مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
ذكر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي صباح اليوم أن التحقيق لا يزال جارياً لمعرفة أسباب سقوط مروحية عسكرية كانت تقوم بتدريبات مقابل ساحل حيفا، الأمر الذي أدى إلى مقتل اثنين من طاقمها وإصابة ثالث بجروح متوسطة. وقال الناطق في حديث لإذاعة أف أم 103: "حتى الآن، لا نعرف ما إذا كان سقوط المروحية نتيجة خلل تقني أو خطأ بشري. ما زلنا في بداية التحقيق وكل الاحتمالات مطروحة. لقد اطّلعت على التقارير التي تحدثت عن رؤية كتلة النار، وهو ما يدل على عطل تقني في المحرك. ويبدو أن المروحية اصطدمت بالمياه من دون أن ترسل رسالة استغاثة". وردّاً على احتمال تعرُّضها لهجوم إرهابي، قال: "لا نعتقد أن المقصود هجوم إرهابي معادٍ". كما استبعد إمكان وقوع هجوم سيبراني.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (4/1/2022) أن هذه الحادثة هي الثالثة من نوعها التي تقع في السرب 193 في سلاح الجو، إذ سبقتها الحادثة التي وقعت في سنة 1996، والتي أدت إلى مقتل ثلاثة من أفراد الطاقم، وحادثة مقتل اثنين من الطاقم التقني للسرب في حرب لبنان الثانية جرّاء هجوم صاروخي شنّه حزب الله على السفينة الحربية حانيت.
وعلّق وزير الدفاع بني غانتس على الحادثة، فكتب على تويتر أنه يرسل أحر تعازيه إلى عائلتيْ القتيلين ويتمنى الشفاء العاجل للجريح، وذكر أن الجيش يحقق في الحادثة، وسيستخلص الدروس المطلوبة. أمّا رئيس الحكومة نفتالي بينت فقال إنها "ليلة عصيبة جداً، الطياران اللذان قُتلا كانا من خيرة شبابنا. وشعب إسرائيل لن ينسى أبداً مساهمتهما في أمن الدولة".
قال وزير الخارجية يائير لبيد يوم الاثنين إنه على الرغم من زيادة حدة الضغط الدولي على إسرائيل، فإنه ليس من المنتظر أن تدفع الحكومة الحالية قدماً بعملية سياسية مع الفلسطينيين بعد أن يصبح هو رئيساً للحكومة في آب/أغسطس 2023، وذلك بسبب الاتفاقات الائتلافية التي تمنع التقدم نحو هذا الأفق.
جاء كلام لبيد هذا في ضوء مخاوف وزارة الخارجية اليوم من ازدياد محاولات العناصر المؤيدة للفلسطينيين نسْب سياسة الفصل العنصري إلى إسرائيل، واعتراف مؤسسات الأمم المتحدة المتعددة بذلك. وبحسب التقديرات، إن التداعيات الأولى لذلك ستكون في منع إسرائيل من المشاركة في الأحداث الرياضية والثقافية الدولية.
وتطرّق لبيد أيضاً إلى المسألة الإيرانية، وقال إن إسرائيل لا تعارض، تلقائياً، التوصل إلى اتفاق مع إيران، لكنها ضد اتفاق سيئ، وهي تبذل جهدها لإدخال تحسينات على الاتفاق، ونجحت في التأثير في مواقف الدولة الكبرى التي تبحث في هذه الأيام في فيينا العودة إلى الاتفاق النووي. وبحسب كلامه، نجحت إسرائيل في منع المجتمع الدولي من عدم الاهتمام بالموضوع الإيراني، وجعلته موضوعاً مركزياً. التقدير في إسرائيل أن الولايات المتحدة وإيران تنويان العودة إلى الاتفاق النووي، أو إلى اتفاق موقت يؤدي إليه، وتتركز الجهود الإسرائيلية على منع رفع العقوبات الاقتصادية من دون تقديم مقابل إيراني مناسب.
قال الناطق العسكري بلسان الجهاد الإسلامي إن التنظيم سيرد عسكرياً ضد إسرائيل إذا توفي الأسير هشام أبو هواش، المضرب عن الطعام منذ 4 أشهر. وقال المسؤول الرفيع المستوى في الجهاد الإسلامي خالد البطشة، خلال اجتماع عُقد في قطاع غزة بين مسؤولين من "حماس" والجهاد، إنه إذا توفي أبو هواش فسيكون هناك رد مشترك لكل الفصائل في غزة يشمل الذراع العسكرية لـ"حماس"، كتائب عز الدين القسّام.
تُجري إسرائيل اتصالات متقدمة لإقامة علاقات دبلوماسية مع جزر المالديف وجزر القمر. وتجدر الإشارة إلى أنه كان هناك علاقات كاملة مع جزر المالديف خلال الفترة 1965-1974 إلى أن جُمدت. وفي سنة 2006 أعلن رئيس المالديف نية بلاده إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، لكن هذا الإعلان واجه رفضاً من المعارضة في بلاده وسُحب من التداول.
خلال الفترة 2012-2017، أُبرمت عدة اتفاقات تعاون مع المالديف ونُفِّذت، لكن العلاقات الدبلوماسية لم تُستأنف بالكامل. اليوم، في إمكان الإسرائيليين زيارة جزر المالديف عبر دولة ثالثة والحصول على تأشيرة دخول إلى المطار.
مؤخراً، تُجري إسرائيل اتصالات بجزر القمر لإقامة علاقات دبلوماسية معها، وهي دولة عضو في الجامعة العربية، وفي مؤتمر الدول الإسلامية. في سنة 1994، وبعد توقيع اتفاقات أوسلو، أجرت إسرائيل اتصالات حثيثة بجزر القمر لإقامة علاقات معها في مقابل مساعدة إسرائيلية سخية، لكن ضغوطاً إيرانية وليبية دفعتها إلى التراجع وعدم توقيع الاتفاق الذي كان من المفترض إجراؤه في السفارة الإسرائيلية في باريس. وتأمل إسرائيل بالتوصل إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع الدولتين الاسلاميتين المالديف وجزر القمر في وقت قريب.
الدولتان المهمّتان بالنسبة إلى إسرائيل في عملية تطبيع العلاقات هما السعودية وإندونيسيا. لكن الدولتين لم تنضجا لإحداث انعطافة في العلاقات مع إسرائيل. وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زار جاكرتا، مؤخراً، وبحث مع المسؤولين هناك في إمكان إقامة علاقات مع إسرائيل.
في هذه الأثناء، وضعت وزارة الخارجية هدفاً لها، هو تسويق اتفاقات أبراهام كتجربة ناجحة، سياسياً واقتصادياً، لتشجيع دول أُخرى على الانضمام إليها. مؤخراً، أشركت وزارة الخارجية الإسرائيلية دولة الإمارات في الحوار الإسرائيلي مع اليونان وقبرص وبحثت إمكان عقد قمة رباعية.
- شهد الجدل العام بشأن خيار الدولتين لحل النزاع صعوداً وهبوطاً في العقد الأخير، لكن هناك أمراً واحداً يحظى بإجماع يتخطى الخطوط الحزبية، هو عدم وجود فرصة للتوصل إلى اتفاق دائم في الأفق المنظور. تعبير "لا يوجد شريك" في الجانب الفلسطيني، تآكل من كثرة الاستخدام. في الأشهر الأخيرة ارتفع الجدل درجة (أو تراجع، بحسب النظرة السياسية)، وكثرت الأصوات التي تحدثت عن إغلاق الباب أمام خيار الدولتين، في ضوء الواقع في الضفة الغربية وغياب زعيم فلسطيني قادر، وانحياز المجتمع الإسرائيلي إلى اليمين. صوت أ. ب يهوشواع فاجأ اليسار وأثار نقاشاً عاماً واهتماماً. كان هناك مَن هزّ رأسه موافقاً، كنوع من قبول متشائم بالواقع، وكان هناك مَن ناقش الاستنتاج، ومَن رحّب به.
- لكن المقصود واقع أكثر تعقيداً بكثير، أو العكس، واقع واضح تماماً وثنائي، وبحسب الباحث ماتي شتاينبرغ: إمّا التقسيم إلى دولتين، أو التدهور إلى دولة الأبرتهايد. ويضيف شتاينبرغ تشخيصاً مثيراً للاهتمام وصحيحاً للغاية: بينما الخيار الأول يتطلب موافقة علنية ورسمية، فإن خيار الأبرتهايد لا يحتاج إلى ذلك، وهو سيظهر كخيار في ظروف عدم وجود الاتفاق.
- سيكون هناك مَن يدّعي أن الوضع الاستراتيجي المريح لإسرائيل في الأعوام الأخيرة يمنحها هامشاً واسعاً للمناورة، ويعزز مكانتها في مواجهة الطرف الفلسطيني. تفكّك الإطار العربي العام للنزاع، واتفاقات أبراهام التي عززت بصورة غير مسبوقة مكانة إسرائيل في الخليج وفي المنطقة كلها، هما أبرز دليل على ذلك.
- لكن المهم أن كل ذلك لن يؤدي إلى اختفاء النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني أو تقليصه، لأن ما يجري هو نزاع بين هويتين مسجونتين في المنطقة الواقعة بين البحر والنهر. ناهيك بأن الهوية العرضة لخطر أكبر هي الهوية اليهودية.
- على هذه الخلفية، إن الأصوات الأخيرة والرائجة الداعية إلى "تقليص النزاع" تسيء إلى وضع دولة إسرائيل. فهي تنشر وهم أن في الإمكان تقليص نقاط الاحتكاك من دون التطرق إلى المسألة المركزية المتعلقة بصورة الاتفاق، أو إلى مصير الهويتين. ماذا يمكن أن نفعل؟ أولاً، يجب الإدراك أنه صحيح أن حل الدولتين أصبح بعيداً، لكنه لم يختف. واختفاؤه معناه قرار إسرائيلي واعٍ يؤيد الاختفاء. لا تملك دولة إسرائيل (اليهودية) هذا الترف. أشدّد مرة أُخرى على أن الإقرار بأن خيار الدولتين لم يعد ممكناً معناه أن الانزلاق إلى دولة الفصل العنصري أصبح لا مفر منه.
- مصطلح الأبرتهايد في إسرائيل يثير بصورة مباشرة ومفهومة ردوداً عنيفة وتهديدات تثير الخوف ليست في مكانها، بحسب تصريحات وزير الخارجية ورئيس الحكومة المناوب يائير لبيد أمس. لكن المعنى العملي للمصطلح يتجلى في عدد من الخطوات التي تجري على الأرض وتحظى بتفهُّم وتأييد أغلبية الجمهور الإسرائيلي، مثل عدم حصول الفلسطينيين على حقوق أساسية؛ تطبيق القانون الإسرائيلي بصورة مختلفة وإقصائية في المناطق (هناك قانون خاص بنا وآخر خاص بهم)؛ عدم تطبيق القانون على جرائم الإسرائيليين ضد الفلسطينيين؛ طرق مواصلات التفافية أو منفصلة (مفهومة من الناحية الأمنية، لكن أقل ما يقال عنها إنها إشكالية من الناحية القانونية والمدنية)، وغيرها.
- بناءً على ذلك، يجب العمل لمنع خسارة خيار الدولتين. يجب إعادة الخطاب العام والسياسي بشأن عملية سياسية مع الزعامة الفلسطينية التي لا تزال (حتى الآن) تلتزم بالاتفاقات التي أبرمتها مع إسرائيل، والوعود التي تعهدت بها منظمة التحرير الفلسطينية في هذا الإطار.
- تُعتبر الزعامة الفلسطينية غير ديمقراطية، لكن أليس هذه هي حال معظم محاورينا في المنطقة، بمن فيهم أصدقاؤنا المقربون. السؤال المطروح هو ما إذا كانت هذه الزعامة، على الرغم من ضعفها، فإنها لا تزال ترى في حل الدولتين أساساً مشتركاً لحوار سياسي - استراتيجي. إذا كان الجواب عن ذلك إيجابياً، وفي رأيي هو إيجابي، يجب ترسيخ شرعيتها، سواء من خلال حوار سياسي رفيع المستوى، أو بالتدريج، من خلال حوار إسرائيلي - فلسطيني مُشابه مع حليفتنا الاستراتيجية الولايات المتحدة. إدارة ترامب، على الرغم من عيوبها الكثيرة، فإنها ساهمت في التوصل إلى اتفاقات أبراهام والاعتراف بالقدس؛ في إمكان إدارة بايدن المساهمة في عودة خطاب عاقل وواقعي في ظل ظروف مريحة وجيدة بالنسبة إلى إسرائيل.
- لكثرة ما تعودنا على أن إيران أصبحت العدو اللدود والأخطر على إسرائيل، لم نعد ننتبه تقريباً إلى مسألة تُلخَّص بكلمة: لماذا؟ يسأل كل إنسان عاقل نفسه: لماذا إيران معادية جداً لإسرائيل إلى حد التهديد بتدميرها؟ وما معنى تهديداتها واستعداداتها لضربنا؟ في الحقيقة، حتى سنة 1969 كانت إسرائيل تُعتبر حليفاً لإيران الملكية. وكان القاسم المشترك بينهما أنهما ليستا دولتين عربيتين. إسرائيل دولة يهودية وإيران دولة مسلمة شيعية، لكن غير عربية، وليس لديها حدود مشتركة معها. وعلى الرغم من وجود نظام ديني متشدد لأكثر من عقد من الزمن، فإن إيران لم تكن بحاجة إلى ذريعة لنزاع حاد ومتصاعد قبل حرب الصواريخ التي حلّقت فوق سماء الأردن والسعودية.
- منطقياً، من الصعب فهم سبب هذا العداء الشديد. لكن عندما نتذكر كراهية ألمانيا النازية للشعب اليهودي ورغبتها في تدميره، يبدو من غير المفيد البحث عن تفسيرات غير ضرورية. ومثل الألمان، الشعب الإيراني - المعروف بأنه ليس متجانساً ومكوّناً من عدة شعوب تعيش في مناطق متعددة منحتهم الدولة إياها - يُعتبر شعباً متعلماً ومتنوراً. على الرغم من سيطرة الدين على الحياة اليومية في إيران منذ أيام الخميني، فإن إيران تُعتبر دولة متقدمة نسبياً في صورة العالم الإسلامي. لكن الإيرانيين يخضعون لنظام الملالي الذي يلجم أيّ تقدم أو أيّ ميل نحو الاندماج في الحضارة الغربية. نظام وضع هدفاً له، تطوير سلاح نووي وتعظيم مكانة إيران في المنطقة والعالم كله...
- حالياً، تلعب إيران في ملعبين في آن معاً؛ الأول، المساعي الدبلوماسية السخيفة التي تجري في فيينا على أمل كبح جماح إيران وفرض قيود على تطويرها النووي الذي لا يوجد أخطر منه عندما يكون بين يدي أشخاص لا كوابح لهم، مثل الحكام في طهران؛ الملعب الثاني، عروض السلاح الضخمة والاستعراضات العسكرية في شوارع طهران، والتجارب المتقدمة التي أُجريت على السفن الحربية في المحيطات التي تحيط بها وفي صحرائها. مشهد إطلاق الصواريخ إلى الفضاء، أو إلى آلاف الكيلومترات، هدفه التلميح إلى الغرب "الكافر"، وإلى إسرائيل المكروهة: "انظروا لقد حذّرناكم".
- منذ أعوام طويلة، أصبح الموضوع الإيراني مركزياً في دائرة التهديدات لإسرائيل. طبعاً، الجيش الإسرائيلي لا يقف موقف المتفرج، بل يستعد لمواجهة اليوم الذي لا مفر منه وتوجيه ضربة وقائية مستقلة. لكن يبدو أن هذا لن يمنع سقوط صواريخ إيرانية على الجبهة الداخلية الإسرائيلية والتسبب بقتل ودمار كبيرين، لكنه سيُنهي تهديداً وجودياً. في هذه الأُثناء، الاهتمام العام الموجّه نحو أوميكرون، المتحور الذي ينتشر ولا يعرف حدوداً، يحوّل الانتباه عن تهديد "غير راهن"، أي سلاح نووي في يد جنرالات إيرانيين متغطرسين.
- بالإضافة إلى المناورات الخادعة التي تقوم بها إيران حيال محاوريها في فيينا، وخصوصاً الولايات المتحدة في عهد بايدن، وإلى جانب ألعاب الحرب التي يجب عدم الاستخفاف بها، تقوم إيران بنشر دعاية غوبلز السامة. على سبيل المثال، مؤخراً، أعلن الناطق بلسان الجيش أن: "تدمير إسرائيل، النظام الذي يحتل القدس، هو الهدف الأعلى الذي نضعه نصب أعيننا... عندما نقول إن النظام الصهيوني المزيف يجب أن يزول، هو سيزول بمشيئة الله، وسيحتفل عالم الإسلام بهذا اليوم". كما قال إن إسرائيل هي أداة في يد "الصهيونية العالمية" التي تتطلع إلى استعباد "رعايا الله"، أي المسلمين. أميركا هي "الشيطان الأكبر"، بينما دول الغرب، مثل فرنسا وبريطانيا، فهي "الشيطان الأصغر".
- يُقال إن الكلب الذي ينبح لا يعض. ليست هذه هي الحال مع إيران الشيعية. يجب ألاّ نبقى غير مُبالين بالتهديد الوجودي الذي يواجهنا، وكفى أوهاماً ساذجة تنشرها المحادثات العبثية في فيينا.