مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
غانتس: إسرائيل يمكنها التعايش مع اتفاق نووي جديد مع إيران
أحد الأسرى الفلسطينيين الذين فروا من سجن جلبوع: التخطيط لعملية الهروب استغرق 9 أشهر ولم نتلق أي مساعدة من أحد
ليبرمان: من المستحيل التوصل إلى اتفاق مع رئيس السلطة الفلسطينية
مقالات وتحليلات
بينت: العملية السياسية مع الفلسطينيين باتت غير ذي صلة على الإطلاق
أسباب التصعيد مع جبهتيْ قطاع غزة والضفة الغربية ليست هي المهمة بل ما ستفعله إسرائيل في نهاية المطاف
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 17/9/2021
غانتس: إسرائيل يمكنها التعايش مع اتفاق نووي جديد مع إيران

قال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس إن الحكومة الإسرائيلية ستكون مستعدة لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران، وأشار إلى أنه لا يعارض التوجه الأميركي الحالي للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، مؤكداً أن إسرائيل يمكنها التعايش مع اتفاق نووي جديد. 

وأضاف غانتس في سياق مقابلة أجرتها معه مجلة "فورين بوليسي" الأميركية ونشرتها في عددها الصادر أمس (الخميس)، أن إسرائيل تريد أن ترى خطة طوارئ أميركية تشمل ضغوطاً اقتصادية وعقوبات كبيرة على إيران في حال فشل المساعي الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق. وأشار إلى أنه يوجد كذلك إمكان تعاون عسكري بين إسرائيل والولايات المتحدة لكبح البرنامج النووي الإيراني. وقدّر غانتس أن إيران باتت على بُعد شهرين أو ثلاثة أشهر من امتلاك القدرة على إنتاج قنبلة نووية واحدة بعد مضاعفة عملها النووي بصورة متواصلة منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق.  

وفي ختام المقابلة أعرب غانتس عن شكوكه بشأن نجاح المحادثات الدبلوماسية بين الإدارة الأميركية وإيران، وقال: "يجب علينا أن نضم الصين أيضاً إلى هذا ويتعيّن على آسيا أن تلعب دوراً مهماً. لا توجد لدى إسرائيل قدرات لأن تقوم بمفردها بإدارة خطة حقيقية لكبح إيران ولا يمكنها تشكيل نظام عقوبات اقتصادية دولية، هذا يجب أن تقوده الولايات المتحدة وعلى إيران أن تشعر بجدية الولايات المتحدة وشركائها". 

وذكرت الصحيفة الأميركية أن مسؤولين إسرائيليين يضغطون على واشنطن لإظهار قوة جدية في حال إبرام اتفاق مع طهران. كما أشارت إلى أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قرر سنة 2018 انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران والدول العظمى، لكن إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن جددت استخدام الأساليب الديمقراطية مع الجمهورية الإسلامية في ظل تقارير تفيد بأن إيران تقترب من تخصيب نووي كاف لإنتاج سلاح نووي.

 

موقع Ynet، 17/9/2021
أحد الأسرى الفلسطينيين الذين فروا من سجن جلبوع: التخطيط لعملية الهروب استغرق 9 أشهر ولم نتلق أي مساعدة من أحد

بلّغ محمود العارضة أحد الأسرى الفلسطينيين الأمنيين الستة الذين فروا من سجن جلبوع، والذي يُعتبر قائد عملية الهروب واعتُقل من طرف القوات الإسرائيلية يوم الجمعة الفائت، محاميه خالد محاجنة يوم الثلاثاء الفائت أن التخطيط لعملية الهروب استغرق 9 أشهر، وأن الأسرى الستة كانوا معاً منذ لحظة فرارهم حتى وصولهم إلى قرية الناعورة العربية شرقي مدينة العفولة [شمال إسرائيل]، وهناك دخلوا إلى المسجد، ثم انفصلوا إلى أزواج.

وتجري حالياً أعمال بحث عن أسيرين أمنيين لم تنجح قوات الأمن الإسرائيلية في ضبطهما حتى الآن. 

وأضاف العارضة أن الأسرى الأمنيين الستة الذي فروا من السجن لم يتلقوا أي مساعدة من أحد قبل فرارهم، ولا حتى من أسرى أمنيين آخرين. وأفاد محاميه بأنه خلال عملية الهروب كان الأسرى ينصتون إلى التقارير عن هروبهم عن طريق أجهزة راديو صغيرة أخذوها معهم.

ونقل المحامي عن العارضة قوله أيضاً: "أردنا أن نصل إلى الضفة الغربية، لكننا علمنا بأن الكثير من القوات العسكرية ستكون في انتظارنا على الحدود". وأضاف أنه جرى اعتقاله مع الأسير يعقوب قادري بصورة فجائية وليس لأن شخصاً معيناً بلّغ الشرطة أنهم يبحثون عن طعام، وقال: "كنا موجودين بالقرب من جبل القفزة في الناصرة، وإذ بسيارة شرطة تمر ورآنا رجال الشرطة هناك فقاموا باعتقالنا ونقلنا إلى مركز الشرطة في الناصرة وبعدها إلى الجلمة. وهم يحققون معنا ثماني ساعات يومياً". 

كما نقل المحامي عن أسير أمني آخر من الفارين وهو محمد العارضة الذي فرّ مع زكريا الزبيدي وتم إلقاء القبض عليهما قوله: "في يوم الاعتقال نمنا تحت شاحنة في قرية أم الغنم ورأينا قوات الشرطة التي تقوم بالبحث عنا. وقد اقترب أحد رجال الشرطة من المكان الذي كنا فيه وأدخل يده تحت الشاحنة وأمسك بيدي فحاولت الهروب لكنه اعتقلني مع الزبيدي". 

وأضاف العارضة: "منذ الهروب تجولنا في أماكن كثيرة في الشمال، وخصوصاً في الجليل الاسفل، وأكلنا الفواكه من الأشجار، وقبل 48 ساعة من اعتقالنا لم نجد مياهاً للشرب وإلا كنا سنستمر في المشي، لكن لم تكن لدينا قوة". وقال إنه منذ أن تفرّق الستة إلى أزواج لم ير أي زوج الآخر ولم يعرف إلى أين ذهب.

 

موقع "كان"، 17/9/2021 https://www.kan.org.il/
ليبرمان: من المستحيل التوصل إلى اتفاق مع رئيس السلطة الفلسطينية

قال وزير المال الإسرائيلي ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان إن من المستحيل التوصل إلى اتفاق مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وأشار إلى أن التعاون الأمني مع السلطة الفلسطينية يُعتبر مصلحة مشتركة للجانبين، لكن من غير الممكن التوصل إلى تسوية سياسية مع عباس.

وأضاف ليبرمان في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة "كان" الإسرائيلية [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] أول أمس (الأربعاء)، أنه لا توجد لإسرائيل مصلحة في تصعيد الأوضاع مع قطاع غزة، لكنه شدّد في الوقت عينه على أنه لا يمكن قبول صيغة الحكومة السابقة فيما يتعلق بالتعامل مع غزة وأن هذا الموضوع يحتاج إلى معالجة شاملة وحلّ يتم صوغه من خلال اتفاق وطني واسع، مؤكداً أن هذا لن يحدث في السنة المقبلة، وربما ليس في السنة التي تليها.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 14/9/2021
بينت: العملية السياسية مع الفلسطينيين باتت غير ذي صلة على الإطلاق
طال شليف - مراسلة سياسية في موقع Walla

في هذه المقابلة الخاصة التي أجريتها مع رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت عشية يوم الغفران، أكد أنه ليس نادماً على إقامة الحكومة الحالية، وأنه مصرّ على تحقيق وقف نار الصواريخ والبالونات الحارقة من قطاع غزة، وأنه يعارض الدولة الفلسطينية ويعتقد أن إقامة دولة فلسطينية في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] كارثة، وهو أمر سيجلب الصواريخ والأنفاق إلى كفار سابا وتل أبيب [وسط إسرائيل].

 

(*) هناك الكثير من الغضب والنقد حيال الحكومة الحالية، فهل تشعر بواجب الاعتذار وطلب المغفرة عشية "يوم الغفران".

بينت: لا شك في أن عدداً غير قليل من الناس، ولا سيما من الجانب الأكثر يمينية في الخريطة، خاب أملهم بشكل إقامة الحكومة وبتشكيلة الحكومة. آمل وأتوقع وأطلب أن يأتوا مع رأس مفتوح وأن يحاكموني وحكومتي وفقاً لأعمالنا فعلاً. لقد قطعنا شوطاً طويلاً. في هذا الوقت بالذات السنة الماضية كان هناك إغلاق. إننا نكافح كي لا يكون هناك إغلاق، وفعلاً لا يوجد إغلاق. مرّرنا الميزانية العامة بعد ثلاثة أعوام ونصف العام من دون ميزانية. أقمنا حكومة مستقرة. وبالأمس عدت من مصر بينما كان علم إسرائيل منصوباً بصورة رسمية هناك. إننا نصلح الكثير من الأمور وثمة اتجاه جيد لدولة إسرائيل. كان البديل من هذه الحكومة الذهاب إلى انتخابات خامسة، ولو حدث ذلك لكنّا الآن على مسافة أسبوعين من الانتخابات، وفي غمرة فوضى رهيبة وإغلاق وكراهية. أشعر بأننا أنقذنا الدولة. قلت لعائلتي إن الكثير من الناس سيغضبون عليّ وهم غاضبون فعلاً، لكنني راضٍ عن القرار.

(*) وضع ناخبوك بطاقاتهم في صندوق الاقتراع لشخص تعهد ألا يجلس مع راعم [القائمة العربية الموحدة]. هل تشعر بالندم؟

بينت: ثمة أناس نزيهون مستعدون يوماً بعد يوم لإعطاء فرصة، ويرون أن شيئاً ما هنا أفضل مما اعتقدوا. بهدوء تام، نحقق إنجازاً تلو آخر: ميزانية استثنائية، وإعادة بناء العلاقات مع الأردن ومصر. وبمرور الزمن، يفهم الكثير من الناس أنه ليس صحيحاً الجلوس جانباً للانتقاد، بل من الأفضل التقدم نحو مثل هذه الخطوة.

(*) إذا ما نظرنا إلى الأيام المئة الأخيرة، هناك إصابات كورونا مرتفعة، وتأجيل لإخلاء الخان الأحمر، وإطلاق نار مستمر على سديروت [جنوب إسرائيل]. فبمَ تختلفون عن الحكومة السابقة؟

بينت: إن سياسة الإغلاقات كانت تخيم على الاستراتيجيا السابقة، أما استراتيجيتنا فهي دولة مفتوحة إلى جانب كورونا، مع كثير من الأعمال لقمع الوباء. استراتيجيتنا أصعب بكثير. أنا أختار أن أدير هذا بصورة شخصية، وفي كل صباح أعقد جلسة لفحص الوضع ونتخذ القرارات وننفّذها. لا نعرف ما يحمله المستقبل، لكننا سنواصل العمل.

 (*) ما هي البشرى التي تحملها فيما يتعلق بقطاع غزة؟ ماذا تقول لسكان [بلدة] سديروت التي سبق أن أعلنت أن "حكمها كحكم تل أبيب"؟

بينت: هذا الحكم ساري المفعول بالفعل. وقد خرجت إسرائيل إلى عملية "حارس الأسوار" قبل أربعة أشهر. أطلقت "حماس" في ذلك الوقت الصواريخ على القدس وتل أبيب، ووصلنا إلى الوضع ذاته تماماً. لم يتغير شيء. بالعكس، السنوار يرى نفسه درع القدس. "حماس" منظمة نقشت على رايتها جهاداً لا يتوقف ضد إسرائيل. عليّ النظر إلى مصلحتنا والتوصل إلى ما يلي: وقف تام لنار الصواريخ وإطلاق البالونات كما حدث في منطقة الحدود مع لبنان في الأعوام الأخيرة، وتخفيف التعزيزات العسكرية. وقد أخذ وزير الدفاع على عاتقه مهمة تحقيق التسوية والتهدئة. وإذا نجح فهذا سيكون ممتازاً. أنا غير متسرع للمواجهة. لكن لا بد من القول إننا في الماضي لم نرد على الصواريخ، أما الآن فنهاجم غزة ونؤلمها ولو بسبب بالون واحد. لا نحتوي أي شيء ومسؤوليتي الرئيسية هي عن السكان ونحن مدينون وملزمون بجلب الأمن.

 (*) لأول مرة تقام حكومة في إسرائيل تستند إلى تأييد حزب يبدو أنه لن يؤيد أي حملة عسكرية [راعم] وتشكيلتها تقيد قدرة الرد لدى الحكومة، فكيف ترى ذلك؟

بينت: ليس صحيحاً قطعاً. إن أي قرار أمني لن يُتخذ إلاّ على أساس اعتبارات أمنية. لن ندخل السياسة عندما يكون الاعتبار أمنياً. سنفعل ما ينبغي، ونرى بعد ذلك ما يتعلق بالجوانب السياسية.

 (*) هل تحدثت مع [عضو الكنيست] منصور عباس [راعم] عن التعقيدات التي قد تكون في العلاقات الأمنية؟

بينت: إن كل ما يركز عليه منصور عباس مدني – اقتصادي، وأعتقد أنه اتخذ خطوة مؤثرة جداً جديدة وشجاعة في أن يقود خطاً آخر ليس قومياً متطرفاً. بيننا قاسم مشترك جدّ كبير. أنظر إلى ما يعانيه النقب جرّاء الإهمال. الكل يتضرر، السكان البدو وعموم الجمهور الإسرائيلي أيضاً. لكن الفكرة مختلفة في حكومتي، إذ إننا لن نخفي المشكلات تحت البساط بل سنعالجها، سواء ما تعلق بأسعار السكن أو تجاه غزة أو إيران.

 (*) سبق لك أن وصفت عباس وراعم بأنهما من "مؤيدي الإرهاب". ما الذي تغير؟

بينت: إن سلفي في المنصب [رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو] هو من شق هذا الطريق، وأقام علاقات مع منصور عباس من تحت الطاولة. عندما أفعل شيئاً لا أخجل منه. التقيته ورأيت أنه بحق يريد مساعدة المواطنين وكان البديل حينذاك انتخابات خامسة. بالإجمال، لدينا حكومة متنوعة، والمفاجأة أنها نجحت. والجديد وجود جيل جديد من القيادة الجماعية وليس القيادة الفردية، قيادة مشتركة مع نية طيبة ليس فقط داخل الدولة، بل في مقابل الولايات المتحدة أيضاً، وكذلك في مقابل الأردن ومصر. لا أقول إنه لا توجد خلافات، لكننا نتجادل مثل البشر.

 (*) عندما تدخل إلى الغرفة لأول مرة مع رئيس الولايات المتحدة في البيت الأبيض ومع الرئيس المصري في شرم الشيخ وكلاهما يقولان لك إنهما يؤيدان حل الدولتين، وأنت لستَ مؤيداً لهذا الحل، كيف تجسر الهوة؟

بينت: في هذا الشأن أجتهد أيضاً للتصرّف على نحو سليم مع شركائي في الحكومة، بني غانتس ويائير لبيد، وبالتأكيد مع رجال اليسار. أنا أعارض الدولة الفلسطينية وأعتقد أن إقامة دولة فلسطينية في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] كارثة، وهو أمر سيجلب الصواريخ والأنفاق إلى كفار سابا وتل أبيب [وسط إسرائيل]. ثمة خلاف، وهذا حسن. أقول الأمور كما هي، بما في ذلك للرئيس الأميركي، ويُستقبل هذا بشكل جيد عندما يكون صادقاً. مثلاً إسرائيل تكاد تكون في قطيعة مطلقة مع الأردن في الأعوام الأخيرة لأسباب سياسية تافهة ودفعت إسرائيل ثمناً باهظاً تمثّل في فقدانها نهرايم وتسوفر [الغمر والباقورة] بسبب إفساد العلاقات. أنا قررت أن أجلس مع الملك الأردني وأن أصلح العلاقات، فهذه مصلحة إسرائيلية. وتم نصب علم إسرائيل [في اللقاء مع الرئيس المصري السيسي] وهذا ناجم عن إصرار على المصلحة الإسرائيلية.

(*) تقول إنه لن يكون هناك عملية سياسية ولا ضم. ومن جهة أُخرى، يلتقي وزير الدفاع [بني غانتس] رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لأول مرة، ويطلق وزير الخارجية [يائير لبيد] خطة سياسية. هل ثمة عملية سياسية؟

بينت: ما يحدث هو تقدّم في المجالين التجاري والاقتصادي. الكل يعي أنه لا توجد عملية سياسية نحو دولة فلسطينية. هذا غير ذي صلة على الإطلاق. ولا يعني هذا أنه لا يجب عمل شيء، بل على العكس، فثمة مجال يمكن التقدم فيه وتقليص حجم النزاع والاحتكاك. مفهومي هو تجاري واقتصادي. لماذا يضطر عامل من نابلس إلى النهوض في الثالثة أو الرابعة فجراً كي يصل إلى عمله في تل أبيب في السابعة؟ ماذا أكسب من هذا؟ إذا وسعنا المعابر يمكن لهؤلاء العمال أن ينهضوا في السادسة صباحاً، وبذا نكون غيّرنا حياة مئة ألف فلسطيني. وهذا يغيّر الوضع أكثر من حفلات كوكتيل في شتى الدول.

(*) هل تدحض الادعاء القائل إن هذه الحكومة لن يطول عمرها؟

بينت: الحكومة قابلة للعيش مع شركاء طيبين. وسنصادق على الميزانية العامة قريباً، وقريباً سيعم الهدوء. إنني متفائل جداً حيال مستقبل الدولة. وأعتزم تنفيذ تعهُّد التناوب بالكامل. وبالنسبة إلى يائير لبيد، يجب القول إنه صديق عزيز وإنسان نزيه، ويقوم بعمل استثنائي كوزير خارجية.

 

موقع Ynet، 14/9/2021
أسباب التصعيد مع جبهتيْ قطاع غزة والضفة الغربية ليست هي المهمة بل ما ستفعله إسرائيل في نهاية المطاف
رون بن يشاي - محلل عسكري
  • التصعيد التدريجي على الجبهتين الفلسطينيتين [قطاع غزة والضفة الغربية] هو حقيقة قائمة، ويبدو أنه ذاهب نحو المزيد من التأجيج. وهو نابع من جملة من الأسباب والعوامل: السبب الأول هو الأعياد العبرية التي تصادف هذه الأيام. هذا ليس خطأ، لأن الأعياد العبرية في الشارع اليهودي في القدس، وخصوصاً بين اليهود الحريديم [المتشددون دينياً]، تثير موجة مضادة من الحماس والتشدد الدينيين بين المسلمين في القدس الشرقية، كما في أنحاء الضفة الغربية كلها. الحضور اليهودي المكثف باللباس التقليدي، وحركتهم المتزايدة في أحياء القدس وشوارعها، وحركة السياح في الضفة الغربية، كلها عوامل تستثير الشارع الإسلامي المتدين وتؤلبه ضد اليهود.
  • هذا هو السبب وراء التصعيد الذي حدث في فترة الأعياد العبرية في خريف 2015، وكذلك في مناسبات أُخرى غيرها. ليس هذا هو السبب الوحيد، لكنه سبب مهم ومن المهم إدراك حقيقة وجوده.
  • العامل الثاني المسبب للتصعيد هو فرار الأسرى الستة [من سجن جلبوع]، والذي يوحد الفلسطينيين في الضفة الغربية والفلسطينيين في قطاع غزة، وخصوصاً قيادة الجهاد الإسلامي في غزة. فإن نجاح عملية الفرار من السجن، والتي خلقت حالة من النشوة بين الفلسطينيين، ثم إلقاء القبض على أربعة من الفارين الستة الذي سبّب حالة من الإحباط وخيبة الأمل، إلى جانب القلق على مصير الاثنين الأخيرين منهم - هذه كلها تولد في الشارع الفلسطيني حالة قابلة للانفجار في أي لحظة، تذكيها أبخرة الوقود التي كانت تملأ الشارع الفلسطيني أصلاً، قبل عملية هروب الأسرى من السجن.
  • السبب الثالث هو المشكلة التي تعترض تسلُّم حركة "حماس" الأموال القَطَرية لدفع رواتب موظفي سلطتها في قطاع غزة، والذين يبلغ عددهم 26 ألفاً. "حماس" ذاتها تعبّر عن الإحباط الذي تعانيه في هذه المسألة وتحاول ابتزاز إسرائيل بواسطة البالونات الحارقة، وإطلاق القذائف على السكان اليهود في المنطقة المحاذية لقطاع غزة وإزعاجهم ليلاً. غير أن هذا الإحباط يدفع "حماس" أيضاً إلى غض النظر عن الصواريخ التي تطلقها حركة الجهاد الإسلامي من قطاع غزة. فقيادة هذه الحركة تعتبر أنها ملزَمة بالتعبير عن دعم الأسرى الفارّين ومحاولة ردع إسرائيل، من خلال التهديد بإطلاق الصواريخ على المنطقة الجنوبية منها وجرّها إلى معركة جديدة في توقيت غير مريح لإسرائيل.
  • هذه هي المحركات الأساسية التي تغذي التصعيد ويمكن أن نضيف إليها أيضاً حقيقة أن إسرائيل غير معنية بالدخول في مواجهة كبيرة في قطاع غزة، خلال الأسبوعين القريبين على الأقل. "يوم الغفران"، ثم "عيد العُرش"، بالإضافة إلى جائحة كورونا - هي أسباب وجيهة تجعل دولة إسرائيل معنية بإرجاء المعركة في قطاع غزة خلال الأسابيع القريبة، على الرغم من القناعة المتزايدة في إسرائيل بأنه لا مفر من خوض هذه المعركة الجديدة. وقد جرى، على ما يبدو، توضيح هذه الحقيقة أمام الرئيس المصري السيسي، خلال لقائه الأخير مع رئيس الحكومة بينت. وتجدر الإشارة هنا إلى أن مصر تلعب دوراً كابحاً تجاه حركة "حماس"، لكن تجاه دولة إسرائيل أيضاً، وليس لدى إسرائيل أي رغبة في الدخول في مواجهة مع مصر في هذه المرحلة. سنكون في حاجة ماسة إلى مصر بعد المعركة الكبيرة في قطاع غزة ومن مصلحتنا المحافظة على التنسيق التام معها حتى النهاية.
  • بالمناسبة، الرئيس المصري وجّه إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية دعوة إلى عقد لقاء رسمي وعلني، الأمر الذي لم يفعله مع نتنياهو، سعياً منه إلى شق طريق نحو قلب [الرئيس الأميركي] بايدن وإدارته في واشنطن. اللقاء في شرم الشيخ كان يرمي إلى تمكين السيسي من عرض عودة مصر إلى موقع القيادة النشطة والمؤثرة في العالم العربي، وإلى تكريس مكانة مصر كلبِنة أساسية في المعسكر الموالي للغرب في الشرق الأوسط بصورة أساسية.
  • عليّ هنا أن أناقض نفسي بالقول إن تحليل العوامل المسببة للتصعيد الحالي بيننا وبين الفلسطينيين على جبهتيْ الضفة الغربية وقطاع غزة ليس هو المهم، وإنما المهم فعلاً هو ما ستفعله إسرائيل بعد انتهاء الحالة الراهنة، سواء من خلال مواجهة عسكرية كبيرة وشاملة أو من خلال تسوية سياسية.
  • ثمة مصلحتان مهمتان لدولة إسرائيل اليوم في السياق الفلسطيني الغزّي. المصلحة الأكثر أهمية هي منع تعاظُم حركتيْ "حماس" والجهاد الإسلامي للحيلولة دون نشوء وضع تستطيعان فيه، كلما رغبتا في ذلك أو كلما أرادتا ابتزاز دولة إسرائيل، ودفع السكان في المنطقة المجاورة لقطاع غزة، بل مواطني إسرائيل الآخرين أيضاً، إلى الركض نحو الملاجئ والغرف المحصنة، سواء كان قصفاً ليلياً أو زخات من الصواريخ على تل أبيب.
  • طالما بقيت حركة "حماس" تمتلك القدرة على القيام بذلك - ويجب الاعتراف بأنها والجهاد الإسلامي تمتلكان القدرة على التصعيد الشامل وتشويش مجرى الحياة الطبيعية في دولة إسرائيل متى أرادتا - فلن تنعم دولة إسرائيل بالهدوء، سواء كان الوضع الاقتصادي والاجتماعي في قطاع غزة جيداً، بل جيداً جداً، أو سيئاً. فهاتان الحركتان، اللتان تديران دفة الأمور في قطاع غزة الآن، لا تتأثران بأوضاع الناس هناك ولديهما دوافع ومصالح خاصة بهما، وطالما ظلت لديهما القدرة على المس بإسرائيل وتشويش مجرى الحياة الطبيعية فيها، وعلى ممارسة وسائل الضغط على الحكومة الإسرائيلية، فلن تترددا في القيام بذلك.
  • بناء على ذلك، ومن أجل تحقيق هدوء طويل المدى، لن يكون كافياً تنظيم الوضع الاقتصادي في قطاع غزة، بل يجب التنسيق والتعاون مع مصر من أجل الوصول إلى وضع لا تستطيع فيه هاتان الحركتان تعزيز قوتهما أكثر. لكن قبل ذلك، يجب حرمانهما من كل أوراق القوة التي بين أيديهما. وطالما لم يتحقق هذا، سنبقى محكومين بجولات أُخرى ومتكررة من المواجهة العسكرية. في هذا السياق، شكلت حملة "حارس الأسوار" في أيار/مايو الأخير بداية جيدة لهذه العملية المطلوبة، لكن الهدف الأكبر لم يتحقق، وهو ما يرسخ القناعة لدى قادة الجيش والأجهزة الأمنية الأُخرى بأنه لا مناص، كما يبدو، من دخول الجيش الإسرائيلي إلى قطاع غزة لتنفيذ عملية وقائية تمنع تعاظُم "حماس" والجهاد الإسلامي.
  • الهدف ليس القضاء على "حماس"، ولا على الجهاد الإسلامي، ولا تدمير سلطتهما، وإنما تدمير قدراتهما ومنع إعادة بنائها من جديد. والهدف الاستراتيجي الثاني الذي تسعى إسرائيل لتحقيقه على الجبهة الفلسطينية هو ضمان الهدوء لسكان الجنوب وللمستوطنين في الضفة الغربية، والذين تتحمل دولة إسرائيل المسؤولية عن أمنهم وأمانهم. هذا الهدوء يمكن تحقيقه بتحسين الوضع الاقتصادي، في قطاع غزة وفي الضفة الغربية على حد سواء، لكن قبل ذلك يجب سلب الغزّيين القدرة على إزعاج دولة إسرائيل وتشويش مجرى الحياة الطبيعية فيها، وخصوصاً في منطقة الجنوب. يبدو أن هذه هي صورة الوضع الحالي، ويجب أن تكون هذه الأهداف على رأس سلّم أولويات دولة إسرائيل خلال الفترة القريبة المقبلة، وربما كانت هذه هي الطريق فعلاً للتحرر من الحاجة إلى خوض جولات متكررة من المواجهات العسكرية الآخذة في الاتساع باستمرار من دون تحقيقها أي هدف استراتيجي حقيقي، من وجهة النظر الإسرائيلية.