مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
قناة 13: كوخافي طلب من قادة هيئة الأركان أن يكون الجيش الإسرائيلي على أهبة الاستعداد لاحتمال القيام بالعملية العسكرية "حارس الأسوار 2"
الشرطة الإسرائيلية تؤكد استمرار حالة التأهب القصوى من الشمال إلى الجنوب
قناة "كان": وفد أمني إسرائيلي قام بزيارة سرية إلى الخرطوم التقى خلالها عدداً من المسؤولين العسكريين السودانيين الرفيعي المستوى
بينت عن العملية العسكرية ضد خلية الجهاد الإسلامي في جنين: أحبطنا "قنبلة موقوتة"
إسرائيل والإمارات العربية المتحدة توقّعان اتفاقية تجارة حرة
مقالات وتحليلات
اسم داعش يثير الرعب، لكن انشغال إسرائيل في التنظيم يحجب التهديد الحقيقي
الاتفاق النووي: إسرائيل مطالَبة بدبلوماسية أكثر هدوءاً في المنطقة
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
موقع قناة التلفزة الإسرائيلية 13، 4/4/2022 https://13tv.co.il/news/
قناة 13: كوخافي طلب من قادة هيئة الأركان أن يكون الجيش الإسرائيلي على أهبة الاستعداد لاحتمال القيام بالعملية العسكرية "حارس الأسوار 2"

قالت قناة التلفزة الإسرائيلية 13 الليلة الماضية إن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي طلب من قادة هيئة الأركان أن يكون الجيش الإسرائيلي على أهبة الاستعداد على مدار شهر أو أكثر لاحتمال القيام بالعملية العسكرية "حارس الأسوار 2".

وأضافت قناة التلفزة أن كوخافي يعتقد أنه من الممكن أن يتم إطلاق قذائف صاروخية من طرف حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، بعد اغتيال المسلحين الثلاثة الذين ينتمون إلى هذه الحركة بالقرب من جنين الليلة قبل الماضية.

ونشرت القناة تفاصيل جديدة عن عملية قتل هؤلاء المسلحين الثلاثة من جانب قوات الجيش الإسرائيلي، فذكرت أنهم كانوا تحت مراقبة الأجهزة الأمنية على مدار أسابيع، وقبل تخطيطهم لتنفيذ هجوم داخل إسرائيل. وأضافت أنه في ليلة اليوم الأول من نيسان/أبريل، كانت الخلية في طريقها من مخيم جنين في اتجاه إسرائيل، فاعترضتها قوات من الجيش الإسرائيلي وعناصر جهاز "الشاباك"، وقامت بإغلاق الطريق أمامها حتى أجبرتها على التوقف، لكن بعد ذلك نجح المسلحون في تجاوز سيارات الأمن الإسرائيلية ولاذوا بالفرار، وسرعان ما انعطفوا وعادوا لقتال قوات الأمن الإسرائيلية.

وأشارت قناة التلفزة إلى أن المسلحين كانوا أول مَن أطلق النار، وخلال ذلك أصيب 4 من عناصر الجيش والأمن الإسرائيلي.

"يديعوت أحرونوت"، 4/4/2022
الشرطة الإسرائيلية تؤكد استمرار حالة التأهب القصوى من الشمال إلى الجنوب

أكد الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية في بيان صادر عنه أمس (الأحد) أن الآلاف من رجال الشرطة وقوات الأمن منتشرون بصورة مكثفة، من كريات شمونه في شمال إسرائيل وحتى إيلات في الجنوب، وشدّد على أن الشرطة ستنتهج سياسة صفر تسامُح مع أي أعمال شغب وإخلال بالنظام العام.

وأضاف البيان أن حالة تأهُّب الشرطة في الحدود القصوى ستستمر في كل أرجاء البلد، في إثر قيام الجيش الإسرائيلي بقتل أفراد خلية تابعة للجهاد الإسلامي في منطقة جنين، وتهديدات حركتيْ "حماس" والجهاد الإسلامي بالانتقام لمقتلهم.

من ناحية أُخرى، قال نائب وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يوآف سيغالوفيتش إن إسرائيل لا تنوي في الوقت الحالي فرض إغلاق على مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية] لأن من شأن ذلك أن يؤدي إلى نتائج لا تُحمد عقباها.

وأشار سيغالوفيتش إلى ضرورة القيام بسدّ الكثير من الثغرات في الجدار الفاصل بين إسرائيل ومناطق يهودا والسامرة، مشيراً إلى أن الحكومة ستبدأ بسدّها في الفترة القريبة.

وكانت مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى أكدت أن تكلفة خطة سدّ الثغرات في الجدار الفاصل المحيط بمناطق يهودا والسامرة تقدَّر بمليارين إلى ثلاثة مليارات شيكل، وأضافت أن الحكومة ستبدأ بتنفيذ الخطة من ميزانية وزارة الدفاع الإسرائيلية، بالتدريج.

وأكدت هذه المصادر نفسها أن الشيء الوحيد الذي بإمكانه أن يكفل وقف الهجمات هو وقف تلقّي المنفّذين مخصصات مالية من السلطة الفلسطينية، وقالت إنه في حال وقف المخصصات، سيتم خفض دافعيتهم لارتكاب اعتداءات.

 

موقع قناة التلفزة الإسرائيلية "كان"، 4/4/2022 https://www.kan.org.il/
قناة "كان": وفد أمني إسرائيلي قام بزيارة سرية إلى الخرطوم التقى خلالها عدداً من المسؤولين العسكريين السودانيين الرفيعي المستوى

نقلت قناة التلفزة الإسرائيلية "كان" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] عن مسؤولين سودانيين أن وفداً أمنياً إسرائيلياً قام الأسبوع الماضي بزيارة سرية إلى العاصمة السودانية الخرطوم، التقى خلالها عدداً من المسؤولين العسكريين الرفيعي المستوى.

وأوضحت القناة أن الوفد عقد اجتماعاً مع قيادة الحكم العسكري السوداني بقيادة اللواء عبد الفتاح البرهان، الذي أكد في مقابلاته الأخيرة أن العلاقات مع إسرائيل تركز على التعاون الأمني والاستخباراتي والعسكري، وأشارت إلى أن هذه الزيارة تُعتبر الثالثة للوفد الأمني الإسرائيلي في غضون نصف عام.

وأشارت القناة إلى أن البرهان وصف هذه الزيارات بأنها مشروعة، وقال إن التعاون الأمني ​​يخدم مصالح البلد ويساعد في الحفاظ على أمن السودان والمنطقة.

يُشار إلى أن السودان أصبح ثالث دولة عربية تعلن اتفاقاً لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، كجزء من "اتفاقيات أبراهام" التي توسطت فيها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في تشرين الأول/أكتوبر 2020، وذلك بعد الإمارات العربية المتحدة والبحرين.

وتم إعلان الاتفاق بين إسرائيل والسودان بعد أيام من قيام ترامب بشطب السودان رسمياً من قائمة الدول التي ترعى الإرهاب وتموله، لكن على الرغم من الاتفاق، فإنه لم يتم اتخاذ أي خطوات لتحقيق التطبيع الكامل بين إسرائيل والسودان حتى الآن.

 

"معاريف"، 3/4/2022
بينت عن العملية العسكرية ضد خلية الجهاد الإسلامي في جنين: أحبطنا "قنبلة موقوتة"

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت إن إسرائيل قد تواجه مزيداً من محاولات الهجمات "الإرهابية" في المستقبل القريب.

وأضاف بينت في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل اجتماع عقده مع رئيس جهاز الأمن العام ["الشاباك"] رونين بار وكبار المسؤولين في هذا الجهاز الليلة الماضية، أن جميع قوات الأمن الإسرائيلية موجودة الآن في خضم جهد مشترك لوقف موجة الهجمات الأخيرة وإعادة الأمن إلى سكان إسرائيل.

وجاء هذا الاجتماع بعد أن قامت قوات من الجيش الإسرائيلي فجر أمس (السبت) بمداهمة مدينة جنين وقتل ثلاثة ناشطين من الجهاد الإسلامي بحجة أنهم كانوا في طريقهم لتنفيذ هجوم مسلح في إسرائيل.

وذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن الشبان الثلاثة كانوا يستقلون مركبة خاصة عندما باغتتهم قوات الجيش الإسرائيلي بالقرب من بلدة عرابة واستهدفت مركبتهم.

وأضاف البيان أنه جرى تبادُل لإطلاق النار أصيب خلاله 4 جنود إسرائيليين، وُصفت جروح أحدهم بأنها خطِرة.

وتطرّق بينت إلى هذه العملية العسكرية، فقال إن قوات الأمن أحبطت قنبلة موقوتة. وأشار إلى أن الشبان الثلاثة خططوا للدخول إلى إسرائيل وتنفيذ هجوم مسلح في إحدى المدن.

وأشار بينت إلى زيادة انتشار قوات الأمن في المدن الإسرائيلية وأكد أن الهدف هو السماح للمواطنين بممارسة حياتهم الطبيعية.

وقال بينت: "إن الإرهاب ليس بجديد. تارة ’حماس’ وتارة الجهاد الإسلامي، وهذه المرة هناك انخراط لداعش. وعلى الرغم من ذلك، فإننا سنتخطى هذه الفترة الصعبة".

في سياق متصل، أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس أمس تقييماً أمنياً مع رئيس جهاز "الشاباك"، ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي، ومسؤولين أمنيين كبار آخرين، بعد العملية العسكرية في جنين.

وأشاد غانتس بالجنود الذين شاركوا في العملية، وأكد أن الجيش وقوات الأمن يواصلان العمل على مدار الساعة لحماية المواطنين الإسرائيليين.

"يسرائيل هيوم"، 3/4/2022
إسرائيل والإمارات العربية المتحدة توقّعان اتفاقية تجارة حرة

بعد مفاوضات استمرت خمسة أشهر، وقّعت إسرائيل والإمارات العربية المتحدة أول أمس (الجمعة) اتفاقية تجارة حرة.

وجرت مراسم توقيع الاتفاقية في أحد فنادق القدس، بحضور وزيرة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية أورنا باربيفاي، ووزير شؤون التجارة الخارجية الإماراتي ثاني بن أحمد الزيودي.

وقالت باربيفاي في تصريحات أدلت بها إلى وسائل إعلام: "منذ توقيع ’اتفاقيات أبراهام’ تعمل وزارة الاقتصاد والصناعة على توسيع العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، وتوقيع هذه الاتفاقية يُعتبر مَعلماً تاريخياً مهماً في العلاقة بين البلدين".

وذكر بيان صادر عن وزارة الاقتصاد والصناعة أن الاتفاقية تشمل التنظيم والجمارك والخدمات والمشتريات الحكومية والتجارة الإلكترونية وحماية حقوق الملكية الفكرية.

ووفقاً للبيان، سيتم إعفاء نحو 95% من المنتوجات المتداولة بين الدولتين من الرسوم الجمركية، بما في ذلك الأغذية والزراعة ومستحضرات التجميل والمعدات الطبية والأدوية.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 3/4/2022
اسم داعش يثير الرعب، لكن انشغال إسرائيل في التنظيم يحجب التهديد الحقيقي
تسفي برئيل - محلل سياسي
  • الحجة الأساسية التي طرحتها وسائل الإعلام ضد الشاباك تتركز على ما سُمِّي إهمال نشاط تنظيم داعش في المناطق، وفي إسرائيل، بصورة سمحت للمهاجمين في الخضيرة وبئر السبع بالتحرك "من تحت الرادار". تأكيداً لهذه الحجة أن إبراهيم أغبارية، أحد منفّذي هجوم الخضيرة، اعتُقل في سنة 2016، بسبب محاولته الانضمام إلى تنظيم داعش في سورية، ومحمد أبو القيعان، منفّذ هجوم بئر السبع، اعتُقل في العام عينه أيضاً، بسبب نيته تشكيل خلايا إرهابية للانضمام إلى صفوف داعش في سورية.
  • في الحالتين، كان يتعين على الشاباك الاستمرار في مراقبة هؤلاء النشطاء، حتى بعد إطلاق سراحهم، بحسب وسائل الإعلام. لكن حتى الآن، لم يتم العثور على صلة ملموسة مباشرة بين منفّذي الهجمات الثلاثة وبين داعش. حتى في بيان التنظيم الإسلامي الذي أعلن مسؤوليته عن الهجوم ونشره في مجلة نشرت النبأ، اكتفى بالتعبير عن تقديره وثنائه على المهاجمين، وشدد على أن المقصود هو حرب دينية "من أجل الإسلام والله"، وليس نضالاً وطنياً "قذراً".
  • صحيح أن الشاباك اعتقل في الأسبوع الماضي عشرات السكان في الشمال للتحقيق معهم بشبهة تأييد داعش، أو بسبب تعبيرهم عن تضامنهم مع الهجمات. لكن بحسب مصدر من الشاباك، المقصود ردة فعل آلية لا تعتمد على معلومات محددة، أو على تقدير أن داعش فتح فرعاً له في إسرائيل أو في المناطق، أو أن التنظيم قرر تحريك نشطاء نائمين. وحتى الآن، فرضية العمل هي أن ما يجري الحديث عنه هو مبادرات فردية، وليس عمليات تنفّذها تنظيمات تحاول منافسة "حماس" والجهاد الإسلامي، أو تنظيمات أُخرى عابرة.
  • داعش كلمة تثير الرعب. الأعوام التي سيطر فيها التنظيم على مناطق كبيرة في العراق وسورية قدّمت للعالم أساليبه في القمع الوحشي. الفيديوهات التي صورها قسم الدعاية في التنظيم أظهرت مشاهد مرعبة، من قطع الرؤوس، وحرق أشخاص وهم أحياء، وإعدامات جماعية، والاعتداء على نساء بالجملة، وتجنيد أولاد للحرب، وكل الفظائع الأُخرى. وبعكس التنظيمات الأُخرى، يعتمد داعش على أيديولوجيا ورؤية هدفها إقامة دولة إسلامية. ولقد نجح في إقامة نموذج من الدولة الإسلامية وحكمها أربعة أعوام.
  • وفتح التنظيم فروعاً له في عدد كبير من الدول الإسلامية، وجذب إليه عدداً من مؤيدي تنظيم القاعدة الذي لم تسمح له مصادره المادية بأن يكون سخياً، وخصوصاً بعد ضرب قيادته عقب اغتيال أسامة بن لادن في أيار/مايو 2011، ووفاة نائبه أيمن الظواهري، الأمر الذي لم يساعده على توحيد صفوفه.
  • وعلى الرغم من طرد داعش من الأراضي التي سيطر عليها، فإن التنظيم لا يزال يحمل شعار "الدولة الإسلامية". لكنه، في الواقع، أصبح منذ سنة 2019 تنظيماً لا يختلف في بنيته عن القاعدة: جزء من فروعه قُلِّص أو أُغلِق؛ جزء آخر لا يزال يعمل ويقوم بهجمات تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا، لكنه لا يسيطر على أراضٍ بصورة مستمرة. على سبيل المثال، تواصل ولاية سيناء، الفرع المصري من التنظيم، خوض حرب قاسية ضد القوات الأمنية المصرية في شمالي سيناء ووسطها. في العراق وسورية، تراجعت وتيرة الهجمات، لكن التنظيم لا يزال يحصد ثمناً دموياً باهظاً.
  • في أفغانستان، يخوض التنظيم حرباً ضد طالبان، ويهدد بتصدير هجماته إلى إيران التي كانت محصّنة من هذه الهجمات طوال أعوام. جهاز التعبئة الدولي للتنظيم، الذي نجح في أوقات الذروة في تجنيد عشرات الآلاف من المتطوعين، تقلص كثيراً، ويقدَّر أن لدى قيادة التنظيم ما بين 25 إلى 30 مليون دولار في الإجمال. وهذا المبلغ صغير نسبياً، مقارنة بالمليارات التي كانت لديه في منتصف العقد الماضي.
  • نسْبُ هجمات إرهابية في إسرائيل أو في المناطق إلى داعش، يجب ألّا يثير خوفاً مختلفاً عن الهجمات التي تُنسب إلى تنظيمات أُخرى، مثل "حماس" والجهاد الإسلامي. الفارق بينهما يكمن في العنوان المسؤول. بينما يوجد للتنظيمات الفلسطينية عناوين واضحة - القيادتان العسكرية والسياسية (وفي حالة "حماس"، فإنها تتحمل المسؤولية المدنية عن إدارة أراضيها)، بينما بالنسبة إلى مهاجمين عرضيين توجد شبهة في انتمائهم إلى داعش، لا يوجد عنوان، أو تنظيم، أو بنية تحتية، أو قيادة معروفة. هذا الفارق يجعل من الصعب التصدي له، بينما فيما يتعلق بـ"حماس" والجهاد، تستطيع إسرائيل استخدام الضغط المدني والعسكري من أجل خلق الردع، حتى لو لم يكن ناجعاً دائماً، أما بالنسبة إلى نشطاء عرضيين، فلا يوجد قناة للرد.
  • الفارق بين التنظيمات يبرز أيضاً في القدرة على جمع المعلومات الاستخباراتية ضد مهاجمين عرضيين، كما أثبتت عملية يوم السبت ضد نشطاء الجهاد الإسلامي الذين أُطلقت النار عليهم وهم في طريقهم لتنفيذ هجوم. ثمة شك في أنه كان يمكن الحصول على معلومات دقيقة عن المهاجمين لو تحركوا بصورة مستقلة، ولم يكونوا أعضاء في تنظيم.
  • لا خلاف بشأن أهمية الكشف عن الانتماء التنظيمي للمهاجمين. لكن من السهل جداً ضمّ نشطاء داعش إلى مجموعة من التنظيمات والحركات الدينية الراديكالية التي يُطلق عليها اسم التنظيمات "السلفية"، والاستنتاج من ذلك، بصورة خاطئة، أن العمل ضدهم يمكن أن يُستخدم كأداة دفاعية ناجعة ضد إرهاب داعش. لا يشكل السلفيون مجموعة واحدة. والتيارات الأكثر طهرانية بينهم، والتي تُعتبر الأكثر تديّناً، تعارض النشاطات السياسية أو العسكرية، وتدعو إلى الاهتمام بالتفسير "الصحيح" للنصوص الإسلامية.
  • هناك تيار آخر سياسي - ديني لا يعارض المشاركة في الحياة السياسية، لكنه يبتعد عن العنف، وهناك التيار الجهادي- السلفي الذي يعتبر النضال المسلح وسيلة حيوية من أجل تحقيق أيديولوجيته. بسبب هذه المرونة الفكرية لهذه التيارات، سيكون من الصعب تقدير حجم المهاجمين المحتمَلين، وأيضاً حجم التيار الجهادي. التمييز بين هذه التيارات انتهجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي نجح في تقريب التيارات السلفية السياسية منه، بينما يخوض حرباً لا هوادة فيها ضد الإخوان المسلمين وداعش.
  • هذا الفارق يعرفه الشاباك جيداً، الذي لا يسارع إلى الاستجابة لكل دعوة إلى مهاجمة تنظيمات دينية إسلامية، أو جمعيات دينية فقط، لأنها ذات توجهات دينية راديكالية. نشاط هذه الجمعيات والمنظمات هو تحت رقابة دائمة وهادئة - من طرف الشاباك، وأيضاً من السلطة الفلسطينية. والاثنان يجدان شريكاً لهما لدى "حماس" في غزة، والتي تخوض بنفسها صراعاً ضد السلفيين ومؤيدي داعش، كجزء من اتفاقات التعاون بينها وبين مصر. صحيح أن "حماس" أشادت بالعملية البطولية في الخضيرة، لكنها في الوقت عينه، لجمت نشاطات تنظيمات راديكالية في داخل غزة، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى تقويض سيطرتها على القطاع، وأن يقوّض أيضاً توازُن الردع الهش القائم بينها وبين إسرائيل في هذه الأثناء.
  • في منظومة الأدوات المترابطة التي تدير توازُن الرعب بين غزة وإسرائيل والضفة، فإن هجمات الأفراد، أو تلك المنسوبة إلى داعش، حتى لو لم تكن فعلاً كذلك، تخدم فكرة المقاومة المسلحة من دون أن تضطر "حماس" أو الجهاد الإسلامي إلى دفع الثمن. في المقابل، محاولة الهجوم المنظّم التي قام بها الجهاد الإسلامي يمكن أن تقوّض شبكة العلاقات بين الجهاد وبين "حماس"، وبينهما وبين مصر.
  • وبينما قبلت "حماس"، ولو بصورة غير صريحة، الفصل الذي طالبت به مصر، بين أنشطتها في غزة وبين أنشطتها في الضفة وفي القدس الشرقية، فقد رفض الجهاد الإسلامي هذا الفصل، الأمر الذي يمكن أن يجرّ "حماس" إلى منافسة عنيفة في مواجهة إسرائيل، وإلى مسار تصادُم مع مصر. إذا حدث هذا التطور، فإن "تهديد داعش" سيكون الأمر الأخير الذي ستضطر إسرائيل إلى التخوف منه.

 

"هآرتس" العدد 3/4/2022
الاتفاق النووي: إسرائيل مطالَبة بدبلوماسية أكثر هدوءاً في المنطقة
د. يوآل غوجانسكي - باحث في مركز دراسات الأمن القومي وجامعة تل أبيب
  • يتحضر الشرق الأوسط العربي لتوقيع الاتفاق النووي المتجدد مع إيران وتأثيراته المتوقعة. تتخوف دول الخليج من ازدياد قوة إيران العسكرية والاقتصادية، إلى جانب تراجُع اهتمام الولايات المتحدة بالمنطقة عموماً، وبالمشكلات الأمنية لهذه الدول خاصة. كما تتخوف من حصول إيران على شرعية معينة للاستمرار في نشاطها النووي تحت قيود معينة، إلى جانب موارد جديدة ستكون في خدمتها، بالإضافة إلى حصانة محدودة لتقوم بما تريد في المنطقة.
  • هذه التطورات تنذر بتردي الوضع الأمني لهذه الدول. ومن أجل التعامل جيداً مع هذا الواقع الجديد، تدفع هذه الدول قدماً ببعض الخطوات التي تبدو متناقضة في الوقت عينه.
  • أولاً، الاعتماد الذاتي - ارتفاع أسعار النفط سيسمح بشراء أسلحة دفاعية وغير دفاعية، بكميات غير مسبوقة. وهو ما سيؤدي إلى تسريع وتيرة سباق التسلح في المنطقة، وهذه المرة ستشارك فيه دولة كبرى مثل الصين إلى جانب الولايات المتحدة.
  • ثانياً، الدفع قدماً بتعاون إقليمي للتعامل مع المخاطر الملحة المتعلقة بإيران - خطر الصواريخ والمسيّرات الخاصة بها وبأذرعها. وخطة تطوير منظومة جوية - إقليمية مشتركة للإنذار والدفاع ضد هذه التهديدات، تحت مظلة "سنتكوم"، وهذا خطر حقيقي يقض مضاجع الإيرانيين.
  • ثالثاً، الدول العربية، وبصورة خاصة المجاورة لإيران، ستستمر في الحوار معها. الإمارات والسعودية فتحتا قنوات منفردة مع إيران، ولكن منسّقة، بهدف صوغ تفاهمات تقلل من خطر المواجهة معها.
  • رابعاً، هناك جهود للتفرقة ما بين إيران وبعض حلفائها/أذرعها. تحاول دول الخليج، ومنذ وقت، التقرب من بشار الأسد، وتأسيس قدرة تأثير في العراق، واستمالة الحوثيين لتوقيع اتفاق، حتى ولو كان موقتاً، بهدف تقليل قوة التأثير الإيرانية في الإقليم.
  • خامساً، دول مركزية، كالسعودية التي ترى في ذاتها قوة إقليمية، تطور ردوداً نووية: الدفع قدماً بمبادرات نووية مدنية تعزز المعرفة في هذا المجال، ومحاولات أولية للسيطرة على دائرة الوقود النووي، بالإضافة إلى الحفاظ على العلاقات التاريخية مع باكستان النووية.
  • الاتفاق مع إيران سيعزز تزايد التعاون بين الدول العربية وإسرائيل. هذا بالإضافة إلى أن التحالف مع إسرائيل، بسبب قدراتها، سيعزز صورة الردع لدى دول الخليج في مواجهة إيران. ولكن المكانة الإقليمية الجديدة لإيران يمكن أن تمنعها من الجهر بمثل هذه العلاقات العلنية مع إسرائيل. فدول الخليج لا تريد أن تبدو كـ"قاعدة" إسرائيلية متقدمة، على بُعد خطوة من إيران - تخوفاً من ضربة إيرانية. هذا الأسبوع، حذّر قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلمي، خلال زيارة إلى جزيرة "أبو موسى" (جزيرة إماراتية تحت السيطرة الإيرانية)، دول الخليج من مغبة تعميق علاقاتهم مع إسرائيل.
  • الدول العربية ستستمر في تحديد المخاطر والفرص، وفي الوقت عينه ستدفع قدماً بسياسات تتناقض مع مصالح إسرائيل، وتستمر في التعاون معها بصمت. الشرق الأوسط بعد الاتفاق مع إيران، سيكون مكاناً يصعب فيه تمييز المعسكرات بوضوح. وسيكون على إسرائيل إبداء بعض الليونة، ومنح الثقل الأكبر للدبلوماسية الهادئة، حتى ولو كان هذا على حساب تطور التطبيع العلني، كي تسهل على الدول العربية مواجهتها مع إيران.