مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
بينت: إسرائيل ستدافع عن نفسها بنفسها في وجه التهديد الإيراني وأتباع طهران في لبنان وسورية
غانتس: إيران تقوم بنشاطات عدوانية تزعزع منطقة الشرق الأوسط
وزير الداخلية التركي: التقديرات السائدة تشير إلى أن الزوجين الإسرائيليين المعتقلين في إستانبول نفّذا جرائم تجسس عسكري وسياسي
إسرائيل ومصر تبحثان مساراً جديداً لإنجاز صفقة تبادل أسرى مع حركة "حماس"
مايك هيرتسوغ يبدأ بأداء مهمات منصبه كسفير لإسرائيل لدى الولايات المتحدة
تقرير: بتسيلم: إسرائيل تستخدم عنف المستوطنين كأداة رئيسية غير رسمية لطرد الفلسطينيين من أراضيهم الزراعية والمراعي في الضفة الغربية
مقالات وتحليلات
"حماس" تحضّر "مفاجآت" قبيل جولة القتال المقبلة
القيادة المصرية تواصل التلميح إلى أن تحسُّن العلاقات مع إسرائيل مهم بالنسبة إليها
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 17/11/2021
بينت: إسرائيل ستدافع عن نفسها بنفسها في وجه التهديد الإيراني وأتباع طهران في لبنان وسورية

أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت أن إسرائيل ستدافع عن نفسها بنفسها في وجه التهديد الإيراني وأتباع طهران في لبنان وسورية، وأكد أنه بغض النظر عما سيحدث بين إيران والدول العظمى فإن إسرائيل مستعدة للتعامل مع سيناريوهات متعددة قريبة وبعيدة. 

وجاءت أقوال رئيس الحكومة هذه في سياق تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال قيامه أمس (الثلاثاء) بتفقد التمرين الذي تجريه فرقة "غاعش" العسكرية [فرقة المدرعات النظامية التابعة لقيادة المنطقة العسكرية الشمالية]. ورافقه في الزيارة كل من وزير الدفاع بني غانتس، ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي.

وأضاف بينت أن إسرائيل قلقة فعلاً مما يحدث في المفاوضات بين الدول العظمى وإيران، وبسبب الليونة التي تبديها هذه الدول إزاء الخروقات الإيرانية.

وبدوره، قال وزير الدفاع إن على العالم التحرك ضد الخروقات الإيرانية، وأكد أن إسرائيل ستقوم بما هو مطلوب في كل من الجبهات، وخصوصاً في الجبهة الشمالية.

وذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى أن نحو 3000 مقاتل يشاركون في تدريب فرقة "غاعش"، وهم مقاتلون من الفرقة، ومن لواء "غولاني"، وسلاحيْ المدرعات والمدفعية، وتشكيلات الاحتياط، وأجهزة الاستخبارات، وقوات سلاح الجو؛ ويجري التدريب في مناطق جبلية، ويشمل التمرّن على القتال في مناطق آهلة. 

يُشار إلى أن إيران أعلنت في بداية الشهر الحالي استئناف المحادثات النووية مع الدول العظمى يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري لمناقشة شروط انضمام الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مجدداً. 

"يسرائيل هيوم"، 17/11/2021
غانتس: إيران تقوم بنشاطات عدوانية تزعزع منطقة الشرق الأوسط

عقد وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس أمس (الثلاثاء) اجتماعاً مع سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد التي تقوم بزيارة رسمية إلى إسرائيل حالياً.

وفي مستهل الاجتماع قال غانتس في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، إن إيران تقوم بنشاطات عدوانية تزعزع منطقة الشرق الأوسط عن طريق تطوير برنامجها النووي، وعبر أذرعها في سورية ولبنان وقطاع غزة واليمن، وأكد ضرورة تعزيز وتعميق التعاون الأمني بين إسرائيل والولايات المتحدة في هذه الفترة بالذات، شاكراً الولايات المتحدة على دعمها مشروع "القبة الحديدية" ومشاريع أُخرى تُعدّ حيوية لأمن إسرائيل.

وكانت غرينفيلد قامت في وقت سابق أمس بجولة تفقدية في عدد من القواعد العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي رافقها فيها كل من سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، ونائب رئيس هيئة الأركان اللواء هرتسي هليفي. وقام كبار قادة الجيش الإسرائيلي بعرض التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل أمام السفيرة.

"يديعوت أحرونوت"، 17/11/2021
وزير الداخلية التركي: التقديرات السائدة تشير إلى أن الزوجين الإسرائيليين المعتقلين في إستانبول نفّذا جرائم تجسس عسكري وسياسي

قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس (الثلاثاء)، إن الزوجين الإسرائيليين المعتقلين في إستانبول بشبهة التجسس ركّزا على مقر إقامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من خلال الصور التي التقطاها، وأشار إلى أن القوات الأمنية التركية التي تواجدت في المنطقة رأت ما جرى وتدخلت.

وتُعتبر تصريحات الوزير التركي بمثابة أول إشارة رسمية تركية إلى عملية اعتقال الزوجين. 

وأضاف صويلو أن مكتب الادعاء العام التركي لديه التفاصيل الكاملة بشأن هذه القضية، وأن التقديرات السائدة تشير إلى أن الزوجين نفّذا جرائم تجسس عسكري وسياسي، وأكد أن المحكمة ستتخذ قراراً حاسماً في الموضوع مستقبلاً. 

وقام محامي الدفاع الإسرائيلي عن الزوجين أمس بزيارة كل منهما في سجنه في إستانبول، وأكد في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أن الشروط التي يمكثان بها في السجن غير سهلة بتاتاً.

وأكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان صادر عنها أمس أنها تواصل بذل جهود كبيرة لدى السلطات التركية من أجل الإفراج عن الزوجين وإعادتهما إلى إسرائيل.

 

"هآرتس"، 17/11/2021
إسرائيل ومصر تبحثان مساراً جديداً لإنجاز صفقة تبادل أسرى مع حركة "حماس"

علمت صحيفة "هآرتس" بأن إسرائيل ومصر تبحثان في الوقت الحالي مساراً جديداً لإنجاز صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة "حماس"، ويشمل المسار الجديد حلاً لتحفظات إسرائيلية عن الحلول السابقة من شأنه أن يؤدي إلى انطلاقة في المفاوضات المتعثرة منذ 7 أعوام.

كما علمت الصحيفة بأن تعتيماً إعلامياً فُرض على تفاصيل المسار ولم ينل بعد مصادقة رئيس الحكومة نفتالي بينت أو المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية - الأمنية، غير أن المفاوضات بشأنه تجرى بكثافة.

يُذكر أن كلاً من رئيس مجلس الأمن القومي إيال حولتا ورئيس جهاز الأمن العام ["الشاباك"] رونين بار اجتمع في القاهرة هذا الأسبوع بوزير الاستخبارات المصرية عباس كامل، وذلك استمراراً للاجتماع الذي عقده كامل مع كلٍّ من بينت ووزير الدفاع بني غانتس في القدس قبل نحو شهرين.

وأفيدَ أن القاهرة معنية بحلحلة هذه القضية بغية حمل "حماس" وإسرائيل على العودة إلى المفاوضات بشأن التسوية الشاملة.

وكانت قناة التلفزة السعودية "العربية" نشرت قبل نحو عام أن إسرائيل طلبت من مصر المساعدة في إنجاز صفقة تبادل أسرى مع "حماس".

"يديعوت أحرونوت"، 17/11/2021
مايك هيرتسوغ يبدأ بأداء مهمات منصبه كسفير لإسرائيل لدى الولايات المتحدة

بدأ مايك هيرتسوغ أمس (الثلاثاء) بأداء مهمات منصبه كسفير لإسرائيل لدى الولايات المتحدة خلفاً للسفير الحالي جلعاد إردان.

وقال هيرتسوغ في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، إنه سيعمل على تعزيز الدعم لإسرائيل في صفوف الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس الأميركي.

من ناحية أُخرى، ذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية أن نائب وزير الخارجية الإسرائيلي عيدان رول، الذي يقوم بزيارة إلى الولايات المتحدة، عقد الليلة قبل الماضية اجتماعاً مع نائبة وزير الخارجية الأميركي وندي شرمان، وأكدت الأخيرة خلاله أن إدارة الرئيس جو بايدن تعتقد أن للإسرائيليين والفلسطينيين الحق في الحصول على درجات متساوية من الحرية والازدهار والاحترام، وفي الوقت ذاته شددت على الالتزام العميق للولايات المتحدة بأمن إسرائيل.

"هآرتس"، 15/11/2021
تقرير: بتسيلم: إسرائيل تستخدم عنف المستوطنين كأداة رئيسية غير رسمية لطرد الفلسطينيين من أراضيهم الزراعية والمراعي في الضفة الغربية

قالت منظمة بتسيلم [مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة] في تقرير جديد صادر عنها هذا الأسبوع، إن إسرائيل تستخدم عنف المستوطنين كأداة رئيسية غير رسمية لطرد الفلسطينيين من أراضيهم الزراعية والمراعي في الضفة الغربية.

وأشار التقرير إلى أن المستوطنين قاموا على مدار الأعوام الخمسة الفائتة بالاستيلاء على نحو 30 كيلومتراً مربعاً من أراضي المزارع والمراعي في الضفة الغربية.

ووثّق التقرير خمس حالات تثبت هذا الاستخدام، أبرزها حالة مزرعة "ماعون" التي أُقيمت بشكل غير قانوني في منطقة الخليل في جنوب الضفة الغربية، ولكن مع بؤرة استيطانية فرعية أصبحت تسيطر الآن على نحو 2.64 كيلومتراً مربعاً، بما في ذلك الطرق والمراعي التي يستخدمها سكان المنطقة الفلسطينيون.

وقال الراعي جمعة ربعي (48 عاماً)، من قرية التواني في قضاء الخليل، لمنظمة بتسيلم إن اعتداءات المستوطنين منعته من الزراعة التي تعيل عائلته، وأشار إلى أن المستوطنين شنّوا عليه اعتداء عنيفاً سنة 2018. وقال: "كسروا ساقي، وكان عليّ المكوث مدة أسبوعين في المستشفى ومواصلة العلاج في المنزل. واضطررت إلى بيع معظم أغنامنا لتغطية تكلفة العلاج".

وأشار التقرير إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت زيادة حادة في أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين. ورفضت بتسيلم المزاعم المتكررة للحكومة بأن العنف ضد الفلسطينيين يرتكبه عدد قليل من المستوطنين المتطرفين، وأن قوات الأمن تبذل قصارى جهدها لإيقافه. وقالت إن الجيش لا يمنع الهجمات، وفي بعض الحالات يشارك الجنود فيها. وأضافت أن سلطات إنفاذ القانون لا تفعل شيئاً يُذكر لاتخاذ إجراءات ضد المستوطنين الذين يرتكبون أعمال عنف ضد الفلسطينيين، وتقوم بتبييض الحالات القليلة التي يُطلب منها معالجتها.

وقالت المنظمة إنه عندما يحدث العنف بإذن ومساعدة من السلطات الإسرائيلية وتحت رعايتها يكون عنف دولة، وأكدت أن المستوطنين لا يتحدّون الدولة في مثل هذه الحالة.

وبحسب التقرير، تم توثيق 451 هجوماً للمستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ بداية العام الفائت، وفي 170 هجوماً منها لم تتدخل القوات الإسرائيلية لحماية الفلسطينيين. ونتيجة ذلك قُتل خمسة فلسطينيين وأصيب العشرات منهم بجروح.

وقال الناطق بلسان بتسيلم درور سدوت إن المنظمة لم تتواصل مع قوات الأمن الإسرائيلية لأنها تدرك أنها لا تفعل شيئاً حيال الاتهامات التي توجهها بتسيلم إليها.

ورفضت سلطات الجيش الإسرائيلي الإدلاء بأي تعقيب على التقرير.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"مركز القدس للشؤون العامة والسياسة"، 16/11/2021
"حماس" تحضّر "مفاجآت" قبيل جولة القتال المقبلة
يوني بن مناحيم - محلل عسكري
  • مر نصف عام على انتهاء عملية "حارس الأسوار" وحركة "حماس" استخلصت الدروس وتستعد لجولة القتال المقبلة مع إسرائيل. في هذه الأثناء يسود قطاع غزة هدوء نسبي، وبالاستناد إلى مصادر في "حماس"، تنتظر الحركة نتائج الاجتماع المرتقب في القدس بين رئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل ورئيس الحكومة نفتالي بينت، ومن المتوقع أن يحسم هذا الاجتماع إلى أين ستتوجه الأمور في قطاع غزة في الأشهر المقبلة.
  • أمس قام وفد أمني برئاسة رئيس مجلس الأمن القومي إيل حولتا بزيارة إلى القاهرة، حيث التقى رئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل، الهدف من اللقاء الإعداد للاجتماع الذي سيُعقد بين رئيس الحكومة نفتالي بينت وبين الجنرال المصري. وشارك في الاجتماع رئيس الشاباك الجديد رونين بار الذي يلتقي الجنرال المصري للمرة الأولى.
  • بالاستناد إلى مصادر مصرية، أعدّت الاستخبارات المصرية خطة شاملة للتوصل إلى تهدئة بعيدة الأمد تشمل 4 ملفات أساسية، ثلاثة منها تتعلق بتحسين الوضع الاقتصادي ومستوى الحياة في قطاع غزة، والرابع ملف صفقة تبادُل الأسرى بين إسرائيل و"حماس".
  • الخطة المصرية مقبولة مبدئياً من طرف "حماس" وسائر الفصائل الفلسطينية وهي تنتظر رد إسرائيل؛ مع ذلك، يتحفظون في "حماس" عن الفكرة المصرية المتعلقة بتهدئة بعيدة المدى مع إسرائيل، فهم يعتبرون أنفسهم حركة "مقاومة"، ويوافقون على تهدئة بضعة أشهر فقط.
  • بحسب مصادر أمنية في إسرائيل، من الأفضل خفض التوقعات من الخطة المصرية، فالفجوات بين موقف إسرائيل وموقف "حماس" في موضوع صفقة تبادُل الأسرى كبيرة جداً، وليس من المتوقع حدوث اختراق. في "حماس" يعلمون هذا جيداً، لذلك هم يستعدون لجولة القتال المقبلة مع إسرائيل، وهم الآن في ذروة إعادة بناء شبكة الأنفاق ("المترو") ومنظومة إنتاج الصواريخ.
  • في الأشهر الأخيرة تراجعت إسرائيل ووافقت على دخول مواد البناء إلى قطاع غزة (إسمنت وحديد) لبناء المساكن التي تضررت في الحرب الأخيرة. وبالاستناد إلى مصادر في القطاع، جزء من هذه المواد حصلت عليه "حماس" من أجل بناء شبكة الأنفاق التي تضررت.
  • الذراع العسكرية في "حماس" أجرت في الأسابيع الأخيرة سلسلة تجارب مكثفة لمسيّرات وصواريخ فوق البحر، وفي الأسبوع الماضي اعترضت منظومة "القبة الحديدية" مسيّرة تابعة لـ"حماس" كانت تقوم بتحليق تجريبي فوق البحر.
  • أسبوعياً، تُجري الذراع العسكرية في "حماس" تجارب على مسيّرات وصواريخ جديدة جرى تطويرها بصورة مستقلة بعد استخلاص دروس مباشرة من عملية "حارس الأسوار"، وتُطلَق الصواريخ التجريبية في اتجاه البحر. الاستخبارات الإسرائيلية تتابع عن كثب هذه التجارب لمعرفة التجديدات الأخيرة التي أُدخلت على الصواريخ، وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، تعمل "حماس" على زيادة مدى هذه الصواريخ وتحسين دقتها وزيادة المواد الناسفة التي تحملها رؤوسها. تجدر الإشارة إلى أن "حماس" أطلقت خلال العملية الأخيرة مئات الصواريخ على غوش دان.
  • في الجيش الإسرائيلي يشعرون بالقلق حيال هذه التطورات، إذ تقوم إيران بتزويد "حماس" والجهاد الإسلامي بالمسيّرات، وتحاول وحدة التطوير في "حماس" إدخال تحسينات عليها وجعلها ملائمة للخطة العملانية للحركة.
  • الذراع العسكرية في "حماس" لا تحاول إخفاء تجاربها على المسيّرات والصواريخ الجديدة، وفي الجيش الإسرائيلي يشكّون في أن ما يجري هو جزء من خطة تضليل تقوم بها "حماس" لتضليل إسرائيل والقيام في هذه الأثناء بحفر الأنفاق تحت العائق الجديد الذي بناه الجيش الإسرائيلي حول قطاع غزة بطول 80 كيلومتراً، وإعادة بناء عمل الكوماندوس البحري للحركة الذي تضرر بقوة في عملية "حارس الأسوار".
  • التسلل إلى إسرائيل عبر البحر، ومهاجمة منصات الغاز في قلب البحر، وخطف مواطنين وجنود إسرائيليين، هي جزء من "المفاجآت" التي تعدّها الذراع العسكرية في "حماس" في جولة القتال المقبلة في مواجهة إسرائيل. هذه التحضيرات في ذروتها، وفي الأسابيع القادمة ستتضح صورة الوضع أكثر بعد الاجتماع بين رئيس الحكومة نفتالي بينت ورئيس الاستخبارات المصرية الجنرال عباس كامل.

 

"أوراق سياسية"، 14/11/2021
القيادة المصرية تواصل التلميح إلى أن تحسُّن العلاقات مع إسرائيل مهم بالنسبة إليها
اللواء في الاحتياط عيران لرمان - باحث في معهد القدس للاستراتيجيا والأمن
  • مَن تعوّد طوال أعوام على البرودة التي تهب من القاهرة بشأن كل ما يتعلق بالسلام بين الدولتين، فإن البادرات التي يجب أن تكون مسألة روتينية، تصبح مؤشراً إلى تغيّر معين يطرأ على مواقف القيادة المصرية.
  • بالإضافة إلى ذلك، من المهم التخفيف قليلاً من حماسة الجانب الإسرائيلي حيال بادرات سلام من هذا النوع (السيسي يتقن الدق على الوتر الإسرائيلي الحساس)، ويجب أن نتذكر أن الوضع لا يزال بعيداً عن علاقات السلام التي كنا نأملها. يحرص الرئيس المصري على عدم وضع أغلبية الضباط المصريين في علاقة بالجيش الإسرائيلي (باستثناء عناصر محدودة مسؤولة عن الاتصال وطواقم سلاح الجو، الذين يتعاونون في القتال ضد داعش). وهو لا يسعى إلى إحداث تغيير شامل للطريقة السلبية، وحتى المعادية للسامية، التي يتحدث بها الإعلام المصري عن إسرائيل. وعلى الرغم من التحسُّن النسبي الذي طرأ على كتب التعليم، فإن السيسي لا يتشدد مع المنظمات المهنية التي لا تسمح بالتطبيع وتحسُّن التجارة والاقتصاد. لكن مع ذلك، من المهم النظر إلى نصف الكوب الممتلئ.
  • تعتمد الخطوات الإيجابية التي يتخذها السيسي على مصالح مشتركة للدولتين، هي التالية:
  • أولاً؛ محاربة الإرهاب الإسلامي لتنظيم "داعش" المتمثل في "ولاية سيناء" (وهو عملياً تنظيم محلي متطرف كان يدين بالولاء للخليفة أبو بكر البغدادي)، ويمكن التقدير أن إسرائيل تساعد مصر بالوسائل المتوفرة لديها. وفي إطار الحوار العسكري، تُبدي إسرائيل أيضاً مرونة حيال الحدود التي يسمح بها الملحق العسكري لاتفاق السلام، وبشأن كل ما له علاقة بحجم القوات المصرية الموجودة في شبه جزيرة سيناء. النتائج التي جرى التوصل إليها واضحة، على الرغم من كونها بطيئة وغير نهائية: ففي العامين الأخيرين تلاشت قدرات ولاية سيناء (من دون أن تختفي تماماً) على القيام بهجمات واسعة النطاق ضد قوات الأمن المصرية وأهداف مدنية.
  • ثانياً؛ في ساحة لا تقل أهمية بالنسبة إلى مستقبل مصر، يبذل السيسي قصارى جهده للتغلب على إحجام إدارة بايدن عن التعامل مع "الديكتاتور المفضل"، بحسب وصف ترامب. قرار إلغاء قانون الطوارىء المطبّق في مصر منذ سنة 1967 يبدو بادرة لا يزال مغزاها الفعلي غير واضح بالنسبة إلى الأوساط الليبرالية في مصر، وكذلك الإدارة الأميركية وأصدقاء مصر في أوروبا. في عملية الغزل المصري لإسرائيل مع - الإدارة والكونغرس على حد سواء - دور لا بأس به كعنصر مؤيد من وراء الكواليس. صحيح أن الولايات المتحدة علّقت مساعدة قدرها 130 مليون دولار ضمن سلة مساعدة لمصر، لكن نتيجتين عمليتين برزتا في المسعى الرامي إلى ترميم مكانة مصر المركزية:
  • اختارت الولايات المتحدة للمرة الـ17 (منذ سنة 1980) إجراء التمرين الذي يجري مرة كل عامين (Glowing Star) على الأراضي المصرية (من 2 حتى 17 أيلول/سبتمبر بعد تأجيله العام الماضي بسبب الكورونا). وفي الأصل يُعتبر هذا التدريب التمرين الأساسي للقيادة المركزية الأميركية (CENTOM)، واليوم مصر هي الدولة التي استضافته ورعته. وهذه السنة شاركت فيه قوات من 21 دولة – الولايات المتحدة، ومصر، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، والسعودية، والإمارات، والبحرين، والكويت، والعراق، والأردن، وباكستان، والمغرب، وتونس، والسودان، وكينيا، ونيجيريا. ويعبّر هذا عن اعتراف الولايات المتحدة، على الرغم من تحفظاتها عن النظام المصري، بالأهمية الاستراتيجية لمصر كلاعب أساسي في المنطقة وفي أفريقيا.
  • أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، برفقة طاقم أميركي رفيع المستوى، (في 8 تشرين الثاني/نوفمبر) جولة حوار استراتيجي في واشنطن مع نظيره المصري سامح شكري والوفد المرافق له، وهو ما يدل أيضاً على أهمية مصر، على الرغم من الاحتكاكات. وتناولت المحادثات مجموعة مسائل مهمة مطروحة على النقاش: العلاقات الثنائية وقضية حقوق الإنسان؛ إيران؛ الوضع في ليبيا، في ضوء المساعي للتوصل إلى تسوية سياسية والانتخابات وغيرها - وقبل كل شيء بالنسبة إلى مصر،  منع حكومة أثيوبيا من استخدام "سد النهضة" الذي يمكن أن يُلحق الضرر بمصالح حيوية لمصر (والسودان).
  • ثالثاً؛ هناك مصلحة مشتركة بين إسرائيل ومصر – لكل واحدة أسبابها الخاصة - في الدفع قدماً بمساعي تسوية بعيدة المدى في غزة، وهنا تؤدي مصر (بواسطة أجهزتها الاستخباراتية) دوراً مهماً، حتى لو أن الجانب المالي يأتي من أماكن أُخرى.
  • رابعاً؛ تتعاون إسرائيل ومصر على القيام بخطوات هدفها إقامة إطار شرق أوسطي فاعل، لديه وجهة نظر واضحة، اقتصادياً وعلى صعيد الطاقة، ولديه أهداف سياسية واستراتيجية. وفي مقابل لقاءات القمة الإسرائيلية- اليونانية – القبرصية (التي ستُستأنف قريباً) هناك منظومة ثلاثية مشابهة مع مصر. "منتدى الغاز في شرق المتوسط"، مصر وإسرائيل عضوان فيه، يرسم أفقاً للتعاون (يشمل النواحي الأمنية) وهدفه، من بين أمور أُخرى، لجم طموحات أردوغان نحو الهيمنة الإقليمية، والتي تشكل خطراً على إسرائيل ومصر. وتظهر مرة أُخرى نقطة اختبار في الصراع الدائر بين القاهرة وأنقرة، ستكون لها تداعياتها على المصلحة الإسرائيلية، قبيل الانتخابات في ليبيا.
  • خامساً؛ حتى لو أن مصر نفسها ليس لديها مصلحة واضحة في مواجهة التهديد الإيراني، فهي تعتمد، اقتصادياً وسياسياً، ليس فقط على الولايات المتحدة، بل أيضاً على دعم السعودية والإمارات (تجدر الإشارة في هذا المجال إلى ردة فعل مصر الإيجابية على اتفاقات أبراهام، بعكس الأسلوب المعهود لعمرو موسى أيام الرئيس حسني مبارك حيال أية بوادر تطبيعية). من هنا تنتمي مصر - مثل إسرائيل - إلى المعسكر الإقليمي الذي يريد وقف التآمر الإيراني وينظر بقلق كبير إلى المشروع النووي لنظام الثورة الإسلامية. كل هذا يجمع بين مصر وإسرائيل ويزيد في معرفة السيسي بالأهمية الأمنية والسياسية (وأيضاً الاقتصادية) لشبكة العلاقات معها. يجب التذكير بأن إسرائيل ممثلة اليوم في القاهرة بسفيرة تجمع بين الخبرة الدبلوماسية الواسعة والتعاطف الكبير مع مصر، ثقافة وشعباً. على المستوى السياسي الرفيع، من المهم توحيد الجهود لتطوير العلاقات من كل النواحي وتقديم مساعدة صامتة وناجعة تساعد المصلحة المصرية في الساحة الأميركية - الداخلية، وتأسيس نظام  للقوات في الشرق الأوسط تشارك فيه الدولتان. ولأن التوجه اليوم إيجابي يجب ألا ننسى أن استقرار مصر وتوجّهاتها السياسية لهما أهمية قصوى بالنسبة إلى مستقبل دولة إسرائيل.