مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قالت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 الليلة الماضية إنه تم إحباط عملية أمنية كبيرة كانت على وشك الحدوث في مدينة القدس بفضل المداهمات التي قامت بها قوات الجيش الإسرائيلي الليلة قبل الماضية في قرى منطقتي رام الله وجنين في الضفة الغربية، والتي اندلعت خلالها اشتباكات بين مسلحين فلسطينيين وعناصر من الجيش الإسرائيلي أسفرت عن إصابة ضابط وجندي إسرائيلييْن بجروح خطرة ومقتل خمسة شبان فلسطينيين من قريتي بدو وبرقين.
وأضافت قناة التلفزة أن الحديث يدور حول عملية تشبه في حجمها الاعتداءات خلال فترة الانتفاضة الثانية، والتي حصدت عدداً كبيراً من الضحايا. وأشارت إلى أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي ["الشاباك] نجح على ما يبدو في تحديد ورصد بنية تحتية لحركة "حماس" كانت ستنطلق منها العملية، وما أدى إلى سلسلة الاعتقالات أن "الشاباك" أدرك أن العملية ستخرج إلى حيز التنفيذ قريباً. وأوضحت أن الحديث يدور حول خلية كبيرة لحركة "حماس" تضم أكثر من 20 شخصاً تم اعتقالهم خلال مداهمات الليلة قبل الماضية.
ووفقاً لقناة التلفزة، يبدو أنه سيكون هناك مزيد من الاعتقالات خلال الأيام المقبلة، وأن العملية مستمرة، لكن يمكن القول إن هذه البنية التحتية باتت تحت سيطرة قوات الأمن الإسرائيلية التي نجحت في منع عملية الاعتداء التي خططت لها خلية "حماس".
من ناحية أُخرى نقلت قناة التلفزة عن مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إن الجيش الإسرائيلي على أهبة الاستعداد لمواجهة أي رد من طرف حركتي الجهاد الإسلامي و"حماس" بعد مقتل المسلحين الخمسة خلال المداهمات. وأضافت هذه المصادر نفسها أن هناك إمكانية لاستئناف قصف القذائف من قطاع غزة في اتجاه الأراضي الإسرائيلية، وأكدت أن الجيش الإسرائيلي على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تصعيد في المنطقة الجنوبية.
في سياق متصل قال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي إن حملة المداهمات الليلة قبل الماضية حققت إنجازاً كبيراً ومنعت هجمات كبيرة كان من المتوقع أن تقع في القدس ونتانيا وتل أبيب والعفولة وفي كل مكان في البلد.
وأشاد كوخافي في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس (الأحد)، بالتعاون بين القوات العسكرية الإسرائيلية المتعددة. وقال: "هذا إنجاز استخباراتي عملياتي نجَم عن تعاون استثنائي بين الجيش الإسرائيلي والشاباك والوحدات الخاصة. يجب أن نتذكر وأن نذكّر الجميع بأن هذه العمليات توفر لدولة إسرائيل الحماية والأمن في منطقة يهودا والسامرة وليس فقط في هذه المنطقة".
وتطرّق كوخافي إلى إصابة الضابط والجندي فقال إنه يوجد هنا ما يجب التحقيق فيه.
وكان الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي قال في بيان صادر عنه صباح أمس، إن الجيش الإسرائيلي يدرس احتمال أن يكون العسكريان أُصيبا بنيران الجيش الإسرائيلي.
ووفقاً لبيان الناطق العسكري، غادرت قوات الجيش الإسرائيلي وعناصر "الشاباك" والوحدات الخاصة مواقع المداهمات في إثر الانتهاء من حملة الاعتقالات.
وأشار البيان إلى أن العملية تتعلق أساساً بخلية منظمة تابعة لـ"حماس" طاردها الجيش الإسرائيلي أياماً طويلة.
وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت كامل تأييده ودعمه لقوات الجيش الإسرائيلي.
وقال بينت في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام قبل مغادرته مطار بن غوريون الدولي في طريقه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك صباح أمس، إن القوات الأمنية الإسرائيلية قامت بهذه المداهمات من أجل التصدي لمقاتلين تابعين لـ"حماس" كانوا يتأهبون لتنفيذ عمليات عدائية في المدى القريب.
في المقابل قالت حركة "حماس" في قطاع غزة في بيان صادر عن الناطق بلسانها، إن دماء شهداء القدس وجنين ستكون وقوداً لاستمرار ثورة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال. ووجّه البيان انتقادات لاذعة إلى السلطة الفلسطينية في رام الله، وأشار إلى أن مقتل الفلسطينيين الخمسة هو نتيجة للتنسيق الأمني ولقاءات التطبيع بين قادة السلطة وبين وزراء صهيونيين في رام الله قبل عدة أيام.
من المتوقع أن يلقي رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت عصر اليوم (الاثنين) كلمة إسرائيل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن بينت عقد الليلة الماضية اجتماعاً مع وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني ووزير الدولة الإماراتي خليفة شاهين بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لتوقيع "اتفاقيات أبراهام".
وأكد بينت خلال الاجتماع أنه يولي لقاء مندوبي هاتين الدولتين في هذه المناسبة أهمية كبيرة، وشدّد على أن إسرائيل معنية بتوسيع اتفاقيات التطبيع قدر الإمكان. وأشار إلى أن كلاً من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أعرب في المحادثات معه عن رضاه عن تطبيع العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين.
هذا ودعا بينت في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام قبيل مغادرته مطار بن غوريون الدولي إلى نيويورك صباح أمس (الأحد) كلاً من إيران والقيادة الفلسطينية إلى الكف عما وصفه بالهوس بإسرائيل، قائلاً: "إننا لا نعرّف أنفسنا وفقاً لأطراف أُخرى، لا إيران ولا الفلسطينيين، وأقترح على قادتهما التعامل مع شعبيهما لتحسين أوضاعهما وظروف حياتهما، والكف عن الهوس بدولة إسرائيل".
وأضاف بينت: "إن الجمعية العامة للأمم المتحدة منبر دولي مهم ويسرني كثيراً أن أنتهز الفرصة التي أُتيحت لي لإيصال صوت إسرائيل والإسرائيليين إلى هذا المنبر المهم. إنها فرصة لسرد روايتنا عن مكانة إسرائيل في المنطقة، وعن الروح الإسرائيلية الخاصة، وعن عطائنا للعالم. ولقد شاهدنا في الآونة الأخيرة بعض اللحظات المهمة وأبرزها الانتصار في مجلس النواب الأميركي، حيث رأينا أن الشعب الأميركي يدعم إسرائيل دعماً ساحقاً في لحظة الحقيقة، إذ أيّد 420 عضواً مقابل 9 أعضاء في الكونغرس إعادة تمويل ’القبة الحديدية’. هناك مجموعة صغيرة مناهضة لإسرائيل تُحدث الكثير من الضجة، لكن هؤلاء الأشخاص فشلوا فشلاً ذريعاً".
قال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس صعد إلى شجرة عالية وسيكون من الصعب عليه النزول منها.
وجاءت أقوال غانتس هذه في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية 13 الليلة قبل الماضية، وذلك تعقيباً على الخطاب الذي ألقاه عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة الفائت وطالب فيه السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام، بينما أمهل إسرائيل عاماً واحداً للانسحاب من المناطق [المحتلة]، وإلّا سترفع السلطة الفلسطينية شكاوى إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
وأضاف غانتس: "من الجيّد أن يكون عباس متمسكاً بالخيار السياسي غير أن تهديده المقترن بمهلة تحذيرية يجعله جالساً فوق شجرة عالية وسيكون من الصعب عليه النزول منها. لن يذهب أحد إلى أي مكان ومن الجيّد تذكّر هذا الأمر، وإن السبيل الوحيد للتعامل مع الواقع هو تطوير الأمن والاقتصاد وتعزيز الحوكمة الخاصة بالسلطة الفلسطينية".
كما تطرّق غانتس إلى الملف الإيراني فقال إن إسرائيل عملت في الماضي وتعمل من أجل توفير حل لهذا الملف والجمهور في إسرائيل يعرف أن الحكومة تستعد للخوض في كافة السيناريوهات ولديها الإمكانات للتعامل مع المشكلة الإيرانية.
وقال غانتس: "نحن ندرك أن إيران مشكلة عالمية وإقليمية وليست محصورة في إسرائيل وحدها، وأنا لا أقلل من التهديد الإيراني لإسرائيل، لكن من واجبنا العمل على تنسيق التعاون الدولي بشأن الرد على هذا التهديد".
وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قال في كلمة متلفزة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة: "أطالب الأمين العام بالدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام، وفق المرجعيات الدولية المعتمدة، وقرارات الأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية، وتحت رعاية الرباعية الدولية، فقط وليس غيرها"، مؤكداً أن الجانب الفلسطيني ملتزم بالعمل السياسي والحوار طريقاً لتحقيق السلام. وأضاف: "وحتى لا تبقى مبادرتنا هذه من دون سقف زمني، نقول إن أمام السلطات الإسرائيلية عاماً واحداً لتنسحب من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ سنة 1967، بما فيها القدس الشرقية. نحن على استعداد للعمل خلال هذا العام على ترسيم الحدود وإنهاء جميع قضايا الوضع النهائي تحت رعاية اللجنة الرباعية الدولية، وفق قرارات الشرعية الدولية".
وتعقيباً على هذا الخطاب، قال الناطق بلسان حركة "حماس" فوزي برهوم أول أمس (السبت) إن عباس أعاد في الخطاب إنتاج مسار التيه والفشل، كما أن الخطاب تضمن اعترافاً واضحاً وصريحاً بعجزه وفشله في تحقيق أي إنجاز عبر مسار أوسلو الذي يتزعمه.
وأضاف برهوم أن الخطاب جاء دون المستوى والتحديات الجسيمة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، واستمر في توصيف الواقع المرير والحالة الفلسطينية المزرية الصعبة التي أوصلنا إليها مشروع التسوية واتفاق أوسلو المشؤوم. وأكد أن الخطاب استند إلى الأسس المكررة ذاتها والمرتكزة على إعادة طرح برنامج عباس الاستجدائي الذي يرى في التسوية والمفاوضات مع إسرائيل وحل الدولتين والدور الأميركي وسيلة لحل الصراع، وهو برنامج أثبت فشله على مدار أكثر من ربع قرن من الزمن.
أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت أن إسرائيل تمد يدها للسلام، وذلك بعد أن دعا أكثر من 300 عراقي، بمن فيهم شيوخ عشائر، إلى التطبيع بين العراق وإسرائيل في أول نداء من نوعه أُطلق خلال مؤتمر عُقد يوم الجمعة الفائت في إقليم كردستان برعاية منظمة أميركية.
وقال بينت في بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية الليلة قبل الماضية: "اجتمعت مئات الشخصيات العراقية من السُّنة والشيعة أمس [الجمعة] من أجل الدعوة إلى صنع السلام مع إسرائيل. هذه الدعوة أتت من الشعب وليس من الحكومة، وما يحظى بأهمية خاصة هو الاعتراف بالظلم التاريخي الذي تعرض له يهود العراق. إن إسرائيل تمد لكم يدها للسلام".
من ناحية أُخرى أعربت الحكومة والرئاسة وأطراف سياسية عديدة في العراق عن رفضها لهذا المؤتمر الذي نظّمه "مركز اتصالات السلام" ومقره نيويورك وتناول قضية التطبيع بين إسرائيل والدول العربية والتقارب بين المجتمعات المدنية.
وقالت وزارة الداخلية في إقليم كردستان العراق في بيان صادر عنها إن المؤتمر الذي عُقد في أربيل تم من دون علم وموافقة ومشاركة حكومة الإقليم، وهو لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن موقفها.
وشدد البيان على أنه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمتابعة كيفية عقد هذا الاجتماع.
وفي وقت لاحق أصدر مجلس القضاء الأعلى في العراق مذكرات توقيف بحق ثلاثة أشخاص، بينهم نائب سابق هو مثال الألوسي، شاركوا في هذا المؤتمر.
وجاء في بيان نشره الموقع الرسمي للمجلس أمس (الأحد) أن محكمة تحقيق الكرخ الأولى، وبناء على معلومات مقدمة من مستشارية الأمن القومي، أصدرت مذكرة اعتقال بحق وسام الحردان في إثر الدور الذي قام به في الدعوة إلى التطبيع مع إسرائيل، وكذلك مذكرة اعتقال بحق كل من مثال الألوسي والموظفة في وزارة الثقافة سحر كريم الطائي عن الجريمة نفسها.
وأشار البيان إلى أنه ستُتخذ إجراءات قانونية بحق بقية المشاركين فور معرفة أسمائهم الكاملة.
- للنزاع مع الفلسطينيين طرق للتذكير به، أيضاً عندما تبذل الحكومة أقصى جهدها لإخفائه عن جدول الأعمال الوطني. هذه الليلة، وبينما كان رئيس الحكومة نفتالي بينت في طريقه إلى نيويورك لإلقاء أول خطاب له في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، خرجت القوى الأمنية للقيام بعملية اعتقالات واسعة في أنحاء الضفة الغربية. الهدف كان الشبكات العسكرية لـ"حماس" في منطقتي رام الله وجنين. جزء من هذه القوات اصطدم بمقاومة مسلحة من المطلوبين. وهذه الليلة انتهت العملية بمقتل خمسة فلسطينيين وإصابة ضابط وجندي من وحدة المستعربين بجروح بليغة جرّاء إصابتهما بإطلاق النار.
- قال بينت للمراسلين من على متن الطائرة إن القوى الأمنية تحركت ضد "عناصر من 'حماس' كانوا على وشك القيام بهجمات في المدى الزمني المباشر". والظاهر أن المقصود كان سلسلة هجمات تستهدف أهدافاً داخل الخط الأخضر. وتجدر الإشارة إلى أنه وقعت في الفترة الأخيرة عدة حوادث إطلاق نار ضد حواجز الجيش الإسرائيلي في منطقة جنين. وعمليات الاعتقال التي قامت بها إسرائيل، وخصوصاً في منطقة مخيم اللاجئين في جنين، كانت تُواجَه بإطلاق نار فلسطيني غير مسبوق. الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية امتنعت عموماً من الدخول إلى جنين، وخصوصاً إلى المخيم، خوفاً من وقوع مواجهات.
- فرار الأسرى الستة من سجن جلبوع ساهم في الجو المشحون في شمال الضفة في مطلع الشهر الحالي. الستة من سكان منطقة جنين، وأُلقيَ القبض عليهم بعد مطاردة استمرت أسبوعين. إثنان منهم اعتُقلا بالقرب من جنين، والآخرون اعتُقلوا في منطقة الناصرة وفي سهل يزرعيل.
- التنظيمات التي اعتُقل أفرادها هذه الليلة غير عادية لأنها منتشرة في منطقتين بعيدتين نسبياً عن بعضهما البعض في الضفة. منذ انتهاء الانتفاضة الثانية قبل نحو 15 عاماً، وجدت "حماس" صعوبة في تشغيل قيادة عامة للذراع العسكرية في الضفة تسيطر على شبكات محلية. أسلوب "جزّ العشب" – الإحباط المستمر للشاباك والجيش للهجمات، وأحياناً بمساعدة القوى الأمنية الفلسطينية - كشف وأحبط أغلبية الشبكات قبل أن تتسبب بأضرار جسيمة.
- تذكّر الاعتقالات الأخيرة بنسخة مصغرة عن القضية التي حدثت في صيف 2014، قبل خطف الشبان اليهود الثلاثة في غوش عتسيون وعملية "الجرف الصامد" في قطاع غزة. حينها جرى اكتشاف شبكة من عشرة نشطاء في الضفة كلها خططوا لهجمات ضد إسرائيليين، وسعوا لإسقاط حكم السلطة الفلسطينية، وكان يقف وراءهم كبار مسؤولي الذراع العسكرية في الخارج وفي غزة، بينهم مبعدون في صفقة شاليط.
- هذه المرة أيضاً يجب الانتباه إلى تورُّط محتمل لنشطاء "حماس" في الخارج فيما يحدث في الضفة. الشخص الأساسي هو صلاح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، وعملياً المسؤول عن توجيه وتمويل العمليات. هناك مسؤولان آخران كبيران هما موسى دودين وزاهر جبارين، اللذان يُعتبران رسمياً عضوين في المكتب السياسي، والثلاثة من سكان الضفة. العاروري غادر إلى الخارج في سنة 2010 ضمن إطار تسوية مع الشاباك؛ والآخران اللذان كانا في السجن بتهمة التورط بهجمات، أُبعدا بعد عام في إطار صفقة شاليط.
- مجموعة الأصدقاء القدامى هذه لا تزال على صلة بما يحدث في الضفة. نشطاء آخرون، بينهم أيضاً مبعدون في صفقة شاليط، يعيشون في غزة. دودين جنّده العاروري في صفوف "حماس" وجبارين جنّده "المهندس" يحيى عياش في سنة 1993. وحتى سنة 2017 كان الثلاثة في قطر. وكانوا يتحركون على خط لبنان تركيا. وكانت نشاطاتهم تنزلق أيضاً إلى المجال السياسي. "حماس" في الضفة ينقصها المال، لذلك يأتي تمويل النشاطات السياسية من قيادة "حماس" في الخارج.
- في القضية الأخيرة اعتُقل نحو 20 شخصاً في الضفة خلال الأسبوع الماضي. وهذا يشكل ذروة في الاعتقالات الليلية. عدد النشطاء المسلحين والبعد الجغرافي النسبي وحقيقة أن بعضهم أُلقيَ القبض عليه مختبئاً في منزل خارج قريته - يمكن أن تدل على استعدادات أخيرة قبيل تنفيذ هجمات داخل الخط الأخضر. ليس من الواضح حتى الآن ما إذا تم اعتقال جميع المتورطين في التحضير لعمليات، وما إذا كانت مخططاتهم أُحبِطت بصورة نهائية.
- والمعلوم أن أربعة من القتلى الخمسة على الأقل هم نشطاء معروفون في الذراع العسكرية لتنظيمات مسلحة، وكانوا أُصيبوا خلال تبادُل إطلاق النار. القتيل الخامس الذي أصيب هو شاب في الـ16 من عمره تقول مصادر عسكرية أنه كان متواجداً في سيارة أُطلقت منها النار على القوات الإسرائيلية. ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في الحوادث يمكن أن يؤدي إلى تأجيج المناطق ومحاولات القيام بهجمات انتقامية. هناك احتمال حدوث رد من قطاع غزة. في الماضي وضع الجهاد الإسلامي معادلة مفادها أن مقتل أي عنصر من عناصره في الضفة سيؤدي إلى رد وإطلاق صواريخ من القطاع على إسرائيل. معضلة "حماس" أكثر تعقيداً: بصفتها الحركة التي تسيطر على القطاع، يعلم زعماؤها بأن الرد الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ يمكن أن يكون قاسياً جداً. ومثل هذا التدهور سيعرّض للخطر المساعي التي يبذلها الوسطاء المصريون للتوصل إلى تسوية طويلة الأجل إزاء إسرائيل. التوقيت بحد ذاته غير ملائم أبداً لحكومة بينت- لبيد، فقد وقعت الحوادث خلال عطلة عيد العُرش وعشية إلقاء رئيس الحكومة خطابه في الأمم المتحدة.
- ... ثمة خطر اليوم في أن حكومة إسرائيل تقلل من أهمية التطورات الداخلية في المناطق، وأن تكون الحكومة الجديدة واثقة بأن في إمكانها إدارة النزاع على نار خفيفة من دون أن ينزلق إلى أحجام أكبر تؤثر في الأمن الفردي للمواطنين. مصدر مقرب من بينت قال للصحافيين إن رئيس الحكومة لا ينوي التطرّق في خطابه إلى خطاب عباس الذي ألقاه يوم السبت (والذي كان عادياً للغاية ولم يخرج مضمونه عن خطاباته في الجمعيات العمومية السنوية السابقة). وبحسب المصدر، الموضوع الفلسطيني لن يستأثر بمساحة واسعة في خطاب رئيس الحكومة، لأنه لا مجال الآن لإجراء مفاوضات سياسية.
- د. ميخائيل ميليشتاين رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز دايان في جامعة تل أبيب قال لـ"هآرتس" إن سياسة بينت المعلنة بشأن القضية الفلسطينية تبدو كصدى للخطة التي قدمها موشيه دايان بعد احتلال المناطق الفلسطينية في سنة 1967. "دايان مثل بينت، تحدث عن تقليص النزاع، وعن قيام منظومتيْ حياة في المنطقة عينها، وعدم ترسيم الحدود بينهما، وعن تقديم تسهيلات اقتصادية، وتسهيل حرية حركة الفلسطينيين. كل هذا من دون سياسة ومن دون تحقيق التطلعات الوطنية".
- بحسب كلامه، يبدو بينت معتدلاً قليلاً مقارنة بخطة دايان التي قدمها في بداية العقد الماضي، والتي تحدثت عن ضم المناطق ج. مع ذلك يقول ميليشتاين إن تصريحات بينت أشبه بالرجوع في الزمن 54 عاماً إلى الوراء وكأن شيئاً لم يتغير منذ ذلك الحين. لا توجد فوارق تقريباً بين هذه التصريحات وبين التسوية الوظيفية التي قدّمها دايان بعد حرب الأيام الستة". وغني عن الذكر أن كل هذه الأفكار تقريباً لا يقبلها أي فلسطيني.
- سياسة الغموض التي انتهجتها حكومات إسرائيل منذ الستينيات حتى اليوم لم تضلل أبداً أعداءنا، ولا المتربصين بنا، ولا العديد من أصدقائنا الذين تعاملوا بتسامح، وفي أحيان كثيرة بالغمز مع التصريح التقليدي: "إسرائيل لن تكون الدولة الأولى التي تُدخل سلاحاً نووياً إلى الشرق الأوسط".
- في العالم الدبلوماسي شكلت هذه الصيغة الإسرائيلية نوعاً من تسوية وصلت إليها حكومات إسرائيل، في الأساس مع الولايات المتحدة. الهدف من هذه التسوية كان وضع علامات تعجُّب إلى جانب علامة استفهام على الحديث الدبلوماسي الدولي. علامة التعجب كانت مريحة لأنها قادرة على إنقاذ إسرائيل من رفضها توقيع معاهدة وقف انتشار السلاح النووي من دون أن تكون موضع جدل وإدانة من طرف العديد من الدول في العالم التي ليست كلها عدوة لنا. علامة الاستفهام أبقت الشك في أن هناك ما هو أكثر تعقيداً وخطورة وتهديداً بكثير وأخفته إسرائيل عن قصد.
- هامش عدم اليقين بين علامة التعجب وعلامة الاستفهام كانتا مصدراً لعدد لا ينتهي من الأساطير بشأن القوة النووية الإسرائيلية، وعدد لا يُحصى من تكذيبات ناطقين رسميين إسرائيليين على مر الأعوام. هذا الهامش مريح ومفيد لإسرائيل ويجب مواصلته.
- حان الوقت لكي نتوقف عن خداع أنفسنا. بالنسبة إلى إيران، وليست وحدها فقط، إسرائيل هي قوة نووية عظمى بحجم فرنسا وبريطانيا، وربما أكبر منهما. التكذيبات الإسرائيلية، أو ما يسميه رئيس تحرير "هآرتس" ألوف بن "هامش الغموض" [راجع ترجمة المقال في عدد النشرة الصادر في 23/9]، لا تؤثر في آيات الله في طهران. فهؤلاء مقتنعون بأن في إمكان إسرائيل استخدام قوة نووية بأحجام تزعزع العالم كله وليس الشرق الأوسط فقط.
- من أسباب امتناع إيران رسمياً من إعلان نيتها إنتاج قدرة نووية هو هامش الغموض هذا، الذي حافظنا عليه طوال 60 عاماً. في اليوم الذي تقلِّص فيه إسرائيل هامش الغموض، في استطاعة إيران أن تعلن رسمياً التالي: إذا كان مسموحاً لإسرائيل امتلاك سلاح نووي لماذا هو ممنوع علينا؟
- في الحقيقة، موضوع النقاش هنا ليس الحقائق الدقيقة، والمطروح ليس ما هي القدرات الحقيقية لإسرائيل، وهل يمثل الإعلان الرسمي لحكوماتنا الواقع كما هو؟ وهل تملك إسرائيل قوة نووية حقيقية أم تملك فقط إمكانية إنتاج كهذه؟ (لا جدال في شأن القدرة التكنولوجية لدولة إسرائيل. ما من إنسان عاقل هنا، وفي أي مكان في العالم يدّعي أن إسرائيل غير قادرة على إنتاج قنبلة نووية متى أرادت ذلك. موضوع الجدل هو: هل حققت إسرائيل هذه القدرة أم أنها تمسكت بتصريحاتها بأنها لن تكون الدولة الأولى التي تفعل ذلك في الشرق الأوسط).
- ماذا يعني تآكل الغموض الذي تحدث عنه ألوف بن؟ المغزى الوحيد لذلك هو أن لدى إسرائيل قدرة نووية. إذا كان تآكُل الغموض بات حقيقة قائمة، فما الجديد في ذلك بالنسبة إلى الإيرانيين وكثيرين غيرهم ممن يعتبرون إسرائيل قوة نووية ذات أحجام عالمية منذ أعوام. بالنسبة إليهم، تآكُل الغموض يعني فقط دليلاً قاطعاً على أن إسرائيل تمارس سياسة مزدوجة. وبينما هي تحرض العالم كله على سلوك إيران، على الرغم من تكذيب إيران أن لديها مشروعاً نووياً عسكرياً، فإن إسرائيل نفسها على ما يبدو تملك سلاحاً نووياً. وإذا كان هذا صحيحاً، فستقول إيران: لماذا مسموح لإسرائيل، الدولة التي تعتبرها محتلة، وممنوع على إيران التي تعتبرها إسرائيل عدوة لها؟
- ... من الواضح أن سياسة حكومة نتنياهو والتعاون المدمر بين نتنياهو ودونالد ترامب سرّع في إنتاج إيران اليورانيوم المخصّب. ليس هذا فقط، فقد قلص نتنياهو وترامب هامش التعاون الدولي في السعي للجم التقدم الإيراني. قبل أعوام من ذلك كانت روسيا والصين والدول الأوروبية، وفي مقدمتها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، أكثر إصراراً على التعاون فيما بينها، الأمر الذي أدى إلى صدور عدد من قرارات مجلس الأمن بفرض عقوبات اقتصادية ضد إيران، بالإضافة إلى مساعٍ أُخرى قامت بها الولايات المتحدة. حتى روسيا عرقلت تزويد إيران بالوقود النووي من أجل المفاعل المدني في مدينة بوشهر فترة من الزمن.
- هذه الحقائق كانت معروفة من طرف السياسيين في حكومة إسرائيل بدءاً من سنة 2009، لكن إسرائيل اختارت انتهاج سياسة استفزازية أدت إلى مواجهة لا لزوم لها مع إدارة الرئيس باراك أوباما، ودفعته في نهاية المطاف إلى جر شركائه في الغرب مع روسيا والصين إلى توقيع الاتفاق مع إيران. هذا الاتفاق، كما قلت في الماضي، هو اتفاق ناقص وفيه نقاط ضعف غير قليلة، وكان في الإمكان التوصل إلى اتفاق أفضل منه بكثير وأكثر موثوقية وثباتاً، لكن هذا الاتفاق هو أفضل بكثير من عدم وجود اتفاق، ولاحقاً من السياسة الإسرائيلية التي هددت بإشعال مواجهة عسكرية مباشرة بين إسرائيل وإيران.
- بعد كل ما قيل يجب الاعتراف بأن التسريع في تخصيب اليورانيوم سيؤدي حتماً إلى وصول إيران إلى عتبة النووي. من الأفضل التقليل من هلع لا مبرر له. في كل الأوقات كان في إمكان إيران إنتاج يورانيوم خلال أشهر معدودة وبكميات تقربها من الكميات المحددة التي تقربها من العتبة. لذلك السؤال مجدداً ليس ماذا يقرّب إيران من العتبة. كميات اليورانيوم حيوية عندما تتوفر شروط إضافية ليست متوفرة اليوم لإيران.
- رئيس الحكومة ووزير الدفاع السابق إيهود باراك قال مؤخراً إن إسرائيل ليس لديها خيار عسكري تقليدي للقضاء على مكونات التهديد النووي الإيراني. وأنا أوافقه على ذلك. هذا ما اعتقدته قبل أعوام عندما كان باراك عضواً في حكومة وتحدث بصورة مختلفة. وجهة نظر باراك مهمة لأنه من دون شك يفهم في الموضوع. بين قدرة إسرائيل الحقيقية على القضاء على المشروع النووي الإيراني قضاء مطلقاً كما فعلنا في العراق وسورية، وبين محاولة الاستعداد لمواجهة عسكرية شاملة لا يمكن أن نعرف كيف ستنتهي، هناك مجال لمعركة معقدة ومتنوعة من العمليات التي تستطيع زعزعة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي لإيران.
- هذه المعركة تتطلب تعاوناً وثقة وضبطاً للنفس من جانب إسرائيل، وتعاوناً وتنسيقاً قبل كل شيء مع الولايات المتحدة...
- يجب العودة إلى نموذج من التعاون الذي يعتمد على منظومة عملانية مركزة تعتمد على عقوبات اقتصادية أكثر صرامة بكثير من التي اتُّخذت في الماضي، وضرب البنى التحتية العسكرية الاستخباراتية بطرق بعيدة عن أنظار وآذان المجتمع الدولي، بالإضافة إلى خطوات أُخرى تساهم في زعزعة الاستقرار السياسي والاجتماعي في إيران.
- هذه خطة عمل مزدحمة وصعبة ومحفوفة بالمخاطر، لكنها خطة ممكنة. لا نحتاج إلى تآكل الغموض، بل نحتاج إلى نضال جريء وشجاع وسرّي ومسؤول.