مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
إسرائيل تبعث برسائل تحذير إلى حزب الله: في حال محاولة الحزب مهاجمة منصة "كاريش" مجدداً سيكون الرد قاسياً
الجيش الإسرائيلي أجرى تدريبات على سيناريوهات تحدث خلالها هجمات بالصواريخ ضد أهداف في منطقة المياه الاقتصادية الإسرائيلية
غانتس: إيران مشكلة عالمية وليست مشكلة خاصة لنا وإسرائيل ترغب في التوصل إلى اتفاق مع الحكومة اللبنانية بخصوص ترسيم الحدود البحرية
الناطق بلسان الرئاسة الروسية: قضية وقف نشاط الوكالة اليهودية في موسكو لن تؤثر في العلاقات مع إسرائيل
أخبار انتخابية: غانتس يؤكد أنه لن يجلس في حكومة واحدة مع بنيامين نتنياهو
مقالات وتحليلات
يتعين على لبيد الانتباه: الموقف الأخلاقي شرعي، أما الاشتباك المباشر مع بوتين فهو خطأ
التقارب بين روسيا وإيران – هل من تحالُف استراتيجي جديد؟
يجب على لبيد التوقف عن الخوف من نتنياهو
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يديعوت أحرونوت"، 27/7/2022
إسرائيل تبعث برسائل تحذير إلى حزب الله: في حال محاولة الحزب مهاجمة منصة "كاريش" مجدداً سيكون الرد قاسياً

علمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن إسرائيل بعثت خلال الأيام الأخيرة برسائل تحذير وُصفت بأنها شديدة اللهجة إلى حزب الله، استعداداً لتشغيل منصة "كاريش" لاستخراج الغاز الطبيعي من عرض البحر الأبيض المتوسط، هددت فيها بأنه في حال محاولة الحزب مهاجمة المنصة مجدداً، سيكون الرد قاسياً.

واستعانت إسرائيل بفرنسا والولايات المتحدة لتمرير هذه الرسائل عن طريق قنوات عسكرية ودبلوماسية.

وعلمت الصحيفة أيضاً بأن الجيش الإسرائيلي لم يقُم برفع حالة التأهب في هذه المرحلة بسبب تهديدات حزب الله، لكن مصادر مسؤولة في قيادة الجيش أكدت أنه ستجري مضاعفة حراستها كما خطط مسبقاً، بعد أن يتم ضخ الغاز من المنصة في أيلول/سبتمبر المقبل.

من ناحية أُخرى، من المتوقع أن يصل الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين إلى لبنان في الأيام القليلة المقبلة، وقبل ذلك، سيُجري محادثة عبر الزووم مع طواقم المفاوضات. وتقوم إسرائيل حالياً بممارسة الضغط على الأميركيين لاستكمال المفاوضات بشأن تقسيم المنطقة البحرية قبل بدء ضخ الغاز في أيلول/سبتمبر.

وتأتي كل هذه التطورات على خلفية التهديدات التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في عدة فرص مختلفة وصرّح فيها بأن الحزب قادر على استهداف كافة منصات الغاز الإسرائيلية، وليس منصة "كاريش" فقط.

تجدر الإشارة أيضاً إلى أنه بعد يوم على مغادرة الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل، تحدث رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد ووزير الدفاع بني غانتس مع هوكشتاين، ونقلا إليه رسالة، فحواها أنه يجب إنهاء الخلاف بين إسرائيل ولبنان قبل أيلول/سبتمبر. وأشارت الرسالة إلى أن من مصلحة الحكومة اللبنانية عدم تصعيد الأزمة، وإنما وضع حدّ لها. كما تضمنت الرسالة تحذيراً بأنه في حال قيام حزب الله بشنّ هجوم، فإن الرد الإسرائيلي سيكون قاسياً.

 

موقع Walla، 27/7/2022
الجيش الإسرائيلي أجرى تدريبات على سيناريوهات تحدث خلالها هجمات بالصواريخ ضد أهداف في منطقة المياه الاقتصادية الإسرائيلية

قال مسؤولون أمنيون إسرائيليون رفيعو المستوى لموقع "واللا" إن الجيش الإسرائيلي أجرى خلال الأشهر الأخيرة تدريبات على سيناريوهات تحدث خلالها هجمات بالصواريخ ضد أهداف في منطقة المياه الاقتصادية الإسرائيلية.

وأكد هؤلاء المسؤولون أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية رفعت حالة التأهب إلى الدرجة القصوى على خلفية تهديدات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وعلى خلفية المشاكل والتأخير في المفاوضات بين لبنان وإسرائيل بشأن ترسيم الحدود البحرية، والدخول إلى منصة "كاريش" ونية إسرائيل ضخ الغاز منها في أيلول/سبتمبر المقبل. كما أنه بغرض الدفاع عن منصات الغاز والمصالح الإسرائيلية في المجال البحري أقيم منتدى متعدد الأذرع يضم مندوبين من وزارة الدفاع، وسلاح البحر، وإدارة العمليات العسكرية، وسلاح الجو، وقيادة المنطقة العسكرية الشمالية، وأجهزة الاستخبارات، وذلك بهدف الاستعداد لإمكانية محاولة حزب الله تنفيذ عملية عسكرية، أو خطوات أُخرى تهدف إلى استفزاز إسرائيل، أو المساس بعملية ضخ الغاز.

يُذكر أن نحو 99% من التصدير الإسرائيلي يأتي من البحر وتسود المؤسسة الأمنية في الوقت الحالي مخاوف، ليس فقط من المساس بمنصات الغاز، بل أيضاً بحُرية النشاط البحري الإسرائيلي.

"معاريف"، 27/7/2022
غانتس: إيران مشكلة عالمية وليست مشكلة خاصة لنا وإسرائيل ترغب في التوصل إلى اتفاق مع الحكومة اللبنانية بخصوص ترسيم الحدود البحرية

قال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس إن إيران مشكلة عالمية وليست مشكلة خاصة لدولة إسرائيل، وأكد أن هذه الأخيرة قادرة في نهاية المطاف على استخدام قوتها وعرقلة المشروع النووي الإيراني.

وأضاف غانتس في سياق مقابلة أُجريت معه خلال المؤتمر الوطني الذي عُقد بالتعاون مع قناة التلفزة الإسرائيلية 13 أمس (الثلاثاء): "بحسب تصوُّر أولئك الذين يؤمنون بالاتفاق، فإن الإيرانيين سيلتزمون عدم مواصلة العمل على المشروع النووي، وسيؤجلونه إلى أعوام مقبلة. نحن غير راضين البتة عن هذا الاتفاق، ونعتبره اتفاقاً سيئاً لأنه بالنتيجة سيكون هناك تأخير موقت لطموح طهران النووي. ولقد أشرنا إلى كل الثغرات. أنا لا أرى أن الاتفاق سيُبرَم في الأيام القليلة المقبلة، لكن لا يمكنني استبعاد ذلك. وأذكّركم بأن الرئيس الأميركي جو بايدن عندما سُئل عمّا إذا كان سيلجأ إلى الخيار العسكري، قال إنه سيفعل، ولكن كملاذ أخير".

من ناحية أُخرى، أكد غانتس أن إسرائيل ترغب في التوصل إلى اتفاق مع الحكومة اللبنانية بخصوص ترسيم الحدود البحرية، حتى يستفيد المواطن اللبناني من الرخاء الذي باستطاعة استخراج الغاز الطبيعي تأمينه له. وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب، وعلى استعداد تام للتعامل مع سيناريوهات تقوم على المواجهة بين إسرائيل وحزب الله.

وتطرّق غانتس إلى تهديدات الأمين العام لحزب الله بمهاجمة منصة "كاريش"، فقال: "إن مستوى الردع الإسرائيلي مرتفع في مقابل لبنان وحزب الله. لكن يمكن أن يحدث كثير من التطورات. ولقد رأينا إطلاق حزب الله طائرات مسيّرة من دون طيار. وفي حال مواصلة تحدّينا، فسوف نرفع مستوى الرد".

 

موقع Ynet، 27/7/2022
الناطق بلسان الرئاسة الروسية: قضية وقف نشاط الوكالة اليهودية في موسكو لن تؤثر في العلاقات مع إسرائيل

قال الناطق بلسان الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إن قضية وقف نشاط الوكالة اليهودية في موسكو لن تؤثر في العلاقات بين روسيا وإسرائيل.

وقال بيسكوف في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس (الثلاثاء)، إنه يجب التعامل مع هذا الوضع بحذر شديد. وأكد أن ما يجري هو فحص موضوع امتثال الوكالة اليهودية للتشريعات الروسية، وليس هناك أي حاجة لتسييس هذا الوضع وإسقاطه على مجمل العلاقات الروسية - الإسرائيلية.

وأضاف بيسكوف أنه في الوقت نفسه يجب إدراك أنه يتعين على جميع المنظمات الامتثال للتشريعات الروسية وهذا مطلب عام من الجميع.

وردّ ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية على تصريحات بيسكوف هذه ببيان مقتضب جاء فيه أن علاقات إسرائيل وروسيا تستند إلى تراث وحوارات متواصلة ومصالح مشتركة، وأن مكان الجالية اليهودية في هذه العلاقات مركزي، وإذا كان هناك فعلاً قضايا قانونية فيما يتعلق بنشاطات الوكالة اليهودية في روسيا، فإسرائيل كما كانت دائماً مستعدة وجاهزة لإجراء حوار بشأن ذلك من خلال الحفاظ على العلاقات المهمة بين الدولتين.

وكانت الناطقة بلسان وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أشارت إلى هذه القضية في تصريحات أدلت بها إلى وسائل إعلام في وقت سابق أمس، فأكدت أنه يتم النظر في مسألة الوكالة اليهودية على المستوى القانوني، غير أنها في الوقت نفسه أعربت عن أسف موسكو لمواقف إسرائيل، وانتقدت مواقف غير بنّاءة لها، وكذلك السياسة التي تنتهجها في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك موقفها من الوضع في أوكرانيا ودعمها للسلطات الأوكرانية.

وتطرقت زاخاروفا إلى أقوال رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد التي شدّد فيها على أن وقف نشاطات الوكالة اليهودية في روسيا خطر وسينعكس على العلاقات الثنائية، فقالت: "أود أن أسأل: ألا يعتقد هؤلاء الأشخاص أن نشاطهم وتصريحاتهم في الأشهر الأخيرة أثّرت في هذه العلاقات؟ لقد سمحت القيادة الإسرائيلية لنفسها بإطلاق تصريحات معادية لروسيا، وهذا أثار أسئلة فعلاً".

من ناحية أُخرى، بالأمس قال رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ، الذي تولى في السابق منصب رئيس الوكالة اليهودية، إنه كلما تحدثنا أقل في هذا الشأن سيكون أفضل، وسيسمح بعناية صحيحة للقضية كلها. وأشار إلى أنه يعمل من خلال التعاون مع لبيد بغية إيجاد حلّ لهذه الأزمة.

وأضاف هرتسوغ أن روسيا دولة مهمة في منطقة الشرق الأوسط وبصورة عامة، وبناءً على ذلك، لا بد من طرق كل الأبواب من أجل درء أي تصعيد في العلاقات معها.

موقع قناة "كان"، 27/7/2022 https://www.kan.org.il/
أخبار انتخابية: غانتس يؤكد أنه لن يجلس في حكومة واحدة مع بنيامين نتنياهو

قال وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس حزب "أزرق أبيض" بني غانتس إنه لن يجلس في حكومة واحدة مع بنيامين نتنياهو.

وأضاف غانتس في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية 11 [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] الليلة الماضية، أنه يستطيع التعاون مع كل الأطياف السياسية في الكنيست من أجل تأليف حكومة واسعة ومستقرة تمثّل كافة شرائح المجتمع الإسرائيلي، وذلك بعد الانتخابات العامة التي ستجري يوم 1 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وأكد غانتس أنه لا يرفض الليكود كشريك ائتلافي، إنما يرفض رئيسه بنيامين نتنياهو فقط. وأشار إلى أنه على اتصال مستمر مع أحزاب اليهود الحريديم [المتشددون دينياً]، وشدّد على أن هذه الأحزاب يجب أن تكون جزءاً من الائتلاف الحكومي المقبل..

وعن الأحزاب العربية قال رئيس "أزرق أبيض" إنه لا يرى نفسه في شراكة مع القائمة المشتركة. أما بالنسبة إلى راعام [القائمة العربية الموحدة]، فقال إن هناك مجالاً لضمها إلى ائتلاف برئاسته، لكنه في الوقت عينه أكد أنه لا يريد أن يعتمد الائتلاف عليها، كما كانت عليه الحال لدى تأليف الحكومة الإسرائيلية الحالية بعد الانتخابات الماضية.

وتعقيباً على تصريحات غانتس هذه، قال حزب الليكود في بيان صادر عنه إن غانتس ويائير لبيد لا يستطيعان تأليف حكومة من دون أصوات الإخوان المسلمين [في إشارة إلى راعام، باعتبارها القائمة الانتخابية للحركة الإسلامية - الجناح الجنوبي] والقائمة المشتركة.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 27/7/2022
يتعين على لبيد الانتباه: الموقف الأخلاقي شرعي، أما الاشتباك المباشر مع بوتين فهو خطأ
الجنرال رونين إيتسيك - عسكري وباحث في شؤون الجيش والمجتمع
  • يبدو أن حكومة إسرائيل قررت الدخول في صدام مباشر مع روسيا: لا يوجد طريقة أُخرى لوصف تداعيات تصريحات لبيد ضد الرئيس فلاديمير بوتين والحرب في أوكرانيا. الآن، لم يتبقّ إلا ربط الأحزمة وانتظار النتائج التي يمكن تشبيهها بحادث اصطدام بين سيارة صغيرة ودبابة. ماذا سيحدث، في رأيك، للسيارة وركابها؟
  • لا أُعَدّ مع مؤيدي بوتين. الحرب في أوكرانيا هي صراع متوحش. لكن الحديث هنا يدور عن حرب بين دول، إذ إن هدف روسيا واضح: زعزعة التوازن القائم في العلاقات الدولية بعد أعوام طويلة من جهود الغرب والناتو المستمرة لضمّ دول إضافية وزعزعة مكانة روسيا. بالنسبة إلى بوتين، هذا غير مقبول.
  • الحرب في أوكرانيا ليست على منطقة دونباس، ولا على محافظات المتمردين؛ إنها حرب على مكانة روسيا كقوة عالمية عظمى. الحرب دائماً ستكون تراجيدية ووحشية. ودولة إسرائيل لا تستطيع السماح لنفسها بالتدخل بين روسيا والولايات المتحدة. فالواقع الذي يجب علينا العمل فيه، وفق قيَمنا الديمقراطية، يتطلب التصرف بحكمة وعدم الاستفزاز.
  • روسيا ليست قوة عظمى فقط، بل أيضاً تلعب دوراً مركزياً جداً في الشرق الأوسط. حتى الآن، استطاعت دولة إسرائيل العمل بحكمة في هذه المعادلة المركبة، وامتنعت من التسبب بأضرار ذاتية في أعقاب الحرب السورية وصعود "داعش"، وفي الوقت ذاته، كانت تنسّق مع الروس نشاطاتها ضد إيران على الساحة السورية.
  • هذا الفهم ساعد على الاستقرار الإقليمي، وخفف من حدة التصعيد، وخلق هامش عمل مقبولاً. الآن، نحن نعلن للروس أننا لا نقبل نشاطهم، وأنهم يرتكبون "جرائم حرب"، وحتى أن الأمور وصلت إلى تهديدهم. أيّ نقاط قوة تملكها إسرائيل للضغط على روسيا؟ ما الذي يمنحنا الإمكانية للتهديد بهذه الطريقة، ونحن دولة من أصغر الدول في العالم، ومرتبطة كلياً بالتوازن ما بين القوى العظمى؟
  • تخيلوا دولة، تأثيرها الدولي هامشي جداً، تنتمي قيَمياً إلى العالم الغربي، وتقرر التحريض واستفزاز الرئيس الروسي. هذا ما قامت به أوكرانيا التي اشتبك رئيسها زيلينسكي مباشرة مع الدب الروسي، في الوقت الذي حصل على تأييد في شبكات التواصل الاجتماعي وتم التعامل معه على أنه بطل قومي. وفي النتيجة، تضررت أوكرانيا بشكل كبير من روسيا، وتحول ثلث مواطنيها (أكثر من 15 مليون نسمة) إلى لاجئين.
  • يبدو أن رئيس الحكومة لبيد يستغل نشاط الروس بهدف تقوية مكانته. لكن النتائج المحتملة لمواجهة مباشرة مع روسيا هي تراجُع في الحدود الشمالية، ضوء أخضر لإيران وأذرعها، وفي الوقت ذاته، نشاطات "لا سامية"، وعقوبات بحق يهود روسيا. استراتيجية رئيس حكومتنا خطِرة جداً، وتضع إسرائيل في قلب العاصفة. لا يوجد أي شيء جيد يمكن أن تحصل عليه إسرائيل من هذا. ومن الممكن أن تكون النتيجة ضربة كبيرة لنا، من دون أي ربح في مكانتنا الدولية.
  • الموقف الأخلاقي شرعي، المساعدات الإنسانية صحيحة، تعزيز النشاط من أجل يهود روسيا وأوكرانيا مطلوب، لكن المواجهة المباشرة مع زعماء القوى العظمى هي خطأ من الأساس، وتضيّق هامش العمل الدولي الخاص بإسرائيل، غير الواسع أصلاً، كما تضعها في خطر على المستوى الإقليمي عامة، والأمني خاصة، بالإضافة إلى أنها تصعّد الوضع إلى نقطة اللا - عودة.
"الموقع الإلكتروني للمعهد"، 26/7/2022
التقارب بين روسيا وإيران – هل من تحالُف استراتيجي جديد؟
د. شاي هار - تسفي - باحث كبير في معهد السياسة والاستراتيجيا في جامعة ريخمان
  • زيارة الرئيس الروسي بوتين إلى إيران (وهي الأولى خارج حدود دول الاتحاد السوفياتي سابقاً منذ غزو أوكرانيا) والقمة الثلاثية (19 تموز/ يوليو) مع القيادة الإيرانية والرئيس أردوغان، كانتا تعبيراً ملموساً للجهود الروسية الرامية، في الأشهر الأخيرة، إلى تعميق العلاقات مع إيران. مع ذلك، وفي ضوء حقيقة أن العلاقات بين الدولتين عرفت صعوداً وهبوطاً في الأعوام الأخيرة، تبرز تساؤلات: هل ما يجري هو التقاء مصالح محدود وموقت، أم ما يجري هو نشوء تحالُف استراتيجي جديد يشكل ثقلاً مضاداً للجهود الأميركية لإنشاء تحالُف إقليمي مع دول الخليج وإسرائيل؟

خطوات التقارب

  • تتجلى خطوات التقارب بين روسيا وإيران على عدد من المستويات في آن معاً. على المستوى الاستراتيجي، عقْد قمة طهران بعد أيام معدودة فقط من زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط والقمة في السعودية، كانت بالنسبة إلى الرئيس بوتين فرصة لإظهار أنه على الرغم من جهود الغرب لنبذ روسيا وتحويله، على المستوى الشخصي، إلى شخص منبوذ، فإنه ينجح في الدفع قدماً بتعاون مع دول أساسية، بينها تركيا العضو في حلف الناتو.
  • وشكلت القمة أيضاً ركيزة أُخرى في المواجهة بين الدول الكبرى من أجل بلورة نظام عالمي ومنظومة تحالفات جديدة، من خلال إظهار جبهة موحدة مع إيران ضد الغرب. وبرز ذلك في كلام المرشد الأعلى خامنئي، عندما قال إنه لم يكن لروسيا مفر من غزو أوكرانيا، وإلا فإنها كانت ستواجه هجوماً من جهة الناتو. وينسجم هذا الكلام مع الدعم الذي منحه النظام الإيراني لروسيا منذ نشوب الحرب، بتحميل الغرب المسؤولية. ومن المعقول أيضاً أن الرئيس بوتين وإبراهيم رئيسي تعاونا من أجل إقناع الرئيس أردوغان بعدم القيام بعملية عسكرية جديدة في شمال سورية ضد الأكراد. ومن المحتمل أن صفقة القمح التي وقّعتها تركيا (22 تموز/يوليو) كانت تتمة مباشرة للتفاهمات التي جرى الاتفاق عليها في طهران.
  • على المستوى العسكري - حتى قبل عقْد القمة، ادّعت أطراف في الإدارة الأميركية، وعلى رأسها مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، أن إيران مهتمة بتزويد روسيا ببضع مئات من المسيّرات، بينها مسيّرات ذات قدرة هجومية، وأن وفوداً روسية زارت خلال حزيران/يونيو وتموز/يوليو إيران لفحص المسيّرات. كما أشار مستشار الأمن القومي إلى أن إيران تنوي البدء بتدريب طواقم روسية على استخدام المسيّرات في تموز/يوليو. وزير الخارجية الإيراني كذّب هذه التقارير، لكن في المقابل، صرّح قائد القوات البرية في الجيش الإيراني بأن إيران تُنتج مسيّرات متقدمة، وهي مستعدة لتصدير عتاد عسكري إلى "دول صديقة". وفي جميع الأحوال، حتى الآن لا توجد دلائل على توقيع مثل هذه الصفقة، أو على البدء بتنفيذها.
  • على المستوى الاقتصادي - تُجري روسيا وإيران والهند اتصالات متقدمة لتفعيل مشروع مواصلات بحرية وبرية (International North-South Transportation Corridor- INTC)، الغرض منه تقصير مسار انتقال البضائع من روسيا إلى الهند، عبر إيران (وفقاً للتقديرات، يجري الحديث عن تقصير قرابة 40% من الطريق، ونحو 30% من تكلفة النقل). ضمن هذا الإطار، جرت في حزيران/يونيو تجربة أولى لنقل شحنة من سانت بطرسبورغ إلى الهند، عبر موانىء وطرقات إيرانية. وبحسب الخطط، هذا المسار التجاري يجب أن يصبح شغالاً بصورة كاملة في مطلع سنة 2023. بالإضافة إلى ذلك، وقّعت شركة الطاقة الروسية غازبروم وشركة النفط الوطنية الإيرانية وثيقة تفاهُم في مجال الطاقة بقيمة 40 مليار دولار، من أجل تطوير حقول النفط والغاز وبناء أنابيب لتصدير الغاز. صحيح أن المقصود هو فقط مذكرة تفاهُم، لكنها تأتي ضمن توجُّه عام لتوسيع التعاون بين الدولتين. كما قررت الدولتان الانتقال إلى استخدام الروبل والريال في الصفقات فيما بينهما والتخلي عن استخدام الدولار، كوسيلة أُخرى لقضم العقوبات الغربية. وعملياً، ارتفع حجم التبادل التجاري بين الدولتين بنحو 10% خلال الربع الأول من سنة 2022 (بينما سجّل حجم التبادل التجاري بينهما أقل من 4 مليارات دولار في سنة 2021).

فجوات ومنافسات

  • في مقابل الخطوات لتعميق التعاون، يسود أيضاً عداء تاريخي وعدم ثقة متبادل بين موسكو وطهران منذ عشرات الأعوام، الأمر الذي يُلقي بظله على إمكانية إقامة حلف استراتيجي طويل الأمد بين الدولتين. ويمكن أن نضيف إلى ذلك السباق على مراكز النفوذ في آسيا والشرق الأوسط، والمنافسة على التسويق في أسواق الطاقة العالمية، والتي تفاقمت في الأشهر الأخيرة، في ضوء الزيادة الكبيرة في تصدير النفط الروسي إلى الصين والهند بأسعار أقل بكثير من أسعار السوق. في المقابل، تتخوف روسيا من صفقة نووية تنطوي على احتمال زيادة كبيرة في تصدير النفط الإيراني، وهو ما سيؤدي إلى انخفاض الأسعار وتقليص حجم تصدير النفط الروسي؛ في نظر روسيا، هذه التطورات يمكن أن تساعد الدول الأوروبية على التخلص من الاعتماد على استيراد الطاقة من روسيا. وليس من قبيل الصدفة مطالبة روسيا قبل أشهر الحصول على ضمانات بأن العقوبات التي فُرضت عليها لن تمسّ بتعاونها الاقتصادي والعسكري مع إيران، كشرط للدفع قدماً بصفقة نووية جديدة.
  • علاوة على ذلك، تتأرجح موسكو بين الرغبة في توسيع منظومة العلاقات مع إيران وبين الرغبة والحاجة إلى ضمان المحافظة على منظومة العلاقات مع السعودية، وخصوصاً في الوقت الحالي، وفي ضوء أهمية السعودية بشأن كل ما له علاقة بكميات إنتاج النفط، وبأسعاره (وفي الواقع، سارع بوتين إلى إجراء حديث مع ولي العهد محمد بن سلمان بعد أيام قليلة من زيارته إلى طهران).

الدلالات وتوصيات لإسرائيل

  • في الخلاصة، برزت في الأشهر الأخيرة جهود التقارب بين روسيا وإيران، والمدفوعة من إدراك الدولتين أنه في ضوء الواقع العالمي والإقليمي الفوضوي، فإن تعميق العلاقات في الوقت الحالي جوهري من أجل الدفع قدماً بمصالحهما الخاصة. بالنسبة إلى إسرائيل، يخلق هذا الواقع تحديات على المستويين الاستراتيجي والأمني في آن معاً. توطيد العلاقات بين موسكو وطهران يمكن أن يؤدي إلى توسيع مجمل العلاقات بين الدولتين، بما في ذلك على المستوى الأمني - العسكري (صفقات عسكرية جديدة، وتعاوُن استخباراتي وسيبراني)، وإلى تعميق الدعم الروسي لإيران في المفاوضات النووية.
  • في الوقت عينه، التطورات على المحور الروسي -الإيراني يمكن أن تنعكس على العلاقات الثنائية بين روسيا وإسرائيل، والتي هي اليوم في أدنى مستوياتها. وذلك بسبب عدم الرضا الروسي عن تصريحات رئيس الحكومة، والتي تحدث فيها عن جرائم حرب روسية في أوكرانيا، وتهديدات روسيا بوقف عمل الوكالة اليهودية في أراضيها، والتحذيرات العلنية لرئيس الحكومة الإسرائيلي من أن إغلاق الوكالة سيشكل حدثاً خطِراً سينعكس على العلاقات الثنائية.
  • منذ بدء الحرب في أوكرانيا، وجهت روسيا وبصورة مستمرة انتقادات إلى الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل في سورية، لكنها عموماً امتنعت من اتخاذ خطوات ملموسة لوقف العمليات الإسرائيلية. أي احتكاك مباشر وعلني بين إسرائيل وروسيا، أو محاولة لتدفيعها الثمن إذا قررت إغلاق الوكالة، يمكن أن يؤدي إلى تغيُّر طبيعة السلوك الروسي في مجالات أُخرى (بما في ذلك وقف، أو تقليص هجرة اليهود). لقد أثبتت حرب أوكرانيا أن روسيا لا ترتدع من التهديدات، ولا تخاف من استخدام القوة بكل الوسائل المتاحة لها من أجل الدفع قدماً بأهدافها الاستراتيجية.
  • بناءً على ذلك، وفي ضوء أهمية المحافظة على منظومة العلاقات مع موسكو عموماً، وعلى التعاون الأمني معها خصوصاً، نوصي إسرائيل بمواصلة سياستها الحذرة والمدروسة التي انتهجتها منذ بدء الحرب في أوكرانيا. وفي هذا الإطار، يتعين على إسرائيل الحرص على إجراء حوار بعيد عن الأضواء مع موسكو، والامتناع من الكشف، علناً، عن الخلافات في الآراء بصورة يمكن أن تُلقي بظلالها على العلاقات، وتجرّ الروس إلى التشدد في موقفهم، وتجعل من الصعب التوصل إلى حل صامت لهذه الأزمة، وللأزمات المستقبلية.

 

"هآرتس"، 27/7/2022
يجب على لبيد التوقف عن الخوف من نتنياهو
عوزي برعام - محلل سياسي
  • الانتخابات المقبلة هل يمكن أن تُحسَم لمصلحة يائير لبيد ومعسكر التغيير؟ هناك فرصة في ذلك. صحيح أن الحكومة السابقة لم تنهِ أيامها ورئيسها استقال، لكن كثيرين لا يريدون العودة إلى واقع المقاطعات والإقصاء في جلسات الكنيست التي تحولت إلى منبر لأحزاب صاخبة ومجنونة.
  • شريحة كبيرة من الجمهور تريد حكومة تحقق الاستقرار ومسؤولة وفاعلة. وهي تعلم بأن بنيامين نتنياهو لا يريد حكومة فاعلة، بل مسرحاً للدمى يحرّكه بواسطة المقربين منه، ويقدم صورة كاذبة إلى العالم.
  • لكن عندما سمعت المستشار الإعلامي اليميني يسرائيل بكار (الذي أشرف على حملة الليكود في سنة 2009 وحملات حزب "أزرق أبيض" في الانتخابات الثلاث الأخيرة) يقول: "أريد أن يفهم الجمهور أن لبيد لا يستطيع تأليف حكومة"، وافقت على كلامه، مع كل تحفظاتي عنه. وذلك لأنه بعد أن بدا للحظة أن لبيد يستوعب صورة الوضع بصورة صحيحة، أعاده مستشاروه إلى عادته السيئة عندما صرّح بأنه لن يجلس في حكومة مع "متطرفين".
  • ستكون الحملة الانتخابية طويلة ومتعرجة، لكنها بدأت بصورة سيئة. كان يجب على لبيد أن يعلن أنه لا يرفض أي حزب من الوسط أو من اليسار. صحيح أن نتنياهو سيستغل ذلك لتصويره كمتعاون مع "مؤيدي الإرهاب"، لكن إذا كان لبيد يعتقد أنه سبب كافٍ لاستبعاد "المتطرفين"، أي القائمة المشتركة، فإنه بهذا يكشف عن ضعف فقط.
  • العنصريون يكرهون كل عربي ويكرهون أي حزب لا يؤمن بعظَمة نتنياهو. هم وأشباههم ليسوا هدفاً للبيد. عليه أن يتحرر من ظل نتنياهو، ومن الخوف منه ومن تحريضه. يجب على لبيد أن يكون زعيماً صاحب خط يحدد مسار الكتلة برمتها. إن الكتلة التي لا تريد عودة نتنياهو لديها مصلحة كبيرة في زيادة نسبة التصويت وسط مؤيديها عموماً، ورفع نسبة التصويت وسط السكان العرب بصورة خاصة.
  • يجب على لبيد أن يدرك حقيقة أن نتنياهو لا يملك أرنباً في قبعته. وهو لا يتحدث عن الفضائح التي يحاول إلصاقها بخصومه. أقول هذا لأن الانتخابات التمهيدية في الليكود تكشف الواقع كما هو: الليكود هو مجموعة من الأشخاص سيرون بعضهم البعض للمرة الأخيرة في نهاية الانتخابات التمهيدية. وكل الكلاب الهجومية ستدخل في صمت إعلامي حتى الأول من تشرين الثاني/نوفمبرـ لأن نتنياهو يريد منع لقاء محتمل بين ما تبقى من ناخبيه وبين أولئك الذين يقومون بتهريبهم.
  • لكن لا يمكن لنتنياهو أن يتجاهل بن غفير، لأن هذا الأخير نما بفضل قواه الذاتية، وبفضل أجواء الكراهية والتحريض التي بثّها مع آخرين. يدرك نتنياهو أن بن غفير يمكن أن يكون كاسراً للتوازن في الاتجاه المعاكس: قوته الرادعة توازي قوته الانتخابية. هذا هو سبب التبدل الذي يمر به بن غفير. فهو لم يعد ينتمي إلى الفاميليا، وهو الآن يقدم نفسه كشاب ناضج وذكي. هو لا يكره العرب مثل مئير كهانا، هو يكره فقط "الإرهابيين". صحيح أنه يعترض على المنظومة القضائية، لكنه لا يختلف في ذلك عن أيٍّ من مناصري الليكود.
  • يجب على لبيد أن يتذكر أن الهدف هو عدم السماح لنتنياهو وريغيف بالعودة إلى الحكم مع بن غفير الذي هدد رابين مباشرة عشية اغتياله. كل ما يساهم في تحقيق هذا الهدف مشروع. ويجب ألا يسقط في الفخ الذي نصبه له نتنياهو.