الغربي، وقامت القبة الحديدية باعتراض صاروخ انفجر في أرض مفتوحة. ورد الجيش بقصف مدفعي. بالإضافة إلى ذلك زرع الجيش قنابل ضوئية على طول الحدود مع لبنان، خوفاً من حدوث عمليات تسلل.
شهدت قاعة المحكمة العليا مداولات خارجة عن المألوف. إذ تجمّع خارج القاعة العشرات من طواقم وسائل الإعلام، ودبلوماسيون، ونشطاء يساريون، وكذلك حفنة من نشطاء اليمين. عشرات من سكان حي الشيخ جرّاح جاؤوا في الأمس إلى المحكمة العليا في مسعى أخير لمنع إخلاء منازلهم. فحاول القضاة في بداية المداولات، التي انتهت من دون حسم، التوصل إلى تسوية بكل الوسائل.
وأساس التسوية التي اقترحها القضاة بقاء الفلسطينيين في منازلهم كمستأجر محمي من الدرجة أ، أي أن في استطاعة أبنائهم وأحفادهم البقاء في منازلهم مقابل 1500 شيكل يدفعونها سنوياً إلى شركة نحلات شمعون التي تطالب بالإخلاءات. فتحفظ الفلسطينيون والشرطة عن الاقتراح، وطلب القضاة من العائلات تقديم قائمة بأسماء أصحاب الحقوق خلال سبعة أيام كي يتمكنوا من صوغ اتفاق بين الطرفين.
المشكلة ليست في المال، بل في الاعتراف بملكية شركة نحلات شمعون، لذا يرفض الفلسطينيون الاقتراح. ممثلو المستوطنين يطالبون من جهتهم باعتراف واضح من الفلسطينيين بملكيتهم للأرض والتعهد بعدم طرح مطالب أُخرى مستقبلاً.
تُعتبر المداولات في ملف قضية حي الشيخ جرّاح خارجة عن المألوف لأن معظم حجج الفلسطينيين رُفضت لأسباب تقنية: مرور الزمن، إنهاء المداولات، التمسك بتعديلات إدارية وغيرها. في رأي الفلسطينيين، ليس منطقياً أن تملك شركة أجنبية لنشطاء اليمين أحياء سكنية في القدس الشرقية. وكل ملفات الإخلاء تعتمد حتى الآن على أمرين: الأول- تسجيل الأراضي كأراض يهودية، والذي جرى في سنة 1972؛ والثاني- تسوية جرت في المحكمة العليا في الثمانينيات، وافق خلالها الفلسطينيون على ما يبدو على الاعتراف بملكية اليهود للأرض.
في نهاية النضال القضائي في حي الشيخ جرّاح يُطرح السؤال: هل المقصود نزاع عقاري مدني بسيط كما يدّعي المستوطنون، أم أن ما يجري هو جزء من سعي الدولة وأذرعتها الرسمية وغير الرسمية لنهب أراضي الفلسطينيين وتهويد الحي؟ غني عن القول إن الناس في كل أنحاء العالم، باستثناء إسرائيل، يتبنون وجهة النظر الفلسطينية ويرفضون اعتبار ما يجري نزاعاً عقارياً فردياً.
- إيران تغيّر قواعد اللعبة وتضع معادلة جديدة رداً على القصف الإسرائيلي في سورية على أهداف إيرانية وأُخرى تابعة لحزب الله. لقد قررت إيران الرد بهجمات على سفن إسرائيلية أو سفن أجنبية يملكها إسرائيليون في عرض البحر، هذا هو تقدير جهات أمنية رفيعة المستوى في أعقاب الهجوم الذي وقع في نهاية الأسبوع على سفينة "كرسر ستريت" في خليج عُمان، والذي أسفر عن مقتل مدنييْن على متن السفينة، الأول بريطاني والثاني روماني، السفينة يملكها يابانيون، لكن شركة بريطانية خاصة يملكها رجل الأعمال أيال عوفر هي التي تديرها.
- بحسب تقديرات جهات أمنية في إسرائيل، تعرضت السفينة لهجوم بمسيّرتين إيرانيتين انتحاريتين أُسقطتا على السفينة، الواحدة تلو الأخرى، وعلى ما يبدو أُطلقتا من سفينة إيرانية في عرض البحر كانت تتعقب استخباراتياً سفينة "مرسر ستريت".
- المسيّرتان الإيرانيتان كانتا دقيقتين ويمكنهما الوصول إلى مسافة بعيدة تقدَّر بنحو مئات آلاف الكيلومترات، وهما خطرتان جداً وتستخدمهما إيران بصورة دائمة في الهجوم على أهداف في السعودية والعراق.
- هذا هو الهجوم الإيراني الخامس على سفن إسرائيلية، أو يمكن اعتبارها إسرائيلية. التقدير في إسرائيل هو أن الإيرانيين قرروا توسيع الحرب البحرية ضد إسرائيل لأنهم في هذه الجبهة يتفوقون عليها عسكرياً.
- لدى إيران أسطول بحري كبير ومسيّرات وصواريخ دقيقة يمكنها أن تصل إلى مدى بعيد يبلغ مئات آلاف الكيلومترات، وهي موجودة على متن سفن لا تستطيع إسرائيل الوصول إليها، كما أن 90% من التجارة التي تصل إلى إسرائيل تأتي عن طريق البحر، وهو ما يمنح إيران إمكان مهاجمة أهداف كثيرة في عرض البحر.
- لم يحاول الإيرانيون إخفاء مسؤوليتهم عن الهجوم على سفينة "مرسر ستريت". وتحاول إيران بواسطة هذا الهجوم نقل رسالة إلى إسرائيل بأنها لن تقبل القصف الإسرائيلي على أهداف في سورية واستهداف المحور الشيعي الذي تتزعمه، وأن إسرائيل مكشوفة أمام الهجمات على أهداف إسرائيلية في عرض البحر، وهي ليست قادرة على الدفاع عنها.
- تقول مصادر رفيعة المستوى في القدس إن إسرائيل سترد عسكرياً على "هجوم إيران الإجرامي على مدنيين أبرياء"، وأنها ستواصل مهاجمة أهداف في الأراضي السورية لمنع التمركز العسكري الإيراني وتهريب السلاح إلى حزب الله ومشروع الصواريخ الدقيقة.
- والتقدير في إسرائيل أنه من المحتمل أن يكون زعيم حزب الله حسن نصر الله هو الذي طلب من الحرس الثوري الإيراني الرد باسم المحور الشيعي على مقتل اثنين من عناصره في سورية. يشعر نصر الله بأن يديه مكبلتان الآن إزاء الرد على إسرائيل من الأراضي اللبنانية بسبب الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعانيها البلد ومحاولة تأليف حكومة جديدة. كما يتخوف نصر الله من أن يجرّ الهجوم من الأراضي اللبنانية على إسرائيل إلى رد عسكري إسرائيلي عنيف يزعزع السلطة الضعيفة في لبنان ويؤدي إلى انهيارها.
عقوبات على الصواريخ والمسيّرات الإيرانية
- أتى الهجوم الإيراني على سفينة "مرسر ستريت" قبل أيام قليلة من استلام الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي منصبه، وبينما المحادثات النووية في ڤيينا معلقة بعد 6 جولات من المناقشات.
- الهجوم على السفينة يورط إيران، ليس فقط مع إسرائيل، بل أيضاً مع بريطانيا ورومانيا واليابان. إسرائيل بدأت الآن حملة دولية للمطالبة بمعاقبة إيران على أعمالها الإرهابية الدولية. الرسالة الإسرائيلية هي أن على العالم وضع قيود على إيران ومعاقبتها على أعمالها الإرهابية، وعلى إنتاج المسيّرات والصواريخ الباليستية، وعدم الاكتفاء بفرض قيود عليها فقط في الموضوع النووي.
- وبحسب تقرير نشرته "الوول ستريت جورنال" نقلاً عن مصادر أميركية، الولايات المتحدة تفحص مشروعاً لفرض عقوبات على مشروع الصواريخ الدقيقة والمسيّرات الإيرانية، وترى أن هذه القدرات الإيرانية تشكل تهديداً مباشراً للاستقرار في الشرق الأوسط...
- المسيّرات الإيرانية لدى الميليشيات الشيعية غيّرت صورة القتال الجوي في المنطقة- وهي قادرة على التحليق لمسافة مئات آلاف الكيلومترات وإصابة أهدافها بدقة.
- قائد الحرس الثوري الإيراني تباهى الشهر الماضي بأن لدى بلاده مسيّرات قادرة على الطيران لمسافة 7000 كيلومتر والهبوط في أي مكان.
- المسيّرات هي نوع جديد من السلاح في الحروب المعاصرة يمكن أن يهدد أي دولة. معظم أجهزة الرادار الموجودة لا تستطيع كشفها في أثناء تحليقها. وتستخدم الميليشيات الشيعية في جنوب سورية أيضاً سلاح المسيّرات الإيرانية، الأمر الذي يثير مخاوف الأردن. كما تتخوف من هذه المسيّرات الولايات المتحدة وإسرائيل.
- بدأ الاهتمام الأميركي - الإسرائيلي بموضوع المسيّرات بعد الهجوم المنسوب إلى المتمردين الحوثيين بالصواريخ والمسيّرات المفخخة على منشآت النفط "أرامكو" في السعودية في 14 أيلول/سبتمبر 2019، وهذه المسيّرات التي قطعت مسافة آلاف الكيلومترات أصابت الهدف بدقة وتسببت بضرر كبير.
- يوجد بين الولايات المتحدة وإسرائيل تنسيق أمني وثيق في كل ما له علاقة بالمسيّرات الإيرانية.
- اقترحت إسرائيل في اجتماع مجموعة العمل الإسرائيلية الأميركية المشتركة في واشنطن قبل أكثر من شهرين إشراك دول عربية أُخرى في المجموعة تواجه خطر المسيّرات، مثل السعودية والأردن. كما اقترحت المجموعة الإسرائيلية إقامة "منطقة ممنوعة على الطيران" (No Flying Zone) في سماء الشرق الأوسط ضد المسيّرات الإيرانية، وأي مسيّرة تحلّق في هذه المنطقة يجري إسقاطها.
- السياسة الإسرائيلية المتعلقة بسعي إيران للحصول على قدرة نووية عسكرية تتلخص في جملة واحدة تقول كل شيء من دون أن تعني شيئاً. "إسرائيل لن تسمح لإيران بالحصول على قدرة نووية عسكرية". أحياناً نسمع جملة أُخرى مشابهة - "إسرائيل لا تستطيع العيش مع إيران نووية". هاتان الجملتان تلخصان السياسة الإسرائيلية القائمة منذ 30 عاماً وستكونان محور الاجتماع المرتقب بين رئيس الحكومة نفتالي بينت والرئيس الأميركي جو بايدن، والذي سيشهد بحث المفاوضات الدائرة بين الدول العظمى وبين إيران من أجل بلورة اتفاق نووي جديد. لكن ماذا يعني هذا بالضبط؟
- لنبدأ من النهاية. عملياً، إيران اليوم هي دولة شبه نووية. بحسب تعريفات معينة، يمكن اعتبارها دولة على عتبة النووي، لكن إيران لا تملك قدرة نووية عسكرية وهنا يكمن الاختلاف الكبير والارتباك في المفاهيم. عندما تصرّح جهات إسرائيلية بأنها لن تقبل قط سيناريو إيران نووية فهي تعبّر عن مصلحة حقيقية جدية وسياسة واضحة. عندما يعلن بايدن أن "إيران لن تصبح نووية خلال ولايته" فهو يقصد ما يقوله. لكن في الحالتين التصريحات لا تتعارض بالضرورة مع الوضع القائم، لكنها تقر بواقع أن إيران اليوم هي دولة على عتبة النووي، بحسب تعريفات معينة. هذا يعني أن إسرائيل والولايات المتحدة تعرفان كيف تتعايشان مع ذلك. ليس بسلام، لكنهما تتعايشان مع هذا الواقع مع أو من دون اتفاق نووي جديد.
- هناك تصريحات أُخرى مصاغة بطريقة مختلفة. "لا يمكن لإسرائيل الموافقة على المزيج المدمر بين نظام إسلامي راديكالي يهدد بمحو إسرائيل وسلاح نووي"، هذا أحد هذه التصريحات. هناك أيضاً تهديدات عامة، مثل "كل الخيارات مطروحة على الطاولة"، وكلمات سحرية، مثل "الردع". هناك أيضاً نقاشات علنية بشأن "إمكان هجوم إسرائيلي"، و"نافذة الفرص"، أو "إلى متى تستطيع إسرائيل عرقلة تقدم إيران".
- عملياً، منذ بداية التسعينيات السياسة المعلنة والعمليات العسكرية والاستخباراتية السرية ضد إيران ووكلائها في الشرق الأوسط والتحركات الدبلوماسية والعامة، كلها مستقاة من خط استراتيجي أعلى مفاده "إيران لن تصبح نووية". لكن مع وضوح الصيغة هناك لغة غير دقيقة دائماً وأحياناً مضللة، في الأساس عندما يستخدمون مصطلحات مختلفة ومتغيرة - مثل دولة نووية، وقدرة عسكرية نووية، ودولة على عتبة النووي، وأجهزة طرد حديثة، ويورانيوم مخصّب، وبلوتونيوم، وزمن القفزة، وصاروخ مع رأس حربي نووي، وقدرة إطلاق، واتفاق نووي.
- المصطلح الأكثر دلالة على خلفية المحادثات النووية هو دولة على عتبة النووي، والمعروف أيضاً بـ"الدولة النووية النائمة"، أو "دولة دوارة مفك براغي". المصطلح يصف دولة لديها رزمة كاملة – تكنولوجيا وعلم ومكونات ووسائل - تسمح لها ببناء سلاح نووي أو منشأة عسكرية نووية واحدة خلال أسابيع أو بضعة أشهر، لكنها تمتنع من القيام بذلك لاعتبارات متعددة.
- كي تتحول إيران إلى "دولة على عتبة النووي" يجب أن يكون لديها كميات كافية من اليورانيوم المخصّب. ومن أجل صنع قنبلة نووية واحدة تحتاج الدولة إلى 220 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصّب على درجة 20%، وهي بحاجة إلى الوصول إلى قدرة تخصيب تصل إلى 93%. عملياً، دولة على عتبة النووي هي دولة خصّبت يوارنيوم على درجة 93%، لكنها اختارت عدم الذهاب حتى النهاية وإنتاج مواد القنبلة. من ناحية التخطيط للأمن القومي الاستراتيجي، يمكن اعتبارها دولة على عتبة النووي عندما يكون لديها كميات كافية على درجة تخصيب 20% مع قدرة تخصيب إضافية من دون أن تقوم بذلك، في الأساس عندما يكون المقصود تهديداً حقيقياً، أو شبه تهديد أمني.
- المدة الزمنية التي تفصل بين القدرة وبين إنتاج القنبلة، سواء أكانت ستُلقى من طائرة كما في قنبلة هيروشيما وناغازاكي في سنة 1945، أم إذا كانت مركّبة على رأس متفجر لصاروخ باليستي بعيد المدى - هو زمن القفزة Breakout Time)). الاختلاف في تعريف دولة على عتبة النووي هو الاختلاف الاستخباراتي في تقدير زمن القفزة، بالإضافة إلى عدم الدقة الذي ينطوي عليه أي تقدير استخباراتي من هذا النوع.
- ... المشكلة الأساسية في دولة على عتبة النووي ليست المدة الزمنية المطلوبة كي تتجاوز العتبة والقرار للقيام بذلك، بل حقيقة استخدام ذلك كتهديد، إذ تفترض إيران أنها قادرة على العمل بحُرية ولديها قدرة على المناورة - أي الاستمرار في تطوير صواريخ دقيقة، وزعزعة أنظمة، ومنح الحماية للإرهاب، وضرب سفن تجارية، وسائر العمليات المنسوبة إليها في الفترة الأخيرة.
- لا تزال إسرائيل ملتزمة بمبدأ "لن نسمح بإيران نووية"، لكن عملياً، هي تعترف بواقع أن إيران دولة على عتبة النووي بكل معنى الكلمة، وتفترض أن خططاً معينة تخلق ردعاً كافياً. الولايات المتحدة أقرت بواقع أن إيران دولة على عتبة النووي. السؤال الكبير: هل الاتفاق النووي الذي تجري بلورته سيحدّ من قدراتها على التطوير بصورة دراماتيكية كما فعل الاتفاق السابق، أو سيعوض عن التقدم الذي حققته إيران منذ سنة 2019 عندما انتهكت القيود، رداً على انسحاب الولايات المتحدة الأحادي الجانب من الاتفاق في أيار/مايو 2018. في تقدير الاستخبارات في الولايات المتحدة وفي إسرائيل، إيران لا تقوم بتطوير سلاح نووي، لكن مَن سيردعها عندما تخرق الاتفاق؟ في المقابل، إذا لم يوقَّع اتفاق - وهذا سيناريو محتمل - فمَن يردع إيران عن تجاوز العتبة إذا قررت القيام بذلك؟
- التحدي المطروح الآن هو الحاجة إلى العمل مع الولايات المتحدة على بلورة سياسة ردع منسقة تعتمد على خطط واضحة، رداً على السيناريوهين. هذا ما سيحاول رئيس الحكومة نفتالي بينت الاتفاق عليه مع الرئيس بايدن. في هذه المرحلة هذا جوهري أكثر من معركة مقاطعة بوظة بن أند جيري.