مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت إنه سيتوجه في أواسط الأسبوع الحالي إلى الولايات المتحدة لإجراء مباحثات مع الرئيس الأميركي جو بايدن في عدة قضايا بالغة الأهمية على رأسها الملف النووي الإيراني، ووصف بينت توقيت هذه الزيارة بأنه ذو أهمية كبيرة في ضوء القيام بها في فترة ذات بُعد خطر في كل ما يتعلق بإيران.
وأضاف بينت في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد)، أن إيران حققت تقدماً سريعاً في اتجاه إنجاز إنتاج قنبلة نووية خلال فترة الحكومات الإسرائيلية السابقة برئاسة بنيامين نتنياهو.
وقال بينت: "إن إيران تحرز تقدماً سريعاً في موضوع تخصيب اليورانيوم وتمكنت من اختصار المدة المطلوبة لجمع المادة الحيوية لإعداد قنبلة نووية واحدة فضلاً عن أنها تتصرف ببلطجية في كل منطقة الشرق الأوسط"، وأكد أن الحكومة الحالية ورثت عن سابقتها وضعاً معقداً.
وأشار بينت إلى أنه ينوي التأكيد أمام بايدن على ضرورة التصدي للإيرانيين، وقال: "كما سأؤكد عدم صواب إلقاء حبل النجاة إليهم من خلال السماح لهم بالدخول من جديد عبر بوابة المفاوضات المتعلقة باتفاق نووي انتهت صلاحيته وبات أمراً غير وارد."
ومن المتوقع أن يتوجه بينت إلى واشنطن غداً (الثلاثاء) في أول زيارة له كرئيس للحكومة منذ تأليفها، وسيرافقه وفد مصغر بسبب قيود كورونا.
هذا، وأدلى بينت في مستهل جلسة الحكومة أيضاً بعدة تصريحات أُخرى انتقد خلالها عمل الحكومات السابقة برئاسة نتنياهو في أكثر من محور، ولا سيما في محور العلاقات الإسرائيلية- الأردنية. ووصف الأزمة التي اعترت هذه العلاقات بأنها عبثية ولم يكن هناك ما يستدعي حدوثها، وبسببها فقدت إسرائيل نهرايم وتسوفار [منطقتا الباقورة والغمر الواقعتان على حدود غور الأردن الفاصل بين الأراضي الأردنية والإسرائيلية]. وأشار إلى أن العلاقات مع المملكة الأردنية تشهد منحى إيجابياً في الوقت الحالي بعد أعوام من تأزم العلاقات.
وتطرّق بينت إلى آخر التطورات المتعلقة بفيروس كورونا فقال إنه في حال مواصلة الجمهور الإقبال على تلقّي التطعيم بنفس الوتيرة الحالية فسيتمكن الجميع من قضاء أعياد رأس السنة الوشيكة بسلام. وأوضح أن الأشخاص الذين تلقوا جرعتيْ التطعيم هم الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى بسبب شعورهم الوهمي بأنهم محميون كفاية بفضل الجرعتين وهم لا يدركون أن فاعلية الجرعة الثانية تضاءلت في وجه متحور "دلتا"، وأنه لا بد من الهرولة لتلقّي الجرعة الثالثة من اللقاح.
كما عقّب على آخر التطورات في منطقة الحدود مع قطاع غزة، إذ أكد أن الحكومة ستجري حساباً عسيراً مع كل مَن يمس سكان إسرائيل وجنودها بأي أذى.
أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت أن إسرائيل ستحاسب وستعاقب كل مَن يعتدي على سكانها وجنودها.
وجاء تأكيد بينت هذا في سياق تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد)، وذلك تعقيباً على الاعتداء الذي وقع في منطقة الحدود مع غزة أول أمس (السبت) وأسفر عن إصابة جندي في الجيش الإسرائيلي بجروح خطرة.
وأشار بينت إلى أن الجيش الإسرائيلي شنّ الليلة قبل الماضية هجوماً واسعاً في قطاع غزة، وأضاف: "بوسعي طمأنتكم على أن الجيش الإسرائيلي وقيادة المنطقة العسكرية الجنوبية وفرقة غزة جاهزون ومستعدون لأي طارئ ولأي سيناريو."
وكان بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أمس ذكر أن طائرات سلاح الجو قامت الليلة قبل الماضية بشن غارات جوية على قطاع غزة بعد إصابة جندي إسرائيلي برصاص قناص فلسطيني، وبعد يوم من الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومشاركين في تظاهرات أقيمت في منطقة الحدود مع قطاع غزة كانت الفصائل الفلسطينية دعت إليها بمناسبة الذكرى السنوية الـ52 لحريق المسجد الأقصى في القدس وتخللتها أعمال عنف وشغب.
وأضاف البيان أن الغارات استهدفت 4 مواقع تابعة لحركة "حماس" التي تستخدمها في تصنيع السلاح وتخزينه. وأشار إلى أن الطائرات الإسرائيلية تعرضت خلال شنّ الغارات لإطلاق النار من رشاشات وأصابت الرصاصات مبنَيين ومركبات في سديروت. وأكد البيان أن الجيش الإسرائيلي قام بتعزيز قواته المرابطة في منطقة الحدود مع غزة.
وقال بيان صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية في منطقة الحدود مع القطاع أول أمس أسفرت عن إصابة 41 فلسطينياً بجروح بنيران إسرائيلية، بينهم فتى في الثالثة عشرة من عمره حالته حرجة بسبب إصابته في الرأس.
وقال القيادي في حركة "حماس" إسماعيل رضوان إن هدف الفصائل الفلسطينية من وراء هذه التظاهرات هو توجيه رسائل إلى كل المعنيين والوسطاء بشأن ضرورة التدخل العاجل وممارسة الضغط على إسرائيل لرفع الحصار والإسراع في إعادة إعمار القطاع.
أعلنت 7 مستشفيات جماهيرية في إسرائيل أمس (الأحد) أنها قررت القيام بإضراب جزئي ابتداء من اليوم (الاثنين) من خلال التوقف عن استقبال حالات جديدة من مرضى كورونا، وذلك احتجاجاً على سياسة التفرقة التي تنتهجها الحكومة ضدها مقارنة بالمستشفيات الحكومية الأُخرى.
وبادرت إدارات المستشفيات الجماهيرية الـ7 إلى عقد مؤتمر صحافي أمام مبنى وزارة الصحة في القدس أعلنت خلاله البدء بخطوات احتجاجية تشمل هذه المستشفيات، بما في ذلك مستشفيان في مدينة الناصرة، هما مستشفى العائلة المقدسة - النمساوي والمستشفى الإنكليزي.
وبحسب الخطوات الاحتجاجية ستتوقف هذه المستشفيات ابتداء من اليوم عن استقبال مرضى كورونا جدد، وستتحول ابتداء من يوم الأربعاء المقبل إلى العمل بنظام السبت، أي بصورة محدودة جداً.
وقال مدير مستشفى "شعاري تسيدك" في القدس البروفيسور عوفر مارين إن رئيس الحكومة نفتالي بينت ووزير الصحة نيتسان هوروفيتس وعدا بدعم هذه المستشفيات في كل ما يتعلق بمكافحة وباء كورونا، لكنهما لم ينفذا وعودهما. وأضاف "لم تحترم وزارة الصحة ثلاثة اتفاقات أبرمتها معنا الواحد تلو الآخر. إننا نشعر بالقلق حيال عدم قدرتنا على الوفاء بتسديد ثمن المعدات التي نقوم بشرائها، والأسوأ من ذلك أننا لا نعلم ما إذا كنا سنقدر على توفير العلاج."
أكد وزير الخارجية الإسرائيلي ورئيس الحكومة البديل يائير لبيد أن موضوع حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني لن يكون مطروحاً على جدول أعمال الحكومة الإسرائيلية ما دام نفتالي بينت [رئيس حزب "يمينا"] يتولى رئاستها.
وأضاف لبيد في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية "كان" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] مساء أول أمس (الجمعة)، أن هناك احتمالاً لعودة هذا الحل إلى جدول أعمال الحكومة الإسرائيلية بمجرد تولّيه هو رئاسة الحكومة من بينت في غضون عامين، وذلك وفقاً لاتفاق ائتلاف تقاسُم السلطة المُبرم بينهما في وقت سابق من هذه السنة بهدف إطاحة حكومة بنيامين نتنياهو.
وأضاف لبيد أنه لا هو ولا بينت تحدثا مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن هذا الموضوع.
من ناحية أُخرى من المتوقع أن يكون موضوع النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني مطروحاً على جدول الأعمال خلال الزيارة التي سيقوم بها بينت إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع ويلتقي خلالها الرئيس الأميركي جو بايدن.
وأكدت الناطقة بلسان البيت الأبيض جين بساكي أن هذه الزيارة ستوفر فرصة لزعيمي الدولتين لمناقشة الجهود المبذولة لتعزيز السلام والأمن والازدهار للإسرائيليين والفلسطينيين وأهمية العمل من أجل مستقبل أكثر سلاماً وأمناً في منطقة الشرق الأوسط.
- يواصل رئيس الحكومة نفتالي بينت رفع الشعارات الدائمة كحل للمواجهة الجديدة التي تطورت على طول جدار الفصل في غزة. لكن شعارات مثل "نحن مستعدون لكل سيناريو" و"سنرد في الزمان والمكان المناسبين"، لا تستطيع تهدئة سكان غلاف غزة أو عائلة جندي حرس الحدود برال شمولي الذي جُرح بنيران قناص فلسطيني ولا يزال وضعه حرجاً.
- ما يحدث على طول الحدود ليس سيناريو. إنه واقع دائم يفرض قواعد المواجهة بين إسرائيل و"حماس"، وسيظل يهدد أمن إسرائيل ما دام يوصف بأنه "حادث"، أو "سيناريو"، أو "رد".
- قبل 6 أعوام فاجأنا نفتالي بينت عندما قال في مقابلة أجرتها معه القناة الثانية إن "لدينا مصلحة كبيرة في إعادة إعمار مدنية لقطاع غزة... إنني أنظر إلى الواقع كما هو. إذا حان الوقت كي نقرر إطاحة "حماس" فيمكننا أن نفعل ذلك، ومن المحتمل مجيء هذه اللحظة. وما دام الوضع ليس كذلك يجب القيام بمبادرة." قال بينت هذا الكلام منتقداً الطريقة التي أُديرت فيها عملية "الجرف الصامد". اليوم هو رئيس حكومة، ولديه الصلاحيات والقدرة على تحقيق الاقتراح الحكيم الذي قدمه.
- إعادة إعمار غزة هي خطوة حيوية ليس فقط لتحييد الحافز على مهاجمة إسرائيل، بل هي ضرورية لإنقاذ مليوني فلسطيني من حياة الفقر المدقع، ولكي نقدم لهم أفقاً اقتصادياً من دونه لا يبقى لديهم شيء ليخسروه. الموافقة الإسرائيلية التي وُلدت بعد نقاشات مملة وغير ضرورية للسماح بتحويل مال المساعدة من قطر إلى قطاع غزة ليست بديلاً من إعادة إعمار شاملة. تحويل المال هو دواء موقت فقط.
- وزير الدفاع، الذي عارض بشدة تحويل المال إلى القطاع ووضع شروطاً له ولإعادة إعمار غزة تتمثل في استعادة جثماني الجنديين الإسرائيليين وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، لم يتعلم على ما يبدو شيئاً من كل العمليات العسكرية التي كان في جزء منها رئيساً للأركان. يبدو أن غانتس لن يرتاح قبل أن يشعل عملية عسكرية جديدة ستكون مثل التي سبقتها، من دون هدف ولا طائل منها.
- إذا كان بينت لم يغير رأيه في أن إعادة إعمار غزة هي "مصلحة إسرائيلية كبيرة" عليه تخطّي الحاجز الذي يشكله غانتس وتحقيق السيناريو الوحيد الذي سيجلب الهدوء، والذي حتى الآن لم يتبلور. إعادة إعمار غزة بمساعدة دولية وبرعاية مصرية، وفتح المعابر الحدودية أمام البضائع، وزيادة عدد العمال الفلسطينيين في إسرائيل، وحتى بناء مرفأ في غزة، كلها أمور لا تعرّض التطلعات الوطنية لمواطني غزة ولا "حماس" للخطر، لكنها يمكن أن تبني كوابح ناجعة ضد مواجهات عنيفة.
- بعد أن حدد حزب الله وعزز معادلة الردع في مواجهة إسرائيل في موضوع الجنوب اللبناني من خلال إطلاق صلية كبيرة من الصواريخ على منطقة مزارع شبعا قبل أسبوعين، يحاول الآن توسيع معادلة الردع في مواجهة إسرائيل إلى عرض البحر وإقحام نفسه كطرف مهم في الحرب البحرية الدائرة بين إيران وإسرائيل.
- زعيم حزب الله حسن نصر الله حذّر في خطاب ألقاه في 19 آب/أغسطس إسرائيل والولايات المتحدة من ضرب السفينة الإيرانية التي تشق طريقها إلى لبنان محملة بالوقود لمساعدة اللبنانيين على مواجهة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعانون جرّاءها، واعتبر نصر الله السفينة وهي في عرض البحر "أرضاً لبنانية" لردع الولايات المتحدة وإسرائيل عن مهاجمتها.
- ... بعد ساعات على خطاب حسن نصر الله، اتصلت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا برئيس الجمهورية ميشال عون وبلّغته أن الإدارة الأميركية قررت مساعدة لبنان على الحصول على كهرباء من الأردن والمساعدة في نقل الغاز من مصر إلى شمال لبنان عن طريق الأردن وسورية.
- يبدو أن الإدارة الأميركية تريد أن تسبق حزب الله وإيران قبل وصول السفينة الإيرانية المحملة بالوقود إلى الشواطىء اللبنانية وخلق انطباع بأن إيران تساعد اللبنانيين في أوقاتهم الصعبة، والذين يعانون جرّاء نقص حاد في الوقود والمياه والكهرباء.
- تريد إدارة بايدن أن تُظهر للبنانيين أنها هي التي تساعدهم في حل أزمة الطاقة لديهم. وبلّغت السفيرة الأميركية رئيس الجمهورية أن الاتصالات لا تزال مستمرة مع البنك الدولي للتأكد من تمويل تكلفة الغاز المصري وصيانة خطوط الكهرباء وأنابيب الغاز في الأردن وسورية.
- ... استخدام الوقود الإيراني على الرغم من العقوبات المفروضة على إيران هو رسالة إيرانية إلى الولايات المتحدة بأنها لا تخاف من العقوبات وهي قادرة على نقل الوقود إلى سورية ولبنان على الرغم من العقوبات ومن "قانون قيصر" الذي فرضته إدارة ترامب.
- حسن نصر الله مقتنع بأنه وضع إسرائيل أمام معضلة، هل تهاجم السفينة الإيرانية المحملة بالنفط إلى لبنان والمخاطرة بمواجهة عسكرية مع حزب الله وتعكير الهدوء. وفي تقديره أن إسرائيل ستنسق موقفها مع إدارة بايدن.
- تقول مصادر أمنية في إسرائيل إن إعلان حسن نصر الله أن السفينة الإيرانية التي تشق طريقها إلى لبنان هي "أرض لبنانية" يهدف إلى أن يكون لديه شرعية الرد عسكرياً إذا هوجمت السفينة في عرض البحر أو خلال رسوّها في المرافىء السورية أو اللبنانية. من خلال هذا الإعلان يحاول نصر الله ممارسة ضغط بسيكولوجي على إسرائيل لكي تفكر جيداً قبل أي هجوم على أي سفينة إيرانية محملة بالوقود ومتجهة إلى الشواطىء اللبنانية، وهل من المفيد بالنسبة إليها المخاطرة بمواجهة عسكرية مع حزب الله.
- في جميع الأحوال إسرائيل ليست مضطرة إلى مهاجمة حاملات الوقود الإيرانية المتوجهة إلى لبنان، هناك ما يكفي من الأهداف في أماكن كثيرة في عرض البحر وعلى اليابسة. تحاول إسرائيل حالياً التخفيف قليلاً من الحرب البحرية مع إيران بطلب من إدارة بايدن، ولم ترد حتى الآن على الهجوم على سفينة "مرسر ستريت" بواسطة مسيّرات انتحارية تابعة للحرس الثوري الإيراني.
- يبدو أن إسرائيل ستحتوي الهجمات الإيرانية على سفنها حتى اجتماع رئيس الحكومة نفتالي بينت بالرئيس بايدن يوم الخميس المقبل، ما سيجري لاحقاً في الحرب البحرية مع إيران مرتبط بنتائج الاجتماع والاتفاقات التي جرى التوصل إليها.
- لا تتخوف إسرائيل من أنها إذا هاجمت السفينة الإيرانية وهي في طريقها إلى لبنان ستواجه معضلة، وأن هجومها سيعطي ذريعة لحزب الله للتدخل والمشاركة مباشرة في الحرب البحرية بينها وبين إيران.
- من أجل فهم الـ40 عاماً الأخيرة من الكفاح الإسلامي في أفغانستان حتى خروج الأميركيين من هناك على جناح السرعة، يجب التمعن في إرث عبد الله يوسف عزام المولود في قرية صغيرة بالقرب من جنين. بعد حرب الأيام الستة [حرب حزيران/يونيو 1976] انتقل إلى الأردن وانضم إلى حركة الإخوان المسلمين، وشارك في القتال ضد إسرائيل إلى جانب التنظيمات الفلسطينية في غور الأردن. وبعد دراسته في جامعة الأزهر في مصر عاش فترة قصيرة في السعودية، ومن هناك انتقل إلى إسلام أباد، حيث أقام صلة بزعماء المتمردين "المجاهدين" في أفغانستان.
- وكقائد ملهم قاد عشرات آلاف المتدربين المسلمين الذين تطوعوا من أجل القتال من كل أنحاء العالم الإسلامي، بينهم تلميذه المقرب أسامة بن لادن، فهو يلخص رؤيته ببساطة: "نقاتل وننتصر على أعدائنا ونقيم دولة إسلامية على قطعة من الأرض مثل أفغانستان... الجهاد يتمدد والإسلام يقاتل في أماكن أُخرى، وهو سيقاتل اليهود في فلسطين ويقيم دولة إسلامية في فلسطين وفي أماكن أُخرى. بعدها ستتوحد هذه الدول في دولة إسلامية واحدة."
- في رؤيته التي أثرت كثيراً في "حماس"، اعتبر عزام النضال في أفغانستان نقطة أولى في حركة الكفاح الإسلامي حتى تحرير أرض فلسطين. انتصار قوات طالبان في أفغانستان هو من هذه الزاوية مصدر إلهام لتعاظُم الكفاح .
- من هنا يبدأ توضيح أهمية الانتصار الطالباني في أفغانستان وتداعياته على دولة إسرائيل. هذا التوضيح يجب القيام به أيضاً حيال الإدارة الأميركية وتوجهاتها في الشرق الأوسط. هذه التوجهات استندت منذ بدايتها إلى الهيمنة القوية للولايات المتحدة، والتي تشكلت وتعززت مع انهيار الاتحاد السوفياتي. هذا ما اعتمد عليه رئيس الحكومة يتسحاق رابين عندما خاطر بدخوله في عملية أوسلو.
- في الأعوام التي دخلت فيها إسرائيل في عملية أوسلو كان العالم يبدو على مشارف نظام عالمي مستقر. كان العرب في تلك الفترة في أزمة، وفي حالة من الضعف اشتد بعد الانتصار الأميركي في العراق خلال حرب الخليج الأولى في شتاء 1991. وكان التفوق الأميركي حاضراً منذ ذلك الوقت، ليس فقط في المجال التكنولوجي، بل أيضاً في القدرة على إدارة جيش الائتلاف الذي ضم قوات عربية مصرية وسعودية وسورية. ياسر عرفات والملك حسين اللذان أيدا الرئيس العراقي صدام حسين واجها أزمة حادة بعد هزيمة الجيش العراقي في الحرب. هذه كانت ظروف الوعي التي أدت إلى عملية أوسلو.
- منذ ذلك الوقت كل شيء تغير. قوة الولايات المتحدة كدولة عظمى ضعفت، وعادت روسيا إلى أداء دور فاعل ومؤثر. حروب صغيرة ومتواصلة نشبت في شتى أنحاء العالم، وهي من خلال منطق جديد تزعزع النظام العالمي. لقد تعلمت قوى الإسلام الراديكالي من أفغانستان وحتى من اليمن وسورية وليبيا كيف تستطيع على الرغم من دونيتها، وبالتحديد بسبب هذا الضعف، أن يكون لديها القدرة على القتال وعلى عرقلة اتجاهات الاستقرار التي يحتاج إليها الغرب. إيران، تحديداً الثورية، بتدخلها الإقليمي يمكن أن تستفيد من الفرصة الجديدة. العالم الذي أدى إلى ولادة اتفاقات أوسلو ببساطة لم يعد موجوداً، ومن المهم أن يوضح بينت ذلك خلال زيارته إلى واشنطن.